📁

رواية أوهام الفصل الخامس 5 بقلم فاطمة على

رواية أوهام الفصل الخامس 5 بقلم فاطمة على

رواية أوهام البارت الخامس 5

رواية أوهام الجزء الخامس 5

رواية أوهام الحلقة الخامسة 5

رواية أوهام الفصل الخامس 5 بقلم فاطمة على
رواية أوهام


رواية أوهام الفصل الخامس 5


الفصل الخامس.


كانت "آلاء" بغرفتها على غير عادتها في هذا الوقت من يومها الدراسي الاعتيادي ممدة على فراشها وهي تعقد ساعديها أمام صدرها شاردة بسقف الغرفة أمامها في حال لو كان هاجس صديقتها هذا حقيقي، لو كانت فعلًا فقدت عذريتها في ذاك اليوم، أهكذا أصبحت حقًا غير عذراء؟!.. أتصبح حقًا غير شريفة لأنها فقدت تلك القطعة بدون أي ذنب؟.. أحقًا أصبحت مُعرضة لفقدان حبيب يعشقها منذ نعومة أظفارهما؟.. أحقًا أصبحت موصومة بعار يرافقها مدى الحياة رغم شهادة الجميع بأخلاقها؟!

معادلة مستحيلة بالواقع أن يكون هذا الغشاء هو فقط دليل عفة الفتاة، فكم من فتيات أنتهكت براءتهم، وانتهك طُهرهم عنوة ببراثن ذئاب بشرية؟،. وكم من فتيات اُنتهكت روحها البريئة ومازالت بكرًا جسمانيًا!.. الطامة الكبرى كم  من إناث تفعل محرمات كثيرة وتجاوزات أكثر ورغم هذا يسعد البائس بتلك البقعة الوردية!.. رفقًا بالقوارير أعزائي، استوصوا بهن خيرًا كما وصانا نبينا الكريم، حافظوا على بناتكم ورافقوهم لتكونوا درعهم الاقوى ونبع الأمان لهن.


تنهدت "آلاء" بقوة  وهي تنهض بجذعها جالسة بطرف الفراش قبل أن  تُزيل بقايا تلك العبرات الساكنة بوجنتيها دون أن تدري بوجودها بالأصل، لتتجه بيدها نحو جوالها الذي تعالت نغماته بقوة ملتقطة إياه تُجيب بصوت جاهدت لتماسكه :

  - أيوه يا حبيبتي.

 

أتاها صوت "هند" المهزوزة أوتاره رغم تجلدها بالقوة أمام مربيتها  حتى لا تكتشف الأمر :

  - أيوه يا "آلاء".. عملتي إيه؟

 

ابتسمت  "آلاء" إبتسامة شاحبة وهي تردد بثباتٍ واهٍ:

  - حجزت يا حبيبتي عند دكتورة كويسة بنت خالتي بتابع حملها معاها، وميعادنا كمان ساعة.

 

ارتجف صوت "هند" بقوة وكتمت شهقة أقوى بحلقها وهي تكمم فاهها للحظات قبل أن تحرر جانبًا منه مرددة بنحيب مكتوم :

  - يا نهار ابيض.. إنتي قولتيلها إيه بالظبط؟ .. زمانها فهمت كل حاجة.

 

حركت "آلاء" رأسها بنفي وهي تردد بصدق :

  - اطمني يا "هند".. والله ما قولت حاجة، أنا قولتلها إنك تعبانة شوية، والله لولا إني خايفة إنها تقول لـماما وتقلقها عليا كنت قولتلها إني أنا اللي تعبانة، بس إنتي عارفة علاقة ماما وبنت خالتي قوية إزاي.

  

همست "هند" ببعض الراحة متشككة :

  - طب افرضي قالت لها إني تعبانة؟ 

  

أجابتها "آلاء" بنفي مرددة بحنو شديد :

  - مش هتقولها حاجة صدقيني لأن الموضوع يخصك ومايخصنيش، وكمان أنا أكدت عليها إن ده بيني وبينها، بصي أنا هصلي وألبس وهنزل استناكِ على ناصية الشارع عشان نروح سوا كده كده الدكتورة في الشارع اللي ورانا يعني من هناخد وقت ..  خودي شاور واهدي وصلي ونتقابل على خير .

 

وأنهت معها الإتصال تضع جوالها جوارها وهي تنهض من مجلسها مغادرة الغرفة بصدر ثقيل وقلب مُنشق.

بينما كان "مصطفى" و "سالمة" بغرفة نومهما يتناقشان بقوة، لتهتف "سالمة" بحنق شديد :

  - إنت إمبارح رفضت إني اناقشك وقولتلي إهدي وفكري، وأديني روحت الشغل ورجعت وهديت وفكرت بس برضه رافضة يا "أبو آلاء".. بنتنا لا معيوبة ولا فاتها قطر الجواز عشان نجوزها راجل مطلق قبل كده، وكمان اتجوز خمس شهور بس، يعني مش بتاع  جواز ولا استقرار أصلًا.

