📁

رواية استوطننى عشقك الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك البارت السابع والعشرون 27

رواية استوطننى عشقك الجزء السابع والعشرون 27

رواية استوطننى عشقك الحلقة السابعة والعشرون 27

رواية استوطننى عشقك بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك


رواية استوطننى عشقك الفصل السابع والعشرون 27


الفصل السابع والعشرون


تنهد بضيق لقد جافاه النوم طوال الليل بسبب مخاوفه التي لا تتركه يرتاح..

اعتدل يتمدد على جانبه و يستند على ذراعه المرفوع وكفه بينما كفه الآخر يعبث في شعر تلك النائمة، انحنى يقبل وجنتها بهدوء فمازال القلق يعصف به والخوف عليها يقتله...

لقد رأى تلك الورقة التي أرسلها لها هؤلاء المجرمون الذين دخلوا منزلهم وهددوا زوجته بكل اجرام وشر مما أكد له أنهم سيفعلوا أي شئ مهما كان حتى يحصلوا على هذه البضاعة، وهذا ما يرعبه..

 لقد أوشك على قتل يوسف عندما أعطاه الورقة و رد عليه الأخير ببرود وقال أن هذا الأمر كان متوقع منهم، وأن المرحلة القادمة ستكون أكثر جدية وخطورة...

ولم يكتفي بهذا بل أخبره أن لا يصطحبها إلى الجامعة ويتركها تخرج بمفردها لكي يعطوا لهم فرصة للاقتراب منها والتواصل معها...عندما سمع هذا الكلام ثار عليه وكاد أن يضربه وسبه بأفظع السباب...ومن يلومه فهو خائف عليها والقلق يعصف به...يعلم أنها الطريقة الوحيدة للخلاص من هذه المشكلة ولكنها طريقة كلها مخاطر وهو خائف أن يخسرها...حبيبته وزوجته وابنة عمه، ساحرته التي قدمت له الحياة بنكهة رائعة...

وبالرغم من الاحتياطات وتأمينها ومراقبتها طوال اليوم وجهاز التعقب والتصنت الذي وضعوه بسوار أعطاه له يوسف البارحة وطلب منه أن ترتديه قبل خروجها من المنزل وشرح له كيفيه استخدامه عندما تتواجه معهم...وبالرغم من ثباته وهو يخبرها بكل شئ ويشرح لها كيف تتعامل معهم، لكن بداخله كان يبكي قهرًا وخوفًا على حبيبته وصغيرته  التي يريد اخفائها عن العالم أجمع والهرب بها بعيدًا...

مال يداعب وجنتيها وشفتيها بقبلات رقيقة جعلتها تتململ في نومها وتتذمر ليعيد الكره عدة مرات حتى هتفت بنبرة خافتة مغتاظة

" بدر ....كفى اتركني لأنام "

ابتسم ومال يقبلها على عنقها بإلحاح حتى أفرجت عن مقلتيها ونظرت له نظرة ناعسة وهتفت تدعي الحنق 

" هذا ليس عدلًا ....أريد النوم "

رفع رأسه لها وهتف بحرارة وأنفاسه تضرب صفحة وجهها 

" بل قمة العدل.....في قانون العاشقين لا يحق لك الغياب إلا أثناء النوم.....ويحق لي أن أوقظك عندما أشتاق لك "

ختم كلماته بقبلة ناعمة على شفتيها وأكمل بهمس

" والآن أنا أشتاق كثيرًا "

ابتسمت بعشق ورفعت كفها تداعب خصلات شعره الثائرة وهتفت بهمس 

" ومن وضع هذا القانون ...أنا لم أسمع به سابقًا "

ادعي التفكير وكفه تسلل إلى خصرها يداعبه ببطئ متعمد يتناقض مع حديثه الذي يدعي به الجدية 

" كيف هذا أنه موثق في الدستور وكتب القانون "

كتمت ضحكتها وهتفت تدعي الإندهاش 

" حقًا.....أنا لا أعلم هذا الشئ "

أومأ وكفه مازال يتجول على جسدها بحميمية إلى أن وصل إلى حمالة ثوبها وبدأ ينزلها عن كتفها ببطئ مثير وهو يهتف بحزم مناقض لأفعاله العابثة وكأنه يناقش موضوع مهم أو يترافع في أحد القضايا  

" خذي حديثي بثقة فأنا رجل قانون وأعرف أكثر منك يا فتاة....لذلك أتركيني أنتبه لعملي وأطبق قانون العاشقين "

انفجرت ضاحكة ليبتسم هو ويميل عليها ويهمس في أذنها بحرارة

" دعي هذا العاشق المشتاق يروي عطشه من نبعك الصافي الذي يبث بي الطاقة ويعطي لحياتي نكهة خاصة بطعم العسل .....نكهة الوتين الخاصة التي لا يشبهها أي شئ بالعالم "

ختم كلماته وقبلها على عنقها بلهفة مرورًا بكتفها وبداية صدرها وهتف بلهفة هامسة

" هيا ألقي تعويذتك "

ابتسمت بعشق وأغمضت عينيها واقتربت منه أكثر وهتفت بخفوت حار

" أعشقك يا بدري الرائع "

وكالعادة لا يريدون من هذه الدنيا سوى بعضهم وقربهم والمكوث في أحض'ان بعضهم البعض وباقي الدنيا لا تهمهم 

فهي ألقت تعويذتها السحرية التي تكمن في عشقها...

و تعويذته هو الذي يلقيها عليها تكمن في وجوده دومًا...فهو الحياة بالنسبة لها ومن دونه تعد من الأموات 

******

رفع الكوب الخزفي يرتشف منه وهو يراقب الناس من شرفة الشقة الذي استأجرها من أجل مكوث إبراهيم بها من أجل التفرغ التام والتركيز على مهمتهم الصعبة وحتى انتهاء هذه المهمة تماماً...

فهو أصبح يمكث بها معه بعد أن أخذ عطلة من عمله كي يساعد في هذه القضية بطريقة غير رسمية...فهو لا يهمه أن كانت رسمية أو ودية، فكل ما يهمه حاليًا هو الإنتهاء من هذه المشكلة والقبض على هذه العصابة وتأمين حياة وتين ومساعدتها في الخروج من هذه المشكلة بأقل الخسائر، فهو حقًا لا يريد لها الأذى حتى لا يتأذى بدر ويتألم...ومن غيره يعلم ألم الفراق... فهو يمزق جنبات قلبه ومازال...

زفر أنفاسه بحزن وعيناه ترقرقت بها الدموع بطريقة جعلته يغتاظ من نفسه ليضغط على أسنانه بضيق....فهو حقًا لا يريد تذكر حديث أمها الذي حطم قلبه وحوله إلى أشلاء في تلك الليلة... وبالرغم من تمزق قلبه وصدمة أمه الظاهرة التي جعلتها تصمت وتنظر لليال بتساؤل لم ترد عليه بل أخفت أنظارها عنها، إلا أنه ابتسم لأمها بجدية وبارك لها الزواج بطريقة عملية وكأنه يتعامل مع أحد رؤسائه في العمل..


تغاضى عن النظر لها و حث أمه على المغادرة، لكن ما أن جاورها حتى همس لها ببرود 

" من الجيد أنك قررتي استكمال حياتك وعدم انتظاري ....مبارك لك "

لا يعلم لماذا قال لها هذه الكلمات، جزء منه  أرد أن يحثها على المتابعة في الأمر  وجزء أخر كان يلومها على موافقتها والتخلي عن عشقه..

تركها ورائه ورحل من دون أن ينظر خلفه، لم يتمكن من النظر خلفه أبدًا، كيف ينظر وهي قد قررت الزواج بأخر...

كيف سيتحمل كل هذا الآلم والقهر...

كيف سيتحمل أن يلمسها رجلًا أخر...

ياالله يشعر أنه يختنق ولا يمكنه مساعدة نفسه...

يعلم أنه أناني، فهو من تركها في الماضي وسبب لها الأذي...فلماذا يبكي وينوح الآن...

أليس من حق الغريق أن يبكي وهو يشاهد بر النجاة أمامه ولا يمكنه الوصول له...

بلا من حقه عندما يشعر بالعجز والقهر من نفسه لأن كل مايحدث من صنع يداه...لذلك ليس بيده شئ سوى تحمل آلامه وغيرته القاتلة وتمنى لها السعادة الدائمة...نعم هو مجبر على ذلك...فحبيبته تستحقها على كل حال...

ابتلع ريقه وزفر أنفاسه ببطئ عندما شعر بتواجد إبراهيم خلفه، رفع كوبه يرتشف قهوته قبل أن يجعد أنفه بإشمئزاز فقد أصبحت باردة بسبب شروده ...

" هل أكدت على بدر أن يترك زوجته تخرج بمفردها "

وصل لمسامعه صوت إبراهيم المتسائل ليستدير بهدوء  وأومأ وهو يتحرك يجلس على المقعد وهتف بحزم 

" أعتقد أنهم لن يضيعوا وقت أخر في المراوغة "

أومأ إبراهيم بثقة وهتف بهدوء 

" هذا أكيد....بعد خطوتهم الأولى وتهديدهم أعتقد أنهم سيستعدوا للهجوم ....لكن أتمنى أن تتصرف الفتاة بشكل صحيح ولا ترتبك فتضيع نفسها وتنزع الأمر "

تنهد يوسف قبل أن يهتف بقلق

" أتمنى أنا أيضًا....

لقد أخبرتها بما عليها فعله إذا تواجهت مع أحدًا منهم....

أنا حقًا لا أريدها أن تتأذى "

ابتسم إبراهيم بسخرية وهز رأسه على طبع يوسف الذي لا يتغير فمشاعره دائمًا حاضرة في كل موقف 

" ألن تكف عن عاطفتك الظاهرة هذه يوسف "

نظر له يوسف بجدية واسترخى في مقعدة وهتف بحزم

" الله عز وجل ميز الإنسان بالعاطفة والمشاعر ....ما الضرر أن نرحم ونشفق على بعضنا البعض....كما أن الأمر بعيدًا عن العاطفة....أنا لا أريد أن أخذل صديقي وزوجته الذين وثقوا بي ...

صدقني خيانة الثقة وطعنة الغدر أشد من القتل "

أومأ إبراهيم وقد فهم مقصده جيدًا لذلك هتف بمهادنة

" لا تخف بإذن الله تعالى لن يصيبها شئ ....وسننتهي من هذه المهمة سريعًا وأعود إلى زوجتي وأولادي " 

أومأ يوسف وهتف بهدوء هو ينهض يترك المكان وينشد المطبخ 

" بإذن الله خيرا "

*******

" ماذا ...كيف هذا "

صرخت رولا بغضب وهي تستمع لحديث منى التي تخبرها أن غدير تم عقد قرانها وأخذت تحكي لها عن الحفل الراقي وجمال العروس...

لكن كيف هي متأكدة أن الصور وصلت لها وغدير التي تعرفها لم تكن لتمرر الأمر هكذا، فهي لا تسامح في كبريائها أبدًا...

فلقد كانت متأكدة أنها سوف تجن وتمتنع عن الزواج بطارق بل واهانته أمام الجميع...لذلك ابتعدت تماما عن الصورة لتمنع اي اتهام سوف يتوجه لها وتدعي الفضيحة التي كانت ستنالها وان أبيها سوف يقتلها، وطارق الشهم يتدخل ويتزوجها بعد أن اهانته غدير وحطمت كبريائه أمام الجميع...لكن الحقيرة غدير أفسدت كل خططها ونزعت كل شئ...

لكن مالذي حدث وكيف تم عقد القران...

سوف تنفجر من الغضب والغيظ فقد تم كل شئ وانتصرت عليها غدير وأخذت منها طوق النجاة الذي تريده بحياتها والرجل الذي تمنت الحصول عليه...

احتل الغضب كيانها و عادت تهذي 

" كيف هذا....والصور...لا أصدق "

" أي صور "

تسائلت منى بإندهاش تحول لشك لتسألها سريعًا 

" هل تقصدين الصور التي التقطها لك في المكتب ذلك اليوم....ماذا فعلت بها وما علاقتها بالحفل "

ابتلعت ريقها بإرتباك  فهي قد أخفت حقيقة الأمر عن منى، لا تريدها أن تعرف شئ لذلك هتفت بسرعة

" قلت لك أنني محيتها عندما علمت بخطبتة من غدير....أنا كنت أمزح لا أكثر "

نظرت لها منى بشك وصمتت لترتبك رولا وهتفت بسرعة وهي تقف عن مقعدها  في مقهى الجامعة

" أنا جائعة ....سأذهب لجلب شئ أكله ...هل أجلب لك شيء "

" عصير فقط "

أومأت ورحلت تترك منى للشك الذي يتزايد في قلبها من ناحية رولا...فهي لم تخبرها بإغماء غدير و انتهاء الحفل سريعًا.. 

لأنها تشك بها منذ علمت أن عريس غدير هو نفسه مدير رولا والتي استغلت حاجتها في ذلك اليوم وجعلتها تصورها بأوضاع اصطنعتها برخص تام...والأغرب صورتها المجنونة وهي تكشف عن ملابسها الداخلية في المكتب بعد خروج مديرها من المكتب...

كل هذا جعلها تشك بها وتتصرف بدهاء وسرعة، فهي تعرف رولا ومدي خبثها وحقارتها جيدًا، وكيف لا تعرفها وهي واقعة في قبضة يدها فالحقيرة تهددها بفضح علاقة قديمة لها، بل وتستغلها وهي متأكدة أنها لن تفضح أفعالها الحقيرة أمام أحد حتى لا تنالها الفضيحة أيضًا.. 

نظرت بترقب لإختفاء رولا ثم نظرت لحقيبتها التي على الطاولة...مدت يدها تخرج هاتف رولا بسرعة وفتحته، فهي تعلم رقم السري للهاتف منذ ذلك اليوم التي كانت تصورها به

فتحت الهاتف تعبث بملفاته حتى اتسعت عيناها بصدمة ولسانها يردد

" يا حقيرة "

لحظات وكانت تغلق الهاتف وتعيده مكانه تزامنًا مع صوت تنبيه رسائل على هاتفها جعلها تبتسم بخبث وتهتف بمكر...

" أخيرا سوف أنتقم منك رولا "

******

يدور كاليث الحبيس داخل بيته فمنذ ليلة عقد قرانهم وهي لا ترد على هاتفها ولا رسائله وعندما هاتف وتين يسألها عليها قالت له أنها متعبة ونائمة معظم الوقت...

حديثها زاده قلق، فهو أصبح متأكدًا أن هناك شئ تخفيه عنه فعندما تذكر حالتها منذ بداية الحفل وانهيارها عقب استفاقتها جعلته متيقن أن هناك أمرًا ما...لذلك لن يبقى هكذا فريسة للتكهنات والتفكير والقلق...لم يتخيل أن تنتهي أجمل ليلة بحياته بهذا الشكل، لقد تخيل عدة سيناريوهات لهذه الليلة عقب اعترافه لها بالعشق ...لكن لم يخطر بباله أبدًا ماحدث...

زفر بغضب وتحرك يأخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وخرج من المنزل وهو يغمغم 

" لنري ماذا بكِ يا زوجتي الحبيبه "

******

نظرت لهاتفها الذي لا يكف عن اتصالاته ورسائله التي تقابلها بالتجاهل فهي تشعر بالإختناق وبأنها ممزقة بين الغيرة 

وآلام قلبها التي لا توصف...

 لقد سرقوا فرحتها وغدروا بها وكأنها تشرب من نفس الكأس الذي شربت منه وتين، نعم أنه عقاب الله...لقد سرقت فرحتها بأهم يوم بحياتها... حتى لو كان بدون قصد منها...ليرسل الله من يزيقها من نفس الكأس ولكن بأقسى الطرق...

لم تحاول أن تفكر  فمن الذي بعث لها الرسائل ومدى تورط رولا في الأمر، فكل تفكيرها يحوم حول سؤال واحد...هل طارق  يفعل هذا أم لا؟

قلبها ينفي و عقلها متردد بين الدلائل الملموسة والظنون...

لا تنفي أن حديث بدر ووتين ساعدها على التفكير بشكل أوضح وجمع القطع المنقوصة وربط الخيوط ببعضها البعض ليلة البارحة...

فبعد أن أرهقها الكتمان والتفكير خرجت إلى الحديقة الخلفية وجلست تبكي بقهر وحرية في مكانها هي ووتين المعتاد فقد حاولت اخفاء حزنها عن الجميع طوال الوقت وتعللت بالمرض

لكنها لم تعد قادرة على الادعاء أكثر من ذلك...

F.b

شعرت بخطوات تقترب ولحظات ورأت وتين تجلس بجوارها 

نظرت لها نظرة جانبية ولم تتحدث...شعرت بذراع وتين يحاوط كتفها وتسحبها تضمها إليها وتربت على كتفها برفق وهي تتحدث بخفوت حازم

" ماذا يحدث لكِ ....الآن سوف تخبريني بكل شئ  "

انفجرت في بكاء مرير وكأنها ضغطت زر البكاء والحديث دفعة واحدة

قصت كل شئ على وتين وأخرجت هاتفها تريها الصور والرسائل التي حطمتها...

صدمت وتين وهي تتطلع في الهاتف تارة وإلى غدير تارة أخرى لكنها هتفت بعد عدة لحظات بثقة ممزوجة بصدمة من منظر الصور القاسي على أي عاشقة حقيقية...

" مستحيل أصدق أن طارق يكون بهذه الأخلاق "

أعطتها الهاتف وأكملت بحزم

" مستحيل "

قبضت على هاتفها ومازالت تبكي بقهر وهتفت بتقطع حزين

" سوف أجن من التساؤلات والغيرة ....أشعر أن قلبي يتمزق "

ربتت وتين على كفها وهتفت بمواساة صادقة

" أنظري إلي غدير .....طارق صديقي الشخص المحترم الذي يخاف الله مستحيل أن يكون بهذه الحقارة.....أنا متأكدة أنها مكيدة يدبرها شخصا ما.....أنا واثقة من هذا كما أنني واثقة أن طارق يعشقك منذ سنوات .....أقسم لك "

أخفت وجهها بكفها وبكيت بحرقة وهي تتذكر اعترافه الذي اعترف به وهو يراقصها ويضمها لأول مرة...

اعتراف كان صفعة الإفاقه من صدمتها التي رفض عقلها أن يستوعبها فغابت عن الوعي هاربة من كل ما يحدث...

انتبهت على حديث وتين فأخفضت كفيها وهي تسمع وتين تتحدث بنبرة واثقة

" أقسم هذه الصور مزيفة....طارق يعامل ليال كأخت محرمة عليه وبالرغم من ذلك لم يتجاوز حدود الله في التعامل معها أبدًا وهي أيضًا كذلك.....كما أن ليال تعشق الضابط يوسف ولم تعشق غيره أبدًا منذ أن انفصلا "

نظرت لها بتساؤل وهتفت بشك 

" انفصلا "

أومأت وتين وقصت عليها القصة كاملة عن علاقة ليال بيوسف وختمت حديثها تقول بشفقة 

" وإلى وقتنا هذا مازالت تتعذب وتحبه بالرغم من مرور السنوات "

صمتت غدير وارتسمت الشفقة على ملامحها لتستكمل وتين حديثها بثقة

" فكري جيدًا غدير ....رولا أنا أصدق عليها أي شئ فهي طفيلية مختلة ووقحة ....وأصدق أنها تفعل هذه الأشياء التي بالصور....لكن مستحيل أن أصدق أن تفعلها مع طارق .....كما أنه ليس بهذه الاخلاق الحقيرة أبدًا.."

" وأنا أوافق وتين على كل ما قالته ....صديقي مستحيل أن يكون بهذه الأخلاق ...مستحيل...فأنا أشك  في نفسي ولا أشك به "

قالها بدر الذي تقدم منهم ويرتسم على ملامحه الأسف وهتف يكمل بهدوء وحزم 

" أسف لقد سمعت حديثكم بالصدفة...."

أخفضت غدير أنظارها تغض بصرها عنهم، لا تنكر أن ثقتهم به وحديثهم ساعدها على رؤية الأمور بشكل صحيح...لكن مازال يوجد داخلها تساؤلات كثيرة ومن ضمنهم من الذي أرسل لها هذه الصور ولماذا يوم عقد قرانها؟...

انتبهت إلى اقتراب بدر ووقوفه بجوار وتين يحاوط كتفها يحثها على المغادرة وهتف قبل أن يرحل بحزم 

" فكري جيدًا و تحدثي مع زوجك في الأمر وكُفي عن هروبك واختلاق الأعذار....لا تجعلي من نفسك فريسة للظنون... وقبل كل هذا كوني واثقة أنه رجلًا رائعًا"

أنهى كلامه ورحل مع وتين بينما هي جلست تفكر هل حديثهم صحيح وثقتهم البالغة بطارق هل في محلها...

هل يروا ما عجزت عن رؤيته واضحًا؟..

وهل صحيح أن طارق لا يفعلها؟.. 

ومن الذي يكرهها إلى هذه الدرجة حتى يدبر لها هذه المكيدة وينزع لها خطبتها...أو الغائها تمامًا...

فاقت من شرودها على صوت أمها التي تناديها وهي غير منتبهه 

" ماذا قلتي أمي "

زفرت كامليا بغيظ من وضع ابنتها الحزينة والتي لا تعرف مابها وترفض اخبارها بل وتنكر أن هناك شئ يضايقها  هتفت بقلة حيلة

" طارق بالأسفل ويريد الحديث معك "

وقبل أن تنطق أكملت كامليا 

" وقال لو كنتي متعبة ولا يمكنك النزول....هو سيصعد لك، لانه لن يرحل  قبل الحديث معك "

ابتلعت ريقها بتوتر فها هي المواجهة التي كانت تأجلها قد أتت دون أن تصل إلى قرار أو تكتشف الحقيقة...ربما بدر معه حق ووضع النقاط على الحروف أفضل من الهروب...

وقفت تتحرك بالغرفة وأخذت حجابها ولفته على كنزتها الواسعة التي ترتديها على بنطالها الجينز ولم تهتم بالنظر في المرآة لتفقد هيئتها لأول مرة...

تحركت تسبق أمها دون أي حديث ونزلت له ودقات قلبها ترتفع، دخلت غرفة الصالون ورأته يجلس ويشرب قهوته بشرود وعندما شعر بها وضع فنجانه على الطاولة ووقف يستقبلها بإبتسامة صادقة يرحب بها بعد أن حرمته من رؤيتها منذ ليلة عقد قرانهم ...

تنحنحت وألقت عليه التحية وتقدمت تجلس على المقعد المجاور للأريكة التي كان يجلس عليها دون حتى أن تصافحه...

نظر لها بإندهاش وهتف بهدوء وهو  يجلس 

" كيف حالك.....هل مازلت مريضة "

نفيت ببطئ وتحدثت بخفوت وهي تشعر أن الكلمات تخرج من أعماقها وليس من حنجرتها 

" أنا لست مريضة "

أومأ ببطئ وهتف بتساؤل 

" إذن أنتِ ماذا غدير....لماذا لم تردي على إتصالاتي ورسائلي ...وتبدل حالك هذا ما سببه.....الآن أريد أن أعرف "

أخرجت هاتفها من جيبها بصمت وفتحته ووضعته أمام عيناه وقالت بغضب يتدفق بداخلها كلما تذكرت هذه الصورة 

" اعلم السبب بمفردك "

اتسعت عيناه وسحب الهاتف منها بصدمة وهو يقلب بالصور ويمرر عيناه على الكلمات مرارًا وتكرارًا....ولا يصدق كم الحقارة التي بالصور، كيف حدث هذا...ومن الذي زيف هذه الصور بهذا الشكل المقزز...

رفع أنظاره بدهشة عن هاتفها وهو ينظر لغدير بتساؤل مدهوش قبل أن تصعقه نظرة الإتهام التي تحتل عينيها...

يا إلهي لا تدعها تشك به ولا تنطقها... سوف تقتله بكل تأكيد...

لكن حكم الإعدام كان قد صدر عندما سمعها تتحدث بغضب 

" أنتظر سماع دفاعك عن نفسك "

أغمض عيناه بآلم مرير...هل الكلمات تقتل...نعم الآن شعر أن كلماتها قتلته بلا رحمة...

ابتلع ريقة وفتح عيناه بهدوء وزفر أنفاسه يحاول ازاحة الثقل الجاثم على صدره قبل أن يهتف 

" أن كنت في موضع اتهام ....فيؤسفني أن أقول لكِ....لست أنا من يقف يدافع عن أخلاقه أمام زوجته التي من المفترض أن تكون تعرفها جيدًا "

جفلت للحظة وأخفضت عيناها لتسمعه يتحدث بثقة

" الآن فهمت كل شئ ...تاريخ هذه الصور كانت قبل نزولك للحفل، لهذا كنتي بهذه الحالة....لكن عندي سؤال لماذا وافقتي على الحضور و الزواج بعد رؤيتك لهذه الصور غدير "

سألها بأمل لعلها تخبره أنها لم تصدق ما رأته وأنها واثقة به وبأخلاقه...لكن هروب عيناها بهذه الطريقة ووقوفها المرتبك أثبت له العكس 

وقف هو الأخر واقترب منها وهتف بإحباط 

" وافقتي من أجل جدي والعم عزت أليس كذلك....لم تريدين أن تعيدي الخطأ مرة أخرى أليس كذلك....ولولا ذلك كنتي امتنعتي عن الحضور ورفضتي الزواج  "

اتسعت عيناها بصدمة ونظرت له...كيف فهم تصرفها بهذا الشكل أم أن موقفها كان واضحًا..

ضحك بسخرية وهز رأسه وهتف 

" لقد أخبرتك سابقًا أنني أفهمك جيدًا "

ابتلعت ريقها وهتفت بغضب 

" وماذا كنت تنتظر مني بعد رؤيتي لهذه الصور الملعونة وقراءة هذه الكلمات... "

صرخ بغضب وهو يمسك كتفها ويهزها 

" كنت أنتظر ثقتك بي...ثقتك بالشخص الذي اخترتيه لتكملي حياتك معه...أين الثقة يا زوجتي المصون...كنت اسألي نفسك متى رأيت منه أي تصرف مشين حتى أحكم عليه أنه بكل هذه الخسة والحقارة "

ارتبكت وترقرقت الدموع بعينيها وهتفت بتقطع

" طارق اسمعني....أنااا"

تركها بسرعة وهتف وهو يستدير ليرحل 

" لا أريد سماع شئ يكفي ما سمعته وما عرفته....لقد جرحتيني غدير "

" طارق انتظر "

لم يعيرها انتباه وغادر مطعون القلب ومحطم الخاطر وروح تئن...

ليتركها خلفه تبكي وهي تتذكر عيناه المتألمة...

طارق الشفاف من الداخل والخارج لا يفعل هذا، وكأن عقلها أضاء بقبس نور أخيرًا وجعلها تتذكر الموقف الذي كان سبب معرفتها بعشقها له...

موقف تعنيفه لرولا عندما لمسته...فكيف لشخص مثله أن يكون بهذه الخسة...لا مستحيل أن يكون أبدًا...لن يفعلها بتاتًا، انتفضت تركض لتخرج من المنزل كي تلحقه لكنه كان قد رحل...

دخلت سريعًا تبحث عن هاتفها وتتصل به، لكنه لم يرد عليها لتنقلب القصة والتجاهل يكون نصيبها منه مثلما فعلت معه...

******

ركبت سيارتها فور خروجها من الجامعة وهي تتحدث في الهاتف مع جدتها بعد أن أغلقت مع بدر الذي يحادثها كل خمسة عشر دقيقة ليطمئن عليها، تعلم أنه قلق ويحاول اخفاء هذا القلق عنها، لكنها دائمًا تكشفه لانها تشعر به وتحاول اخفائه أيضًا عنه بل وتحاول أن تتدعي التماسك من أجل اتمام هذه المهمة ومن أجل زوجها حبيبها...

أدارت السيارة وتحركت وهي تستمع لنبرة جدتها السعيدة

" يا إلهي وتين الحفل كان رائع وكنت رائعة الجمال، وكأنك عروس....حقًا لا أصدق أنكِ كنتي لا تعرفين بالأمر "

ابتسمت ووضعت الهاتف أمامها بعد أن فتحت مكبر الصوت كي تركز على القيادة وهتفت..

" أقسم أن الأمر كان مفاجأة....لقد كنت أظن أننا ذاهبين إلى حفل ...لأتفاجأ بكل ما فعله بدر "

" حقا لقد أحببت هذا البدر ...متى ستأتي أنتِ وهو لأراه ....فأنا لا أتذكره جيدًا "

لفت نظرها سيارة تحاول تجاوزها بطريقة ملفته لتعقد حاجبيها بريبة وهتفت ترد على جدتها بعدم تركيز

" لاحقًا جدتي.... بدر لديه بعض الأعمال المهمة ما أن تنتهي سأتحدث معه ونأتي....ربما في عطلة نصف العام "

" حسنا حبيبتي ....لكن لا تتأخري علينا "

اتسعت عيناها عندما شاهدت السيارة تقطع عليها الطريق الخالي نسبيًا مما جعلها تجفل وتقف بالسيارة بسرعة بالغة ..

نزل منها رجلين ...واحدًا وقف أمام سيارتها والأخر يقترب منها...

رفعت كفها تضغط على الدلاية المتوسطة الموجودة بالسوار وهتفت بسرعة لجدتها 

" جدتي مضطرة أن أغلق الآن....سأحدثك مجددًا  "

لم تنتظر رد جدتها وأغلقت الهاتف بسرعة وهمست بالأذكار المنجية من الخوف

"حسبنا الله ونعم الوكيل....

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين......

وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ."

 نظرت بتوتر لذلك الذي يفتح باب سيارتها، حاولت فتح الباب المجاور لها والهرب منه لكن الرجل الآخر اعترض طريقها وأغلقه ووقف بجانبه...

سمعت صوت غلق الباب لتتسع عيناها وهي تشاهد الرجل قد جلس بجوارها وصوب على رأسها سلاح ناري وهتف ببطئ 

" مرحبًا...أعرفك بنفسي ...أنا محصل  الأرواح "

ابتلعت ريقها بخوف ظاهري وهتفت بتقطع 

" من أنت.....وماذا تريد "

مط شفتيه ببرود ومازال السلاح على رأسها وهتف بنبرة باردة

" قلت لكي من أنا منذ قليل...أما عن ماذا أريد...فأنا أريد الحقيبة وما تحتويه "

حاولت لملمة أعصابها والتحكم بخوفها وتذكير نفسها  بتعليمات يوسف و أنهم لن يؤذوها لأنها مازالت تحتفظ بالحقيبة التي يحتاجوها لذلك هي الطرف الأقوى لكن هذا لا يمنعها من توخي الحذر...

استرخت في مقعدها ورفعت كفها تنظر لأظافرها بتقييم وهتفت ببرود ظاهري

" هكذا بهذه البساطة "

رفع حاجبه وأومأ وهتف بسخرية 

" نعم بهذه البساطة وإلا سوف أرسلك لأبيك وأمك.... على مايبدو أنك اشتقتي لهم "

شعرت بقلبها يرجف لكنها تمكنت من ادعاء العكس وهتفت بحزم 

" وكيف ستحصل على بضاعتكم إذا قتلتني....لا يوجد أحدًا يعلم بمكانها سواي "

ثم رفعت كفها تنزل السلاح من على رأسها وأكملت 

" أنزل هذا الشئ ودعنا نتحدث بتعقل "

ابتسم بشر وهو ينزل سلاحه وهتف بغل 

" لا تعتقدين أنك في موقع قوة يا فتاة....فأنا يمكنني قتل زوجك و عائلتك فردًا تلو الآخر حتى تأتيني بالحقيبة "

ابتلعت ريقها وانقبض قلبها خوفًا على بدر وعائلتها...لكنها ابتسمت بإهتزاز وهتفت بهدوء زائف 

" وهل امتنعت عن اعطائها لك....كل القصة أنني لدي بعض الشروط "

نظر لها بغموض وهتف بإقتضاب 

" أي شروط "

" شروطي ليس أنت من سيحققها ....بل سيدك وصاحب البضاعة "

ارتفع حاجبه وعاد يرفع السلاح إلى رأسها وهتف بشر خافت 

" لا تعبثي مع من لا يعبث معهم يا فتاة....لأنني سأسحقك إن كنت تراوغين "

أومأت بطاعة وهتفت بخفوت 

" أخبرتك أن شروطي سأبلغها لصاحب البضاعة....ليس أنت أو تلك الفتاة...أو حتى الرجل الذي كان في الطائرة....تعاملي سيكون مع سيدك وليس التابعين له....لذلك أخبره بالأمر وأعلمه أنني سأعطيه الحقيبة لكن بشروطي "

زمجر بغل وقبض على رأسها من الخلف بكفه الآخر يرجع رأسها للخلف وهتف بفحيح  

" أنا هو صاحبها ....وأنت سوف تتحدثي معي أنا "

آنت بآلم وضغطت على أسنانها تحاول كتم آلمها وهتفت تدعي القوة


" قلت لك أخر كلام لدي....أنا لن أتعامل معك يا حقير وابتعد عني وإلا أقسم أن أبلغ عن حقيبتكم هذه وعلي وعلى أعدائي "

ابتسم بشر وهو يلقي برأسها للأمام بغل حتى ارتطمت بعجلة القيادة وهتف 

" لم يخلق بعد من يهددني يا حقيرة ....فأنا يمكنني قتلك الآن بكل سهولة "

نظرت له بغل وهتفت بتحدي أخرق

" لن تفعل "

نظر لها بسخرية وهو يخفي سلاحه في ملابسه وهتف بوعيد  وهو يفتح الباب لينزل 

" لا تتحديني ....انتظري مقابلتي مجددًا يا غبية " 

أغلق الباب خلفه بقوة وتحرك يركب  سيارته، يتبعه الرجل الآخر وتحرك بها تاركًا ورائه قلب يأن من الخوف وأعصاب أشبه بالهلام...

أغمضت عيناها تزفر أنفاسها تحاول تهدئة قلبها من هول الموقف الذي تعرضت له مع هذا المجرم ....ياإلهي لقد جعل بدنها يرتجف من الخوف فعيناه بعثت الرهبة في أوصالها  ولكنها حاولت ادعاء العكس حتى تنجح في  هذه المهمة وتنتهي بخير...لكن متى تنتهي وترتاح من كل هذا...

رفعت كفها تمسد جبهتها بآلم وهي تلعن وتسب حتى قاطعها تنبيه الرسائل لديها، لتجد رسالة مقتضبة من يوسف 

" كنتي جيدة جدًا "

ابتسمت بسخرية وأدارت سيارتها وتحركت تقصد منزلها تختبئ بأحض'ان بدر لعل قلبها يهدئ ويزول خوفها تمامًا 

كما يحدث كل مرة تلجأ لأحض'انه.....فالأمان يكمن دائمًا بين ذراعيه 

****

" ما رأيك "

هتف بها إبراهيم يوجه حديثه ليوسف الشارد ينبهه ليرد عليه بهدوء

" لقد أتقنت وتين دورها جيدًا "

أومأ إبراهيم بموافقة ليكمل يوسف بعملية

" من الواضح أنهم مستعدون لفعل أي شئ للحصول على هذه البضاعة "

تنهد إبراهيم وقال بجدية

" نعم....وهذا يزيد من نسبة الخطر حول وتين "

أومأ يوسف يوافقه ونهض عن مقعده يتحرك لينظر من الشرفة وهتف بحزم 

" تحدث مع رجالك ليشددوا الحراسة عليها.....لأننا اقتربنا من النهاية.....وأقسم أن أعاقب ذلك الحقير الذي تطاول عليها"

ثم التفت ينظر لإبراهيم بتساؤل وأكمل 

" هل تعتقد أن ينفذوا طلبها و يقابلها الرأس المخططة للأمر وصاحب البضاعة " 

رفع كتفه وحك جبهته بإرهاق وهتف 

" نحن لا نعلم مع من نتعامل ....فهذا الشخص غامض بالنسبة لنا لذلك التكهن بأفعاله صعب جدًا "

أومأ يوسف واستند على المقعد أمامه وهتف بشرود 

" معك حق ..لكن أعتقد أنه لن يقابلها ....وأن صدق توقعي سيكون الوصول له والقبض عليه صعب ....لأننا نريده في حالة تلبس "


رواية استوطننى عشقك الفصل الثامن والعشرون 28 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية استوطننى عشقك)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)

 

روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات