رواية مخطط سرى الفصل الأول 1 بقلم عبد الرحمن الرداد
رواية مخطط سرى البارت الأول 1
رواية مخطط سرى الجزء الأول 1
رواية مخطط سرى الحلقة الأولى 1
رواية مخطط سرى بقلم عبد الرحمن الرداد
رواية مخطط سرى |
رواية مخطط سرى الفصل الأول 1
الفصل الأول
بقلم عبدالرحمن الرداد
______________________________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أهلُ الجنةِ الجنةَ، وأهلُ النارِ النارَ، نادى منادٍ: يا أهلَ الجنةِ إنَّ لكم عندَ اللهِ موعدًا يُريدُ أنْ يُنْجِزُكُموه، فيقولونَ: وما هو؟ ألمْ يُثَقِّلِ اللهُ موازينَنا، ويُبَيِّضْ وجوهَنا، ويُدخلْنا الجنةَ، ويُنجِّنا من النارِ؟ فيُكشفُ الحجابُ، فينظرونَ إليه فواللهِ ما أعطاهم اللهُ شيئًا أحبَّ إليهم من النظرِ إليه ولا أقرَّ لأعينِهم
______________________________________
كانت الأجواء هادئة إلى حد كبير في هذا المكان الذي اعتاد على الهدوء والصمت. كان يوجد بعض الأشجار بشكل متفرق وتتراقص أغصانها من حين لآخر بسبب غزو الهواء لها؛ لتُعطي صورة رائعة لكن سرعان ما تبدل هذا الهدوء واقترب صوت من بعيد ليزداد تدريجيًا حتى ضربت قدم الأرض بقوة لتثير الأتربة والغبار من تحتها لكن لم تكن لهذه الأتربة فرصة للهبوط مرة أخرى حيث ضربت قدم أخرى الأرض لتثير الأتربة من جديد بشكل أقوى.
كانت تركض بسرعة كبيرة إلى المجهول وكل ما تفكر به هو الهروب منه قبل أن يلحق بها ويمنعها بالقوة. ركض هو خلفها بكل ما أوتي من قوة وسرعة دون أن يتوقف فهي على وشك تدمير كل شيء الآن. تابعت هي ركضها ولاحظت اقترابه منها فتوقفت ووجهت سلاحها تجاهه قبل أن يتوقف هو ويوجه هو الآخر سلاحه تجاهها قائلًا:
- اقفي عندك يا نيران، متضطرنيش اوقفك بالقوة غصب عنك
نظرت له وقالت بتحدي وغضب في آن واحد:
- سيبني أنت يا طيف وملكش دعوة بيا، هعمل اللي في دماغي ومحدش هيقدر يمنعني
تقدم بخطوات هادئة نحوها وهتف بصوت مرتفع:
- اللي هتعمليه ده هيسبب كارثة وبدل ما الخسارة تبقى قليلة هتبقى كارثية بسبب تهورك وغباءك ده، اقفي يا نيران ومتتحركيش بدل ما اضرب عليكي
نظرت له بنظرات نارية تحمل الغضب وهتفت:
- أنت اللي لو قربت يا طيف هضرب عليك رصاص، ابعد يا طيف وسيبني بدل ما تخليني اعمل حاجة اندم عليها باقي عمري
لم يستمع لها وتقدم بثقة وهو يقول:
- متقدريش يا نيران، مش هتقدري
ضغطت على أسنانها وحركت سلاحها وهي تقول بنبرة تحمل التهديد:
- قولتلك متقربش يا إما هضرب عليك
تابع اقترابه بثقة منها دون أن يتوقف فضغطت هي على الزناد لتنطلق رصاصة من سلاحها وتخترق جسده في الحال.
توقف في تلك اللحظة ونظرات الصدمة تملأ عينيه، وضع يده على مكان إصابته ورفعها ليجد الدماء، سقط على ركبتيه ونظر لها بألم قائلًا:
- ليه يا نيران؟
شعرت هي بالصدمة لما فعلته لكنها رددت:
- أنت كنت مستعد تستخدم سلاحك علشان توقفني
حرك رأسه بمعنى "لا" وقام بالتوضيح قائلًا:
- عمري ما كنت هستخدمه ضدك يا نيران، عمري ما كنت هأذيكي بأي شكل
انهمرت العبرات بغزارة من عينيها وهتفت بصوت باكي مرتفع:
- اعمل ايه يا طيف، أي حاجة هتقف قصاد إني انتقم لولادي هعملها حتى لو أنت يا طيف
رفعت صوتها وتابعت بنبرة باكية:
- حتى لو أنت يا طيف
تركته وركضت بسرعة وتابعها هو بتعب حتى اختفت من أمام عينيه؛ هنا شعر بالدوار فسقط على ظهره وعينه تنظر إلى السماء. ما هي إلا ثوانٍ حتى أغلق عينيه بعد أن سالت دمائه على أرضية هذا المكان الخالي من السكان.
"قــبــل شــهــريــن"
كان «طيف» بداخل مكتبه وردد تلك الأغنية بصوت هادئ غير مسموع:
- أتدري للفرحة كم صوت؟ هي الفرحة ليها صوت؟
رفع صوته وتابع:
- طبعا، قهقهة للضحكات، جلجلة المهلبيات، زقزقة للعصفور وتدق على الراس طبول
عبثت ملامح وجهه وردد بعدم رضا:
- وبعدين في الملل ده، مفيش مهمة ننزل نقهر فيها الأعداء ولا أي حاجة خالص كدا؟
نهض من مكانه واتجه إلى مكتب زوجته وطرق بخفة على الباب لكنه لم يتلقى رد ففتحه بهدوء ودلف وهو يقول:
- نفسي في مرة اخـ...
توقف عندما وجد مكتبها خالٍ ورفع أحد حاجبيه وهو يقول بحيرة:
- راحت فين دي؟
نظر إلى مكتب والده وردد بهدوء:
- تكونش في المكتب عند بابا؟ اممم
توجه إلى مكتب والده وطرق بخفة على بابه قبل أن يسمع صوت من الداخل:
- ادخل
ابتسم ودلف إلى الداخل وهو يقول:
- بقولك يا با...
صمت قليلًا بعد أن تدارك الوضع وهتف:
- بقولك يا سيادة اللواء متعرفش نيران فين علشان مش في مكتبها
رفع «ايمن» أحد حاجبيه وردد بحيرة:
- لا معرفش، اكيد راحت هنا ولا هنا كلمها وسيبني علشان مشغول دلوقتي
لوى ثغره بعدم رضا وهتف بصوت غير مسموع:
- يا مستني بابا يبقى فاضي يا مستني الأحمر يبقى رمادي
هنا رفع «ايمن» رأسه وهتف متسائلًا:
- بتقول حاجة يا طيف؟
رسم ابتسامة مزيفة على وجهه وهتف على الفور:
- لا بقول آسف عطلتك يا كبير
خرج وترك والده ثم عاد إلى مكتبه وهو يقول بعدم رضا:
- وبعدين بقى راحت فين دي من غير ما تقولي
أمسك بهاتفه وهاتفها لكنه لم يجد رد منها مما جعله يُعيد الاتصال عدة مرات لكنه لم يتلقى أي رد. رفع أحد حاجبيه وردد:
- ممكن تكون رجعت البيت؟! طيب ما كانت هتقول للواء أيمن أو تقولي
قرر الانتظار لبعض الوقت ثم يعيد الاتصال بها واتجه إلى مكتب زوج شقيقته ودلف دون أن يطرق الباب ليقول بصوت مرتفع:
- عامل ايه يا جوز أختي المسكين
عاد بظهره إلى الخلف وضرب بيده على المكتب ليقول بعدم رضا:
- ملل يا طيف مقولكش، لسة من شوية رايح للواء أيمن وقولتله ايه يا باشا مفيش أي مهمة تفتح نفسنا على الحياة راح قايلي على مكتبك يا سيادة المقدم بدل ما احولك للتحقيق
جلس على المقعد المقابل له قبل أن يقول بعدم رضا:
- هي عادته ولا هيشتريها لسة رايحله دلوقتي وطردني المهم قولي مشوفتش نيران؟
رفع أحد حاجبيه وحرك رأسه بمعنى لا قبل أن يجيبه:
- لا لم أراها، اسأل ابن خالتها يمكن شافها
رفع أحد حاجبيه وردد باعتراض:
- عايزني ادخل لرماح؟ لا يا سيدي مش عايز اعرف هي فين
في هذا التوقيت دلف «زين» الذي رفع صوته قائلًا:
- جايبين سيرة رماح باشا ليه؟
التفت «طيف» ونظر له قائلًا:
- يخرب بيتك وطي صوتك أنت جاي تفضحنا؟ سايب مكتبك ليه يا باشا
تقدم إلى الداخل ووضع كلتا يديه في جيب بنطاله وهو يقول:
- ملل ليفيل الوحش، أنا شغال في شرطة على فكرة المفروض اللواء أيمن يستفيد من خبراتنا اللي هتخلل دي
هنا نطق «بارق» وقال بحزن:
- هي لسة هتخلل؟ نفسي أعرف رماح باشا عنده ملل زينا ولا رايق
في تلك اللحظة دلف «فهد» إلى الداخل وردد بصوت مسموع:
- كويس إنكم متجمعين بدل ما الف مكتب مكتب، رماح باشا عايزكم في ساحة التدريب حالا بالا
هنا نظر «طيف» إليهم وقال على الفور:
- والله رماح باشا ماشي بمبدأ تجيب سيرة القط يجي ينط، خلونا نقوم يا شباب شكلها مهمة جديدة ونستريح من الملل ده
تحرك «زين» خطوة وفرك شعره وهو يقول:
- مش متفائل، ساحة التدريب يبقى فيه مصيبة
نهض «بارق» من مكانه وهتف بجدية:
- اقعدوا ارغوا لغاية ما يجي يسمعنا كلمتين، يلا أما نشوف ايه الحكاية
اتجهوا جميعًا إلى ساحة التدريب ليجدوا «رماح» بانتظارهم. كان يُعطيهم ظهره ويضغط على شاشة هاتفه، سمع صوت خطواتهم فالتفت ونظر لهم قبل أن يقول بجدية:
- فيه تأخير دقيقة وربع
هنا تحدث «طيف» الذي قال بابتسامة:
- معلش يا باشا
رفع أحد حاجبيه واقترب منه قبل أن يقول بعدم رضا:
- اصرفها منين معلش دي يا سيادة المقدم؟
نظر إلى الأسفل ولم يتحدث لكي يكتم ضحكه ليتابع رماح:
- أنتوا طبعا متعرفوش أنا جايبكم هنا ليه
هنا تحدث «طيف» بصوت منخفض:
- أكيد يعني منعرفش هو أنت قولت أصلا
رفع أحد حاجبيه ونظر إليه وهو يقول:
- بتقول حاجة يا طيف؟
حرك رأسه وقال بابتسامة:
- بقول منعرفش يا باشا
تركهم وابتعد عنهم عدة خطوات قبل أن يقول بهدوء:
- فهد هيواجه زين وطيف هيواجه بارق
ضيق «زين» ما بين حاجبيه قبل أن يقول بحيرة:
- ضرب؟
هنا التفت «رماح» ونظر له قائلًا بسخرية:
- أومال بلاي ستيشن؟ يلا اتحركوا غيروا هدومكم ونفذوا
نفذوا بالفعل ما أمرهم به وبدلوا ملابسهم قبل أن يعودوا إلى ساحة التدريب. وقف كل اثنين في مواجهة بعضهما البعض ونظر «طيف» إلى «بارق» وهو يقول بأسف:
- معلش يا جوز أختي ما باليد حيلة، لما تروح عينك وارمة أوعى تقول لتنة إني اللي ضربتك علشان مش هتسيبني في حالي
ابتسم الآخر وقال بتحدي واضح:
- مين قال إنك هتضربني يا باشا؟ متزعلش أنت بس
بدأ الاثنان في مواجهة بعضهما البعض وحاول «بارق» ركل «طيف» لكنه أمسك بقدمه ودفعه ليسقط أرضًا مما جعله ينهض من مكانه وهو يقول:
- واحد صفر يا طيف
في تلك اللحظة اقترب «طيف» وردد بابتسامة:
- الشغل شغل يا معلم
استمروا في القتال بشكل هادئ لا يضر حتى أشار «رماح» بيده اليمنى لكي يتوقفوا وهتف بصوت مرتفع:
- كدا طيف وزين متفوقين علشان كدا هيشاركوا في مهمة النهاردة أما بارق وفهد هتفضلوا هنا تدربوا لغاية ما اتصل اقولكم المهمة خلصت، الأداء بتاعكم زفت ولازم ترجعوا لمستواكم من جديد
بدل نظراته بين «طيف» و «زين» وتابع بجدية:
- غيروا هدومكم وتعالوا على مكتبي، قدامكم خمس دقايق
تركهم ورحل بينما نظر «بارق» إلى «طيف» وهتف:
- ولعانة ياعم مهمة جديدة
لوى الآخر ثغره وهتف باعتراض:
- قول ما شاء الله ياعم حتى دي فيها قر، أعوذ بالله يا أخي
- ياعم قر ايه بس، روح روح الله يسهلك
مر بعض الوقت وانتهى الإثنان من ارتداء ملابسهما وذهبا إلى مكتب «رماح» الذي نهض من مكانه بمجرد أن دلفا إلى الداخل وردد باعتراض:
- قولت خمس دقايق وعدى ربع ساعة
هنا ابتسم «زين» وقال بهدوء:
- معلش يا باشا الشتاء لسة بادئ وبنلبس هدوم شتوي مش مجرد تيشيرت وبنطلون
أشار بيده أمام وجهه وردد باعتراض:
- خلاص يا زين أنت هتحكي قصة حياتك، المهم اقعدوا علشان أبلغكم بتفاصيل المهمة
جلس على مقعده ليجلس الإثنان أمامه قبل أن يبدأ هو في سرد الخطة:
- مهمة النهاردة تافهة جدا بالنسبة للمهمات اللي عملناها قبل كدا زي ما يكون عندك امتحان لمواد مش عارف اسمها وفجأة يجي امتحان رسم ويقولك ارسم الأهرامات أهو مهمة النهاردة كدا بس الغلطة فيها بموت علطول بدون تفكير
هنا تحدث «طيف» وقال مازحًا:
- بشرة خير يا رماح باشا أنا أصلا بكره الرسم ومش بعرف أرسم أهرامات
ضرب بقوة على المكتب ليقول بنبرة حادة:
- هنهرج يا طيف؟
رفع كلتا يديه أمام وجهه وردد بنبرة تعبر عن الاعتذار:
- آسف يا باشا متعصبش نفسك بس، الضغط بهدل الناس، كمل كمل
تابع ما يقوله بنفاذ صبر:
- فيه تاجر سلاح اسمه هاني الجباس عنده مصنع لتجميع السلاح وتركيبه لكن منعرفش مكانه لكن نعرف مكان تسليم العملية الجاية له اللي هتبقى النهاردة، فيه ميزة حلوة هتخلي مهمتنا سهلة علشان نخش وسطهم، مكان وجودهم بيلبسوا أقنعة من القماش علشان محدش يعرف التاني وبمجرد ما يخرجوا من مكانهم بيكون كل اتنين مع بعض يعرفوا بعض بيبقى اسمهم التوأم دول بيبقى ليهم الحق يشوفوا وش بعض وبيبقوا مع بعض لغاية ما يوصلوا للوجهة اللي عايزينها، مهمتنا مش إننا نفسد عملية التسليم بتاعة النهاردة، مهمتنا هي التوغل جواهم علشان نعرف مكان المصنع ده وساعتها هنبلغ القوة
هنا سأل «طيف» الذي قال بنبرة تحمل الجدية:
- طيب ايه سبب إن سيادتك خليتنا نواجه بعض واللي اتفوق خدته للمهمة
عاد بظهره إلى الخلف ليجيب على سؤاله بغموض:
- سؤال حلو بس هتعرف إجابته لما تروح هناك، دلوقتي قوموا اجهزوا علشان ساعة بالظبط وهنتحرك، اللبس اللي هتلبسوه هتلاقوه في أوضة تغيير الملابس في صندوق
نفذوا ما أمرهم به واتجهوا إلى غرفة تبديل الملابس قبل أن يبدلوا ملابسهم لملابس جديدة خاصة بتنفيذ تلك المهمة التي تم تكليفهم بها.
حاول «طيف» مهاتفة زوجته عدة مرات لكنه لم يستطيع الوصول إليها وهذا ما بث القليل من القلق بداخله. اتجها الإثنان إلى منطقة لقائهما بـ «رماح» وانتظروه بينما تحدث «زين» قائلًا:
- رماح بقى عصبي واتغير أوي
هز «طيف» رأسه بالإيجاب وأردف بهدوء:
- من بعد انفصاله عن سيزكا وحاله اتبدل، ده كان بيهزر ويضحك وحاله اتبدل للأحسن دلوقتي رجع أوحش من الأول
- بس بقى علشان جاي علينا
وصل إليهم بعد أن بدل هو الآخر ملابسه ونظر إلى كلٍ منهما قبل أن يقول بجدية:
- يلا بينا، هنروح دلوقتي نقطة قريبة من مكانهم وساعتها هنسيب العربية ونلبس الأقنعة ونروح هناك
بالفعل بدأوا في تنفيذ مهمتهم وأثناء الطريق نظر «طيف» إلى «زين» وقال مازحًا:
- قولي صحيح عملت ايه في القطة إياها
وضع يده على رأسه وضحك قائلًا:
- يلاهوي يا طيف متفكرنيش، مكانتش مهمة يا أخي، دي كانت هتبقى سبب طلاقي لولا اللواء أيمن الله يكرمه قال لمراتي إني مليش علاقة بيها وإنها كانت ضمن مهمة وهي ما صدقت
ارتفع صوت ضحك «طيف» وقال على الفور:
- يا أخي كل ما افتكر منظرك وأنت واقف مع مراتك وهي جاية تقولك ايه يا بيبي هي دي أختك ومراتك لما جابتها من شعرها اموت من الضحك
ارتفع صوت ضحكهما إلى أن صاح «رماح» بغضب شديد:
- إحنا مش طالعين رحلة علشان نرغي ونضحك، مش عايز صوت
هنا لم يتحمل «طيف» طريقته وصرخ هو الآخر بغضب:
- فيه ايه يا رماح؟ إحنا مش في فصل وممنوع الكلام، أنت متضايق ومخنوق متطلعش خنقتك على اللي حواليك، لازم نتكلم ونهزر ونضحك إحنا بني ادمين، طول ما كلامنا ده مش مأثر على الشغل يبقى ملكش الحق إنك تكلمنا بالشكل ده
توقف «رماح» بالسيارة وخرج منها بغضب ليتبعه «طيف» هو الآخر.
اقترب «رماح» وأمسكه من ياقة قميصه وهو يصرخ في وجهه بغضب:
- أنت اتجننت يا طيف علشان تكلمني بالطريقة دي؟ طب ايه رأيك بقى أنت موقوف عن العمل ومتحول للتحقيق
أمسك بيده التي كانت تقبض على ياقة قميصه ودفعها بقوة قبل أن يقول بحدة:
- ملكش الحق إنك توقفني عن العمل أو تحولني للتحقيق، اللواء أيمن هو اللي ليه السلطة يعمل كدا بس
ضغط على شفتيه بغضب وعاد خطوة إلى الخلف قائلًا:
- تمام يا طيف مليش السلطة في ده بس ليا السلطة إني أخرجك برا المهمة ودلوقتي أنت برا وأنا وزين اللي هنكملها
عاد هو الآخر خطوة إلى الخلف وردد بابتسامة:
- تمام بس خلي بالك أنت مريض نفسي ومحتاج تتعالج، مش بغلط فيك لكن أنت فعلا كدا وخطر على اللي حواليك كلهم
تركه ورحل بينما دلف هو إلى داخل السيارة وردد بصوت مرتفع:
- انجز يا زين كفاية تضييع وقت
استقل «زين» المقعد الأمامي بجواره لينطلق هو بأقصى سرعة حتى يصل إلى وجهته. مر من الوقت ساعة قبل أن يصلا إلى نقطة تركهما للسيارة وترجل «رماح» قبل أن يقول بهدوء:
- هنكمل الباقي مشي والبس قناعك
نفذ «زين» ما قاله دون أن يتحدث وسار معه إلى وجهتهما النهائية.
وصلا إلى المكان المحدد وكان عبارة عن مخزن كبير في الصحراء ويوجد على بابه ثلاثة من المسلحين الذين يضعون أقنعة قماشية تخفي وجههم. تقدم «رماح» وبجواره «زين» إلى الباب لكنهم توقفوا بإشارة من أحد هؤلاء المسلحين الذي قال بصوت مرتفع:
- اخلعوا قناعكم ده
هنا عرف «رماح» أنه يقوم باختبارهم لذلك ردد:
- أنت مجنون ولا ايه؟ قناع ايه اللي نقلعه، محدش ينفع يشوف وشنا
هنا ابتعد هذا المسلح من أمام الباب وأشار بيده لكي يتقدموا إلى الداخل وبالفعل دلفا الإثنان معًا إلى هذا المخزن الضخم الذي كان يمتلأ بالأسلحة المختلفة.
اختلطوا بهؤلاء المقنعين لكي لا يشك أحد بأمرهم واستمر الوضع إلى ما هو عليه لساعتين حتى ردد أحدهم بصوت مرتفع:
- يلا يا شباب وقت الراحة والمصارعة
التفوا جميعًا في شكل دائري وتقدم أحدهم وهو يقول:
- كالعادة هختار اتنين يعجنوا بعض واللي هيخسر هيترمي في الصحراء ويا يلاقي طريق يوصله يا يموت
سيطر الصمت على الجميع وسط التفات هذا القائد ليبحث عن متنافسين وفجأة أشار إلى «رماح» الذي ابتسم وردد بهدوء:
- اخترت الشخص الغلط
نهض من مكانه ووقف في منتصف هذا الجمع الكبير ليلتف القائد مرة أخرى من أجل البحث عن منافسه ولسوء الحظ اختار «زين». اختفت ابتسامة رماح الواسعة عندما تفاجئ بأنه سيواجه صديقه بالعمل بينما تحرك «زين» ليقف في مواجهته وسط هتافات الحاضرين.
***
طرق الباب بهدوء ليصدر صوت من الداخل قائلًا:
- ادخل
دلف إلى الداخل وعلى وجهه ابتسامة هادئة لينهض «أيمن» من مكانه وهو يقول بنبرة مرحبة:
- أهلا بيك يا يوسف باشا ايه الأخبار
حضنه «يوسف» قبل أن يبتعد وهو يقول:
- بخير والله يا سيادة اللواء، مشوفتش سعادتك من ساعة مهمة الريد لاين من سنتين
جلس «ايمن» وأشار له بالجلوس قبل أن يقول بهدوء:
- أعمل ايه أنت اللي في مهمات كتير ومش عارف اوصلك
ابتسم وأردف بنبرة تحمل الاعتذار:
- آسف والله يا قائد الفترة اللي فاتت دي اتكلفت بكذا مهمة والحمدلله اديني فضيت أهو علشان اشتغل مع حضرتك تاني
حرك رأسه بتفهم وأمسك بحزمة من الأوراق ثم قام بوضعها أمامه وهو يقول:
- إن شاء الله خير والمهمة اللي هكلفك بيها بالنسبة ليك سهلة بس عايزة دراسة كتير وكل الجوانب نكون على دراية بيها
أخذ منه حزمة الأوراق ونظر إلى أول ورقة ليقول بتعجب:
- ماله؟ هو ده مهمتنا؟
عاد اللواء «ايمن» بظهره إلى الخلف وهتف بجدية:
- طبعا فاكر الأحداث الأخيرة اللي كله اتكلم عنها
حرك رأسه بالإيجاب وأردف على الفور:
- أيوة قضية 1011
- بالظبط كدا، دي اللي اتهموا فيها إلياس هادي رأفت مرجان وده اللي صورته في أول الملف عندك ...
عبدالرحمن الرداد
رواية مخطط سرى الفصل الثانى 2 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية مخطط سرى)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)