📁

رواية استوطننى عشقك الفصل العشرون 20 بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك الفصل العشرون 20 بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك البارت العشرون 20

رواية استوطننى عشقك الجزء العشرون 20

رواية استوطننى عشقك الحلقة العشرون 20

رواية استوطننى عشقك بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك الفصل العشرون 20 بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك


رواية استوطننى عشقك الفصل العشرون 20


الفصل العشرون


ترجلت من سيارتها بضيق وحنق، لقد بدأ دوامهم بالجامعة ولأول مرة بحياتها تكون غير متحمسة للدراسة والمحاضرات...فشعورها  بالإحباط والإرهاق النفسي من تجاهل بدر لها يخنقها...

المعاملة بينهم تكاد تكون معدومة، فهو يتجاهلها تمامًا و يتحاشى الحديث معها ..أحيانًا تراه وهو يراقبها وعندما تتلاقى الأعين يصعقها بنظرة عادية ويلتفت بهدوء وكأنها لا تعني له شيئًا...

يا حبيب العمر تتجاهلني ولا تعلم أنني أراقبك ليستقر نبضي..

أخبرني كيف أتوب عن عشق عينيك وربك قد بلاني بغرامك..

زفرت أنفاسها بغيظ شديد منه فهو يمازح الجميع ويتحدث مع الجميع..أما هي يتعامل معها بإحترام بارد ..وكأنها جدته العجوز أو موظفة في جهة حكومية يوقع منها بعض الأوراق ..

حقًا ما الذي أصابة ومتى كان محترمًا هكذا معها...دائمًا كان متحرش ولا يمرر فرصة تكون قريبة منه ولا يلمسها بها..

سوف تفقد عقلها من التفكير...إذا كان لا يهتم بها لماذا غضب من سفرها وتراجع عن طلاقها..وإذا كان يهتم لِما يعاملها هكذا..

تنهدت بحيرة وغمغمت بضيق 

" متى ستتخلص من تلك الأسئلة التي تتكاثر برأسها "

" ماذا تقولي....هل تتحدثي معي " 

هتفت غدير بدهشة وهي تفتح باب المنزل لتكمل بتساؤل

" هل سألتي تيم عن الحقيبة " 

يا إلهي هذا ماكان ينقصها تلك الحقيبة التي وجدتها بحقيبتها! فلقد ظنتها لغدير في البداية وعندما سألتها نفيت أنها لها والسؤال هنا...

كيف دخلت هذه الحقيبة حقيبتها؟حقًا لا تعلم ..فقد أخبرتها غدير أنه ربما خالتها أو تيم أشتراها لها ووضعها بحقيبتها..

لكنها لا تظن ذلك، فكيف يهديها تيم أغراض نسائية خاصة بهذا الشكل، مستحيل أن يفعلها، ولو كانت خالتها لكانت أخبرتها بذلك، لكن هذا التفكير بعيدا جدًا ولا تظن تورط أحدًا منهم في هذا الأمر...

كما أن أخر مرة فتحت حقيبتها كانت قبل خروجها من المنزل مباشرة.. ولم يكن بداخلها شئ..

أيعقل أن  تتشابه حقيبتها بحقيبة أحدهم فوضعها ظنًا منه أنها خاصتة ..

لكن متى وكيف فهي لم تبتعد عن أغراضها أثناء وجودها بالمطار أبدًا...حقًا هي في حيرة ولا تعرف ماذا تفعل، هل تذهب إلى المطار وتعطيها لهم في حال إن سأل أحدهم عليها ..

حسنًا ربما تفعل فواضح من الشكل الخارجي أن الحقيبة غالية الثمن ..

انتبهت لغدير تناديها بحيرة لترد عليها بحيرة مماثلة 

" لا أظن أن تيم أو خالتي لهم علاقة بها....ربما وضعها أحدهم بالخطأ " 

استنكرت غدير حديثها وهتفت 

" لا أظن ذلك ....متى سيضعها برأيك لقد كنا بجوار أغراضنا طوال الوقت..." لتكمل بتساؤل 

" هل يوجد بداخلها اسم أو أي شئ يدل على صاحبها "

نفيت وتين وهتفت بدهشة

" لا أعلم ...لم أبحث بداخلها " 

تنهدت غدير بإرهاق وهتفت وهي تجلس على الأريكة في صالة المنزل 

" حسنا ألقي نظرة بداخلها.... ربما عرفتي شيئًا عن صاحبها "

أومأت وتين و جلست بجانب غدير ورفعت يدها تخلع حجابها وأكملت تخلع جاكيت قصير كانت ترتديه على ثوبها  النهاري الطويل وهتفت 

" رأسي سينفجر من الصداع "

تبعتها غدير بخلع حجابها لكنها لم تخلعه تمامًا بل لفته على شعرها وربطته للخلف وتركت رقبتها عارية ورسمة الفراشه التي رسمتها ظاهرة على رقبتها من الجانب و ردت بحنق 

" حقًا أكره الجامعة والمحاضرات " 

دخلت مريم تنظر لهم بشفقة وهتفت بسخرية مزيفة وهي تجلس على المقعد المجاور 

" ماذا بكم ؟ هل كنتم في الجامعة أم كنتم بالمعتقل " 

نظرت لها وتين بطرف عيناها ولم ترد بينما هتفت غدير تتجاهل سخرية عمتها 

" أنا جائعة ....أين الطعام " 

ضحكت مريم وأشارت على طاولة الطعام وهتفت بإبتسامة 

" الطعام جاهز وكنا ننتظر قدومكم ....هيا غيروا واغتسلوا وتعالوا فالجميع بالمنزل " 

وقفوا و تحركوا بركض إلى الطاولة بينما هتفت وتين بعجلة

" لقد غسلت يدي قبل مجيئ ...وسأغير لاحقًا " 

" وأنا كذلك "

اتسعت عين مريم بدهشة ووقفت تتبعهم  وهي تتحدث بنبرة عالية

" انتظروا يا حمقاوات ...ليأتي الجميع أولًا " 

وقفت تنظر لهم وهم يلتقطون الطعام بعجلة فزمجرت تهتف بإستنكار

" هل هذا تصرف فتيات راقيات.....ماهذا التصرف الهمجي " 

لم يردوا عليها لتتسع عيناها بصدمة جعلتها تصرخ بصوت مرتفع وبنبرة غاضبة

" ماهذا "

 ‏ ‏نظرت وتين لها بتساؤل وتتبعت أنظارها المصوبة على يدها المرفوعة تارة وعلى يد غدير تارة أخرى لترتفع أنظارها على عنق غدير وتكمل بصدمة مازالت تسيطر عليها...

" ماذا فعلتن بأنفسكم " 

دخل بدر يتبعه كاميليا التي تحمل أطباق تضعها على الطاولة ونظرت لهم بدهشة ..

ماذا يحدث ولما مريم غاضبة هكذا؟...ليسبقها بدر ويسأل نفس السؤال التي لم تنطقه فقد لفت نظره منظر الفتيات الذي يشبه مجرم مسك بالجرم المشهود 

" ماذا هناك .....ماذا بك عمتي؟ 

لِما أنت غاضبة هكذا؟ " ‏

لم ترد مريم وإنما وجهت أنظارها إلى الواقفات خلف الطاولة وهتفت بغضب عاصف وهي تتحرك ناحيتهم وقد انحنت تخلع حذائها 

" هيا تحدثوا.....كيف تفعلن هذا "

اتسعت عين غدير وهي تشاهد عمتها غاضبة وتحمل حذاء تركض به خلفهم ....لتركض فورًا تحتمي بأمها الواقفه بجوارها والتي تحركت تبتعد بإبنتها عن مرمى مريم وهي لا تفهم شئ مما يحدث...

بينما وتين قفزت تصعد على مقعد الطاولة وقفزت من عليه لمقعد أخر ثم أخر ليتلقفها بدر بحركة تلقائية خوفًا عليها من أن تسقط...

سمعت صراخ عمتها فتركت حض*ن بدر ووقفت خلفه تحتمي به من دون تفكير 

" كيف وصلت بكم الوقاحة لتفعلن هذا " 

صرخ بدر من كم الصراخ والحركات البهلوانية التي تحدث وغضب عمته الذي أول مرة يراه... وتلك التي تحتمي به ومن الواضح أنها فعلت كارثة   

" ماذا هناك عمتي....هلا أخبرتينا رجاءًا " 

وقفت مريم تلهث بغضب وهي تشير عليهم وتحدثت 

بلهاث 

" المحترمات شوهوا أجسادهم وحفروا الوشوم على أجسادهم وأيديهم  " 

اتسعت عين بدر واستدار لوتين يمسك كفيها ويتمعن النظر بهم حتي وقع أنظاره على الرسم وهتف بغضب 

" ما هذا كيف ترتكبي اثم وذنب كبير هكذا....ألم تعرفي أنه حرام وأن الله حرمه ولعن من يفعله.....كما أنه يسبب الأمراض الخبيثة..."

هزها بغضب لأول مره تراه من بدر ليهتف بعصبية كبيرة وأكمل 

" لماذا أنت صامته هكذا.....تحدثي "

ابتلعت ريقها ونظرت لغدير التي نالها تقريع وصراخ أمها هي الأخرى ...وعمتها تقف لهم بالحذاء ....ماذا يحدث بحق الله؟ ..

رفعت أنظارها لبدر تستعطفه بنظراتها وهتفت بصوت متقطع خائف 

" أنه ...أنه ليس ذلك الوشم الذي يحقنوه بالجسم أقسم لك.....أن هذا يشبه الحناء...فهو يرسم على طبقة الجلد الخارجية مثل الحناء تمامًا....كما أنه ليس ثابت مثل الوشم الذي يحقن....لكنه يبقي فترة أطول من الحناء ....أقسم لك .....أنا لن أرتكب ذلك الذنب "

نظر بدر لخوفها ونظرة الإستعطاف بعيونها التي أصابت قلبه...حسنًا لقد ارتاح من الناحية الدينية ...لكنه مازال غاضب جدًا من أن يراه أحدًا على يدها..فهل يعقل أن يغار على يدها...نعم ولِما لا، فهو يغار على كل جزء بها

حتي يغار من تلك الرسمة الرائعة التي على يدها...

استفاق من شروده على صوت صراخ عمته تزامنا مع اقتراب وتين والتشبث بقميصه بحركة سلبت المتبقي من عقله ورقصت لها نبضات قلبه...

" هذا ليس مبررًا لتشويه جسدكن بهذا الشكل " 

أخيرًا نطقت غدير وهي متشبثه بظهر أمها 

" هذا ليس تشويه عمتي .....أنما هو لمحمة جمالية " 

نهرتها كاميليا بغضب وهتفت وهي تحاول أن تستدير لها لكن غدير تمسكت بها جيدًا تمنعها من الالتفاف وتعنيفها، فقد كبلتها بشدة

" أين الجمال بتلك الخطوط السوداء .... أنها مريعة ولا تمت للجمال بصلة " 

أومأت مريم تشير على كاميليا وهتفت تنقل أبصارها بينهم 

" هذا كلام العاقلين .....ثم من أخبركم أن هذا ليس محرمًا كالأخر " 

هتفت غدير بتسرع 

" المتخصص الذي قومنا بالرسم عنده " 

اتسعت عيناها وهتفت بصدمة

" أنتم حتى لم تتأكدوا قبل فعلها.....ياحمقوات ..يا أغبي خلق الله " 

 اتبعت حديثها تلقي الحذاء على غدير التي انحنت سريعًا واختبأت خلف أمها، ليأتي الحذاء بكتف كامليا التي هتفت بإستنكار صارخ 

" مريم حددي الهدف جيدًا قبل أن تصوبي...."

ثم وجهت الحديث لغدير وهي تحاول التخلص من ذراعيها التي تتشبث بها 

وأنتي ابتعدي عني حتى لا أنزع شعرك يا حيوانه " 

لم يهم بدر شيئًا من كل ماحدث سوى كلمة متخصص، اتسعت عيناه بغضب وامسك يد وتين بقوة وهتف 

" متخصص ماذا؟....هل جعلتي رجلًا يرسم على يدك "

نفيت بهزة سريعة من رأسها وهتفت بتقطع

" لا....أقسم أنها إمرأة...مستحيل أن أجعل رجل يرسم لي..." 

ثم نظرت لغدير وهتفت تستنجد بها 

 ‏" غدير أخبريه "

 ‏أومأت غدير بسرعة وهي تبتعد عن أمها بعدما تخلصت منها الأخيرة لتهتف سريعًا 

" نعم انها إمرأة....ليس من المعقول أن تسأل مثل هذا السؤال ......كيف سننزع ملابسنا أمام رجل ....وإن لم تصدق بإمكانك سؤال تيم "

" تنزعن ملابسكم " 

" هل شوهتم باقي جسدكم " 

" من تيم هذا "

ارتعبت وتين من منظر الثلاثي المتحفز الصارخ بالكلمات في وقت واحد......ركضت تبتعد عن بدر وتجاور غدير وهي تهتف بغل وهم يتراجعوا بخطواتهم للخلف 

" أقسم أنك غبية "

ضحكت غدير بتوتر واقتربت تمسك بذراع وتين وهي تسمع صراخ بدر 

" من تيم الذي كان معكم هذا .....إنطقي وتين لقد نفذ صبري وأقسم أنني سأعلقك مثل ذبيحة العيد....سأعلقك من قدميك أقسم " 

ارتعبت وتين من غضبه وصراخه وهتفت بإرتباك

" ماذا بك ....أنه تيم ...ابن خالتي وكان ينتظرنا بالخارج.....وبالمناسبة أنا أكبر منه بالعمر  "

حسنا كلماتها لم تطفئ النار التي اشتعلت بقلبه وهتف يحاول تمالك أعصابه حتى لا ينقض عليها يعاقبها ويقب*لها حتى تنقطع أنفاسها فيسعفها بقب*لة أخرى تعيدها للحياة، قبل أن يتفحصها ليشاهد ذلك الرسم  المخفي عن الأعين...

" لم يدخل معكم " 

أومأت وهتفت بتأكيد 

" لا أقسم لك.....أليس من المفترض أنك تعرف أخلاق ابنة عمك " 

قالت كلمتها الأخيرة بمكر ..وكم ودت أن تقول زوجتك ..لكن طالما يعاملها بهذا الشكل لن تصرح عن معرفتها بالأمر حتى ينطق هو...  

التفتت تستمع لصراخ عمتها الغاضب 

" الآن أريد أن أرى ماذا فعلتم بأجسادكم ....وإلا أنا من ستعلقكم مثل الذبيحة خارج البيت حتى يشاهدكم الناس...بل سأجعل الأطفال يقذفوا عليكم الحجارة "

 اتسعت عيناهم بصدمة ونظروا لبعض لتهمس وتين بحنق 

" ياإلهي ماهذا المنزل الذي لا يوجد به  خصوصية "

تمسكت غدير وهتفت هامسة ترد عليها 

" أي خصوصية بحق الله.....أنه منزل المفضوح أمرهم.....من يريد أن تنفضح كل أعماله يأتي ويعيش معنا.....أنا أشك أن عين أمي وعمتي قد قفزت وتسللت إلى داخل ملابسنا  لتتفقد الرسمات "

 ‏كتمت وتين ضحكتها وهتفت 

 ‏" حسنا هذا الأمر طال كثيرًا وأنا مللت ......لذلك لنركض ونتقابل بعد منتصف الليل لنأكل لأن أمي ستحرمنا من الطعام ....أنا أعرفها، عندما تغضب تتحول إلى ( الكتعة) التي كانت تخطف الأطفال " 

أومأت غدير  تكتم ضحكتها الملحة وهتفت تعد الأرقام الثلاث الأولى ومع إنتهائها ركضتا يتوجها إلى الدرج ليصعدا إلى أعلى هاربتين من غضب الثلاثي الذي تتجول الأفكار الإجرامية برأسهم لعقابهم حاليًا....وكأنهم قاموا بقتل قتيل وليس بعض الرسومات على أجسادهم بحق الله...

 ‏*******

" ماذا بك لماذا أنت صامت هكذا .....هل أبلغك بالرفض "

 ‏نظر لها طارق وهو متسع العينين ولا يستوعب ما أبلغه به السيد عزت قبل قليل ..ترى هل مازال نائم ويحلم أم ماذا..

 ‏إنتبه لمناداة ليال له والحيرة مرتسمة على ملامحها، ليتسائل هل ليال تشاركه الحلم أيضًا...إذن ما حدث كان حقيقي

ابتلع ريقه وهتف بغباء 

" ليال ....هل أنا نائم "

لم تستوعب ليال ما يمر به طارق...فقد كان يتحدث في الهاتف مع السيد عزت الذي هاتفه قبل قليل ومنذ أن أغلق معه وهو يشبه من صعق بالكهرباء.. 

التفتت تنظر لأمها وعمها مسعد بحيرة لتقابلها نظرات الدهشة...استدارت تنظر له مرة أخرى وهتفت بعدم فهم

" ما الذي حدث....ماذا بك"

ثم رفعت يدها تضرب على ذراعه عله يفيق من حالة التيه هذه وأكملت

" ماذا قال لك السيد عزت " 

تسللت الكلمات لعقله وبدأ يدرك الأمر...فها هو حلمه على وشك التحقيق ..حبيبته ستكون له..لقد وافقت...

غدير وافقت..

يا إلهي لا يصدق، يشعر أن قلبه سيتوقف من السعادة

التفت ينظر لأبيه بسعادة وتحرك يجلس بجواره بلهفة وهتف بنبرة سعيدة لم يسمعها مسعد منه منذ وفاة أمه 

" أبي لقد قال السيد عزت أنه ينتظرنا غدًا "

إبتسم مسعد وهتف بنبرة واثقه 

" ألم أخبرك بذلك....ابني لا يرفضه أحدًا "

ضحكت ليال واقتربت تغمز لمسعد وهتفت 

" إنتبه عماه حتى لا يكبر غرورة أكثر من ذلك فلا نعد نستطيع التحدث معه " 

ختمت كلامها واستدارت لطارق وهتفت بسعادة حقيقية

" مبارك لك يا وسيم.....حقًا أنا سعيدة من أجلك "

ابتسم لها طارق بود وهتف 

" شكرا ليلو .....العاقبة لك " 

ختم كلامه والتفت لأبيه وهتف بعزم

" أبي أريد عقد قران .....لا أريدها مجرد خطبة " 

نظر له مسعد بإندهاش شديد، ماذا حدث لإبنه...فهو لأول مرة يراه متسرعًا هكذا ..لكن لايهم شيئًا طالما يرى هذه السعادة المشعة من عيناه وكأنه أخيرًا وصل لمبتغاه...فعلى مايبدوا أن ابنه عاشق، الفكرة أسعدته كثيرًا وجعلت الراحة تتسلل لقلبه فها هو أخيرًا سوف يطمئن على طارق ويزوجه كما كان يتمنى..

لبتسم مسعد وهتف بمهادنة 

" حسنا بني.....لكن هم من بيدهم الموافقة أو الرفض "

أومأ طارق وهتف بجدية 

 ‏" سيوافقون....أتمنى أن يفعلوا.....لابد أن يفعلوا كي لا أخطفها وأرتاح من معاناتي "

 ‏*********

فتحت الحقيبة تتفقد ما بداخلها من أدوات الزينة وبعض الاكسسوارات وقطع ثياب خاصة بالنساء ....اندهشت أن الحقيبة منظرها الخارجي يدل على ثراء صاحبتها...لكن لماذا الأدوات الموجودة بداخلها من المنتجات الرديئة وأيضًا قليلة بشكل مستفز كما أن وضعها غير منظم بالمرة...

لا تتدخلي وتين أنها أذواق وكل شخص حر بمقتنياته..

نهرت نفسها وأكملت اكتشافها ومحاولة البحث عن أي إسم ..

مدت يدها تخرج الأرفف الموجودة داخل الحقيبة علها تجد إمضاء أو بطاقة ورقية تحمل إسم صاحبتها أو صاحبها ..فربما أحدهم قد اقتناها لزوجته أو حبيبته، أخرجت جميع مابها على الفراش لكنها جفلت عندما سمعت باب الشقة يغلق ..ترى هل هي عمتها ..لكن لا تظن أنها هي فعمتها مازالت غاضبة منهما ....إذن ربما غدير لكن أنفها كذبت إحتمالاتها عندما تسلل إليها رائحته التي تعشق..

 ‏انتفضت تتحرك من على الفراش بعجلة أسقطت بها الحقيبة على الأرض، لم تهتم بها بل ذهبت تتفقد منامتها الشبابية ببنطالها الأسود الملتصق كجلد ثاني لها و كنزتها الحمراء  التي تكشف عن كتفها الأيمن فقط.. 

رفعت كفها تصفف به شعرها العسلي ونظرت للمرآة ترتب ثيابها وقلبها يقفز من الترقب والإشتياق...

خرجت من غرفتها تتفقد أين هو لتكتشف أنه بداخل الغرفة الأخرى...

تصنعت الدهشة وهتفت بصوت مرتفع 

" غدير أين أنت يا فتاة.....غدير لما لا تردي " 

خرج من الغرفة يحمل معه الشاحن الخاص بحاسوبه والحقيقة أنه اتخذه زريعة كي يأتي إلى هنا ويراها بعد ماحدث اليوم بينهم من مناوشات...يا إلهي كم أنعشت قلبه عندما إحتمت به وكأن زواجهم طبيعي ومستقر لا يحمل أي صعوبات...

تنحنح يجذب إنتباهها له لتستدير سريعًا وهتفت بإندهاش مصطنع وبنبرة رقيقة 

" بدر هذا أنت، ظننتك غدير " 

رفع الشاحن أمام أنظارها وهتف بنبرة عادية يخفي بها تأثره من مظهرها الساحر الذي يسحره دومًا بدون أي جهد منها 

" نسيت هذا وأتيت لأخذه..." 

اغتاظت بشدة من هدوءه هذا ونبرته التي تزيدها غيظًا ..لِما يعاملها بهذا الشكل .. لماذا تهتمي وتين ألم تسافري حتى تبتعدي عنه ..ألم تقرري إخفاء عشقه في غياهب قلبك، وعدم التعامل معه مجددًا حتى بعدما عرفتي أنك مازلتي زوجته ..لماذا إذن تأثرتي بما قالته غدير وتوهمتي أنه يكن لكِ أي مشاعر خاصة ..أفيقي وتين بدر لا يحبك ..يكفي ركض خلف السراب...


لاحظ شحوب ملامحها وشرودها بإندهاش..

ناداها بقلق لكنها لم ترد عليه لقد كانت في عالم أخر...عالم بعيد تنعي به عشقها..

اقترب منها ورفع يده يضعها على كتفها وهتف بنبرة يحتلها القلق 

" وتين ماذا بكِ.....هل أنتِ بخير "

 ‏انتبهت له ونظرت للقلق الذي إحتل عيناه بتساؤل، ترى هل قلق عليها لمجرد شرودها...لماذا دائمًا يصيبها بالحيرة والتساؤلات...

 ‏أنصتت لندائه مرة أخرى والذي يحتله قلق بالغ يبدوا أنه قد تمكن منه، جعلها تستفيق من شرودها وهتفت ببطئ 

" أنا بخير.....ربما أنا جائعة لذلك أشعر بالدوار " 

 ‏ابتسم بحنو وتحرك يسحبها خلفه إلى داخل المطبخ وأجلسها على الطاولة.. تقدم يفتح البراد وتفقد ما به وهو يهتف بإبتسامة حنونة 

" سأصنع لك شطيرة خفيفة حتى لا تتأذي معدتك.....أم تريدين شيئًا آخر...فقط اطلبي وأنا رهن إشارتك يا سيدتي "

نفيت بإبتسامة بطيئة ونظراتها تأكله بعشق حاولت اخفائه لكنها فشلت...

فقط لو يعلم كم اشتاقت له و لدفئ أحض*انه..

أغمضت عيناها تهرب من مشاعرها ومن اشتياقها الشديد له وهتفت بهدوء 

" شكرا بدر " 

ابتسم  وهتف بمزاح وهو يصنع الشطيرة

" لا عليكِ مدام وتين أنا في الخدمة دومًا " 

راقبت حركات يده بشغف، كم اشتاقت أن تلمسها وتمرر أصابعها عليها كما كان يفعل دومًا...تنهدت بوله وأغمضت عيناها للحظات قبل أن تشعر بأصابعه يمررها على وجنتها ببطئ كأنه سمع نداء قلبها وشعر بإشتياقها القاتل...ثقلت أنفاسها وفتحت عينيها ببطئ لتراه قريب منها بشدة يهمس لها...

" هل أنتِ متأكدة أنك بخير "

نفيت بصمت وعيناها تاهت داخل عيناه لتسمع همسه يخترق قلبها مجددًا 

" هل يؤلمك شئ "

لم تبعد عيناها عن جاذبية عيناه وهمست بتيه

" قلبي يؤلمني " 

اقترب منها أكثر ورفع كفه يضعه على قلبها وهتف بوله وأنفاسه الساخنة تلفح وجهها فتجعله يشتعل 

" سلامة قلبك من الآلم....ياليت قلبي يحمل كل أوجاعك ...ولا يحصل قلبك سوى على السعادة يا حلوتي "

نفيت تحرك رأسها بسرعة وهتفت بلهفة تضع كفها على صدره مثلما يفعل معها 

" لا أتحمل أوجاعة....أن تألم سأتألم أنا "

لم يعد يتحمل أكثر من ذلك لقد اشتاق لها حد الجنون فلم يعي إلا وهو يقترب منها ينشد شفاهها ليقدم لها التحية والهدايا بعد طول غياب...لتعلن قبولها لهديته بطيب خاطر

أغلقت عيناها وهي تشعر بشفاهه كبتلات الورود تحط على شفاهها برقة شديدة وكأنها من زجاج ..لكنه لم يكد يلمسها حتى أتت المقاطعة برنين هاتفه وكأنه يذكره بعهده على نفسه بعدم الضغط عليها ...

انتفض يبتعد سريعًا وتنحنح يهرب من نظراتها المتسائلة وهتف بإرتباك وهو يخرج من المطبخ سريعًا 

" حسنا سأتركك لتأكلي ....تصبحي على خير "

 ‏أتبع كلامه وفر سريعًا يهرب من الشقة بأكملها وكأن هناك وحوش تطارده.. وهي كذلك فوحوش الإشتياق  تطاردة وتعيث فسادًا فيه  حد الجنون في هذه اللحظة...

لكن مازال الوقت لم يسمح لينعم بها مجددًا..

لأنه ينوي عندما يحدث هذا الأمر سوف يتبعه علاقة رائعة بينهم وليس لحظات من الندم تعود بهم لنقطة الصفر ..

لذا سوف يتمهل قليلًا حتى يحدث مايريد ووقتها لن يبعده عنها أي شئ مهما حدث..


اتسعت عيناها بصدمة وهي تراه يرحل هكذا...

ماذا أصابه لماذا جعلها تشعر  كأنه كان على وشك إرتكاب ذنب كبير وكأن الهاتف طوق النجاة الذي أنقذه..

رفعت أنظارها تناشد خالقها وهتفت برجاء 

" يا إلهي متى أتخلص من تلك الحيرة التي تعذبني "

أخذت الشطيرة وخرجت من المطبخ تأكل منها بنهم ليس لجوعها فقط ولكن لأن حبيب عمرها هو من قام بتحضيرها...

دخلت الغرفة لتشاهد الحقيبة ساقطة  على الأرض وقد انقلبت رأسا على عقب والأشياء على الفراش مبعثرة...

نهرت نفسها على تهاونها في حق شيئًا ليس لها بهذه الطريقة...

وضعت شطيرتها وجثت على الأرض تعدل الحقيبة وتضعها على الفراش وجلست هي الأخرى حتى ترتب الأغراض بداخلها وتعيدها كما كانت...

لفت نظرها شيئًا صغير أبيض اللون في أحد أركانها...وكأنها ورقة تظهر من بين أركانها...

مدت يدها تسحبها ببطئ وقد ظنتها أنها بطاقة سوف تدلها على صاحب الحقيبة ..وقد كانت محقة فالبطاقة لم تكن سوى كيسًا صغيرًا به مادة بيضاء خرجت من بين أركان الحقيبة تزامنًا مع خروج صوت ضعيف ينم على إنفكاك مادة لاصقة...

صعقت وتين مما ترى...لقد إنفك أحد أركان الحقيبة لتشاهد عددًا من الأكياس ملتصقة بشكل محترف على جدارها وكل كيس كأنه ملئ ووضع في ماكينة لتضغطه وتسحب منه الهواء ..

 ‏بصدمة سريعة حاولت نزع الجوانب الأخرى بالحقيبة لتنصدم مجددًا أن الأربع جوانب بهذا الشكل...انتفضت تنهض من على الفراش بسرعة ورعب وهي تنظر لها بصدمة وكأنها تحولت لثعبان ضخم على وشك لدغها ..رفعت كفها تضعه على رأسها برعب ممن ترى..

وسؤال واحد يقتحم رأسها..

من الذي وضع ذلك الشئ بحقيبتها، فمن المؤكد أن ذلك الشئ هو نوع من المخدرات..

فبالتأكيد لن يكون طحين أليس كذلك... إذن لقد أنتهى أمرك يا وتين، يا إلهي لقد خرجت بتلك المصيبة من المطار.. 

اتسعت عيناها برعب وهي تتذكر مساعدة يوسف لهم ومنعهم من تفقد حقيبتها ولولا ذلك كان تم القبض عليها بهذا الشئ وإنتهى أمرها للأبد ..

انتبهت للمصيبة الكبرى، فلم ينتهي أمرها هي فقط بل ويوسف أيضًا، هل كتب على هذا الرجل التورط مع المجرمين...وهي، ما ذنبها لتتورط في هذه المصيبة أيضًا..

تذكرت كلمات يوسف التي اقتحمت عقلها دفعة واحدة..

" هناك بلاغ عن مهرب حضر على نفس الطائرة " 

إذن هل قصد أحدهم وضع ذلك الشئ في حقيبتها...

وهل تم القبض على ذلك المهرب أم لا..

تحركت تجلس على المقعد وأغمضت عيناها تحاول التفكير بهدوء والتخلص من ذلك الرعب..

زفرت أنفاسها ببطئ وهي تفكر هل يعلم صاحب الحقيبة أنها معها..

أم الأمر كله كان مجرد صدفة..

اتسعت عيناها وجف حلقها عندما تذكرت كلمات غدير لها في السيارة أثناء عودتهم من الجامعة 

" وتين هناك سيارة تتحرك خلفنا ....لقد لاحظتها عدة مرات " 

وقتها ضحكت عليها واتهمتها أنها تشاهد أفلام الحركة كثيرًا..

إذا كان ملاحظة غدير صحيحة معناها أنتي إنتهى أمرك وتين..

تحركت في الغرفة على غير هدى لتنتبه لوضع تلك الحقيبة المشؤمة...

اقتربت منها ببطئ وجلست جوارها لتنتبه إلى هاتفها، مسكته بسرعة وإلتقطت عدة صور للأغراض والأكياس ووضع الحقيبة كلها...أعادة كل شئ بها كما كان وأغلقتها ولم تنسي إلتقاط صورًا أخرى لها..

حملتها وتحركت تفتح خزانتها وتضعها بها وأغلقت عليها بعد أن أخفتها جيدًا..

جلست على الفراش تنظر إلى الهاتف وهي تفكر بمن تلجأ في هذا الوضع ..

هل تخبر بدر ..لكنها تراجعت سريعا فهي لا تدرك بعد مع من هي متورطة ولا تريد أن تسبب له الأذى...إذن ليس أمامها غيره، فهو متورط أيضًا معها..

رفعت هاتفها بعد أن ضغطت على الإتصال، وما أن أتاها الرد هتفت سريعًا 

" مرحبا طارق ....أريد رقم الهاتف الخاص بيوسف أبن خالتك "

 ‏********

"أرسل لي كافة التفاصيل....وغدًا أبدأ بتنفيذ الخطوة الأولى "

هتف بها عثمان بحزم وجدية لمأمون الذي رد عليه سريعًا 

" لِما لا تجعلني أتدخل فورًا .....فلا حاجة إلى المماطلة بهذا الشكل "

زفر عثمان بقلة صبر وهتف بحنق 

" لا أريد أي تصرفات حمقاء ....نفذ ما أطلبه منك بصمت...." 

أنهى حديثه وأغلق الهاتف وماهي الا لحظات ووصله المعلومات التي أرسلها مأمون ..فتح الهاتف وقرأ ما به

من معلومات عن نشأتها وعائلتها ودراستها وعمرها...

أنهى قراءة المعلومات ونظر إلى صورها التي ألتقطت لها في عدة أوقات مختلفة...تمعن النظر لها...فهي حقا فاتنة بل مبهرة الجمال..

لكن إن لم أحصل على بضاعتي فيؤسفني أن أقتلك يا حلوة...

ألقى هاتفه بجواره وزفر بضيق عندما شاهد دهب تدخل الغرفة تحمل له الطعام ، نظر لها بغموض وناداها بهدوء ظاهري..

اقتربت منه تجبر نفسها على الإبتسام لكنها خرجت مهزوزة...

أشار لها بعينيه بأن تجلس بجواره فلبت بطاعة وجلست بهدوء

انتفض يعتدل واقترب منها حد الإلتصاق ورفع يده يقبض على عنقها بشدة والشرر يتطاير من عيناه وهمس بفحيح

‏" هل تعلمين أن كريم تم القبض عليه "

 ‏اتسعت عيناها برعب ونفيت بسرعة ليكمل بنفس الفحيح 

 ‏" كيف لا تعلمين وأنتِ من أبلغ عنه....هل تظنيني أحمق" 

 ‏وجهها أصبح شديد الأحمرار وأوشكت على الإختناق...لكنها هتفت بتقطع لاهث 

" لا أعلم شيئًا مما تقول....كيف سأفعل هذا "

شدد من قبضته وهتف بغضب 

" بلا فعلتي "

نفيت بضعف وحاولت الحديث ببطئ مختنق 

" أقسم لم أفعل.....ولماذا أفعل ذلك....أن كنت سأخونك وأبلغ الشرطة فلماذا أبلغ عن كريم وليس عنك "

نظر لها بغموض فكلامها منطقي جدًا لكن هذا لا يمنع أنها من ضمن المشكوك بهم ..نزع يده من على عنقها لكنه لم يبتعد وهتف بغموض...

" لا تعتقدين أنك أقنعتني أو أنني أصدقك....لكن سأمهلك بعض الوقت حتى أنهي المهمة الأكبر وبعدها أرسلك إلى والدتك تؤنسي وحدتها بالقبر " 

ختم حديثه ينظر لها بإستمتاع ماكر وهتف يكمل بنبرة خبيثة

" لكن هذا لا يمنع أنني سأستمتع بخدمتك  في أيامك المتبقية لك على قيد الحياة " 

أنهى كلامه واقترب مرة أخرى منها يقب*ل عنقها بعنف بالغ قبل أن يبتعد ويمسك بطرفي ثوبها من عند الرقبة ويشقه نصفين..

أغمضت عيناها بنفور لم تستطع إخفائه فحقًا لا تطيقه وأن كان سيقتلها فلِما ليس الآن...لكنها لن تصمت وتستسلم بضعف ككل مرة..

لذلك هذة المرة هي من سيحدد مصيرها ولن تسمح له بالتمادي ...وإن كان مصيرها الموت لا محالة فأهلًا به الآن...

زفرت أنفاسها دفعة واحدة ودفعته بعنف وغضب وهتفت بحقد 

" ابتعد عني يا حقير  "

نظر لها بعدم إستيعاب وهتف بفحيح 

" ماذا قلت "

اعتدلت تبتعد وهتفت بغضب صارخ


" قلت ابتعد عني....فأنا حقًا أكرهك من كل قلبي....أكرهك وأنفر منك وأنفر من جسدي الذي تلمسه بيديك القذرة هذه "

اتسعت عيناه بغضب عاصف واقترب منها بحركة واحدة يقبض على شعرها بغل وهتف

" كيف تتجرأي يا حقيرة "

حاولت دفعه بقوة لكنها فشلت فهتفت بحقد 

" كما تجرأت وأبلغت عن بضاعتك حتى أحرق قلبك عليها " ‏


رواية استوطننى عشقك الفصل الحادى والعشرون 21 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية استوطننى عشقك)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)

 

روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات