رواية مخطط سرى الفصل الثانى 2 بقلم عبد الرحمن الرداد
رواية مخطط سرى البارت الثانى 2
رواية مخطط سرى الجزء الثانى 2
رواية مخطط سرى الحلقة الثانية 2
رواية مخطط سرى بقلم عبد الرحمن الرداد
رواية مخطط سرى |
رواية مخطط سرى الفصل الثانى 2
الفصل الثاني
بقلم عبدالرحمن الرداد
______________________________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).
______________________________________
كان يقف في مواجهة «زين» الذي لم يعرف كيف سينتهي هذا الموقف بينما عجز «رماح» عن التفكير لكن أصوات الجميع من حوله جعلته يتخذ قراره وهو مواجهة صديقه حتى لا يتم كشف أمرهما. نظر إلى صديقه واقترب منه قبل أن يلكمه بقوة في وجهه بينما تعجب «زين» من تقمصه لهذا الدور بهذه الطريقة فمن الممكن أن يضربه برفق وليس بهذه القوة لذلك قرر الدفاع عن نفسه ومواجهته بنفس القوة.
اعتدل واقترب منه بهدوء قبل أن يلكمه في وجهه هو الآخر ولم يكتفي بذلك بل قفز وركله بقدميه بقوة ليسقط أرضًا. تألم «رماح» ونهض من مكانه بعد أن سيطر الغضب عليه بالكامل فهو قد أصبح كالذي لا يرى أمامه شيء، نسي صداقتهما وكل شيء بينهما لتسيطر الطاقة السلبية عليه مما جعلت منه وحشًا لا يعرف الإنسانية.
اقترب من «زين» الذي حاول لكمه مرة أخرى لكنه أمسك بيده وبيده الأخرى لكمه في وجهه وتقدم خطوة ليضرب بطنه بركبته، لم يكتفي بذلك بل ضرب على ظهره بقوة ليسقط أرضًا. تألم «زين» كثيرًا وتشوشت الرؤية بالنسبة له لكن «رماح» لم يكتفي وكأنه وجد أخيرًا من يفرغ فيه غضبه؛ لذلك اقترب منه وظل يركل بطنه بقوة حتى خرجت الدماء من فمه.
في تلك اللحظة اقترب منه عدة أشخاص ليمنعوه من قتله وردد القائد بغضب:
- أنت اتجننت أنت كدا هتموته
نظر إليه «رماح» وردد بغضب واضح:
- ولما ترموه في الصحراء كدا مش بتموتوه؟
تقدم القائد وصرخ في وجهه:
- دي القواعد هنا ولا مش عاجبك؟
فضل الصمت حتى تنجح المهمة بينما تقدم رجلين وسحبا «زين» من ذراعيه إلى الخارج.
هنا صاح القائد بصوت مرتفع:
- دلوقتي اجهزوا علشان هنسلم السلاح كمان نص ساعة بالظبط
***
- بس سعادتك هل فيه إدانة له؟ أنا اللي سمعته عن القضية دي إن اللي اخترق كان بغرض يفضح ناس فاسدة، يعني حتى لو له علاقة بالقضية فهو مش مُدان
قالها «يوسف» للواء «ايمن» بعد أن سمع اسمه فاعتدل في جلسته ومال إلى الأمام وهو يقول بتوضيح:
- مش مسموح تعرف حاجة دلوقتي غير إني عايزك تعرف هو اللي كان ورا القضية دي ولا لا، مطلوب منك تتعرف عليه أنت والمقدم طيف والباقي عندك في الملف، فرحه بعد يومين علشان كدا بكرا تبدأ تنفذ
نهض من مكانه ونظر إليه وهو يقول بجدية:
- تمام يا قائد اعتبر كل حاجة خلصت
***
تحركت السيارة إلى مكان بعيد في الصحراء وكان بها إثنان من هؤلاء المقنعين و «زين» الذي كان وجهه ملطخ بالدماء، توقفت السيارة أخيرا وخرجا الإثنان ليحملوا «زين» وبالفعل حملوه وألقوه على الرمال وأثناء عودتهما إلى السيارة ضرب أحدهم الآخر ضربة قوية على رأسه أفقدته الوعي قبل أن يخلع قناعه ويقترب من «زين» وهو يقول بقلق:
- زين أنت كويس؟
فتح عينيه بصعوبة وردد بخفوت:
- طيف؟ أنت هنا إزاي
ساعده على الاعتدال ونظر إليه ليجيبه قائلًا:
- أكيد يعني مش هسيبكم، لبست قناعي وجيت وراكم على المكان ودخلت وسطكم من غير ما تعرفوا، أنا مش عارف رماح بقى كدا إزاي، لازم أوقفه عند حده لأنه كدا بقى خطر علينا، أنا كنت عند لحظة ههجم عليه وأمنعه عنك ومش مهم اللي يحصل لكن سبقوني ومنعوه
ردد «زين» بضعف واضح:
- أنا مكنتش متخيل إنه هيبقى بالعنف ده، كان ممكن نضرب بعض ونمثل عليهم لكن هو كان بيضرب أكنه شايف عدوه اللدود قدامه
ضم شفتيه بغضب وكور قبضة يده قائلًا:
- حسابه معايا المهم هتقدر تيجي معايا؟ لو شافوني لوحدي هيشكوا فيا
حاول النهوض من مكانه بصعوبة وردد بثبات:
- هقدر، استنى ألبس هدومه
بالفعل انتظره حتى بدل ملابسه بملابس هذا المقنع الذي فقد وعيه بفعل ضربة «طيف» على رأسه وانطلقا الإثنان إلى السيارة مرة أخرى قبل أن يعودا إلى الموقع.
على الجانب الآخر دلف «رماح» إلى غرفة صغيرة من أجل مراقبة ما يحدث دون أن يلفت الإنتباه إليه لكن سرعان ما دلف «طيف» خلفه وقبل أن يلتفت الأول لكمه بقوة ليسقط أرضًا وهجم عليه ليتابع ضربه له لكن «رماح» نهض بسرعة ونظر إليه قائلًا:
- طيف؟
فهو قد عرفه من ملابسه التي أعدها له في الصباح من أجل تلك المهمة. رفع أحد حاجبيه وتابع:
- أنت ايه اللي جابك هنا؟! عايز تبوظ المهمة زي ما بوظت غيرها كتير؟
تقدم «طيف» تجاهه وردد بنبرة تحمل الغضب:
- لا جاي علشان أمنعك تؤذي حد تاني، أنت بقيت خطر على أي حد يا رماح
ابتسم والتف أمامه مثله تماما قبل أن يقول بنبرة تحمل الثقة:
- ومين اللي هيمنعني؟ أنت يا دكتور المجانين!
ابتسم «طيف» هو الآخر وظل يتحرك أمامه فهو كان ينتظر أن يتحرك تجاهه خطوة من أجل أن يستغل نقطة ضعفة وبالفعل اقترب «رماح» ليقوم بركله إلا أن «طيف» قد انخفض وركل بقوة قدمه الوحيدة التي كان يقف عليها مما تسبب في سقوطه بقوة على ظهره وهنا انقض عليه كالأسد الذي وجد فرسيته وظل يلكمه بقوة في رأسه حتى خارت قواه وفقد الوعي.
نهض من مكانه وسحبه من ملابسه إلى جانب من الغرفة ثم قام بسحب قطعة قماشية كبيرة كانت موجودة وقام بوضعها عليه حتى لا يراه أحد عند الدخول إلى الغرفة ثم توجه إلى الخارج ليحد القائد يتحرك بخطوات حذرة إلى الخارج.
تحرك هو الآخر تجاهه بخطوات هادئة حتى لا يلاحظه أحد واتجه إلى الخارج ليجده يسير في اتجاه معاكس لموقعهم، ظل يراقبه دون أن يتحرك من مكانه وما إن شعر أنه سيلتفت حتى انخفض ونام على بطنه في الرمال حتى لا يكون مكشوفًا له.
وجد أنه وحده ولا يراقبه أحد لذلك انخفض هذا القائد وحفر بيده في الرمال حتى ظهرت بوابة حديدية هنا رفع رأسه ونظر حوله نظرة أخيرة قبل أن يفتح تلك البوابة وينزل إلى الأسفل.
في تلك اللحظة نهض «طيف» وانطلق حتى وصل إلى تلك البوابة وانتظر لدقيقة قبل أن يفتحها برفق حتى لا يظهر لها صوت وبالفعل نجح لذلك أخرج هاتفه وأرسل رسالة إلى صديقه مضمونها:
- "عرفت مكان المصنع، بلغ اللواء ايمن يبعت القوة حالا"
قام بإرسال الرسالة ثم توجه إلى الأسفل بهدوء شديد وسار في هذا النفق الضيق إلى أن وصل إلى بوابة حديدية، هنا توقف وبدأ يستمع إلى الحوار الدائر في الداخل بين هذا القائد والمسؤول عن تلك التجارة بأكملها.
رفع «هاني» صوته وردد بجدية:
- ايه يا مرزوق سيبت الرجالة وجيت هنا ليه افرض حد شافك؟
أسرع ودافع عن نفسه قائلًا:
- متقلقش يا كبير محدش شافني، أنا جيت بس أبلغك إن كل حاجة تمام بس لسة لغاية دلوقتي اللي هيستلم موصلش
وضع قدمًا فوق الأخرى وهتف بجدية:
- متقلقش كلها دقايق ويوصل، عايزك تسلمه وتولع في المخزن كله وتختفي أنت والرجالة وطبعا الفلوس هتكون معاك
- تمام يا كبير اعتبره حصل
ابتسم «طيف» وأسرع إلى الخارج قبل أن يخرج «مرزوق» وبالفعل عاد مسرعًا إلى المخزن واقترب من صديقه وهو يقول:
- بلغت؟
حرك رأسه بالإيجاب وهتف بهدوء:
- أيوة القوة في الطريق بس هتعمل ايه في رماح؟ افرض فاق في أي لحظة
نظر صوب تلك الغرفة وهتف بصوت غير مسموع:
- لو فاق أكيد مش هيبوظ المهمة بس معرفش رد فعله هيكون ايه
وصلت قوات الشرطة بعد وقت قليل لكنهم كانوا على دراية بأن هؤلاء المسلحين سوف يقومون بالأشتباك معهم لذلك اتخذوا حذرهم وتمت المداهمة بواسطة عربات مصفحة. بدأوا في إطلاق الرصاص على تلك العربات لكن «طيف» و «زين» كانوا بالداخل وأطلقوا الرصاص على البعض وقاموا بإيقاف البعض عن طريق توجيه أسلحتهم تجاههم وفي خلال ثوانٍ اقتحمت قوات الأمن المكان وتم إلقاء القبض عليهم جميعًا.
فاق «رماح» أثناء الاشتباك وساعدهم لكن بمجرد أن تم السيطرة على الوضع اتجه إلى «طيف» وقبض على رقبته ثم دفعه إلى الحائط من خلفه وهو يقول:
- شكلك اتجننت يا طيف، أنا هعرف شغلي معاك
في تلك اللحظة صاح «يوسف» الذي جاء من الخلف قائلًا:
- رماح! إحنا مش في حضانة
هنا تركه ونظر إليه وهو يقول بغضب:
- أنا اللي مسؤول عن المهمة دي واللي هو عمله جريمة، المفروض نحدد مكان المصنع لكن هو بغباءه بلغ من غير ما نعرف المكان، بوظ المهمة زي ما بوظ مهمات كتير
هنا تحدث «طيف» بعد أن تحرك تجاه «يوسف» وردد قائلًا:
- المصنع موجود يا يوسف باشا، فيه نفق قريب من هنا بيوصل ليه وبكدا المهمة تكون تمت
تحركت القوات إلى هذا النفق وتم دخول المصنع والقبض على «هاني» الذي تفاجأ بالشرطة أمامه ولم يستطيع الفرار.
"بعد مرور ثلاث ساعات"
كان «بارق» يقود سيارته وبجواره اللواء «ايمن» بينما كان «طيف» نائمًا بالخلف، رفع «بارق» أحد حاجبيه وهتف بصوت هادئ:
- بقولك يا عمي هو ايه حوار الخناقة اللي حصلت واللي حصل لرماح
تابع النظر إلى الطريق أمامه وأردف:
- ده موضوع طويل هحكيلك بعدين علشان مرهق أوي دلوقتي
نظر من خلال المرآة إلى «طيف» قبل أن يقول بتعجب:
- كان لسة بيقول مش هسيب نيران لغاية ما ترد عليا اديه نام
ضحك «بارق» وقال مازحًا:
- سيبه يا باشا خليه ياخد قسط من الراحة علشان يجهز للمفاجأة
- والله مبقلقش غير من المفاجآت بتاعتك دي يا بارق
رفع يديه لكي يدافع عن نفسه وأردف:
- أنا برئ يا عمي ودي فكرة نيران واحنا بننفذ
هنا أشار إلى الطريق أمامه وهتف باعتراض:
- امسك الدركسيون هتودينا في داهية
- أمرك يا كبير
وصلوا أخيرا إلى المنزل وهنا نظر «بارق» إلى «طيف» من المرآة وهتف بصوت مسموع:
- طيف؟ اصحى يابني إحنا وصلنا
لم يتحرك من مكانه وظل نائمًا لذلك ترجل هو من السيارة وفتح الباب الخلفي قبل أن يقترب من وجهه وهو يقول بصوت مرتفع:
- أصحى يا طيف وصلنا
فتح عينيه ليجد «بارق» أمام وجهه مباشرة فصرخ بصوت مرتف مما جعل «بارق» يضع يده على فمه ليكتم صراخه وهو يقول:
- اسكت يخربيتك هتفضحنا
دفع يده وردد بنبرة تحمل العتاب:
- قولت مية مرة اللي يصحيني ميحطش وشه قريب من وشي كدا بتسرع، حرام عليكم هيجيلي سكتة قلبية في مرة من الخضة
نظر «ايمن» إليه من خلال النافذة وأردف:
- انشف كدا شوية يا حظابط مش كل ما حد يصحيك تصرخ وتلم الناس عليك
اعتدل وفرك فروة رأسه وهو يقول:
- أعمل ايه يا بابا خلقة ربنا، كفاية تنمر بقى حرام عليكم، وسعوا خلوني انزل
ترجل من السيارة ثم نظر إلى والده ليقول بتساؤل:
- نيران ردت عليك؟
حرك رأسه بمعنى "لا" وأجابه:
- لا بس عربيتها موجودة أهي شكلها جوا بس سايبة الموبايل
هز رأسه بتفهم وتقدم ليفتح الباب لكنه تفاجأ بأنه نسي المفتاح كعادته لذلك التفت وهتف بحرج:
- شكلي نسيت المفتاح
رفع «ايمن» أحد حاجبيه وردد:
- كعادتك
رسم ابتسامة واسعة على وجهه وهتف:
- هحطها مع مفاتيح العربية علشان منساهاش تاني
هنا تقدم «بارق» ووضع المفتاح بيده قبل أن يقول بسخرية:
- من ساعة ما عرفتك وأنت بتقول كدا ومش بيحصل
أخذ منه المفتاح وردد باعتراض:
- مشاغل الحياة يا بارق، خليك محضر خير بقى
وضع المفتاح بالباب وأداره برفق قبل أن يدفع الباب وهو يقول:
- يا ساتر
تقدم إلى الداخل بحذر بسبب الظلام لكنه توقف ونظر إلى والده ليقول بحيرة:
- هي الكهرباء قاطعة عندنا إحنا بس ولا ايه
عاد لينظر أمامه مرة أخرى وما إن تحرك خطوة واحدة حتى أضاءت الأضواء مرة أخرى مع انفجار الزينة في وجهه وسط صراخ عائلته.
صاحت «نيران» بصوت مرتفع وهي تفجر الزينة في وجهه:
- كل سنة وأنت طيب يا حبيبي
اتسعت حدقتاه وأردف بسعادة:
- بقى أنتي مختفية من أول اليوم علشان كدا؟
هزت رأسها بالإيجاب وتقدمت وهي تقول بابتسامة:
- قلبي كان بيتقطع وأنت بترن وأنا مش برد، اتفقت مع بابا وبارق علشان ميقولوش حاجة ليك
ارتسمت ابتسامة تلقائية على وجهه وضم كتفيها بين كفيه وهو يقول:
- تصدقي أنا كنت ناسي عيد ميلادي خالص، لازم في اليوم ده يحصل مصايب كتير تخليني مشغول وانسى وتيجي أنتي في آخر اليوم تنسيني كل ده وتفرحيني، ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي وتفتكري
هنا تقدمت «رنة» ووقفت بينهما وهي تقول بصوت مرتفع:
- لا كدا هنقضيها نحنحة واحنا ورانا عيد ميلاد
رفع أحد حاجبيه وقال باعتراض:
- بقى كدا يا اوزعة؟ ماشي هسيبك بس علشان عيد ميلادي
صاح الجميع والتفوا حول الشموع التي كانت مشتعلة فوق الكيك المُغطى بالشوكولاتة وأغلق «بارق» الأضواء قبل أن يقولوا في صوت واحد:
- هابي بيرث تو يو طيف هابي بيرث تو يو، سنة حلوة يا جميل سنة حلوة يا جميل هييييييه
قاموا بإطفاء الشموع وأضاء «بارق» الأضواء مرة أخرى قبل أن تقترب الصغيرة «ميلا» من والدها وهي تقول بحب:
- كل سنة وأنت طيب يا بابي
انخفض وضم وجهها بين كفيه وهو يقول بحب:
- وأنتي طيبة يا أجمل وأحلى بنوتة في الدنيا دي كلها
حضنته بينما مسح هو على رأسها بحب وفي تلك اللحظة وصل «قايد» الذي اقترب من والده وهو يقول بصوت طفولي:
- كل سنة وأنت طيب يا بابا
ابتسم «طيف» وضمه إلى صدره هو الآخر وهو يقول بحب:
- وأنت طيب يا حبيب قلب بابا
اقترب «بارق» من زوجته «تنة» وهتف بابتسامة:
- أومال فين القردة ملك
ابتسمت وأشارت إلى الأعلى وهي تقول:
- فوق نايمة
رفع أحد حاجبيه وردد بتساؤل:
- مصحتيهاش تحضر العيد ميلاد ليه؟
لوت ثغرها وهي تجيب عليه:
- حاولت فضلت تزن وتقول عايزة أنام فسيبتها على راحتها المهم قولي مال وشك؟ زي ما يكون حد ضربك!
لوى ثغره ونظر إلى «طيف» قبل أن يقول:
- تسلم ايد أخوكي نتشني واحدة
هنا نظر إليه «طيف» وقال بحيرة:
- سمعتك وأنت بتقول أخوكي، قول جايب سيرتي في ايه يا إما مش هتاكل من تورتة عيد ميلادي
هنا رفعت «تنة» أحد حاجبيها ونظرت إلى أخيها قائلة:
- ما براحة عليه في التدريب يا طيف ده مش قدك
نظر إليها «بارق» وقال باعتراض:
- ايه مش قده دي يا تنة أنتي هتشمتيه فيا كدا
انفجر «طيف» في الضحك بينما تابع «بارق» باعتراض:
- شوفتي؟! ما صدق
استمروا في المزاح والضحك والاحتفال لوقت طويل من الليل حتى مرت تلك الليلة وأشرقت شمس يوم جديد.
خرج من باب الفيلا الخارجي واتجه إلى الفيلا المجاورة له. توجه إلى بابها قبل أن يرفع يده وهو يقول بابتسامة:
- صباح الخير يا عم رشدي
نهض الحارس من مكانه وبادله السلام بصوت مرتفع:
- صباح النور يا مراد باشا
دلف «مراد» إلى الداخل وطرق الباب قبل أن تفتح له «سارة» المسؤولة عن كل شيء بالفيلا وردد بابتسامة:
- مستر مراد اتفضل
دلف إلى الداخل ليجد «إلياس» الذي كان يتناول وجبة الإفطار فصاح قائلًا:
- ياااه ايه التأخير ده يا باشا؟ مش ده إلياس اللي أعرفه
ضحك بشدة ونظر إليه قائلًا:
- بقى مراد اللي كنت بصحيه بجردل المياة يصحى بدري كدا؟ يااه على الزمن، تعالى افطر معايا تعالى
رفع يديه في الهواء وردد بنبرة تعبر عن الرفض:
- لا يا عم أنا عامل رجيم وماشي على نظام، اهدى ومتجريش ريقي علشان بتلكك أصلا
- يا حبيبي الرجيم ده ما هو إلا حرمان من الأكل اللي بتحبه، تعالى ياعم اعتبره اليوم الفري
تقدم وجلس إلى جواره قبل أن يبتسم قائلًا:
- لو مكنتش تحلف بس، ده تالت يوم اعتبره اليوم الفري
ضحك «إلياس» بشدة وهتف بصوت مرتفع:
- يا أخي والله فورمة أهو مش محتاج رجيم، كل كل الرجيم ده للعيال التوتو
- على رأيك
بدأ في تناول الطعام لكنه توقف ونظر إليه ليقول بتساؤل:
- أومال فين إيلين؟
عبثت تعابير وجهه وردد بضيق:
- فوق في أوضتها
رفع أحد حاجبيه وأردف:
- أوعوا تكونوا متخانقين!
عاد بظهره إلى الخلف وردد بضيق شديد:
- أيوة متخانقين
اتستعت حدقتاه بصدمة وأردف على الفور:
- يابني أنتوا فرحكم كمان يومين أنت بتهزر؟
نظر إلى نقطة بالفراغ وأجاب:
- هي اللي البيئة الجديدة بدأت تأثر فيها، حاسس إن قراري كان غلط لما جيبتها هنا وخليتها تتعمق في المجتمع ده
لوى ثغره بعد أن تفهم ما قاله وردد بنبرة هادئة:
- وأنت متضايق ليه يا إلياس؟ ما طبيعي إنها تتأثر بالبيئة اللي هي فيها وهنا يجي دورك إنك توضحلها إن ده غلط وإن مش ده اللي اتربت عليه وطبعا بالهدوء مش بالعصبية علشان العند بيولد عند وإيلين كبيرة دلوقتي مش الصغيرة اللي أنت لسة متخيلها
حرك رأسه بمعنى "لا" وعبر عن رفضه قائلًا:
- إيلين هتفضل صغيرة بالنسبة ليا طول العمر، وبعدين أنا كنت خايف إن يجي اليوم اللي تقول عايزة أبقى زيهم وأهو جيه علشان كدا لازم أمنعها من ده ولو أصرت هأجل الفرح
رفع حاجبيه بصدمة ونهض من مكانه ليقترب من صديقه قائلًا:
- إلياس أنا عارف إنك عصبي لكن متخليش عصبيتك دي تأثر عليك أنت وإيلين، أنت ملكش غيرها وهي ملهاش غيرك يعني أنتوا الاتنين مينفعش بينكم الطريقة دي، خليك دايما الأب بالنسبة ليها، الأب اللي بينصح ويوجه للطريق الصح، مش أنا اللي هقولك الكلام ده يابني
نظر إلى الأسفل بحزن وقد تأثر بحديث صديقه لذلك ابتسم «مراد» وتابع:
- لو مش عايز تروح الشركة وتفضل معاها مش مشكلة خليك وأنا وسما هنظبط الأداء
نهض من مكانه ورفض عرضه قائلًا:
- لا لا فيه شغل كتير النهاردة وعايز أتابع كل حاجة بنفسي، كمل أكل لغاية ما اجيب حاجة وجاي
اتجه إلى الأعلى ومنه توجه إلى غرفتها لكنه انتظر قليلًا أمام الغرفة لكي يتخذ قراره النهائي وما إن اتخذه حتى دلف إلى الداخل وردد بجمود:
- أنتي لسة ملبستيش؟
لم تنظر له وأجابته بنبرة تحمل الضيق:
- مش هروح معاك
رفع أحد حاجبيه قبل أن يعقد ذراعيه أمام صدره ليقول:
- آه ده عند بقى صح؟
أدارت وجهها وهتفت:
- اعتبره زي ما تعتبره، مش رايحة الشركة وهفضل هنا
حرك رأسه بالإيجاب واستعد للرحيل وهو يقول:
- تمام يا إيلين أنتي اللي اختارتي
تركها ورحل بينما استلقت هي على سريرها وبكت بصوت مرتفع.
***
تقدمت بخطوات حذرة تجاهه بينما كان هو يفرد ذراعه في الهواء وهو يقول بنبرة محذرة:
- خلي بالك يا سهوة، تعالي بهدوء ومتخافيش
فردت ذراعها هي الأخرى لكي تحاول لمس يده لكنها لم تستطيع فتقدمت خطوة بحذر لكن توازنها قد اختل وسقطت من هذا الارتفاع الكبير؛ في تلك اللحظة صرخ «يوسف» بكامل صوته:
- سهوة؟!
استيقظ من نومه على الفور وهو يصرخ باسمها فاستيقظت هي مسرعة وأمسكت بذراعيه وهي تقول بنبرة تحمل القلق:
- يوسف أنت كويس؟
تنفس بصعوبة كبيرة وابتلع غصة في حلقه قبل أن يحرك رأسه بالإيجاب قائلًا:
- أنا كويس يا حبيبتي، مجرد كابوس بس
مسحت على رأسه ورددت بنبرة هادئة:
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
أخذت كوب المياة المجاور لها وساعدته على شربه قبل أن تقول:
- هديت؟
ابتسم وحرك رأسه بالإيجاب قائلًا:
- الحمدلله يا حبيبتي
اعتدل ونظر إلى ساعته ليجدها قد تخطت السابعة صباحًا لذلك نهض من مكانه وردد قائلًا:
- هخش أخد دش واتحرك علشان عندي شغل كتير النهاردة
نهضت هي الأخرى وأردفت بابتسامة:
- وأنا هحضر الفطار عقبال ما تخلص
ابتسم واقترب ليقبل جبينها بحب قبل أن يقول:
- تسلميلي يا حبيبتي
***
كان يجلس وحيدًا بغرفته لا يعرف كيف وصل إلى هذه الحال الصعبة فهو قد أقنع نفسه بالماضي أنه سوف يستطيع متابعة حياته بعد خسارته الكبيرة لكنه اكتشف بعد ذلك أنه فشل فشلًا كبيرًا في ذلك، ليس هذا فقط بل تسبب في كره الجميع له بسبب تغيره السلبي.
لم يعرف ماذا سيفعل وإلى أين سيذهب لكنه نهض من مكانه وبدل ملابسه قبل أن يتجه إلى سيارته التي قادها إلى مكانه المحبب. وصل إلى قبر معشوقته «فاطمة» وتقدم حتى أصبح أمام قبرها مباشرةً، في تلك اللحظة ارتسمت ابتسامة على وجهه وردد بنبرة تحمل الاشتياق:
- ازيك؟
رواية مخطط سرى الفصل الثالث 3 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية مخطط سرى)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)