📁

رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (لعنة الحب) البارت الأول 1

رواية جاردينيا (لعنة الحب) الجزء الأول 1

رواية جاردينيا (لعنة الحب) الحلقة الأولى 1

رواية جاردينيا (لعنة الحب) بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (لعنة الحب)


رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل الأول 1


بداية اللعنه

الفصل الأول 

ناهد-خالد

جاردينيا (لعنة الحب) 


           ( لكل شئ بداية) 


صعدت درجات السُلم سريعاً وهي تصرخ بفزع، حتي كادت تسقط علي وجهها أكثر من مره، في محاولة منها للفرار مما يلاحقها، وأخيراً وصلت أمام باب شقتها القاطنه في الدور الرابع، أخذت تبحث عن المفتاح بحقيبتها ولكن تتعثر يدها وتتلمس أشياء أخري غيره، دقت علي الباب بعنف وهي تهتف بصراخ:


_ماما.. افتحي بسرعه عبده هيموتني.


وجدت أحدهم يمسكها من ياقة قميصها المخطط بقوة ولم يكن هذا غير أخيها "عبد الرحمن" شاب في الرابع والعشرين من عمره، يعمل ك مهندس معماري منذ عامان، طويل القامة، متوسط البنيه، بعيون سوداء وشعر أسود غزير وبشره قمحيه تميل للبياض، ولحيه وشارب خفيفان، ورغم كونه أصغر من أخته، إلا أنه دائماً يتعامل وكأنه الأكبر، معللاً صغر الفارق العمري بينهم والذي لم يتعدي العامان.


انتفضت تستدير له بفزع هاتفه بإبتسامه بلهاء:


_أي ده عبده أنت جيت؟!


رفع حاجبه باستهجان قائلاً بتهكم:


_وحياة أمك!


فُتح الباب لتظهر من خلفه إمرأه بدت في منتصف الأربعينات، تُدعي "شيماء " بعيون بنيه و ووجه قمحي قليلاً ، وشعر أسود قصير تتخلله بعض الخصال البيضاء، من الواضح أن إبنها اكتسب منها الكثير من الصفات الجينية، قصيرة إلي حد ما، بجسد ملئ قليلاً، ترتدي مريال المطبخ وبيدها مقصوصه، استندت علي الباب تهتف بحنق:


_أمك يا قليل الأدب؟!


التف يطالعها بتوتر ليهتف بمسكنه:


_هي مش روحك وقلبك يا ماما ولا أنتِ لاقيتيها علي باب جامع؟!


حاولت الافلات منه ولكن لم تستطع لتهتف وهي تتحرك بعنف من بين يده :


_ياماما خليه يسبني عيب كده أنا أكبر منه حتي!.


رد عليها باستنكار:


_أكبر أي! مكنوش سنتين دول اللي هتزليني بيهم!


رفعت إصبعها في وجهه وهي مازالت محتجزه بين يديه:


_ولو ولو، اسمها إني أختك الكبيييره!


مدت بحروف كلمتها الاخيره، لتصرخ بهلع بعدما أصبح إصبعها المرفوع محجوز بين أسنان أخيها، صرخت بوجع:


_آه، يابن العضاضه أوعي يالا.


تأوهت بصوت حينما نزلت مقصوصة والدتها علي كتفها وهي تهتف:


_أنا عضاضه يا قليلة الأدب، تصدقوا أنا فشلت في تربيتكم. 


ابتعد عن أخيها بعنف بعدما ترك إصبعها، وهتفت بغضب وملامحها تحولت للحمره :


_يعني هو اللي بيعضني وبتضربيني أنا! علي فكره ده ظلم، وبعدين أنا أخته الكبيره المفروض تخلوه يحترمني، لكن انتوا مبتجوش غير عليا أنا. 


أنهت حديثها ودلفت للداخل بغضب بعدما لم تستطع التحكم في دموعها التي سقطت أمامهم، أغلقت باب غرفتها واتجهت للفراش تجلس عليه ببكاء بدأت به، أخذت تمسح دموعها وأنفها بتلك الملائه التي تتدثر بها  غير عابئه بشئ، ثوانِ وفُتح الباب لتجد أخيها يطل من خلفه، صرخت به بغضب :


_اطلع بره يالا. 


اقترب ببرود مُغلقاً الباب خلفه بقدمه، وقف أمام السراحه خاصتها، ليبدأ بتفحص زجاجات العطر، وهو يضع منها علي جسده هاتفاً ببرود:


_أنا مش جايلك أنتِ أنا جاي أحط برفان من عندك.


ردت بغيظ:


_ده حريمي، ها! حريمي أنت عادي تحط برفان حريمي!


ابتسم بسماجه ناظراً لها من خلال المرآه القابعه أمام الفراش، وقال ببرود :


_أنا أصلاً دايماً بحط من عندك، أي الجديد! حريمي.. حريمي مش أحسن ماخلص برفاني!


نظرت له بضيق وهتفت بغضب:


_أنت رخم، ومتستخدمش برفاني تاني.


انتفضت متجهه للخارج ليقف أمامها هاتفاً بتروي :


_ أنتِ عارفه أني بحب أرخم عليكِ ولا لأ!، وعارفه المثل اللي بيقولك إن اللي بيحب حد بيناغشه! أنا بحبك عشان كده بحب أعصبك.. أضربك.. أ... 


قاطعته بضيق:


_بس كفايه، اومال لو بتكرهني كنت هتعمل فيا أي!


نظر لها مسبلاً عيناه :


_ها، خلاص مش زعلانه يا عيوطه؟


لكمته في صدره بضيق قائله :


_أنا مش عيوطه يارخم..


ابتسم بسماجه قائلاً بتأكيد:


_طبعاً مش عيوطه، في عيوطه حلوه كده!


نظرت له بنصف عين، لا ترتاح إطلاقاً لحديثه المعسول، بالطبع يحتاج لشئ ما، وقد كان بالفعل حينما قال :


_أختي الحلوه الجميله، أحلي أخت في الدنيا، مين هيخليني استخدم الكريم الجديد ، ها، مين!؟


وضعت يدها في خصرها قائله وهي ترفع حاجبيه :


_قول كده بقي، يكنش قصدك كريم التثبيت الجديد؟ 


هتف بابتسامه بلهاء:


_الله ينور عليكِ.. 


قالت ببرود :


_مكنش يتعز ياعنيا، ده أنا شارياه ب ٢٥٠ جنيه، تجيب ٥٠ تاخد حته، تجيب ١٢٥ تاخد نصه، تجيب ٢٥٠ تاخده كله. 


نظر لها باشمئزاز قائلاً :


_أنتِ أخت أنتِ! بتساوميني علي الكريم! 


_وأساومك ع الميه لو في ايدي. 

 

قالتها وهي تشيح بيدها بلامباله متجهه للخارج، ليهتف بتوعد:


_طب والله لأسرقه منك وأحرق قلبك عليه. 


_____________________


فُتح باب الشقه ليطل من خلفه والدها تزامناً مع خروجها من غرفتها، لتركض له سريعاً هاتفه بلهفه:


_بابا حمد الله على السلامه يا حبيبي، كان في بس ٢٠٠ جنيه عاوزينهم عشان النت، و٨٠ جنيه فاتورة التليفون، و ٧٠٠ جنية اشتراك القنوات المشفره، عشان في فيلم هييجي علي fox اخر الاسبوع هموت واسمعه، وبس كده، فهات ١٠٠٠ جنيه وال ٢٠ الباقيه هجيب بيها لب وانا راجعه. 


مرر نظره عليها صعوداً وهبوطاً باحتقار، وأزاحها بيده وكأنها أثاث ما، قائلاً بضيق:


_أي ياربي الخلفه المنيله دي، بدل ما الاقي عيال يستقبلوني فرحنين برجوعي الاقيهم مستنيني عشان يلقوا قائمة طلابتهم، كان عقلي فين لما خلفتهم ؟! 


"نبيل العوضي"، رجل في منتصف الخمسينات، غزي الشيب شعره بوضوح، وبدأت التجاعيد تحتل مكانها بالظهور، يعمل ك محاسب بأحد البنوك المعروفه، هادئ رغم صرامته في بعض الأحيان، أو بالأدق حينما يحتاج الأمر. 


رفعت صوتها لكي يصل له بعدما دلف غرفته :


_علي فكره بقي ماما اللي خلفتنا، وبرضو هاخد ال ١٠٠٠ جنية. 


أشاحت بنظرها بضيق للجانب لتري أخيها يخرج من غرفتها علي أطراف أصابعه يخبئ شئ بين يديه المضمومه لجانبيهِ، ضيقت عيناها بتوعد وهي تلاحقه بتروي حتي وصل لغرفته وأغلق بابه، انتظرت ثوانِ كي تمسك به بالجرم المشهود، وفتحت الباب برفق وهدوء فوجدته واقف أمام المرآه يصفف شعره بالكريم خاصتها، اقتربت سريعا ً ونيران غضبها تشتعل، ليشعر بها فالتف سريعاً يقذف به قاصداً رميه بعيداً ولكن مالم يقصده أن يسقط من النافذه حينما قذف به باتجاهه، انتبه على صرختها به :


_يالهوي، يخربيتك بتحدفه من الشباك ياغبي! 


نظر لها بفزع قائلاً بتبرير:


_والله كان قصدي ارميه بعيد مش احدفه، فكرتك مشوفتنيش. 


رفعت إصبعها بوجهه تردد بتحذير:


_تنزل تجيبه، هتلاقيه اتكسر وبقي ميت حتي، تروح تجيبلي واحد مكانه وإلا قسماً بالله لأقول لبابا علي يوم ما بوظت الشاشه ووقعتها بالقصد عشان يجيب واحده أكبر، وخليت ماما تروح تمسحها وأنت مش مثبتها عشان تقع منها وتتدبس هي فيها. 


اقترب منها سريعاً مشيراً لها بالصمت هاتفاً بابتسامه مرحه:


_ولي بس نضيع مستقبل بعض! أنا هنزل أجيبلك أخوه حالا ً هو أنا عندي أغلي منك يا أختي يا حبيبتي! 


جلست علي فراشه واضعه قدم فوق الأخري وقالت بتأمر:


_وتجيبلي برفان مكان اللي كسرته الاسبوع اللي فات، فاكره؟! 


رد بحسره :


_فاكره، كانت أيدي اتشلت قبل ما اعملها. 


ابتسمت بخبث قائله:


_لا شكلك مش فاكره، يابابا.. 


قاطعها سريعاً واضعاً يده علي فمها وقال :


_والله فاكر، واقولك فاكر كمان الروچ الي كسرته من شهر وهجيبلك واحد زيه. 


ملست بيدها علي وجنته هاتفه بابتسامه:


_شاطر يابودي، متتأخرش بقي، هروح المستشفي ارجع الاقيك جبتهم. 


____________________


صعدت درجات سُلم المستشفي التي تعمل بها، وهي ترتدي حذاء رياضي أبيض ، وبنطال من الچينز الأزرق يحتوي جسدها الرفيع إلى حد ما بسلاسه ، وكنزه بيضاء قصيره تصل لأول البنطال، و فوقها ارتدت ستره من اللون البني الفاتح تصل لقبل ركبتها بقليل، وهذا كان تصميمات معظم ثيابها، اتجهت سريعاً لأحد الغرف التي دُون عليها "غرفة الطبيبات"، دلفت للداخل لتجد زملائها بالعمل يبدلون ثيابهم لبدأ عملهم بعدما استلموا العمل من زملائهم الآخرين، اتجهت للخزانه الصغيره التي دُن عليها اسمها 

"روبين العوضي"، فتحتها لتأخذ البالطو الخاص بها مستغنيه عن سترتها حيث وضعتها بالخزانه محل البالطو، وأخذت الشاره الخاصه بها التي دُون عليها "دكتور روبين العوضي _طبيب عام"


"روبين العوضي"، الطبيبة العامه ب أحد مستشفيات القاهرة ، ذات السادسه والعشرين، صاحبة الشعر الكيرلي الطويل ذو اللون الأسود المختلط بالبني والتي تمقته كثيراً وتستعمل دائماً آدوات الفرد قبل الخروج من منزلها، عيونها المزيج بين الأخضر والقليل من الرصاصي لتعطي لون صعب التحديد، والتي ورثتها عن جدتها الراحله، وحاجبيها العريضان قليلاً بلونهم الأسود، ورموشها السوداء الطويله وكثيفه الي حد ما، بشرتها قمحيه فاتحه، وأنفها الرفيع الذي يعلو شفتيها الصغيره، التحقت بكلية الطب رغم رغبتها في الالتحاق بأكاديميه عسكريه لعشقها لما يقومون به وهوسها بالمغامرات ليس إلا، ولكن رفض والدها وقف عائق أمامها، ف التحقت بالطب واختارت ممارسة مهنة الطب العام.. 


دلفت زميلتها التي تمقتها بشده وبينهما حروب القوم، هتفت ما إن رأتها :


_روبين هانم وصلت، مش معقول، أي مش هتتأخري زي كل مره عشان تعملي شو والكل يسأل عنك. 


توقف جميع من بالغرفه عم يفعله، لكي يتابعوا شجار كل يوم بين "روبين" و "شروق"، والذي دوماً ينتهي لصالح "روبين " حينما تفحم الأخرى بردودها، ولكن لم تتخلي "شروق" عن استفزاز الأخرى للشجار وكأنها أحبت إحراجها اليومي علي يد غريمتها. 


همست "روبين " بخفوت لنفسها :


_يا أهلاً بالمعارك.. 


رفعت صوتها تهتف ببرود وهي تربع يدها فوق صدرها :


_مش محتاجه أعمل شو، معتقدش في حد في المستشفى ميعرفنيش، ولو هعمله مش هيكون بتأخيري عن الورديه بتاعتي!، بس شيفاكي جايه متأخره يا شوشو، خير يكنش عاوزه تعملي شو بتأخيرك! 


ابتسم الجميع بشماته فهم لا يحبون "شروق" هذه أبداً، دائماً ما تشعر وكأنها فوق الجميع، وكأنها هي فقط تفهم بالطب وهم لا يفقهون شيئاً، غير تدخلها فيما لا يعنيها، ووشيها عليهم لدي المدير حينما تتأخر أحدهن أو تخطئ بشئ، تريد أن تكون رئيسة الأطباء إن استطاعت! 


ردت "شروق" بغيظ:


_ولا أنا محتاجه يا دكتور روبين، أي روبين دي! هي الأسماء خلصت! بصراحة تقيل كده ورخم، محبتوش. 


ابتسمت ببرود رغم بدأ الغصب بالتدافع بداخلها، وهتفت بابتسامه صفراء :


_إن شاء الله ماعجبك ياشوشو ، عارفه أي معني الإسم أصلاً عشان تتكلمي! طبعاً لأ، أصل لو عارفه مش هتقولي اللي بتقوليه، بس عذراكِ أنت ِ معلوماتك يدوب علي قد مخك ياعيني. 


اشتعلت أعين الاخيره بالغضب خاصةً مع ارتفاع البسمات لتعلو ثغر زملائهن، وكادت أن ترد ولكن لم تعطها "روبين" الفرصه وأكملت :


_بصي روبين معناه في الألماني " صانعة المجد"، و"صاحبه الطله المشرقه"، و "ضوء القمر" و معناه كمان "الياقوت البراق "، شوفتي بقي.. كل معانيه بتخليكِ تلمعي كده، يعني الشو اللي كنتِ بتقولي إني بتعمد أعمله، أسمى كفيل يعمله. 


اتجهت للخروج وتعمدت الاصطدام بكتفها بعنف حتى كادت الأخيرة أن تسقطت من قوة التصادم ولكن استندت علي الطاوله المجاوره لها باللحظه الاخيره، بعد ذهاب" روبين" وقفت "شروق" تنظر لأثرها بغضب وحقد  يزدادان  يوماً بعد يوم، نظرت لزميلتها لتجدهن يطالعنها بشماته، زمجرت بغيظ هاتفه :


_ما كل واحده تشوف كانت بتعمل أي، بتتفرجوا علي خبيتكم! 


____________________


صراخ وتأوه حاد تردد بأرجاء الممر التي تسير به لبدأ عملها، اتجهت سريعاً لغرفة الطوارئ التي يصدر منها الصوت، لتجد سيده أربعينيه ملقاه فوق الارضيه وتتمسك بالفراش بقوه وكأنها تخرج ألمها به وربما تستمد منه القوه للتحمل وهي تمسك بجانبها وتهتف ببكاء وصراخ :


_الحقوني.. حرام عليكم....بموت..الحقوني.


اتجهت سريعاً لها تعينها علي الوقوف، وبصعوبه استطاعت تسطيحها فوق الفراش، تمسكت السيده بالمعطف الخاص ب "روبين" بقوه، وهي تهتف برجاء باكِ:


_عشان خاطر ربنا تلحقيني أنا بموت، محدش سأل فيا ولا عالجني. 


اشتعلت وجنتيها بالغضب علي الحاله التي بها السيده، وتلفتت بأنحاء الغرفه ولكن لم تجد بها أحد من الممرضين، التفت للسيده تهدأها برفق:


_اهدي يا أمي، أنا هساعدك بس قوليلي أنتِ بتتوجعي من أي؟ 


شرحت لها السيدة مما تعاني منه، فهتفت "روبين" بهدوء:


_متقلقيش هروح صيدلية المستشفي في الاوضه اللي جنبنا هجيبلك منها دوا وآجي.. 


أومأت لها السيده بموافقه هاتفه بترجي:


_بالله عليكِ لترجعي متكونيش بتقولي كده عشان تخلعي مني. 


أنتابها الحزن لعدم ثقة السيده بأطباء المستشفى ولكن معها كامل الحق فهي هنا منذ نصف ساعه تقريباً ولم يفحصها أحد أو يعطيها دواء، هتفت بصدق :


_والله ثوانِ وراجعه. 


ذهبت وجلبت ما تحتاج إليه من مسكنات ومحاليل لحين عرض السيده علي الطبيب المختص، وعطتها الادويه ووضعت لها محلول، واتجهت بعدها للأستقبال بعدما اطمئنت علي حالة السيده، هتفت بغضب وهي تقف أمام موظف الاستقبال :


_فين ممرض الطوارئ؟ 


رد بهدوء :


_مش عارف يادكتور. 


قالت بغضب :


_ومش سامع الصريخ اللي في الطوارئ؟! 


رد ببرود:


_ايوه بس أنا هعمل أي! أنا موظف استقبال. 


صرخت به بغضب أكبر:


_مانا عارفه إنك موظف زفت، بس مفيش عندك أي إحساس تروح تشوف ممرض الطوارئ فين عشان المرضى اللي بتموت دي! بدل ما أنت واقف بتشرب شاي بكل برود. 


أشار علي أحد طاقم التمريض الذي دلف للمر للتو قائلاً :


_اهو، ده "حسن" ممرض الطوارئ. 


اتجهت سريعاً للشخص الذي أشار عليه ووقفت أمامه تهتف بهدوء مصطنع:


_حضرتك كنت فين؟ 


ابتسم ببلاهه وهو ينظر لها بافتنان  قائلاً :


_أنا! أنا كنت بجيب فطار. 


ضغطت علي أسنانها بعنف متسائله :


_والناس اللي في الطوارئ؟ 


_مكنش في حد لما مشيت. 


_ومش وارد في أي وقت حد ييجي، ولا هيستأذن حضرتك الأول قبل ما ييجي! 


قالتها بغضب واضح وعصبيه، ليتوتر الأخير قائلاً بكذب  :


_أنا كان في حد تعبان في المحل اللي جنب المستشفى وكنت... 


قاطعته بحده:


_أنت كداب، وبسببك في ست كانت بتتلوي من الألم ومش لاقيه حد ينجدها، وفين الممرض التاني! 


_لسه مجاش. 


اتسعت عيناها بعدم تصديق قائله:


_لسه مجاش! هو احنا في مطعم! احنا في مستشفى، يعني مفيش حاجه اسمها تأخير مادام زميلك اللي هتستلم مكانه مشي، أنا هبلغ المدير بالهرجله اللي بتحصل دي وهو يتصرف معاكم. 


انهت حديثها وذهبت بغضب من أمامه متجهه للعيادة الخارجيه حيث تعمل بالعيادة العامه في المبني المجاور للمستشفي. 


______________________


دلف لأحد محلات العطور لكي يجلب عطر محل الذي كسره لأخته، ظل يدور بين زجاجات العطور لا يتذكر ماذا كان اسمها يحاول الوصول إلى إسم قريب لها أو رائحه مشابهه، ظل يتنقل بين الرفوف يتفحص الزجاجات، احتار بينهم خاصةً وجميع ما اشتم رائحتهم ذوي رائحه ذكيه، التف علي يد أحدهم وُضعت فوق كتفه ليجد إمرأة ذو مظهر غريب، شعر أبيض مجعد ، وعيون سوداء تكحلها ب كحل أسود ترسمه بتحديد ل عيناها، وروچ بلون بني غامق، ترتدي عباءه غريبة الشكل، وجدها تهتف له بنبرة غريبه جعلته يحدق بها وهي تنظر بعيناه مباشرةً:


_بتدور علي عطر؟ 


رد بتلقائيه وكأنه غير مدرك لما يقول :


_ايوه. 


أخرجت زجاجه صغيره دائرية الشكل ذو لون أبيض خالص، ظن في البدايه أنه لون الزجاجه ولكن حقيقة الأمر  أنه لون العطر، التقطه منها ينظر له باستغراب ليجدها تهتف بهمس :


_ده أفضل عطره تشمه في حياتك. 


قرب أنفه يشتم رائحته ليغمض عيناه بوله، وانتشاء، هي محقه هذا أفضل عطر قد يشتمه يوماً، رائحه لا يمكن وصفها، ولكنها قمه في الروعه، تدلف من أنفك لتصل لأعماقك بدون أي حواجز تُذكر، فتح عيناه يتسائل بفضول:


_ده عطر أي؟؟ 


ردت بعيون لامعه:


_جاردينيا... 


رمش بعينيه وعاد ليري من جديد ولكن لم يجدها أمامه التف يبحث عنها ولكن لم يجدها، انتفض علي سؤال البائع يهتف ببشاشه:


_أساعد حضرتك ب أي يافندم؟ 


نظر له لثواني و هتف :


_فين الست اللي هنا. 


_ست مين؟ مفيش حد هنا. 


قطب حاجبيه باستغراب، نظر للزجاجه بيده ومن ثم رفعها أمام البائع وسأله:


_بكام دي؟ 


نظر لها البائع باستغراب وقال :


_لا يافندم دي مش عندنا. 


رفع حاجبيه بذهول :


_ياراجل! 


_افندم. 


حمحم بهدوء:


_لا ولا حاجه.. سلام عليكم. 


خرج من المحل والزجاجه بيده يطالعها باستغراب وعدم فهم، من تلك السيده؟ وأين ذهبت؟ وكيف لم يراها أحد في المحل؟، اتجه للشركه حيث يعمل، بعدما وضعها بالحقيبه التي تحتوي علي الكريم وطلاء الشفاه. 


_____________________


وصل للمنزل ليلاً، ودلف سريعاً لغرفتها ليعطيها ما جلبه، وجدها تجلس علي الفراش مستنده علي ظهره تتابع الهاتف بملل، رفعت عيناها ما إن رأته حتي هتفت :


_جيبت اللي قولتلك عليه وألا أنادي علي بابا!؟ 


رد بغيظ من بين أسنانه :


_آه ياختي يارب يطمر. 


التقطت الحقيبه منه تتفحص محتوياتها، حتي وقعت بيدها زجاجة العطر أخرجتها تنظر لها بتفحص وقالت:


_ده مش زي اللي كان عندي! 


رد بحيره:


_مانا مش فاكر اللي كان عندك، بعدين البرفان ده له حكايه. 


سرد لها كيف وصل له هذا العطر، فهتفت بلامباله:


_يمكن محدش شافها وهي داخله. 


رد بتسائل:


_ايوه بس شكلها كان غريب، وكمان جابت العطر ده منين. 


زفرت بملل وردت:


_يابني يمكن بتروج له ولا حاجه معرفش، متشغلش بالك. 


فتحت الزجاجه تشتم رائحتها، فتحت عيناها بذهول تردد:


_اي ده أنا عمري ماشميت برفيوم جامد كده!


رد بتأكيد :


_هو فعلاً مُدهش.


نظرت له تهتف بفضول :


_هو اسمه أي؟ 


_جاردينيا. 


رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل الثانى 2 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية جاردينيا (لعنة الحب))

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)


روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات