رواية استوطننى عشقك الفصل الحادى والعشرون 21 بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك البارت الحادى والعشرون 21
رواية استوطننى عشقك الجزء الحادى والعشرون 21
رواية استوطننى عشقك الحلقة الحادية والعشرون 21
رواية استوطننى عشقك بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك |
رواية استوطننى عشقك الفصل الحادى والعشرون 21
الفصل الواحد والعشرون
جلس يراقب طارق المرتبك بإستمتاع بالغ رغم الآلم الذي يضرب رأسه بصداع شديد...
حقًا لم يتخيل أن يرى طارق في تلك الحالة أبدًا، فمنذ قدومه وهو يحاول التحكم في توتره...فقد حول جده المقابلة إلى جلسة عائلية مرحة، فبعد أن سمع طلب العم مسعد الذي أخبره بكل التفاصيل الذي يقولها الخاطب لأهل خطيبته والتي بالمناسبة يعرفوها تمام المعرفة، فطارق ليس غريبًا عنهم...
وهذا ما قاله جده، أن طارق أحد أحفاده وجميعهم مباركون لهذا الزواج وأن الجلسة اليوم مجرد إتفاق على ميعاد الخطبة ليس أكثر ...
فهو يزوج حفيديه...فطارق مثل غدير عنده.. وأنهى حديثه يرسل أحدهم لغدير كي تأتي وتجلس معهم...
لا يصدق سعادته اليوم...
فهو سعيد من أجل طارق ومن ناحية أخرى، سعيد بل يكاد يطير من السعادة ممن عرفه اليوم...
فحبيبته تعشقه مثلما يعشقها ..بضع كلمات خرجت منها أصابت قلبه بسعادة بالغة جعلته يقسم أن يعوضها عما تشعر به في أقرب وقت..
عاود عقله يقحم الكلمات في قلبه ليتردد صداها داخل أذناه بطنين قوي أشعره بآلم لا يوصف محمل برائحة الذنب...
لم يكن يتخيل عندما صعد إلى أعلى ليأخذ بعضا من ثيابه الذي تركها كي يتخذها زريعة للصعود إلى الشقة من حين إلى أخر كي يراها ويتحدث معها...بأنه سوف يحصل على صك بقائه على قيد الحياة من مجرد بضعة أحرف..
F.b
دخل إلى شقته هو ووتين بهدوء وأغلق الباب خلفه برفق، قبل أن يغلق عيناه بآلم فوجع رأسه ازداد كثيرًا بعد صعوده للدرج، حتى شعر أن رأسه تنبض بقوة... بحث عنها بعيناه في أرجاء الشقة قبل أن يشعر بالإحباط عندما لم يشاهدها بأي مكان...
ليرجح أنها بالغرفة وقد كان تخمينه صحيح عندما اقترب من الغرفة ليطرق على بابها، لكنه تجمد مكانه وهو يستمع لكلمات غدير الجالسة مع زوجته
" ماذا بك يا وتين، انت شاردة منذ مدة.....هل هناك شئ يضايقك "
عقد حاجبيه يتسائل عن سبب حزنها هذا الذي لاحظه بالتأكيد، ليقرر أنه سيتحدث معها ويعرف ما يضايقها ولتذهب خطته للجحيم، لذلك صعد إلى هنا وكان سيتخذ الملابس ذريعة كي يعلم ما بها...
أتاه صوتها المرهق ليقطع تفكيره الذي يدور حولها دائما
" لا عليك أنا مرهقة فقط "
استمع لصوتها الحبيب بلهفة لكنه نهر نفسه على وقفته هذه، فتحرك كي يرحل لكن صوت غدير أوقفه مرة أخرى ليستمع بفضول انتابه إلى رد وتين وهو يبرر أنه سيسمع ردها ويرحل سريعًا..
" وتين أنا في حيرة وأسئلة كثيرة تتزاحم برأسي.....هل طارق يكن لي مشاعر الحب أو حتى الإعجاب....أم أنا مجرد زوجة مناسبة فقط من وجهة نظره"
سمع تنهد وتين وردها بنبرة حنونة تشبهها كثيرًا
" وإذا كان أي سبب من هذه الأسباب صحيحًا، هل سيشكل فارقًا معكِ.....هل سيأثر على موافقتك "
لم يمكث بضع ثواني وسمع هتاف غدير الحازم
" بالطبع لا .....وإن كان لا يعشقني سأجبره أن يفعل....أنا لن أتركه أبدًا "
ابتسم على جنون ابنة عمه قبل أن يأتيه رد وتين
" أحسنت يا فتاة.....هكذا أريدك ...تمسكي بما تريدين ...وأنا متأكدة أن طارق لم يكن يخطو هذه الخطوة إلا إذا كان يحمل بقلبه مشاعر لك "
لحظة صمت وسمع غدير تهتف بحزم
" ولِما لا تقولي هذا الحديث إلى نفسك ....لماذا لم تتمسكي بعشقك وحبيبك .....لماذا استسلمتي وتركتيه وحيدًا "
إنخلع قلبه برعب مما سمع و شعر بآلم يضرب رأسه وفكرة واحدة تدور في عقله...وتين تعشق رجل أخر وتركته وتزوجت به رغمًا عنها....
غامت عيناه بآلم لا يعلم مصدره، هل هو الصداع ام قلبه الذي يستغيث الآن ويعوي كليث جريح داخل قفص مغلق عليه فلا يمكنه الخروج ومداواة جرحه وانما يبقى هكذا حتى يموت...
حاول أن يبتلع تلك الغصة والآلم الذي يضرب قلبه ليسمع هتافها المحذر لغدير بنبرة غاضبة
" غدير كفى "
" لا لن أصمت ....إذا كنتي تريني شجاعة هكذا ....لماذا إذن تركتي بدر ولم تجبريه على عشقك كما تعشقيه ....مثلما تحفزيني الآن أن أفعل مع طارق "
هل عادت له الحياة الآن أم أنه يتوهم...هل ما سمعه حقيقي ووتين تعشقه، ليأتيه الرد سريعا بصوت وتين الغاضب
" الوضع مختلف هنا....طارق أرادك أنت وتقدم للزواج منك أنتِ....هو يريدك بكل جوارحه...أما أنا كنت مجرد بديل وساتر لفضيحة بالنسبه له....هو لم يريدني ولم يختارني....هو اختارك أنتِ لا أنا "
صدم واتسعت عيناه ممن سمعه...
إلتمعت الدموع بعيناه وهو يستمع باقي الحديث
" بدر طعن قلبي وحطمه عندما اختارك....ويوم زواجي منه وضعت كرامتي وكبريائي وجسدي تحت قدميه ليدهسهم بلا رحمة.....أنا أصبحت محطمة....لذلك كنت أتمنى أن أحصل على حبه وعندما لم أفعل حملت ما تبقى من كرامتي ورحلت بعيدًا....لقد كنت الخاسرة الوحيدة بهذه المعادلة....كنت ومازلت خاسرة ووحيدة "
" هل أصبحتي تكرهينه الآن "
ترقب الإجابة وقلبه على وشك التوقف عندما صمتت للحظات ليسمع ردها بنبرته الضعيفة
" ليتني أفعل حتى أرتاح .....لكنه لعنني بعشقه ولن يخرج من قلبي سوى مع خروج روحي "
لم يتحمل أن يسمع المزيد من أوجاع حبيبته...فلم تكن مجرد كلمات بل كانت أوجاع وجراح نازفة...وبالرغم من حزنه عليها والذي أقسم أن يعوضها ويعيد لها كبريائها أمام الجميع، بل سيتوجها ملكة على قلبه ويعلن ذلك على الملأ
لكن جزء بقلبه ظل سعيدًا بهذا الكلام ويتراقص منذ سمع ذلك الإعتراف منها....وأخيرًا حبيبته تبادله العشق ...
ابتلع ريقه عندما شاهدها تدخل مع غدير وتبتسم للجميع قبل أن تهدي طارق غمزة مازحة من عينيها ابتسم على أثرها طارق الذي سيقتله ويحوله إلى المقبور طارق إن لم يكف عن تباسطه معها...
وقف عن مقعده وأشار لغدير أن تجلس بجوار العم مسعد واقترب هو يقف بجوار وتين الذي مازالت تبتسم ...ليميل على أذنها يهمس بغيظ
" إذا غمزتي بعينيك لطارق أو غيره مرة أخرى....سأقتله وانعمي أنتي بلقب زوجة القاتل "
اتسعت عيناها وهتفت بدهشة هامسة
" ماذا تقول أنت ....أنه صديقي ومثل أخي "
مد يده وسحبها خارخ الغرفة بهدوء حتى لا يلاحظ أحدًا...
خرج بها إلى الحديقة وأوقفها أمامه وهتف بجدية
" أنه صديقي أنا....وهو ليس أخيك.... لذلك ضعي حدود في التعامل بينكم "
غضبت بشدة من حديثه ماذا يظن بها ذلك الأحمق، أنها لا تتخطى حدودها أبدًا مع أحد ... هتفت بغضب صارخ
"ماذا تظن بي سيادتك....وعن أي حدود تتحدث....هل رأيتني أضمه وأقبله؟ "
" وتين أصمتي وإلااا... "
قطع حديثه بآلم وقد شعر كأن رأسه تحولت لقنبلة سوف تنفجر الآن من شدة الآلم...
تخيل المنظر فقط كان سيصيبه بأزمة قلبية لذلك لم يعي على نفسه وهو ينهرها بغضب جعل الصداع يتزايد و عيناه تغلق بآلم لاحظته على الفور لتهتف بقلق حاولت التحكم به
" ماذا بك "
وعندما لم يأتيها رد كان القلق عصف بها بشدة تقدمت خطوة منه وهتفت بقلق وهي ترفع كفها إلى وجنته وهتفت بخوف
" بدر ماذا بك.....بدر هل أنت بخير "
كان يريد طمئنتها ولكنه لم يقوى على فتح عيناه فالصداع أصبح أقوى بشكل مبالغ لدرجة شعر وكأن النور انطفئ بعيونه...
" بدر "
أومأ بآلم وشدد من غلق عيناه عندما سمعها تناديه مجددًا بخوف ليهتف بتقطع
" آلم شديد يضرب رأسي ..."
اتسعت عيناها بقلق على منظره المتألم من شدة الصداع ولا يزال مغمض العينين...
مدت يدها تسحبه من ذراعه وتحركت تنشد الأرائك الموجودة بالحديقة، تحرك معها بآليه فهو غير قادر على فتح عيناه .. حقًا يشعر بمطارق تضرب رأسه...أجلسته بهدوء وهتفت بخوف
" انتظر هنا سأتي فورًا "
غابت بعض دقائق وعادت تقترب منه وهو مازال غير قادر على فتح عيناه....مدت يدها تضع قرص دواء داخل فمه أتبعته بكوب من الماء وهي تهمس
" هذا مسكن قوي سيساعدك على التحسن سريعًا "
ابتلع الدواء ليشعر بها تقف خلفه وتمد أصابعها في خصلات شعره..
مسدت رأسه بهدوء ورقه جعلته يعشق هذا الآلم...
سمعت صوت أنينه فهتفت بخفوت
" هل مازلت تتألم "
لم يرد عليها و هرب منه أنين أخر جعلها تترك رأسه بعد عدة دقائق وتحركت تجلس بجواره وتسحب رأسه تضعها على كتفها وأصابعها عادت لتمسد رأسه برفق قبل أن تهتف بضعف
" لا تخف ستتحسن بعد قليل "
حركتها هذه لمست قلبه وروحه...هل حبيبته تفعل كل هذا من أجل بعض وجع الرأس...تعامله كأنه طفلها وهي أمه التي تدلله..
ستصبحين أمًا رائعة يا ساحرتي...ستصبحين أمًا لأطفالي أقسم على ذلك...
مد ذراعيه يحاوط خصرها بتملك واقترب أكثر يستنشق عبيرها بنهم وهتف يحاول المزاح رغم عيونه المغلقة
" لست خائف وتين....لا أصدق، تعامليني كأنني طفل صغير "
لم ترد عليه فقد كان يشغلها شئ أخر...
لِما لا يتشنج جسدها عندما يلمسها كما تقرأ في الروايات أو تشاهد الأفلام ..فالبطل عندما يقترب من البطله تتشنج وتخجل...فلماذا معها الوضع مختلف وكأن من يلمسها قطعة منها وروحها تسكن جسده...
لِما لا تخجل من بدر عندما يشاهدها في ثيابها العاريه..
.لِما لم تخجل منه في ليلتهما الأولى والأخيرة وكانت لهفتها توازي لهفته...
لِما دائما تكون في حالة إسترخاء تام عندما يبادر بلمسها..
مثل الآن تمامًا ..
هل هذه وقاحة منها أم عشق فاق الحدود وجعلها تحرم قلبها وجسدها على أي رجل سواه...نعم فهي إن لم تكن لبدر لن تكون لغيره مهما حدث...فبدر قطعة منها...
" واتي أحدثك "
أخفضت أنظارها لبدر وهتفت بشرود
" هل أصبحت بخير "
نفي ورفع رأسه ببطئ وهو يهمس بحرارة
" تبقى شئ أخير حتى يزيل الآلم تمامًا "
نظرت لعيناه من هذا القرب على ضوء الإناره الخافت ومازال يجلس ملتصق بها وذراعيه تحاوط خصرها بتملك.. بينما ذراعها يحط على كتفه بل ومازالت أصابعها تداعب شعره برقة
" وما هو "
اقترب أكثر وهمس وشفاهه تقترب من شفاهها
" هذا "
ثم أكمل بحرارة
" أرغب تقبيلك بعنف وإلتمسي لي العذر إذا أوجعت شفاهك يا حلوتي....فلا تلومي المشتاق على شوقه "
ختم كلامه و إجتاح شفتيها يقبلها بلهفة مجنونة وشوق بالغ جعلها تغمض عيناها من اجتياحه لها بهذا الشكل المهلك لأعصابها وقلبها على حد سواء...
فلن تنكر اشتياقها له وإحتياجها لكل شئ منه ..أحضانه وقبلاته وكل شيء...
همهمات وصوت أقدام يقترب منهم جعلها تدرك حقيقة وضعهم...
فهم بالحديقة وبدر يقبلها بلهفة وبجنون ممزوج بجرأة شديدة بدون مراعاة للمكان...
حاولت دفعه عنها وإزاحة يده عنها وهي تحاول مناداته عن طريق همهمات ضائعة بين شفتيه، لكنه كان غارق بها فلم تجد طريقة سوى أن تعضه ليبتعد بحنق ويهتف بلهاث وصوت أجش
" ألن تكفي عن هذه الحركة.....حقًا أنتِ مفسدة للحظات السعيدة "
دفعته بغيظ وتحركت ترحل بعد أن ضربته على ذراعة بغيظ وهتفت بإغاظة تخفي بها إشتياقها له
" سعيدة هذه تكون والدتك....يا وقح "
نظر لها بدهشة قبل أن ينفجر ضاحكًا لكنه ابتلع ضحكته سريعًا عندما شاهد طارق وغدير قادمون...أشار لهم وتحرك سريعًا يغادر تاركًا لهم بعض الخصوصية لإجراء الحديث...
******
بعضًا من التوتر اللذيذ مصاحب لخجل يغزو كيانها وهي تسير بجواره في حديقة منزلهم ، بعد أن طلب من جدها وأبيها أن يتحدث معها قليلًا ..
تشعر وكأنها لأول مرة تتحدث معه، كانت تحضر كلمات وأسئلة كثيرة سوف تسألها له، لكن الآن لا تجد كلمة واحدة ممن حضرتهم وفكرت فيهم
لقد فروا هاربين من عقلها ولم يتبقي لها سوى الإرتباك...
تنحنح يجذب إنتباهها بعدما لاحظ شرودها...
رفعت أنظارها له لتجده يشير بإتجاه الأرجوحة، تحركت معه وجلست ليجلس بجوارها بعد أن ترك مسافة بينهم..
حاول إخفاء سعادته وتوتره و أجلى حنجرته يهتف بجدية
" لا أعلم ماذا يقول الناس في مثل هذا الوضع.....لكني أردت أن أتحدث معك لربما لديك أسئلة واستفسارات عن أي شئ "
نظرت له بهدوء وتسائلت تحاول إبعاد خجلها والتركيز على مستقبلها مع ذلك الحبيب
" مثل ماذا "
مط شفتيه ورفع كفه يمرره في شعره وهتف
" لا أعلم ...أنتي تعرفين كل شئ عن عملي وعن حياتي .....لقد استقريت بمنزل خاص منذ سنوات ....مكثت بشقة للإيجار سنوات إلى أن أبتعت منزلي الحالي و هو بمنطقة راقية جدًا وأيضًا قريب جدًا من منزلك..."
كانت تسمع له بقلب يرجف ولا تصدق أنها تجلس مع الرجل الوحيد الذي عشقته وتمنته ويتحدثون بأمر زواجهم ومستقبلهم...ابتلعت ريقها وحاولت استجماع شجاعتها وهمست
" وماذا عن طارق "
أغمض عيناه يسيطر على مشاعره التي تتحرك من نظرة منها فما بالك بإسمه الذي تنطقه بذلك الهمس الرقيق الذي داعب قلبة برجفة محببة...
وبالرغم من محاولتها إدعاء الجدية والشجاعة، لكنه كان يعلم أنها خجلة ومرتبكة كثيرًا...
تنهد وهتف وهو ينظر داخل عيناها
" أنا رجل بسيط جدًا ...أقضي وقتي بين العمل وزيارة أبي وأصدقائي ....رجل أرغب من زوجتي المستقبليه أن تكون سكني ومسكني ....أن تكون لي السند والدعم "
ابتسمت بهدوء وهتفت بتساؤل
" ظننت أن الفتيات فقط من تبحث عن السند والدعم من الزوج "
عقد حاجبيه وهتف بسرعة
" معلومة خاطئة....الرجل يحتاج من زوجته أن تكون سندًا له وظهر مثلما سيكون هو سندها وظهرها الصلب الذي تميل عليه وهي موقنة بأنه لن يخذلها....يكونوا دعم لبعضهم دومًا... يكملوا نواقص بعض ويتقبلوا بعض بكل العيوب والمميزات فلا يوجد شخص كاملًا.....يكونوا معًا في السراء والضراء....لذلك أريدك صديقتي وزوجتي وسندي ....مارأيك غدير ....هل توافقين على مشاركتي حياتي "
ارتفعت نبضات قلبها لعنان السماء وأومأت بخجل....لكنه لم يقتنع بذلك الصمت فهتف بهمس
" أريد أن أسمع الموافقة منك غدير ....وهل متأكدة من قرارك أم لا "
استجمعت شجاعتها وهتفت بحزم وهي تنظر داخل عيناه
" موافقة طارق .....ومتأكدة من قراري .....وسأكون معك في السراء والضراء دائمًا "
ابتهج وارتسمت الإبتسامة السعيدة على وجهه ووقف عن مقعده بسرعة وهتف
" إذن هيا بنا ندخل لهم "
أومأت وتحركت تسير بجواره عندما سمعته يكمل
" غدير أريد أن أعقد القران....ما رأيك "
أومأت بإبتسامة وقضمت شفاهها بأسنانها بحركة أصابته بمقتل...حاول إلهاء نفسه عن مظهرها المغري والفاتن ....فمنذ أن رأها بذلك الثوب العسلي الذي ينافس لون عيناها وهو يحاول استجماع شتات أعصابه...لكن مهلًا يا طارق فقريبًا جدًا ستصبح زوجتك...
إنضموا إلى أفراد العائلة وجلسوا والإبتسامة على وجوههم تعلن عن إتفاقهم لذلك اطمئن الجميع وقضوا الأمسية في الحديث عن عقد القران الذي سيكون بنهاية الأسبوع...وغدًا سيذهبون لشراء خواتم الخطبة...
سعادته لا يضاهيها شئ في العالم ...فها هو حلمه المستحيل على وشك التحقيق....إنتبه لبدر الذي ربت على كتفه وهتف بسعادة واضحة
" مبارك يا صديقي "
ابتسم طارق بود ومال على أذن صديقه يهمس
" شكرا لك ياصديقي....فلولاك كنت مازلت متردد وخائف....شكرًا بدر لقد أنقذت حياتي "
لكزه بدر وهتف ممازحًا
" لا يوجد بيننا شكر يا أحمق "
أومأ طارق بإبتسامة وهتف بنبرة ماكرة
" لكن أين اختفيت وتركتني يارجل "
نظر له بطرف عينيه وهتف بإقتضاب
" كنت أخذ دواء لوجع الرأس "
قهقه طارق وهتف بخبث
" نعم لقد رأيتك وأنت تأخذ الدواء ....لكن متى اعتمدوا هذا الدواء في كلية الطب "
زمجر بدر ولكزه في ذراعة وهو يهتف بحنق
" ماشاءالله .... هرمون الغلاظة مرتفع عندك الليلة....لذاك سأبتعد قبل أن أخنقك يا أحمق "
ختم كلامه وتحرك يبتعد عن طارق الذي قهقه وغمز له بعينيه ليقابلها زمجرة من بدر الذي جلس بجوار أبيه...
وهو يختلس النظر إلى ساحرته الحنونة وهو يتمنى أن يخطفها ويرحل بعيدًا عن الأعين...ليتحدث معها كثيرًا ويقبلها أكثر وأكثر ولن يضر أحد بشئ أن تفقد ذلك الوشم المخفي عن الأعين...
*****
" ما معني أنها لم تخرج من المنزل اليوم "
أنصت لمحدثه وهتف بقلة صبر
"حسنا يا مأمون رابط أمام منزلها حتى تخرج ونفذ تلك الخطوة بأقرب وقت "
أغلق هاتفه وتحرك في الغرفة على غير هدى حتى سمع تنحنح خلفه جعله يلتفت لرجله وهتف بإقتضاب
" ماذا فعلت "
تكلم الرجل بجدية وهتف
" أصبح من الأموات سيدي "
رفع كفه يصرفه وشرد يتذكر ذلك اليوم الذي صرحت فيه بأفعالها
F.b
" ماذا قلت "
هتفت بغضب مستعر يراه عليها لأول مرة
" قلت أكرهك وأقرف منك .....وأنا من أبلغ عن بضاعتك لأحرق قلبك وأراك وأنت مفلس ....قبل أن أبلغ عنك الشرطة وأجعلك تتعف بالسجن "
اقترب بسرعة يخنقها وهتف بغضب حاقد
" يا حقيرة....سأقتلك "
ابتسمت بجنون ولم تكترث لإختناقها الوشيك وهتفت
" افعل فالموت عندي أفضل منك "
لمعت عيناه بغضب وتركها وهتف بغموض
" الموت عندك أرحم أليس كذلك.....وأنك أبلغتي عن بضاعتي حتى تحرقي قلبي..."
مرر أنظاره عليها ببطئ وهتف بمكر
" حسنا يا دهب ....العين بالعين .....وبِما أن الموت أفضل لك ...سأجعلك تتمنيه ولا تحصلي عليه .....ولن أنسى أبدًا أحراق قلبك "
نظرت له بإستفهام تجاهله وهو ينادي بصوت جهوري على رجله الذي حضر في لحظات لينظر له عثمان ببرود وهتف
" اليوم أريد أبو دهب بجوار زوجته....ولا تنسى أن تقرأ عليه الفاتحة "
" لاااا"
صرخت برعب واقتربت تحاول مهاجمته لكنه قبض على يدها لتصرخ به
" أنت حقير وأتمنى أن تتعذب بالجحيم ..."
ثم بكت بضعف وترجته
" حسنا أنا أعتذر لكن أرجوك أترك أبي وأفعل مايحلو لك بي....أرجوك "
قهقه بشر وهتف بفحيح
" العرض إنتهي يا خائنة.....ومن المفترض أن تشكريني فأنا أخلصك من عبئ ثقيل "
" لاااا....أرجوك "
أشار لرجله يرحل لكن دهب التفتت له بسرعة وهتفت
"كيف ستفعل ذلك لرجل من عشيرتك يا سلطان ....لا تفعل وتنصت لذلك المجرم أرجوك "
اهتزت نظراته قبل أن يخفيها ببراعة ونظر لها ببرود وهتف
" لنفس السبب الذي بعت به نفسك .....المال يا عزيزتي "
ضحك عثمان بغرور وهتف بإنتشاء
" كم أرضيت غروري وأنا أراك ذليلة هكذا بعد نوبة شجاعتك المفاجأة "
ثم دفعها بغضب تقع على الأرض وهتف بإقتضاب لسلطان
" أحبس هذه الخائنة حتى أتفرغ لها.....واذهب لتنجز ما أمرتك به "
صرخت دهب تترجاه تارة وتارة أخرى تلعنه وهو يقهقه على وضعها الذي أنعشه جدًا وأنعش إنتقامة...
هذا هو مصير الخائن في قانوني يا خائنة.....فأنا لن أتهاون في إنتقامي حتى لو كنتي تعجبيني...
******
نظر لزميله الذي يحمل هاتفه ويشاهد الصور التي أرسلتها له وتين تلك الليلة بعد أن هاتفته وأخبرته كل شئ على الهاتف لشكها أنها مراقبة من قبل أحدهم ....أعجب بسرعة بديهتها وتصرفها السريع بإخباره بكل شئ...لأنه متورط كذلك الأمر....كان بإمكانه اخبراها أنه سيذهب هو وهي لتقديم بلاغ وتسليم الحقيبة وأن بعد التحقيق لن تتورط بشئ ولن يتهموها بشئ، وبالرغم من الأقاويل التي سوف تدور حوله وربما يتهمونه بالفشل مجددًا ...
لكن هناك فكرة ترسخت بعقله وجاء إلى زميله في قسم مكافحة المخدرات حتى يتحدث معه بشكل غير رسمي
إنتبه أنه وضع الهاتف من يده ومط شفتيه ببرود وكأنه يفكر بأمرًا ما...
مد يوسف يده وأخذ هاتفه وتحدث بسرعة
" إذن يا إبراهيم ....مارأيك بما رأيت وعرفته "
تنهد إبراهيم بهدوء وهتف
" هل هي مراقبة من قبل أحدهم "
أومأ يوسف بهدوء وهتف
" لقد أخبرتني أن ابنة عمها لاحظت الأمر.....كان هناك سيارة تلاحقهم على مدار يومين "
أومأ وهتف بيقين
" هذا مؤكد ...فهم لن يجازفوا تلك المجازفة من فراغ...فأكيد أصبحوا يعلموا عنها كل شئ ...وفي أقرب فرصة سوف يظهرون "
مال على مكتبه يتكئ عليه ونظر ليوسف بغموض وأكمل بتساؤل
" يوسف لماذا لم تبلغ عن الحقيبة وأتيت إلي....هل تفكر بما جاء في عقلي "
أومأ يوسف بهدوء ورفع فنجان القهوة يرتشف منه قبل أن يتحدث
" نعم .....مارأيك "
عاجله إبراهيم بسؤال سريع
" هل تعتقد أنه هو "
رفع كتفه وهتف بحقد بالغ
" لا أعلم حقًا....وحتى إن لم يكون هو ...فأنا لن أرحم تجار ذلك السم مهما حدث ...وأشكر الله أنه بعث لي هذه الكارثة حتى تطفئ من لهيب إنتقامي قليلًا "
رفع إبراهيم يده يحك جبهته بإرهاق بالغ فاليوم كان مرهق تمامًا عليه وقد ظهر هذا على نبرة صوته
" والفتاة يا يوسف ....من المؤكد أنها سوف تتعرض للأذي"
هز يوسف رأسه برفض وهتف بتصميم
" سأحميها بحياتي يا إبراهيم .....لن أسمح لأحد بأذيتها، وقبل كل هذا سأخبرها بخطورة الأمر لتقرر هي وسأنفذ قرارها مهما كان.....لأنهم سيحاولون التواصل معها بأي شكل ....ووقتها سيكون من السهل الوصول لهم ومعرفة هويتهم "
أومأ إبراهيم برزانة وهتف وهو يحرك أصابعه بتناغم على مكتبه
" أريد أن ألتقي بهذه الفتاة في أقرب فرصة....ولا أريدها أن تخرج من المنزل قبل أن ألتقي بها....وأنت ستأخذ عطلة لتكون معي وسأبلغ اللواء أنني أحتاج مساعدتك في هذه المهمة بصفة غير رسمية "
أومأ يوسف بهدوء ووقف يأخذ هاتفه وهتف
" إبراهيم أريد أن تجعلها تحت المراقبة من أجل حمايتها.....فهي قريبتي وزوجة صديقي ولا أريد لها الأذى "
وقف إبراهيم يصافحه وهتف يطمأنه
" لا تخف أترك لي معلومات كاملة عنها وصورة لها....وسأجعلها تحت الحماية الكاملة.....اطمئن يارجل "
أومأ بهدوء وألقى عليه تحية عسكرية يمازحه وهتف
" تمام سيادة الرائد "
ابتسم إبراهيم و رد له التحية بمثلها ليغادر يوسف سريعًا ليلحق بأمه التي تلح بالإتصال حتى يذهب إليها في مركز التسوق...
لكن قبل ذلك أرسل رسالة إلى وتين يطلب منها معلومات عن جميع تحركاتها وصورة لها تكون واضحة الملامح....وأخبرها أن تلتزم بالمنزل حتى يخبرها بميعاد مقابلتهم وكيفية خروجها من المنزل دون لفت الإنتباه...
لترد عليه وتين بكافة التفاصيل عن خروجها ومواعيد جامعتها وكذلك بصورة لها وختمت رسالتها أنها تنتظر الميعاد...
خرج من سيارته فور وصوله إلى مركز التسوق الذي تنتظره أمه بإحدى مقاهيه...
دخل يبحث عنها بعيناه قبل أن يراها تجلس مع إحداهن...
ابتسم بسخرية...ترى هل تخطط أمه أن تعرفه على إحداهن أم ماذا...
لكن عفوًا يا أمي فأنا رجل إمرأة واحدة ولا أصلح لغيرها رغم فراقي عنها..
اقترب وألقى التحية قبل أن تتسع عيناه بإندهاش وهتف بصدمة...
" ليال ماذا تفعلين مع أمي "
رواية استوطننى عشقك الفصل الثانى والعشرون 22 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية استوطننى عشقك)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)