 

جلس "مصطفى" على مقعده بعدما بدل ثيابه بثاب البيت الأكثر راحة وهو يبتسم ابتسامة خفيفة قبل أن يتكلم بنبرة حانية:

  - إنتِ شاكة يا أم "آلاء"  في حبي لبنتي وإنها أغلى إنسانة عندي في الدنيا؟

 

اقتربت منه "سالمة" وهي تجلس على طرف الفراش قبالته مرددة بندم شديد :

  - قطع لساني يا أخويا لو قولت كده أو حتى فكرت في كده، أنا بس مستغربة من رد فعلك وهدوءك ده، المفروض وقتها كنت رديت عليه وقولتله إننا ما عندناش بنات للجواز، يروح يشوف واحدة نفس ظروفه، لكن بنتي لأ.. مستحيل أخالي بنتي تعيش حياة تفضل تتقارن فيها بزوجة قبلها أو حب قديم حتى.

 

ابتسم "مصطفى" إبتسامة عاتبة مرددًا بسخرية مبطنة قبل أن يسترسل بحديثه :

  - المفروض!.. هسألك سؤال وجاوبيني عليه بكل صراحة .. إنتي تضمني منين البني الآدم اللي قدامك إنه ما حبش قبل كده، أو إنه مفيش في حياته ركن ضلمة مخبي فيه ذكريات ماتت أو حتى لسه عايشة؟

  

ضيقت "سالمة" أحداقها بتفكير عميق للحظات قبل أن تردد بثقة :

  - ماعرفش.. أنا مادخلتش قلوب الناس عشان أعرف  اللي فيها . 

 

أماء "مصطفى" برأسه برضا مرددًا :

  - معاكي حق.. إحنا  فعلًا ما دخلناش قلوب الناس عشان نعرف اللي فيها ، بس بنشوف أخلاقهم وتصرفاتهم عشان نعرف اتربوا إزاي.. أنا النهاردة الصبح الحاج "سامي" خال "محمود" في الإمارات وحكالي كل حاجة عن ظروف الانفصال ده طبعًا بعد ما عرف إن "محمود" طالب إيد "آلاء" فحكالي من باب إنه يطمني ومن باب عشرة العمر وده رغم إن "محمود" محلفه  مايطلعش كلمة بره، وكمان  حكاله يومها لما كان رافض موضوع بدل الشقق.

 

انتصب جسد "سالمة" وهي تتحفر للإنصات لإجابة سؤالها المباشر :

  - إيه اللي حصل بينهم؟

 

ابتسم "مصطفى"  من فضول زوجته وهو يحرك رأسه بنفي مرددًا بصرامة :

  - اللي حصل هيدفن معايا في قبري عشان مايخصنيش.. اللي يخصني إن "محمود" بني آدم محترم وعملة نادرة في زمننا ده، ومن حقه إننا ناخد رأي "آلاء" وليها مُطلق الحرية في الرفض أو القبول.

 

تجهمت معالم "سالمة" بحنق شديد وهي تُشيح بوجهها بعيدًا عن زوجها مغمغمة باستياء :

  - هترفض طبعًا.. دي بنتي وأنا عارفاها.

 

نهض "مصطفى" من مجلسه مرردًا قبل أن يغادر الغرفة :

  - ما تضغطيش على البنت في حاجة، حقها علينا نبين ليها المزايا والعيوب ونسيب ليها القرار.

 

كان هذا الحديث بأكمله قد استوقف "آلاء" بالخارج قبل أن تستشعر دقات أقدام والدها تقترب فتركض ناحية المرحاض بخطى خفيفة.


**********

ساعة كاملة قد تبخرت دقائقها لتتعلق "هند" بيد صديقتها بقوة منكمشة خلف كتفها وهي ترمق بعض النسوة بالمقاعد أمامها بعضهن حاملات لأجنة إناثًا وذكورًا، وأخريات يبحثن بكافة السبل عن هذا، همهمت "هند" بخفوت وهي تراقب أعين الجميع بنظراتٍ زائغة :

  - مش المفروض ندخل دلوقتي؟..

 

ربتت "آلاء" على كتف "هند" برفق مرددة بإبتسامة خفيفة وهي ترمقها بحنو شديد :

  -  يا حبيبتي إحنا لسه واصلين حالًا، اصبري بس الحالة اللي جوا تخرج وهندخل على طول .

 

هبطت "هند" بأنظارها أرضًا وهي تغمغم بخجل شديد :

  - أنا حاسة إن كل اللي في العيادة بيبصولي، وكأنهم عارفين كل حاجة.

 

طوفت "آلاء" وجوه الجميع أمامها بإبتسامة خفيفة، لتجد كل منهم شارد بعالمه الخاص، لتعود إليها بأنظارها مرددة :

  - مفيش حاجة من دي يا "هند".. كل واحدة فيهم مشغولة بحالها.

 

في هذه الأثناء كانت قد غادرت غرفة الطبيبة سيدة منتفخة البطن بشهرها الأخير يساندها زوجها بإبتسامة رضا وطمأنينة، لتهتف مساعدة الطبيبة بصوت مسموع :

  - أستاذة "هند السلاموني".

 

ارتجف جسد "هند" بقوة كما قلبها الذي ينتفض بين أضلعها بهلع شديد، لتنهض "آلاء" من مقعدها جاذبة يد صديقتها وهي تردد بثبات قوي :

  - أيوة.

 

أشارت الفتاة بيدها نحو غرفة الطبيبة مرددة بعملية تامة :

  - دورك يا أستاذة.

 

اتجهتا الفتاتان نحو غرفة الطبيبة التي كانت بالخمسين من عمرها، كما كانت صاحبة ملامح طيبة صادقة، لتقابلهم بإبتسامة واسعة مرددة وهي تُشير نحو المقاعد أمامها :

  - اتفضلوا ارتاحوا.

 

أجلست "آلاء" "هند" بمقعدها وجلست بالمقعد المقابل لها، لتكتشف الطبيبة هوية الحالة من ارتباكها القوي، فالتفتت بأنظارها نحوها مرددة بحنو أموي شديد علها تُذيب توتر "هند" وهلعها :

  - إزيك يا "هند" عاملة إيه؟

 

انفرجت ابتسامة شاحبة بثغرها وهي تردد بخفوت شديد :

  - الحمد لله.

 

ازدادت ابتسامة الطبيبة ودًا وهي تردد بدفيء صوتها :

  - بتشتكي من إيه يا حبيبتي؟

 

شبكت "هند" كلتا يديها ببعضهما البعض تفركهما وهي تردد بصوت متحشرج :

  - عايزة أعمل كشف عذرية.

 

ارتسمت الصدمة على وجه الطبيبة للحظات وهي تطالع معالم "هند" البريئة وهيئتها الملتزمة قبل أن تردد بعملية حانية:

  - ليه؟.. حد أذاكي في حاجة؟

 

ازدردت "هند" ريقها بمشقة وهي تهز رأسها بنفي مرددة :

  - خالص.

 

ضيقت الطبيبة أحداقها بتعجب وهي تردد باستنكار شديد :

  - أومال جاية تكشفي ليه؟!

 

حركت "هند" رأسها بنفي مرددة بخفوت :

  - مفيش.. عايزة أطمن بس.

 

تنهدت الطبيبة بقوة وهي تلتقط قلمها الجاف بين كلتا يديها مرددة بجدية :

  - ياريت تحكيلي وأنا ممكن أساعدك بدون  ما تتعرضي لحاجة زي كده، لأنها لو حصلت عمرك ما هتقدرى تنسيها طول عمرك.

 

سالت عبرات "هند" بغزارة وارتجف جسدها بقوة وهي تتخيل المشهد أمامها، لتنهض "آلاء" من مقعدها تدنو من صديقتها تحتضنها بقوة وهي ترفع أنظارها نحو الطبيبة وقد بدأت بقص كل الحكاية على مسامعها، بينما بالخارج كان "أيمن" قد ولج إلى العيادة وعلامات الغضب تفرض سطوتها على قسمات وجهه وعروق يديه وهو يتجه نحو مكتب المساعدة مرردًا بحدة :

  - فيه كشف هنا باسم "هند أسامة السلاموني"؟

 

نهضت الفتاة من مقعدها بارتباك شديد من هيئته مرددة بتساؤل :

  - مين حضرتك؟

 

أجابها "أيمن" بصوت مرتفع تسلل صداه لمسامع الجميع :

  - أنا جوزها.

 

لانت قسمات الفتاة قليلًا وهي تشير برأسها نحو غرفة الطبيبة مرددة :

  - أه.. مدام "هند" جوه عند الدكتورة.

 

لم يُمهلها الوقت الكافي لاستكمال كلماتها، فكان قد ركض نحو غرفة الطبيبة يقتحمها بقوة غير عابئًا بصرخاتها بخصوصية الغرفة، لينتفض جسد "هند" بقوة ما أن رمقته أمامها يسد فتحة الباب تقريبًا كليث كاسر وهي تغمغم بصدمة كبرى :

  - "أيمن".

 

استدار "أيمن" خلفه يوصد باب الغرفة بإحكام بوجه المساعدة قبل أن يلتفت نحوها ثانية مرددًا بصرامة تامة :

  - بتعملي إيه هنا؟

 

نهضت الطبيبة من مقعدها وهي تهتف به بغضب شديد:

  - إنت مين؟.. وإزاي تقتحم أوضة الكشف بالهمجية دي؟

 

أجابها "أيمن" بحدة شديدة وهو يشير بيده نحو" هند":

  - أنا "أيمن السلاموني" جوز الهانم.

 

ضيقت الطبيبة أحداقها بدهشة واستنكار مرددة :

  - نعم.. إزاي يعني؟.. أومال هي جاية تكشف عذرية ليه؟


سحبت الطبيبة صمام الأمان للقنبلة وألقتها بصدور الجميع، لتدوي مخلفة خلفها براكين من المشاعر المتصارعة مابين فزع ورعب، وبين صدمة و غضب متأججة نيرانه، لتهوي "هند" أرضًا  وإلى جوارها "آلاء" تحتضنها، بينما  استل  "أيمن" سلاحه الميري ووجهه نحو معشوقة عمره وهو يصيح بيها بصدمة كبيرة :

  - أنا هقتلك.

 

ألجمت الصدمة الجميع إلا تلك الصديقة الوفية التي تعلم كامل الأمر والتي نهضت واقفة كأسد زائر في وجه سلاحه الغشيم وهي تردد بصرامة  شديدة :

  - لما كان عندها سبع سنين وكانت بتلعب بالعجلة معاكم، ووقعت في اليوم ده واتجرحت.. فاكر؟

 

دفعها "أيمن" بعيدًا وهو يصرخ بها بجم غضبه :

  - مش وقت ذكريات خالص.. ابعدي عن وشي.

 

تشبثت "آلاء" بالمقعد وهي ترفع أنظارها نحوه صارخة :

  - "هند" قرت على الفيس بوك حادثة زي كده والبنت فيها فقدت عذريتها بسبب العجلة، عشان كده شكت إنها ممكن تكون هي كمان حصل لها كده، بقالها يومين منهارة ومابتنمش، مرعوبة لتكون فقدت  عذريتها، عشان كده جينا  للدكتورة عشان تطمن.. المفروض إنها حب عمرك ومتربية قدام عنيك.. يعني لو الدنيا كلها وقفت ضدها إنت الوحيد لازم تكون في صفها.

 

هبط "أيمن" بأنظاره المشتعلة نحو معشوقته التي كادت أن تتوقف نبضاتها من فرط الخوف والفزع، ليفهم حقيقة الأمر مطمئنًا بعض الشيء وهو يضع سلاحه بحافظته مرة أخرى خاطيًا نحوها عدة خطوات، لتتراجع هي للخلف بارتجافة قوية حتى اصطدمت بحاجز المكتب الخشبي، فهبط جالسًا إلى جوارها وهي تشيح وجهها عنه بذعر هاتفةً بتوسل :

  - خالي الدكتورة تطمنك يا "أيمن" ولو طلعت مش بنت اقتلني.. أنا اللي بقولك، مش هقدر أعيش بوصمة عار زي دي.

 

تلك الكلمة ارتجف لأجلها نابضه وبقوة، أتفوهت بها هذه الحمقاء؟.. أتريد أن يقتلها حقًا ويفقدها للأبد؟!.. لم يجد من نفسه إلا أنها جذبها إلى أحضانه بقوة يحاصرها بكلا ذراعيه بقوة منكسًا رأسه أعلى رأسها يحاوطها بسياج من عشق وخوف، لتتعالي شهقاتها بقوة وتنهار حصونها المنيعة على أرض قلاعه الشامخة، ليشدد هو من احتضانها مطبقًا أجفانه بقوة محررًا عبرة خائنة أقسمت على فضح عشقه لها، لتردد هي بتوسل شديد :

  - خالي الدكتورة تطمني يا "أيمن".. بالله عليك خليها تطمني.

 

شدد "أيمن" من احتضانها هامسًا جوار أذنها بخفوت :

  - هش.. مش أنا اللي أكشف لحمي على دكتورة عشان أتأكد من طُهرك وبراءتك.. أنتي حتة من روحي.. حتى لو اتجننت ورفعت السلاح عليكي فده غصب عني.. أنا آسف.. عمري ما هعمل كده تاني.. أنا بحبك يا بنت قلبي وحتة من روحي.

 

حاوطت "هند" جذع "أيمن" بكلا ذراعيها بقوة تدفن رأسها بين أضلعه مرددة بهلع شديد :

  - أنا خايفة....


دمتم في أمان الله وحفظه.

فاطمة علي محمد

أوهام


رواية أوهام الفصل السادس 6 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية أوهام)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)


روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات