📁

رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل التاسع 9 بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل التاسع 9 بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (لعنة الحب) البارت التاسع 9

رواية جاردينيا (لعنة الحب) الجزء التاسع 9

رواية جاردينيا (لعنة الحب) الحلقة التاسعة 9

رواية جاردينيا (لعنة الحب) بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل التاسع 9 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (لعنة الحب)


رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل التاسع 9


الفصل التاسع

"موقف رجولي! "

جاردينيا (لعنة الحب)

ناهد خالد


_وما دخلك أنت!


قالها ذلك السكير وهو ينظر ل "عبد الرحمن" بنصف عين أثر عدم اتزانه.. لكمه "عبد الرحمن" في صدره ل يبعده عنها وهو يقول بملل:


_ضربه واحده كفيله أن تطرحك أرضا ً.. لذا ابتعد أفضل لك.


نظر له الرجل بتوتر ومن ثم ابتعد وهو يدندن بغناء ويترنح بشده واتبعه الرجل الآخر... اتجه ل زجاجات النبيذ يلتقطها من الأرضيه و التف ل" شمس " يقبض علي يدها بشده متجهاً لطريق العوده.. مازالت انتفاضة جسدها لم تهدأ بعد وتشعر بتيه يغزوها فلا تستوعب الموقف الذي وُضعت فيه الآن ولا تستوعب وجود "عبد الرحمن" بجوارها... سارت معه كالمغيبه تفكر فيما حدث.. وسار هو أمامها ساحباً إياها خلفه ويحمل السله باليد الأخري ويشعر بغضب عاصف ينتابه رُبما لتخيله ما قد كان سيحدث إن لم يتبعها ورُبما غضباً من عنادها الذي كان سيودي بها لمصير بشع.. رُبما تخيل أخته التي يفتقدها وبشده محلها، ورُبما غريزته الرجوليه لم تتقبل رؤيته لهذا الموقف يحدث مع فتاه.. تعددت الأسباب والاحتمالات والغضب الذي يحتله واحد.. وصل بها إلي منزله بعد عدة دقائق استغرقاها بالسير.. دلف من الباب وترك يدها منفضاً إياها بعنف وألقي بالسله فوق الأرضيه ثم اتجه للأريكه وجلس فوقها يتنفس بضيق وهي يستند بكوعيه علي ركبتيه ويطالع الأرضيه.. وقفت أمام الباب من الداخل حيث ترك يدها وهي تنظر له وعيناها تترغرغ بالدموع.. ابتلعت ريقها تهتف بخفوت:


_شكراً لإنقاذك.. لي.


شهقت بخضه تتراجع للخلف حينما هب واقفا ً بعصبيه لما تراه بها من قبل وهو يصرخ بها بقسوه :


_لم أنقذك من أجلك.. فقط لا أقبل أن أترك فتاه في موقف كهذا حتي وإن كانت معتاده علي مثل هذه المواقف وربما أكثر... أفعل ذلك لأن رجولتي تفرض عليا هذا ومن أجل أختي فمثلما وقفت بجانب إحدهن سيأتي اليوم الذي سيقف أحدهم بجانبها في غيابي.


ازدادت الدموع بعينيها وشفتيها ترتجف بألم وهي تهتف بخفوت مُستفسر ونبره مُرتجفه:


_ما... ماذا... تقصد؟.. ماذا تقصد ب اعتيادي!.. 


رغم حديثها المتقطع إلا أنه استطاع فهمها بسهوله فهتف بجمود وهو يقترب قليلاً منها وينظر لها بنظرة احتقار احتلت عيناه:


_وهل يحتاج الأمر لتوضيح!.. أعتقد أنك معتاده علي مثل هؤلاء السكاري الذين يملئون منزلك ليلاً.. وبالطبع تحرصين علي تقديم فروض الطاعه لهم وفعل كل ما بوسعك لإرضائهم حتي وإن كان الأمر يتخطي حاجز الشرف.. لا أعتقد أن أمثالكن يهتمن بهذه الكلمه من الأساس!. 


شعرت وكأن حديثه يرتد بصدرها.. ازدادت ارتجافة جسدها وانهمرت الدموع فوق وجنتيها بغزاره وهي تنظر له بأعين حزينه منكسره... لم تتوقع أن تستمع لتلك الكلمات يوما ً بهذه الطريقه المباشره الباحته.. لم يواجهها أحد بطبيعة عملها ويعريها أمام نفسها كما فعل هو.. حتي وإن كان الأمر ليس كما يظنون، ولكن هل ينظر لها الجميع كما ينظر لها هو الآن.. بهذه النظره الاحتقاريه وهذه الفكره التي تجردها من كرامتها وشرفها!.. بالطبع ينظرون لها هكذا.. 


