رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل الثالث عشر 13 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (لعنة الحب) البارت الثالث عشر 13
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الجزء الثالث عشر 13
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الحلقة الثالثة عشر 13
رواية جاردينيا (لعنة الحب) بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (لعنة الحب) |
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل الثالث عشر 13
الفصل الثالث عشر ( الخطوه الأولي )
جاردينيا (لعنة الحب )
ناهد خالد
انحسرت أنفاسه من شدة غضبه يحاول كبح مشاعره الثائره وهو يغلق جفونه عن رؤيه الأحمق الذي أمامه يقسم لو استمع فقط لأنفاسه ستثير مشاعره الحانقه أكثر وأكثر , تسلل له صوت والدته المُتسائل بإصرار :
- إيفان أجيبني لما لم تخبرني ب الأمر ؟
انعكست صورة والدته في مقلتيهِ حين انفرجت جفونه محاولاً قدر الامكان إبعاد مرمي بصره عن "حيدر" كي لايقتله وهتف في هدوء :
-كنت سأخبرك بالتأكيد , ولكن قلت لترتاحي أولاً .
-ارتاح ؟
رددتها باستنكار وسريعاً ما تحولت ملامحها للسعاده واللهفه الحقيقيه وهي تجذبه من يده متجهه به نحو الطرقات المتلويه والتي تنتهي لغرفتها وهي تقول :
-لن يريحني أكثر من هذا الخبر , أخبرني أين رأيتها وكيف وقعت في حبها و....
ظلت تتحدث وتتحدث دون أن تعطي "إيفان "الفرصه للرد وهو يسير معها مرغماً تحت سطوة يدها التي تجذب يده في إصرار .
زفر "حيدر " براحه كبيره بعد أن حُبست أنفاسه وهو يتابع إبتعادهما ليتمتم:
-حمداً لله لقد نجوت هذه المره .
هتف " محمد " باستغراب :
-لما ذهب " إيفان " وأمي هكذا؟ وعن أي زواج يتحدثون ؟
وجه بصره له يسأله بذهول مصطنع :
-أولم تعلم ؟
رد " محمد" باستغراب :
-أعلم ماذا ؟
جذبه " حيدر " من يده مسيراً في الاتجاه الآخر وهو يقول :
-تعالي سأحكي لك .
_________________
_ شمس.
نادي بها "عبد الرحمن" بصوت عالِ علي تلك القابعه بالداخل تنزوي بغرفته حتي ينتهي من إعداد الطعام كما أمرها , كان قد مر أكثر من خمسة عشر دقيقه علي وجودها بالداخل وقد قضتهم في أمر واحد ألا وهو التفكير في ذلك الموجود بالخارج , تفكر في حياتها القادمه معه وتحاول وضع أهداف واضحه تسعي لتحقيقها , ولم تبعد بأهدافها عن تفكيرها وآمالها السابقه في المضي قدماً لجعل حياتهما مستقره لا يتخللها أي نيه للإنفصال ,وقد قررت بالفعل بعض الأفعال الماكره التي ستتخذ فيها المناهج الأنوثيه جميعها كي تحقق ما تصبو إليه , حينما استمعت لصوته يناديها فدغدغ أذنيها وهي تستمع لمرتها الأولي لإسمها منه واضحاً هكذا دون أن يتخفي في كلمات تليه أو تسبقه ودون أن يخرج بنبره عنيفه غاضبه في شجار ما بينهما , أغمضت عيناها تستمتع قصراً بصوته الذي يتردد علي أذنيها رغم صمته , وهي تشعر بمشاعر غريبه لا تعرف مصدرها ولا مهيتها فقط ما أولي تعرفه أنها مشاعر جميله تشعر بها من أقل فعل يأتيها منه حتي وإن كان مجرد نظره , أو مجرد تلفظ بإسمها كما حدث الآن , خرجت من أفكارها علي صوته المُنادي لها للمره الثانيه لتنهض سريعاً خارجه إليه .
التف " عبد الرحمن" ليجدها واقفه أمام باب الغرفه فهتف لها :
- هيا , لقد أنهيت الطعام .
ابتسمت بإمتنان واتجهت في صمت إليه لتشاركه الطعام لمرتهما الأولي , أخذت تسرق النظرات إليه من وقت لآخر لا تعلم ماذا أصبها ولكن مراقبته تسعدها بشكل ما , أنتهيا من الطعام لتقرر بدأ مخططها التي ظلت تخطط له أثناء وجودها بالداخل , فقالت بهدوء :
- يبدو أنك طاهي جيد , فالطعام لذيذ جداً , سلمت يداك.
هز رأسه بهدوء متمتماً:
- شكراً لكِ.
بدأ في لملمت الأواني لتمد يدها سريعاً تلتقطها منه متعمده لمس يداه فتركها علي الفور وهو يطالعها بتوتر لم تهتم له وهي تقول بابتسامه لطيفه :
-اتركهم لي أنا سأتكفل بالباقي يكفي ما فعلت .
هز رأسه موافقاً ومازال التوتر يتملك منه , يشعر بشئ غريب تجاه أفعالها ولا يفهم لما تفعل هذا لكن أفعالها ونظراتها تربكه ونبرة صوتها الهادئه علي غير المعتاد تثير الشكوك بقلبه لا يعرف إلما تريد الوصول !.
_______________________
- أمي الأمر ليس كما فهمتِ , حقاً كنت سأخبرك بعدما ترتاحي قليلاً.
هتف بها إيفان بملل بعد دقائق عديده قضاها في مراضاة والدته , والتي رضخت أخيراً له وهي تقول :
- حسناً فلتخبرني إذاً ما الأمر وإياك أن تنسي تفصيله واحده دون أن تذكرها .
مسح وجهه بكفيه يحاول خلق قصه وهميه يسردها عليها ليروي فضولها دون التطرق لحقيقة الأمر لعدم رغبته في كشف سره أكثر فيكفي أنه اضطر مُجبراً إخبار الأحمق "حيدر" الذي يسعي لفضحه الآن .
- رأيتها بعد ذهابك بعدة أيام منذ شهران وأُعجبت بها.., ولكن لم أعرف كيف أُخبرها بالأمر ولم أرجح أن أعرض عليها الزواج مباشرةً ...أريد أن يتولد بداخلها مشاعر تجاهي مثلي لذا جلبتها للقصر حينما علمت أنها طبيبه وأسعي الآن لتقريب المسافات بيننا , هذا كل شئ .
هتفت بلهفه :
- يمكنني التحدث معها و....
قاطعها سريعاً وهو ينتفض من جلسته مقترباً منها ليجلس بجوارها قائلاً :
- لا , رجاء ً أمي لا تتدخلي بالأمر .
زمت شفتيها بتفكير لثوانِ وهو يطالعها بتفحص حتي نطقت أخيراً قائله:
- حسناً لن أتدخل, ولكن من الأفضل أن تسرع في الأمر وإلا سأضطر للتدخل .
قالت جملتها الأخيره بتحذير واضح ليرد عليها سريعاً:
- لا تقلقي , لن يطول الأمر .
- إيفان أريدك أن تتزوج سريعاً وتنجب لي العديد من الأحفاد كي أسعد برؤيتهم قبل أن يأتي أجلي .
قالتها بلمعة عين ولهفه واضحه تبرز مدي اشتياقها لأمنيتها هذه , انحني يقبل يدها بقلق من حديثها الاخير مغمغماً :
- أمي لاتقولي هذا رجاءً , أطال الله في عمرك .
مدت يدها تمسد فوق شعره بحنو :
-إيفان منذ سنوات وأنا ألح عليك من أجل الزواج ولكنك ترفض دائماً دون أن تعطيني فرصه للحديث حتي , لن تتخيل سعادتي الآن وأنت تخبرني أنك تريد الزواج أخيراً .
- ألا يضايقكِ كونها طبيبه وليست أميرة ما !
- تعلم أن الأمر لن يشغلني , كل ما يهمني حقاً أن تتزوج ليس إلا , وأنت تعلم أن أبيك حين تزوجني لم أكن أكثر من فتاه عاديه لم أكن طبيبه حتي , لذا لن يهمني الأمر .
ابتسم براحه وهو يشرد بنظره بعيدا ً فقد كان من ضمن مخاوفه أن ترفض والدته الأمر وتتعنت متشرطه أن تكون العروس أميرة منطقه من المناطق المجاوره فيضطر لخوض حرب إقناعيه طويله , ولكن حمداً لله فقد مرت الأمور أكثر مما تمني . وها هو قد خطي " الخطوه الأولي " في طريق الوصول لحبيبته .
____________________________
_ أريام .
هتفت بها " مطر" التي أوصلها الحارس لغرفة " روبين " التي التفت سريعاً تترك الثياب التي كانت تطالعها بإنبهار من جمالها وكم أعجبتها حقاً بألوانها الزاهيه وتصاميمها المُبدعه , ابتسمت بسعاده حينما رأت " مطر " تقف علي باب الغرفه فاتجهت لها سريعاً تحتضنها بود .
- متي أتيتِ ؟
تساءلت بها " روبين " بذهول مازال مُسيطر عليها فرغم أنها طلبت من الحاكم أن يأتي ب " مطر " للقصر ولكن لم تكن متأكده أنه سيفعل ذلك وبتلك السرعه !
مرت دقائق من الحديث بينهم وانتهت بقول " روبين "
- سأخرج للحارس أسأله عن مكان مبيتك .
خرجت من غرفتها تلتفت يميناً ويساراً تبحث عن أحد الحراس ولكن لم تجد , كانت تسير بالممر فالتفت للخلف تنظر إن كانت " مطر " قد خرجت من الغرفه أم مازالت بالداخل حين تعثر قدمها فدفعتها خطوتان للأمام فاصطدمت رأسها بشئ صلب , تأوهت بصوت عالِ وهي تضع يدها علي رأسها بعدم اتزان تشعر أن رأسها قد تخدرت أثر الاصطدام , استندت علي الحائط جوارها وهي تشعر بشئ يسيل أسفل كفها الموضوع فوق جبهتها فابعدت يدها لتري بعض الدماء تعلقت في كفها , نظرت لذلك العمود الذي اصطدمت فيه بألم وهي تغمض عيناها بعدما شعرت بدوار يجتاحها .
كان يتنهد براحه بعدما خرج من غرفة والدته وأخيراً قد انتهي حديثهما متجهاً لغرفته كي يغير ثيابه فلديه اجتماع مهم مع كبار قادة البلاد كي يضع حداً لما يحدث في السجن , دلف لأول الممر المتواجد فيه غرفته , انتفض بزعر ما إن رآها تستند علي الحائط بوهن في منتصف الممر وتضع يدها أعلي رأسها , لم يعرف كيف خطي كل هذه الخطوات بخطوتين ربما ! الأمر لم يتجاوز النصف ثانيه حتي أصبح أمامها .
شعرت بخطوات سريعه تقترب منها حاولت قدر الإمكان فتح عيناها لتري من ولكن لم تستطع تشعر بثقل في جفونها فرجحت أن تكون " مطر" دون اهتمام كثير بالأمر فيكفي ما هي فيه .
لم ينتبه لأفعاله ولم يحسب لها من الأساس فقط اقترب منها بلهفه يتخللها الكثير والكثير من الخوف الذي لا يشعر به في حروبه مع أعدائه ,
هتف بنبره قلقه :
-ماذا حدث ؟
تزامن مع حديثه يده التي امتدت تحاول إزالة كفها ليري ما الضرر الذي أصابها فرخت كفها باستسلام رغم الارتجافه التي أصابتها , سكن القلق عيناه وبُهتت ملامحه وهو يري الدماء تُلطخ جبهتها بل والاسوء ذلك الورم الذي احتل مكان الاصطدام سريعاً وفتح صغير في منتصفه هو مصدر الدماء ,
- لقد جُرحتي .
قالها بنبره مهتزه من قلقه المبالغ به , جذبها من يدها يحاول إدخالها غرفته وهو يتمتم ببعض الكلمات التي تحثها علي السير , ليس فقط كفه من كان يحتضن كفها بل التفت يده لتحيط خصرها دون وعي منه ليساعدها علي السير خاصةً مع إغماضها لعينيها , جعلها تتسطح علي فراشه وظل ينظر لها بقلق وهي تغمض عيناها باستسلام كمن غاب عن الوعي , التف حول نفسه بحيره لا يعرف ما عليه فعله كمن غاب عقله عن التفكير ,
- الطبيب .
قالها بظفر كمن وصل أخيراً لحل مسأله معقده قضي الكثير في محاوله للوصول لنتيجه , ولكن توقف ثانيةٍ بعدما خطي بعض خطوات تجاه باب الغرفه يعقد حاجبيه بضيق مُردداً:
-طبيبه .
أنتابته الحيره مره آخري فكيف سيأتي بطبيه الآن فلا يوجد بالقصر سوي طبي... قطع تفكيره وهو ينتبه لنفسه ألم يتعلم التعامل مع مثل هذه الحالات بل الاسوء من هذه بكثير فكانت من تدريباته الحربيه التي تلقها كي ينقذ الجرحي إن حدث حرب مفاجئه أو ما شابه , عاد لها سريعاً يتفحص جرحها عن قرب حتي حدد الحاله تماماً , اتجه سريعاً لأحد الصناديق لجلب منها بعد الأدوات الطبيه التي سيحتاجها , عاد إليها يجلس بجوارها فوق الفراش ينظر للجرح بتمعن ليري إن كان سيحتاج لتقطيب أم لا ولكن لم يجده بالعميق فقط يضمده وسيحتاج لبضع أيام ليلتئم , بدأ ينظف الدماء من عليه بحذر شديد كمن يلمس قطع ثلجيه يخشي أن يضغط عليها فتتفتت بين يده , كانت نظراته تفي بمدي قلقه عليها رغم رؤيته أن الاصابه ليست بخطيره ,
أنتهي من تضميد جرحها , وتنهد براحه وهو يسلط أنظاره عليها , أتته رغبه جامحه في تلمس تلك الخصلات المجعده بشكل لطيف لا تشبه خصلات أي من الفتيات التي رأهن في حياته , فجميع من هنا ذو شعر ناعم مسترسل يغلب اللون الأصفر عليه , ما إن امتدت يداه في طريقها للمس خصلاتها حتي أتاه صوت " حيدر" يهتف وهو يدلف من باب الغرفه المفتوح البعيد إلي حد ما عن الفراش فلم يراهما :
- إيفان لقد أتوا ال....
تسمر في محله وهو يطالع إيفان الجالس فوق الفراش وبجواره تلك النائمه لا يعرف ماذا يفعلان بالضبط لأنه أبعد نظره سريعاً مُلتفاً جاعلاً ظهره لهما وهتف كمن أصابه الزعر يهتف دون توقف:
-لم أري شئ , أقسم لم أري شئ ,ااه....
تأوه بعنف حينما شعر بكف إيفان يجذبه من ثيابه من الخلف والكف الأخري طُبعت علي مؤخرة رأسه بعنف .
تحرك معه مُجبراً حتي توقفا في الممر فالتف" إيفان" يُغلق الباب خلفه , التف ل " حيدر " يقترب منه وشرارات الغضب تنبعث من عينيهِ يجز علي أسنانه بغضب يحاول السيطره علي إنفعالاته .
هتف "حيدر " وهو يرفع يده أمام وجهه بدفاعيه :
- هذه المره دلفت غرفتك وهذا ليس ذنبي.
تمتم من بين أسنانه :
- أولم أخبرك أن تستأذن قبل أن تدلف أي غرفه بالقصر .
ابتلع ريقه وهو يتابع رجوعه للخلف:
-لم تخبرني أن غرفتك من ضمن الغرف, ثم ماذا تفعل علي فراشك؟!
قالها بفضول ينبعث من عيناه ملتهياً عن الكارثه الحادثه , ابتسامه شريره زينت ثغر " إيفان " وهو يقترب منه وفجأه جذبه للغرفه المجاوره لمكان وقوفه والتي لم تكن سوي الغرفه التي تمكث بها " روبين " .
انتفضت " مطر " الجالسه بالداخل والتي أصابها الملل من انتظارها ل " روبين " تنظر للحاكم ومن معه باستغراب وزعر وهي تراه يقبض علي ثياب الآخر من الأمام .
كلمه واحده خرجت من فم " إيفان " وهو يقول بحده :
-اخرجي .
لم تنتظر بعدها ثانيه واحده لتخرج سريعاً دون النظر خلفها ولكن شعرت بكف يقبض علي معصمها فالتفت لتجد " حيدر " يتمتم برجاء :
-لا تخرجي .
نقلت أنظارها بينه وبين الحاكم بحيره لينتشل " إيفان " يدها من يد "حيدر" وهو يشير لها بالخروج , اتجهت للخروج وما إن تخطت الباب استمعت " إيفان " آمراً إياها:
- اغلقي الباب .
- لا تغلقيه.
خرجت من فم " حيدر " ونبرته أوشكت علي البكاء , ولكنها لم تنصت إليه وأغلقت الباب سريعاً .
ابتسم " إيفان " بشر قائلاً:
- حان وقت الحساب .
----------------------------------------------
بعد عدة دقائق......
خرج إيفان من غرفة " روبين " مُتجهاً لغرفته للإطمئنان عليها , تاركاً خلفه هذا الذي يرتمي بجانب الفراش يتأوه بألم وهو يضع يده فوق عينه اليمني فقد كانت الأكثر إصابه , لا و ذراعه الأيسر أيضاً لم يكن أقل ضرراً , حاول الوقوف ... ألا يستطيع الوقوف! ... لا أستطع ولكن ما بها طريقة سيره! ...حسناً لحق به الأذي بمعظم أنحاء جسده , إن لم يكن جميعه !....
خرج يلتف حوله يميناً ويساراً يخشي أن يراه أحد فيكفي إذلاله أمام تلك الفتاه ...
تلك الفتاه ! إنها تقف أمامه بعدما تحرك عدة خطوات لكي يخرج سريعاً دون أن يراه أحد ولكن كما يقولون بلغة عالم روبين " اللي يخاف من العفريت يطلعله!! " , حاول الوقوف بشكل سليم ولكن ماذا سيفعل بوجهه! كيف سيخفيه!
لم تستطع " مطر " السيطره علي ضحكاتها التي انطلقت ما إن رأت مظهره وهي تتخيل ما كان يحدث معه بالداخل.
ضغط علي شفتيه بضيق وهو يتجه لها بخطي متعرجه زادت من ضحكاتها , وقف أمامها وهو يهتف بضيق :
- علاما تضحكين؟
تمالكت نفسها بصعوبه وهي تهز كتفيها بلامباله :
-أممنوع الضحك هنا؟!
- لا لكن أعلم علاما تضحكين , ولا أظن أن هناك ما يدعو للضحك , ثم أتضحكين علي أوجاع الآخرين يالها من سخافه !
انتفخت وجنتيها في غضب وهي تردد بشراسه :
-سخاافه! , ومادخلك أنت بضحكي ! ثم فلتنظر لنفسك أولاً فأنت بالفعل مثير للضحك ...
قالت الأخيره بسخريه وهي ترميه بنظرات مستنكره لما هو عليه , جز علي أسنانه بضيق من سليطة اللسان هذه واقترب منها خطوه واحده يقول:
-ألا تعرفين مع من تتحدثين ؟
رمقته بنظره جانبيه وهي تلوي فمها باشمئزاز :
-سيكون مع من ! مع الحاكم الذي أبرحك ضرباً!
تعمدت أن تظهر نبرتها المتهكمه في كلماتها الأخيره قاصده أن تشعره بمكانته مكمله :
- من ثيابك لا يبدو أنك جندي ... ولا حارس عادي... أأنت حارس شخصي للحاكم ؟
كاد يعنفها ليستمع لصوت مذعور يأتي من خلفها :
- حيدر ماذا بك ؟من فعل بك هذا؟
كان " محمد " الذي ظهر فجأه ومعه الصغير " غيث " الذي قال بضحك :
- أضربك عمي كالعاده.
تعالت أنفاسه الغاضبه وهو يري " مطر " و " محمد " يشاركان الصغير الضحك .
فقال مُخاطباً " مُحمد " بغيظ :
- هل تصلني لغرفتي أفضل من هذا الضحك السخيف!
كتم " مُحمد " ضحكته واتجه لمساعدته فهتف وهو يمر بجوارها :
-حديثنا لم ينتهي بعد.
نظرت له بسخريه وهو يذهب ومازالت تجهل هويته ولكن تشعر أنه بلاأهميه , ونتج هذا عن عدم معرفتها بالعائله الملكيه من قبل ولم تري سوي الحاكم مرتان أو ثلاث فقد كانت تكاد لاتخرج من المنزل قبل ذهابها للسجن , ولم تتذكر أنه نفس الشخص الذي كان يقف مع " روبين" من قالوا عليه قائد الجيش لأنها ببساطه لم تري وجهه .
______________________________
مرت دقائق وهو مازال جالساً بجوارها علي الفراش مُحتضناً كفها بين كفيهِ وكأنها ستهرب! يطالع تفاصيلها بتمعن وأعين تلمع بالحب بل بالعشق والهوس .... شعر بقرب استفاقتها فابتعد سريعاً ليقف أمام الشرفه من الداخل .
رمشت بأهدابها ثوانِ حتي أستطاعت فتحهما طالعة الغرفه باستغراب عُبر عنه بانعقاد حاجبيها , نظرت جوارها بتفحص لتري " إيفان " يقف امام الشرفه اعتدلت سريعاً فشعرت بالألم برأسها , تأوهت بصوت تلقائي منها لتستمع لنبرته الملتهفه والتي لم تخفق أذنها في التقاط تلك النبره , فأثارت أسئله كثيره بداخلها :
-علي مهل .
نظرت له قليلاً ليحمحم بهدوء مُدركاً اندفاعه كالعاده في الحديث :
-كيف تشعرين الآن؟
- أفضل .
قالتها بخفوت وهي تعدل من خصلاتها , اكملت قائله:
- ماذا حدث؟
- أنا من يجب أن أسأل , كيف جُرحتي هكذا؟
وضعت كفها فوق رأسها مُتذكره ما حدث فقالت مهمهمه:
- همم , تذكرت لقد اصطدمت بالعمود المتواجد بالممر , لم أنتبه له وأنا انظر ورائي .
-تنظري ورائك !
رددها باستنكار وأكمل بنبره حاده :
-هل ننظر ورائنا ونحن نسير! ماهذا الأستهتار!؟
دون انتباه منها شعرت بالحرج لتوبيخه فقالت مبرره :
- لم أقصد أنا....
قاطعها بحده أكبر دون وعي منه ولكن خوفه عليها هو مادفعه لهذا :
- إن كنتِ لا تعرفين كيف تسيرين , أخبريني وسأجعل معكي وصيفه تسير معك , افعل هذا مع غيث فهو أيضا ً لا يعرف السير وحده.
انتبهت الآن لحديثه معها وطريقته الحاده وتحفز جسده وهو ينهرها كأنها طفله ! بل هل شبها ب " غيث " الطفل ؟ , نهضت من فوق الفراش وغضبها يحركها لتتجه له حتي أصبحت أمامه متناسيه حتي كونه الحاكم , فقالت بضيق وهي تشيح بيدها :
-لما تحدثني هكذا؟ وتشبهني بغيث الصغير؟ وفيما يهمك الأمر من الأساس؟
- يهمني بالطبع ...
قالها بغضب سيطر عليه مكملاً:
- ونعم أشبهك بغيث وهل تختلفين عنه! , تسرين بشكل خاطئ وتصدمين رأسك هل يجب أن أقف الآن وأصفق لكِ.
أنهي حديثه وهو يصفق بحده وسخريه جعلت الصدمه تغزو ملامحها وهي لا تعرف لما يتصرف معها هكذا! ف الامر مُثير لشكوك كثيره بدأت تتلاعب بعقلها ولكن ظنون أقرب للجنون....
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل الرابع عشر 14 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية جاردينيا (لعنة الحب))
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)