رواية مخطط سرى الفصل الثالث 3 بقلم عبد الرحمن الرداد
رواية مخطط سرى البارت الثالث 3
رواية مخطط سرى الجزء الثالث 3
رواية مخطط سرى الحلقة الثالثة 3
رواية مخطط سرى بقلم عبد الرحمن الرداد
رواية مخطط سرى |
رواية مخطط سرى الفصل الثالث 3
الفصل الثالث🦅
بقلم عبدالرحمن الرداد
______________________________________
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لا يَدْخُلُهُ إلَّا الصَّائِمُونَ)
__________________________________
انهمرت عبرة من عينيه ومسح بيده على قبرها قبل أن يقول بنبرة تحمل الضعف والألم:
- وحشتيني اوي يا فاطمة، وحشني صوتك ووجودك جنبي، أنا من غيرك تايه، لا أنا ضايع مش تايه، حياتي اتدمرت بشكل مكنتش اتخيله أو اتوقعه، حاولت أنسى وابدأ حياة جديدة لكن عدم وجودك كان جحيم بالنسبة ليا، ليه يا فاطمة سبتيني وبعدتي بالشكل ده؟ ليه بعدتي وأنتي عارفة إني هموت في بعدك؟ أنا اتحولت لوحش مش بني آدم، بقيت احرق أي حد يقف قدامي، كل الناس بقت تكرهني، أنا نفسي كرهت نفسي، أنا بقيت مريض نفسي وطيف لفت انتباهي لده امبارح، شغلي بيضيع وأحلامي ضاعت وحياتي بتتدمر، أنا مبقتش صالح لأي حاجة خالص من غيرك، أنتي عارفة أنا كل يوم بنام وبقول في نفسي أكيد ده حلم وهصحى تاني يوم على مكالمة منك وبصحى اتصدم إن ده واقع، تخيلي كل يوم اتصدم في موتك لدرجة إني اتدمرت، أنا مش عارف أعمل ايه من غيرك، مش عارف أعيش ولا اتعايش، بالله عليكي قوليلي اعمل ايه؟ اعمل ايه يا فاطمة؟
***
استيقظ من نومه على صوتها بجواره فهي كانت تلعب مع قطتها، اعتدل وفرك عينيه قبل أن يقول بصوت هادئ:
- آخر يوم القطة دي هتنام معانا دي صحتني كذا مرة بليل
حملت «نيران» القطة وحضنتها قبل أن تقول باعتراض:
- تهون عليك سوتي نرميها برا الاوضة في التلج ده؟
حرك رأسه بالإيجاب وقال على الفور:
- آه تهون، ارميلها بطانية وسيبيها تعيش برا لكن شغل إنها كل ما تلاقي نفسها زهقانة تيجي تخربشني أو تقف على دماغي ده هتلاقيني في يوم عامل ملوخية بالقطط
ربتت على كتفه بحب وهتفت بنبرة هادئة:
- خلاص هعملها تدفية برا وانيمها متعصبش نفسك وخد بوسها
أخذها منها ورفعها أمام وجهه وهو يقول بعدم رضا:
- ايه يا مجنونة؟ هتنامي طول النهار وتطلعي عنينا بليل؟
اطلقت القطة صوت مواء هادئ فضيق هو ما بين حاجبيه وحضنها قائلًا:
- خلاص قبلت أسفك متعيطيش يا قطوطة
في تلك اللحظة تحدثت «نيران» التي قالت متسائلة:
- قولي بقى اللواء أيمن عمل ايه مع رماح بعد اللي عمله في المهمة، أنت قولتلي هتقولي الصبح
حرك رأسه بالإيجاب قبل أن يترك القطة من يده وهو يقول:
- وقفه عن العمل وحوله للتحقيق
"الليلة الماضية"
- بس سعادتك أنا كنــ ...
قاطعه اللواء «ايمن» الذي صرخ فيه قائلًا:
- بس ايه يا رماح؟ أنت شكلك اتجننت ومبقتش زي زمان، يعني ايه تضرب زميلك في الشغل لغاية ما كنت هتتسبب في موته؟ خايف تتكشف يبقى تكون كل حاجة ظاهرية ومش حقيقة وحتى لو حقيقة يبقى بالطرق اللي اتدربت عليها مش تعمل اللي عملته
خبط بكفيه على مكتبه ونهض وهو يقول بغضب:
- أنت موقوف عن العمل ومتحول للتحقيق يا رماح، ولغاية ما يتم التحقيق ده أنا مش عايز أشوفك هنا وكل المهمات اللي كنت هكلفك بيها هتتنقل لحد تاني، اتفضل
"الوقت الحالي"
رفعت أحد حاجبيها بتعجب قبل أن تقول متسائلة:
- معقول حصل ده؟! طيب ورماح بيعمل كل ده ليه؟
نهض من مكانه ونظر إليها ليُجيبها قائلًا:
- رماح رغم السنين اللي عدت دي كلها لسة مش متقبل موت فاطمة وده اللي ظهر بعد ما انفصل عن سيزكا من سنتين بدون أي سبب
ضيقت ما بين حاجبيها وقالت بتساؤل:
- وايه الحل؟
ضم شفتيه قبل أن يقول بهدوء:
- الحل إنه يتعالج لأنه مريض بيها، الحل إنه يتقبل موتها ويتصالح مع نفسه وقولتله ده بس محدش يقدر يجبره يعمل ده، لازم يقتنع بنفسه إنه مريض ويروح يتعالج علشان يقدر يتخلص من اللي عنده
لوت ثغرها وهتفت بنبرة تحمل الحزن:
- رماح دماغه ناشفة ومش هيقتنع بده أبدا، ده زمان أول ما عرفتك وكنت بتعالج عندك قالي إن الدكاترة النفسيين دول مبيعالجوش حد وكل اللي بيقوله معلش وإن وجودهم زي عدمهم، هتقدر تقنع واحد زي ده إنه مريض نفسي إزاي وإنه لازم يتعالج؟
حرك رأسه بأسف وتحرك وهو يقول:
- للأسف مش عارف، أنا نفسي اساعده بس هو لازم يساعدني علشان اساعده
***
أخذ حمامه واتجه إلى الأسفل ليجدهم مجتمعين على سفرة الطعام فابتسم وردد بصوت مرتفع:
- أحبكم وأنتوا النشاط ماليكم كدا
هنا صاحت شقيقته «جودي» وأردفت بابتسامة:
- دي سهوة اللي صحتنا متاخدش فكرة وحشة عننا
رفع أحد حاجبيه وردد بعدم رضا:
- فكرة وحشة؟ ماشي يا أم لسانين
هنا نظرت «جودي» إلى «نيرة» شقيقة «سهوة» الصغرى وانفجر الإثنان في الضحك مما أثار تعجب «يوسف» الذي قال بتساؤل:
- ايه اللي بيضحك
هنا أجابت «نيرة» من وسط ضحكها وقالت:
- أصل أنا لسة قايلة ليها يا أم لسانين
رفع أحد حاجبيه وضحك هو الآخر قبل أن يقول:
- سبحان الله مجبتش حاجة من عندي
ضحكوا جميعًا وما إن انتهوا حتى رددت والدته «رباب» قائلة:
- يوسف بكرا سنوية رأفت الله يرحمه عايزين نزوره كلنا ومتقوليش الشغل
حرك رأسه بالإيجاب وهتف بهدوء:
- الله يرحمه، حاضر يا ماما هحاول اظبط وقتي بكرا إن شاء الله
غير مجرى الحديث ونظر إلى زوجته ليقول بتساؤل:
- ايه اخبار الشركة يا سهوة
رفعت أحد حاجبيها وقالت بعدم رضا:
- افتكرت أخيرا إن عندك شركة مش بتعبرها
لوى ثغره وأردف:
- ما أنتي عارفة يا سهوة إن شغلي التاني هو كل وقتي دلوقتي وبعدين أنا سايبها ليكي وعارف إنك هتديريها كويس وواثق فيكي
وضعت الطعام في فمها وانتظرت حتى ابتلعته ثم قالت بهدوء:
- الشركة بخير يا يوسف متقلقش، ادعي بس الفترة الجاية تعدي على خير علشان المشروع اللي داخلينه لو خلص زي ما إحنا عايزين الشركة هتتنقل نقلة تانية خالص
ابتسم وأردف بارتياح:
- طيب الحمدلله، ربنا يعدي الفترة دي على خير واللي عايزاه يتحقق إن شاء الله
نهض من مكانه على الفور وأردف بابتسامة:
- يلا هسيبكم بقى علشان عندي شغل كتير النهاردة، تشاو
***
وصل إلى الشركة مع صديقه واتجه إلى الطابق الخاص بالإدارة ليجد «سما» التي ركضت تجاههما وهي تقول بقلق:
- شوفتوا الفيديو اللي نزل النهاردة من الـ SSB؟
ابتسم «إلياس» وحرك رأسه بالإيجاب ليقول بنبرة تحمل الثقة:
- مالك قلقانة كدا ليه يا سما ده إحنا الفترة اللي فاتت دي كنا بنجهز التحديثات علشان متوقعين حاجة زي دي
فركت كفيها بتوتر شديد وأردفت:
- أنا في المواقف دي بتوتر وبقلق حتى لو متأكدة إن مفيش حاجة هتحصل، دول بيقولوا هيقدروا يخترقوا النظام بتاعنا في بث مباشر قدام العالم كله النهاردة ودول أخطر منظمة هاكر في العالم كله
هنا ردد «مراد» بجدية في محاولة منه لبث الطمأنينة في قلبها:
- القلق والتوتر مش هيفيدوا بأي حاجة غير التعب والقرف بس، إلياس كان عارف إن ده هيحصل علشان كدا قال هينزل التحديث النهاردة
وضع «إلياس» يديه في جيب بنطاله وأردف بنبرة تحمل الثقة:
- فاكرة لما قولت إني عدلت على البرنامج قبل نشره وقولت إني قفلت كل الثغرات اللي فيه؟ ساعتها أنا كنت سايب ثغرة فيه بس كان استحالة حد يوصلها غير بعد مدة طويلة، الفترة اللي فاتت كنت بجهز معاكم التحديث اللي هنزله وده هيقفل الثغرة دي خالص
ضيقت ما بين حاجبيها بعدم فهم قبل أن تقول متسائلة:
- وليه سبت ثغرة أصلا طالما هتقفلها بعدين؟ وبعدين مخفتش يدخلوا نظامنا أصلا بعد ما اكتشفوها؟
هز رأسه بتفهم لما تقول وما إن أنهت كلامها حتى قال هو:
- أولا سبت الثغرة دي علشان عارف إنهم لما يعلنوا إنهم اكتشفوها هيعلنوا قصاد العالم كله لأن البرنامج بتاعنا عامل ضجة كبيرة وفي نفس اليوم اللي هيعلنوا عنه هنزل التحديث اللي يقفل الثغرة قبل ما يظهر ده قصاد العالم بدقايق علشان أثبت فشلهم قصاد العالم ده غير هيبقى دعايا زيادة ببلاش من غير تعب وبطريقة غير مباشرة أما عن حوار إنهم دخلوا نظامنا فده حصل فعلا بس دخلتهم على نظام افتراضي بمعني إنه نظام محاكي لنظامنا فيه كل حاجة لكن المعلومات المهمة بتاعتنا مش فيه وبكدا مفيش أي ضرر
رفع «مراد» أحد حاجبيه وهتف بعدم رضا:
- بس ده غلط يا إلياس، أنت كدا بتعادي أخطر منظمة هاكر في العالم
ابتسم ورفع كتفيه وهو يقول:
- أولا الناس دي مواجهاتها بتبقى الكتروني يعني من ورا شاشة يعني لو خطر فهم مش خطر على الأرواح يعني، أسوأ الحالات هيدمروا نظامنا لو دخلوا جواه لكن ده مش هيحصل بإذن الله طول ما إحنا موجودين وبنطور البرنامج
ابتسمت «سما» وعقدت ذراعيها أمام صدرها قبل أن تقول:
- أنت يا إلياس مش طبيعي بجد، في البداية مكنتش مصدقة إنك زي ما بتقول لكن دلوقتي اقتنعت مليون في المية، كويس إنك معانا مش علينا والله
ضحكوا جميعًا لكنهم توقفوا عن الضحك بمجرد أن استمعوا إلى صوت من الخلف:
- أنا آسف إني قطعت اللحظة السعيدة دي
التفتوا ليجدوا «يوسف» وبجواره «طيف» مما جعل «إلياس» يقول بتساؤل:
- حضراتكم مين وإزاي دخلتم هنا من غير إذن، فين الأمن!
ابتسم «يوسف» وتقدم خطوتين تجاهه وهو يقول:
- هدي أعصابك يا كبير مش مستاهلة كل ده، أنا العقيد يوسف رأفت وده المقدم طيف أيمن وجايين ندردش معاك شوية لوحدنا
ساد الصمت بينهم لثوانٍ ونظر «إلياس» إلى ابنة عمه وصديقه قبل أن يقول بنبرة هادئة:
- سيبونا شوية
ثم نظر إليهما وقال:
- اتفضلوا نتكلم في مكتبي
دلف إلى مكتبه وتقدم الإثنان خلفه قبل أن يشير إليهما بالجلوس وما إن جلسا حتى قال هو بهدوء:
- اتفضلوا أنا سامع
اعتدل «يوسف» في جلسته ونظر إليه قائلًا:
- ليا واحد صاحبي حصل معاه من يومين هاك 1011 اللي حصل من فترة على الرغم من إنه مش فاسد زي اللي حصل مع البقية
تعجب «إلياس» قليلًا لذلك ردد بتساؤل:
- وحضرتك جايلي ليه؟ دي حاجة متخصنيش للأسف
هنا ردد «طيف» بمكر:
- إحنا جايين علشان كنا فاكرين إن هكر 1011 ده كويس لأنه فضح كتير مش كويسين لكن اللي حصل من يومين ده غير نظرتنا لأنه هكر رجل شرطة ومعاه معلومات مهمة جدا مينفعش تتسرب أو تتعرف
تابع «يوسف» حديث «طيف» قائلًا:
- وإحنا جايين علشان تساعدنا نعرف مين هو المسؤول عن الهاك ده بما إنك اشطر واحد في العالم مش في مصر بس، أنت بتساعد الشرطة مش حد غريب
مال «إلياس» إلى الأمام وسند على مكتبه وهو يقول بجدية:
- استحالة هكر 1011 يعمل ده ولو حد عمل ده تحت مسمى 1011 فده مجرد واخد الاسم لأن الهكر ده زي ما قلتوا كشف ناس فاسدة
صمت لثوانٍ قبل أن يبتسم وهو يقول:
- أعتقد مفيش حاجة من اللي قولتوها حصلت وأنتم هنا علشان تتأكدوا هل أنا المسؤول عن 1011 ولا لا، معرفش هيفيد بـايه تعرفوا بس هريحكم، أنا هو المسؤول عن ده وعملت ده علشان افضح أعمامي وكل شركائهم في الفساد لأنهم كانوا مسؤولين عن موت والدي، لو كنتوا سألتوني من الأول مباشرة كنت جاوبت
رفع «يوسف» حاجبيه بإعجاب وردد بابتسامة:
- ايه التعاون ده، والله أنت وفرت علينا كتير
ابتسم «إلياس» وهتف بثقة:
- اللي ماشي مظبوط ومش خايف من حاجة معندوش اللي يخبيه
هنا تحدث «طيف» وقال متسائلًا:
- بس أنت طلعت في مؤتمر مخصوص وأنكرت علاقتك بالهاك ده
حرك رأسه بالإيجاب وبرر على الفور:
- لأن لو قولت أنا المسؤول عن ده محدش هيحط في دماغه إني بنتقم من أعمامي بسبب قتلهم لوالدي وإني بكشف فسادهم هم وشركائهم، هيقولوا ساعتها إني بعمل ده علشان أروج لنظام الحماية بتاعي وده مش صح علشان كدا مش لازم الحقيقة تبان قصاد الكل، يكفي تكون معروفة للي مهتم بشكل إيجابي فقط
حرك رأسه بتفهم بينما ردد «يوسف» قائلًا:
- ده اللي كنا جايين علشان نعرفه وعرفناه، معرفش الخطوة الجاية ايه بس عايز إننا نكون أصدقاء
ابتسم «إلياس» وقال على الفور:
- يشرفني طبعا، يوووه الكلام خدنا ونسيت اسألكم تشربوا ايه
نهض الإثنان وردد «طيف» بابتسامة:
- تسلم يا إلياس إحنا ورانا شغل وهنضطر نمشي
وقال «يوسف»:
- تتعوض مرة تانية، وآه صحيح مبروك أنا عرفت إن فرحك كمان يومين
- الله يبارك فيك يا باشا وبالمناسبة دي أنا عازمكم على فرحي إن شاء الله
***
خرج من مكتبه بعدما شعر بالارهاق والملل واتجه إلى مكتب «دورا» التي كانت منشغلة كثيرًا بالعمل وما إن رأته حتى ابتسمت وقالت:
- لحقت زهقت من الشغل، ده أنا السكرتيرة أهو مزهقتش
جلس على المقعد المقابل لها وهتف بعدم رضا:
- ياستي الشغل عندي الضعف، أنتي بتحضري الشغل إنما أنا اللي بتحشر فيه
ابتسمت ورددت بهدوء:
- معلش يا كرم
رفع أحد حاجبيه وردد بصدمة:
- معلش؟ تصدقي اتحسنت بعد معلش دي، شكرا بجد كل ما اتعب هجيلك تمعلشيني
ضحكت بصوت مرتفع قبل أن تنظر له قائلة:
- كفاية عطلة لحد كدا ويلا على مكتبك مفيش وقت، لازم نخلص كل الورق اللي متعطل علشان الصفقات الجديدة يا بيه
لوى ثغره بعدم رضا ونهض من مكانه وهو يقول:
- يوه عليكي يا دورا، أين الرحمة التي في قلبكِ أنا لا أراها
رفعت أحد حاجبيها ونظرت له قائلة:
- كرم على مكتبك يلا
- حاضر يا ستي حاضر
***
تحركت السيارة التي كان يقودها «يوسف» بعد أن تمت المهمة بينما تحدث «طيف» ليقول بعدم رضا:
- والله يا يوسف باشا أنا مش عارف ايه المتعة في إنك تعرفني المهمة في الطريق وأنا رايح، دي تاني مرة تقولي المهمة في الطريق
ضحك «يوسف» ودافع عن نفسه قائلًا:
- مهمة الريد لاين كان بسبب أوامر اللواء أيمن لكن المرة دي صدفة لأني معرفتش اتواصل معاك بسبب إنك كنت في مهمة وقابلتك الصبح وبعدين دي مش مهمة أوي لسة هنرجع للواء أيمن ويفهمنا الدنيا
لوى ثغره وخبط بكفه على كفه الآخر وهو يقول:
- يعني اللواء ايمن قاعد معاه في نفس البيت وقدامي علطول ومقاليش على أي حاجة، عنده كاريزما مش عند هالاند وهو جايب سوبر هاتريك
ضحك «يوسف» بصوت مرتفع وأردف بتساؤل:
- صحيح مقولتليش أنت أهلاوي ولا زملكاوي
نظر له نظرة تحمل الفخر وردد مازحًا:
- بذمتك عمرك شوفت زملكاوي مقبل على الحياة زي ما أنا مقبل كدا؟ أهلاوي طبعا ويارب متكونش أنت اللي زملكاوي
ضحك وأجاب عليه:
- لا متقلقش أهلاوي وكنت بحضر كل ماتشات الأهلي في الاستاد كمان
رفع أحد حاجبيه ورددت بإعجاب:
- بجد؟ أنا محضرتش ولا ماتش في الاستاد ما تاخدني معاك في مرة
نظر إلى الطريق أمامه قبل أن ينظر إليه نظرة سريعة وهو يقول:
- يابني بقولك كنت، دلوقتي مفيش وقت بسبب الشغل بس لو جت فرصة هاخدك معايا حاضر
- أما نشوف، ارجع بينا على القاهرة بقى علشان عندي ذكريات وحشة مع الإسكندرية
رفع أحد حاجبيه وهو يقول بتعجب:
- اشمعنا؟! ايه اللي حصل
رفع كتفيه وأجاب على سؤاله:
- يعني في مرة وأنا صغير غرقت في المياة هنا وأنقذوني على آخر لحظة ومن ساعتها وأنا مبحبش اصيف في اسكندرية
ضحك على ما قاله وردد مازحًا:
- وده عقابًا للمياة ولا للإسكندرية؟
- اتريق يا باشا اتريق، لا عقابًا للسمك اللي مكلفش خاطره وأنقذني
***
بدأ الاجتماع بداخل الشركة وتحدث «وليد» المالك الوحيد للمشروع:
- دي كل الحاجات اللي طالبينها يا بشمهندسة من شركتكم، طبعا أنا كان ممكن أدي المشروع لأي حد تاني بس اللي بيميزكم إنكم بتعملوا المطلوب بشكل عبقري وبتهتموا بالمطلوب مع الشكل العام
ابتسمت «سهوة» ورددت بنبرة تحمل الثقة:
- واضح إن حضرتك قرأت كتير عن شركتنا
هز رأسه بالإيجاب وقال:
- ده حقيقي، التصميمات المعمارية الخاصة بيكم حاجة من الخيال وأتمنى ده يكون في مشروعنا
مالت إلى الأمام وهتفت بجدية تامة:
- ميكونش عندك قلق خالص وكل جديد في التصميمات هيتعرض على حضرتك علشان تتأكد بنفسك إننا بنعمل شغلنا على أكمل وجه بس فيه شرط بسيط
ضيق ما بين حاجبيه وهتف متسائلًا:
- ايه هو
أجابت على سؤاله على الفور:
- ممنوع التعديل على التصميم نهائيًا بعد اعتماده، إحنا هنا شغالين بنائًا على رؤية حضرتك للمشروع والجوانب اللي حددتها معانا بمعنى إننا عارفين كويس ايه اللي هيخدم التصميم وايه اللي هيبوظه علشان كدا كان لازم أوضح النقطة دي لأن بعض المشاريع إن مكانش كلها بيعدلوا على التصميم سواء في بداية التنفيذ أو أثنائه وده بالنسبة لينا هنا شيء مرفوض
***
عاد «طيف» ليجلس بمكتبه بينما دلف «يوسف» إلى مكتب اللواء «ايمن» ليُخبره بما حدث ويتعرف على الخطوات القادمة في تلك المهمة المجهولة.
أمسك «طيف» بهاتفه ونقر على شاشته قبل أن يسمع طرقات على الباب مما جعله يقول بهدوء:
- ادخل
فُتح الباب على مصراعيه وتقدم «رماح» الذي أسرع قائلًا:
- أنا عارف إنك شايل مني بعد اللي حصل وده حقك وعارف إني موقوف عن العمل بردو، أنا هنا مش جاي للمقدم طيف ولا صاحبي طيف، أنا جاي لدكتور طيف
نظر له لبعض الوقت فهو لم يتوقع قدومه في هذا التوقيت لكنه في النهاية أشار إلى المقعد المقابل له وردد بهدوء:
- اتفضل
قام بإغلاق الباب وتقدم ليجلس على المقعد المقابل له قبل أن يقول بنبرة تحمل الضعف:
- أنت قولتلي امبارح إني مريض نفسي ومحتاج دكتور علشان يعالجني
صمت للحظات وتابع:
- أنا فعلا مريض نفسي وفي مرحلة خطيرة كمان علشان كدا جيت لك، محدش هيساعدني ولا هيعالجني زيك
ابتسم وتابع:
- ده حتى بنت خالتي نيران كانت بتقول عليك دكتور كويس، خليني أجرب وأحكم
ابتسم «طيف» ونهض من مكانه ثم التف حول مكتبه ليجلس أمامه مباشرةً وهو يقول:
- أنا لسة قايلها النهاردة إني مستنيك تجيلي علشان أساعدك، اعترافك بالمرض نص طريق العلاج يعني أنت كدا ماشي مظبوط، أنا عارف نقطة البداية اللي سببت كل ده لكن اللي أنا عارفة نقطة من إحساسك وتقديرك للموقف علشان كدا عايزك تحكي من نقطة البداية بالتفصيل الممل
وتابع مازحًا:
- وياريت تبدأ بسرعة قبل ما تحصل كارثة واللواء أيمن يناديني
***
كان يعمل معهم على إرسال التحديث الجديد للبرنامج لكن أوقفه وصول رسالة من هاتف صغيرته «إيلين» ففتحها ليجد تلك الجملة:
"استطيع العيش في عالمك لكنك لا تستطيع العيش في عالمي، لا تحتقر مكاني كي لا أحرق مكانك"
في تلك اللحظة نهض من مكانه بشكل مخيف جعلهم يرتبكون وتحدث «مراد» قائلًا بنبرة تحمل القلق:
- فيه ايه يا إلياس؟
ترك الهاتف من يده وردد بشرود:
- اخترقوا موبايل إيلين
ألقى هاتفه على الأرض وركله بقدمه عدة مرات حتى حطمه تمامًا وما إن انتهى حتى ركض تجاه الباب وهو يقول:
- إيلين في خطر، لازم اروحلها حالا
رواية مخطط سرى الفصل الرابع 4 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية مخطط سرى)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)