انتبه لدموعها وتغير ملامحها وارتجافة جسدها بالإضافة لتلك النظرات التي احتلت عيناها ما بين الصدمه من حديثه والحزن لما سمعته.. فأغمض عيناه وزفر بضيق فللتو شعر باندفاعه بالحديث وفقدان أعصابه عليها.. ربما هذا ما يُعتمر صدره منذ التعرف عليها ولكن لم يكن يصح مصارحتها به... فتح عيناه بعدما استعاد هدوء وقال بنبره هادئه تماماً :


_أعتذر.. لم يكن عليا قول هذا فقط فقدت أعصابي ولكن لم أقصد ما قلته. 


نظرت له بنفس حالتها وهتفت بنبره متحشرجه :


_هل تراني هكذا بالفعل؟... بلا شرف!. 


قالت الأخيرة بصعوبه وهي تغمض عيناها بوجع.. نظر لها بضيق من حديثه الذي أثر بها بهذه الطريقه.. وتنحنح بخفوت قائلاً بمحاوله منه لجعلها تصدقه:


_لا... أنا.. 


قاطعته بابتسامة مهتزه وهي تقول بتهكم :


_كاذب.. أنت تراني هكذا.. والجميع لا يروني بشكل أفضل منك.. 


اقترب أكثر وهو يهتف بتوتر لحالتها المتذبذبه:


_شمس.. قلت لكِ أنني فقد أعصابي ليس إلا فلا تأخذي حديثي علي محمل الجد. 


مسحت دموعها بكف يدها بعنف ورفعت رأسها بشموخ تهتف بكبرياء أنثي قد جُرحت كرامتها للتو :


_إن كنت تراني هكذا وتحتقرني لهذه الدرجه لا تتعامل معي ثانيةً... وإن حاولت لن أقبل أنا التعامل معك فلا تهدر كرامتك. 


اتجهت للسله تلتقطها بعنف من فوق الأرضيه وقالت بجمود :


_فلتبحث لك عن عمل آخر... معك فرصه لبعد الغد.. سأخبر مفيد بتخليك عن العمل. 


انطلقت تخرج من المنزل بكبرياء وكأن ما سمعته من حديث لم يكن لها و سريعاً ما اختفت من أمامه وهو يتابعها بعينه... زفر بغضب وهو يغلق باب المنزل قائلاً بتعنيف لنفسه :


_يعني مكنتش قادر اتنيل اتحكم في أعصابي. 


صمت قليلاً ومن ثم هتف بضيق:


_يلا أحسن اهو انا أصلاً مكنتش طايق الشغل ده. 


اتجه لصنع غذائه وهو يتعامل مع كل شئ بعصبيه وعنف ناتجه عن ما يثور بداخله من مشاعر غاضبه ليس علي أحد سوي نفسه. 


___________________


ابتسمت بتوتر وأجابت وهي ترفتع يدها بتحيه بلهاء و تبتعد عن المقعد متقدمه منه قليلاً ولكن ما زالت المسافه بعيده :


_مرحباً سمو الحاكم.


منع "إيفان" ابتسامته التي كادت تزين محياه من طريقتها البلهاء المضحكه وقال بهدوء متنحنحاً:


_أخبرني حيدر أن لديكِ ما يقال.. هل لكِ أن تخبريني سريعاً لأن لديّ أعمال منتظره.


أومأت برأسها بلهفه وأردفت :


_نعم لديَّ الكثير الذي أود أن تستمع له عن ما يحدث بسجن جاردينيا .


تحرك "إيفان" للجلوس فوق مقعده ماراً بمكان وقوفها فانحنت سريعاً تبتعد عنه ابتسم بخفوت علي حركتها المضطربه وجلس فوق مقعده بهدوء وأشار لها لتجلس فوق المقعد الذي ورائها ففعلت وهي تطالعه ببلاهه وابتسامه لم تتخلي عنها تزين ثغرها.. عقد حاجبيه باستغراب علي حالتها هذه.،وسرعان ما اتسعت عيناه بدهشه حينما استمع لها تقول:


_المقعد يليق بك.


ضغطت علي شفتيها بعنف حينما أدركت ما تفوهت به، وغزت الحمره وجهها وهي تحدث نفسها :


_يخربيتك بتقولي أي يا غبيه..


لا تنكر أنها منذ رأته المره الأولى وهي تنبهر به بأناقته ووسامته وهيبته الطاغيه وهذه المره ازداد انبهارها به.. أرادت استمالته كي يستمع لها باستقبال لحديثها ففكرت في ملاطفته ولكن من الواضح أن زمام الأمر قد انفلت منها... رأت ابتسامته التي أظهرت غمازتيه بوضوح وهو يحني رأسه في محاوله لمداراة بسمته.. رفع وجهه لتري الحمره الطفيفه تغزوها لاتعلم أخجل من إطرائها أم من محاولته لكتم ضحكته.. ولكن بالطبع حاكم مثله لن يخجل من جمله تقولها له فتاه!.


هتف "إيفان" بابتسامه بسيطه :


_شكراً علي إطرائك.... ولكن لا أحبذ الاطراءات. 


_ده اتكسف!


تمتمت بها بخفوت وهي تتأكد من خجله حينما قال لها جملته.. استمعت له يحادثها وهو يعقد حاجبيه بتساؤل:


_ماذا قلتِ!؟


بللت شفتيها بلسانها وهي تبتلع ريقها بتوتر قائله:


_لا.. لايهم.. فقط أسمحلي أن أتحدث عما جئت من أجله.


أشار لها برأسه بصمت لتكمل حديثها بملامح تغيرت تماماً لتحتلها الجديه البحته وقالت:


_السجناء يتعرضون للإنهاك البدني والنفسي بشكل لا تقبله الإنسانيه، ومن يتواني عن أداء عمله حتي وإن كان يكاد يموت من التعب لا يرحمونه بل يتحول للتعذيب الجسدي البشع، عملي هناك ليس سوي لمداوة من يتعرضون للتعذيب، ويرغمونني عن الصمت، وبعد كل مره يهددونني بما سألقاه إن حاولت التحدث، والغريب أن من يتم إطلاق سراحهم لا يتحدثون عن شئ مما حدث لهم بالداخل والسبب مجهول.


سألها مباشرة وهو ينظر لعينيها:


_ولمَ تحدثتي! ألم تخشي أن ينفذوا تهدديهم؟


ردت بهدوء :


_لم أعتاد الصمت والتستر علي الظلم، ولم ينشأني أبي علي هذا.. غير أن الساكت عن الحق شيطاناً أخرس ولن أصبح هكذا لأجل تهديد سخيف منهم، وأيضاً اخترت الشخص المناسب من سيستطيع حمايتي ولن يمسني ضرر مادمتُ تحت حمايته.. أليس كذلك؟!


ابتسم بإعجاب لثقتها وحديثها وذكائها في إرغامها له علي حمايتها بحديث مُبطن غير صريح.. أردف قائلاً :


_وماذا إن كنا علي علم بما يحدث؟


_لستُ بهذه الحماقه.. أعلم لو أخطأت وجئت لهنا لأخبركم بما تعلمون به لن أخرج ثانيةً وستكون نهايتي وبأيديكم.. ولكن تأكدت من عدم معرفتكم من أحد مصادري.. ومن الترتيبات التي فعلوها بالسجن حين علموا بالزياره وإخفائهم للمصابين وإيقافهم للعمل.


نظر لها قليلاً بتمعن ثم قال :


_أخبريني بكل شئ منذ بدايته.


_____________________


رمت نفسها فوق فراشها بعصبيه وعيناها عادت لذرف الدموع مجداداً.. حاولت التماسك ولكن لم تستطع وانهارت فوق الفراش تبكي بعنف وشهاقتها تعلو أكثر ف أكثر فقد حان وقت التخلي عن قناع الجمود التي ارتدته أمامه.. تشعر بحديثه يغرس سكيناً بصدرها ومراره تتمكن من حلقها لا تستطع التخلي عنها، ليس ذنبها وجودها هنا ولم تختار يوماً أن تصبح بما عليه الآن.. ولكن لم يقدر أحد هذا ولم يضع لها أحد أعذاراً فقط يبخون فيها سم حديثهم بلا أي رحمه ولا اهتمام لمشاعرها.. رُبما يظنون أنها لا تمتلك مشاعر أيضاً وأنها قد تخلت عن كل إثباتات إنسانيتها مع تخليها عن شرفها كما يزعمون.. شهقت عدة مرات متتاليه وهي تحاول التوقف عن البكاء وما إن هدأت حتي هتفت بشهقات بكاء :


_ااا... اللع.. نه.. عليكم.. جميعا ً. 


قالتها بصراخ وكأنها هكذا تثأر لكرامتها المجروحه من حديثهم عنها. 


_________________


وفي عالم موازي للعالم التي تتواجد فيه "جاردينيا " ولكن يفصل بينهما الكثير.


دلف "نبيل" لغرفة "روبين" التي اتخذتها "شيماء" معتكف لها وهو يحمل كيس به طعام جاهز جلبه وهو يعود من العمل لعلمه أن زوجته لن تطهو شئ، تنهد بتعب وهو يراها كما هي تجلس علي المقعد الموجود بالشرفه وتنظر للشارع بنظرات فارغه.. تحتضن بروز ل صوره تجمع بين طفليها وكانت قد التقطها من فتره قريبه يوم تخرج "روبين"من الجامعه، وضع يده فوق رأسها يمسد عليها برفق فرفعت رأسها له تطالعه بصمت.. فرسم ابتسامه بسيطه علي شفتيه وهو يقول :


_جبتلك الكفته اللي بتحبيها ووصيته تكون السلطه حاميه والطحينه كتير زي ما بتحبي تمام.


أعادت نظرها للأمام بصمت.. زفر بارهاق وهو يهتف ثانيةً محاولةً منه في إخراجها مما هي فيه :


_يلا قومي بقي ناكل قبل الكفته ماتبرد وميبقاش لها طعم.


قالت بنبره خافته:


_كل أنت أنا مليش نفس.


_وبعدين؟ بقالك ١٠ أيام علي الوضع ده.. أنت ِ مش عارفه ضغطك وطي كام مره ها! ولا وشك اللي باين عليه الإرهاق بشكل مش طبيعى وجسمك أكتر أنت ِ مبتقدريش تقفي دقيقه علي بعض وبتدوخي من قلة الأكل والنوم..عجبك حالك كده؟!


نظرت له بدموع تقول:


_عاوزني أعمل أي وولادي بعدوا عني وياعالم هيرجعوا ولا لأ! عاوزني أعمل أي وأنا معرفش عنهم حاجه.. أكل وأشرب وأنام ولا كأن حاجه حصلت!.


_مقلتش كده بس مش هتموتي نفسك ورا بعدهم! بعدين الوضع ده أنتِ عارفه كويس أنه مستمر لأقل حاجه سنه ده لو قرروا يرجعوا بعدها.. يعني مش مخطوفين عشان نقول يمكن يرجعوا بكره ولا بعد شهر.. هتفضلي سنه كده! ده أنتِ لو فضلتي شهر كده الشهر الجديد مش هييجي غير وأنتِ ميته!.


انتفضت واقفه من فوق المقعد وهي تهتف بغضب والدموع تهوي فوق وجنتيها :


_أنت عاوزني أعمل أي! بقولك ولادي راحوا لمصير مجهول ربنا وحده اللي يعلمه، ولادي... عارف يعني أي ولادي.. حته مني وروحي.. كل اللي حققته في حياتي هما... الماضي والمستقبل هما.. أنا معملتش حاجه من وقت ما خلفتهم غير إني بربيهم وكل دقيقه بياخدوا روحي وقلبي أكتر وأكتر... لي مش قادر تفهم أن قلبي بيتدبح عليهم.. حاسه بحاجه مسكاني من رقبتي وخنقاني لا عارفه اكل ولا اشرب ولا حتي أنام... أنا طول الوقت بفكر فيهم ياتري بيعملوا أي وعايشين حياتهم ازاي.. مش قادره اعمل حاجه غير إني أحزن عليهم.. حتي دي مستكترها عليا!.. أنا مش هقدر أعمل زيك.. اكل واشرب وانام واروح شغلي واقابل ناس ولا كأن حاجه حصلت.. مش هقدر.. وخليك فاكر أنك أنت السبب في بعدهم ده.. ربنا يسامحك يانبيل ربنا يسامحك.


بُهتت ملامحه ومعالم الصدمه تسيطر عليه وهو يشير بأصبعه علي نفسه :


_أنا! أنا السبب! لي؟


أخذت نفسها وهي تقول:


_آه أنت السبب.. أنت اللي منعتني يومها اطلع من أوضتي واروح لهم.. منعتني اكون معاهم لحد ما اتخطفوا من بينا.


هتف باستغراب:


_تكوني معاهم! وكنتي هتعمليلهم أي أن شاء الله! أنت ِ مش قلتيلي بنفسك إن الشخص لو كان معاه حد وقت حدوث اللعنه الحد ده بيتأذي!.. كنتِ عاوزاني أسيبك تروحيلهم وتكوني معاهم عشان تتأذي أنتِ كمان!


صرخت به قائله:


_ايوه كنت سيبني كان هيبقي أهون عليا من اللي أنا فيه ده.. أنا مش مسامحك علي وقوفك في وشي يومها يانبيل مش مسامحك.


ولم يكن هو آكثر منها تحملاً وهذا مالم تضع له حسباناً.. حين صرخ بها بغضب وقد تخلي عن أي ذره للهدوء قائلاً :


_أنتِ أكيد اتجننتي وبقيتي تخرفي.. أنتِ لي محسساني أني مش زعلان علي عيالي زيك ويمكن أكتر.. بتحاسبيني أني كنت بحافظ عليكِ عشان متضعيش مني أنتِ كمان! بتعاتبيني عشان بمارس حياتي عادي! ماطبيعي الحياه مبتقفش ودي سنه ويمكن العمر كله.. نعيش ازاي ومنين لما اجيب كرسي احطه جنبك ونقعد ننوح احنا الاتنين ها!، عارفه ساعتها أي اللي هيحصل هموت أنا وأنتِ في الشقه هنا ومحدش هيحس بينا لحد منعفنا وريحتنا تطلع.. بس أنتِ طبعاً مش شايفه كل ده.. شايفه بس أب مش هامه اللي حصل لولاده وعايش حياته عادي.. ده اللي أنتِ شيفاه.. طول عمرك مبتشوفيش حد غيرك.. وطول عمرك مش شيفاني.. مش شايفه أني واحد قبلت اتجوزك بعد ما حكتيلي عن موضوع اللعنه وإن ممكن تحصل مع ولادنا.. عشان بحبك قبلت.. ومش شايفه واحد عايش معاكي بقاله ٢٩ سنه وهو عارف ومتأكد أنك عمرك ما حبتيه وساكت وراضي عشان برضو بيتنيل وبيحبك وعشان عياله اللي أنتِ شيفاهم مش فارقين معاه... أنا كان ممكن اتجنب أن عيالي يبعدوا عني وإن مراتي متكنش بتحبني وأنا عارف ده لأ وبتقولها في وشي إن قلبها مش معاها.. كان ممكن اتجنب كل ده لو اتجوزت واحده غيرك. ولو كان ردي يوم ماحكتيلي الحقيقه إني أقولك كل شئ قسمه ونصيب.. بس أنا اللي اخترت اللي أنا فيه دلوقتي.. ومليش حق ألوم حد غير نفسي.


انهي حديثه بأنفاس متسارعه وهو يخرج من الشرفه متجهاً لغرفته... استغرقت ثوانِ وهي واقفه بأعين مصدومه من كل ما يحمله زوجها وهي بالفعل لا تراه وبعدها ركضت خلفه في محاولة منها لمراضاته.. وضلت لغرفتهما وللمرة الأولي تجد بابها مغلق وكأنه يخبرها بعدم رغبته في رؤيتها.. فتحت الباب بتوتر لتجده يستعد لتبديل ثيابه.. اقتربت منه تساعده في خلع جاكيته ليبتعد عنها سريعاً منفضاً يدها، هتفت بتلعثم و حرج من فعلته :


_اا.. خليني أساعدك.


أتاه صوته الجامد يهتف:


_أنا مش مشلول أقدر أساعد نفسي.. اتفضلي لو سمحت ِ ارجعي لمكان ما كنتِ.


اتجه بعدها للخزانه يأخذ ثياب بيتيه ودلف للمرحاض مغلقاً بابه خلفه.


جلست فوق الفراش ودموعها تتهاوي بحزن.. لم تقصد ما قالته ولم تشعر بكونه يتحمل كل هذا ويصمت.. ولم تضع في الحسبان أن لكل شخص طاقة تحمل حينما تنفذ لن يستطع التحكم في أعصابه.


_____________________


أنتهت "روبين" من سرد حديثها وتطلعت ل "إيفان" تنتظر حديثه ولكن ملامح وجهه تدل علي غضبه والثوره التي يحبسها بداخله.. هتف بعد ثوانِ قائلاً :


_حسناً أيتها الطبيبه... بالمناسبه ما إسمك؟ 


ردت بهدوء :


_آريام. 


نظر لها قليلاً وقال:


_حسناً آريام.. لن تعودي للسجن مره آخري.. بالطبع هم ليسوا ب أغبياء سيشكون بكِ ويتوقعون تحدثك لحيدر علي الأقل.. ووجودك هناك سيعيق ما أود فعله.. ف أي خطوه سآخذها ستأكد لهم شكهم بكِ وربما يأذونكِ.. لذا لا عوده لهناك ثانيةً. 


ردت بتوتر قائله:


-حسناً ولكن... أقصد بالنسبه للعمل لايوجد غيره.. لا يحتاجون للأطباء بمكان آخر. 


ابتسم بهدوء قائلاً :


_من قال هذا!.. بالطبع يوجد. 


قالت بلهفه:


_أين؟ 


_هنا بالقصر. 


قطبت حاجبيها بتساؤل ليكمل هو:


_لن أترك السجن بلا أطباء.. فلا ذنب للمصابين بأن يموتوا لعدم وجود طبيب لحين التصرف.. لذا سأبعث بطبيب القصر لهناك.. أثق به كثيراً وآمال أن يكن عند الثقه ويخبرني بما يحدث هناك.. فهذا سيكون بمثابة اختبار له أيضا ً.. وبذهابه ستكونين أنتِ محله. 


ابتسمت بفرحه وهتفت سريعاً :


_بالطبع أقبل.. لكن هل لي بطلب؟ 


_بالطبع.. ماذا؟ 


_هناك فتاه تُدعي مطر وهي مساعدتي في السجن أريد جلبها لهنا فهي تعاني هناك مثلما كنت أعاني. 


أومأ برأسه موافقاً:


_من الغد ستكون هنا. 


ابتسمت بسعاده كبيره وهتفت :


_شكراً لك سمو الحاكم. 


هز رأسه ونادي علي الحارس الواقف أمام الباب وقال :


_خذ الطبيبه أصلها لغرفة الضيوف الشرقيه. 


أنحني الأخير باحترام وأشار ل "روبين" لتتبعه.. ولكنها وقفت محلها تفرك يدها ببعضها وتنظر له بتوتر لينتبه "إيفان" لحركتها ونظرتها فهتف بتساؤل:


-هل هناك شئ آخر؟ 


بللت شفتيها بتوتر وقالت:


_نعم. 


_حسناً.. قولي. 


_لدي أخ أريد رؤيته أولاً إن سمحت لي. 


قطب حاجبيه وهتف بتساؤل:


_هنا ب جاردينيا!؟ 


-نعم. 


أومئ موافقاً وقال للحارس:


_ أبعث مع الطبيبه بجندي يصلها لأخيها ويعود بها. 


رد الحارس باحترام :


_أمرك سمو الحاكم. 


_شكراً مره أخري. 


قالتها بامتنان واضح في عينيها ليشير لها برأسه بتحيه صامته فذهبت خلف الحارس تتبعه وهي تسرع شوقاً للقاء أخيها. 


______________________


_وماذا ترديني أن أفعل؟ 


هتف بها "عبد الرحمن" بتساؤل مستغرب ل "شمس" 

الجالسه أمامه منذ ما يقارب علي العشر دقائق بعد عودتها له مره أخري بعد شجارهم بحوالي ساعه..


ابتلعت ريقها بتوتر ومن ثم ابتسمت ابتسامه مهزوزه وهي تنظر له ببرائه تحاول استحضارها وقالت بقلق:


_تزوجني عُبيد.


توقعت ثورانه او اتساع عينيه ذهولاً وصدمه وربما سيصرخ بها ويطردها من منزله لذا اغمضت عيناها في استعداد لمقابلة ثوراته... ولكن فتحتها علي وسعهما حينما استمعت له يقول بمرح :


_وأنا موافق... وللحقيقه يروقني أن تتقدم لي الفتاه.. يجعلني الأمر شخص مميز.


هتفت بصدمه:


-أنت تمزح!؟


تحولت ملامحه للجديه وهو يقول:


_بالطبع....


رواية جاردينيا (لعنة الحب) الفصل العاشر 10 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية جاردينيا (لعنة الحب))

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)


روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات