📁

رواية استوطننى عشقك الفصل الخامس عشر 15 بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك الفصل الخامس عشر 15 بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك البارت الخامس عشر 15

رواية استوطننى عشقك الجزء الخامس عشر 15

رواية استوطننى عشقك الحلقة الخامسة عشر 15

رواية استوطننى عشقك بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك الفصل الخامس عشر 15 بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك


رواية استوطننى عشقك الفصل الخامس عشر  15


الفصل الخامس عشر


نظر للنادل بترقب وهو يضع القهوة على الطاولة والذي انصرف سريعًا بعد أن شكره بخفوت...رفع الفنجان لفمه يرتشف منه بعض الرشفات حتى قاطعة الهاتف..

نظر للأسم بغموض و رد سريعًا بإرتباك 

" أمرك سيدي " 

ليأتيه رد حازم وقوي 

" كل شئ أصبح جاهز...استعد عندما أعلمك بميعاد عودتك "

ابتلع ريقه ورفع كفه يمسح على جبينه بتوتر وهتف بتردد

" هل أنت متأكد أن كل شئ أعد بطريقة أمنه...أنا خائف من أن يتم القبض علي بالمطار...خصوصًا أنك صممت أن يتم كل شئ عن طريق المطار وليس تهريبًا بالطرق التقليدية الأخرى " 

سمع زمجرة الطرف الآخر وسريعًا ماأتاه هتافه بنبرة تحذيرية 

" اسمع يا فتى...أنت لا تهمني بتاتًا، ما يهمني هو البضاعة التي ثمنها ملايين الجنيهات...فهذه صفقة العمر بالنسبة لي لذلك  لن أجازف ببضاعتي وكل ما أملك دون ترتيب مسبق....فأنا دفعت ملايين كي أرشوا بعض الموظفون بكلا المطارين وكذلك البخاخ الذي سيخفي البضاعة تحت الجهاز كما أن البضاعة ستكون بمكان مخفي داخل حقيبة مصممة بطريقة جيدة حتى تختفي داخلها البضاعة كما أن هناك عازل سيخفيها جيدًا....لا تخف كل شئ أعُد على أكمل وجه وأنا أثق في احتراف شركائي هؤلاء...وهذا ليس أول تعامل بيننا... ولولا أنني مطالب من جهة الشرطة لكنت قمت بهذه المهمة بنفسي دون اللجوء لشاب تافه مثلك...لذلك لا تعد تتحدث في هذا الأمر مجددًا " 

تنهد ومازال الخوف مسيطر عليه ليهتف بتقطع 

" حسنا سيد عثمان سأنتظر مكالمتك " 

ومن دون أن يسمع ردًا أغلق الهاتف ليزفر عدة أنفاس متوترة ويغمغم 

" تشجع يا كريم لقد اقتربت من تحقيق أحلامك والحصول على أموال كثيرة تبدأ بها حياتك بشكل مريح....فهو معه حق لن يجازف بأمواله لذلك استمتع في هذه البلد الجميلة من دون التفكير بأي شئ يعكر صفو حياتك "

ابتسم يطمئن نفسه ورفع فنجانه يشرب منه بهدوء وهو يمني نفسه بالأيام الجميلة التي تنتظره بالمستقبل القريب، بل القريب العاجل.

******

وعلى بعد ألاف الأميال وبالتحديد بمنطقة صحراوية بها عدد  قليل جدًا من المنازل الحجرية...وبمنزل صغير مكون من طابق واحد فقط، شكله الخارجي يشبه جبل نحت ليخرج منه هيئة هذا المنزل، كان يحمل لمسة جمالية من الخارج تناقض بشاعة ساكينه من الداخل..

زفر يلقي بهاتفه بعد  انتهائه من المكالمة مع ذلك الشاب الذي يعمل معه منذ عام...لقد وضع ثقتة فيه و بعثه إلى خارج البلاد ليأتي له بمسحوق المخدر الأبيض الخام الذي سوف يتم خلطه بمواد أخرى ليتمكن من عمل مئات الكيلو جرامات منها بطريقة يحفظها عن ظهر قلب...كان قد دفع ثمنها قبل كشف أمره ومحاولة القبض عليه منذ أعوام، والذي هرب منها بمهارة...والآن بعد تواصلة مع التجار من جديد وحدد معهم وقت مناسب بعد أن رتب كل أموره الداخلية، بعث كريم لهم ليعطوه هذه البضاعة التي رغم صغر حجمها وثمنها الغالي الذي سيكسب أضعاف مضاعفة من ثمنها إلا أنها تعدت الخمس ألاف جرام...لقد قام التجار بوضعها ولصقها على جوانب حقيبة صغيرة أقرب لصندوق خاص بأدوات الزينة والعطور والاكسسوارات للسيدات، لكنه اكتفى بالقدر المسموح مروره...فقط بعض القطع القليلة من كل نوع، وأيضاً بعض الملابس  الخاصة جدًا بالنساء، وكأنها هدية عريس لعروسه، وكل هذا بعد أن قاموا برش الأكياس ببخاخ ودهانها بمادة عازلة حتى لا تظهر تحت الجهاز في المطار، كما أنه دفع بعض الرشاوي حتى تمر الحقيبة بسلام من المطار بدون أي مشاكل، فهذه الصفقة أصبحت كل ما يملك بعد أن قارب المال الذي يملكه على الإنتهاء، وهذه هي فرصته الوحيدة للحصول على أموال طائلة، أموال يحتاجها للتحليق بعيدًا بحرية...فهو مازال هاربًا و محتجز في هذا المنزل ويتعامل مع العالم الخارجي من خلال رجاله والهاتف...ولم يتمكن بعد من مغادرة البلاد، كما حرص أن يكون حجم الحقيبة صغير ويمكنه وضعها بحقيبة أخرى بسهولة، حتى يتم حملها معه على الطائرة...

ابتسم بزهو على خطته العبقرية من وجهة نظرة ومد كفه يمسك إحدى حبات التفاح ويقضمها بغرور وثواني وقهقه على ذكائه بزهو...وماهي إلا لحظات ونادى بصوت جهوري وعيناه تلمع بمكر أقرب لمكر الثعالب..

" دهب " 

أغمضت عيناها بقوة تنظم أنفاسها بعدما سمعت محادثتة على الهاتف فقد كانت تتسمع عليه كالعادة...حاولت رسم ابتسامة على شفتيها فور سماعها مناداته، دخلت إليه لتجده مستلقي على الوسادات الأرضية الموضوعة بشكل منتظم للجلوس ولها سنادات للظهر لتتحول إلى أرائك أرضية مريحة جدًا..

اقتربت منه تمد يدها له بإرتباك تعطيه مشروبة الذي طلبة منها قبل أن يتحدث بالهاتف وقد ذهبت لتعده...

مد يده يأخذ منها المشروب ووضعه على طاولة أرضيه وسحبها بخشونة تجلس بجواره قبل أن يهتف بحرارة


" لا أريد المشروب الآن....أريد أن أحتفل معك أولًا...لذلك أنا أريدك الآن " 

لم ينتظر منها قبول أو رفض بل أتبع كلامة ينقض 

عليها يقب.لها بلهفة شرسة وشفتيه تجتاح شفتيها تارة وجيدها تارة... ورغبة جعلتها تغمض عينيها بشدة وهي تحاول عدم اظهار نفورها منه، لتخونها عيناها وتزرف دموع القهر والذل من ذلك الوضع الذي وضعت فيه بسبب فقر حالها وإحتياجها للمال...ليستغلها ذلك الحقير بدون شفقة ولا ضمير ..

أصوات انفاسه تخنقها وتشعرها بالقرف والغثيان وبالرغم من ذلك حاولت إدعاء العكس، فهي تكرهه بشدة...رغم وسامته الشديدة وجسده الرياضي الذي تتمناه معظم الفتيات إلا أنه مجرد حقير وتاجر للسموم القاتلة ومغتصب لجسدها وروحها...نعم مغتصب لأنه يهددها بحاجتها للمال من أجل أخوتها وأبيها المريض...لقد كانت آتية للعمل كخادمة قبل أن يبتزها ويهددها ويغريها بالمال الذي تحتاجه وعندما رفضت الحرام أسكتها بورقة زواج عُرفي ليس لها قيمة حتى..وعندما حاولت الإعتراض هددها أنه سيغتصبها ويتفنن بتعذيبها وبالنهاية لن تحصل على شئ...فلم يكن أمامها سوى الرضوخ لذُلها ومعاناتها على يده..وبالأخص أنها لا تملك أحدًا يقف بوجهه، لا تنكر أنها أخطأت لكن ماذا كانت ستفعل فهي وحيدة وضعيفة ومحتاجة...ياليته يموت كي ترتاح، أو يا ليت الفقر هو الذي يموت كي لا يجبر أحدًا على فعل مالا يريد.. 

فتحت عيناها عندما شعرت به يبتعد عنها ببطئ ويستلقي على ظهره يتنفس بشدة...حاولت ستر جسدها وهي تنظر للهاتف بتصميم هذه المرة، لقد اتخذت قرارها النهائي وانتهي الأمر..

" إما أن تنجحي وتتخلصي منه يا دهب....أو تفشلي ويتخلص هو منك....و في كلتا الحالتين سترتاحي "

*****


" رولا أنا خائفة من أن يراني أحدًا " 

اقتربت رولا من صديقتها وهتفت وهي تضع لها الهاتف في كفها بغلظة

" لا تخافي يا منى أنتي فقط ستصوري وبعدها لن أطلب منك شئ " 

نظرت لها الأخيرة بإستفهام وهتفت بإندهاش 

" ولما كل هذا....بما ستفيدك هذه الصور  " 

ضحكت رولا بمكر وانحنت تكسر كعب حذائها واعادة ارتدائه مرة أخرى وهتفت وهي تنحني تخرج من حقيبتها أنبوب لازق وأعطتة لمنى 

" أولا احتفظي بهذا ريثما أعود....أما ثانيا...نعم ستفيدني الصور كثيرًا لربما أحتاجتها في أي وقت لأنني أنوي المزاح مع صديقي..ألم أخبرك بذلك....المهم أن تصوري صور جيدة " 

أتبعت كلامها ورفعت كفيها تفتح زر كنزتها العلوي، وبعثرت شعرها بطريقة مغرية وتحركت بخطوات هادئة حتى لا تسقط بسبب كعبها المكسور...

طرقت على الباب وعندما سمعت سماحه لها بالدخول تحركت لداخل الغرفة ولم تنسي أن تترك الباب مفتوح فتحة صغيرة لتتمكن منى من إلتقاط بعض الصور التي  سوف تحتاجها مستقبلًا أن حدث ما تشك به...

اقتربت بهدوء تقف جواره بالرغم من منعه لها سابقًا الوقوف بجواره هكذا،  أعطته الملف بصمت، لتسمعه يشكرها بهدوء قبل أن يطلب منها الرحيل...

استدارت تتحرك لتنزلق قدمها وتسقط للخلف، ليحدث ما خططت له تمامًا طارق يستدير بمقعده وتنتهي سقطتها جالسة على قدمه ويداها محاوطة لعنقه ووجهها مقابل وجهه بمسافة قليلة...

صرخت تدعي الخوف وبسرعة قبل أن يفيق من صدمتة كي لا تعطية فرصة ينهرها بغضب هتفت بإرتباك وهيا تنهض ببطئ مغيظ من على قدمية

" يا إلهي... أنا أسفة سيد طارق "

أتبعت كلامها وانحنت تخلع حذائها ليشاهده وادعت الصدمة

" ياإلهي كعب حذائي انكسر ....لهذا السبب وقعت....أنا حقًا أسفة سيدي " 

تنحنح طارق يفيق من صدمته و يبتلع غضبه من هذه البلهاء وهتف بخفوت حازم 

" رولا كم مرة طلبت منك أن تقفي أمام المكتب وليس بجواري....كم مرة طلبت منك أن تضعي حدودًا في التعامل بيننا " 

ادعت الحزن وهتفت بنبرة مرتبكة ودموع تترقرق بعيونها 

" أسفة سيدي " 

أشار لها على الباب بحزم وهتف بغضب ...

" اذهبي ولا تريني وجهك اليوم....إن كنتي ترغبي في الحفاظ على عملك "

تحركت سريعًا تخرج من الباب حتى لا يطردها من العمل كما قال فهي متأكدة أنه يتحدث بجدية وليس مجرد تهديد  ولكن لا يهم، مايهمها أنها نالت مبتغاها...كم راقها قربه بطريقة مهلكة ورائحته التي تغلغلت إلى رئتيها...كم تتمني أن تستنشق هذه الرائحة دائمًا وأبدًا...يا إلهي كم يعجبها ذلك الطارق الذي سيطرت على نفسها بشق الأنفس كي لا تقب.له..


زفر بغيظ من هذه المخلوقة البغيضة الذي تختبر صبره كل يوم وأصبح يتماسك حتى لا يدق عنقها فهو ماعاد يعلم هل هي ساذجة أم بلهاء أم خبيثة ومتحرشة...كما أنه لا يفضل طردها خوفًا من أن تكون تحتاج العمل ويكون كل ما يحدث مجرد صدفة لا أكثر.. حقًا لم يعد يفهم شئ

اشتد غيظة عندما سمع طرقة على الباب عقبها دخول إحداهن ليصرخ بغضب لم يتحكم به من دون أن ينظر..

" قلت لا تريني وجهك مرة أخرى " 

" طارق " 

رفع نظراته بسرعة لغدير المصدومة وانتفض ينهض من مكانه وهتف بأسف 

" أسف غدير لم أكن أقصدك بحديثي....أعتذر " 

اقتربت منه وجلست على المقعد الأمامي للمكتب ومدت له يدها بملفات تحملها وهي تختلس النظر له فهي لم تراه منذ ذلك اليوم الذي قام بتوصيلها فيه إلى المنزل...فقد حرصت أن تهرب من مقابلته وتحججت بإنشغالها بالعمل الذي تريد انهائه، ولكن بالحقيقة هي تتهرب علها تستوعب مشاعرها التي تنمو بسرعة رهيبه وتخيفها...سرعة أفقدتها عقلها لدرجة أنها على وشك طلب الزواج منه والإعتراف بحبها له..


أخذ الملفات منها وابتسم بهدوء وهتف بدون تصديق 

" لا أصدق لقد انتهيتي منهم سريعًا ....هذا حدث تاريخي يا فتاة" 

نظرت له نظرة شريرة وهتفت تدعي الغضب

" ماذا تقصد سيد طارق " 

رفع يده بإستسلام وهتف بمهادنة

" لا أقصد شئ أنسه غدير.....حقًا لا أريد هرموناتك تغضب علي...فليجعل الله حديثنا خفيفًا عليها " 

لم تتحمل وقهقهت بصوت جعل نبضات قلبه ترقص على صوت ضحكتها الرائع ليحاول إدعاء المزاح عله يبعد تلك المشاعر التي تسيطر عليه بحضورها الطاغي على قلبه 

" بالمناسبة كيف حالها ....أتمني أن تكون بخير " 

نظرت له بعدم فهم وهتفت بتساؤل 

" من " 

" هرموناتك " 

قهقهت مرة أخرى وأومأت بينما نظرة ماكرة التمعت بعينيها وهي تهتف 

" بخير أكيد....وكيف لا تكون وهي تستعد للسفر " 

ابتلع ريقه وهتف بعدم فهم 

" أي سفر " 

" سأسافر " 

هل توقفت نبضاته أم يهيئ له ...لا من المؤكد أنه قد فهم خطأ أليس كذلك، لكنها قالتها صريحة...

حاول ابعاد تلك الغصة التي احتلت صدره  وارتسمت على ملامحة لتلتقطها عيناها التي تترصد رد فعله بمهارة عالية، لقد تقصدت قول هذا الكلام لتشاهد رد فعله، سماعها لنبرة صوته أشعلت غرورها بشدة وانعشت قلبها  

" إلى أين "

ابتسمت وهتفت بنبرة حاولت أن تكون عادية

" سأسافر سياحة إلى بيروت و أقضي بعض الوقت مع وتين  بتلك المدينة الرائعة " 

هل لكمه أحدهم في قلبه الآن..ماذا يحدث للفتيات؟ كلهم يهربون ويسافرون، هل السفر أصبح فرضًا عليهم...ألا يكفيه تلك الحمقاء وتين التي كسرت قلب صديقه ورحلت ولم تقتنع بالعودة بعد، فهو يطلب منها دومًا العودة في محادثتهم ، لكنها تماطل في الأمر دومًا وتتهرب من الحديث في الأمر...ومع ذلك لم يكفيها هروبها وسحبت غدير أيضًا معها..

لم يتحكم بصوته ولا نبرته الغاضبة وهتف 

" سأقتلك يا وتين ....أقسم سأفعل " 

اتسعت عيناها بذهول وهمست بخفوت ونظرة حالمة تحتل عينيها أفقدته ماتبقي من عقلة فهي حقا سعيدة بسبب حالته هذه

" لماذا " 

ابتلع ريقة بتوتر وغرق بعينيها وهتف بنبرة هامسة جعلتها تنظر له بترقب ودقات قلبها ترتفع لعنان السماء...

" غدير أنا أااا..." 

" مرحبًا أيها الوسيم " 

استدار الثنائي ينظرون إلى تلك الواقفة بثقة كبيرة وجاذبية طاغية جعلت الغيرة تنهش بقلب غدير عندما استوعبت بما لقبت طارق منذ قليل..من هذه ولما تشعر أنها رأتها من قبل، والإجابة كانت من طارق الذي هتف بغباء

" ليال " 

ابتسمت بدهشة وتقدمت تدخل المكتب وهتفت بضحكة خفيفة

" ولما أنت متفاجئ هكذا....ألم تعطيني الموعد بنفسك....ياإلهي أنت نسيت موعدك معي يا طارق " 

ابتسم بخجل وهتف وهو يقف من مكانه ليسلم عليها بود 

" حسنا أعتذر....لقد نسيت الأمر تمامًا " 

نظرت له نظرة ذات مغزى وهتفت بخبث 

" لا بأس سأعذرك هذه المرة " 

رد لها نظراتها بأخرى تحمل تحذير شديد وهتف يتدارك الموقف وهو يستدير لغدير العاقدة لحاجبيها وتنظر لهم بترقب 

" ياإلهي غدير لا تقولي أنك لم تتذكري ليال " 

نظرة بلهاء احتلت عيناها وأومأت بصمت ليضحك 

" هذه ليال أختي يا فتاة ماذا بك "

وقفت بسرعة وسألت بغباء 

" أي ليال ...وأي أخت....أنت ليس لديك أخوة " 

قهقهت ليال وهتفت بمرح وهي تقترب منها بود حقيقي 

" غدير أنت حقًا لا تتذكريني...ياإلهي ....أنا ليال ابنة زوجة أبيه " 

ضربت غدير على جبهتها ولعنت غبائها ونظرت بخجل  لطارق الذي يضع يده بجيبه ويكتم ابتسامته...بينما ليال مازالت على ابتسامتها الودوده

" أنا حقًا أسفة ليال...لم أراك منذ أعوام ....كما أن ذاكرتي ضعيفة بعض الشئ ...سامحيني رجاءًا " 

اقتربت منها ليال و صافحتها وهتفت بصدق 

" لا عليك غدير لم تكن لقائتنا كثيرة على كل حال...كما أننا لم نكن على تواصل مثلما أنا ووتين....لذلك أعتذر منك أنا أيضًا " 

انصدمت غدير من هذه الشخصية الجميلة من الخارج ومن الداخل  ولكن جمالها هذا لن يشفع لها عندها بعدما سمعتها تلقب طارق بالوسيم...نعم هو وسيم، لكن لا يحق لأي أنثى سواها أن تلقبه بهذه الألقاب وتمزح معه حتى لو كانت أنثى يطلق عليها أختة...حاولت دفن الغيرة التي تشتعل بقلبها وابتسمت ابتسامة صغيرة وهتفت

" حسنا يكفي اعتذارات....سعيدة جدًا برؤيتك ليال و حمدالله على سلامتك " 

اومأت ليال وهتفت بمرح 

" شكرا عزيزتي " 

" حسنا سأترككم لإنهاء باقي العمل المطلوب مني....إلى اللقاء " 

أتبعت كلامها بتحركها تخرج من الغرفة والغيرة تنهش أعماقها...كم ودت البقاء معهم وعدم تركهم بمفردهم لكن لا يجوز التطفل عليهم هكذا 

 ماهذا الوضع البائس الذي أصبحتي به يا غدير..حقًا تبًا للعشق وتصرفاته الحمقاء..

 

 ‏ خرجت تلاحقها عيون طارق  بلهفة مكشوفة جعلت ليال تمد كفها تلدغ وجنته وهتفت بحنق 

" إلى متى ستبقى تحبها كالأبله دون أن تخبرها...حقا تشبة القشة تحت الأمطار كما قال القيصر "

أبعد يدها بغيظ وزفر بقلة حيلة وهو يجلس على مقعده

" لا يمكنني اخبارها بشئ الآن يا ليال ...فالوضع تعقد بغضب بدر ...لن أفعل شئ قبل حديثي مع صديقي " 

نعم سيتحدث مع بدر أولًا وينهي ذلك الخصام من طرف صديقة ويحاول أن يتجنب لحظات الضعف التي تنتابه بحضورها...فبلحظة كان سيعترف لها بحبه ويرتاح من معاناتة ، لولا دخول ليال لكان انتهى الأمر...أما بقبول حبه أو رفضه للأبد

أفاق من شروده على صوت ليال وهي تنادي عليه...انتبه لها وتنحنح يبعد غدير عن أفكاره وهتف 

" هل جلبتي أوراقك المطلوبة " 

أومأت وأخرجت ملف من حقيبتها ومدت يدها تعطيه الملف وهتفت

" هل تحدثت مع السيد عبد الرحمن "

أومأ يأخذ منها الملف وهتف 

" نعم يا سيادة المهندسة العظيمة....من يوم الأحد سيبدأ دوامك الرسمي " 

أكمل وهو يخرج عقد يعطيه لها 

" وهذا هو عقدك موقع أيضًا من رئيس مجلس الإدارة " 

ابتسمت تأخذ منه العقد ووقعتة لتضع القلم وتقف برسمية تصافح طارق وهتفت بجدية 

" حسنا سيد طارق....يشرفني العمل معكم " 

وقف طارق يكتم ابتسامتة وهتف يدعي الجدية ومازال يتحفظ على كف ليال 

" الشرف لنا أنسة ليال " 

ثم أهداها ابتسامة حنونة وهتف يكمل بنبرة حنونة أيضاً

" مبارك ليلو....أنا سعيد بعملك هنا حتى تكوني بجواري...لقد كنت مرتعب من فكرة أن تعملي مهندسة زراعية في بعض المزارع البعيدة " 

انفجرت ضاحكة على حديث طارق التي كانت تتغني به دومًا...لطالما قالت له أنها ستعمل في مزرعة حيث الزرع والهواء النقي... بعيدًا عن المدينة وتزاحمها...لكن طارق كان يقنعها أن تعمل معه بالشركة وبالنهاية ستعمل بمجال دراستها،وها هي تم تعيينها رسميًا في نفس الشركة التي يعمل بها أخيها الحنون...

مازالت ابتسامتها تزين وجهها وهتفت 

" لا أنكر أنك أقنعتني أخي العزيز " 

انحني برأسه ووضع كفه على صدره وهتف بجدية

" أنا في الخدمة دومًا آنستي الفاتنة " 

مسكت طرف بنطالها تقلد حركة أميرات أفلام الكرتون وانحنت برقي و ردت بذقن مرفوع 

" لا حرمني الله منك سيدي الوسيم " 

أنهت كلامها لينفجروا سويًا بالضحك على سخافتهم لتلمح بدر يمر من أمام المكتب المفتوح...نادت عليه بصوت مرتفع ليلتفت بدر لها وعندما تعرف عليها دخل الغرفة وابتسامة صادقة تزين محياة...اقترب منها يصافحها بإبتسامة مرحبة 

" ليال ماهذه المفاجأة.....كيف حالك " 

ابتسمت بسعادةوهتفت 

" بخير الحمدلله...وأنت كيف حالك"

ابتسم لها بصدق و رد

" بخير الحمدلله...مرت أعوام لم أراكِ بها يا فتاة...لقد كبرتي وتغيرتي كثيرًا"

حاولت بلع مرارة بحلقها فهو معه حق لقد تغيرت كثيرًا...رسمت ابتسامة وحاولت تتدعي المرح وهتفت  

"سوف تراني كثيرًا...سوف أعمل معكم وبما أنك أتيت سوف أستغلك لتدخل معي عند السيد عبد الرحمن...لأن الوسيم يتدلل ولا يريد أن يدخل معي " 

هتف طارق يغيظها وقد تيقن مما تريده ليال  

" ليس لدي وقت لكي يا فتاة... وبالمناسبة أنتي لست صغيرة فيمكنك الدخول بمفردك  " 

ابتسم لها بدر وهتف دون أن ينظر لطارق 

" لا عليكِ .....اتركِ السيد المهم لعمله ومكتبة الذي يشبة سوق الجملة....وتعالي سأذهب معك " 

حاول طارق ادعاء الحنق وهتف يوجه كلامه لبدر 

" طبعا أنا السيد المهم ...ولا تشبه مكتبي بالسوق.....واعترف أنك تغار لأني رجل مهم " 

نظر بدر لليال المبتسمة وهتف ببرود 

" هل سمعتي شيئًا يا ليال....لا أليس كذلك ....حسنًا هيا بنا " 

أنهي كلامه وتقدم يشير لليال تذهب معه بينما ليال أشارت تودع طارق الذي ابتسم لها بإمتنان فبفضلها ناوشه صديقه بعد خصام طويل...لكنه يقسم أن هذا الأمر لن يطول بعد الآن فقد اشتاق له كثيرًا ويريد التحدث معه كثيرًا...

****

خرجت من مكتب السيد عبد الرحمن سعيدة ومرتاحة بخطوة العمل هنا...كانت فكرة جيدة فطارق معه حق ستكون بجوار أمها وزوجها الحنون  وبجواره أيضًا، أخيها وصديقها الرائع هدية القدر لها..وكأنه خرج من أفكارها ليتمثل أمامها ينتظرها أمام المكتب..

تقدمت تجاوره ليتحرك يمشي معها كي يوصلها إلى خارج الشركه، ابتسمت وهتفت بمرح

" يمكنني الذهاب بمفردي...أن كنت لا تعلم " 

أومأ ولم ينظر لها وهتف بهدوء

" سأوصلك لسيارة الأجرة " 

هزت رأسها بأن لا فائدة ودخلت المصعد خلفه ولم تكف عن مناوشتة واغاظتة حتى خرجا من المصعد و أصوات ضحكاتهم عالية وسعيدة حتى انقطعت ضحكتها بصدمة قبل أن تتجمد ونظرها مصوب أمامها بجمود، انتبه لها طارق الذي استدار ينظر للأمام لتقع عيناه على يوسف المصدوم هو الأخر...تنحنح يجذب انتباه ليال التي فاقت من جمودها والتفتت تهتف بحزم 

" يكفي طارق، سأكمل من هنا بمفردي " 

أنهت كلامها وتحركت تكمل طريقها للخروج من الشركة..

مرت بجواره وتخطته لتترك عبيرها يعذبه ويجلده بدون شفقه...حبيبته الذي تخلى عنها يومًا بدون رحمة، بل وحطمها كذلك الأمر...لكنه فعل الصواب أليس كذلك فهو إنسان محطم لن يثق بأحدًا مهما حدث وكان سيحطمها بشكه وعدم ثقته وتحول شخصيته..كان سيؤذيها لا محال لذلك فضل الإبتعاد عنها وعن الجميع...ولولا إلحاح طارق للتقرب منه ومحاوطته له على مدار عام كامل، ما كان اقترب منه أبدًا...

طارق ابن خالته الذي ينظر له الآن بحزن ولوم قرأه بسهولة...  

ناداه طارق ليقترب منه بتيه وغصة تشكلت بحلقه تخنقه وهتف بتقطع 

" مضطر أن أذهب الآن يا طارق....سأراك مرة أخرى " 

أومأ طارق بهدوء وقد تفهم الحالة التي يمر بها يوسف وياليته يقدر على مساعدته، لكن للأسف لن يقدر، يوسف هو الوحيد القادر على إنهاء هذا الأمر ومساعدة نفسه...

تحرك ليذهب لكنه استدار مرة أخرى ينظر لطارق برجاء وهتف بألم 

" هل تزوجت....هل عشقت غيري " 

ادعي طارق الجدية والحزم وهتف...

" ليس من حقك السؤال عن أي شئ يخصها يوسف....أنت تنازلت عن حقك بها منذ زمن " 

ابتلع يوسف مرارة بحلقه وأومأ يهتف 

" معك حق "

تحرك يمشي من نفس الطريق الذي خرجت منه حبيبته منذ قليل ...نعم حبيبته وستبقى دومًا حبيبته حتى لو افترق عنها إلى الأبد...حتى لو ادعى أعجابه بالبنات وعبثه معهن لكن بداخله...لم يعشق ولن يعشق سوى لياله الرقيقة الجميلة التي احتلت قلبه واستوطنه عشقها ليصيبه بلعنة حرمته على جميع النساء معاداها.


رواية استوطننى عشقك الفصل السادس عشر 16 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية استوطننى عشقك)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)

 

روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات