رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل الحادى عشر 11 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (لعنة الحب) البارت الحادى عشر 11
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الجزء الحادى عشر 11
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الحلقة الحادية عشر 11
رواية جاردينيا (لعنة الحب) بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (لعنة الحب) |
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل الحادى عشر 11
"قط وفأر"
الفصل الحادي عشر
جاردينيا (لعنة الحب)
ناهد خالد
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تنظر له بقلق ليس فقط لتفاجئها بوجوده في غرفتها او هكذا تظن! ...ولكن لنبرته التي تدل علي غضبه وكشخص لاتعرفه ولاتعرف طباعه وما قد يصل اليه ان غضب وجب عليها القلق خاصةً وهي لاتتمني الطرد من هنا في اول يوم للعمل لها وكذلك لا تتمني العوده للسجن مره اخري ! ...أجلت حلقها في توتر وقالت بتبرير :
_لم تحدد لي وقت فظننت أنه يمكنني العوده متي أشاء .
التف ينظر لها تحت ضوء القمر الخفيف بملامح لم تستطع تبينها في مثل هذه الإضاءه الخفيفه ولكن استمعت لنبرة صوته يهتف بهدوء :
_لاتظني من نفسك مره اخري ؛وغير مسموح لكِ بالتأخر لأكثر من ساعه خارج القصر .
تسائلت باستغراب :
_وهل يسري هذا علي جميع من في القصر ؟!
رد بتلقائيه غير محسوبه : _ لا .
قطبت حاجبيها بتعجب قائله :
_ولما أنا فقط ؟!
الان أدرك ماقاله فلقد اندفع في حديثه دون قصد منه وهومازال في لقاءه الثاني بها إذاً ماذا سيحدث فيما بعد !,النتيجه الوحيده الذي سيخرج بها من هذا الحديث هي انه سيفقد السيطره علي حديثه ولن ينفعه اي شئ قد تعلمه سابقا ً عن أساسيات ضبط النفس وكيفية التحكم بها ...
حمحم بثبات وهو يقول بتوضيح بعدما استعاد نفسه :
_أنتِ لستِ مثلهم فوضعك مختلف ...أنتِ طبيبه القصر الان ولا يصح ترك القصر لفتره كبيره فربما يمرض أحدهم ولا يجدك أليس كذلك ؟
هتف بها متسائلاً وكأنه يريد التأكد انها قد اقتنعت بحديثه ...ردت بهدوء :
-نعم مع سموك الحق خاصةً مع كوني الطبيبه الوحيده هنا .
تنفس براحه حينما تأكد من اقتناعها التام بتبريره وهتف بهدوء:
_حسناً ...يمكنكِ الذهاب .
أومأت بصمت وهي تدلف للداخل مُغلقه باب الشرفه خلفها ...
انتبه "إيفان"علي صوت إغلاق الباب ليعقد حاجبيه بتعجب واتجه ناحيته يحاول النظر للداخل عله يتبين مكانها ولكن ضعف الضوء القادم من الشعل الموجوده بداخل الغرفه لم يمكنه من الرؤيه مع إغلاقها للستائر القماشيه خلف باب الشرفه وقف ينظر للباب بعدم استيعاب لما فعلته ودلوفها لغرفته مُغلقه الباب خلفها! من الواضح انها قد تفهمت شئ ما خطأ ....
اما "روبين " فبعدما دلفت للغرفه اتجهت لمواضع الشعل وقامت بإشعالهم جميعاً واحده تلو الاخري عن طريق الشعله الوحيده التي وجدتها مضيئه بالغرفه ....وقفت في منتصف الغرفه بفاه مفتوح وأعين احتلها الذهول وهي تطلع لأرجائها فالغرفه واسعه بشكل لا يُصدق تكفي لتجمع العشرات من الاشخاص بها فهذه اول مره بحياتها تري غرفه بهذا الاتساع فتمتمت بدهشه بلهاء " اوضه دي ولا ساحة خيل ! دي قد شارعنا!"...نقلت بصرها للأثاث المحتل للغرفه ليظهر الانبهار علي ملامح وجهها بوضوح فلم تتوقع ابداً ان يوجد أثاث بهذا الرقي والجمال في هذا العالم الغريب ومتدهور الامكانيات .... فراش وثير وعريض يكفي لخمسة افراد تقريباً , طاوله عريضه جداً للزينه وُضع فوقها عقود وخواتم وتاج!.,قطبت حاجبيها باستغراب تتسائل ماذا تفعل هذه الاغراض في غرفه من المفترض ان تمكث بها ! هل يعقل ان تكون اغراض الطبيب السابق؟ ولكن هل الطبيب يرتدي هذا التاج الذي يشبه تاج الملك؟! , نقلت بصرها للصناديق الضخمه والكثيره ...الكثيره جداً وتشغل حيز ليس بصغير ابداً في احد زوايا الغرفه ...والمقاعد الوثيره والاريكه الاكثر وثوراً وزاويه خُصصت لتكون مصلي وُوضع بها عدة مصاحف وثياب موضوعه بعنايه فوق مقعد بدون ظهر بالزاويه من الواضح انها مُخصصه للصلاه ... ولكن صلاة من ؟!..
تمتمت بحيره :
-لا الموضوع مش طبيعي حاجة مين دي ؟!معقوله اكون دخلت اوضه غلط ؟
قطع حيرتها صوت دقات فوق باب الشرفه فالتفت بفزع وكأنها نسيت وجوده! لا لم تنسي ولكنها لاحظت ان الشرفه مشتركه بين غرفتين لذا اغلقت شرفتها اذاً لما يدق عليها؟هل نسي ان يخبرها شئ؟ ...اتجهت للشرفه تزيل ستائرها وفتحت باباها تنظر له بتساؤل ..رفع حاجبيه باستنكار قائلاً :
_لما اغلقتِ الشرفه ؟
نظرت لملامحه التي بدت ظاهره بوضوح بسبب ضوء الغرفه لتجده يتحدث بجديه بحته فردت بتعجب :
_وهل من الطبيعي ان اترك باب شرفة غرفتي مفتوح ؟
زم شفتيه بفهم وهو يسألها :
_من دلكِ علي الغرفه ؟
-اخبرني الجندي انها الغرفه المتواجده علي اليسار بعدما اوصلني لاول الممر.
ابتسم ببرود قائلاً:
-بالطبع كان يقصد الغرفه المجاوره وليست هذه ؛ فهذه غرفتي .
اتسعت حدقتيها بحرج والان قد فهمت وجود هذه الاغراض في الغرفه واتساعها الغير طبيعي وأثاثها الراقي بمبالغه ..كانت تتسائل عن السبب والان اصبحت الاجابه واضحه فقط لانها ( غرفه الملك ) . ..
ضغطت علي يديها تحاول تجميع شتات نفسها بعد الحرج الذي نالها ربما بسبب غبائها اولاً وغباء الجندي الذي لم يحدد لها اي غرفه كان يقصدها وبطبيعه الانسان الذي لا يعترف بخطأه في العاده هتفت بتوتر تنفي الحرج عن نفسها :
_لم يخبرني الجندي أيهما لي ..ليس خطئي .
ابتسم بتفهم مستشعراً حرجها ومتفهماً مغزي حديثها في رغبتها لابعاد التصاق الخطأ بها وقال بهدوء مُجارياً إياها :
_بالطبع ليس خطئك ..فقط هو سوء فهم بسيط .
_تقصد أنني لا أفهم ؟
بعدما كانت منكسه رأسها بتوتر وحرج رفعتها فجأه وهي تلقي بجملتها بشراسه حواء حينما يهيئ لها فقط ان أحدهما يقلل منها بطريقه او بأخري ملقيه بتوترها وحرجها عرض الحائط مستحضره ملامحها المتحفزه لنشوب شجار الان نقطة بدأه ستكون من إجابته , طالعها بدهشه وهو يري تحولها الكامل وكأن أحد أخر قد تلبسها! ...ولأول مره بحياته يبرر حديثه لأحدهم حينما هتف قائلاً:
_ لم أقصد ما فهمتيه أنا قصدت أنه سوء تفاهم بينكما .
لم تتغير نظرتها بل ظلت شراستها تلتمع بها ليهتف ويهز رأسه باستسلام :
_حسناً سوء فهم منه هو وليس لكِ دخل بالأمر .
ابتسمت ابتسامه طفيفه برضا لكلماته وقالت :
_حسناً هذا يرضيني ... سأذهب لغرفتي .
انهت حديثها متجهه للشرفه ومنها لغرفتها برأس شامخ بعدما نجحت في قلب الامور بعدما كانت في موقف لا تحسد عليه ...تابعها بعينيه بصدمه بعدما استوعب ما حدث لايصدق أنه وقف يبرر أمامها مقصد حديثه بل والأدهي أنها جعلته يهتف بما يرضي كبريائها وليس بما أراد قوله وكأنها تسيطر علي لسانه لتجعله ينطق بما تريد هي !
___________________
مرت بضع ساعات حتي انتصف الليل وتأخر الوقت كثيراًعلي ميعاد نومه فهو منذ جاء لهنا وهو يحرص علي النوم باكراً والاستيقاظ مع طلوع اول ضوء للنهار , نظر لغرفته مره اخري بضيق فهي لم تخرج منها منذ دلفت للداخل وهذا ما أخره عن ميعاد نومه .
دق بهدوء فوق الباب المغلق ووقف ينتظر خروجها بملامح وجه متحفزه لفعل الكثير ...ثواني وفتحت هي الباب لتستند عليه بدلال زائف وهي تضع يدها في خصرها والاخري استندت بها علي الحائط وهتفت بحنق بارد :
_ماذا؟ أتريد شئ؟
اتسعت عيناه وصرخت ملامح وجهه باستنكار علي حديثها المتبجح بالنسبه له فقال بسخريه :
_أتريد شئ؟! هذا منزلي لو تتذكرين!
ردت ببرود وهي تمط شفتيها :
_ ثم؟
ضغط علي أسنانه بغيظ مجيباً :
_ثم أريد الدلوف لغرفتي ها غرفتي .
شدد من نطقه لكلمته الاخيره مؤكداً علي ملكيته للغرفه التي تقف امامها الان مانعه إياه من دلوفها !
ابتسامه سخيفه زينت ثغرها وهي تردد :
_إن كنت تريد جلب شئ من الداخل يمكنك الدلوف ..تجلبه ثم تخرج لأنني أريد النوم .
سلط أنظاره عليها ببلاهه وكأنه لا يستمع لما تقوله ومن ثم خرج عن صمته حينما طال السكون من حوله قائلاً باستفهام :
_ماذا قلتي؟
أشارت بيدها بشرح تزامناً مع حديثها معيده ما قالته :
_إن كنت تريد شئ ستدلف تجلبه ثم تخرج .
قطب حاجبيه مُردداً باستنكار :
_أخرج لأين ؟
رفعت كتفيها بلا مباله هاتفه :
_ليست مشكلتي فأنا أريد النوم وبالطبع لن أنام معك...
ثارت كرامته أثر حديثها فقال بضيق وكبرياء :
_وأنا لا احترق شوقاً للنوم معك ...ولكن لن أترك فراشي من أجلك وأنا لا أطيقك حتي فلا تحلمين أن أفعل .
أزاحها فجأه من أمامه بشده لتشهق بخضه وهي تتابع دلوفه للغرفه بذهول بل ورقوده فوق الفراش ببرود تام وكأنها ليست موجوده من الأساس ,حركت يدها بحركات عشوائيه غاضبه وهي تهتف :
_ما هذه الوقاحه ؟ كيف تدفعني هكذا ؟ وإن بقيت أنت هنا أين سأبقي أنا؟!.
أتاها رده الهادئ وهو يستعد للنوم :
_ليست مشكلتي ,وكفي إزعاج أريد النوم .
شهقت بغضب وهي تصرخ به :
_وهل رجولتك ستسمح لك بالنوم علي الفراش وترك فتاه مثلي تنام فوق الأرضيه؟
رفع رأسه عن الفراش يهتف بحاجبين معقودين وملامح منزعجه فظنت أن حديثها قد أثر به ولكن فجائها حينما قال باستغراب مصطنع :
_رجولتي ستسمح فقط لا تتدخلي أنتِ بيننا ... ثم عن أي فتاه تتحدثين هل يوجد أحد غيرنا هنا؟!.
شهقه ثانيه صدرت منها وهي تستمع لحديثه الساخر لتهتف بغضب وهي تضرب الارض بقدميها :
_يالك من غليظ وقح ..اللعنه عليك .
هتفت كلماتها بإندفاع ناتج عن غضبها الكبير تجاهه والتفت تخرج من الغرفه لتصرخ بفزع حينما شعرت بأصابع يده تعتقل رسغها بقوه تكاد تهشمه وهو يديرها له بعنف , تململت بين يديه بأعين متسعه من فعلته تحاول تخليص يده منها رفعت عيناها له في نيه منها لتعنيفه لتتسمر محلها وتسكن حركتها وهي تري معالم وجهه الغاضبه والتي تشبه تلك التي رأتها صباحاً , ابتلعت ريقها بتوتر وهي تشعر أن القادم ليس بمبشر علي الاطلاق , وقد صدق حدسها حينما هتف هو بحده مخيفه وملامحه مشدوده لتعبر عن غضبه الدافين :
_رُبما رجولتي تسمح بتركك تنامين بالجحيم وليس فوق الأرضيه فحسب , ولكن ما لن تسمح به رجولتي هو أن تطيلي لسانك وتتجاوزين حدودك في الحديث معي , ربما أمزح بعض الوقت وربما أمرر بعض الأخطاء لكن تذكري دوماً أن لكل شئ حد لا يمكنكِ تجاوزه وإلا ...
ترك جملته معلقه ليترك لها سعة التخيل لما سيفعله حينها واستكمل حديثه قائلاً ببسمه فاتره :
_ فهمتي؟
هزت رأسها بآليه تامه وعقلها مغيب عن الاستيعاب لاتري أمامها سوي ملامحه ونظرات عيناه المخيفه لها وشديدة الجديه ولا تسمع سوي كلماته الحاده المحذره , ترك يدها بهدوء وقال ببرود :
_لم أكن أنوي أن تبيتي بالخارج حقاً,فقط كنت أريد إثارة غضبك أما الان فستبتين هناك بالفعل .
مازالت واقفه محلها تنظر له بعدم استيعاب وذهول مازال مسيطر عليها لتنتبه له يشير لها بعينيه بالخروج ..فاستوعبت أخيراً أنها تُطرد! شعرت بالحرج الشديد لما يحدث الأن فقررت الانسحاب حفظاً لما تبقي من كرامتها ولكن توقفت حينما استمعت له يقول بجمود :
_ وفيما يخص الزواج , قد قلتي رأيك بالخارج وأنكِ لا تعتبرينه زواجاً حقيقياً وكأنك تشرحين لي شيئاً يفوتني! من قال لكِ أنني قد أفكر في غير ذلك !الحقيقه أنني قد فكرت لأبعد من ذلك...عام واحد فقط ...
سلطت أنظارها المستفهمه عليه دون حديث ليكمل بتنهيده هادئه:
_ عام واحد وسينتهي زواجنا .. قلتِ أن الطلاق هنا معناه طرد الزوج من جاردينيا وأنا سأفعل هذا ولكن لن انتظر طردهم لي بل سأعود "لكيتوس" مره اخري وبهذا سينتهي الامر بلا أي خسائر .
لم يكذب فالبفعل هو عام واحد وسيعود بعدها لعالمه بعد انتهاء اللعنه وسيحرص علي تحريرها قبل عودته وهذا ما دار بخلده من قبل موافقته علي الزواج منها .
نظرت له بثبات واهي وهي تهز رأسها بتفهم ومن ثم استدارت لتخرج بهدوء مغلقه الباب خلفها .
_____________________
لم تستغرق ثوانِ لتذهب في نوم عميق ناتج عن شعورها براحه افتقدتها حينما كانت بالسجن كانت تشعر أن المكان بأكمله يخنقها ويضيق عليها فلم تستطع النوم ولا ممارسة حياتها بشكل مريح , ذاهبه في سباتها غافله عن من دلف للغرفه متسللاً بهدوء يتقنه ليتجه للفراش الذي يراه علي الضوء الخفيف المنبعث من الشعله الوحيده التي تركتها مضيئه في أحد جوانب الغرفه ..وقف أمام فراشها الأقل اتساعاً من فراشه حتي يكاد يبلغ نصفه حاله كحال الغرفه التي تصل مساحتها لنصف مساحة غرفته وربما أقل قليلاً ... اقترب ينحني علي ركبتيه ليصبح أمام وجهها فلاحظ نومها بنفس ملابسها فانتبه لكونها قد أتت دون أن تجلب ثيابها الموجوده بالسجن كما ظن ولكن لم يعلم أنها لا تمتلك غير ذلك الفستان الذي وجدت نفسها فيه حينما استفاقت بجاردينيا وثياب الطبيبه التي ترتديها الان ,ابتسامه عذبه زينت شفتيه وهو يعيد النظر لوجهها الغارق بالنوم , كفرحة أب ينظر لوليده للمره الأولي , كنظرة اشتياق تطل من عين مغترب لسنوات طوال حينما يعود لوطنه , كبسمه حنونه احتلت ثغر عاشق حينما وقعت عيناه علي معشوقته , ك كثير من المشاعر الدفينه التي لا نستطع البوح بها أحياناً كانت مشاعره المحبوسه مثلها , تمني لو بإمكانه التعبير عنها ... لا التعبير عن جزء منها فهو يحتاج لسنوات وسنوات للتعبير عن مكنون صدره بأكمله وربما لن يسعفه العمر! ... الثواني والدقائق تمر دون شعور منه ودون إحساس بالوقت فقط يريد إشباع عيناه بتفاصيل من تقتحم أحلامه يومياً , انتفض علي فتح الباب ليقف سريعاً كأن هناك حيه قد لسعته يسرع بخطواته ليصبح أمام الفراش يحجب رؤية الدالف عنها والذي تبين أنه "حيدر " فحدجه بنظرات حارقه تخفي غضب بركاني يتحكم به بصعوبه مانعاً إياه من الانفجار .... ابتلع "حيدر " ريقه بتوتر كاد يقتله وهو يرفع يده باستسلام وهو يتراجع للخلف حتي فر هارباً بسرعة الفهد ...التف "إيفان "ينظر لها مره أخيره قبل أن يسحب الغطاء فوقها والذي دفعته بعيداً عنها كطفله صغيره , تأكد من تدثيرها جيداً ومن ثم همس بخفوت :
_تصبحين علي خير غزالتي .
اتجه بخطوات سريعه تشبه للركض قاصداً غرفة "حيدر" بملامح غاضبه لكي يفجر غضبه به .
________________
دمعه تليها اخري ...تسابقت دموعها دون رغبه منها وهي تجلس فوق المقعد الموجود أسفل النافذه المطله علي الخارج تابعت تساقط حبات المطر لتشعر وكأنها تشاركها أحزانها ولا تختلف كثيراً عن وتيرة تساقط دموعها , شردت بحديثه الذي مازال يتردد علي مسمعها بإلحاح ليزيد من عمق أحزانها , انتقلت بذاكرتها لتفكيرها الأحمق الذي ظل مسيطر عليها طوال الساعات التي قضتها بالداخل بمفردها ألا وهو لما لا تعطي لزواجها ب "عبيد "فرصه للاستمراريه ؟ , وظلت تقنع نفسها أنها لن تجد أفضل منه فلم تقابل أحد بجاردينيا يملك صفات ومشاعر كالذي يملكها هو , وإن جاءت لأمر الحب فالأمر لا يعنيها كثيراً , فليأتي بعد الزواج ! وحتي إن لم يأتي فيكفيها أن تعيش حياه سعيده مستقره مع زوج يوفر لها ما يستطيع توفيره وستكون اكثر من راضيه وإن كانت تشعر أنها إن أعطت "عبيد " فرصه ليدلف حياتها ربما سيكن هناك احتماليه كبيره لأن ينشأ الحب بينهما خاصةً وأنها لا تنكر انجاذبها له ...اذدادت دموعها وهي تتذكر كيف تحطمت أفكارها ورغباتها أمام حديثه الصادم لها فها هو قد قطع عليها أي طريق للتفكير في الأمر وأي أمل لاستمرار هذه العلاقه , كتمت شهاقتها بكف يدها وهي تحاول التحكم بنفسها لتصمت فجأه حينما توصل عقلها لأمر ما ... من الممكن أن يكون حديثه ناتج لحديثها ورغبه منه لرد كرامته ليبين لها انه لا يرغب بها كما لا ترغب هي به ! , توقفت دموعها وعقلها يؤيد ما توصل إليه , مسحت دموعها سريعاً وهي تشعر بخروجه من الغرفه , خرج من غرفته ليراها جالسه أسفل النافذه تنظر للخارج , زفر بضيق متجهاً إليها حتي وقف بعيداً علي مسافه مناسبه في منتصف الصاله وقال بفتور :
_ اذهبي للداخل وسأبيت أنا هنا .
لفت رأسها سريعاً تطالعه بدهشه ليستكمل بضيق :
_ستنظرين لي لبقية الليل ! هيا أريد النوم .
ابتسمت بهدوء لتنهض سريعاً متجهاً للداخل لتقف علي أعتاب غرفته حينما استمعت له يقول بتردد ظهر في نبرة صوته :
_لم أقصد أن أجرحك بحديثي فقط أردت توضيح الأمور .
نظرت لظهره الذي يعطيها إياه بابتسامه تتسع أكثر ف أكثر وهي لا تصدق علاقتهما فسريعاً ما يتشاجرون ويجرحون في بعضهما وبعدها يعاودون الاعتذار , قالت بفرحه حاولت مدارتها :
_ ليست مشكله أتقبل اعتذارك .
التف سريعاً يهتف بغرور واستنكار :
_لم أعتذر ! قلت لم أكن أقصد فقط ! وقصدت بذلك حديثي عن الزواج لكن حديثي عن حدودك معي قصدتها والمره القادمه سأحرص علي قص لسانك إن تخطيتي حدودك معي .
جزت علي أسنانها بغيظ وهي تنسحب للداخل مغلقه الباب خلفها بعنف .
نظر لأثرها بشرود ,بعدما جلس مع نفسه بالداخل استشعر أنه لربما جرحها بحديثه بعدما أعاد التفكير فيما قاله لها فقرر الهدوء وإلقاء كلمتين يدلان علي عدم قصده لما قال , وبالنسبه لأمر نومها بالخارج تذكر شجاره مع "روبين " بأول ليله لهما بمنزل "مفيد" حينها رفضت النوم علي الاريكه واحتلت الفراش مذكره إياه بكونه الرجل فلا يصح أن يتركها تنام فوق الاريكه ! , فشعر أن " شمس " مثل " روبين " فكما جعل أخته تنام فوق الفراش سيفعل المثل مع " شمس " , ولكن كالعاده ينتهي أي حديث لهما بالشجار حتي شعر وكأنهما مثل" القط والفأر" .
أما بالداخل فجلست بسعاده فوق الفراش وهي تتيقن من تفكيرها بعد اعتذاره عن حديثه لها , وكيف لم يتقبل أن تبقي هي بالخارج وينعم هو بالفراش , لم تكن مخطئه حينما قررت إعطاء حياتهما فرصه للاستمرار ولم تكن مخطئه حينما شعرت بأنها لن تجد مثله وربما بهذا أوقعهما القدر بطريق بعضهما , ابتسمت بأمل وهي تعزم النيه علي فعل ما جاء بخاطرها علها تنجح فتنعم بحياه مستقره بعد عمر من عدم الاستقرار .
مالم يعلمه " عبد الرحمن " أن فتاه ك" شمس " أول معرفه لها بالرجال كان والدها الذي لم يكن مثال جيد أبداً وثاني تعامل لها كان مع " مفيد " ورجاله لذا يمكن القول أنها لم تقابل راجل بصفات جيده من قبل , لذا فأقل فعل قد يصدر منه سيزيد من إنجذابها له أكثر وأكثر , كعدم إدراكه أن مافعله منذ قليل من فعل تلقائي بسيط صدر منه بجعلها تنام بالداخل واعترافه بعد قصده لحديثه جعلها تبني آمالاً وأحلاماً ربما سيُكتب عليها الهدم وهي مازالت في مرحلة الانشاء, فياليته لم يفعل .
________( ناهد خالد) __
فتح الباب بعنف لينتفض "حيدر " الجالس فوق أحد المقاعد كأنه بانتظاره وقد كان بالفعل كذلك وهو يهتف بتوتر :
_اهدأ, سأفهمك .
الرد كان لكمه عنيفه اصطدمت بجانب وجهه لتعيده للجلوس مره أخري , نظر لملامح "إيفان " الغاضبه كالجحيم ليقول سريعاً محاولاً إنقاذ ذاته :
_أقسم أنني لم أعرف أنها بالداخل ,فقط كنت أبحث عنك ,ثم هذه غرفة قرآتك ماذا تفعل هي بها ؟.
نظر له " إيفان " بصمت فالبفعل هذه الغرفه التي تمكث بها ماهي إلا غرفه ملحقه بغرفته كانت مُخصصه للقراءه والاسترخاء ولكن حينما ذهبت لرؤية أخيها أمر الخدم بتجهيوها لها وسط ذهولهم وصمتهم لتخلي الحاكم عن أحد ممتلكاته لأجل الطبيبه , فرد ظهرها بشموخ يهتف ببرود وهو ينظر لمعالم الذعر المسيطره علي وجه " حيدر ":
_أعلم أنك لم تقصد ,ولكن بالأخير قد دلفت لغرفتها .
قال بضيق :
_لكنني لم أنظر لها ولم أري غيرك .
اقترب بوجهه حتي أصبح أمامه ليتراجع الاخير للخلف بقلق وهويضع يده علي موضع اللكمه وقال بابتسامه شرسه :
_أنا متأكد من هذا , لو كان لدي أدني شك بلمحك لها , لم تكن ستراني أنا أيضاً بعدها ولن تري أحد أبدا...ً حتي نفسك .
ابتسم ببلاهه وهو يبتلع ريقه بخوف , يعلم جيداً أن "إيفان " لا يمزح فيما يخصه وتلك "الطبيبه " تعدت هذا .
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل الثانى عشر 12 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية جاردينيا (لعنة الحب))
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)