📁

رواية استوطننى عشقك الفصل العاشر 10 بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك الفصل العاشر 10 بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك البارت العاشر 10

رواية استوطننى عشقك الجزء العاشر 10

رواية استوطننى عشقك الحلقة العاشرة 10

رواية استوطننى عشقك بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك الفصل العاشر 10 بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك


رواية استوطننى عشقك الفصل العاشر 10


الفصل العاشر


(  الشغله ماعاد بدها سكوت.. 

ورحمه بيي بحبك موت..

 يالي بالصورة وبالصوت ملكتي قلبي ودقاته

  ‏القالب غالب يا ستار ...على البكلة تفاصيله.. ‏ياويل الورد بأزار لما تطل مقابيله..

غنوجة وأقسم بالله...أنتي الدلال بذاته..

ميلة خصرك يا ويلاه..كل شئ بيعشق ميلاته 

الشغله ماعاد بدها سكوت...ورحمه بيي بحبك موت

 ‏كتير بحبك إيه والله وجهك بعشق ضحكاته...رمشك سبحان إلي سواه بموت وبحيا بغمزاته )


صدحت كلمات الأغنية داخل الغرفة المغلقة والنساء الثلاثه يصفقن بحماس وابتسامة للأميرتين التي يميل خصرهم بإحترافيه وشقاوة محببه جدًا أمام بعضهم البعض...ويتسابقن بالحركات كأنهم لم يعد يحملوا أي هموم بالعالم سوى أن تخرج رقصتهم بشكل رائع..

غدير تتمايل بشقاوة وسعادة وتضحك تارة وتارة أخرى تغمز بعينيها لهم وتفتعل حركات مضحكه..

بينما وتين فإنفصلت عن العالم تمامًا ورقصت كراقصة محترفة مع كلمات الأغنية وهي مغمضة العينين، تميل بخصرها، وجسدها يهتز بطريقة مغوية وفاتنة تسلب عقل القديس...ترفع شعرها وهي تردد الكلمات بشقاوة وغنج محترف، كانت تقدم رقصتها وكأنها بعرض نهائي لمسابقة دولية...

 مما جعل رقية تبتسم بخبث وتخرج هاتفها وتشرع في تصويرها لتنفذ خطتها حتى تتأكد من شكوكها التي تؤرق منامها...

لم تكتفي بمقطع واحد بل عدة مقاطع مختلفة مع اختلاف الأغاني،

فالبنتين تلبسهم الجنون وبعد عدة رقصات شرقية مغرية وفاتنة منهم، لم يكتفوا...ليتلبسهم الجنون الآن برقصات شبابية على أغاني شعبية تزامنًا مع حركات أيديهم ورأسهم...


كانت الأمسية في غاية المرح والشقاوة والضحكات تصدح داخل الغرفة وكأنهم تركوا كل أحزانهم على الباب الخارجي للغرفة ولم يسمحوا لأي شئ يعكر صفوهم في هذه اللحظات المسروقة من الزمن...

تتمايل وتضحك وتلعب بذراعيها وهي تقلد رقصة ذكورية هي وغدير التي تصرخ مع الموسيقي بهستيريا بالغة...وبالرغم من الآلم الذي يضرب أسفل بطنها وظهرها في وقت واحد إلا أنها تجاهلته واستمرت هي وغدير حتى أرهقوا تمامًا وجلسوا على الأرض يلهثون من فرط المجهود الذي قاما به...لتهتف غدير بلهاث حاد 

"كان معكم راقصات الشرق الأوسط...الاختين (الرعاشة ومعدمكش)...قبل أن يفقدوا الوعي من التعب "

أنهت حديثها وتمددت على الأرض تلهث وهي تخرج لسانها بطريقة جعلت الجميع ينفجر بالضحك عليها وعلى جنونها..

أكملوا سهرتهم وهم يتسامرون ويضحكون ويأكلون ولم يفكروا بشئ يعكرهم، وكأن بينهم اتفاق غير منطوق بعدم النبش بشئ محزن في هذه الليلة..

مالت غدير بعد لحظات على عمتها بإرهاق تام  وهتفت وهي تضع قطعة البيتزا في فمها بشراهة

"حقا الآن أحقد على الراقصات...كيف يواصلون الرقص بالحفلات بدون تعب....أنا أشعر أن خصري هرب مني ولم أعد أشعر به....عظامي كلها تؤلمني"


ضحكوا جميعًا عليها لتهتف كامليا بسخرية على ابنتها

"تشتكين من عظامك يا عشرينية...إذن ماذا نقول نحن...حقًا جيل من ورق"

ابتسمت وتين على حديث زوجة عمها  وهي تتحرك لتستند هي الأخرى على عمتها التي قدمت لها كوب من العصير لتأخذه بإبتسامة شكر وهتفت بإرهاق 

"حقا أشعر أن جسدي يستغيث من الآلم...ماهذا السن العشريني البائس الذي لا يصلح لاشئ"

ضحكت مريم بسخرية وهتفت 

" أتفق...أنتم جيل فاشل لا يصلح لاشئ...لا تتقنوا إلا التفاهات يا فاشلة أنتي وهي "

تذمرت غدير لتبتسم وتين بمرارة لم يلاحظها أحد قبل أن تخفيها تمامًا وهتفت 

"معك حق امي نحن فشله...حتى الرقص لا نصلح له بهشاشة العظام هذه" 

اختنقت رقية التي كانت تشرب العصير وسعلت بشدة لتربت كامليا على ظهرها لتستعيد أنفسها ببطئ وهتفت بتقطع لاهث

"تتحدثوا عن هشاشة العظام يا صغيرات.... حقًا لا أصدق ما هذا الجيل..تجعلوني أشعر أنني أتحدث مع جدتي وليس صغيرات نزعوا حفاضات الأطفال البارحة...

ماهذه المسخرة بحق الله...حقًا أنتم فشله كما قالت مريم"


أومأت لها مريم وكامليا ونظروا لغدير ووتين بإشمئزاز وإمتعاض لينكمشوا ا

 وهم يكتمون ضحكاتهم لتهتف مريم بسخرية

"حتى الدراسة فشلوا بها وينجحوا بصعوبة "

رفعت وتين أصبعها وهي تكتم ضحكتها وهتفت بإبتسامة

" أنا أنجح دائمًا أمي.... هذه الفتاة هي الفاشلة وليس أنا...ركزي بالله عليكي"

أومأت كامليا وهتفت ترد على وتين وهي تنظر لغدير التي تأكل بنهم من كل ما تطاله يدها بعدم إكتراث لحديثهم.. 

"معك حق يا وتين...أنها حتى لا تعرف المواد الحفظية من المواد الفهمية....ولا تعلم أي المواد تفضل"

قضمت قطعة كبيرة من المعجنات وهتفت  وهي ترقص حاجبيها وفمها ممتلئ بالطعام

" أفضل المواد الغذائية....أعشقها الحقيقة "

انفجروا بالضحك على تلك المفجوعة التي تلتهم الطعام بسرعة وكأن أحدهم يركض ورائها...

لم يكن صعب عليهم أن يتناسوا كل الأفكار المرهقة لهم، بل ويسرقوا لحظات من الزمن يكون عنوانها الضحك والسمر ونسيان كل شئ مؤلم...وكان هذا غرض غدير منذ البداية وقد نجحت فيما سعت له بجدارة.

**********


وقف في بهو البيت بصدمة ترتسم على محياه من صوت الموسيقي المرتفع وصرخات وضحكات عالية الصوت، جعلت حاجبيه يرتفعان بذهول ليدير عيناه في أنحاء البيت ليتأكد أنه بيتهم ولم يخطأ ويدخل ملهى ليلي...انتفض على صوت ضحكه خليعة لم يحدد من صاحبتها صادحة من الغرفة المغلقة والتي لا يعلم ما يحدث بداخلها في هذه اللحظة...

"ماذا يحدث ببيتهم الطاهر بحق الله"

غمغم بإندهاش وتحرك بسرعة نحو المطبخ لينادي على حسنة التي خرجت بسرعة تلبي ندائه..

رفع يده يشير  بصدمة على الغرفة التي يصدح منها الأصوات وهتف بشك 

"مالذي يحدث هنا بالضبط يا حسنة " 

كتمت ضحكاتها بيدها ليزمجر بغضب كي تنطق سريعًا 

أنزلت يدها وتحدثت دفعة واحدة

"السيدات والأنسات يقيمون حفلة خاصة بالبنات ويحتفلون" 

اندهش بشدة وفرغ فمه بصدمة قبل أن يصرخ بغيظ لتجفل تلك الواقفة تكتم ابتسامتها..

"يحتفلون بماذا بحق الله....انصرفي يا حسنة "


قالها واستدار ليصعد وهو يغلي وتفكيره يأخذه إلى سبب الحفلة هذه، هل ياترى يحتفلون بسبب طلاقه من وتين...ووتين ترقص الآن بالعصا وتقول (أخيرًا اتطلقت)، حقًا أن فعلتها سيخنقها لا محالة...أي حفلة بحق الله وأي بنات.. لقد جنت أمه وعمته وزوجة عمه أكيد، وأين أبيه وعمه من كل هذا...زفر بحنق وغيظ فقد كان يريد رؤية وتين والحديث معها بأي شئ حتى يشبع من رؤيتها قبل سفره، يكفي أنه يكتم عشقه بقلبه ولم يصرح به ويعترف لها إلى الآن، لقد أراد أن يعطيها الفرصة لتتعافى من كل ما مضى وتشعر أنها المتحكمة الوحيدة بحياتها، كما أراد أن يبدأ معها من نقطة الصفر، يرغب أن تعيش معه كل شئ من جديد وهدفه الوحيد الآن أن يحصل على حبها قبل أن يعترف بسره الصغير الذي يخفيه عنها..

جلس على المقعد بغيظ وهو يزفر بضيق، حمل هاتفه بتذمر بالغ يحاول إلهاء نفسه عن فكرة التسلل والنظر خلسة للحفل المقام بالأسفل عله يرى معذبته..

خرج من أفكاره على صوت ضحكات أمه تصدح بجواره، متى أتت لم يشعر بها، يبدوا أنه غرق في معذبة قلبه ولم يشعر بالوقت..

تنحنح ونظر لأمه بإندهاش وهي تنظر للهاتف الذي بيدها وتتطلع لشئ ما وتبتسم، لم يتحمل فسألها بتردد

" أمي متى أتيت...ومالذي تنظرين إليه بتركيز هكذا "

رفعت عيناها له بنظرة سريعة وعادت  تتطلع إلى الهاتف وقالت  بلامبالاة مزيفة 

" لقد صورت فيديوهات لغدير بسهرة الليلة وهي ترقص بشقاوة... رهيبة هذه البنت "

وعندما شاهدت معالم الاحباط على وجهه وبدأت تتأكد من شكوكها أكملت 

"وكذلك وتين....صورت لهم مقاطع منفردة و جميلة...حقًا كانت سهرة رائعة والبنات زادوها جمالًا بشقاوتهم"

 

حسنًا خطتها كانت صحيحة الآن  ولقد تأكدت، هي بالأصل لم تصور غدير أبدًا بل صورت وتين فقط لتختبر رد فعل ابنها حيال الفتاتين وكان معها حق، هو لم يهتم برؤية غدير ولكن اللهفة التي ارتسمت على ملامحه ونظرته التي لم ينزعها من على هاتفها تؤكد لها شعورها...هي تعلم أخلاق ابنها  لن يتجرأ وينظر إلى ابنة عمه الذي لا يعنيه أمرها...وبالنهاية هو كأي رجل محب، يريد رؤية فتاته ولا يريد غيرها،وهي وضعت أمامه الاثنتين لترى لأي جانب سوف يميل..

كتمت ابتسامة ملحة وهي تسمعه يهتف بتردد

"أمي أنا لم أجد شاحن هاتفي وأريده الآن....هلا بحثتي عنه" 

رسمت دهشة مزيفة على وجهها ووضعت هاتفها على الطاولة ووقفت  تتحرك تدخل الغرفة بتلكئ متعمد وهي تقول بتذمر زائف 

"ياإلهي متى ستستطيع أن تجد أغراضك بنفسك دون مساعدة "


 لم يرد عليها لقد كان تركيزه منصب على الهاتف..

و بمجرد أن دخلت إلى الغرفه تحرك بسرعة بالغة يختطف الهاتف من على الطاولة ويخفض صوته وقام بتشغيل احدي المقاطع ليشاهد ساحرته وهي تتمايل برداء قصير وتفرد ذراعيها وتهز الجزء العلوي من جسدها بطريقة مهلكة وتتحرك على أطراف أصابعها وكلمات القيصر تصدح وكأن هذه الكلمات كتبت لها هي فقط وتوصف حاله بأدق التفاصيل..

( قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني 

من أين أتيت ..وكيف أتيت ...وكيف عصفتي بوجداني )


لقد صدق تمامًا، هي حقًا قاتلته وساحرته ومعذبته الذي لا يعلم كيف ومتى عشقها هكذا...والآن يراها تتمايل وتشعل النار بأوردته من خلال شاشة الهاتف، كم أنت سيئ الحظ يابدر...شاهدها تدور مع ختام الأغنية بطريقة مهلكة ومحترفة وكأنها تتخذ الرقص مهنة لها...نظر بوله لروعة وجهها المتورد وخصلات شعرها العسلي الذي يشاركها جنون رقصاتها ويتمايل معها...

فتح المقاطع بالتتابع ولم يتذكر أمه ولا احتمالية قدومها ولا أي شئ بالعالم الآن...شاهدها ترقص بدلال تارة، وبعض الرقصات الشعبية تارة أخرى و تقلد رقصة المدي الذكورية بطريقة محببة وشقية ومع ذلك كانت رائعة ومهلكة،

فتح أخر مقطع ليراها تتمايل بخصرها بدلال وترفع شعرها وهي تردد كلمات الأغنية الذي بدأ يشك أن هؤلاء المطربون تغنوا بهذه الكلمات من أجلها فقط، لقد وصفوها بإتقان 

كي يصيبوه بأزمة قلبية...تجمعت حبات العرق على جبهته واشتعلت مشاعره وهو يراها تنحني بجسدها للأمام تاره وتلف على شكل دائرة تظهر رشاقة جسدها بطريقة قاتله له وتارة أخرى ترفع ذراعيها وتنحني للخلف حتى كادا أن يلامس شعرها الأرض وكلمات الأغنية تشعل الأجواء وهي تردد معه..

لم يشعر بنفسه وهو يردد بهمس ويتمعن النظر لها بعد أن أغلق المقطع على صورتها وهي ترفع شعرها ومغمضة العينين وكأنها انفصلت عن العالم...

"نعم ...كتير بحبك إيه والله وجهك بعشق ضحكاته..

رمشك سبحان إلي سواه بموت وبحيا بغمزاته " 

رفع طرف قميصة يحركه عله يحصل على هواء يبرد بها النيران التي تجتاح مشاعره ..وبلحظة كان حدد المقاطع وأرسلها إلى هاتفه ووضع الهاتف على الطاولة وهو لاهي عن أمه التي تراقبه وضحكه خبيثة مرسومة على شفتيها، نعم الآن تأكدت أن ابنها يمتلك مشاعر  خاصة نحو وتين..


تنحنحت وخرجت لإبنها الذي يمسح وجهه وهي تحاول ألا تضحك على هيئته، اقتربت منه وأعطته الشاحن لينظر لها بتيه وقد كان غفل تمامًا عن أمه وعن ما طلبه منها..

أجلي حنجرته وأخذه منها وتحرك ليدخل الغرفة بهدوء ولكنه تذكر شئ مهم فاستدار محدثا أمه بنبرة لم تخفي غيرته..

"أمي أرجوك قومي بإزالة هذه المقاطع من على هاتفك حتى لا يراها أحد...فمن الممكن أن يضيع الهاتف أو يسرق..وأيضًا..لا يصح أن يراها أبي" 

رفعت حاجبيها بدهشة عليه وهي تتسائل هل يغير على وتين حتى من أبيه...ومع ذلك لم تتحدث وأومأت  بصمت فهي كانت ستفعل ذلك على كل حال، كانت تريدهم لهدف وقد تحقق، والآن لا تحتاجهم فهي تأكدت أخيرًا من إتجاه مشاعر ابنها وأطمئنت وكل شئ بعد ذلك سيكون سهل طالما تواجد العشق، رفعت هاتفها وحددت المقاطع وأزالتها وهي تغمغم بإنتصار

"حسنا لقد أنتهى عملكم إلى الأبد" 


تحرك يدخل غرفته و أغلق الباب خلفه واقترب من فراشه يجلس عليه ومد يده يأخذ حاسوبه الموجود على الفراش وفتحه وما هي إلا ثواني وقد نقل كل الصور والمقاطع الخاصة بوتين عليه حتي يتمكن من إزالتها من على هاتفه لأنه لن يغامر ويتركهم على الهاتف أبدًا... 

بعد أن انتهى نزع عنه قميصه وهو يزفر بحرارة ويمسح وجهه بالقميص وهو يتحرك يدخل الحمام لعلى الماء البارد يهدأ من حرارة جسده  بسبب ساحرة مازالت تخضعه بتعويذتها السحرية وتعصف بوجدانه كما قال القيصر...  

*******

جلست على العشب بالحديقة الخلفية  تنتظر غدير التي همست لها أن تنتظرها هنا بعد أن انتهوا من أمسيتهم الجميلة التي هي شاكرة لغدير عليها فقد كانت تشعر بكبت وحزن وتريد تفريغه لذلك رقصت كالمجنونة حتى فرطت من الارهاق... لدرجة تشعر أن ساقيها أصبحت ثقيلة ولا تحملها وألم بظهرها وانقباض مؤلم أسفل بطنها...انكمشت ملامحها عندما هاجمها الآلم مرة أخرى ولكن سرعان ما رحل كما جاء..

زفرت بتذمر وهي تشاهد الحمقاء تمشي بخطوات راقصة وكأنها مازالت تحت تأثير سهرتهم  والعبث يرتسم على محياها وهي تدندن بشقاوة. 

اقتربت وجلست ملتصقة بها لتدفعها وتين بتذمر كي تبتعد قليلًا ولكنها لم تتزحزح من مكانها بل التفتت حولها تراقب المكان مثل اللص قبل أن تعود وتنظر لوتين مجددًا، لحظات وأخرجت شئ تظهره بوضوح إلى التي تناظرها بإستفهام قبل أن تشهق بصدمة عندما وقع أنظارها على ما بيد غدير..

شهقت بصدمة واتسعت عيناها بذهول تحول إلى اشتياق وارتسمت على شفتيها ابتسامة بلهاء وهي تمد يدها لتأخذ ذلك الشئ من غدير وهي تسألها بإندهاش 

"من أين حصلتي عليها "


ضحكت غدير بخفوت وقالت بمكر وهي تغمز بإحدي عيناها 

"سرقتها من أبي كالعادة " 

أتبعت كلامها وهي تشعل القداحة وتقربها من فم وتين التي وضعت به سيجارة وهي تضخم صوتها و تردد بنبرة عابثة 

"مساء الجمال يا أنسه " 

 ‏أخذت نفس وأخرجته بإستمتاع وردت بسخرية

 ‏"أنسة ماذا يافتاة....هذه الصفة لم تعد متوفره بالخدمة الآن "

رفعت يدها تشعل خاصتها وهي تردد بضحكة مكتومة وعيناها تشع بالعبث

"عفوًا يا سيدة....لقد نسيت أن بدر الأحمق فضحكم صباحًا.... حقًا كيف فعلتيها يا فتاة " 

 ‏لكزتها بحقد وهتفت بغيظ

" أصمتي و كفي غلاظة....أو انصرفي من هنا يا حمقاء "

 ‏ضحكت غدير بصوت خافت و ردت 

 ‏"يالك من ناكرة للجميل...لقد حولت لك البيت إلى ملهى ليلي كي تسعدي... وسرقت أبي من أجلك كما الماضي...والآن تطرديني بعد أن أخذتي غرضك مني "

اتسعت عين وتين ورفعت كفها تصفع رأسها بغيظ وهي تهتف

"غرض ماذا يا متخلفة....ستشبهيننا بحديثك الغبي هذا "

قهقهت غدير وهتفت بخبث

"أقصد السجائر يا فتاة...والملهى الليلي وسرقة أبي الغالي الذي يثق بإبنته"


 ‏ابتسمت وتين وهي تتذكر مراهقتهم عندما شعروا بفضول أن يقوموا بتجربتها...بعدما شاهدوا بدر وهو يدخن في الخفاء ليزداد فضلوهم لتجربة هذا الشئ الصغير الذي يشتعل ويخرج الدخان...تعلم أنها عادة خاطئة بل مدمرة للصحة ولكن وقتها كان بعضًا من فضول المراهقة وعشق تجربة كل ماهو جديد، لتفاجئها غدير ذات ليلة وهي جالسة بالحديقه وفي نفس هذا المكان الذي يجلسون به الآن بواحدة ليجربوها معًا...سعلوا كثيرًا وقتها ليطفئوها سريعًا مع وعد أنهم لن يجربوها مرة ثانية، وأن طعمها حقًا بشع، لكنهم أعادوا التجربة مرارًا وتكرارًا على مدار سنوات ...

حتى افترقوا وأصبح وجودهم بجوار بعضهم ماهو إلا شجارًا ومشاكل لا تعد ولا تحصى...تشكر الله أن غدير استفاقت وعادت صديقتها وأختها من جديد، لأنها حقًا تحتاجها وبشدة، بالرغم من أن جزء صغير بداخلها مازال يغير منها لتفضيل بدر لها إلا أنها سعيدة بقربهم مجددًا...

فاقت من شرودها على غمغمة غدير المتذمرة لتبتسم بعبث وهتفت 

"ملهي ليلي...وسرقت أبيك...حقًا أنت وقحة ومنحرفة"

ضحكت ضحكة خليعة عالية وهي تردد بخلاعة مزيفه ‏وتهز كتفها بدلال..

"أنا كنت أريد الانحراف...ولكن لم أجد من يوجهني" 

ضحكت وتين ضحكة مماثلة وبخلاعة مزيفة جعلت الواقف خلفهم ينصدم ويرتفع حاجباه حتى اقترب من منابت رأسه

"حسنا سأوجهك أنا يافتاة....فالانحراف لعبتي وهوايتي المفضلة " 

ضحكوا في نفس اللحظة بضحكة أشبه بضحكات راقصات الملهى قولًا وفعلًا وهم يصفقوا كفوفهم ببعض...


"ماشاءالله...ماذا تفعل راقصات شارع الهرم ببيتنا الموقر....وماهذا تشربنْ سجائر أيضًا....ماشاءالله...تبارك الله

ونعم الأخلاق... يافتيات عمي...ونعم الأخلاق يا محترمات " 

انصدموا وألقوا ما بأيديهم سريعًا فور سماعهم لكلام بدر، وقفت غدير بينما وتين تشعر بالعجز فبقيت جالسة مكانها وهي تحاول اخفاء الآلم الذي هاجمها دفعة واحدة الآن مجددًا...

اقترب منهم والشرر يتطاير من عيناه يهدد بإحراقهم...لقد كان على وشك الخروج للذهاب إلى المطار عندما استمع إلى همهمات قادمة من الحديقة الخلفية للمنزل، اندهش كثيرًا فالبيت كله نائم الآن وقد اقترب حلول الفجر...

 ‏تحرك بإتجاه الهمهمات لينصدم من هول المنظر...زوجته العزيزة وابنة عمه تجلسان بالظلام وتشربان السجائر وتتحدثان بخلاعة ووقاحة ولا كأنهم يعملن بماخور...

 ‏تحرك يسحب غدير من قلسونة كنزتها الرياضية  وهي شاحبة وفارغة فاهها من الصدمة وانحنى يسحب تلك الجالسة بوقاحة ولم تبالي بفعلتهم عديمة الحياء..

 ‏تحاملت على نفسها ووقفت وهي تفكر ما الذي دهاها، فمن غير المعقول أن تشعر بكل هذا الألم من مجرد بعض الرقصات...فهي مواظبة على الرياضه والمجهود ومع ذلك بحياتها لم تشعر بهذا الآلم الذي يزداد مع مرور الوقت...ترى هل تعاني من مرضًا ما؟

كان يمسكهم كمخبر يمسك بلصوص ملابس ويهزهم من ياقتهم أو بالأحرى من قلسونة سترة غدير الرياضية التي ارتدتها بعد تعرقها في ملابسها التي كانت ترتديها في أمسيتهم...فصعدت لتغير ملابسها والنزول مرة أخرى لوتين وأيضًا خوفا من أن تقابل بدر...فارتدت هذه الحلة الرياضية...

 ‏أما وتين فلم تتمكن من الصعود بسبب ارهاقها وعندما طلبت منها غدير انتظارها بالحديقة...ذهبت مباشرة إليها  وقد قررت أن تنتظرها كما هي بثوبها التي كانت ترتديه لأنها لن تقوى على الصعود والنزول مرة أخرى..

أصابعه الباردة على بشرتها الدافئة  وهو يمسك بحمالة ثوبها الرفيعة أصابتها بقشعريرة محببة على طول عمودها الفقري..


شعرت به يهزهم بحركته المعتادة منذ صغرهم ودائمًا تصيبها بالدوار وسمعته يهتف بغضب...

"تدخنوا يا محترمات...وهل ياترى فارغه أم محشوه...حتى يكتمل الانحراف الذي تريدونه" 

لم ترد أبدًا عليه ولكن يبدو أن غدير قررت وهتفت بتعلثم وهي ترفع كفها على جبينها كأنها تحيي شرطي..

"كوكو الضعيف يا سيدي" 

نظر لها بعدم فهم وهتف بدهشة

"ماذا " 

نطقت وتين أخيرًا بنبرة بطيئة و مغيظة..

"كوكو الضعيف....سجائر عامة الشعب يا ابن العم " 

 اندهش من ردها وطريقتها في الكلام وكأن اليوم هو اليوم العالمي للاندهاش الخاص بوتين، التي رأى منها وجوه عديدة اليوم كادت أن تصيبه بأزمة قلبية حادة...

ومع تذكره لهيئتها وهي ترقص وثوبها التي مازالت ترتديه وبشرتها الدافئة بشكل مستفز تحت يده...يكاد يشعر بإندلاع النيران مجددا ، ابتلع ريقه وزفر بغيظ قبل أن

‏ينفض عنه أفكاره ونظر لها بحنق وقال 

"سجائر عامة الشعب...ماشاءالله...أنا فخور بكم....ومن أين حصلتم عليها" 

أشارت وتين على غدير وقالت وهي تكتم ضحكتها على وضعهم المخجل ..

"غدير سرقتها من عمي " 

صاح بدر 


"ماذا....الله الله.....منحرفات وسارقات....حقًا ونعم الأخلاق " 

لم تقوي غدير  على الصمت أكثر وهتفت بتذمر 

"وماذا بها...أنت تدخن دائمًا ...أم أنها حصريًا للرجال.... ماهذا التعنت الذكوري المتعفن" 

اندهش بدر من وقاحتها وهتف بزمجرة..

"تعنت ذكوري! " 

"متعفن" 

قالتها وتين ببرود  لينظر لها بغيظ وهتف بوعيد 

"حقًا...يبدو أنه عندما كان يتربى الأطفال وتتوزع الأخلاق كنتم نائمات.....لذا يا وقحات أقسم أني سأعيد تربيتكم من جديد يا قليلات الحياء " 

وأتبع كلامه وهو يهزهم بشدة وكأنه يهز بعض الأوراق مما جعل وتين تكتم تأوها وملامحها تنكمش بآلم أخفته سريعًا وهي تسمعه يهتف بسخرية وهو يخصها بنظراته...

"والسيدة زوجتي المنحرفة ...شربت الحشيش أم تضعه بقائمة الإنحراف القادمة" 

أطلقت غدير ضحكة عالية جعلت بدر يزمجر ويتركها لينحنى يمسك شئ من الأرض ليضربها به لتركض سريعًا هاربة و تترك وتين في يد بدر ليفعل بها مايريد، المهم أن تنقذ نفسها منه..


استدار ينظر لتلك التي تدعي اللامبالاة وترسم البرود على وجهها ‏وعاد يهزها حتى كادت تخرج ما بجوفها والألم يفتك بها...لكنها لن تظهر ألمها أمامه أبدًا، حاولت اخفاء ألمها ورسمت برود مزيف على ملامحها وهي تسمعه يهتف بسخرية...

"سجائر يا وتين....حقًا لا أصدق " 

"شيشة يا نها " 

 ‏قالتها بسخرية لينظر لها بإستنكار وهتف 

"حقا...تمزحين!

ماهذا البرود يا إمرأة"

تنهدت وهي تشير بكفها عليه بسخرية وهتفت 

"بعض ما عندكم سيد بدر" 

نظر لها بعبث وأنزل يده ببطئ من على حمالتها ليحاوط خصرها الذي يضربه الآلم الشديد على فترات أصبحت متقاربة...سحبها له حتى أصبحت بأحضانه ويديها تتمسك بذراعيه لتسمعه يهتف بنبرة عابثة ونظرة ماكرة بعيونه 

"تتهميني بالبرود وأنتي جربتي دفئ أحضاني وتعرفينها جيدًا يا حلوتي.....ثم أنا الآن أبعد مايكون عن البرود......حتى أصبحت خائف أن تحترقي بناري الآن" 

توردت من كلامه  الذي أخجلها وزاد من وهن جسدها...


 ‏يربكها ويوترها قربه هكذا بل ويضعفها، نعم فهي الآن تجاهد نفسها حتى لا تحاوط عنقه وتلقي رأسها على صدره وتختفي بداخله...تجاهد ألا تتوسله البقاء علها تشعر بالأمان من شئ يخيفها ولا تعلم ماهو، تشعر بسوء قادم...سوء يحيط بها ويتربص لها ولاتعلم أين هو... 

حاولت ابعاد أفكارها والابتعاد عنه ولكنه لم يسمح لها  فهتفت بغيظ...

"أتركني بدر "

"وإن لم أفعل " 

زمجرت بغضب وألمها أصبح لا يحتمل لكنها هتفت بمكر

"بدر أبتعد لن أسمح لك بلمسي بعد الآن لقد تطلقنا....وهذا لا يصح " 

تجاهل حديثها واقترب بوجهه من وجهها حد التلامس لتحبس أنفاسها بتوتر وترقب وهي تنظر لشفتيه التي كادت تلامس شفتيها وعندما حاولت ردعه وابعاده كانت صدمتها عندما ابتعد هو وقال بمكر عابث وملامحه تنكمش بإفتعال كاذب 

"يإلهي وتين ماهذا.... أشعر أنني أكاد أقبل أحد أصدقائي....أنفاسك رائحتها سجائر....أنصحك بالذهاب وغسل أسنانك بالفرشاة " 

فغرت فمها بصدمة من وقاحته وعدم ذوقه، لقد أحرجها وأحزنها ما قاله حتى لو كانت سترفض قبلته، فلا يحق له قول هذا الكلام عنها...أنه لا يعلم أبسط قواعد الذوق 


دفعته بغضب ليبتعد عنها ليسمعها تهتف بعصبية

"يا وقح يا عديم الذوق....من قال أني كنت سأسمح لك بلمسي....أنت وقح ....وباااارد " 

قهقه بإغاظة ورفع يده يودعها عله يرحل سريعًا ويحافظ على سلامة عقله وقلبه  الذي يئن الآن..

 يريدها بشدة، يقسم أنه منع نفسه من تقبيلها بمعجزة...لانه لم يكن يكتفي بقلبة، لن يكتفي أبدًا بل يرغب بالمزيد...المزيد منها مرارًا وتكرارًا،

ابتعد عدة خطوات ولكن قبل أن يستدير هتف بحراره..

"أنا لا أنتظر سماحك يا عزيزتي لأنك ملكي....ألم تدركي بعد أن مكانك بأحضاني وأنني ملكًا لكِ كما أنتي ملكًا لي....إلى اللقاء يا زوجتي العزيزة سأشتاق لك يا ساحرتي  " 


قالها واستدار سريعًا يرحل لأنه لم يعد يضمن نفسه بجوارها...ولكنه عاد يذكر نفسه بالتريث حتى يعوض ساحرته عن كل ما مرت به من ألم واحباط وبعدها يخبرها أنها حبيبته الوحيدة وزوجته التي لم يتركها ولن يفعل طالما هو على قيد الحياة..

نظرت إلى ظهره بدهشه من حديث ذلك الوقح التي تعشقه بكل كيانها...ولكن ماذا يقصد بأنها ملكًا له...ترى!

لا وتين لا تحلمي هو لا يحبك لذلك لا تتأملي يا حمقاء...زفرت بإحباط سرعان ما تحول لصدمة ممزوجة بألم شديد لم تعد تقوى على كتمانه..

نظرت إلى أسفل برعب لترفع أنظارها سريعًا إلى بدر الذي أوشك على الاختفاء من أمام أنظارها وهي تنادي عليه بإستغاثة خافتة و متألمة. ‏


رواية استوطننى عشقك الفصل الحادى عشر 11 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية استوطننى عشقك)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)

 

روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات