رواية استوطننى عشقك الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك البارت التاسع والعشرون 29
رواية استوطننى عشقك الجزء التاسع والعشرون 29
رواية استوطننى عشقك الحلقة التاسعة والعشرون 29
رواية استوطننى عشقك بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك |
رواية استوطننى عشقك الفصل التاسع والعشرون 29
الفصل التاسع والعشرون
لم تكن ضعيفة يومًا لتتنازل عن حقها...لم تكن لتصمت على ما فعلته رولا أبدًا، لقد علمت أن طارق جعل عمها يرفدها ويمضي على وثيقة ستكون نقطة سوداء في مسيرتها المهنية...بل وحرمانها من العمل بأي شركة محترمة..
لكن كل هذا لم يكفيها ويشفي غليلها.. لذلك حصلت من أبيها على وثيقتي الرفد و سوء السلوك الموقعة من رئيس مجلس إدارة الشركة والتي أعطت بها اخطار للشركات الأخرى في المدينة...
لم يشفي غليلها هذا الأمر لذلك قصت على وتين أمر الرسائل الأخرى وطلبت مساعدتها لتقترح عليها وتين اشراك ليال في الأمر لأن هذه الحقيرة أساءت لها أيضًا...
وبعد أن أطلعت ليال على كل شئ والغريب أن ليال لم تلومها أو تعاتبها على شكها بها أو بطارق...بل تعاطفت معها وقالت أنها متفهمة موقفها وأن جميع العشاق فاقدي العقل ودائمًا يتلبسهم الجنون..ومالعشق إلا جنون..
تنهدت تنظر في المرآة الأمامية للسيارة على ليال الجالسة في الخلف والتي تتحدث مع خطيبها بإقتضاب بالغ وقد سكن الحزن عينيها...حقًا تشعر بالشفقه عليها، ليتها تقدر على مساعدتها لكن للأسف ليس هناك مجال..
التفتت تنظر لوتين التي تقود السيارة لتنظر لها الأخيرة وتبتسم لها ابتسامة ضعيفة تقسم أن ورائها شئ تخفيه، هي ليست على طبيعتها منذ فترة وكأنها تفكر بشئ يشغل بالها...لو لم تكن شاهدة على علاقتها التي تحسنت كثيرًا مع بدر لكانت أجزمت أنه هو من يحزنها...
لكنها سوف تعرف السبب بكل تأكيد، لكن أولًا تنتهي من هذه المشكله وتراضي ذلك الغاضب منها وبعدها تكتشف أمر وتين..
فاقت من شرودها على صوت وتين المتسائل
" هل هذا هو البيت "
التفتت تنظر حولها لتعيد أنظارها مرة أخرى للمنزل وهتفت
" ربما هو "
أنهت كلامها ونادت على فتى صغير يلعب في الشارع وسألته عن منزل رولا ليخبرها الفتى أن ذلك المنزل المجاور الذي أسفله مقهي شعبي هو منزلها...لكن ما صعقها أن المقهي ملك لأبيها وليست فقيرة جدًا كما تخيلت من حديثها عن أبيها الذي لا يهمه أمرها ولا ينفق عليها ولا يملك قوت يومه حتى...
نظرت لها وتين بشماتة واضحة ونزلت من السياره تتبعها ليال وهي تهتف بسخرية
" وما خفي كان اعظم "
تأففت غدير وهتفت بغيظ
" يكفي أرجوك ....حسنًا سأعتذر لكِ كل ساعة عن عدم الإقتناع بحديثك عنها منذ البداية....هل هذا جيد؟ "
اومأت وتين وهتفت بغرور
" كل نصف ساعة "
ضحكت ليال وهزت رأسها عليهم وهي تحثهم على الدخول للمنزل عندما رأت رجل ضخم يتقدم منهم و يسألهم عن سبب دخولهم إلى هذا المنزل ولمن أتوا..
ردت وتين بهدوء مهذب
" مرحبًا يا عم ....لقد أتينا لرولا ....أليس هذا منزلها "
أومأ الرجل ونظر لهم بإندهاش وهتف بغلاظه
" نعم...أنا أبيها...من أنتم وماذا تريدون منها "
تدخلت ليال في الحديث وهتفت بجدية
" أتينا للحديث معها.....وأفضل أن نصعد لأنك لن تفضل حديثنا في الشارع هكذا "
نظر الرجل لهم بريبة وتقدم يسبقهم ويأمرهم بالحاق به
صعدوا خلف الرجل الذي فتح باب الشقة ونادى بصوت جهوري على زوجته التي كانت صحتها جيدة ولم يظهر عليها أي مرض كما كانت تدعي دومًا أن والدتها مريضة...
عاد ينادي على رولا التي خرجت تتأفف قبل أن تتجمد مكانها وهي تنظر لغدير التي يحتل عيناها الشر والذي لم يختلف كثيرًا عن الموجود بعين وتين التي تقدمت منها تقول ببطئ
" أرى أن والدتك بصحة جيدة وليست مريضة كما أدعيت "
نظر لها الأم والأب بإستفهام لتكمل وتين بقوة
" عذرًا سيدي وأنتي سيدتي لكن أريد من وقتكم بعض الوقت لأقص لكم قصة قصيرة..."
علامات الصدمة احتلت وجوه الوالدين قبل أن يتمكن الغضب منهم وهي تقص عليهم كل ما فعلته ابنتهم ومحاولتها التحرش الدائم بزوج ابنة عمها وتزيفها لهؤلاء الصور...
انتهت من حديثها وأخذت هاتف غدير التي تقبض على كفها ليال حتى لا تتهور وتنقض على رولا تمزقها اربًا، لقد أتت من أجل تصفية الحساب معها وعقابها بالضرب أن أمكن حتى ترتاح، لكن تغيرت الخطة فور رؤية أبيها الذي يظهر عليه القسوة والجدية...
فتحت مقاطع الفيديو والصور ليشاهدوها قبل أن تسقط الأم في الأرض تولول على أخلاق ابنتها الفاسدة...بينما انقض أبيها عليها قبل أن تركض هاربة يكيل لها الضربات...
وقف الثلاثي يشاهدوا عنف الأب و ركلاته في بطن وخصر رولا الساقطة على الأرض ولم يكتفي بل مد يده على سكين الفاكهة الموضوع على الطاولة وقطع به شعرها بطريقة وحشية وهو يتوعد لها بالجحيم وعدم ذهابها إلى الجامعة مرة أخرى...بل سيحبسها في المنزل وسيزوجها في أقرب وقت حتى يرتاح منها...
كل هذا كان تحت أنظار الفتيات اللواتي لم يشعروا بالشفقة أبدًا عليها...
سحبتهم ليال بهدوء وقالت بتشفي
" هيا بنا....لقد تمت مهمتنا بنجاح "
ثم استدارت تنظر إلى الأب وقالت له وهي تسحب الوثائق من يد غدير التي مازالت تريد أن تنقض عليها لكن للأسف لم يعد بها مكان سليم يصلح للضرب
" هذه وثائق رفدها من الشركة.....فبالرغم من كل ما فعلته لم نريد أن نفضح أمرها وفضلنا أن نبلغكم بأفعالها لكي تعيدوا تربيتها من جديد "
أخفض الرجل نظراته بخزي ولم يرد وهو يستمع لذلك الكلام الذي يمزق أحشائه واستدار يكيل المزيد من الضربات للساقطة على الأرض تنازع من تكسير عظامها
انسحبوا تاركين أبيها يعيد تربيتها أو يقتلها أيهما أقرب..
ونزلوا من المنزل وركبوا السيارة وتحركوا بعد أن أغلقوا قصة تلك الفتاة إلى الأبد...
******
نظرت في ساعة الهاتف فبعد أن أوصلت غدير إلى منزل طارق و التي ألحت كثيرًا على الأمر مبررة أنها زوجته ولا تفعل شيئًا خاطئ...وأنها لن تبقى ساعة أخرى في هذا الخصام معه وبالرغم من ترددها إلا أنها لبت طلبها ولم تنسى أبدًا تحذيرها أن تنهي زيارتها سريعًا كي لا تخبر أمها وأبيها...
لتبقى هي وليال يتحدثوا بعض الوقت في احدى المقاهي بعد أن حزنت على وضع ليال التي تقسم أنها ليست سعيدة بهذه الخطبة كما تدعي....ومع ذلك رفضت ليال الحديث في الأمر تمامًا وأغلقت في وجهها باب التفاهم والحديث في الأمر لترضخ لها ولم تضغط عليها
قامت بإيصالها إلى المنزل هي الأخرى وها هي في طريقها للعودة...
ابتعلت ريقها عندما تجدد مشهد السيارة التي تحاول تجاوزها لكن الوضع اختلف هذه المرة عندما أشار لها سائق السيارة أن تتبعه...
أومأت وتبعته بعض الوقت حتى دخل إلى أرض فارغة ولم تنسي أن تضغط على السوار كما فعلت المرة السابقة وهي تهمس
" اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم...
سبحان الله الحكيم..
سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم...
لا إله إلا أنت عز جارك وجل ثناؤك يارب"
لاحظت وقوف السيارة لتبطئ من سرعة سيارتها قبل أن تقف هي الأخرى... لحظات وشاهدت الرجل ينزل يتبعه الأخر مجددًا لكن هذه المرة لم يركب معها بل أشار لها أن تنزل من السيارة...
نزلت بهدوء واقتربت منه ببطئ شديد تحاول إظهار اللامبالاة في تصرفها هذا...
ابتسم بسخرية وهتف بنبرة مغيظة عندما اقتربت منه
" مرحبًا يا فاتنة هل اشتقتي لي "
ابتلعت ريقها ونظرت له ببرود تارة ومررت أنظارها حولها تارة أخرى لتقع نظراتها على الرجل الأخر في السيارة...أنه نفس الرجل الذي كان بالطائرة...نعم هو لقد أرسل لها يوسف صورته ترى لماذا هو هنا ولماذا ينظر لها هكذا...
عادت تنظر لذلك الحقير مجددًا وحاولت اخفاء رعبها فبالنهاية هي فتاة في مكان خالي مع ثلاث رجال...ذكرت نفسها أن الحراسة أكيد بمكان قريب وأنهم مازالوا يحتاجونها لذلك لن يؤذوها، تشجعت وهتفت بنبرة متأففة
" ماذا تريد؟ ....أخبرتك أنني لن أتعامل معك "
ضحك بصوت عالي وأخرج هاتفه يضغط عليه وهو يهتف دون أن ينظر لها
" حقًا تعجبني شجاعتك يا فتاة....لكنها ممزوجة بغباء "
نظرت له بسخرية ولم ترد لقد كان تركيزها منصب على ما يفعله وتتسائل ماذا يفعل هذا ليأتيها الجواب سريعًا عندما رأته يتحدث مع أحد في مكالمة مرئية...
نظر لها بغموض وهتف وهو يوجه لها الهاتف
" تريدين الحديث مع صاحب البضاعة....ها هو "
" مرحبًا بسارقة بضاعتي "
ابتلعت ريقها ونظرت بتمعن تحفظ ملامحه القاسية بطريقة تعبث الخوف وهتفت
" أنا لم أسرق شئ ....وأعتقد أنك تعرف هذا جيدًا "
" لماذا طلبت الحديث معي ....ماذا تريدين "
ضحكت بسخرية وهتفت ببرود
" ليس من أجل التعرف عليك بكل تأكيد ....أنا حتى لم أسأل عن اسمك .....كل ما أريده هو التفاوض "
أومأ ومازالت ترتسم الجدية على ملامحه وهتف
" اسمي لا يعنيك بشئ يا فتاة.....ماذا تريدين "
وضعت كفيها بجيب كنزتها وهتفت
" أريد ثلاثون بالمائة من ثمن البضاعة ....وأريد أن يتم تحويل المبلغ إلى حسابي البنكي بلبنان "
صوت ضحكاته العالية تناقض نظرة الشر الساكنة عيناه والذي أوقفها سريعًا وهتف بحقد
" أنتي تمزحين أليس كذلك "
نظرت له بثقة وهتفت بجدية
" من يجد شئ يحصل على عشرة بالمائة ... والعشرون الأخرى تعويضًا لأنني لو كان قُبض علي كان سيضيع مستقبلي تمامًا ...وكنت خسرت بضاعتك بكل تأكيد ....لذلك هذا طلب بسيط جدًا مقابل عودة بضاعتك "
نظر لها بغموض وهتف
" أمر العشرة بالمائة هذا عند الحكومة وليس عندي "
رفعت كتفيها وهتفت بإستفزاز
" لا يهمني "
ضغط على أسنانه بغضب شديد وهتف
" هل تعرفين أنني يمكنني أن أمر رجالي هؤلاء بقتلك الآن ودفنك مكانك "
زفرت تخفي الخوف الذي تسلل إلى أعماقها وادعت التأفف وهتفت ببرود
" نعم أعرف ....كما أعرف أن لا أحد يعلم مكان الحقيبة سواي "
أومأ ببطئ وتحدث بمهادنه
" عشرون بالمائه "
نفيت وهتفت بحزم
" الحياة فرص وأنا أجيد تصيد الفرص ....ثلاثون بالمائة "
ضحك وهتف بسخرية
" نعم هذا واضح جدًا ....حسنًا لننهي الحديث ....خمس وعشرون ..مارأيك "
صمتت قليلًا تدعي التفكير ونظرت لذلك الذي يراقب كل خلاجاتها وهتفت
" موافقة ...متى ستحول المال "
نفي بحزم وهتف
" لا لن أحول لك المال...وضعي لا يسمح بذلك ولا أريد جذب العيون إلي....لذلك سأجعل رجالي تعطيك المال وأنت تعطيهم الحقيبة "
" متى "
" ستعلمي قبل الموعد مباشرة "
ما أن قال كلمته حتى ألقى مأمون بين يديها هاتف وقال
" سجلي رقم هاتفك هنا "
أومأت بطاعة وسجلت رقم هاتف كانت ابتعته منذ فترة قريبة من أجل الاحتياط كما قال لها يوسف...انتهت وأعطته الهاتف ورفعت أنظارها إلى الهاتف الآخر الذي تتحدث فيه مع ذلك الرجل..
تنهدت وهتفت بهدوء
" والآن هل يمكنني الذهاب...لقد تأخرت كثيرًا "
أومأ لها وهتف بمكر
" حسنا يمكنك الذهاب وانتظري مكالمة قريبة جدًا جدًا بميعاد التسليم....بالمناسبة الصور لم تكن منصفة لجمالك فأنت فاتنة يا فتاة "
نظرت له بغضب لم تتحكم به وهتفت بسرعة
" احتفظ برأيك لنفسك يا هذا....لا يهمني سماعه "
أنهت كلامها ورحلت سريعًا بخطى واسعة وكأن الشياطين تلاحقها...
لكنهم حقًا أبالسة يهوّن الدمار وسفك الدماء وأخذ الأرواح
ركبت سيارتها وأدارتها ورحلت بسرعة وهي تحاول التحكم في ارتجاف أطرافها و دقات قلبها المرتفعة...مدت يدها تسحب زجاجة مياه تشرب منها عدة رشفات بإرتجاف أدى إلى سقوط الماء عليها، لقد جف حلقها وهي تتخيل أسوء الكوارث التي ممكن أن تحدث لها في هذا المكان الخالي على يد هؤلاء المجرمون..
*******
ظهور الماضي الآليم مجددًا، بل وبصورة أقوى وطعنة أقسى كان كصفعة قاسية آلمت وجهه وروحه معًا...
روحه التي تئن من مرارة الغدر والخيانة التي دمرت حياته و عمله...
مرت السنوات أمام عينيه بسرعة وكأن الذكريات تجلده بسوط من نار، تاركه أثرها على روحه بآلم قاتل ورائحة احتراق تذكم الأنف وتسبب الغثيان...
وقف مكانه بصدمة وهو يستمع لصوت عدوه اللدود وصديقه سابقًا!..
نعم يقسم أنه هو وهل ينسي صوته الذي تحفظه أذناه بنبرته المميزة و لدغته الواضحة في حرف الراء...
صديقة الذي كان آخر لقاء بينهم يداه ملطخة بدماء أرواح أبرياء كانت تقوم بعملها في القبض عليه لكنه غدر بهم واشتبك معهم و كلل مصائبه بالهروب ورسالة أدانته وحطمت حياته وجعلته في موضع اتهام وشك دائمًا...
أغمض عيناه بقوة وقبض على يديه وكأنه سيحطمها وهتف بغضب
" عثمان "
وقف إبراهيم ينظر له بصدمة فمنذ سماعهم لحديث هؤلاء المجرمون مع وتين ويوسف تلبسته هذه الحالة ويردد اسم ذلك المجرم...
اقترب منه ببطئ وهتف بإندهاش
"يوسف.. هل أنت متأكد "
استدار له بجمود وهتف بنبرة واثقة
" كما أنا متأكد أنك أمامي الآن.....مستحيل أن تخطئ أذناي صوته ...أنه هو، أنا متأكد "
أومأ له وهتف بمهادنة يجاريه
" حسنا سوف نسأل وتين عن شكله ونجعل أحد يرسمه لنتأكد "
ابتسم بإستهزاء وهتف بحزم
" أفعل ما يحلو لك....لكن أنا واثق ممن أخبرك به...أنه هو "
عاد يجلس مكانه بهدوء وقال دون أن ينظر له
" حسنا لن نخسر شيئًا...لكن الأهم الآن أنني لا أشعر بالإطمئنان...هذا الشخص يضمر الشر لوتين...مارأيك هل تتفق معي "
أومأ يوسف و تحرك يجلس أمامه وهتف بوعيد
" أظن ذلك....لكن أقسم أن أنتقم منه على كل ما مر وما هو أت...لقد أرسله الله في طريقي مجددًا وهذه المرة لن أتركه ولو كان آخر يومًا في عمري "
ربت إبراهيم على كتفه وهتف بحزم
" وأنا معك يا صديقي....الأمر أصبح أكثر من نداء الواجب....أنه الإنتقام...واسترداد حقك وتنظيف هذه النقطة السوداء من حياتك "
عاد يقف مجددًا يحمل هاتفه ويضعه في جيبه وقال بغضب خافت
" نعم أنه الإنتقام "
تحرك بإتجاه باب الشقة وأكمل
" سأذهب لوتين كي تتأكد أنت ...أما أنا فواثق جدًا من الأمر "
أومأ ولم يرد فالأمر أصبح أكثر خطورة والمهمة أصبحت أكثر اشتعالًا ومتعة له، تنهد ومسك هاتفه يراسل رجاله الذين يرابطون لحراسة وتين كي يبعثوا له صورًا من لقاء اليوم...وضع هاتفه على الطاولة وفتح الحاسوب يعيد تشغيل المقطع الصوتي للمقابلة وهو يحلل كل كلمة تفوهوا بها اليوم و الذي انبهر بشدة من ثبات وتين وتصرفها السريع...
********
أخذت نفس عميق وأخرجته مرة واحدة وهي تشجع نفسها على طرق الباب...لا تعلم لماذا تهورت وأتت له هنا، هي حتى لم تفكر بالأمر ...كل ما كان يشغلها هو الوصول له ومراضاته لأنه لا يرد على هاتفه، وحقًا قد سئمت من تجاهله وغضبه، لذلك تجرأت و أتت إلى هنا لتتحدث معه وتبرر موقفها..
استجمعت قوتها وضغطت على جرس الباب وانتظرت لحظات حتى فتح الباب وطل عليها بهيئة المنزلية التي تراها لأول مرة، ابتلعت ريقها وهتفت بخفوت..
" مرحبا "
اتسعت عيناه بدهشة بالغة وهو لا يصدق عيناه...هل أميرته المغرورة تقف الآن أمام باب منزله...حقًا لا يصدق
ليأتيه صوتها مجددًا كتأكيد أنه لا يحلم
" هل ستتركني أقف أمام الباب هكذا ولن تدعوني للدخول "
ابتلع ريقه وفتح الباب بإتساع وأشار لها بصمت يدعوها للدخول...
تحركت تدخل المنزل بهدوء وهي تنظر له نظرة جانبية، ليلحق بها بعد أن أغلق الباب خلفها وتحرك يسبقها إلى غرفة الإستقبال وجلس بهدوء على الأريكة دون أن يتحدث معها...لم يكن يتدلل بل كان مصدوم من خطوتها الجريئة هذه...
حقًا لا يصدق غدير هنا بمنزله ...
شعرت بالإحباط عندما تجاهلها وتركها هكذا وجلس، اقتربت تجلس بجواره على الأريكة واستدارت بجسدها تواجهه وهي تناديه بخفوت لينظر لها قليلًا قبل أن يعود وينظر أمامه مجددًا
أغمضت عيناها قليلًا وهي تشعر بالإهانة لكنها سوف تكمل هذه الخطوة و تشرح له كل شئ..
تنهدت وهتفت بخفوت رقيق
" هل يعجبك هذا الخصام والصمت بيننا....حسنًا على الأقل أخبرني كيف تقال اشتقت لكِ بالصمت "
نظر لها بلهفة وسرعة وعيناه يحتلها الشك...مسكت كفيه بسرعة وهتفت بهدوء صادق
" أقسم سعادتي كانت تصل لعنان السماء...اليوم الذي كنت أحلم به كان على وشك الحدوث، والرجل الذي تمنيته سيصبح زوجي ...لكني شعرت كأن أحدهم طعنني بسلاح غادر مزق بها سعادتي وأشعل بركان من الغيرة بأحشائي وبعدها وضعني داخل قالب من الجليد..
أطرافي مجمدة وداخلي تأكله النيران..
أحاول الصراخ كي يخرجني أحد من هذا الوضع، أو يأتي أحدا ويطفئ نيراني...كل هذه المشاعر المتناقضة جعلت عقلي يتوقف عن التفكير وأتحرك بآليه شديدة حتى فقدت الوعي هاربة من آلام قلبي "
نظر لها بشفقة وسحب كفه من بين يديها يرفعه يمسح دموعها التي تسيل دون أن تشعر لتكمل هي بتقطع و الدموع مازالت تنهمر من عيناها
" عدم تواصلي معك بعدها لم يكن إتهام ولا أنني صدقت مارأيته، لكن كان توصيل الخطوط ببعضها ومحاولة التفكير بمنطقيه بالغة، واستيعاب ما حدث، ولا أنكر الشعور بالغيرة الذي كان يحثني على تمزيقك وتمزيق تلك الحقيرة وليال أيضًا...لأنهم اقتربوا منك حتى لو من خلال صور مزيفة "
انتفخت أوداجه لحديثها الذي يوحي بعشقها له، لكن بالرغم من هذا قال بعتاب حزين
" أنت اتهمتيني غدير...ونظرات عيونك قتلتني...أنااا "
قاطعته ووضعت كفها على شفتيه برقة وهتفت بلهفة تدافع عن نفسها
" أقسم لم أقصد ما قلته....كنت أريد الحديث معك، لكن خانتني الطريقة، و كالعادة انتفض بداخلي عرق الغباء والحماقة لينزع كل شئ "
نظر لعيناها التي تسحره تارة وإلى كفها على شفتيه تارة أخرى
لتخجل وتنزل كفها ببطء منعها وقبض على كفها يتمسك به وهتف بخفوت
" جرحتي قلبي غدير "
ترقرقت عيناها بالدموع مجددًا وهتفت بآلم يطل من عيناها ونبرتها
" وأنا كنت ومازلت مجروحة....وبالرغم من هذا أتيت لأصلح خطئي وأعتذر منك....أنا أسفة طارق "
نظر لها بتمعن ولم يرد عليها لتشعر بالاحباط، سحبت كفها ونهضت وهي تقول بحزن
" أتمني أن تسامحني ....حتى لو قررت أن تطلقني "
سحبها بقوة لتسقط على الأريكة واقترب منها بشدة جعلت أنفاسه تضرب صفحة وجهها وهتف بغيظ
" اياك أن تنطقي كلمة الطلاق هذه مرة أخرى....هل فهمت "
أومأت وهتفت بضعف سرق قلبه
" هل سامحتني "
حاوط خصرها بذراعيه يقربها منه أكثر وهتف بحرارة
" يا حمقاء ...أنتي امتلكتي قلبي ولم يعد لي سلطة عليه....وسامحتك منذ أن قلتي مرحبًا "
ابتسمت بسعادة ودقات قلبها ترتفع لتسمع صداها في ضربات قلبه القريب منها وهمست بدلال أطار المتبقي من عقله
" لماذا "
شدد من ضمها له وهو لا يصدق أن حبيبته أخيرًا بين ذراعيه وكفيها تضعهم على صدره بأريحيه وكأنهم متعودون على هذا الوضع على مر سنوات وليس أول مرة
اقترب بوجه من وجهها ونظراته مصوبة على شفتيها وهتف بعشق هامس
" لأنني أعشقك يا أكبر حمقاء بالعالم "
قالها واقترب بشفتيه يغزوا شفتيها التي أعلنت ترحيبها بغزوه ورفعت رايات الإستسلام عاليًا...
أغمضت عينيها ورفعت ذراعيها تحاوط رقبته ببطئ تبادله قبلته التي اقتطفت أول زهرة من حديقة شفتيها العذراء ...شدد من ضمه لها وازدادت لهفة قبلاته وهو يآن من هول ما يشعر به...مال بها على الأريكة وهي في عالم آخر سرقها بداخله...
كل محاولته للتمهل أو التعقل باتت في مهب الريح فها هي حبيبته أخيرًا معه..
قطع لحظات عشقهم المجنون هذه صوت رنين الهاتف الملح لتفيق أولًا من تخدر مشاعرها وتحاول إبعاد طارق الذي وضع رأسه عند عنقها يزفر أنفاسه بلهاث ولم يبتعد عنها
لتناديه بخوفت جعله يحاوطها بذراعيه وهو يغلق عيناه بضعف يحاول لملمة شتات نفسه..
زفر بغيظ من الهاتف و في نفس الوقت يشكره لأنه لم يكن يشعر بنفسه وكان من الممكن أن يتهور...لقد أغرقته في بحر من الشهد وهو جائع ومحروم منذ أعوام وأخيرًا تعلم العوم ونزل لذلك البحر ينهل منه ويروي عطشه...
صدح رنين الهاتف مرة أخرى ليزفر بغيظ وهتف بخفوت
" ردي لأنني لن أبتعد الآن "
اتسعت عيناها بصدمة وهي تنظر لوضعهم، لقد كانت ممدة وهو يعتليها ورأسه يضعها بين صدرها وعنقها...
ذلك الوقح كيف يكون بكل هذه الوقاحة...
أي وقاحة هذه يا حمقاء، هذا على أساس أنك بريئة تمامًا ولم تتجاوبي معه...كيف فعلت هذا؟...يا إلهي تشعر أنها تريد أن تختفي الآن...عاد رنين الهاتف مرة أخرى لتتنحنح تحاول ايجاد صوتها الهارب وأخذت هاتفها الذي كان على الطاولة وفتحته سريعًا وهي ترد على أمها التي تسألها عن مكانها لتجيب بإرتباك ونبرة مهزوزة
" أنا مع طارق....نتحدث "
شعرت بإهتزاز جسده عليها وضحكته المكتومة لتنظر له بغيظ وتلدغه من ذراعه وهي تستمع لصوت أمها
" حسنا لا تتأخري "
أومأت و كأنها تراها وبإرتباك لم تتخلص منه بعد، هتفت
" سأتي بعد قليل...طارق سيوصلني "
قالت كلمتها الأخيرة وهي تنظر له ليقابلها بإيماءه وصوت أمها يصدح من جديد
" حسنا أخبريه أن يأتي معك ليتعشي معنا ونراه "
" حسنا سنأتي فورًا "
أغلقت الهاتف وقالت بتوتر وهي تتحاشي النظر له بعد أن رفع رأسه عنها ينظر لها
" ينتظرونك على العشاء "
سحب خصلة من شعرها الذي تحرر من عقدته بجنون بعد أن أزال عنها حجابها وهتف بخفوت
" أنتي تأمري حبيبتي "
نظرت له بلوم وهتفت بضعف هامس
" طارق ....كفى وابتعد عني سأموت من خجلي "
أومأ وأعتدل يجلس وسحبها لتعتدل وأجلسها على قدمه وهو يهتف بحزم هادئ
" لا أريدك أن تخجلي من وجودك بقربي أبدًا غدير...أنا وأنت روح واحدة وسنبقى هكذا إلى الأبد حبيبتي....أليس كذلك "
أومأت ورفعت كفها تضعه على وجهه ليمسك بكفها ويقبله عدة قبلات رقيقة
" طارق "
" روح طارق "
تنهدت بتوتر وهتفت بهمس وهي تخفي أنظارها عنه ...
" أنا أحبك "
فتح عيناه بإتساع وهتف بلهفة
" قوليها مجددًا "
ابتسمت وتشجعت وضمته بقوة وهتفت بصدق
" أحبك .....أحبك ....أعشقك حد الموت "
أحاطها بقوة وترقرقت عيناها بدموع سعيدة وهتف بعشق
" وأنا أحبك أكثر مما تحبيني بكثير حبيبتي "
******
القلق يعصف به ويكاد يقتله، يشعر أن رأسه سينفجر من الصداع الذي يعلم أنه من شدة توتره، لقد أخبره يوسف عندما هاتفه أنها قابلت هؤلاء المجرمون اليوم وأنها في طريقها إلى هنا كما أنه أيضًا قادم للحديث معها...
لم يحكي له يوسف تفاصيل اللقاء لكنه أخبره أنه تم بخير وكانت تحت أعينهم وأنها رحلت عنهم منذ قليل...
زفر بقهر كم يشعر بالإحباط والغضب وهو يتركها تقابل هؤلاء الناس وحيدة...لكن يقسم أنه لن يتركها مرة أخرى وسيكون خلفها بكل تحركاتها القادمة ولن يعير لتعليماتهم أي اهتمام، فهو لا يهمه سوى زوجته...
شعر بقدوم أحد فاستدار بلهفة بالغة لكنه سرعان ما شعر بالإحباط عندما وجد القادم هو غدير وطارق...
لم يعيرهم انتباه وعاد يدور ويدور وينظر إلى الباب الخارجي للمنزل علها تأتي سريعًا، فهو ينتظرها منذ وقت طويل في الحديقة..
اقترب منه طارق الممسك بكف غدير ونظر له بإندهاش من حالته هذه وتجاهله لهم وهتف
" ماذا بك ....ولماذا تقف هكذا "
لم يرد عليه وعاد ينظر في ساعته تارة ويحاول الإتصال بها للمرة المائة لكن هاتفها كان مغلق كما كل مرة
نظر الثنائي لبعضهم بتساؤل مدهوش قبل أن يعيدوا النظر له و ما هي إلا لحظات حتى شعروا بأحد يأتي من الباب الخلفي للحديقة...التفت ينظر بلهفة قبل أن يشتعل غضبًا وينقض على يوسف يمسك بملابسه وهو يهتف بعصبية
" أين زوجتي ....أقسم أن حدث لها شئ سأقتلك "
"ماذا بها وتين "
خرج هذا السؤال من الثنائي المدهوش، لكن لم يعيرهم أحدا اهتمام...أنزل يوسف يد بدر وهتف بهدوء
" اطمئن بدر هي بخير...لا تقلق "
ضغط بدر على أسنانه بغل وهتف
" بخير إلى الآن أليس كذلك "
" بدر"
نادته بضعف مزق قلبه ليلتفت لها بلهفة بالغة واقترب منها بسرعة يضمها بين ذراعيه ويشدد عليها...
تمسكت به ترتجف بين ذراعيه فمازال الخوف يعصف بها لدرجة أنها كادت أن ترتكب أكثر من حادث وهي تقود...
شعر بإرتجافها الشديد فشدد من ضمه لها وهتف يطمئنها
" لا تقلقي يا عمري ....أنتي هنا بأحض*اني....لا تخافي حبيبتي "
أنهى كلامه ونظر لغدير وهتف بحزم
" اجلبي لها كوب عصير بسرعة غدير "
تحرك بهدوء يجلس على احد الأرائك الموضوعة في الحديقة ليتبعه يوسف المشفق على حالهم وطارق الذي لا يفهم شئ لكنه يشعر أنهم ليسوا على ما يرام...
نظر لها بهدوء وهي تضع كوب العصير الفارغ على الطاولة أمامها ليربت بدر على كتفها الذي يحاوطه بذراعه وهتف بحنو
" هل أنت بخير "
أومأت بهدوء وضمت نفسها له أكثر ليقربها منه ويحاوطها بذراعية ولم يكترث للجمع المحيط بهم ...
" هل تكرم أحدًا منكم وأخبرني ماذا يحدث معكم "
هتف طارق بغضب بعد أن عصف به القلق ولا يفهم ما يحدث معهم ...
نظر بدر ليوسف الذي أومأ بموافقة وتنهد يقص كل شئ على طارق وغدير منذ اكتشاف وتين الحقيبة إلى يومهم هذا وهو يراقب تعاقب المشاعر على وجوههم، أنهى حديثه ونظر لوتين بإبتسامة وهتف
" لكن هذه الشجاعة أذهلتني بشجاعتها في تعاملها معهم "
نظر لها بدر بفخر ومال يقبل جبينها وهتف بثقة
" أعلم أنها قوية وشجاعة....لطالما كانت منذ صغرها "
نهضت غدير وجلست بجوار وتين وهي تبكي وقالت بشفقة
" كل هذا حدث معك من دون أن تخبريني....لماذا؟ "
ربتت على كفها وابتسمت وهي تهتف بهدوء
" لم أريدك أن تتوتري وتقلقي....يكفي ما حدث معك "
سحبتها من أحض*ان بدر ليزمجر بغيظ لم تكترث له وضمتها بود وهتفت بنبرة أسفة
" أنا أعتذر...لم أكن بجوارك "
ربتت على رأسها وهتفت بلوم
" على ماذا تعتذري يا حمقاء ..."
سحبها بدر بقوة وضمها وهو يهتف بحنق
" نكتفي بهذا القدر "
ضحكت وتين وهزت رأسها واستكانت بين أحض*انه طوال جلستهم التي يتناولوا بها الحديث حول هذه المشكلة التي ختمتها بوصف شامل لعثمان ليتأكد يوسف من ظنه...
نهض يتحرك ويدور بغضب ونظرات الشفقة تتابعه وهتف بحزم
" اقترب اللقاء يا خائن "
******
تركها تجلس مع الجميع بعد العشاء وبعد انصراف طارق ليتعلل أنه بحاجة لأخذ مسكن لوجع الرأس الذي يعرف تمام المعرفة أنه من التوتر وطالما هذه المشكلة لم تنتهي، إذن سيبقى هذا الصداع ملازما له...
لطالما أصابه، واليوم كانت أعصابه على وشك الانهيار من الخوف والقلق عليها...
خرج من الحمام يلف منشفة على خصره وقطرات الماء مازالت تتسابق على جسدة...
فتح أحد الأدراج وأخرج عدة شموع وعاد يدخل إلى الحمام مجددًا...
فتح الماء الدافئ في حوض الاستحمام بعد أن أضاف بعض الزيوت العطرية مع غسول الجسم الذي تفضله هي و تحرك يوزع الشموع العطرية الملونة في الحمام بطريقة منظمة وجميلة زادت المكان حميمية وسحر ممزوج برائحة محببة للنفس، وتساعد على الاسترخاء..
خرج الى الغرفة وأخفض إضائتها، قبل أن يقوم بتشغيل مقطوعة موسيقية هادئة وأخفض الصوت بعض الشئ..
اقترب من خزانة الملابس وأخرج قميصها المفضل والمريح بالنسبة لها ووضعة على الفراش...
تحرك يأخذ هاتفه كي يهاتفها تزامنًا مع صوت غلق الباب الخارجي..
ابتسم بهدوء ووضع الهاتف والتفت ينتظر دخولها إلى الغرفة..
لم يدوم انتظاره طويلًا ورأها تدخل بإرهاق يظهر عليها بوضوح...
نظرت حولها بدهشة قبل أن تبتسم لبدر الذي تقدم منها بهدوء شديد...
لم تكن في حالة نفسية جيدة لأي شئ وكل ما ترغب به الآن هو النوم داخل أحض*ان بدر حتى تشعر بالأمان...لكن بعد أن شاهدت ما فعله بالغرفة لا تريد احباطه وتجاهل رغبته، كما أنها لا تمتلك القدرة على الابتعاد عنه...ابتسمت عندما اقترب منها وهتفت بتساؤل
" ما كل هذا "
لم يرد عليها وانما إنحنى يحملها برفق بعد أن أخذ منها حقيبتها يلقيها على المقعد وتحرك يدخل بها إلى الحمام بدون أي حديث...
انزلها في الحمام ومد يده يخلصها من حجابها ثم اتبع بملابسها حتى تخلص منها جميعها وسحبها يدخلها حوض الاستحمام بهدوء قبل أن يجلس خلفها وهتف بهدوء خافت هو يبدأ في غسل شعرها وأصابعه تتغلغل في فروة رأسها...
" أغمضي عيناك واسترخي حبيبتي"
تنهدت قبل أن تطيعه وتغلق عيناها بإرهاق، لقد كانت في حاجه ملحة للإسترخاء في الماء الدافئ ويبدو أن حبيبها تفهم حاجتها بدون أن تنطق حتى، كما أن ما فعله وأضافه على الأجواء ساعدها كثيرًا بعد هذا اليوم المشحون بالطاقة السلبية...
راقب استرخائها بإبتسامة وهتف بخفوت...
" كوني واثقة أن الله سيحميك ويحفظك لي...و تأكدي أنني سأكون بجوارك دائمًا وسوف أحميك بحياتي حبيبتي.."
مسك مرش الماء يغسل شعرها من أثر غسول الشعر وهتف يكمل
" هذه الأيام سوف تمر بكل شئ فيها، وسوف نتذكرها ونبتسم ونحن نقص على أبنائنا وبناتنا مدى شجاعة أمهم التي واجهت هؤلاء المجرمون بكل قوة....و سوف ينصتوا لنا وهم يشعرون بالفخر والاعتزاز أن هذه السيدة الشجاعة هي والدتهم الحبيبة وتين"
ابتسمت ومازالت مغمضة عيناها رغم تسلل بعض الدمعات على وجنتيها لتسمعه يكمل...
" أعلم أن ما تتحمليه صعب....ولن أحكي لك عن ما أشعر به حتى لا أزيد من همومك....لكن كل ما سأخبرك به هو أن تستقوي بالله عز وجل ثم تستقوي بي....فأنا لن أخذلك أبدًا حبيبتي "
مد يده يدلك أكتافها ويساعدها على الاستحمام بصمت لبضع دقائق قبل أن يسحبها لتقف ويوجه مرش الماء على جسدها يخلصها من الغسول...
سحب المنشفة يحاوطها بها وحملها يخرج بها من الحمام ...انزلها مجددًا أمام الفراش ووقف خلفها يجفف شعرها وهي مستسلمة تمامًا لما يفعله...
انتهى بعد بضع دقائق ومد يده ينزع عنها منشفتها وانحني بثبات انفعالي يحسد عليه في هذه اللحظة يمسك قميصها ويساعدها على ارتدائه، كان يعلم أنها مرهقة وأنها بحاجة لتواصل روحي والشعور بالطمأنينة لذلك حرص على أن يجعلها ترتاح بعض الشيء...
أغلق الموسيقى وسحبها إلى الفراش يجعلها تتمدد وهو يجاورها قبل أن يسحبها إلى أحض*انه وهمس لها...
" نامي حبيبتي وارتاحي وكوني على يقين أن الله سوف ينصر الحق واطمئني يا عمري فأنت في حضرة الحق ...والله هو الحق "
رفعت رأسها تقبله على وجنته وهمست بإمتنان صادق
"شكرًا حبيبي ....انا أحبك"
أعاد لها قبلتها بأخرى رقيقة على شفتيها
وهمس
" انتي حياتي وتين "
اتبع حديثه يسحب الغطاء عليهم وهتف
يتلوا بعض الآيات المانعة للخوف
" قال الله تعالى:
"بسم الله الرحمن الرحيم..
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} "
ربت على وجنتها برفق وأكمل بآيات الله يبثها الطمأنينه والأمان علها تنام قريرة العينين..
" {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
صدق الله العظيم "
قبلها مجددًا على جبينها وهتف بخفوت
" نامي واطمئني حبيبتي ...أن فرج الله قريب "
شددت من ضمها له واسترخت بين ذراعيه، كانت منهكة ولا تقوى على الحديث وكل ما فعله بدر وحديثه المريح هذا كان كالبلسم الشافي للجروح، وقطرة الماء الباردة بعد عطش ساعات طويلة...لذلك رحبت بالأمان الموجود دائمًا داخل ذراعيه ونامت قريرة العينين وتركت أحمالها على الله الذي لا يغفل ولا ينام ...
راقب انتظام أنفاسها براحة بعد أن نجح وجعلها تستسلم لنوم هادئ حتى تريح أعصابها بعد كل مامرت به اليوم...
انسحب من جوارها بهدوء وتحرك يأخذ ثيابه وعاد للحمام يطفئ الشموع وخرج بعد أن ارتدى ملابسه البيتيه وتوضأ...
وقف يصلي بين يدي الله بقلب خاشع وعيون تزرف دموعًا في حضرة الله عز وجل وقلب يستغيث ويناجي الله أن يحفظ له زوجته ولا يحرمه منها أبدًا...
ارتفع صوت شهقاته وهو ساجد يدعوا الله بخوف يحاول إخفائه عن وتين لكن لا يخفيه عن عالم الغيب، الله جل جلاله...
لو كان هو المعني بالأمر وهو من تورط في هذه المشكلة، يقسم أنه لم يكن ليهتم، لكن عند وتين فالوضع مختلف...أنها حياته وحبيبته وعمره كله...أنهى صلاته وتحرك يقترب من الفراش...
تمدد بجوارها وسحبها برفق يضمها له وهو يتمسك بها جيدًا ويقبلها على شعرها برفق خوفًا من أن يزعجها في نومها وهو يهمس لها
" أقسم أن أحميك بحياتي وتين....لن أسمح أن يصيبك شئ....أنا أثق في الله عز وجل "
رواية استوطننى عشقك الفصل الثلاثون 30 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية استوطننى عشقك)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)