رواية استوطننى عشقك الفصل الثانى 2 بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك البارت الثانى 2
رواية استوطننى عشقك الجزء الثانى 2
رواية استوطننى عشقك الحلقة الثانية 2
رواية استوطننى عشقك بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك |
رواية استوطننى عشقك الفصل الثانى 2
الفصل الثاني
استيقظ على صوت أنين وشهقات مكتومة...
ظن أنه يحلم فحاول النوم مرة أخرى ولكن كان الصوت صريح ولا مجال للشك اعتدل يبحث عنها في أرجاء الغرفة بعد أن رأى الفراش فارغ منها، وقع نظره عليها جالسة على الأرض تعطيه ظهرها وتخبئ جسدها كله وجزء من شعرها بمفرش للفراش وتبكي وجسدها يهتز بقوة،كانت في حالة انهيار تامة ..
أخطأ يعلم ، وانساق وراء رغبته بها، كأنها ألقت عليه تعويذة سحرية لم يستفيق منها إلا وهي ملكه قولًا وفعلًا...يعلم أنه انضم لقائمة الظالمين في حياتها...
كما يعلم أي حقير هو ومستغل ليفعل ما فعله، ولكنها لم تمنعه، لم تبدي اي رفض بل كانت مستسلمة ومستجيبة له بطريقة زادت من جنون رغبته بها... ياإلهي هو سيجن لا محالة ماالذي فعله لم يكن عليه التسرع هكذا، انهم حتى لم يتحدثا بشأن علاقتهم المستقبلية و طبيعة زواجهم الغريبة...
كيف فعل بها هذا؟ لِما لم يشعر بنفسه هكذا؟... التقط قطعة من ملابسه وارتداها بسرعة واقترب منها لتجفل هي..
جلس أمامها لتفزع وتزحف للخلف برعب وارتباك، تألم لتلك الحركة كثيرًا...
لكنه حاول التماسك قليلًا فوضعها الآن أهم من أي شئ ومن أي حديث حتى لو كان الحل أن يدعي الغباء وعدم التطرق للأمر من الأساس، لكنه بحاجة من التأكد من شئ وإيصال لعقلها معلومة يخشى أن تكون غافلة عنها...
تكلم بصوت خافت والندم يمزق قلبه
"انا لم أجبرك على شئ أليس كذلك.."
قالها بصوت مهزوز ليس واثق فهو أصبح ليس واثق من شئ ابدًا بعد كل ما حدث فهو حقًا يشعر أنه شخص آخر لا يعرفه ..
نبرة صوته المهزوزة مزقت جنبات قلبها هل أوصلته أن يظن أنه أجبرها، هزت رأسها تنفي كلامه وهي تخفي وجهها بالمفرش الساتر لجسدها وبكيت ضعفها وحبها ... استسلامها المهين وكرامتها التي أصبحت في عداد الاموات
"انهضي و لا تخافي مني انا لا ولن أقوي على ايذائك..... ويكفي بكاء أصبحتي تشبهين اليقطينة المنتفخة من كثرة البكاء"
حاول أن يمازحها لتخرج من إنهيارها لكن لم يصله منها سوى الصمت
وقف وأمسك بيدها يساعدها على الوقوف...
سحبها خلفه الى الحمام واقترب من حوض الإستحمام يملئه بالماء الدافئ واستدار يحدثها بخفوت
"استرخي بالماء حتى تهدأ اعصابك....أرجوك وتين اهدئي فأنا خائف أن تصيبي بإنهيار حاد"
أومأت بصمت ليرحل بصمت مماثل ويغلق الباب بهدوء خلفه..
بعد قليل أو كثير من الوقت لا تعلم فهي تمددت بالماء حتى شعرت ببرودة الماء على جسدها،
خرجت وهي ترتدي منشفتها وهي خجلة وخائفة من أن تراه لا تقوى على مواجهته والنظر بوجهه ابدًا بعد فعلتها المخزية، وكأنها استسلمت لرجل غريب لا تعرفه، رجل كان سيتزوج أخرى...
ياإلهي ماذا فعلت بنفسها، ولماذا تشعر أن عقلها تجمد ومشاعرها أيضا، لقد خارت قواها و تشعر أن عقلها تجمد ولم يعد يعطي اشارات لجسدها...
وكأنها لوح من جليد..
توجهت لخزانة الملابس وسحبت منامة من قطعتين، بنطالها باللون الوردي وكنزتها باللون الرمادي وتركت شعرها رطب...
ارهاق، وآلم برأسها وجسدها وأعصابها مشدودة بقوة، ولا تريد سوى النوم والهروب بعيدًا عنه..
نظرت للفراش الذي قام بتغيير مفارشه وشعرت بالإمتنان لفعلته فهي فزعت وقت رؤيتها لتلك البقعة وكأنها كانت صفعة الإفاقة لها، تمددت وأغمضت عيناها لتنام قبل أن يأتي، وكأنه علم بمحاولتها للهروب من خلال النوم..لذاك لحظات قليله وشعرت به يجلس بجوارها ويناديها برفق لتفتح عيناها ببطئ، تحدث بصوته الهادئ الحنون وبنبرته الرائعة التي تدغدغها
"قبل أن تنامي عليكي أن تأكلي وتشربي هذه الأعشاب حتى تريح أعصابك وتساعدك على النوم..... كنت أريد أن أجلب لكي كوب من الحليب الدافئ ولكني أعلم أنك لا تحبينه"
نظرت له ولكن سرعان ما أنزلت رأسها بخجل عندما قابلها جذعه العاري وجسده الذي لا يستره سوي قطعة من ملابسه
"لاحظ توترها و رد فعلها ولكنه تغاضى عن التعليق حتى لا يضغط عليها أكثر وهتف برجاء
"أرجوكي انسي اي شئ واعطي عقلك عطلة من التفكير وانهي طعامك واستريحي.... وغدًا سنتحدث بكل شئ وسأنفذ كل ما تريدين فقط الآن ارتاحي"
نظرت له بإمتنان فهي حقًا أخر شئ تريده الآن هو الحديث، كما أنها لا تنتظر منه اعتذار، لأن الاعتذار لابد أن يخرج منها اتجاه نفسها، وبصمت أومأت وكأنها نسيت الحديث...
****
خرج الى الشرفة بعد قليل عندما تأكد انها راحت بنوم عميق، تنهد واستنشق هواء الفجر النظيف بسكونه وهدوءه الذي يناقض اشتعال قلبه بندم، كيف كان حيوانًا هكذا؟ تتحكم به رغباته...
أنه حتى لا يصدق ما حدث، كيف سيتصرف تجاه الأمر وبما سيبرر تلك الفعلة، و زواجهم الغريب هذا، هل سيستمر أم ماذا...حقا أصبح لا يعرف شئ فكل ما مر به اليوم كثيرًا جدًا على أعصابه...
قطع شروده صوت همهمات وضحكات، نظر إلى أسفل ليرى غدير التي تقف تتحدث في الهاتف في هذه الساعة المتأخرة..
كيف تتعامل ببرود ولا كأنها فعلت شئ يستحق الشعور بالذنب عليه، كيف لم يكتشف أنانيتها وبرودها قبل ذلك..
طوال عمره يعلم أنها مغرورة وتحب نفسها أولا، لكنه ظن بعد عودته أنها تغيرت ولم تعد هكذا بعدما شاهد أفعالها، لكنه كان مخطأ ...
ابتسم بسخرية وغمغم
"كنت تريد الهروب من تعقيدات العشق بدر.... رغبت في زواج يحكمه العقل وليس القلب لتكن النتيجة اهانتك وتحطم كرامتك وكبريائك أمام الجميع وأيضًا تحطيم فتاة ليس لها ذنب"
زفر بغضب و ضرب سور الشرفة بقبضته وعاد ينظر لها بغيظ وعقد حاجبيه وهو ينتبه لهيئتها ..
كيف تخرج الى الشرفة بشعرها ولبسها العاري هذا، حتى لو كان الناس نيام، ماذا إن رأها أحد فهي ابنة عمه ولا يحب أن يراها احدًا بهذا الشكل...
صدم من رد فعله من رؤيتها التي لم تأثر به، و ما يدور بعقله من أفكار في هذه اللحظة، وعلى ما مر اليوم من أحداث... أين غضب الخطيب المغدور من خطيبته...نعم غضب على كرامتة وفكرة رفضها الزواج منه قبل الزفاف...ياإلهي ماذا اصابه هل كان انجذابه لها مجرد سراب، أم هو مازال في مرحلة الصدمة، ام تلك الحورية النائمة بفراشهم هي من ألقت عليه تعويذتها...
ماذا يحدث معك يابدر ماذا ؟
رفع وجهه للسماء وناشد الله بحرقة وترجي
"يااااااارب أرح قلبي واهديني للصواب يا الله "
انهى دعاءه مع سماع صوت الأذان ليدخل حتى يستحم و يصلي فرضه ويدعي ربه، ختم صلاته وجلس بجوار وتين يقرأ ورده من القرأن حتى انتهى ووضع المصحف على المنضده وقام بخلع كنزته ليتمدد بجوارها ويستنشق رائحة شعرها و يتمعن النظر لملامحها المحببة للنفس ببراءة وفتنة طاغية... كيف جمعت بينهم، استدارت تواجهه ليلفت انتباهه العلامات التي تركها على عنقها وكتفها الظاهر من تحت كنزتها...زفر أنفاسه بحرارة وهو يسأل نفسه كيف كان مندفع تجاهها هكذا ؟.. كيف فقد سيطرته على نفسه؟
بحياته لم يقترب من أي أنثى ولم تزل قدمه في الخطأ، لقد أدخر نفسه لزوجته الذي يختارها، و فكرة اقترابه من وتين كانت مستبعدة تمامًا بعد طريقة زواجهم الغريبة، فما الذي حدث ليغرق بها هكذا بإندفاع ولهفة تامه
فتحت عيناها بتيه وكأنها مازالت بنوم عميق، مدت يدها تتحسس وجهه ولحيته الحليقة بحركة أشعلت بركان بداخله لم ينطفئ بعد...
ليسمعها تهمس بصوتها الرائع
" بدر "
ابتلع ريقه وأومأ لها ومازالت يدها تتحسس وجهه وملامحه ليرد بصوت أجش
" ماذا "
"أنت هنا حقا....وجودك حقيقة...أم سأستيقظ وحيدة بفراشي ككل يوم "
قالتها لتغمض عينيها وتسقط كفها من على وجهه، اقتربت تضمه بذراعها وتنام داخل أحض*انه...صعق من كلامها و حركتها، وتناقض أقوالها مع أفعالها..هل سبب لها الأذى كما الجميع لدرجة أنها تتمنى أن يكون حلمًا أو كابوسًا تستيقظ منه صباحًا لتجد نفسها كما هي، فتاة حالمة تفكر بمستقبلها الدراسي وتنتظر فارسها الذي سيخطفها على جواده الأبيض كحال كل الفتيات..
القى نظرة عليها وهي داخل أحض*انه ليمد يده يبعد عنها شعرها المتناثر على وجهها وينحني يقبل جبينها ويتحدث بنبرة أسفة
"للأسف أنا حقيقة يا حلوتي....حقيقة فرضت عليك تمامًا "
*****
تجمع أفراد العائلة على طاولة الطعام بإستثناء الجد عامر الذي كان مرهق ولا يريد أن يرى أحدًا
والعروسين الذين لم يظهروا بعد..
نظرت غدير الى الكراسي الخالية بسخرية وسألت عن جدها الذي تأخر على غير العادة ليتجاهلها الجميع وترد أمها بإقتضاب دون أن تنظر لها
" قال انه مرهق ولن يأكل "
قاطعها صوت رقية وهي تطلب من الفتاة التي تساعدهم في البيت
" حسنة أحضري الطعام لأبي وايضًا لبدر ووتين"
ضحكت غدير بسخرية و هتفت
"ماذا... هل صدقوا أنهم عروسين حقا " بلعت باقي حديثها عندما زمجر عمها بغضب وتحدث بصوت خافت حازم جعل أعصابها على وشك الأنهيار ولكنها رسمت قناع الامبالاة كالعادة
" إياك....إياك أن تتجاوزي حدودك بالكلام.... وليس معنى صمتنا عن فعلتك امس أننا لن نقدر على معاقبتك، فإياك والتجاوز، فرصيدك من التسامح انتهى ياابنه أخي"
قالها عبد الرحمن ورفع كوب الماء يشرب منه قبل أن يتحرك ويترك البيت كله ينشد الذهاب لعمله، فهو وعزت يعملون منذ سنوات مع أبيهم يد بيد حتى كبر عملهم من محل لبيع البذور والمبيدات لشركه لإستيرادالمبيدات والبذور وبعض المحلات المنتشرة في المدينة التي يسكنون بها، إلى أن ترك لهم أبيهم العمل ليكملان مسيرته ويعملا معًا بقلب رجلًا واحد ...
هكذا رباهم أبيهم، كلهم واحد، في الحزن وفي الفرح، دائمًا بظهر بعضهما البعض
فهو أكبر اخواته الذي يعشقهم جميعًا كأبنائه وليس اخواته، عشقه وخوفه عليهم إزداد كثيرًا بعد رحيل أخيه الحبيب عمر الذي انكسر قلبه وانحنى ظهره بفراقه...
نظرت لعمها بصدمة وغيظ بعد رحيله ووقفت مكانها تصيح فهي مهما وصلت بها الوقاحة تعلم أنها لن تتجرأ وتتحدث بصوت عالي وعدم احترام أمام جدها وعمها،
"لماذا يحدثني هكذا ؟
ماذا فعلت؟... انا لست مجبورة اتزوج بشخص لا أريده.... فأنا بالنهاية حققت لكم مرادكم بتزويجه للأميرة المثيرة للشفقة التي تتسول شفقة الجميع وتتغنى بيتمها كي تهتموا بها"
"اخرسي "
قالتها مريم بغضب وهي تتحرك من مكانها وتقف مقابل غدير تنظر لها بغضب وحقد وهتفت
"اخرسي... وإياك التحدث عن ابنتي بهذا الشكل المخزي، الم تخجلي من أفعالك.... ألا تملكين ذرة من الإحساس والشعور بغيرك، ألم تكفي عن حقدك وترحمينا من أنانيتك وحقارتك فيما يخص ابنتي "
نظرت لها غدير بحقد من كلامها والتقليل منها والتعظيم من وتين وردت بصوت يقطر سمًا
"اي ابنه عمتي فأنتي عاقر لا تنجبين... عاقر ليس لك ابنه "
دوى صوت الصفعة في الأرجاء، جعل الجميع ينصدم من رد فعل مريم فلأول مره تضرب أحد من الأولاد
شهقاتهم المختلفة لم تثنيها على أن تكمل بالأخص عندما رأت الكسرة والحزن على وجه أخيها الذي نهض من مكانه بسرعة يغادر عندما سمع وقاحتها، هو ليس ضعيف أو عاجز عن ضربها مثلما فعلت... لكنه لا يحب أن يضربها انها ابنته وحبيبتة وادخار عمره كله الذي يتحمل أذاها ولا يأذيها...
أخيها الحبيبب الحنون أكثر من اللازم اتجاه الجميع وبالأخص تلك الوقحة.. لا يتحمل حزنها ولكن هذه المرة كسرت قلبه، والدموع في عين كاميليا المجروحة جدًا من أفعال ابنتها فلم يجرؤ أحد على الحديث لعلمهم أنها تستحق، لذلك هتفت بحزم...
"لم أضربك لانك أهنتيني، ضربتك لانك أنكرتي أمومتي لوتين، طفلتي الصغيرة التي لم تعرف لها أمًا غيري... فإياك والحديث مرة أخرى في هذا الأمر"
مدت يدها تمسك رسغها لتجعلها تستدير تواجه أمها و تشير على أبيها الذي يغادر المكان وأكملت
" أنظري لوجه أبيك ولخزيه من أفعالك لقد كسرتيه أمام الجميع وملئتي قلبه بالحسرة فهل هذا جزائه على حبه واهتمامه بك "
شهقت تتنفس وتابعت
" وانظري الى أمك المسكينة التي قضت ليلتها تبكي بالحديقة وتلوم نفسها على فشلها في تربيتك....انظري ماذا فعلت يداك بأهلك لقد كسرتيهم ومع ذلك لم تشعري بالندم من فعلتك بل تماديتي كثيرًا و تتواقحي وتتبجحي بكل فسق"
زفرت بضيق وأكملت بنبرة خافته بعض الشئ
"مالذي حدث لك؟ لماذا أصبحتي بكل هذه الوقاحة وعدم الشعور بغيرك، هل أصبحتي تكرهيننا جميعًا وتستمتعي بحزننا "
تركت رسغها وانصرفت بعد أن ارهقت من كلامها معها، فيكفي قلقها على وتين وقلقها على أبيها وضيقها بكل ما يحدث في المنزل من مشاكل.
**********
انصرف الجميع بصمت وتركوها لوحدها فأبيها وأمها لم يتحدثوا معها بشئ منذ البارحة فهم يخاصموها ويعاقبوها بصمتهم الذي يعرفون تمام المعرفة أنه يعذبها..
على ماذا يخاصموها؟
أليس من حقها رفض الزواج إن كانت لاتريده...
نعم كانت تريد الزواج من بدر والتقرب منه وزاد من إصرارها على التقرب منه تفاعله معها ونظرة الإعجاب بعيونه لها، لكم شعرت بالزهو والغرور أن يفضلها رجل على وتين الجميلة، هي أيضا جميلة...لكن بجانب وتين هي أقل دائمًا، أقل في مستواها الدراسي... في الجمال، وفي حبهم لها، فجدها وعمتها وعمها وزوجته كلهم يحبونها اكثر منها ويرونها أنانية وحقودة وغيورة، هي لم تكره وتين وجزء صغير بداخلها يحبها، لقد كانوا أصدقاء منذ صغرهم، لكن الآن كبروا والعلاقات تغيرت وأصبح لديها أصدقاء غيرها
لكنها لا تنكر أنها تغار منها كانت تريد أن تكون الإبنة الوحيدة للعائلة، فهي تعشق الدلال وتريد الإنطلاق بعيدًا جدًا، تريد حب الجميع لها وحدها
لذلك عندما رجع بدر من سفره وعلمت أن أمامه فرصة عمل جيدة بمكتب المحاماة الذي كان يتدرب به بعد تخرجه بإنجلترا أصابها الهوس وفكرة تحقيق حلمها حول السفر والحرية ستتحقق...
أصرت أكثر على استمالته وأصبحت تتغنج وتتدلل واحيانًا تناقشه بجدية... كانت معه كل يوم بشكل جديد، إلى أن أعلن رغبته في خطوبتها والزواج سريعًا حتى ينتبه لعمله، ولكنه بدأ ينتقد خروجها الكثير وحجابها الذي لا يليق من وجهة نظره، وأخيرًا قراره بعدم السفر مرة أخرى، كل هذا كان فوق احتمالها... لقد أصابها الجنون والرعب عندما رأت ثوب الزفاف، وتقسم أنها حاولت أن تكمل في هذا الزواج، لكن كل يوم كان يمر كانت تشعر بالإختناق، تشعر أنها ترتكب جريمة في حق نفسها هي معجبة بواسمته وشخصيته لا تنكر، لكن ليس حب يجعلها تتزوجه، بعدما بطلت أسبابها التي جعلتها تفعل كل هذا..
حقًا خافت بل ارتعبت من فكرة الزواج ولم تتمكن من المواصلة بهذا الأمر أبدًا لم تفكر في نتائج فعلتها أبدًا، بل حقا كان الرعب يتمكن منها وكل ما صدر منها هو الصراخ بالرفض وعدم إتمام الزواج... ولم تتخيل أنها هكذا تسبب الأذى لعائلتها، لم تفيق من الصدمة إلا عندما شاهدت وتين بثوب الزفاف، لا تنكر أنها شفقت عليها قليلًا، لكن المهم أنها خرجت من هذا الأمر، وبالرغم من تعاسة عائلتها لكنها سعيدة أنها لم ترتكب هذا الخطأ بحق بدر وبحق نفسها...
لكنها ستحاول أن تعتذر من الجميع من أجل أبويها ستفعل لأنها لا تريد أن يكرهها أفراد عائلتها، فمهما حدث هي تعشقهم بجنون ولا تتحمل حزنهم أبدًا ، والتي للأسف تكون هي السبب به دائمًا
*********
"يكفي يا رقية لقد شبعت"
قالها عامر بوهن واعياء لرقية التي تمد يدها له بشطيرة
تمدد بفراشه والصداع يفتك برأسه وآلام صدره تزيد
"ولكنك لم تأكل جيدا يا أبي "
هز رأسه برفض وأشار بيده وقال
"أكلت جيدا الحمدلله....أخبريني هل اطمئنيتي على بدر ووتين "
ردت رقية وهي تنظر لمريم الشاردة عن الحديث وقالت
"ساصعد أنا ومريم لهم بالإفطار بعد قليل فقط لتحضره حسنة"
أومأ لها بصمت ولم يقوى على الحديث ولكن مريم قطعت الصمت وقالت بخفوت
"أبي.... عبدالرحمن سيأتي اليوم بالطبيب ليراك لانك لست بخير "
نظر لها عامر نظرة متألمة على حال ابنته الجميلة التي لم تسعد بهذه الحياة كما تستحق.. ابنته التي خسرت توأمها وبعدها اكتشفت عقمها واستحالة انجابها....لتخسر بعدها بفترة قصيرة زوجها وحبيب عمرها بفاجعة كسرت ظهرها، لترفض الزواج مجدداً إلى الأبد وتكرس حياتها لتربية وتين الصغيرة التي خسرت والديها دفعة واحدة... ليعوضا نقص بعضهما البعض.
" أبي لِما لا ترد..أنت بخير"
"بخير يا بُنيتي ولكن قلبي أثقله الهموم"
ختم جملته بتنهيده واغلق عيناه وقال
"اذهبوا لتطمئنوا على الأولاد وأنا سأنام قليلًا"
نظرت مريم لرقية بخوف وقلق على حال أبيها فهو حقًا بدأ المرض يتمكن منه، ومع ذلك رفض الذهاب الى الطبيب وأصر على ذلك... ليقسم عبد الرحمن أن يأتي له بالطبيب كي يطمأنوا عليه رغما عنه
قبل أن يخرجا من الغرفه دخلت كامليا الحزينه تسأل مريم ورقية بعينيها عنه لترد رقية بصوت هامس
"مريض، لكنه يكابر... عبد الرحمن ذهب في موعد مهم أرسله إليه أبي وبعدها سيأتي بالطبيب"
أومات كاميليا وتقدمت لداخل الغرفة وقالت
"إذهبا لتطمئنا على وتين وأنا سأبقى بجانبه وطمئناني عليها فأنا لم أنم من حزني عليها"
أومأت مريم وربتت على كتفها وتحركت بصمت تتبعها رقية التي أغلقت الباب خلفها بهدوء، اقتربت تجلس بصمت بجوار والد زوجها وهي تنظر له بحزن، تشعر بالذنب وتحمل نفسها نتيجة ما حدث بسبب فشلها في تربية ابنتها التي لم تراعي أهلها ولا احترامهم أمام الناس،
سالت من عيناها الدموع فمدت كفها تمسحهم قبل أن يصل لأذنها همسة ضعيفة من عامر الذي مازال مغمض العينين
"لا تحزني يا كاميليا"
*******
"لماذا لم يفتح أحد هل مازالوا نائمين"
قالتها رقية التي طرقت الباب عدة طرقات ولكن ما من مستجيب، تحركت تخرج المفتاح الإحتياطي من المزهرية التي على الطاولة في الممر أمام الباب لتفتح قبل أن تمسك يديها مريم وهي تسألها بإستنكار
"ماذا تفعلين يا حمقاء لا يجوز أن ندخل هكذا"
استنكرت حديث مريم ورفعت إحدى حاجبيها وقالت
"هذا على أساس أنهم زوجين طبيعيين... مسكينة وتين على الأغلب بقيت تبكي وتنوح طوال الليل وإبني المسكين ينام على اي أريكة"
ارتسم الأسي على وجهها وهي تتذكر وضع هذا الثنائي مع ان فرحتها بزواجهم لا تضاهي اي فرحة في العالم لأنها لطالما تمنت أن تكون وتين كنتها وزوجة ابنها ولكن بهذه الطريقة هي حزينة عليهم، أفاقت من شرودها على صوت مريم الهامس حين دخلوا الشقة
" هيا بسرعة لنضع الطعام وننصرف سريعًا"
تحركت رقية تتبعها مريم ليتوجهوا الى المطبخ قبل أن تقف رقية مصدومة وبأعين متسعه ووجه أحمر،
اندهشت مريم من قفتها هذه و رد فعلها هذا ووجهت نظرها باتجاه نظرات رقية لتنصدم مما ترى، هل صحيح ما تراه من خلال باب الغرفة المفتوح بإتساع لا لا هي لا تتوهم
بدر عاري الصدر ويحتضن وتين النائمة في أحض*انه بعمق والأرض في حالة مزرية من الثياب وثوب الزفاف والأحذية المتناثرة على الأرض وما هذا زجاج!..
ماذا يحدث هنا بالضبط؟
استفاقت بعد ثواني وسحبت الطعام من رقية لتلفت انتباهها لها وأشارت لها على دخول المطبخ..
وضعت مريم الطعام على طاولة المطبخ واستدارت بتعجل لرقية تحثها على المغادرة قبل أن تتفاجأ برقية التي انحنت تأخذ شئ من صندوق الملابس المتسخة بجوار الغسالة الكهربائية
رفعت رقية مفرش الفراش الذي يحمل بقعة واضحة ودليل قوى على ما حدث بين ذلك الثنائي أمام أعين مريم المصدومة، والتي لا تفهم شئ مما يحدث ولكن لم يعد مجال للشك ابدًا في الأمر،
كيف تحول زواج الصدفة والبكاء أمس إلى هذا الأمر؟
تركت رقية المفرش من يدها لتحمل الطعام وتتحرك سريعًا وتتبعها مريم توازي سرعتها كي يهربوا من المكان قبل أن يستيقظ أحد، فهم لا يريدوا لأحد منهم أن يعرف بتواجدهم في شقتهم بل ومعرفتهم بما حدث كي لا يضعوهم ويضعوا أنفسهم بموقف مخجل...
فهم حتى لا يعرفوا ماذا حدث بينهم هي واثقة أن بدر لن يؤذيها، ويفعل شئ لها بالإجبار أبدًا...
إذن ماحدث قد حدث كل ما يهمها أن يسعدا هذا الثنائي فإنهم يستحقان السعادة...
أغلقت مريم الباب ورائهم بهدوء وهتفت بسخرية تقلد رقية التي تلهث
"ابني المسكين ينام على الأريكة.... المسكينة تبكي وتنوح طوال الليل"
نظرت لها رقية بتساؤل وهي تتجاهل سخريتها
"مالذي يحدث؟... وكيف؟... انا مصدومة ولا أفهم شئ"
هزت مريم رأسها وسحبت نفسًا كانت تحبسه بداخلها ورفعت يدها لتحك رأسها وقالت
"لا أعرف....لكن الأكيد أنهم لن يعرفا بمعرفتنا للأمر وسنتركهم يتصرفا كما يريدان ونحن سنأخذ مقاعد المشاهدة....وندعي لهم بصلاح الأحوال"
أومأت لها رقية توافق حديثها بإقتناع تام، فلولا خوفهم عليهم ورغبتهم بالإطمئنان عليهم ، ما كانوا عرفوا شئ مريم معها حق هم سيدعوا لهم بالسعادة وصلاح أحوالهم وراحة قلب ابنها دائمًا وأيضا ستدعوا بقدوم حفيدها سريعًا ياإلهي الفكرة نفسها جعلت قلبها يخفق بشدة
ارتسمت إبتسامة بلهاء على وجهها وعيونها أصبحت حالمة من تدفق الخيالات حول حفيد اوحفيدة تلعب معه وتدلله بحب..
نغزتها مريم بحنق وهتفت
"رقية أنا احدثك بما شردتي"
وهي على نفس النظرة والإبتسامة ردت بنبرة حالمة
"أفكر بحفيدي.... ترى هل سيأخذ عينان وتين ولون شعرها ام سيشبه بدر "
نظرت لها مريم بصدمة على ماتفكر به هذه المجنونه، أي حفيد، سرعان ما تحولت صدمتها لغيظ بالغ ومدت يدها تضرب رأس رقية وتحدثت
"أي حفيد يا حمقاء.... ماذا بك رقية....هل وضعتي اثنان او ثلاثة من البيض الكثير الذي أكلتيه صباحًا مكان عقلك....بما تفكرين بحق الله.... أسمعي رقية...لا تفكري مجددًا رأفة بنا"
اغتاظت رقية منها ورفعت سباباتها تنغز كتفها بحنق وقالت
"أنتي هكذا دائمًا تحبطيني و لا تدعيني أحلم أحلامي الجميله"
ثم أتبعت قائلة
"ثم أنني لم أكل بيضًا كثيرًا اليوم... أنت هكذا تظلميني دائمًا "
قالت جملتها بحنق طفولي لم يتناسب مع عمرها ومنذ متى يقُاس عمر المرأة بأعوامها فهي دائمًا طفلة سريعة الغضب وكذلك السعادة وترضى بأقل وأتفه الأشياء..
رفعت مريم يديها الاثنتين بطريقة توحي بأنها ستخنقها...و زمجرت بغيظ وهي تتحدث قبل أن تتركها وتنزل إلى الطابق السفلي
"حقا الغباء لا دين له"
*******
استيقظت وتين لتجد نفسها بأحض*ان بدر النائم بجوارها وذراعيه تحيط بها وذراعيها تتشبث به كأنه سيهرب منها، ابتسمت ابتسامة سعيدة فها هي إحدي أحلامها تتحقق...
دائمًا كانت تحلم أن تبقى بأحض*انه وتنام وتستيقظ داخل أحض*انه، ويكون وجهه الوسيم أول شئ تقع عيناها عليه، وذراعيه تحاوطها ولا يتركها تبتعد كما يفعل الآن...
سرعان ما تبدلت ابتسامتها للمحة حزن عميق وهي تتذكر أنه نائم وليس واعي لما يفعل وأكيد يتخيلها وسادة... أو لا.. ياإلهي لا تريد أن تظن أنه يتخيلها غدير!
حقًا ستموت لو كان يفعل ...هل ليلة أمس أيضا بلهفتة المجنونه وهمساته التي دغدغت مشاعرها كان يظنها غدير أيضًا...ولكنه كان يهمس بإسمها هي ويتغزل بها هي..
ياإلهي الأفكار والظنون تفتك بها...يكفيها الإهانه التي تسببت بها لنفسها...وها هي جالسه تفكر...هل هي من كانت مع زوجها أم ظنها الأخرى الذي كان على وشك الزواج منها..
ارتسم الألم والندم على وجهها وهي تتذكر استسلامها المخزي والمهين ليلة أمس...كتمت شهقة مريرة بطعم القهر وترقرقت عيناها بالدموع...رفعت عيناها تتأكد من نوم بدر، حقًا يكفيها خزي إلى الآن..
تحركت بهدوء تخرج من الغرفة وتغلق الباب خلفها كي لا يستيقظ فكلما ابتعدت لحظة المواجهة كان أفضل فهي تريد ترتيب أفكارها وتأخذ قرار يخص مستقبلها معه، هل تريد ان تكمل بهذه العلاقة؟
وتتحمل أنه لم يحبها ويحب ابنة عمه
أم تنسحب من علاقة سوف تقتات عليها وتستنزفها...
نعم هي تحبه بل تعشقه وتضعف أمامه والبارحة خير دليل، لكنها تريده أن يبادلها هذا الحب فهي تستحق لا تريد أن تكون في حياته مجرد جسد ورغبة بحته بدون اي مشاعر من تجاهه، لن تقبل ابدًا بتكرار هذا الأمر وأفضل حل حاليًا للحفاظ على احترام بعضهم البعض هو الفراق واعتبار تلك الليله الرائعة لم تكن، ستُخفيها ذكرى جميلة بين ثنايا روحها، لأنها حتمًا لن تستمر بهذه الزيجة وتنتظر منه أن يتعود عليها أو يتأقلم مع حبها...وتكون بالنسبة له مجرد زوجة يتقي الله بها ، بينما تسكن قلبه أخرى...
وتعيش حياتها دائمًا بشك وغيرة وتساؤلات لن تنتهي،
ابتسمت بسخرية مريرة على أفكارها هذه، من قال أنه يريد أن يستمر بهذا الزواج، أفيقي يا غبية لقد تزوجك رغما عنه، وماحدث لا يتعدى رغبة رجل تجاه إمرأة تحل له ...
نعم لو كان يريدها لكان اختارها منذ البدايه...كانت أمامه لكنه اختار غدير ليعشقها وتكون زوجته بينما هي وضعها بخانة الأخت فما الذي تغير الآن..فهي أخيرًا تعُد زوجة فرضت عليه بوضع صعب
**********
فتح عيونه فور خروجها من الغرفة نعم شعر بها عندما استيقظت..لم يقوى على مواجهتها..فقد استغلها في أضعف لحظاتها، وإنهيارها...لكنه يقسم أنه لم يشعر بنفسه حينما انجذب لها بتلك الطريقة، لم يكن يريد أن يتمادى ويمتلكها هكذا ولكن عندما تجاوبت معه بلهفة توازي لهفته، رغبتها الواضحة به أنعشت غرورة وكبرياءه الذكوري التي دهستهم غدير تحت قدميها...
ظلمها يعرف حين سمح لرغبته بها أن تستحوذ عليه، ولكن ماذا يفعل فهو بالأخير رجل يحمل دماء حرة ، وهي جميلة بل جميلة جدًا و إمرأته حلاله التي جعلته يعيش تجربة مذهلة ...
فاضت مشاعره عندما تذكر تفاصيل ليلتهم
سحب نفس عميق ومسح وجهه بيده ليهدأ عندما تجددت رغبته بها فيكفي انهيارها ليلة أمس الذي تبعه صمت مصدوم إلى أن نامت وحقًا لا يريد أن يكون هذا الأمر منهج حياتهم بعد ذلك... لابد أن يفكر ماذا سيفعل ويأخذا قرار بشأن زواجهم؟
تحرك ليدخل الحمام ليتوضأ ويصلي فروضه كي يبعد عفريت الرغبة الذي يعيث فسادا فيه حاليا، فهو لا يضمن نفسه أن رأها الآن قبل أن يهدأ، وكأن ذلك العفريت استدعاها بهذه اللحظة ليزيد من معاناته...
دخلت بهدوء لظنها أنه مازال نائم فهي تريد أن تغير ملابسها وتأخذ رداء الصلاة لتصلي فروضها، لتتفاجئ به واقفًا أمامها ينظر لها بنظرات غامضة وقد كان على وشك دخول الحمام.
تجمدت مكانها ووقفت لا تعرف ماذا تعمل فهي حقًا كانت تتمنى أن تختفي ولا تراه الآن
نظر لوجهها المتورد بحمرة لذيذة، وعينيها التي تحمل آثار بكاء واضح ووجهها النقي تمامًا بنظافة محببة، فهو حقًا لا يحب مساحيق التجميل على وجه المرأة...فالنساء تضعها وفي مخيلتها أنها ستزيد جمالها، لكن الواقفة أمامه لا ينقصها جمال أبدًا فهي الفتنة بحد ذاتها، نعم يعلم منذ أول يوم بحياتها أنها جميلة ومنذ عودته تفاجأ بمدى فتنتها وجمالها، لكنه لم يعطي نفسه الفرصة بالنظر لها أبدًا واستنكر التمعن فيها بعد خطبته لغدير وليكن صريح مع نفسه هو لم يفكر بالنظر لها أبدًا...
فدائمًا غدير كانت تلفت الإنتباه لها دومًا في وجودها وغير وجودها، ويبقى السؤال؟
هل سرقت كل فتنة العالم لها وحدها؟
حقًا هذا ليس عادلًا يا ساحرتي فرفقًا بالعيون التي تراكِ..
تقدم منها بهدوء حتى اقترب جدًا ولم يصبح بينهم سوى مسافة ضئيلة تمكنه من ترصد أنفاسها المتوتره،
تحدث بنبرة هادئة
"صباح الخير"
أومأت وصمتت لم تقوى على الرد أبدًا فكل ما تريده الآن الهرب بعيدًا...
تقدم خطوة نحوها لترجعها هي...حزن من فعلتها البسيطة، هل وجوده يغضبها الي هذا الحد ..
تحدث وبنبرة تحمل اللوم والعتاب
"ماذا ألن تجيبي تحيتي؟ "
ابتلعت ريقها الذي جف من كثرة توترها وخجلها وغضبها الذي زاد من نفسها الضعيفه تجاهه ولولا ذلك كانت جابهته بقوة وليس تقف أمامه كفرخ الدجاج المبتل ...
"صباح الخير "
قالتها سريعًا واستدارت لتخرج من الغرفة، لكنه قبض على رسغها يستوقفها و سألها بنبرة هامسة مترددة بعض الشئ
"وتين... هل... هل أنتي بخير"
اتسعت عيناها ولم تستدير لتنظر له بل تجمدت من سؤاله ماذا يقصد ...لم تكد تسأل نفسها حتى أتاها الرد منه بنبرة أكثر ترددا..
"أقصد...البارحه بعد...أننا "
يا إلهي مالذي يقوله ويتمتم به لما لا يصيغ جملة واحدة صريحة، حسنًا بدر اسألها بصراحًة... زفر نفسًا وتحدث بسرعة إلى تلك التي مازالت تعطيه ظهرها ولم تنظر له
"وتين هل تتألمين.... أقصد"
اتسعت عيناها وجفلت لترد سريعًا كي تستوقفه عن حديثه الذي يزيدها خجلًا واشتعالًا بالغضب..
" بخير.... سأعد الإفطار "
قالتها وهربت سريعًا من الغرفة ولم تنظر له ولا لعيناه الغائمة بمشاعر هو نفسه إذا رأها لن يعرف يفسرها أبدًا ...يشعر بالغرق بطوفان من أشياء مختلفة لا يعرف لها تفسير، حقًا يشعر بإرهاق نفسي لم يشعر به طوال حياته...
استفاق من شروده على صوت هاتفه يرن بمكان ما، بحث عنه يتبع الصوت إلى أن وجده بجيب بنطاله المُلقى على الأرض، نظر إلى هوية المتصل الذي يعرفه تمام المعرفة ورد عليه ولكن قبل أن يتحدث أتاه صوت صارخ بغضب
"صباحا مباركًا ياابن الرازي.... الآن أريد أن أعرف مايحدث بالتفصيل"
رواية استوطننى عشقك الفصل الثالث 3 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية استوطننى عشقك)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)