رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الثالث 3 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى البارت الثالث 3
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الحلقة الثالثة 3
رواية جاردينيا (لعنة الحب) بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب) |
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الثالث 3
جاردينيا ج2 ( مشروع حب )
البارت الثالث ( رحله )
ناهد خالد
( وإني في الحب أعظم محاربًا )
"ناهد خالد "
انكشح الليل سامحًا لضوء النهار أن يغزو الكون , ومع أول ضوء دلف لغرفته كان قد فتح عينيهِ ليستقبله بحماس , فمن اليوم ولعدة أيام ستليهِ لن تغيب عن ناظريه أبدًا إلا وقت النوم فقط , وكم يتوق شوقًا لقضاء هذه الأيام , والتي ستُعد أيضًا أهم حرب سيخوضها بها , أهم حرب في حياته بأكملها , وأصعبهم , رغم خوضه المئات من الحروب سابقًا لكن هذه مختلفه تمامًا , والهزيمه فيها ....هزيمه ! هو لن يتقبلها أساسًا , قالوا كل شئ مُباح في الحب والحرب , وهنا يجتمع كلتيهما فهذه حرب من أجل الحب , لكم أن تتخيلوا بكم سلاح سيتسلح وكم وسيله سيأخذ , وهنا لن تحكمه أي قوانين , عدا قوانين الدين بالطبع .
ارتدي ثيابه المريحه التي يرتديها عادةً في الرحلات , والتي تكونت من بنطال أسود واسع وكنزه سوداء مماثله تُربط جانبيها في جانب واحد فتظهر بميل من الأمام , تصل لقبل الركبه بقليل , ولم يضع عمامته بل ترك شعره حرًا , وارتد خفهِ الأسود المماثل , جاء الحراس وأخذوا أمتعته المحزومه واتجهوا بها للعربات المخصصه لها , وهكذا فعلوا مع والدته و " روبين " .
خطي خطوات هادئه تمامًا يتجه لغرفتها بعدما أطمئن من ذهاب والدته للموكب المنتظر , دق فوق الباب بهدوء بعدما أخذ نفس عميق أطلقه علي مهل , ثوانِ وظهرت له من خلف الباب , مرتديه فستان أزرق اللون مقارب للون عينيها , بدي اللون رائع عليها حقًا , يعتقد أن هذا الثوب أكثر الثياب التي أحسن اختيارها , وكم يرضيهِ كونه من أختار كل قطعه ترتديها , ولأول مره يفعلها في حياته يجلس أمام التاجر ويعرض عليهِ الثياب النسائيه ويختار منها , لم يتوقع يومًا أن يفعل هذا ولكنه قد فعل .
لما عليهِ أن يكون بكل هذه الجاذبيه ؟ , ألا يكفي كونه وسيم من الأساس , يرتدي الأسود وقد بدي ملكًا عظيمًا بهِ , خطف عينها منذ وقعت عليهِ , وشعره الحر الذي لا تراه إلا نادرًا وقد تساقطت بعد الخصلات علي جبهتهِ لشدة غزارته ونعومته .
همست لنفسها بضيق :
-يخربيتك هو أنت ناقص حلاوه رايح تلبس أسود , مكدبتش لما قلت للواد عبده أنك أحلي من توم كروز .
تسلل إلي مسامعها صوته الذي أخرجها من دوامة أفكارها وهو يقول :
-هل أنتهيتِ ؟
قطبت حاجبيها باستغراب متسائله :
-هل أتيت سموك لتصطحبني ؟
حمحم بهدوء قبل أن يجيبها بثبات :
-أجل .
ذمت شفتيها باستغراب أكبر قبل ان تترجمه لسؤال وجهته له :
-عذرًا سموك لكن لم يكن هناك داعي لتأتي بنفسك , أقصد لبعثت بأحد لي .
هز رأسه بتفهم وقال بتحجج :
-كنت بجوار غرفتك قلت لأمر عليكِ في طريقي .
أومأت بتفهم وقالت وهي تشمل الغرفه بنظره أخيره علّها نسيت شئ :
-وأنا قد انتهيت , هل نذهب ؟
أنهت جملتها وهي تعيد نظرها له , ابتعد قليلاً للوراء مُشيرًا لها بالخروج .
سارت معه حتي وصلا للموكب الذي ينتظرهم , قابلتها والدته مرحبه بها فرحبت بها هي الآخري بابتسامه , جلسا سويًا في عربه مجهزه من الداخل بوسائد ومفارش قطنيه سميكه للجلوس فوقها , وامطت " إيفان " جواده , فتحرك الموكب نحو وجهته .
________________
اصطدمت بهِ دون قصد وهي تسير في ممرات القصر باحثه عن " روبين " بعدما ذهبت لغرفتها ولم تجدها , نظرت لمن اصطدمت بهِ فوجدته نفسه " حيدر " وكأنه مقدر لها! , ارتدت للوراء تصنع مسافه مناسبه بينهما .
تسائل وهو يطالعها بدقه :
-لما تلتفتين حولك أثناء سيرك ؟
أجابته بهدوء :
-كنت أبحث عن أريام لم أجدها بغرفتها .
جعد حاجبيهِ باستغراب متسائلاً :
-أولم تخبرك أنها ستذهب مع الحاكم ؟
نظرت له بتفاجئ وقالت باستفهام :
-تذهب معه ! لأين ؟
رد بهدوء وقد أدرك عدم معرفتها بالأمر :
-رحله , رحله يقوم بها الحاكم ووالدته وأخذها معه من أجل والدته .
لم تفهم الأمر بوضوح لكنها لن تتسائل أكثر علي أي حال فلتنتظر عودة أريام وتسألها بنفسها , لكنها سألته آخرًا :
-وهل سيتأخرون ؟
ذم شفتيهِ بعدم معرفه لدقة الأجابه :
-ربما أسبوع .
شهقت بفزع وهي تنظر له بأعين متسعه وتمتمت باستنكار :
-أسبوع ؟
رفع حاجبه باستغراب لحالتها وتسائل :
-هل هناك شئ ؟
تململت بوقفتها بعدم راحه وهي تنظر حولها وتقول :
-فقط , لا أعرف كيف سأقضي هذا الأسبوع بمفردي لا أعرف أحد هنا غيرها .
نظر لها بتدقيق قبل أن تعلن شفتيهِ عن ابتسامه خبيثه وقال :
-أجل , أنا أيضًا لا أعرف كيف سأقضي هذا الأسبوع من دون إيفان .
نظرت له وهي تتسائل باستغراب :
-لما ؟ أنت تعرف كل من في القصر .
ذم شفتيهِ بأسف مصطنع وقال :
-كنت أقضي يومي بأكمله مع إيفان فقط .
همهمت بتفهم وأشاحت ببصرها عنه , نظر لها بأعين ضيقه كصياد يصطاد فريسته , وقال وكأنه يقترح الأمر عليها :
-ما رأيك لنقضي هذه الأيام معًا؟ .
أعادت نظرها له تطالعه بحده قبل أن تقول بتساؤل جاد :
-عفوًا , ما معني (معًا) ؟!
رد سريعًا بابتسامه مضطربه :
-لا لا , ماذا فهمتي ! , أقصد فلأريكِ القصر ونتحدث قليلاً , ليس أكثر .
لانت نبرتها وهي تقول :
-إن كان هذا ليس لدي مانع .
ابتسامه ماكره زينت وجه وقال :
-إذًا وقت الغروب لتقابليني هنا لأريكِ أجمل مشهد قد تراه عيناكِ مطلقًا .
ابتسمت بحماس وقالت :
-حسنًا سأنتظر .
______________________
لم ينم ليلته بسلام , وكيف يفعل بعد ما فعلته هي ! , ردة فعلها كانت غير متوقعه بالمره , ماهذه الجرأه التي قد تملكتها او أنها تمتلكها منذ زمن وهو لا يعرف , وكيف لا تمتلكها ألم يكن عملها يستدعي مثل هذه التصرفات وربما أكثر , ومن هنا انطلقت الأفكار السامه تغزو عقله , وتصور له الكثير من التصورات البشعه , حتي أرهقه عقله من كثرة التفكير .
مالم يعرفه انها فعلت هذا معه فقط لأنه زوجها وله الحق في هذا ولها الحق في أن تفعل كل ما تريده معه , ولكن من سيشرح له !؟
تعمد الخروج قبل أستيقاظها كي لا يصادفها فلا يريد أي مواجهه بينهما الآن , سار في طريقه حتي وصل للقصر وهناك وجد الحراس لديهم علم بقدومه وأوصلوه " لحيدر "
وقف " حيدر " مرحبًا بهِ وأخذه ليريهِ محل عمله وعرفه علي من سيفهمه أمور عمله وحان الوقت ليخبره بما طلبه منه " إيفان " قبل ذهابه .
أجلي حنجرته قبل أن ينفرد ب " عبد الرحمن " بعيدًا وقال له بهدوء :
-أردت أن أخبرك أمرًا .
أومئ برأسه يستحث حديثه , فأكمل " حيدر " قائلاً :
-أردت إخبراك أن الحاكم قد اصطحب الطبيبه معه في رحله قد تستغرق أسبوع .
قطب حاجبيهِ بشده وقد بدي الإنفعال علي وجهه فتسائل باستنكار :
-اصطحبها معه !؟
فهم " حيدر " ما وصل إليه تفكير " عبد الرحمن " فهتف سريعًا موضحًا :
-لا , ليست بالمعني الدقيق , قصدت أخذها معه .
رفع حاجبه باستهجان وهو يجز علي أسنانه قائلاً :
-وهل هناك فارق ؟
تحدث " حيدر " بهدوء :
-سأشرح لك .
شرح له كل ملامسات الأمر من بدايته وأنهي حديثه يقول :
_أخبرني إيفان أن كل شيء حدث فجأه لذا لم تلحق هي أن تخبرك ولم يستطعوا انتظارك حتي تأتي فقد ذهبوا منذ ساعتان تقريبًا.
أومئ له " عبد الرحمن" بشرود وهو يفكر هل حقًا هذه الرحله مفاجأه كما يدعي حيدر أم أن هناك ترتيب للأمر، هل ينبغي أن يبدأ بالقلق من الحاكم أم ماذا؟، وكيف سيظل كل هذه المده لا يعلم عنها شئ؟، كيف سيطيق أن يصبر لحين عودتها ليعلم إن كانت بخير أم لا؟
وكأن حيدر يقرأ أفكاره حينما قال وهو يضع يدهِ فوق كتف " عبد الرحمن" :
_لا تقلق ليس هناك ما يستدعي القلق، ستكون بخير كما أن إيفان لا يسمح أن يمس أحد معه سوءًا، أضمن لك هذا..
همس لنفسهِ بسخريه :
_لكن لا أضمن لك سلامتها من إيفان نفسه...
ابتسم له " عبد الرحمن" بود فرد له "حيدر" الإبتسام كأنه يطمئنه رغم كونهِ غير مطمئن.
_______________________
بعد ساعات كثيره وقد قارب الليل علي القدوم، وتخللت تلك الساعات توقفهم للراحه لثلاث مرات تقريبًا، راحه لم تزيد عن النصف ساعه، قرروا التوقف مره رابعه من أجل الطعام والتخييم ، ترجل عن جواده واتجه لعربتهم، فتح الستار الذي يزين بابها ومد يده لتستند عليها والدته، ففعلت وساعدها في النزول تبعتها " روبين " التي نزلت بسهوله بالطبع، وقفت تنظر للمكان حولها كان أشبه بالغابه وربما هو بالفعل كذلك لكن هناك مسافات واسعه بين الأشجار، استمعت لصوت " إيفان" وهو يخاطب والدته :
_سنخيم هنا فقد بقي ساعه علي قدوم الليل، سيبدأو بتثبيت الخيم و آخرون سيعدون الطعام لينتهوا قبل الليل..
أومأت والدته بموافقه قبل أن تقول :
_حسنًا، سأخلد للنوم هذه الساعه وحين ينتهون فلتوقظني.
قطب ما بين حاجبيهِ بتساؤل :
- أين ستنامين؟
ردت ببساطه :
_سأنام بالعربه وأمدد أرجلي.
تسائل مره اخري بقلق:
_ألن يؤلمك الوضع لتنتظري حتي ينتهوا من تثبيت الخيم.
أشاحت بيدها قائله:
_لا أريد النوم، لا تقلق لن يؤلمني، فقط أردت أن أستنشق بعض الهوء وأري المكان قبل أن أعود للعربه.
رفع منكبيهِ باستسلام :
_حسنًا كما تشائين.
مرت دقائق قليله قبل أن تطلب منها مساعدته للصعود للعربه مره أخري وقالت ل " روبين" :
_اعذريني أريام لكني حقًا أريد النوم، معكِ إيفان فلتضيعان الوقت بالحديث معًا كي لا تشعرون بالملل.
بلعت ريقها الذي جف بصعوبه وهي تقول :
_لا يهمك سموك نومًا هانئًا.
ابتسمت لها ودلفت للعربه مختفيه عن أنظارها ولكنها جذبت " إيفان" من ذراعه حتي دلف جسده العلوي للعربه، وقالت :
_فلتستغل الفرصه.
رفع حاجبه بدهشه وقال :
_أمي هل فعلتي كل هذا ل....
لم يكمل حديثه حين قاطعته هي وهي تقول بابتسامه مغتره :
_ لستُ وحدك من تضع الخطط، أنا أيضًا وضعت بعض الخطط أولهم أنني سأعطيك الكثير من الفرص لتنفرد بها فلتريني كيف ستجيد اقتناصها..
ضحك بعدم تصديق وهو ينظر لوالدته وقال :
_حسنًا أمي سأستغلها لا تقلقي..
خرج بجسده من العربه ووجه أنظاره ل " روبين" التي كانت تتابع الخراس فيما يفعلونه، اقترب منها حتي أصبح جوارها فهتف لها :
_أتريدين أن نجلس بعيدًا قليلاً حتي يتنهوا؟
نظرت له بتوتر وحمحمت قائله بخفوت :
_كما تريد.
كانت ستكون قلة ذوق منها إن رفضت دعوته رغم رغبتها الشديده في هذا فهي لا تحبذ أبدًا قربه لأنه كما قالت سابقًا يربكها... يربكها كثيراً.
جلسا معًا فوق صخره بعيده قليلاً ويمكنهم رؤيه كل شئ يحدث من عندها، جلسا علي بعد مناسب، ظل الصمت مطبق عليهما لدقائق قبل أن يقول " إيفان" فجأه وهو يسألها :
_هل لديكِ أصدقاء؟
نظرت له متفاجئه من سؤاله لكنها ردت بهدوء :
_لا.
ذم شفتيهِ بحزن مصطنع قبل أن يجيبها:
_وأنا مثلك.
تسائلت باستغراب:
_لما؟ أليس حيدر صديقك؟
غيرته حمقاء... يعترف، لكنه لا يحب أن تذكر اسم رجل غيره! ماذا يفعل؟
كظم غيظه بصعوبه وهو يجيبها بابتسامه بارده :
_أنه أخي وابن عمي وليس صديقي، قصدت بالصديق شخص لا تربطك بهِ سوي الصداقه.
أومأت برأسها بتفهم وقالت بقليل من الحزن :
_لم أحظي بهِ.
نظر لجانب وجهها وهي تنظر أمامها بشرود وقال فجأه :
_ما رأيك أن نكون اصدقاء!؟
اتسعت عيناها بذهول وهي تنظر له، هل يتحدث بجديه الآن ويريد مصادقتها؟! رباه كيف ستفعلها وهي بالكاد تستطع الصمود في حضوره!؟ وأي شكل للصداقه يقصد؟ أهي صداقه عابره؟ أم صداقه حقيقيه داخله في تفاصيل وحكاوي من أحدهم للآخر.....؟!
رواية جاردينيا (مشروع حب) الفصل الرابع 4 من هنا
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى 2
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الجزء الأول 1
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)