رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى البارت الأول 1
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الحلقة الأولى 1
رواية جاردينيا (لعنة الحب) بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب) |
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الأول 1
جاردينيا الجزء الثاني (مشروع حب )
الفصل الاول ( مصالحه)
ناهد خالد
دلفت بأخيها غرفتها مُغلقه الباب خلفهم وهي تتسائل باستغراب :
-هي فين شمس ياعبده مجتش ورانا لى ؟
زم شفتيه بجهل قائلاً :
-مش عارف , أصلاً تصرفتها غريبه الفتره دي ومش مرتاحلها .
-ازاي ؟
-سيبك مني قوليلي الأول عامله أى هنا والدنيا ماشيه ازاى ؟
-والله مش عارفه اقولك أى , أنا كمان حاسه بتصرفات غريبه مش فاهماها ومش قادره أفسرها ويمكن تفسيرها الوحيد المنطقي شبه مستحيل .
-لي كل ده احكيلي وأنا افسرها معاكِ .
نظرت له بقلق , لا تدري أتخبره فعلاً بما يحدث وبما تشك بهِ أو سيُحدث هذا مشكله ما !, فمن سيعرف أن أحدهم يتصرف بغرابه مع أختهِ ويصمت ! , رُبما يذهب للحاكم ويتحدث معه وحينها ستحدث مشكله بالطبع ورُبما سيتشاجر معها لسكوتها علي ما يحدث , ولكن أيصدر هذا من " عبد الرحمن " ! , لطالما عرفته مُتفهمًا حنونًا رغم عقله الطائش , لكنه بالأخير رجل مثل الباقيه ورُبما تأخذه الجلاله كما يقولون .
-أى يابنتي روحتي فين ؟
استفاقت علي حديثه لها فنظرت له صامته ليُكمل قائلاً:
-أي ياروبين أنتِ مش عاوزه تحكيلى !؟
تنهدت بحيره وهي لا تعرف اين الصواب لكنها تحتاج لأحد يشرح لها تفسير لما يحدث !
-هحكيلك , بس بشرط تسمعني براحه كده وبالعقل ها .
قطب حاجبيه بقلق مرددًا :
-قتلتي مين قوليلي أنا اخوكِ وستر وغطا عليكِ.
زفرت أنفاسها بضيق قائله:
-عبده هتسكت ولا اسكت أنا !
رفع يده باستسلام قائلاً:
-خلاص سكت أحكى .
أخذت تسرد له ما حدث الأيام الماضيه خاصًة مع الحاكم ومواقفه الغريبه معها واهتمامه الزائد بها رغم كونه يحاول ألا يُظهره .
-قولى بقي لي حاكم يهتم بطبيبه عنده للدرجادى ؟ ده مش طبيعي أبدًا وكمان عرفت من مطر أن في دكتوره جت هنا من كام سنه ومطر كانت المساعده بتاعتها كانت جايه لأن الدكتور الرئيسى كان تعبان , قالتلي إن وقتها كانت الدكتوره دى بتكشف علي رجاله عادى حتى على الحاكم نفسه .
زم شفتيهِ بتفكير يحاول إيجاد تفسير مناسب فقال وكأنه يُفكر بصوت عالٍ :
-ما هو مش منطقي يكون بيغير عليكِ مثلاً! ده لسه شايفك من كام يوم .
نظرت له بفاه مفتوح أحقًا يُفكر فى الأمر بعقلانيه! لم يثور ولم يخبرها بضرورة ترك المكان في الحال !
-أنت بتتكلم بهدوء كده يعني غريبه فكرتك هتضايق أو...
قاطعها هاتفًا بتفسير :
-هو متعداش حدوده عشان أتضايق أو أخد موقف , هو تصرفاته عليها علامة استفهام أه بس دي حاجه كويسه يعني في صالحك , يعني يريحنى أنك متكشفيش علي رجاله ويريحنى أكتر أنك مبتشفيش رجاله أصلاً غيري أنا وهو وهو مهما كان حاكم ومسئول عن تصرفاته فعمره ماهيتصرف بطريقه همجيه أو سيئه , وبالنسبه أنه زعقلك لما اتخبطى فأنا في غاية السعاده ولو كنت مكانه كنت أديتك علي قفاكِ عشان تركزى وأنتِ ماشيه ده كان ممكن يحصلك ارتجاج في المخ من الخبطه دى , وأنتِ معتوهه كده .
وقفت تشيح بيدها قائله :
-أى يابني ما كفايه تهزيق بقى احترمنى شويه مش كده !
-بصى سيبك من التفسيرات ,المهم أني بصراحه هبقي مطمن عليك ِ هنا , وحاولى متفكريش كتير في الأسباب عمومًا في حاجات لما بنسيبها تمشى كده من غير تفكير بتبقى أحسن .
ردت بإقتناع :
-معاك حق , قولي بقي أي حكاية شمس ؟
تنهد مُجيبًا :
-تصرفاتها مش مريحه , بقت بتتكلم عن جوازنا وكأنه حقيقي وكمان حصل موقف كده واحنا جايين قلقنى أكتر .
-موقف أي ؟
حكى لها ما حدث أثناء قدومها ومقابلتهما لهؤلاء الفتيات , ورد فعلها وكأنها تُغار عليه منهن, أنهى حديثه قائلاً:
-مبقتش فاهمها , الأول كنت مرتاح لما قالتلى إن جوازنا مجرد حل للمشكله الي هي فيها , لكن دلوقتِ بدأت أقلق .
-أنت خايف تتعلق بيك؟
-أكيد يعنى , أنتِ عارفه نهاية الى احنا فيه ده كويس .
-عارفه , خلاص أنت بس حاول تصدها من غير ماتبقى ملحوظ وحاول تكون معظم الوقت بعيد عنها .
-بعيد عنها ! ودى هعملها ازاى دى , لسه معدش غير شهر من ال 12 شهر ياروبين .
-ياخى الوقت بيمر ببطئ أوى وكأن اليوم هنا بأسبوع من الأيام عندنا .
-يمكن عشان احنا مش حابين وجودنا هنا .
-ويمكن عشان بابا وماما وحشونا اوي .
-فعلاً مش عارف حالتهم اى دلوقتي .
-اكيد حالتهم صعبه .
أنهت حديثها بتنهيده مُرهقه خرجت من جوفها ودموع تحتل عينيها اشتياقًا لوالديها الحبيبان .
وقف " عبد الرحمن " يهتف بهدوء :
-هروح اشوف شمس فين عشان نمشى .
-لسه مقعدناش مع بعض , استنوا شويه.
-طيب هروح اشوفها فين يمكن تكون تاهت ولا حاجه .
كاد يخرج حينما وجد أحدهم يدق الباب , اتجهت " روبين " لتفتح فوجدت " شمس " أمامها , رحبت بها بحفاوه تدعوها للدخول دلفت " شمس " وكادت " روبين " أن تدلف خلفها حينما رأت " إيفان" يقف علي باب الغرفه توترت مُتراجعه للخلف
دلف بخطوات هادئه رزينه حتي توقف أمام " عبد الرحمن " فهتف بهدوء مماثل :
-هل لديك مانع للعمل بالقصر ؟
انتقلت أنظار " عبد الرحمن " بين " إيفان " و " روبين " بدهشه لم يتوقع أن يحادثه الحاكم في أمر العمل أوحقًا سيعمل بالقصر الملكي وسيكون بجوار أختهِ أيضًا ! انتبه علي إشارة " روبين " له للإجابه فرد مشدوهًا :
-لا ليس لدى مانع بالطبع .
هز " إيفان" رأسه برضا وأكمل حديثه مُتسائلاً :
-إذًا فلتخبرنى ما تجيد العمل بهِ .
ردت " روبين " هذه المره سريعًا تقول بحماس :
-يجيد الأمور الماليه .
زم شفتيهِ بإعجاب وهو يُعقب :
-ماهذا النبوغ! الإبنه طبيبه والإبن يعمل بالحاسبات ! وماذا عن باقي أفراد العائله إذًا !
تمتم الأخيره بمرح فاكتفوا بالابتسام , تنحنح بخفوت وقال :
-حسنًا , ستعمل بالخزينه الملكيه .
اتسعت أفواههم بصدمه فلم يتوقعوا أن يوليه منصب حساس كهذا , تسائل " عبد الرحمن " بتوتر :
-ولكن ... سموك لا تعرفنى كي تثق بي لتولينى منصب كهذا !
أومئ برأسه بتفهم وقال بتوضيح :
-أسمع عُبيد , أنا حاكم جاردينيا وإن ارتكب أحدهم جُرم ما معي أو مع غيري لن يفلت مني حتي وإن كان بالأرض السابعه , وأضف لهذا أنني لي نظره ثاقبه بالأشخاص ونظرتي فيكَ تقول إنني يمكنني الوثوق بكَ , كما يكفي كونك أخيها ل أر ... للطبيبه .
أنهى حديثه بإبتسامه هادئة وهو يوجه أنظارهِ ل" روبين " التي توترت من حديثهِ الأخير فأجفلت ببصرها للأسفل , رفع كف يده يضعها أعلى كتف " عبد الرحمن " وقال :
-غدًا ستبدأ عملك لا تتأخر .
أومئ بخضوع قائلاً :
-حسنًا سموك لن أتأخر .
خبط بكفهِ أعلي كتفهِ بود مرتان قبل أن يستدير مُغادرًا وبالطبع لم ينسي أن يلقي نظره أخيره علي ساكنة روحهِ .
هتفت شمس ل" عبد الرحمن " باستغراب بعدما ذهب " إيفان " :
-من أين عرف الحاكم بأنك تبحث عن عمل ؟
ردت " روبين " بخفوت :
-أنا من طلبت منهِ أن يجد له عمل هنا .
ضيقت " شمس " عيناها بخبث قائله بمراوغه :
-من الواضح أن الحاكم لا يرفض لكِ طلبًا .
توترت حدقتيها وهي تنظر لها بخجل لمغذي حديثها المستتر , أكملت حديثها قائله :
-ووثق بعُبيد سريعًا فقط لأنه أخيكِ .
زمجر " عبد الرحمن " بضيق قائلاً بنبره تحذيريه :
-شمس كفي حديثًا .
صمتت "شمس " وهي ترى ضيق " عبد الرحمن " من الحديث وتوتر " روبين " فقررت الإكتفاء بما قالته .
______________________
بعد قليل ...
اتجه " إيفان " لمحل اجتماع القاده الذي أمر بتجمعهم لكي يضع حدًا لما يحدث في سجن جاردينيا .
دلف بخطواته الوقوره حتي وصل لمقعده الذي ينتصف القاعه وعلي كلا الجانبين رُست الكثير من المقاعد التي احتلها باقي الحضور .
أخذ نفس عميق ولفظهُ ببطئ قبل أن يبدأ بالحديث بلهجه جامده وترت الجالسين خاصًة المختصين بأمور السجن من قائدهِ للنائبهِ حتي المسؤل المباشر عن المسجونين هناك والمُشرف علي الطعام وغيرهم :
-أريد أن أعرف ما يحدث بالسجن فورًا .
صمت الجميع يتبادلون الأنظار فيما بينهما بصمت وتوتر ولم ينطق أحد , فأكمل " إيفان " بلهجه مُحذره :
-إن لم تتحدثوا أنتم وتعترفون بأنفسكم سيكون العقاب مُضاعف ... ماذا قُلتم أتحدث أنا أم ستتحدثون؟
ابتلعوا ريقهم بتوتر كبير ولكن لم يكن لدي أحد الشجاعه لينطق ...مرت ثوانِ من الصمت وقد بدأ "إيفان " يفقد صبرهِ وظهر هذا جليًا علي وجههِ وكان كبير مسؤلي السجن هو أول من لاحظ هذا فنطق سريعًا قبل أن يفقد " إيفان " صبره فلا أحد يعرف غضبه مثله فقد رآه فيما قبل في أحد نوبات غضبه وحقًا كان مثل الوحش الثائر وبث الخوف في قلوبهم جميعًا رغم كونهِ هادئ معظم الوقت لكن حينما يغضب يكن شخص آخر تمامًا " مُخيف " , قال بلجلجه واضحه :
-سموك ...اا ... عن أي شئ تقصد ؟
ضغط علي أسنانه وقال :
-مرواغتك في الحديث ستدفعني للتحدث .
أومئ برأسه بتوتر وهو يفهم تحذيره له وقال مُقررًا الاعتراف مُرغمًا :
-سموك نحن فقط نجعلهم يشاركون في أعمال الحفر وتكسير الصخور ...نستفيد بسجنهم أفضل من أن يجلسوا بدون عمل .
همهم بخفوت قائلاً:
-ومن يتوانى عن عملهِ؟
ضغط القائد علي يديه يخفف توترته وقال :
-لو تركناه بدون عقاب سيفعل الجميع مثلهِ ولن يعمل أحد.
وقف بهدوء فوقف الجميع فأشار لهم لكي يجلسوا ثانيةٍ ففعلوا , وضع يديه خلف ظهرهِ وقال :
-وماهو العقاب؟
صمت ولم يعرف كيف يجيبه , رفع " إيفان " رأسهِ بعد أن كان مُخفضًا إياها بتفكير ظاهري , نظر للقائد منتظرًا ردهِ ولكن لم يفعل الأخير فصرخ بصوت جهوري هزَّ أرجاء المكان :
-لا أحدث نفســي !
ابتلع الأخير ريقه وقد بدأت بعض حُبيبات العرق تتجمع فوق جبينهِ بتوتر بالغ كاد يصيبه بذبـحه ما!
____________________
-عُبيد لمَ تصُر علي الذهاب مازال الوقت مُبكرًا؟ .
قالتها "روبين " بتذمر وهي تصل " عبد الرحمن " و " شمس " لخارج القصر .
رد "عبد الرحمن " بهدوء :
-سآتي لكي غدًا صباحًا , ولكن يجب أن أذهب الآن هناك طعام يجب أن نعده وإلا سيأكل أحدهم ذراعي .
زجرته " شمس " بنظره مستنكره قائله :
-لم تكن كلمه قلتها!
ابتسم بسخريه :
-لم يمر الكثير علي طعامنا ومنذ قليل تقولين لي إنك جائعه !
لوت فمها بضيق :
-لأن طهي الطعام يأخذ وقت حتي وإن لم أكن جائعه الآن لحين عودتنا وانتهاء الطهي سأكون قد جُعت .
تشدق فمهِ بسخريه قائلاً:
-نظريه .
ضحكت " روبين " بخفه قائله :
-كفي عُبيد لا تضايقها , تعلمين شمس لو كنتي بمنزلي لعرضت عليكِ الطعام فورًا .
ابتسمت بخبث وقالت بخفوت :
-من يعلم رُبما قريبًا ستعرضين عليا هذا .
-ماذا؟
قالتها " روبين " بعدما أخفقت سماعها فردت وهي تنفي برأسها :
-لا , لاشئ .
قال " عبد الرحمن " مُنهيًا الحديث بعدما وصلوا لباب القصر الداخلي :
-حسنًا فلتعودي أنتِ أريام ونحن سنذهب .
-سأنتظرك غدًا .
-لن أتأخر , انتبهي لنفسك .
-لا تقلق .
ذهبوا وعادت هي أدراجها ولكن وجدت نفسها قد أخطأت الطريق ودلفت بممرات لا تنتهي ولا تعرف كيف تعود لغرفتها فقد كانت شارده في حديث " شمس " حول تصرفات الحاكم معها .
زفرت باختناق وهي تجد أحد الأبواب مفتوحه فقررت التوجه لها لعلها تجد أحدهم فتطلب منهِ أن يُعيدها لغرفتها فهي تعلم أنها مجاوره لغرفة الحاكم وستخبرهِ بهذا وبالطبع سيعرف مكانها .
خطت ببطئ تجاه الباب ولكن ارتجفت فجأه حينما استمعت لصوت " إيفان " الجهوري , رجعت سريعًا للخلف تنظم أنفاسها فقد فزعها بصوته بإلاضافه لتفاجئها بصراخه هكذا , كادت تبتعد ولكن فضولها دفعها للوقوف والتصنت كي تستمع لما يحدث وتعرف علي من يصرخ ولمَ ! .
بالداخل .. بدأ القائد بالحديث ثانيًة بتوتر أكبر يزداد بمرور الوقت وبزيادة المواجهه :
-نسجنهم في سجن خاص سموك و ... و قد نلجأ أحيانًا لبعض العنف .
-أحيانًا !
تمتم بها " إيفان " بسخريه وهو يذم شفتيهِ بغضب و أكمل :
-وضح لي ما طرق العنف كما ذكرت ؟
-الجلد .
قالها بخفوت شديد أقرب للهمس فلم يسمعه " إيفان " الذي صرخ بهِ :
-لا أسمعك .
حمحم بخوف وهو يري أنه قد حُشر في مأذق لن يخرج منه علي خير :
-الجلد سموك .
ذم شفتيهِ بإعجاب ساخر قائلاً :
-اووه , وهل يجدي نفعًا ؟
-نعم .
قالها بتوتر وهو لا يعرف إن كان الأمر يلقي استحسان الحاكم أم لا .
-حسنًا فلنصفق للقائد ونهنئه علي حسن تصرفه مع السجناء أعتقد أنهم لا يستحقون غير هذا كي يعملون بجِد .
فرغ فاههم جميعًا وهم يتابعون حديثه بعدم تصديق ولكن حينما وجدوه يصفق حقًا فعلوا مثلهِ وانفرج فم القائد بابتسامه واسعه لا يصدق أن تصرفه لقي استحسان القائد .
اقترب " إيفان " منه بإبتسامه ورفع كفه يضعها علي كتف الآخر وقال بهدوء :
-أري طريقتك تجدي نفعًا .
التف للباقين يسألهم :
-هل توافقونني ؟
أومأوا جميعًا برأسهم دون تردد , ابتسم " إيفان " ونادي بصوت عالي قليلاً علي " ثابت " الذي يقف بالحراس علي الباب الآخر للغرفه والذي يطل مباشرةً علي الحديقه فيدلف منه الجميع عدا الحاكم الذي يدلف من الباب الداخلي والواقفه عنده " روبين " .
-أمرك سموك .
-غدًا سيأتي كل هؤلاء وسنجرب السياسه الخاصه بالقائد المعظم .
رد القائد قائلاً:
-حسنًا سأجلب بعض السجناء معي غدًا و ....
كانت " روبين " تقف بالخارج تغلي دواخلها كالمرجل وهي تستمع لحديثهم فقد خاب ظنها بهِ لم تتوقع أنه سيوافقهم علي فعلتهم الشنعاء , امتلك منها الغيظ تجاهِ وقررت الذهاب كي لا تدلف وتنفجر بهِ ولكن توقفت حينما استمعت له يقول :
-لا داعي لجلبهم , فها أنتم ذا .
جعد القائد حاجبيه بعدم فهم :
-لا أفهم سموك .
أنزل " إيفان " يده من فوق كتف الأخير وقال بجمود :
-ثابت , غدًا سيعملون بالجبال الشرقيه نفس عدد ساعات عمل السجناء , ومن يتواني عن العمل ستستخدم سياسة القائد وتقوم بجلده .
التف للقائد يطالعهِ ببراءه وقال له :
-إن لم يأخذ المهمل عقابه سيفعل الجميع مثلهِ ولن يعمل أحد , أليس كذلك ؟.
ابتسامه ساخره أنهي بها حديثه للقائد الذي يتصبب عرقًا حاله كحال الباقين , نظر " إيفان " ل " ثابت " قائلاً بلهجه آمره مُميته :
-مع ظهور أول ضوء للنهار ستأخذهم جميعًا للعمل ولن تسمح لهم بالراحه لثوانِ فهم لم يسمحوا للسجناء بهذا ! , والطعام لن يشتموا رائحتهِ إلا مع قدوم الليل وبنفس القدر الذي يسمحون بهِ في السجن ... بالمختصر سيصبحوا سجنائك غدًا ثابت .
ابتسم " ثابت " بشر متسائلاً :
-وإن مرض احدهم ؟
نظر لهم " إيفان " قليلاً ثم قال :
-سيداويهم الطبيب ثم سيقومون للعمل حتي وإن احتاجوا لراحه فلا مجال لها .
انحني " ثابت " برضا :
-أمرك سموك .
-خذهم الآن .
قالها " إيفان " وهو ينظر لهم متحديًا إياهم أن يعترض أحد واكمل :
-وليس هذا كل شئ , نتقابل بعد الغد كي نستكمل القرارت .
رفع " ثابت " صوته الجهوري :
-ياحرااس اقدموا .
جاءوا سريعًا وأمرهم أن يأخذوا الجميع وفعلوا , تنهد " إيفان " بهدوء واتجه بخطوات ثابته للخروج من الباب الداخلي , وفي نفس الوقت كانت " روبين " تبتعد سريعًا لكن لم يحالفها الحظ حينما رآها " إيفان " تسير بسرعه في الممر فنادي عليها رافعًا صوتهِ :
-أيتها الطبيبه .
وقفت وهي تبتلع ريقها بتوتر ولم تلتفت حتي وصل هو أمامها فوقف مواجهًا لها وتسائل باستغراب :
-ماذا تفعلين هنا؟
ردت بتوتر وهي تطالع الأرضيه :
-كنت .. كنت أصل أخي ولكن أضعت طريقي .
همهم بتفهم وقال :
-حسنًا تعالي معي سأقوم بإيصالك .
كان الصمت هو المسيطر أثناء سيرهما حينما قطعه هو يقول بعدم رضا :
-هلا ارتحتي قليلاً سيؤلمك رأسك من كثرة الحركه .
ردت بارتباك:
-أنا بخير.
قال بإصرار :
-لن تكوني هكذا إن استمريتي بالحركه .
صمتت ولم تجيبه فقط أخذت تنظر لجانب وجههِ في الخفاء من حين لآخر وهو يسبقها ببضع خطوات بسيطه , لا تصدق أنها شكت بهِ وكادت تسبهُ وهو بهذا النبل فقد عاقبهم أنسب عقاب وكما قال مازال هناك بقيه , حديثهُ يتردد بأذنها فتبتسم تلقائيًا بسعاده لما ناله هؤلاء المجرمين من وجهة نظرها , وتشعر بالإمتنان له ولموقفه الصارم .
وصلا أمام باب غرفتها فاستفاقت علي حديثه المتسائل :
-هل أكلتي؟
أخفضت رأسها بإحراج وقالت بخفوت :
-أتت لي الخادمه بالطعام بعد أن عدت لغرفتي بعدما انهيت حديثي مع سمو الوالده لكن لم أكن جائعه .
قال بنبره صارمه :
-سأبعث لكي بالطعام الآن .
ردت باعتراض :
-لستُ جائعه .
هتف وكأنه لم يسمعها :
-وستأكلينه كله وسأسأل الخادمه, هيا ادلفي للداخل .
استدار مُغادرًا وتركها واقفه مشدوهه من حديثه واهتمامه البالغ بها !
قابل في طريقهِ إحدي الخادمات فقال لها :
-ابعثِ بالطعام للطبيبه وجهزوا الطعام الملكي واستدعي الأسره الحاكمه .
انحنت بخضوع :
-أمرك سيدي .
_____________________
اتجه لغرفة " حيدر " ليراه , فتح الباب ببطئ فوجده جالسًا فوق الفراش رافعًا رأسه للأعلي يتأوه بصمت وهو يضع يده فوق عينيهِ اليسري , هز " إيفان " رأسه بعدم رضا فيبدو أنه قد أبلغ في ضربهِ قليلاً .
انتبه " حيدر " لخطوات أحدهم تقترب فاعتدل يري من , امتعضت ملامحه ولف رأسهِ للجهه الأخري حينما طالع وجه " إيفان " ولم يكتفي بهذا بل ذم شفتيهِ فبدى طفلاً حقًا ...
-حيدر .
ناداه " إيفان " فامتنع الأخير عن الرد فهتف بعنف مُستنكر :
-أولن تجيبني؟!
يعلم " حيدر " أن لا شئ يثير جنون " إيفان " سوي التجاهل أوأن يحدث أحدهم ولا يجيبه , ولأنه ليس حمل ضربه أخري اضطر آسفًا أن يجيبه , فقال متذمرًا :
-لا أريد التحدث معك .
هدأ " إيفان " من ثورته التي أوشكت علي الإندلع وقال باستنكار :
-ليست المره الأولي التي أضربك بها !
اشتعلت عيناه بضيق ونظر له قائلاً :
-وإلي متي سأصمت ! , متي ستكف عن ضربي !
هز منكبيهِ ببرود وقال :
-حينما تتوقف عن ارتكاب الحماقات .
صرخ " حيدر " بغضب :
-ماذا فعلت!!
اتسعت عين " إيفان " بتحذير مرددًا :
-أتصرخ في وجهي !؟
ضغط قبضة يدهِ ورد بحسره وقد خفت صوتهِ :
-لا أصرخ .
تجاهل " إيفان " الأمر وقال وكأنه يحدث طفل :
-أيصح أن تفضح سري وتخبر أمي بهِ؟
هز " حيدر " رأسه بنفي قائلاً بخفوت :
-لا
أكمل " إيفان " بنفس الطريقه :
-أيصح أن تري أريام في تلك الوضعيه وهي نائمه حتي وإن كانت بغرفتي أخبرتك ألا تدلف أي غرفه دون أن تدق الباب , حدث؟
رد بخجل :
-حدث .
رفع رأسه يسأله بفضول :
-ماذا كانت تفعل في غرفتك وهي نائمه هكذا ؟
-صدمت رأسها وفقدت الوعي .
تسائل بقلق :
-وهل هي بخير؟
رد " إيفان " بابتسامه :
-نعم بخير , أخبرني إذًا أولم تستحق العقاب ؟
زفر بضيق قائلاً :
-حسنًا إيفان لكن لا تكررها .
اقترب " إيفان " يحتضنه بمرح قائلاً :
-إن لم تكرر حماقتك لن أكررها .
هز " حيدر " رأسه بيأس متمتمًا :
-لا فائده , متي ستذهب لرحلتك .
تنهد مُجيبًا :
-غدًا , ولكن ...
قال " حيدر " مستفسرًا :
-ماذا ؟
-أريد أن أخذ أريام معي.
قالها بتوتر طفيف وهو ينظر ل " حيدر " .
-حقاً ! أتريد أن تأخذها معك في رحلتك؟
قالها "حيدر" بتساؤل مستنكر ومستغرب في الوقت ذاته فكيف سيستطيع فعلها ؟ كيف سيأخذها معه بلا أي رابط بينهما يتيح له حق رغبته هذه! وكيف سيطلب منها ذلك من الأساس.
رد "إيفان" بإصرار :
- لا سأخذها بالفعل وليست إراده وحسب .
- حسناً ولكن كيف؟
هتف بها "حيدر " بحيره , ليأتيه رد " إيفان " الذي لم يكن أقل حيره منه فقال متنهداً :
- لا أعلم , لكن سأفكر في طريقه ما .
عقد "حيدر "حاجبيه متمتماً بعدم رضا :
- إيفان الأمر ليس بالضروري أتركها هنا واذهب أنت لزيارة عمي رحمه الله ذهابها ليس له داعي من الأساس !
هز رأسه برفض وجبينه مقطب قائلاً بسخط:
- رحلتي تستغرق من يومان لثلاث أيام كما تعلم ولن أستطيع أن أبقي كل هذه المده دون رؤيتها .
ابتسامه ساخره غزت ثغر حيدر وهو يقول بتلاعب :
-كل هذه المده! أتقصد يومان حقاً أم عامان!
زجره " إيفان " بنظره جانبيه حارقه محذره من عينيه , ليكمل "حيدر " حديثه بجديه :
- إيفان تتحدث وكأنك ستبتعد عامان بالفعل وليس يومان!
-وهم كذلك بالنسبه لي , ما تحسبه أنت يوم يساوي عندي أعوام في بعدها عني .
قالها " إيفان " بصدق خالِ من أي مبالغه فقط يترجم ما بداخله دون أي حواجز لإبن عمه الذي يُعد بمثابة أخيه وأكثر .
أومئ "حيدر" برأسه متفهماً حديث أخيه وقد تخلي عن مشاعره الساخره فرغم كونه لم يجرب مثل هذه المشاعر من قبل إلا أنه يتفهم مشاعر أخيه جيداً خاصة وكونه شاهد علي كل ما مره به في السنوات المنصرمه .
- أولم تصبر سنوات علي بعدها كيف لا يمكنك تحمل أيام قليله ؟
تنهيده عميقه محمله بمشاعره الفائضه خرجت من جوفه معبره عن ما يجول بداخله , وقال وهو يشرد في نقطه وهميه بعيده :
-لم أكن قد ذوقت حلاوة قربها , لم تكن كل المشاعر الرائعه التي تدغدغ ثنايا قلبي وجسدي في وجودها قد تعرفت عليها بعد , كان أملي إيجادها ...وقد حدث , والآن بعدما وجدتها أخيراً وأصبحت جواري لن أستطع أن أبتعد حتي ولو سويعات , رغم أنني لا أراها طوال اليوم ولكن يكفي وجودها معي في المكان ذاته , يكفيني شعور قلبي بها رغم عدم وجودها أمامي.....أتعلم حيدر , أصبحت حينما أغمض عيني لأخلد للنوم أتمني أن يمر الليل بأكمله في دقائق لو أمكن كي أستقيظ وأراها .
ابتسم "حيدر " بعبث قائلاً:
- أعلم , وأعلم أيضاً أنك يومياً صباحاً تذهب لرؤيتها بحجه ما .
ابتسامه حانيه وعاشقه زينت ثغره وهو يهمس:
- لا أستطيع أن أبدأ يومي دون رؤيتها أولاً, وتطلب مني أن ابتعد عنها ليومان كاملان !
كانت جملته الأخيره محمله بسخريه كبيره واستنكار معاً , وأكمل بتنهيده :
- والله لو أنني أستطيع لفعلتها , ولكني لن أستطيع أبداً , ولولا وعدي الذي قطعته علي نفسي يوم وفاة أبي علي زيارته سنوياً لما قمت بهذه الزياره .
- لكن إيفان هي ليست طفله لتأخذها معك في كل مكان ! ستأتي لك رحلات أخري يجب القيام بها من دونها ماذا ستفعل حينها !
زفر باختناق قائلاً :
-حيدر لاتعكر لي صفوي الآن , اترك كل شئ لوقته , حينها سنفكر كيف ندبر الأمر , كما أن كل رحلاتي الخاصه بشئون الحكم يمكنك القيام بها نيابة عني أليس كذلك !
قال الاخيره بنره خبيثه وهويطالع وجه "حيدر" الذي شحب بذهول متخيلاً مصيره الفتره القادمه بين البلده والأخري
.
فقال بغيظ :
- من الواضح أن أري...
قطع كلمته وهو ينظر ل ملامح "إيفان" التي احتدت محذره إياه من استكمال كلمته .
فابتلع ريقه قائلاً بارتباك :
- اا..أقصد الطبيبه ستغير الكثير في الفتره القادمه .
هتف " إيفان" ببرود:
- وإذا ! فلتلفعل ما تشاء .
هكذا أنهي حديثه وهو يبتعد متجهاً للخارج بعدما رمي تصريحه الكامل لساكنة قلبه بفعل ما تشاء !
رواية جاردينيا (مشروع حب) الفصل الثانى 2 من هنا
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى 2
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الجزء الأول 1
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)