رواية استوطننى عشقك الفصل الحادى والثلاثون 31 بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك البارت الحادى والثلاثون 31
رواية استوطننى عشقك الجزء الحادى والثلاثون 31
رواية استوطننى عشقك الحلقة الحادية والثلاثون 31
رواية استوطننى عشقك بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك |
رواية استوطننى عشقك الفصل الحادى والثلاثون 31
الفصل الواحد والثلاثون
نظرات الخوف الحقيقية تراها دائمًا على أعتاب المشفى كما يمكنك رؤية نظرات الحزن واضحة أمام المقابر...
عندما يحاوطك الخوف وأنت تشاهد الفقد يتجول حولك كالفهد الذي يريد أن ينقض على فريسته...
وأنت مكبل اليدين والقدمين ولا يمكنك سوى المشاهدة وصرخات الإستغاثة تصدح بشدة داخل روحك، هذا هو الشعور بالعجز ...وما أصعبه من شعور.
ترقرقت عيناها بالدموع قبل أن ترفع كفها على زجاج غرفة العناية الفائقة وعيناها مثبتة عليه وهو نائم على ظهره وقناع الأكسجين على وجهه فعلى مدار ثلاثة أيام كانت بجوار وتين وبجواره، لم تتمكن من تركه وعدم رؤيته...لقد أصيب في صدره ومن رحمة الله به وبهم أن الرصاصة ابتعدت عن القلب بمسافة صغيرة جدًا...
لقد علمت من وتين أنه وقف أمام رصاصة ذلك المقبور كي ينقذها لكن بدر فعلها قبله ليصاب الاثنان بطلقات الرصاص الغادرة
فبدر حمدًا لله إصابته لم تؤذي العمود الفقري بل تعد في منطقة الكتف من الخلف وعلى مدار يومين أصبحت حالته مستقرة واليوم خرج إلى غرفة عادية...حقًا هي سعيدة من أجله ومن أجل وتين أيضًا...
لا تنسى أبدًا عندما حضروا جميعًا إلى المشفى فوجدوا بدر ويوسف في غرف العمليات ووتين في حالة إنهيار شديدة بسبب ما تعرضت له من ضغط عصبي وضرب مبرحًا وأخيرًا إنهيارها من أجل بدر الذي سقط غارقًا في دمائة بين ذراعيها...
فهي مسكينة لذلك لم ترغب في تركها...وأيضًا لم تتمكن من تركه بهذه بالحالة...لقد حاولت حث نفسها على الإبتعاد وتركه فهي أصبحت مخطوبة وغدًا ستكون زوجة رجل آخر...لكنها لم تقوى أبدًا، فأي قوة هذه قادرة على ابعادها عنه...
أنه حبيبها الأول وجرحها الأول..
سندت رأسها على الزجاج تبكي حالها وعجزها...تبكي خوفها عليه...وتبكي شعورها بالخيانة لرجل ستكون ملكه قريبًا جدًا...
لذلك قررت أن هذه المرة ستكون الأخيرة التي تضعف بها تمامًا...
رفعت رأسها للممرضة التي كانت قد طلبت منها الدخول له، لكنها طلبت منها الإنتظار قليلًا وها هي تشير لها بالدخول تعلم أنها حركة متهورة، لكنها بحاجة لها...بحاجة لوداعه...
زفرت أنفاسها ببطئ وتحركت تدخل الغرفة لتراه عن قرب شاحب الوجه بشدة، صوت تنفسه العالي تحت القناع و صافرات الجهاز الذي يتابع انتظام ضربات القلب، جعل معدتها تنقبض وتحتل غصة مريرة حلقها، لتزرف الدموع وهي تقترب منه، مالت قليلًا تستند على فراشه و تنظر له بعشق ممزوج بحزن وهتفت بنبرة خافته
" أصمد يوسف ....قاوم لتعود من جديد أرجوك...من أجل أهلك فهم بحاجة لك "
فتح مقلتيه بضعف و هتف بهمس تحت القناع
" ليال...حبيبتي "
أومأت بهدوء ومدت يدها لكي تمسك كفه لكنها تراجعت تأنب نفسها على تسرعها، تنحنحت و هتفت بخفوت
" كيف حالك....هل تشعر بالألم "
نفى ونظر لها بعشق وهتف وهو يقبض على كفها بحزم رغم ضعفه
" اشتقت لك ....خفت أن أموت ولم أعد أراك مجددًا "
أغمضت عيناها بضعف وسحبت كفها ليهمس بلهفة
" ابقي معي...لا تتركيني "
نفيت ودموعها تنهمر على وجنتيها وهتفت بنبرة مرتجفة
" بإذن الله سوف تتجاوز الأمر وستكون بخير ...علي الذهاب الآن "
رفع كفه بضعف يرفع القناع وهتف برجاء ضعيف
" أرجوكي لا تتركيني حبيبتي...ابقي معي ...أرجوكي ليال "
سالت دموعها لتغمض عيناها بضعف وقلبها يتمزق عليه لكم تتمنى أن تلبي رجائه وتبقى معه لكن للأسف فات الأوان...
" أنت من تركني يوسف...وهذه ستكون المرة الأخيرة التي أراك بها....لأنني غدًا سأكون ملكًا لرجلًا أخر "
ابتلعت ريقها بآلم واستدارت تنظر بحزن لحنان التي دخلت إلى الغرفة للتو، فعادت تنظر له بحزن وأكملت بخفوت
" انتبه لنفسك أرجوك ....فبالرغم من كل شئ أريدك أن تكون بخير دائمًا "
تحركت تغادر عندما قبضت حنان على ذراعها بلهفة وهتفت برجاء
" ابقي ابنتي "
ربتت ليال على ذراعها بود وهتفت بنبرة حاولت أن تكون عادية لكنها فشلت
" علي الذهاب لأستعد لعقد قراني غدًا....إلى اللقاء خالتي "
أنهت كلامها وغادرت تركض لتترك خلفها روحًا تأن ألمًا وحزنًا على ما فعلت يداه ...
لا لن يتحمل هذا الأمر، لا يمكنه خسارة ليال أبدًا...
عندما اقترب من الموت أدرك أنه كان أحمقًا كبيرًا وكل ما فكر به في تلك اللحظة هو ليال...ضحكتها و عيونها وكل شئ بها ...تذكر كل ذكرياتهم سويًا وكأنها فيلم تدور أحداثه أمام عينيه...
في تلك اللحظة تمنى أن يعطيه الله فرصة ثانية حتى يعوضها ويحاول اصلاح ما حطمه بينهم، بل والكثير من الإعتذارات...
استدار ينظر لأمه وهتف بحزم ضعيف
" أمي ....هاتفي طارق وأطلبي منه الحضور فورًا "
******
خرجت من غرفة بدر تبحث عنه بقلق فهو لم يترك المشفى منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي أصيب به بدر ويوسف وانهيار وتين...
الرعب احتل قلبهم عندما أتوا إلى المشفى ليجدوا وتين جالسة في حالة انهيار وتصرخ بفزع وتنادي على بدر تارة وتارة أخرى تهذي أنه مات...ثيابها وكفيها غارقة بالدماء ووجهها مشوه بعلامات الأصابع التي تحولت للون أزرق يدل على عنف الضربات التي تعرضت لها، حاولوا تهدئتها واخبارها أن بدر بغرفة العمليات لكنها زادت في صراخها حتى غابت عن الوعي تمامًا لتبقى هكذا لمدة أربعة وعشرون ساعة نائمة بفعل المهدئات والمسكنات...تلك الساعات التي كانت ثقيلة بشكل مرعب لكن الله نظر لهم بعين الرحمة وطمأنهم الطبيب على بدر وأن الرصاصة لم تصب أي أعضاء داخلية وأنها مكثت في منطقة الكتف...
ليدخل بعدها إلى غرفة العناية الفائقة ليمكث بها يومين واليوم صباحًا خرج إلى غرفة عادية ليختفي ذلك الطارق منذ الظهيرة ولا تعلم أين ذهب وهاتفه مغلق...
هل يعقل أنه ذهب إلى المنزل لينام ويرتاح...لا تظن بالرغم من مكوثه طوال الأيام الفائتة في المشفى مع بدر ويوسف وإرهارقه الشديد...فقد كان يقسم وقته بين عائلتها وعائلة خالته التي ليس لديهم أحد سوى ابنهم لذلك لم يتركهم وكذلك علاقته القوية ببدر...فهو مرتبط بيوسف وبدر كثيرًا لقد تفاجأت عندما وجدته يبكي تلك الليلة التي دخل بها هذان الاثنان إلى المشفى...
راقبت انسحابه بهدوء واختفائه عن الأنظار، لتتحرك خلفه
تتفقده فبحياتها لم تشاهد طارق بهذه العصبية والخوف المرتسم بوضوح على وجهه فبعد أن خرج بدر من العمليات ودخل غرفة العناية الفائقة، ذهب سريعًا ينتظر خروج يوسف التي حالته كانت أكثر خطورة من بدر، فالرصاصة أصابت صدره ولم يفصل بينها وبين القلب سوى مسافة صغيرة جدا كانت كفيلة بإنقاذ حياته...
لذلك فور خروجه لغرفة العناية هو الآخر، جلسوا جميعًا بإرهاق وقلوبهم تهتف بالدعاء...لينسحب بعدها ويتركهم، لقد ظنت أنه خرج ليدخن لكنها تفاجأت بحالته...
رأته يجلس بإنحناء على تلك المقاعد الرخامية بالحديقة
اقتربت منه وجلست بجواره وربتت على كتفه برفق لينظر لها بضعف قبل أن يلقي بنفسه داخل أحضانها بلهفة لتشدد عليه بحنان وتسمعه يهتف بحزن
" أنا خائف أن أخسرهم...أنهم اخوتي...بدر ووتين ويوسف، قلبي يؤلمني عليهم كثيرًا "
ربتت عليه وهتفت بخفوت
" لا تخف سيكونوا بخير...أنا أشعر بذلك "
شعرت بإهتزاز جسده لتتسع عيناها بصدمة لم تتخيل أن تراه في هذا الوضع والحزن، شددت عليه وربتت على ظهره برتابه كأنها تهدهد طفل صغير لتبقى هكذا إلى أن شعرت به يكف عن البكاء لكنه لم يبتعد عنها لتهتف بعد لحظات بهمس
" أنا أيضًا خائفة كثيرًا على وتين وبدر ...أنه أخي وليس فقط ابن عمي فبالرغم من كل ماحدث سابقًا إلا أن بدر أصبح أخي وسندي الذي سيقف في وجهك عندما تحزنني يومًا ما "
تنهد ومال برأسه يريحها على كتفها وهتف بصدق
" لن أحزنك أبدًا غدير ...ثقي أنك روحي ولا أحد يحزن روحه...ثم أن بدر أخي أنا، وهو الذي سيقتص منك عندما تحزنيني "
أنعشها حديثه وكأنه مدها بدفعة قوية من الطاقة الإيجابية ...كما أنها شعرت بعشقه يزداد أضعاف وأضعاف نتيجة لأقواله وأفعاله...تجرأت ووضعت قبلة رقيقة على جبينه وهتفت بمشاكسة
" أنا أيضًا لن أحزنك كثيرًا...ربما قليلًا بعض الشئ لأنني أعشقك "
ابتسم بضعف وهتف بسخرية
" أكثر الله خيرك حبيبتي ...لا أعلم كيف أشكرك على معروفك هذا "
ابتسمت بعشق وهتفت وكفها يربت على شعره برفق
" لا شكر على واجب حبيبي ...أنت تؤمر "
هز رأسه وابتسم ابتسامة صغيرة سرعان ما انمحت عندما تذكر وضع أصدقائه واخوته الذي لا يتخيل حياته من دونهم أبدًا..
شعرت به لتهتف برجاء خافت
" مارأيك أن تنام قليلًا وتثق أن الله لن يحزننا عليهم "
ترك خصرها واعتدل بهدوء قبل أن ينحني يقبل يدها وهتف بهدوء
" هيا سأوصلك لهم وأنا سأذهب للمسجد "
أومأت ونهضت تتحرك معه لتتبع هذه الليلة ليلتان لم يذق بهم طعم النوم حتى اختفى منذ الظهيرة وها قد حل الليل ولا تعرف أين هو...
حقًا لقد أصابها القلق..
تنهدت بثقل وهتفت بقلق
" أين أنت طارق "
" أنا هنا يا عيون طارق "
استدارت بلهفة تنظر له وهو يقترب منها، سحبها معه بهدوء حتى وصل إلى الباب المؤدي إلى درج الطوارئ ...فجلس وسحبها تجلس بجواره وهي تنظر له بإندهاش وهتفت بسرعة
" ماذا تفعل...وأين كنت...ولِما لم ترد على اتصالاتي "
رفع حاجبه وأشار بكفه يوقفها عن الحديث وهتف بمزاح
" كيف سأرد على كل هذه الأسئلة في وقت واحد...تمهلي يا فتاة "
ضغطت على أسنانها بغيظ ولكزته في كتفه بأصبعها وهتفت
" كف عن غلاظتك هذه وأخبرني أين كنت "
مسك اصبعها وقبله برقة عدة قبلات وهو ينظر لتوترها واحمرار وجنتها بمكر، ترك اصبعها واقترب منها يحاوط خصرها ويقربها منه وهتف بخفوت حار
" سأخبرك لكن ما المقابل "
ابتلعت ريقها بإرتباك وقد وصلها مقصده جيدًا وضعت كفيها على صدره تستشعر ضربات قلبه المرتفعة بقوة لتعلم مدى تأثيرها عليه فينتعش غرورها...
لكن مهلًا فهو أيضًا تأثيره قاتلًا عليها، أنه يدمر حصونها بلا رحمة...
تنهدت بإستسلام وهتفت بدلال
" أخبرني أولًا وسأعطيك المقابل الذي تريده "
******
نظرت لإنعكاس وجهها بالمرآه تتفقد أثار الضرب الذي يشوه ملامحها، فأثار الأصابع تظهر على وجهها بلونها الأرزق الباهت بوضوح...لقد بدأ التورم يشفى بفضل الأدوية والمراهم التي تضعها عليها، كما خصرها التي تحمد الله أن الضربة لم تكن قوية لتؤذي شيئًا داخليًا...لقد أصر كل من عمها عبد الرحمن وعمها عزت أن تقوم بعمل أشعة مقطعية ليطمئنوا عليها...ليخبرهم الطبيب أنها بخير وأن الكدمة لم تؤذيها داخليًا لكنها تركت أثرها واضحًا على جسدها بالإضافة إلى الآلام المصاحبة لهذه الكدمات...
تنهدت تحاول ابعاد ذكريات ذلك اليوم عن رأسها وتذكر نفسها بأنها أصبحت بأمان وأن حبيبها أصبح بخير بعد أن ظنت أنه فارقها...فهي لا تتذكر سوى مقتطفات بعيدة من أحداث ذلك اليوم بعد اغماء بدر بين ذراعيها...لقد ظنت أنه فارق الحياة ولم تعد تذكر شئ سوى استيقاظها باليوم التالي لتجد عمتها و غدير وزوجات عمها بجوارها...وقتها اصابها الفزع مجددًا وهي تبحث عنه وتصرخ تنادي عليه حتى دخل جدها يتبعه أعمامها وهو يخبرها أنه بخير و أنه لم يتركها... لم تصدقه في البداية لكنه أقسم على ذلك و أنه بعد أن يراها الطبيب ويفحصها سيأخذها لتراه لكي تطمئن...لقد أوفي جدها بوعده وأخذها لتراه، لم تتمكن من الدخول له لكن على مدار الأيام الماضية كانت تدخل له تجلس بجواره بصمت وتنظر له فقط وعندما يتحدث تمنعه بقوة حتى لا يتألم...
لم تكن تصدق أنه أمامها لذلك لم تقدر على الحديث معه لأنها لا تريد الحديث، بل تريد ضمه والبكاء كثيرًا على صدره وتقبيله كثيرًا حتى تتأكد أنه بخير، لأنها إلى هذه اللحظة خائفة أن تقترب منه أو تتحدث معه...
خائفة أن يكون حلم وأن لمسته سيصبح سراب ويرحل بعيد وستفيق بعدها على كابوس...
تنهدت وفتحت أنبوب المرهم تأخذ منه القليل وتضعه على خصرها برفق وهي تدلكه لتعيد الكره على وجهها...
غسلت يدها وخرجت من الحمام بعد أن بدلت ملابسها بأخرى مريحة وفتحت الباب تخرج لذلك الجمع الملتف حول بدر الراقد على فراشه بوهن...
نظرت له بإبتسامة وهي تراه يتذمر من اصرار أمه على إطعامه...زوجة عمها الحبيبه التي أثبتت قوتها وثباتها رغم بكائها الصامت إلا أنها كانت واثقة أن ابنها سيعود للحياة وأنه سيكون بخير...فلم يخجلها الله وحقق لها ما أرادت ولم يحرمهم من وجوده...لم تقترب منه بل تركته بجوار أمه و اقتربت تجلس بين جدها الذي أهداها احدي ابتساماته الحنونة وعمتها التي احاطتها لتدخلها أحضانها رغم خصامها التي تدعيه منذ أن اطمئنت عليها وعلى بدر ...ابتسمت على أقوالها التي تناقض أفعالها وهتفت بإبتسامة
" هل مازلت تخاصميني أمي "
أومأت مريم ولم تنظر لها لتكتم وتين ضحكتها وتكمل
" إذن....لماذا تضميني هكذا إن كنت تخاصميني "
ادعت اللامبالاة وهتفت بتفكه
" هذا شئ...وهذا شئ أخر "
ضحك عامر على ابنته التي أعلنت خصامها وغضبها من وتين وبدر لأنهم لم يخبروها بأمر تلك المصيبة التي وقعت بها ابنتها، لكنها لم تقدر أن تبتعد عنها لذلك تبقي بجوارها وتضمها طوال الوقت وإذا تأوهت وتين تركض عليها بلهفة بالغة...وبالنهاية تخبرها أنها تخاصمها...أي خصام هذا!
سحبها من أحضان مريم إلى أحضانه وهتف بسخرية
" الاثنان واحد....إذا كنتي تخاصميها لا تضميها...تعالي حبيبتي لأحضان جدك فهي مفتوحة لك دائمًا "
ابتسم الجميع على تلك المناوشات، لكن كان هناك عاشق غيور يشتاق بجنون إلى تلك البعيدة التي تحاول ادعاء الهدوء لكنه يعلم أنها مازالت خائفة كطفلة تائهة من أهلها...
طفله تدور وتدور حول بيتها وتخاف الدخول إليه فلم تجد أهلها وتجلس وحيدة به...لا يعلم متى أصبح يفهمها هكذا أو كان يفعل سابقًا...أو هذا بسبب عشقه الذي فاق الحدود لها، نعم أنها حبيبته الذي أهون عليه أن يفقد حياته ولا يصيبها شئ
زفر بحنق وهتف بغيرة
" حسنا فلنكتفي من حفل الأحضان هذا...ولتأتي لهنا فأنا أريد مساعدة "
نظرت له بدهشة وتحركت بسرعة تنهض خوفًا من أن يكون يشعر بالألم
تسائلت أمه بلهفة شديدة وهي تتفحصه
" ماذا بك بني...أخبرني ماذا تريد وأنا أساعدك "
نظر لأمه بإبتسامة صادقة ثم استدار ينظر لتلك التي تقف بجواره بقلق ليسحبها بضعف انصاعت له وجلست بجواره تزامنًا مع حديثه لأمه
" أريد وتين بجواري....ولا يضمها أحدا غيري "
انفجر الجميع بالضحك عليه لتخفي وتين وجهها وقد خجلت من أفعاله الطفولية هذه لتسمع رقية تزمجر وتهتف بغيرة وهي تتركه وتذهب تجلس بجوار زوجها
" حسنا أشبع بها "
ابتسم عبد الرحمن على غيرة زوجته ومال عليها يهمس لها
" أنه يغير على زوجته مثل أبيه تمامًا...هذا الشبل من ذاك الاسد...فأنا لولا مرضه كنت ضربته و منعتك من الجلوس بجواره هكذا...ثم ما كل هذا الدلال له..هو أصبح بخير ولديه زوجتة...لذا اهتمي بي فقط "
ابتسمت بسعادة وهي تنظر له بعشق لم يبدله مرور الأعوام
" أنت الأصل يا حبيبي، وهو قطعة منك لذلك أعشقه عشقين "
نظر لها نظرة جانبية وهتف بغيظ
" لماذا عشقين...يكفي عشق واحد "
ابتسمت وهزت رأسها وهي تنظر لبدر الذي مازال يشاكس زوجته بخفوت وهي يظهر عليها الخجل بشدة...تنهدت وهمست بجدية
" كنت خائفة أن أفقده "
رفع ذراعه يضمها له وهمس بصدق
" وأنا أيضًا...لكن الحمدلله كثيرًا أنه أنقذه..وأنقذنا معه "
أومأت بقوة وهتفت بإمتنان
" نعم الحمد لله"
ربت على ذراعها برفق واستدار ينظر حوله وهو يتسائل بصوت عالي
" أين غدير "
التفت له عزت وهتف بهدوء
" بالخارج...تتحدث مع طارق "
أومأ عبدالرحمن بهدوء بينما هتفت كاميليا بخفوت
" هل طارق مازال هنا "
أومأ لتكمل
" أتعلم أنا سعيدة لأن الله رزق ابنتي زوج كطارق..حقًا هي محظوظة...أدعوا الله دائمًا أن تسكن السعادة بيتهم وقلوبهم "
مال عليها وهمس بإبتسامة حنونة
"مثلما أنا محظوظ بك يا سعادة عمري كله ورفيقة دربي...وحبيبة روحي "
" عزت "
هتفت بهمس وهي تنظر داخل عيناه
" قلب عزت وروحه أنت يا كامي...لا حرمني الله منك حبيبتي "
ترقرقت عيناها بالدموع كما هي دومًا كلما تأثرت تدمع عيناها، مسكت كفه وهمس بعشق
" أنت هو حبيبي وزوجي وسندي وكل ما أملك بهذا العالم...أنت تكملني يا عمري "
قبض على كفها بقوة وهتف
" وأنا من دونك جسد بدون روح يا قلبي "
ابتسمت له وهمست بمزاح بعد أن أحاطتهم هالة وردية مليئة بالرومانسية
" حسنًا يفضل أن تصمت الآن لأننا مازلنا بالمشفى...فلنكتفي بهذا القدر "
هز رأسه ونظر لها بغيظ وهتف
" مفسدة اللحظات الرومانسية "
مالت عليه وهمست بعبث
" مارأيك أن نذهب إلى المنزل حتى لا أفسد اللحظات الرومانسية..."
نهض بقوة وسحبها بلهفة وهو يخبر الجميع أنه سيسبقهم إلى البيت لكي يرتاح..
أنهى كلامه وخرج بسرعة ليبتسم الجميع عليه بينما مال بدر على وتين يهمس بحنق
"عمي المحظوظ...أراهن أنه سيخبرها بسر في فمها ...أقصد أذنها "
نظرت له بغيظ واقتربت تهمس له
" أنت لا فائدة منك أليس كذلك...ألن تكف عن وقاحتك أبدًا "
لكم شعر بالسعادة عندما تحدثت معه بجملة طويلة فمنذ خروجه وهي تتحدث بإقتضاب وتأمره بعدم الحديث
ابتسم بعبث وهمس لها
" لا لن أكف عن وقاحتي معك أبدًا "
ادعى الحزن وأكمل
" والآن أتركيني في حالي... فأنا مهموم كثيرًا "
نظرت له بهلع ومسكت كفه بلهفة وهتفت بخوف
" ماذا بك حبيبي...بماذا تشعر ...هل أنت بخير "
ربت على يدها بهدوء وابتسم لها يطمئنها وهتف بنبرة صادقة
" أنا بخير لا تقلقي "
ثم أكمل بعبث شديد وبنبرة موحية
" أنا أفكر أن عمي محظوظ...وأنت هنا تمنعيني من الحديث حتى بات الأمر لا أقوال ولا أفعال "
ضغطت على أسنانها بقوة وهتفت بغيظ
" أصمت بدر "
زفر بحنق وهتف بصوت عالي لقد ضاق به من خوفها وبُعدها عنه لقد اشتاق لها كثيرًا
" أصمت..أصمت..أصمت ..يكفي وتين أنا بخير والكلام لن يميتني...أرجوك كفى أنا اشتقت لكِ "
سالت الدموع من عيناها ونهضت من جواره تقف بعيد وهي تبكي....لاحظ عامر التوتر الذي يحصل بينهم فلم يفوته أبدًا ابتعاد وتين عنه وتعاملها معه كأنه زجاج سوف ينكسر...ضغط على كف مريم يحثها على المغادرة، كما غمز لعبد الرحمن ليوافقه بإيماءة من رأسه ويسحب رقية التي كانت على وشك الحديث ويغادروا جميعًا بهدوء تاركين الثنائي يحاولون مداواة جراح بعضهم البعض
" وتين "
هتف بضعف لتغمض عيناها ولم ترد ليكمل
" حبيبتي انا بخير...واشتاق لضمك ...سأموت أن لم أفعل "
فتحت عيناها ونظرت له و دموعها تسيل وهتفت بضعف
" أخاف أن تتألم "
نفي بقوة وهتف
" أنا أتآلم من بعدك...أتآلم كلما أشاهد تلك العلامات وأتذكر أنني فشلت في حمايتك وتركت ذلك الحقير يضربك بهذا الشكل...أنت لا تعلمين كم الآلم الذي يمزقني...آلم العجز ...فأنا أشعر أنني لست رجلا يستحقك "
اتسعت عيناها بصدمة واقتربت منه بلهفة تجلس أمامه وتضمة برفق ليتأوه بإشتياق هو ويهتف بلهفة
" بقوة وتين...ضميني بقوة حبيبتي "
شددت من ضمها له وانفجرت في بكاء مرير وشهقاتها ترتفع وهو يربت على ظهرها ويحاول تجاهل الآلم الذي ينبض في كتفه...لا يهمه أي شئ بالعالم المهم أن حبيبته معه...لحظات وشعر بها تهدأ ليسمعها تهتف بتقطع
" أنت كنت مصدر قوتي...كنت تدعمني وتتغلب على خوفي...كنت معي دائمًا...أنت أنقذت حياتي ولم تفكر بحياتك، أي فشل تتحدث عنه، أنا على قيد الحياة اليوم بسببك...لقد جعلك الله سببًا لإنقاذ حياتي"
ابتعدت عنه تنظر له وأكملت
" أقسم لم أكن خائفة عندما اختطفوني، كنت أعلم أنك سوف تنقذني وأنك قريب مني "
رفع كفه يمسح على وجهها برفق كي لا تتألم فهذه الضربات قبل أن تصفع وجهها كانت تصفع قلبه...كان يشعر بألمها داخل ثنايا روحه ليجن جنونه ويصرخ في يوسف أن يسرع أكثر وهو يتوعد لذلك الحقير..
" كما أنني لن أسامحك على تهورك ووقوفك أمام هذه الرصاصة هكذا...كيف تفعلها "
ابتسم بهدوء وهتف بصدق بعد أن أنزل كفه يقبض به على كفها..
" لو تكرر هذا الأمر عشرات المرات سأفعلها بدون تفكير.."
رفعت كفه وقبلته بعشق صادق وهتفت
" أنا أعشقك "
سحبها مجددًا يضمها وهتف بوله
" وأنا تعديت مرحلة العشق بكثير "
******
نظرت لنفسها بالمرآة بإهتمام، من يراها يجزم أنها تتمعن في مظهرها وثوبها وزينتها...لكنها بالحقيقة كانت تبحث عن نفسها الضائعة، تحاول التماسك وادعاء السعادة من أجل أمها و عريسها الذي أصبحت تحمل ذنبه على أكتافها..
نعم فهي تشعر بالذنب تجاهه منذ وافقت على هذا الزواج وبالرغم من ذلك لا يمكنها التراجع...
فمن منا له سلطة على قلبه، لو كانت تقدر أن تتحكم بقلبها لكانت محت عشقه منذ أن استسلم لضعفه وتركها...
أغمضت عيناها بقوة وزفرت أنفاسها علها تخفف ذلك الثقل الجاثم على صدرها...
فتحت عيناها بضعف ورفعت أنظارها للسماء وهتفت برجاء خافت
" اللهم لا تلمني فيما تملك ولا أملك... ياالله ساعدني وأخرجه من قلبي "
شعرت بتربيتة على ذراعها فالتفتت لغدير التي ابتسمت لها بود وهتفت
" ماهذا الجمال يا فتاة "
ابتسمت ليال بهدوء وهتفت بإمتنان
" شكرًا أنك أتيت غدير "
رفعت كفها ترتب حجاب ليال بعض الشئ وهتفت بصدق
" تعلمين أن وتين حالتها وحالة بدر لم تسمح لها بالقدوم...لذلك لم أرغب أن أتركك بفردك اليوم، كما أنك أخت زوجي يا فتاة...و حقًا أصبحت أحبك كثيرًا "
أنزلت كفها وغمزت لها بعبث وأكملت
" هيا اسعدي يا فتاة فأنت امتلكت جزء في قلب الأميرة ديرا "
ابتسمت ليال و هزت رأسها فلا فائدة من هذه المغرورة...هتفت بسخرية وهي ترفع كفها تضربها برفق على رأسها
" تقصدين الأميرة المغرورة...لا أعلم ماذا كنت سأفعل إن لم تحبيني يا سمو الأميرة.. "
ضحكت غدير بقوة وكذلك ليال التي ابتسمت فلقد نجحت غدير في تشتيتها عن حزنها قليلًا قبل أن تستمع إلى صوت الزغاريد التي تدل على أنهم عقدوا القران...فهو يعقد بالمسجد المقابل للبيت وهي قد رفضت الحضور بعد أن وكلت عمها الذي حضر من أجل عقد القران بينما أحمد اعتذر عن الحضور...
سمعت طرق على الباب لتعلم أن طارق قد حضر بالأوراق لتوقعها...سمحت له بالدخول بعد أن شهقت بقوة وزفرت ببطئ، رسمت ابتسامة هادئ واقتربت من طارق الصامت الذي أشار لها بالقلم كي توقع...
أخذت القلم بهدوء ووقعت في كل الصفحات التي أشار عليها، سقطت دمعة غادرة على توقيعها وكأنها توقع معها على عقد قرانها وكأنها ستصاحبها فيما هو أتي...
وضعت القلم في الكتاب ليغلقة طارق بسرعة وهتف بهدوء
" مبارك ليال "
أومأت بهدوء وهي تحاول استدعاء الإبتسامة مجددًا لكنها على ما يبدو قد هربت بلا رجعة...
نظر لغدير التي أشارت له عليها بشفقة ليتنحنح وهتف قبل أن يخرج
" هيا اخرجي للضيوف...كما أن زوجك سيصعد بعد قليل "
راقبت خروجه بصمت قبل أن تسحبها غدير من ذراعها وتخرج بها من الغرفة لترحب بالضيوف الذين لا تعرفهم على كل حال...
لفت نظرها أن أم عريسها ليست هنا...كما أن الضيوف اقتصروا على جيرانهم وزوجة عمها وغدير ..
اندهشت قبل أن تشعر بكف تضع على كتفها برفق
استدارت قبل أن تتسع عيناها وهي تشاهد السيدة حنان حماتها السابقة هنا في بيتها..
هل أتت لتبارك لها وتكون بجوارها اليوم..
ابتسمت لها وهتفت بود
" شكرًا لقدومك خالتي...لا تعلمي كم أسعدني هذا الأمر"
ابتسمت حنان بسعادة وهتفت وهي تضمها بقوة
" كيف لا أحضر زواج ابنتي...وابني الوحيد "
ابتعدت ليال بسرعة ونظرت لها بصدمة قبل أن تهتف بعدم فهم..
" ماذا قلت "
" كانت تبارك زواجنا يا زوجتي الحبيبة "
التفتت لمصدر الصوت قبل أن تتسع عيناها بصدمة وهي تراه أمامها بحلته يقف أمامها..
كيف هذا فهو في المشفى، هل أصبحت تتوهم أم ماذا؟..
لحظة ماذا قال الآن؟
أي زوجة هذه...من يقصد
ابتلعت ريقها وهتفت بحيرة وتشتت
" ماذا يحدث هنا...ماذا قال "
أشفق عليها واقترب منها بخطوات ضعيفة لكنها سرعان ما عادت للخلف بإرتباك وكأنه شخص لا تعرفة، أحزنه رد فعلها لكنه هتف بصدق
" أقول أنك زوجتي ليال...ملكي ومستحيل أن تكوني ملكًا لآخر طالما أنا على قيد الحياة "
نظرت له بتيه وصدمة مازالت تسيطر عليها قبل أن تتجول بأنظارها عليهم لتقع نظراتها على الدفتر الذي مازال بيد طارق..أسرعت تتحرك بإتجاه طارق تسحبه منه وتفتحه لتقع نظراتها على صورته المقابلة لصورتها، نزلت تنظر على إسم الزوج بصدمة ( يوسف خالد مهران )
شعرت بأطرافها تتجمد قبل أن يسقط منها الدفتر على الأرض لتلحق به ترحب بهوة مظلمة تفتح لها ذراعيها لكي تضمها بعد استنزاف أعصابها طوال الفترة الماضية...
صرخ بفزع يناديها قبل أن يركض بسرعة متحاملًا على ألامه وضعفه الواضح، لقد عاند الأطباء وأصر على الخروج اليوم وعندما رفضوا، أقسم أنه سيخرج لمدة ساعتين ويعود بعدها للمشفى يكمل علاجه...فهو قد خرج اليوم من غرفة العناية الفائقة...رضخوا له أخيرًا بعد أن وقع اقرار يتحمل مسؤولية ما سوف يحدث لحالته...
لم يكن يقدر أن يمكث في المشفى بعد كل ما فعله...
فبعد أن حضر طارق لرؤيته أصر عليه أنه يريد الحديث مع الشخص الذي خطب ليال كي يقنعه بالإنسحاب وتركها...ثار عليه طارق وسبه بأفظع السباب، لكنه تحمل كل شئ وحاول اقناع طارق بعدة طرق حتى اقتنع أن يساعدة من أجل ليال وليس من أجله هو...
بعدها أحضر الرجل الذي كاد أن يضربه لولا حالته الحرجة ومرضه لكن طارق الحبيب تدخل وأقنعه أنه كيف يقبل يتزوج من إمرأة تعشق غيره...تحرك الرجل يغادر بغضب لكنه استدار قبل أن يرحل وأخبر طارق أن هذه الخطبة انتهت لأنه يستحق إمرأة تعشقه لا تعشق غيره...قالها وغادر سريعًا تاركًا خلفه قلب يتقافز بسعادة، ليتحرك طارق بعدها هو وأبيه يلتقوا بعمه مسعد والعمه أمال وأيضًا أخبروا عمها بكل شئ وبعد عدة ساعات حاول أبيه وطارق انهاء الأمر...لينتهي كل شئ بنجاح ويذهب له طارق يحمل له البشارة الرائعة...وقد طلب منهم عدم اخبار ليال كي تكون مفاجأة وأيضًا حتى لا تعاند، فهو يعرفها جيدا ويقسم أنها لن تمرر الأمر هكذا، لكن لا بأس فلتفعل ما يحلو لها، لكن وهي زوجته..
نظر لها بخوف يراقبها تستعيد وعيها ببطئ بعد أن حاول ايفاقتها كثيرًا وأخيرًا بدأت تستجيب..
عاد ينظر إلى أمه وحماته الذين يعصف بهم القلق، قبل أن يعيد أنظاره لها ومازال القلق والخوف عليها يقتله وكذلك الآلم الذي يضرب صدره بعد أن رفض أن يحملها مسعد وتحامل على ألمه وحملها هو..
فتحت عيناها ببطئ ونظرت له بهدوء بعد أن استوعبت كل ما حدث...فهي الآن زوجة ذلك الغادر الذي مازال يؤلم قلبها بأفعاله...هذا الأحمق الذي خرج من المشفى كي يتزوجها...كيف فعل هذا وخاطر بحياته، لقد قام بمحو كل حزنها منه بهذه الفعلة، لقد منعها أن تحطم حياتها وحياة رجل لا يستحق..
لقد منعها أن تكون ملكًا لآخر وخرج بهذه الحالة مخاطرًا بنفسه..
اتسعت عيناها بفزع وهي تراقب قميصه الأبيض الذي تلطخ ببقعة دماء كبيرة على صدره..عادت تنظر لوجهه لتراه شاحب وحبات العرق تتجمع على وجهه..
نهضت بسرعة جعلتها تشعر بالدوار مما أفزعه الأمر فهتف
" اهدئي ليال ...أنت لست بخير "
تجاهلته وصرخت تنادي طارق وهي تتجاهله تمامًا ليدخل طارق الغرفة سريعًا ويهتف بقلق
" ماذا تريدين ليال...هل أنت بخير "
أشارت على يوسف وهي تنظر لطارق وهتفت بحزم
" الآن تعيده إلى المشفى....الآن طارق "
" ليال.."
هتف بضعف لتتجاهله وهي مازالت تنظر لطارق وهتفت
بقوة
" الآن طارق أنه ينزف....كما أنه ليس بخير "
أومأ طارق بلهفة واقترب يحث يوسف على التحرك معه لكنه لم يتجاوب وهتف برجاء
" ليال ردي علي...لماذا لا تتحدثي معي "
لم تنظر له وهتفت بحزن
" هيا طارق...وأخبره أنني لن أتحدث معه طالما يسبب الأذى لنفسه...ولي "
أغمض عيناه بآلم وضعف لتقترب أمه منه بخوف يتبعها أبيه وهو يساعده على الحركة وهتف
" زوجتك معها حق...الآن ستعود إلى المشفى...يكفي أننا رضخنا لخروجك منها وأنت بهذه الحالة "
حاول الوقوف والتحرك مع أبيه وهو ينظر لها بحزن لكنه يشعر أن أنفاسه هاربة وجسده لم يعد يطيعه...
حاول الحركة مجددًا ومقاومة تلك الهالة المظلمة التي تسحبه إليها، لكنه فشل واستسلم لها سريعًا وأخر ماسمعه صوت صرخات أمة وزوجته .
رواية استوطننى عشقك الفصل الثانى والثلاثون 32 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية استوطننى عشقك)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)