📁

رواية استوطننى عشقك الفصل الثلاثون 30 بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك الفصل الثلاثون 30 بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك البارت الثلاثون 30

رواية استوطننى عشقك الجزء الثلاثون 30

رواية استوطننى عشقك الحلقة الثلاثون 30

رواية استوطننى عشقك بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك الفصل الثلاثون 30 بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك


رواية استوطننى عشقك الفصل الثلاثون 30


الفصل الثلاثون 


الغرور هو سلاح لا يقتل سوى صاحبه، حيث تقع فريسة سهلة لخداع عقلك الذي أوهمك أن لا أحد قادر على ايذائك وأن ذكائك اللامحدود هو حبل نجاتك الوحيد...

لكنه غفل عن أن الله هو المنجي والمهلك وبأمره تتحدد مصائرنا...وأن ما يظنه حبل نجاة ماهو إلا حبل سوف يلتف على رقبته حتى تفارقه روحه الخبيثة...

ارتفاع الأدرينالين في دمه وذيادة  الحماس والاثارة بسبب اقتراب هدفه جعلته يشعر بالنشوة وهو يخطط ويملي على رجاله أوامره والخطة التي سوف يتبعوها بدقة وأنهم غير مسموح لهم بالخطأ...

" انتبهوا جيدًا مأمون أريد أن ينتهي كل شئ في دقائق معدودة ولا مجال للخطأ....هل فهمت "

هتف بها بجدية بالغة وهو يتحدث في الهاتف مع مأمون الذي هتف بسرعة

" لا تقلق سيدي...كل شئ سيكون كما تريد "

أومأ بهدوء واسترخى في مقعده ونظر لساعته وقال يأمرهم 

" حسنا لقد بدأت ساعة الصفر...انطلقوا "

" أمرك سيدي "

أغلق الهاتف ونهض يتحرك بإتجاه الشرفة ونادى على سلطان الذي أتاه سريعًا كعادته...

لم ينظر له لكنه نظر لغيوم السماء بسبب بداية فصل الشتاء الذي يُمني نفسه بقضائه خارج هذا البلد...فبعد أن يحصل على مال البضاعة من مشتريها الذي ينتظر الحصول عليها والذي قد اتفق معه على تزوير أوراق له ومساعدته على الهروب بعيدًا جدًا...

" أريدك أن تجهز مكان لإستقبال ضيف "

نظر له بإندهاش وهتف بتساؤل 

" هل تقصد غرفة "

استدار له ونفى وهو يهتف ببرود

" لا.... أريد القبو "

أومأ بطاعة وسأله

" متى سيصل "

تحرك يتمدد على فراشه وقام بثني ذراعه ووضعه تحت رأسه ونظر للسقف وهتف بإبتسامة شريرة ترتسم على ملامحه 

" اليوم "

*******

من منا لا يحتل الخوف جزء من قلبه.. بل ويتعايش معه على مدار حياته...

الخوف شعور طبيعي جدًا خلقه الله بداخلنا، لكن يختلف هذا الشعور من شخص إلى آخر

 منا من يخاف على مستقبله أو أبنائه، عمله، أو نفسه، وإلخ...

أما هو فيخاف على زوجته و حبيبته التي كانت داخل أحض'انه لتأتيها رسالة أن تخرج الآن بالحقيبة من المنزل وأنهم سيوافوها بتفاصيل طريقها أول بأول...

ما أن قرأ الرسالة معها حتى احتل الرعب قلبه عليها لكنه حاول أن يشجعها ويقوي عزيمتها ويظهر ثباته... لكن بداخله كان يريد البكاء مثل الأطفال وأخذها والهرب بعيدًا، لكن للأسف لن يجدي نفعًا فهذه هي الخطوة الأخيرة وبعدها ينتهوا منهم بإذن الله...

كانت متيبسة مما جعله يشفق عليها...تحرك يخرج لها ملابس لترتديها ومسك هاتفه يبلغ يوسف الذي أخبره أنه سيتحرك هو وإبراهيم الآن وسيراقبوها وفقًا لجهاز التتبع الذي تحمله ليخبره بحزم أنه سيكون معهم وإلا يقسم أنه سيتخفي في سيارتها حتى لا يتركها بمفردها...

حاول يوسف اقناعه بكل الطرق لكنه رفض رفضًا قاطعًا حتى رضخوا له وأخبروه أنه سيكون معهم وأنه يخرج قبلها من الباب الخلفي ويقابلهم عند المكان الذي أخبروه به...أغلق معهم الهاتف ونظر لتلك التي ترتدي ملابسها وتحاول اخفاء خوفها ليقترب منها يضمها 

 ويحاوطها بقوة لترفع ذراعيها وتحاوط خصره وتلقي برأسها على صدره تستمع لضربات قلبه العالية، أغمضت عيناها بضعف وهتفت 

" كل شئ سيكون بخير ...ربما ليس اليوم ....لكنني واثقة أن كل شئ سينتهي ....لا تخف أنا قوية لأن الله معي ...وأنت بجواري فأنت سندي ودعمي"

شدد من ضمه لها وهتف بعشق 

" أعدك سأكون بجوارك...وسينتهي كل شئ اليوم وسنعود مكللين بالإنتصار بزوال هذه الغمة....أعدك حبيبتي "

أومأت ووضعت قبلة على موضع قلبه وهتفت بهمس 

" تذكر أنني أعشقك وأذوب بك عشقًا يا حبيبي "

رفع كفه يمسك ذقنها ليرفع وجهها لتقابله نظراتها وهتف 

" أنا أعشقك لدرجة أنني لا أستطيع العيش بدونك حبيبتي...لذلك حافظي على حياتي التي تكمن في وجودك "

قبلها قبلة يودع بها مخاوفه وعشقه ويأسه من كل مايحدث وشعوره بالعجز وقلة الحيلة...بادلته خوفه بخوف ويأسه بيأس، لتبكي القلوب وتئن الروح على هذا الثنائي الذي لا يحصل على السعادة كاملة أبدًا...بل يوجد دائمًا ما يعكر صفوهم...ابتعد عنها يضع جبينه على جبينها وهو يلهث وهتف 

" سأسبقك الآن ...تذكري أن الله معك، وأنني سأكون بقربك دائمًا..."

رفع كفها يقبله بقوة وهتف وهو يبتعد عنها 

" لا إله إلا الله "

 أومأت له وابتسمت بضعف وهتفت تودعه 

" سيدنا محمد رسول الله "

نظر لها قليلًا قبل أن يتحرك يغادر الشقة والمنزل كله ليلتقي بيوسف وإبراهيم وظابط أخر وسيارة بها قوة تتبعهم من بعيد وتنتظر الإشارة منهم، لقد أخبره يوسف أنها خرجت بعد خروجه من المنزل بخمس عشر دقيقة تقريبًا مما أتاح لهم فرصة أن يكونوا على مسافة صغيرة منها وغير مكشوفة تمامًا...

أغلق هاتفه بعد أن أخبر طارق كل شئ في رسالة وطلب منه أن يأتي إلى منزلهم ويكون بجوار عائلتهم اليوم حتى يعودوا..

نظر لساعته وهتف بقلق لإبراهيم الممسك بهاتف يتتبع به وتين 

" هل توقفت "

نفى إبراهيم بهدوء وصلابة يحسد عليها 

" لا، مازالت تتحرك...أظن أنهم يريدون التأكد أن لا أحد يتبعها "

أومأ بدر وصمت لسانه لكن قلبه كان يهتف بالدعاء إلى الله ليحمي له زوجته ولا يحرق قلبه عليها...

*****

" أين ذهبت ابنتي "

صرخت مريم توجه الحديث لغدير المتوترة، فمنذ خروج وتين من المنزل وعمتها في حالة لا يرثى لها، رغم محاولات الجميع تهدئتها لكن لم ينجحوا في احتوائها بتاتًا...

فهي السبب لم تتحكم في نفسها عندما شاهدت وتين تحمل الحقيبة الملعونة وعلى وشك الخروج من المنزل...صرخت برعب لتزجرها وتين كي تصمت...

F.b

انضمت لتجلس مع العائلة فاليوم عطلة والجميع بالمنزل لكن ما صدمها هو نزول وتين شاحبة وتحمل تلك الحقيبة الملعونه لتصرخ بخوف 

" وتين لاااا "

زجرتها وتين بغضب لكي تصمت عندما شاهدت عمتها تقترب منها بتساؤل مدهوش 

" ماذا هناك.....هل ستخرجين يا واتي "

أومأت وتين بهدوء وابتسمت وهي تقترب منها تضمها وهي تتحدث 

" نعم...سألتقي بليال "

اندهشت مريم من حالة وتين الغريبة والشاحبة فهي ليست على طبيعتها منذ فترة، ربتت على ظهرها وهتفت بنبرة خائفة

" هل أنتِ بخير حبيبتي "

أومأت وتين وابتعدت عنها وهتفت بإبتسامة مصطنعة

" الحمدلله بخير ....لكن هذا لا يمنع أن تدعى لي كثيرًا "

نظرت لها بصدمة وهي تشاهدها تقترب من جدها وتقبله وتضمه....اقتربت تسحبها من أحض'ان جدها تحت أنظار أعمامها وزوجاتهم وهتفت بعصبية وبنبرة لا تخلوا من الخوف 

" إلى أين أنت ذاهبة "

ابتلعت ريقها وهتفت وهي تبتعد عنها كي تتحرك فهاتفها عاد يصدح بإلحاح

" أخبرتك سألتقي بليال "

قالتها واستدارت تتحرك بسرعة قبل أن تستوقفها غدير بدموع وهي تهتف بضعف لم تتحكم به

" انتبهي إلى نفسك....لا إله إلا الله "

تجمدت وتين تنظر لها قليلًا قبل أن تمرر أنظارها عليهم جميعًا وهتفت بسرعة وهي تكمل طريقها

" سيدنا محمد رسول الله "

" وتين لا...انتظري "

صرخت مريم برعب وهي تراقب اختفاء وتين وخروجها من المنزل...نهض عبد الرحمن يحاوط مريم بإندهاش وهتف بقلق 

" ماذا بكِ يا مريم .....اهدئ ماذا يحدث معك بحق الله"

نظرت له بضعف ورفعت كفها تضغط به على صدرها بقوة وهتفت بتقطع

" في شئ بشع يحدث....ابنتي ليست بخير...أقسم أنها تخفي شئ "

أنهت كلامها ونظرت لغدير التي أنهت مكالمتها مع طارق تطلب منه الحضور فورًا...اقتربت منها وسحبت هاتفها بقوة وبحثت عن اسم ليال وضغطت على زر الإتصال ورفعت الهاتف على أذُنها تنتظر الرد الذي أتاها سريعًا

لتتحدث بسرعة ولهفة

" ليال أنا مريم ....هل ستلتقي اليوم بوتين "

أتاها صوت ليال المندهش كصفعة لقلبها 

" مرحبًا عمتي ....ماذا هناك عمتي ...أنا لم ألتقي بوتين منذ يومين "

صدمت وابتلعت ريقها وهتفت بتقطع 

" هذا يعني أنك لن تلتقي بها اليوم "

" لا...ماذا يحدث عمتي ؟....عمتي "

أوقعت الهاتف ونظرت لغدير وصرخت بها 

" الآن سوف تخبريني أين ذهبت وتين "

لم يتمكن أحدًا من تهدئتها وقد قلقوا جميعًا من حالة مريم الغريبة التي بقيت هكذا تحاول الإتصال ببدر لتجد هاتفه مغلق ووتين التي لم ترد على هاتفها حتى أغلقته تمامًا ....لتتفاجأ بليال التي حضرت بسرعة فقد كانت في الخارج عندما هاتفتها مريم التي أقلقتها فأتت بسرعة، ولحظات ووجدت طارق يأتي لها بعد أن هاتفته و أرسل له بدر رسالة أخبره بها ما يحدث...

فاقت من شرودها على اقتراب عمتها منها وهي تصرخ وتسأل عن وتين... منعها طارق من الوصول لها بينما ليال أمسكت كف غدير بتساؤل قلق أخفضت على أثره نظراتها هروبًا من الإجابة...

مسك طارق مريم وهتف بحزم 

" اهدئي عمتي واجلسي...أنا سأقص عليكم مايحدث ....اجلسوا جميعًا "

نظروا لبعضهم بقلق بينما عامر الذي كان يقف ويستند على عصاه بقلة حيلة من حالة مريم وكذلك الخوف الذي احتل قلبه أيضًا، جلس بإنهزام ليتبعه البقية ينتظروا حديث طارق الأتي...

نظر لغدير الباكية وأومأ لها بهدوء لتقترب تجلس وتبعتها ليال التي انصدمت مما يقصه طارق عليهم 

منذ عودت وتين من بيروت واكتشافها أمر تلك الحقيبة وتواصلها مع يوسف الذي يعد متورطًا في الأمر معها.. واتفاقهم على خداع تلك العصابة التي تواصلت مع وتين وتهديدهم لها...وأن اليوم هو يوم التسليم وأنها ذهبت لتقابلهم ليتبعها الشرطة ورافقهم بدر الذي كان يعلم كل شئ منذ أول لحظة...

" ابنتي " 

صرخت مريم بخوف وساد الهرج والقلق بين الجميع ليهتف عامر بضعف لم يخفيه 

" أبنائي "

اقترب عبد الرحمن وعزت من أبيهم بقلق ليهتف عبد الرحمن بهدوء ظاهري يحاول به اخفاء خوفه على ابنه وابنة أخيه...

" أرجوك أبي تماسك من أجل صحتك....نحن لا نملك سوى الدعاء لهم الآن "

أومأ عامر ونهض بضعف ليسنده عزت بقلق، وساعده أن يدخل غرفته بصمت وخوف يحتل القلوب، أجلسه على مقعده بهدوء ولم يتحدث بشئ بل رفع كفيه وشرع في الصلاة ليتركه عزت الذي علم أن أبيه الآن يريد الحديث والتواصل مع الله عز وجل فقط...

خرج ليشاهد الجميع الذين تفرقوا ...عبد الرحمن الذي خرج إلى الحديقة يتحرك بغير هدى وهو يتواصل مع أحدًا على الهاتف...وكامليا التي مسكت مصحف تقرأ به ورقية كذلك الأمر...بينما غدير وليال يبكون بصمت و طارق الذي يدخن بشرود في الشرفة...

تحرك بإتجاه مريم التي تلبستها صدمة وكأنها استنزفت من كثرة صراخها.. اقترب منها وجلس بجوارها يضمها وقبلها على رأسها وهتف بخفوت 

" رددي كثيرًا ....لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ...

وبإذن الله سيحميهم الله...ثقي بالله عز وجل "

أومأت وهي تردد بخفوت وعيناها تزرف الدموع ...بينما القلق يعصف بالجميع والإنتظار القاتل...وقد صدق من قال الإنتظار أشد من الموت...

*******

قبضت على عجلة القيادة بتوتر ونظرتها مصوبة على الهاتف الذي صدح رنينه مجددًا لتنظر للرسالة الأخيرة التي أرسلوها لها، لقد كانوا  يحددون وجهتها عبر الرسائل..

تعرف أنهم يراقبوها، فهم يرسلوها لمنطقة ما وعند وصولها يحددوا لها مكان أخر تذهب له...وهكذا منذ خروجها من المنزل...نظرت للرسالة ولكلماتها المقتضبة بإسم المكان الذي سوف  تذهب له وهذه المرة كان المكان على حدود المدينة الخارجية..زفرت تحاول تهدئة أنفاسها ولسانها يردد بأدعية وبعض الأذكار لعل اليوم ينتهي وتذهب لبيتها وتلقي بنفسها داخل أحض'ان حبيبها وتغفى كثيرًا، بل كثيرًا جدًا...

تنهدت وهي تنظر إلى هاتفها الآخر الذي أغلقته بعد أن هاتفتها عمتها كثيرًا، لكنها لم ترد عليها...كيف ستتحدث معها فهي انهارات من دون أن تعلم شيئًا، فكيف إن علمت.. 

نظرت حولها تستكشف المكان، لقد وصلت أخيرًا ولكن على غير العادة لم يأتيها رسالة بتغير المكان، ترى هل هنا اللقاء أم ماذا ؟...نظرت للسوار برجاء وكأنها تطلب منه أن ينقذها قبل أن تنظر حولها بتوتر ازداد عندما رأت سيارة تأتي وتقف خلفها وينزل منها الرجل الذي تراه كل مرة...ارتفعت ضربات قلبها، زفرت عدة أنفاس تحاول التحكم في نفسها و همست

" بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا السماء وهو السميع العليم "

 ادعت البرود والصلابة وخرجت من السيارة تقابل الرجل الذي وقف أمامها لا يفصل بينهم سوى مسافة صغيرة والذي هتف بسخرية 

" مرحبًا يا صديقتي....لقد اشتقت لك "

اشتعل الغضب بمقلتيها وهتفت بعصبية وهي ترفع سبابتها بتهديد

"لا تتجاوز حدودك....وأنا لست صديقتك يا هذا "

ضحك بسخرية وهتف 

" حسنًا ...لا تغضبي هكذا "

تحول بسرعة فائقة إلى الجديه وهتف يكمل 

" أين البضاعة "

عقدت ذراعيها وهتفت بحزم 

" أين المال .....أراه أمامي أولًا "

هز رأسه وهتف يسخر منها وهو يشير للرجل الذي بالسيارة

" تعجبني شجاعتك .....ومع هذا أراكِ غبية"

نزل الرجل يحمل حقيبة كبيرة ووضعها أمامها وانحني يفتحها على مصراعيها لتظهر لها الأموال واضحة

ليتحدث مأمون بحزم 

" الآن أريد البضاعة "

أومأت بتوتر وهي تنظر حولها للحظة قبل أن تدخل السيارة وتأتي بالحقيبة وأعطتها له...

قبض عليها بلهفة وفتحها بسرعة يتأكد من البضاعة الموجودة وهو يضحك بإنتصار، نظر لوتين التي كانت تنظر بصدمة للحقيبة التي تحتوي على ورق مقصوص وفوقه ورقات ماليه حقيقية...أنهم خدعوها..

لم تكد تنطق بحرف وشعرت بشئ غرز برقبتها الخلفية...

رفعت أنظارها لمأمون والرجل الأخر الذين يضحكون وكأنهم يشاهدوا فيلم كوميدي ولسانها قد ثقل كثيرًا وأصبحت الرؤية مشوشة تمامًا...حاولت أن تستدير لتنظر خلفها لكن جسدها قد شل تمامًا  وبدأ الظلام يحتل رؤيتها قبل أن تغلق عينيها وتغيب عن الوعي...

تلقفها كريم وهو يضحك بسخرية وهتف 

" سلامتك يا فاتنة "

تحرك مأمون بسرعة ناحية السيارة وهو يشير لكريم أن يتبعه وهو يهتف بعجلة

" هيا بنا....لنتحرك سريعًا....فسيدي ينتظر الضيفة "

حملها كريم وتحرك يضعها على الأريكة الخلفية وجلس بجوارها بينما مأمون جلس بجوار الرجل الأخر الذي تولى قيادة السيارة ليتحرك سريعًا تاركًا خلفه غمامة ترابية كثيفة...

لكنها لن تكون أكثر كثافة من الغمامة الحارقه التي اشتعلت بقلب الزوج المطعون الذي خُطفت زوجته أمام عينيه ولم يقدر على التدخل حتى...


صرخ بغضب وحاول الفكاك من إبراهيم الذي كان يكبله بقوة حتى يمنعه من اللحاق بهم بينما يوسف يحاول الحديث معه 

" اهدأ يابدر أرجوك ....سنتبعهم الآن كما أننا نعلم المكان الذي سيأخذونها إليه...لقد اقتربنا من النهاية وسنتخلص منهم جميعًا ....أرجوك أصمد "

دفع بدر إبراهيم بقوة لكن الأخير لم يتزحزح من مكانه وهتف بصراخ هائج...


" مالذي يضمن لي أنهم لن يقتلوها في الطريق....أو يحاولوا إيذائها قبل أن يصلوا بها "

أحكم إبراهيم ذراعيه حوله بقوة أكبر وهتف بغضب 

" سنكون خلفهم ....وسنسمع كل مايدور بينهم ....ولو حاولوا إيذائها سننقذها وتذهب المهمة للجحيم "

سكن بدر قليلًا  ونظر له بشك ليهتف إبراهيم بثقه وحزم 

" أقسم لك سأفعل...والآن هيا بنا لنكون خلفهم مباشرة....لقد حانت اللحظة " 

اقترب منه يوسف وربت على كتفه وهتف بصدق 

" لن أكون سببًا في خسارتك حبيبتك أبدًا...أقسم ستكون حياتي مقابل حياتها "

أومأ بدر بحزن وغمغم بالدعاء إلى الله أن يحفظ له زوجته 

التي استودعها الله الذي لا تضيع عنده الودائع أبدًا... فهو مجبر على التماسك الآن والتحمل أن زوجته خطفت أمام عيناه وهو عاجز عن إنقاذها حاليًا، لأن أي تصرف سيقوم به سيعرض حياتها للخطر، لذلك لابد أن يتحمل حتى ينتهي الأمر تمامًا...

ركبوا السيارة سريعًا وتحركوا بها، كانوا يستمعون إلى أحاديثهم العابثة أحيانًا عن وتين وجمالها وأن زوجها محظوظ بها...

 كلمات كانت تشعل نيران الغضب داخل بدر وهو يقسم أن يقتلهم جميعًا بدون رحمة، وأخرى عن انتصارهم وانتهاء المهمة وأن حياة الرفاهية والرغد تنتظرهم و تفتح لهم ذراعيها...

أغلق إبراهيم الهاتف مع رجله الذي يرابط أمام بيت عثمان الذي كانوا يراقبوه منذ زيارة كريم  له و الذي أخبرهم بوصول السيارة أخيرًا...

أعطى تعليماته للقوة التي معه و رتب كل شئ معهم وأنهم يستعدوا لإشارته بالإقتحام فور وصولهم... 

قبض يوسف على عجلة القيادة بحقد وهو يستمع لصوت عثمان الذي يستقبل رجاله بحفاوة ويسألهم متى ستستيقظ وتين...

*****

نظر لها بتمعن وهي تعود لوعيها ببطئ ورجاله تقف حوله... عاد ينظر إلى بضاعته ويقربها من أنفه بلهفة ليتأكد للمرة المائة أنها هي بضاعته الحبيبة...ضحك بإنتصار واسترخى في مقعده وهو يرفع حاجبه بزهو 

" أحسنتم شباب.....أحسنتم "

ابتسموا بغرور ونظروا إلى التي بدأت تغمغم وقد بدأت تعود لوعيها أخيرًا...نهض من مكانه واقترب منها يجثوا أمامها ورفع كفه يمرره ببطئ على وجنتها قبل أن يصفعها بقوة جعلتها تأن بآلم وهتف بسخرية

" مرحبا بالفاتنة....ألم أخبرك أن الصور كانت تظلم جمالك كثيرًا من قبل "

ضحك بقوة وأكمل وهو يقرص وجنتها بغل..

" هل ظننتي أنك ستنجحي في ابتزازي وأخذ أموالي....حقًا انتي أكبر حمقاء بالعالم "

نظرت له بحقد بالغ بعد أن استوعبت مايحدث لها وأين هي لتهتف بغضب 

" إياك أن تلمسني يا حقير "

غضب بشدة ومسك وجنتيها بكف واحد وبقسوة شدد على وجهها وهتف

" لا تتجاوزي حدودك يا حقيرة حتى لا أغضب عليك "

ابتسمت بقسوة وهتفت بقوة فهي حقًا لا تخشاه فكل ما تشعر به الآن نحوه هو الكره والحقد...فهذا الرجل كان سبب دمار يوسف وليال...هذا الخائن الغادر الذي غدر بصديقه وحطمه وقتل كثير من الأبرياء..

" وماذا ستفعل أن غضبت....هل ستقتلني "

أومأ ببرود وهتف وهو يترك وجهها ويربت عليه بحده

" في كلتا الحالات أنا سأقتلك يا فتاة....هل ظننتي أنني سأعطيك المال وأتركك ترحلين وتستمتعي بأموالي  "

وقف مكانه ونظر لها من علو وأكمل بزهو 

" أنا لم أكن أخطأ هذا الخطأ وأترك ذيلًا يضايقني يومًا ما....لذلك وجب على قطعه بقوة...ولهذا أنتِ هنا "

ابتلعت ريقها تحاول ابعاد موجة الغثيان التي اجتاحتها أثر المخدر الذي حقنوها به وهتفت بنفور 

" وأتيت بي كل هذه المسافة لكي تقتلني فقط "

أومأ وهتف بإبتسامة وبنبرة مغيظة

" نعم  ...فأنا أستمتع عندما أجعل أخر وجهه يرونه ضحاياي هو وجهي...لذلك استمتعي بأخر دقائق لك على قيد الحياة "

ضحكت بسخرية وهتفت بحزم

" حقًا لا أعلم من منا هو الذي سيموت اليوم ....لكن أن كنت أنا فأعلم أنك ستلحق بي مباشرة "

أنهت حديثها وضحكت بقوة جعلته يعقد حاجبيه بتساؤل غاضب واقترب منها يجثوا أمامها مجددًا وهتف بغيظ 

" ماذا تقصدي بكلامك هذا....انطقي يا حقيرة "

لم تعد تتحكم بغثيانها لتميل وتتقيأ بجوارها مما جعله ينهض بسرعة ويهتف بإشمئزاز 

" ماذا فعلتي يا مقرفة "

حاولت الإعتدال كي تنهض وهتفت بقرف

" رؤيتك أصابتني بالقرف فلم أتحكم بنفسي "

هجم عليها يركلها في خصرها مما جعلها تصرخ بآلم بالغ وتسقط مرة أخرى على الأرض وهي تهتف بغل 

" أقسم أن تدفع ثمن هذا غاليًا يا حقير "

ابتسم بإستهزاء وهتف بسخرية 

" ومن هو الذي سيجعلني أدفعه غاليًا .....أنتِ "

نفيت ببطئ وهي تنظر لوجه بحقد وهتفت بثقة

" ستعلم الآن "

وكأنها كانت تعلم بقدومهم وكأنها شعرت بوجوده بالقرب منها...وكأن النسيم حمل لها رائحته كي يطمئنها أنها ليست وحيدة...

لم تكن تنهي جملتها حتى دخل الرجل الذي رأته سابقًا في لقائاتها مع ذلك الحقير، لكن الآن كان شاحب ويلهث و هو يهتف يوجه حديثه لعثمان

" سيدي الشرطة تحاوط المكان ... ماذا نفعل سيدي"

نظر له بصدمة قبل أن يستدير لها بشر ليلاحظ نظرة الشماته بعينيها ليفطن سريعًا للعبة التي لعُبت عليه، لقد كانت تلك الحقيرة مجرد طعم وضعوه للوصول له...صرخ وهو يقترب منها بغل يكيل لها الصفعات 

" سأقتلك الآن ياحقيرة...كيف تتجرأي على خداعي "

كانت تأن من قسوة الصفعات وبالرغم من ذلك هتفت بحقد 

" وهل الخداع حصريًا لك فقط "

قبض على رأسها يطرقه في الأرض بقسوة وصرخ ينادي سلطان لكن ولأول مرة لم يستجيب سلطان للنداء...عاد ينادي مجددًا لكن لا من مجيب... تركها بغل وهو يتوعدها وتحرك يخرج وهو ينبه مأمون وكريم  الذي بات يظهر على وجوههم التوتر أن ينتبهوا لها... 

خرج سريعًا يجلب سلاحة من غرفته ولكنه تفاجأ أن خزينته التي يضع بها كل ما يملك من أموال فارغة تمامًا...حمل سلاحة وخرج سريعًا ينادي سلطان فلم يجده ولم يجد سوى رجله الآخر على الباب الخارجي ومأمون وكريم فقط... إذن سلطان الحقير سرقه وهرب...لفت نظره أن الشرطة التي تحاوط المكان 

تقترب بشدة، ليدخل سريعًا للغرفة وهو يهتف بغضب أعمى

" استعدوا وجهزوا أسلحتكم سنتشابك معهم أن اضطررنا لذلك....لن أدعهم يلقوا القبض علي...أنا لن أدخل السجن مهما حدث "

لكن كل شئ تغير عندما شعروا بتحطم الباب الخارجي للمنزل و القبض على الرجل الآخر الذي كان يقف على الباب..

سحبها بقوة من على الأرض وتحرك يفتح النافذة وهو يصرخ برجاله الذين يشتبكوا مع الشرطة بإطلاق النيران من داخل الغرفة بألا يتوقفوا أبدًا...فتح النافذه وقفز يجلس عليها وسحبها بقوة وهي تصرخ وتحاول مقاومته لكنه حاوط خصرها بقوة ودفعها ولحق بها يقفز من النافذة التي كانت بالدور الأرضي...نهض سريعًا قبل أن تنهض هي وسحبها يحاول الركض بها وهو يهددها بالسلاح...

لكن كان هناك عاشق يحاول الدخول لمعشوقته وعندما سمع صراخها ركض سريعًا بإتجاه الصوت ويتبعه يوسف وبعض الرجال بينما كان إبراهيم يتشابك مع الرجال الأخرى وقد أصيب كريم في قدمه بينما تشتت انتباه مأمون لحظة كانت كفيلة بجعل إبراهيم يقتحم المكان ويقبض عليهم...وضع الأساور الحديدية بأيديهم وسط صراخ كريم المتألم وأمر رجاله بأخذهم لسيارة الشرطة وقد تحفظ على البضاعة الموجودة وخرج يلحق بيوسف الذي كان يأمن المكان من الخارج...


ركض يسحبها خلفه عندما قطع طريقه شخص لا يعرفه قبل أن يسمع صراخها الضعيف تناديه

" بدر "

فما كان منه إلا أن يسحبها ويختبئ خلفها ويضع السلاح على رأسها وهو يهتف بشر بعد أن تعرف على الرجل، أنه زوجها الذي رأى صورًا له قبل ذلك

" ابتعد حتى لا أقتلها....وأقتلك أنت أيضًا "

زمجر بدر بغضب لكنه وقف مكانه يحاول اخفاء خوفه عليها وهتف بحزم

" اتركها الآن، لأنني أنا من سيقتلك أن لم تتركها "

ضحك بسخرية تناقض عينيه التي تنظر حوله بتوتر وهتف وهو يوجه سلاحه على بدر 

" إذن أنت من اختار....فأنا ليس لدي وقت أضيعه معك...لأنني لن أتركها "

" أخفض سلاحك الآن عثمان وسلم نفسك "

تجمد مكانه ونظر بصدمة ليوسف الذي اقتحم المكان يتبعه رجال من الشرطة وهتف ببرود ظاهري

" مرحبًا يا صديقي...عفوًا أنا مشغول الآن ولا يمكنني الترحيب بك "

نظر له بإشمئزاز وهتف بحقد

" أخفض سلاحك الآن وأترك وتين "

نظر لها لحظة ثم نظر له وهتف بإدراك

" إذن أنت من وضعها في طريقي أليس كذلك "

نفي يوسف وهتف وهو يقترب عدة خطوات صغيرة جعلته يزمجر وهو يضغط بسلاحه على رأس وتين 

" القدر هو من وضعك في طريقي وطريقها ....هي كانت تنقذ نفسها وأنا أسترد حقي "

قالها وهو يشير لوتين التي ضغطت بقدمها على قدمه بغل ليميل برأسه للأمام قبل أن تدفعه بكوعها بقوة في صدره ليختل توازنه...

 انتهزت الفرصة وركضت بإتجاه بدر الذي فتح ذراعيه لها لكن سرعان ما اتسعت عيناه برعب وهو يلاحظ 

استعاده عثمان ثباته سريعًا وتصويبه بالسلاح على وتين...

صرخ بدر وهو يحاوطها برعب ويستدير يحميها قبل أن تستمع لصوت ثلاث رصاصات وتشعر بإسترخاء جسد بدر وثقله عليها...نظرت له برعب بالغ وشعرت بشئ لزج على كفيها وهي تنظر لوجهه الشاحب برعب قبل أن تسقط على الأرض محتضنة جسده بصدمة و تناديه بخفوت مصدوم...

نظرت حولها بتيه تحاول استيعاب مايحدث لتجد يوسف يسقط هو الأخر مصاب وذلك المجرم سقط غارق بدمائه على الأرض...

عادت تنظر لبدر بهلع تارة ولكفها الذي يحمل دماءه تارة أخرى 

" بدر ...لااا...لماذا فعلت ذلك يا أحمق "

هتفت ببكاء يمزق القلب وهي تشدد من ضمه ليرفع كفه يربت على وجهها وهتف بضعف 

" أنا أحافظ على حياتي يا حمقاء....لأنني لن أقدر على العيش بدونك "

بكيت بشدة ومالت عليه و دموعها تسقط على وجهه 

" وهل أنا أقدر ...أرجوك لا تتركني بدر ...أقسم سأموت من دونك "


آن بآلم وشهق يحاول التنفس لتصرخ به 

" لا تتحدث ....ولا تتجرأ على تركي ...أرجوك لا تفعل "

" تذكري دائمًا...أنني أحبك "

كانت أخر كلمات ينطقها قبل أن يستسلم لهوة مظلمة سرقته منها ليذهب لها مرحبًا علها تسكن ألامه، ليترك خلفه قلبا ملتاعًا يصرخ تزامنًا مع لسانها الذي يصرخ بإسمه دون انقطاع وهي تحاوط عليه كما تحاوط الأم علي وليدها..


سقط على الأرض وهو ينظر لصدره المصاب بينما علم من صراخ وتين أنه لم يلحق بدر وأنه قد أصيب هو أيضًا...

فهو عندما لاحظ تصويب عثمان واستعداده لإطلاق النار على وتين.. تحرك بسرعة ليحميها كما وعد بدر لكن بدر كان قد استدار يعطي ظهره للرصاصة وهو يحاوط وتين لتخرج الرصاصة سريعًا تصيبه بظهره، يتبعها أخرى تصيبه بصدره عندما وقف أمامها ليستقبلها تزامنًا مع اطلاقه النار على عثمان لتصيبه رصاصة بقلبه...سقط على الأرض ينظر بقهر لعثمان الذي يبادله النظرات بثقة و يردد بضعف وآلم  

" كنت أعلم ..."

شهق بآلم يضغط على صدره وهتف بتقطع خائف 

 " لكن هل تذكر وعدك لي "

 ‏أغمض يوسف عيناه بقهر وهو يتذكر وعد قطعه على نفسه منذ زمن بعيد ....لتعود الكلمات تعصف بعقله 

 ‏" أنا أخاف أن أموت وحيدًا يوسف...عدني أنك ستكون بجواري وتمسك بيدي "

 ‏وقتها سخر منه كثيرًا وأن زوجته هي من ستكون بجواره 

 ‏ لكن عندما رأى تصميمه على حديثه وهو يطالبه بهذا الوعد رضخ له وأقسم أنه سيفعل...

 ‏حاول النهوض لكنه لم يتمكن فقواه خارت ويشعر أنه على وشك فقدان الوعي بسبب جرحة، فهو لم يرتدي واقي للرصاص قبل المهمة، شعر بإبراهيم الذي ركض بإتجاهه واقترب منه يتفقد جرحه وهو يهتف بقلق 

 ‏" أصمد يا صديقي ستأتي الإسعاف سريعًا "

 ‏أومأ له بضعف وهتف بتقطع لاهث وهو يشير على عثمان 

 ‏" ساعدني اقترب منه "

 ‏اندهش إبراهيم ونفي لكنه ضغط على يده يحثه على مساعدته وهو ينظر له وقد بدأ يتعرق كثيرًا...

 ‏لم يحمله بل سحبه ليجتاز هذه المسافة الصغيرة ووضعه بجواره واستدار يسند ظهر يوسف على صدره..


 ‏مد يده يسحب كف عثمان الذي انتبه له ونظر له بضعف وهتف بتقطع متألم 

 ‏" كنت أعلم...أن...نهايتي..ستكون على يدك .." ‏ 

ابتلع ريقة يأن بألم وأكمل 

" تتذكر عندما قلت لك...هذا ما وجدنا عليه أبائنا...لكنني أكملت في هذا الطريق برغبتي...لم أرغب أن تكتشف الأمر حتى لا أخسرك يا صديقي، سامحني أرجوك...لم أتمني أن أسبب لك الأذى أبدًا...لكنني فعلت دومًا..والآن أيضًا فعلت  "

ترقرقت الدموع في عين يوسف وهتف بتقطع متألم

" لقد أذيتني كثيرًا ....والأن لوثت يدي بدمائك يا غادر "

شهق عدة شهقات وهو يهتف بضعف متألم 

" لم أندم على أي شئ بحياتي...سوى إيذائي لك...لا تكرهني يوسف لطالما كنت الجزء النظيف بداخلي "

أنهى كلامه يشهق بقوة حتى تجمد وتوقفت أنفاسه تمامًا وهو ينظر له، ليهتف يوسف بضعف شديد

" بالرغم من كل شئ...لم أتمكن من كرهك أبدًا "

"عثمان "

ناداه بخفوت وهو يشهق بآلم لكن عندما لم يأتيه ردًا أغمض عيناه لتنهمر دموعة وهتف بتيه 

" لقد لوثت يدي بدمائك يا صديقي الخائن"

تآلم بشده  قبل أن يغيب عن الوعي تمامًا بعد أن حاول المقاومة كي يوفي بوعده الذي قطعه على نفسه ذات يوم لذلك الذي رحل بعد أن أغرته الدنيا وزينت له طريق المحرمات ولوثت يداه بدماء الأبرياء...لتكون نهايته على يده ويجعل يداه تحمل أثر دمائه إلى نهاية عمره 

******

الترقب والتوتر يحتل أجواء المنزل.. فالجميع أصبحت أعصابه على حافة الإنهيار من انتظار أي خبر عن بدر ووتين...لقد حاول عبد الرحمن التواصل مع أحد حتى يوصل لأبنائه لكن للأسف لم يتوصل لشئ بعد، فقد أخبره الرجل الذي تحدث معه أنه سيهاتفه بعد قليل لكنه لم يتصل بعد...

رفع أنظاره على صوت سباب طارق وهو يعاود الإتصال بيوسف لكنه لم يرد عليه أبدًا...

ارتفع صوت نحيب مريم و رقية و أصبحت أعصاب الجميع متوترة بشدة...

اقترب من أبيه الممسك بالمصحف يقرأ به وربت على كتفه 

بمواساة لينظر له عامر بشفقة ورفع كفه يربت على كف ابنه وهتف بتماسك 

" لا تقلق ....إن شاءالله خيرًا "

" يارب "

هتف برجاء قبل أن يصدح صوت رنين هاتفه الذي فتحه بلهفة و رد قبل أن تتسع عيناه  بصدمة وهو ينظر للجميع حوله، أغلق الهاتف بضعف لتندفع رقية ومريم ناحيته لتهتف الأخيرة بقوة 

" ماذا حدث....أين الأولاد "

ابتلع ريقة وأغمض عيناه بضعف وهتف بحزن 

" في المشفى "


رواية استوطننى عشقك الفصل الحادى والثلاثون 31 من هنا


لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية استوطننى عشقك)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)

 

روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات