رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الثانى 2 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى البارت الثانى 2
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الحلقة الثانية 2
رواية جاردينيا (لعنة الحب) بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب) |
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الثانى 2
جاردينيا الجزء الثاني ( مشـــروع حـــــب )
البارت الثاني "خطه "
ناهد خالد
أغمضت عيناها باستمتاع تقف في أحد شرفات القصر التي تغزو الممرات , وقفت تستقبل نسمات الهواء البارده التي تداعب وجهها وخصلات شعرها برقه وكأنها تحتضنها , رغم برودة الجو إلا أنه ممتع أيضًا , فتحت عيناها علي صوت خطوات تهادت لأذنها , التفت لتري ذلك الذي قابلته منذ ساعات يأتي باتجاهها .
كان يسير لغرفة الطعام بعدما أخبره " إيفان " بهذا قبل أن يتركه , حينما رآها تقف في شرفة الممر , قرر الذهاب لها ومعرفة من تكون ولا بأس من إثارة غضبها كي يسترد حقه منها .
وقف أمامها لتطالعه بغيظ ولا مباله في نفس الآن , تغاضي عن نظرتها وهو يقول :
- لما تقفين هكذا؟
نظرت له بسخريه وقالت :
- أممنوع الوقوف هنا؟ ثم ما دخلك أنت ! أكان قصرك لتتحكم بمن بهِ !؟
اغتاظ أكثر لحديثها المستفز والمقلل من مكانته بالوقت ذاته فما زالت تلك الحمقاء تظن أنه الحارس الشخصي للحاكم , كاد يجيبها حينما وجد أحد الحراس يمر من جواره فوقف منحني له ولم ينصرف إلا حينما أشار له " حيدر " بيده يأمره الإنصراف.
اتسعت عيناها بذهول فإن كان مجرد حارس شخصي للحاكم لم يكن سينحني له ذلك الحارس , ابتلعت ريقها بقلق وهي تنظر له بتوتر تتسائل تري من يكون ! .
- من أنت ؟
سؤال خرج منها متوترًا تنتظر الإجابه بتوتر أكثر خاصًة وهي تري ابتسامته الخبيثه .
بكل غرور أجابها :
- القائد حيدر قائد الجيوش , وابن عمه للحاكم , ما رأيك أيحق لي التحكم بمن في القصر أم لا ؟!
اعتدلت في وقفتها بتوتر بالغ وخوف وهي تهمس لنفسها :
- من الأسره الحاكمه ! يالي من غبيه!
- لا أسمع بما تهمسين ؟
تسائل بها " حيدر"بعدما خفق في استماع ما تهمس بهِ , نفت برأسها سريعًا وهي تقول :
- لا لاشئ , اعتذر لم أكن أعرفك .
رفع حاجبه بتسلط وهو يتسائل :
- من أنتِ؟
ردت بخفوت وهي تنظر للأسفل :
- مطر , مساعدة الطبيبه أريام.
ضيق عيناه بتذكر قائلاً:
- أنتِ من أتيتِ من السجن ؟
أكمل متسائلاً بغلظه :
- وهل تفهمين بالطب ؟
ضغطت علي أسنانها بغيظ قبل أن تجيب بهدوء مصطنع فهي تدرك محاولاته للتقليل منها :
- أجل .
أتاها رده الهادئ المشبع بالغرور والتأمر :
- إذًا فلتجدي لي دواء مناسب من أجل وجهي .
رفعت رأسها تنظر لتلك الكدمه التي تزين أسفل عيناه وآخري في وجنته اليسري , كتمت ضحكتها وهي تتذكر حين رأته يخرج من الغرفه بهذا الشكل , ردت بهدوء:
- سأجلب الأعشاب المفيده لمثل هذه الكدمات .
رفع رأسه بعنجهيه مفرطه :
- أتمني أن تجدي نفعًا رغم إنني أشك في هذا .
أنهي حديثه معها وسار في طريقه رافعًا رأسه بغرور تاركًا إياها خلفه تجز علي أسنانها من الغيظ فهي منذ رأته وهو يثير حفيظتها .
___________________
- السلام عليكم أمي .
قالها " إيفان " الذي دلف لغرفة والدته للتو فوجدها تجلس تقرأ القرآن بتمعن , أغلقت كتاب الله بعد أن صدقت وأجابته :
- وعليكم السلام عزيزي .
اقترب مقبلاً رأسها وجلس بجوارها قائلاً :
- يجهزون الطعام قلت لأجلس معكِ قليلاً لحين ينتهون .
رفعت كفها تمسح بهِ علي وجنته وهي تقول باشتياق :
- لو تعلم كم اشتقت إليك عزيزي , لم تكن تغيب عن بالي أبدًا .
ابتسم آخذًا كفها بين كفيهِ قائلاً :
- اشتقت لكِ أكثر أمي .
أتته نبرتها المتسأله بإهتمام :
- متي ستبدأ رحلتك ؟
قطب حاجبيهِ باستغراب مُتسائلاً :
- أولم تأتي معي ؟
ردت بحزن واضح :
- لا أريد أن أكون عائق في رحلتك , أقصد سأحتاج للراحه كثيراً خلال الطريق عن أي مره سبقت وهذا سيطول من أيام الرحله .
ابتسم بهدوء وهو يقول :
- أمي , أنا علي استعداد أن تأخذ تلك الرحله شهر كامل من أجلك لا أمانع أبدًا , لا تحملي همًا , سآخذك معي وسأأخذ معنا الطبيبه أيضًا تحسبًا لأي شئ قد يحدث معك .
ضيقت عيناها بشك وهي تنظر له بابتسامه ماكره وقالت :
- الطبيبه !
حمحم بهدوء وحاول إظهار الثبات ورد بنبره عاديه :
- أجل لأجلك .
اتسعت ابتسامتها وهي تتسائل باستنكار :
- من أجلي ؟!
أراد الهرب من حصارها فقال مُغيرًا الموضوع :
- سنخرج صباحًا مع الشروق .
لم تختفي ابتسامتها وهي تقول :
- حسنًا سأكون جاهزه , ألديها علم أريام ؟
وقف بهدوء مُجيبًا :
- لا سأخبرها بعد الطعام هيا لنذهب .
________________________
دلفا للمنزل بعد أن عادوا من القصر الملكي , أغلق " عبد الرحمن " الباب خلفه والتف وجدها قد جلست فوق المقعد بارتياح , رفع حاجبه باستنكار لكنه التزم الصمت واتجه للمقعد الآخر يجلس بلامباله .
مضت دقائق وهما ينظران لبعضهما وكأن كلاً منهما ينتظر من الآخر شئ ما , نظرت " شمس " ل " عبد الرحمن " بجانب عينيها بضيق فوجدته مغمض العينين , ارتفع حاجبها باستنكار أسينام ؟ حقًا ؟
- عُبيد !
هتفت بها بغيظ وهي تنظر له منتظره رده .
فتح عيناه بملل وقال :
- أجل .
اتسعت عيناها بضيق قائله :
- أستنام ؟
رد ببرود مُتسائلاً :
- لما ؟
ضغطت علي أسنانها بغيظ مردده :
- ألن نأكل ؟
زم شفتيهِ بلامباله قائلاً :
- ألا تريدين ؟
لوت فمها باستنكار :
- بالطبع سأكل !
تسائل ببرود :
- إذًا ماذا تنتظرين ؟
قطبت حاجبيها باستفهام :
- ماذا تقصد ؟
سألها بملل :
- أسيُطهي الطعام بمفرده ؟
- وهل سأفعلها أنا؟
قالتها باستنكار صارخ , فنظر لها وكأنها برأسين قائلاً :
- وهل سأفعلها أنا ! , فعلتها سابقًا لأنكِ كنتِ مريضه لكنك بخير الآن , ثم لستُ الرجل الذي يحبذ الطهي مطلقًا .
ردت بتزمر قائله :
- لكنني لا أعرف كيف أطهو .
مسد أنفه بأصبعيه وقال بلا مباله :
- ليست مشكلتي في الحقيقه .
- حسنًا سأحاول ولكن إن كان بهِ شئ لا داعي أن تسخر مني .
أومئ لها بصمت فقامت لتحاول صنع أي شئ يستطيعون أكله فهذه مرتها الأولي في الطهي .
_________________
استمعت لدقات خافته فوق باب غرفتها بعدما انتهت من الطعام , اتجهت له لتفتحه فوجدت " إيفان " أمامها , أخفضت نظرها بتوتر دومًا ما يصيبها في وجوده , استمعت لحمحمته القويه قبل أن تسمعه يقول :
- فلتجهزي نفسك لرحله ستبدأ غدًا صباحًا .
قطبت حاجبيها باستغراب مُتسائله :
- ألم تكن رحلة سموك ماذا سأفعل بها ؟
نظر لها مُتفاجئًا فكان يمني نفسه بأنها لا تعرف شئ عن الرحله وسيشرح لها الأمر من أوله فيطول الحديث بينهما , زفر بضيق مُتسائلاً :
- من أخبرك ؟
ردت بهدوء وهي تستغرب ضيقه البادي علي ملامحه :
- والدة سموك .
ضغط علي أسنانه بضيق محاولاً الهدوء فمن أين سيلاحقها من حيدر أم من والدته ! ألن يتركوا له فرصة لتقريب المسافات بينهما !
- حسنًا , سترافقينا من أجل أمي رُبما تمرض بالطريق , لا يمكنني المجازفه بها .
زمت شفتياها بإقتناع تام فحديثه منطقي رُبما مرضت أثناء الطريق ماذا سيفعل؟
- حسنًا , سأكون جاهزه , ولكن كم يوم ستسغرق ؟
أجابها بقليل من الحيره :
- رُبما من ستة أيام ل سبعه .
اتسعت عيناها بذهول مُردده :
- كل هذا ؟ ألهذا الحد المقابر بعيده ؟
أومئ موافقًا وقال :
- أجل , الطبيعي تأخذ يومان ذهابًا ويومان في العوده ونبقي هناك يومان .
- وهل تتوقفون في الطريق ؟
أومئ برأسه مؤكدًا :
- بالطبع نتوقف , مُرهق أن تأخذي الطريق دفعه واحده يجب أن يتخلله بعض الراحه .
أومأت بتفهم وقالت مُتسائله بحيره :
- ماذا أأخذ معي ؟
- فلتأخذي بعض الثياب فقط .
- حسنًا .
نظر لها قليلاً فلم يجد ما يقوله , فحمحم قبل أن يقول :
- حسنًا سأبعث لكِ الخادمه صباحًا .
أومأت بموافقه مبتسمه له ابتسامه صغيره , رد لها الابتسامه فظهرت هاتان النقرتيان اللتان يزينان وجنتيهِ فيجعلوا ابتسامته مهلكه , ابتعد بهدوء حتي اختفي من أمامها , أغلقت الباب وهي تستند علي ظهره بشرود , لما دومًا وجوده يربكها ؟ , لما ابتسامته تجذبها ؟ , لما تشعر في وجوده بشئ ما يذغذغها , مشاعر مبهمه تمامًا تجتاحها ولا تدري منها سوي شئ واحد ...أنه يربكها .
_________________________
- لذيذ ؟
نطقت بها " شمس " بحماس وهي تطالع " عبد الرحمن " وهو يتذوق الطعام , ظلت تراقبه بقلق منتظره رأيه , اطال في التذوق حتي ملت , فأعادت تسائلها :
- عُبيد ما رأيك ؟
رفع بصره إليها ينظر لها بملامح متهجمه ومط شفتيهِ للأمام باشمئزاز واضح قبل أن يقول :
- بشع حقيقةً لن أجامل .
طفرت الدموع بعينيها وهي تنظر له ألهذا الحد بشع! , تمتمت بخفوت وهي تشعر بفشلها :
- اعتذر ظننته سيكون جيد .....
صمت وهو يكمل الطعام ورأسه تُهز يمينًا ويسارًا تعبيرًا عن إجباره لأكمال الطعام لعد وجود غيره , وللحقيقه هي أيضًا مُرغمه لجوعها , مدت يدها لتأخذ لقمه صغيره وتغمسها بالطعام علي مضض والدموع مازالت بعينيها فهي قد أعدته بحماس كبير وتمنت أن ينال إعجابه , وضعت اللقمه في فمها ومضغتها علي مهل , تجمدت ملامحها وهي تتذوق الطعام , الطعام جيد بل جيد للغايه ولذيذ أكثر مما توقعت حتي ! , إذًا ماذا بهِ ! لما قال هذا !؟
نظرت له لتراه يكتم ضحكته بصعوبه , وهو يتطلع بطعامه , هتفت بتروي :
- قلت ماذا بهِ الطعام ؟
رفع نظره لها ولم يستطع كتم ضحكته أكثر فصدحت ضحكاته بالأرجاء وهو يتطلع لها حتي أدمعت عيناه .
الآن اكتشفت خدعته لقد كان يلاعبها لم يكن هناك شئ سئ في الطعام فقط أراد التلاعب بأعصابها .
- أكنت تضحك علي ّ ؟
ظل يضحك وهو يومئ لها من بين ضحكاته , بلغ الغيظ أشده عندها فقامت متجهه ناحيته تلكم صدره بيدها بغيظ وهي تصرخ بهِ أن يكف عن ضحكاته إلا أن فعلتها ورؤيتها بهذا الشكل رغم تفاجئه باقترابها منه بهذا الشكل وبلكمتها إلا أنه أزاد من ضحكاته , فازدادت هي من ضربتها حتي وقف يركض منها في أنحاء المنزل الصغير جدا , ظلت تصرخ بكلمات غير مفهومه وهي تركض خلفه وتكلمه بيدها حيثما تطيل فمره بظهره ومره بكتفه ومره بصدره حين يلتفت لها , أما هو فكانت ضحكاته تعلو أكثر ف أكثر , حتي تعثرت قدمها لتصطدم بالمقعد بقوه , تأوهت بصراخ وهي تتوقف عن الركض , التف " عبد الرحمن " لها ليراها منحنيه تتمسك بقدمها ظن أن هذه خدعه منها فقال :
- لن تخدعينني لآتي لكِ .
لم تجيبه بل ظلت كما هي فأنتابه القلق حيال الأمر , وتأكد من صدقها حين اقترب منها ليري إصبع قدمها الأكبر اتخذ لون أحمر قاني ظهر بوضوح مع بياض لون بشرتها , اقترب منها سريعًا يجلسها فوق المقعد وينحني ليري قدمها وهي تنظر له بافتنان غير منتبه لحديثه حتي وجع إصبعها لم تعد تشعر بهِ , هتف " عبد الرحمن " وهو يفحص إصبع قدميها ويري أن الدماء قد احتجزت تحت أظفرها :
- هل يؤلمك كثيرًا ؟
لم تجيبه ليرفع رأسه لها فوجد وجهها قريب جدا منه فقد كانت منحنيه لأسفل قليلاً , حمحم بارتباك وهويعود برأسه للخلف فانتبهت هي له فنظرت لقدمها بارتباك مماثل تحاول الا يظهر عليها شرودها بهِ , استمعت له يهتف ثانيةً :
- هل يؤلمك ؟
أومأت بتألم عادت تشعر بهِ بعد أن أفاقت من سحر اللحظه كما يقولون , وقف مبتعدًا فتباعته بعينيها حتي وجدته يجلب بعض المياه وقماشه صغيره ويعود لها , انحني علي ركبتيهِ ثانيةً وهو يغمغم :
- لا أفهم بالطب كثيرًا لكن سأحاول أن أخفف الألم .
ظل يبلل القماشه في المياه ويغط بها علي إصبعها لا يعرف إن كان هذا يجدي نفعًا أم لا لكنها الوسيله الوحيده المتاحه .
بعد ثوانِ استقام في وقفته ونظر لها متسائلاً :
- هل خف الألم قليلاً ؟
أومأت وهي تنظر له بتمعن اربكه لا يعرف لما تنظر له هكذا ! , وقفت بهدوء حتي أصبحت أمامه تمامًا كاد يبتعد قليلاً لكنها أمسكت يده وهي تقول بخفوت :
- شكرًا لك.
وللمفاجأه بل كانت بمثابة كهرباء ضربت ب " عُبيد " حينما شبت علي أصابع قدمها السليمه واستندت بكلتا كفيها عليهِ أحدهما امسكت بهِ كف يده كما كان والآخر وضعته فوق صدره , ارتفعت حتي وصلت لوجنتهِ , فطبعت قبله رقيقه عليها , قبله أشبهت رفرفت الفراشه , كادت عيناه أن تخرج من مقليتهما وهو ينظر أمامه بعدم تصديق , ابتعدت بهدوء وعادت لتقف بطبيعيه وهمست أمام وجههِ :
- قلت لأشكرك بطريقتي .
نظر لها مشدوهًا ولم يرد فابتسمت بتلاعب وهي تتجه للداخل , تاركه إياه يستوعب أول خطواتها , ومن الواضح أن حواء قد بدأت بأسلحتها .
____________
وعلي الصعيد الآخر لم يكن " إيفان " مُتأخرًا عن " شمس " في بدأ خطته , فقضي ليله يفكر كيف ستكون تلك الرحله مفيده لعلاقتهما , وبعد ساعات قضاها في التفكير حتي أُرهق , تمتم قبل أن يأخذه سلطان النوم :
- لن أعود من هذه الرحله إلا وقلبك معي .
فكان هذا بمثابة وعد قطعه لقلبه الملتاع .
رواية جاردينيا (مشروع حب) الفصل الثالث 3 من هنا
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى 2
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الجزء الأول 1
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)