📁

رواية استوطننى عشقك الفصل الثانى والثلاثون 32 بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك الفصل الثانى والثلاثون 32 بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك البارت الثانى والثلاثون 32

رواية استوطننى عشقك الجزء الثانى والثلاثون 32

رواية استوطننى عشقك الحلقة الثانية والثلاثون 32

رواية استوطننى عشقك بقلم شيرى الجرف

رواية استوطننى عشقك الفصل الثانى والثلاثون 32 بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك


رواية استوطننى عشقك الفصل الثانى والثلاثون 32


الفصل الثاني والثلاثون


يومًا ما سيأخذك قلبك إلى محبوبك..

يومًا ما ستهتدي روحك إليه...

فلا تستسلم في غيابات الآلم الحزين...

ولتعلم أنه يومًا ما سيكون هذا الآلم هو الدواء .

( جلال الدين الرومي )

****

مفاجأت الحياة لا يتوقعها أحد، لا يمكننا أن نجزم بشئ ويحدث فدائمًا ما نتفاجأ بشئ مخالفًا تمامًا لتوقعاتنا...فأخر ما توقعته هو موتها واللحاق بأبيها الذي غدروا به فلم تتخيل أنها سوف ترى نور الشمس مجددًا...

لكن الله أكبر من كل ظالم، وقادر على كل شئ 

عندما فتحت عيونها بعد غيابها عن الوعي بسبب الضرب الوحشي الذي تعرضت له على يد ذلك الحقير...

 كانت تظن أنها أصبحت من الأموات أخيرًا وترسخت الفكرة برأسها عندما وجدت أن أبيها بجوارها وينظر لها بلهفة...انتفضت تقترب منه لكنها صرخت بألم عندما استندت على ذراعها المكسور والموضوع داخل جبيرة بيضاء...رفعت كفها تتحسسه بإندهاش يتبعه تحسسها لرأسها الملفوف بالشاش ثم عادت تنظر لأبيها وهي تتسائل..

 هل فارقت الحياة أم لا؟ 

لكن إجابة سؤالها تمثلت في دخوله عليها الغرفة يحمل شيئًا لا تدري ماهو لأن تركيزها كان منصب على ماذا يفعل هنا...

عادت تنظر لأبيها تارة وإليه تارة أخرى وتسائلت كيف...وكانت الإجابة أنه ليس قاتل وأنه لن يلوث يداه بدماء الأبرياء من أجل رجل حقير وهارب...لقد أخبرها أنه كان بحاجة للعمل لذلك عمل معه، لكنه ليس مجرم مثله...

لذلك قام بتهريب أبيها واخواتها وعندما أمر بقتلها هي أيضًا، جاء بها لهم لتبقى غائبة عن الوعي فترة طويلة...وكان قد أخبرهم الطبيب أنه بسبب العامل النفسي...

تنهدت تبتسم بود وهي تشاهد اخواتها يلعبون بسعادة وأبيها يجلس يراقبهم تحت أشعة الشمس الدافئة براحة ظاهرة بوضوح على وجهه...حمدت الله أنها تخلصت من ذلك الحقير...لقد أخبرها سلطان أن الشرطة قتلته وقد أعطاها أموالًا كثيرة وقال لها هذا ميراثك منه لأنك زوجته...

ابتسمت بسخرية عن أي زوجة يتحدث، فهي لم تكن سوى أسيرة لهذا الطاغية.. المجرم الذي انتهك روحها قبل جسدها..

تنهدت بضيق وهي تربت على ذراعها الموضوع داخل جبيرة ومعلق حول كتفها وبالرغم من ذلك حمدت الله أن هذه الغمة المريرة انتهت بلا عودة.. 

رفعت أنظارها على صوت اخوتها المهلل وهم يركضون يستقبلون ذلك الضخم القادم وهو يحمل حقائب وأكياس كثيرة...

هل تصدق أن هذا هو سلطان نفسه الذي أطلقت عليه ذات يومًا أنه سلاح عثمان الغادر...لكنه ليس هكذا والدليل أنه فعل الكثير لها ولأخوتها وأبيها، لقد تكفل بهم وأخفاهم في منزله الذي يمكثون به الآن وبالنهاية الأموال الذي أعطاها لها لتبدأ بها حياتها من جديد 

أومأت تبتسم له تحييه وهي تراه يقترب من أبيها ويجلس بجواره يتحدث معه بهدوء واحترام بالغ 

أعدت له مشروب واقتربت تضعه له بتحفظ مازالت تشعر به تجاهه وانسحبت بصمت تجلس بقرب اخوتها على بعد مسافة منهم..

 أغمضت عينيها تشهق بعمق وتتذوق طعم الحياة والحرية التي حرمت منها كثيرًا، فهي تشعر أنها أخيرًا على قيد الحياة

 ‏سمعت نحنحة خافتة يتبعها جلوس أحدهم بجوارها 

 ‏فتحت عيناها ونظرت له بهدوء قبل أن تنظر بتساؤل لأبيها الذي أومأ لها 

 ‏" مرحبًا "

ردت عليه تحيته بهدوء دون أن تنظر له لتسمعه يهتف بخفوت 

" هل مازلت تكرهيني دهب "

نظرت له بإنتباه وهتفت بصدق

" أنا لست ناكرة للجميل سلطان ...كما أعلم أن الله جعلك سبب لإنقاذ حياتي من موت مؤكدًا كما فعلت مع أبي  "

تنهد براحة لم تغفل عنها وابتسم لها وهتف بود

" هل أصبحتي أفضل "

أومأت وهتفت بصدق

" الحمدلله بخير "

 ‏ابتلع ريقة يحاول إخفاء ارتباكه وقد عزم على مصارحتها فهتف 

" دهب..أنا أحبك وأريد الزواج منك...هل تقبلي "

 ‏أخفت عيناها عنه وتنهدت بحزن قبل أن تهتف بصدق

 ‏" أنا لم أعد أصلح للعشق ولا للزواج... لم يتبقى مني سوى حطام أنثي...أنثي انتهكت روحها وجسدها فلم تعد تقدر على العطاء لأي شخص "

 ‏نهض بسرعة وجلس أمامها وهتف بحزن صادق

 ‏" أعلم جيدًا عن معاناتك...لكن اسمحي لي أن أكون بجوارك...أكون دوائك الذي يساعدك على الشفاء من كل ألامك..

 ‏فأنا أحبك منذ أول مرة رأيتك بها في منزله...أنت لا تعلمين ما تحملته وأنا أراك تتعذبين بجواره وأنا صامت لا أقدر على الاقتراب والحديث...إنه العجز  "

أحنت رأسها بضعف وهتفت برجاء..

" أتركني أرمم روحي وأداوي جروحي المتقيحة...لعلي أجد سلامي وأشعر أنني على قيد الحياة...أرجوك أتركني ولا تحملني مالا طاقة لي به "

نهض ينظر لها من علو وهتف بحزم

" سأنتظرك حتى تجدي البر وترسوا سفن أحزانك وتنزلي منها...وقتها سأكون منتظرًا لك على مرسى حياتنا الجديدة، لتستوطني أحضاني كما استوطنني عشقك "


‏استدار يرحل بهدوء وهي تنظر في أثره بحزن قبل أن يستدير مجددًا ويهتف بصدق

" لكن هذا لن يمنع أنني سأكون بجوارك دومًا "

 ‏أنهي كلامه ورحل سريعًا وهو يقسم أنه لن يتركها أبدًا  وأنه سيعوضها عن كل مامرت به علي يد ذلك المقبور عثمان.. حبيبته الذي أخفي حبها داخل قلبه وتحمل العمل مع ذلك الحقير حتى يحصل على أموال يسترد بها بيته وأرضه المرهونه 

 ‏لم يكن يلوث يده أبدًا بأعمال غير نظيفة معه، هو ليس قاتل وليس مجرم ولا قواد كي يأتي له ببنات يدمرهم كما فعل مأمون الحقير مع دهب...لذلك عندما رأى الشرطة تقترب وعلم أنها النهاية فر هاربًا ولم ينسي أخذ أمواله التي هي حق دهب بعد كل ماحدث فبالنهاية كانت ستتحفظ عليها الشرطة، ودهب تستحق أن تعيش وتحصل على الراحة أخيرًا بعد كل معاناتها 

تنهد بحزن وغمغم 

" لن أتركك دهب...ولو انتظرت مائة عام "

 ‏******

 ‏ابتسم بسعادة وهو ينظر لتلك الغارقة في نوم عميق على كتفه براحة، فمنذ أكثر من ساعة وهو جالس هكذا وخائف أن يتحرك حتى لا يزعجها، لقد أصرت أن تأتي معه من أجل اصطحاب بدر إلى المنزل أخيرًا، لكن عند وصولهم وجدوا أن بدر أمامه بعض الوقت قبل المغادرة لتسحبه يجلس بجوارها وهي تتثائب لتنام على كتفه وتذهب في نوم  عميق ...

 ‏تنهد بعشق وهو يربت على كفها الممسك بذراعه قبل أن ينظر لبدر الذي يراقب بشغف وعشق ينضح من عيناه وتين المنهمكة في جمع أغراضهم...

ابتسم وهتف في خفوت لبدر الجالس قريب منه

" حقًا.. أن أخبرني أحدًا بما يحدث معك وأراه الآن بعيني لأخبرته أنه مجنون "

نظر له بإستفهام وهتف 

" أخبرك بماذا "

كتم ضحكته وهتف بهمس

" أن بدر الذي كان يبتعد عن تعقيدات العشق وقع غارقًا به...وأنه جثى أمام الجميع وصرخ بعشقه لزوجته...وأنه وقف يتلقي رصاصة عنها بصدر رحب حتى لا تتأذى "

نظر لوتين مجددًا بعشق يلمع كلمعان النجوم في عتمة السماء وهتف بصدق 

" حتى أنا لا أصدق...لكني واثق أنني أفعل أكثر من هذا مئات المرات من أجل عيون ساحرتي ووتيني" 

ابتسم بحنو، حقًا هو سعيد من أجل أصدقائه فأخيرًا حصل كل منهم على عشقه واجتمع بنصفه الآخر كما هو أيضًا حصل على حبيبته الغافية 

تنهد تنهيدة كبيرة وهتف يغيظ بدر

" نعم يارجل...فالأميرة الساحرة ليست بأي أحد "

ضغط على أسنانه ونظر له بحنق

" لا تجعلني أسبك بأفظع السباب في حضور الفتيات "

لم يتحكم بضحكته وهتف بمزاح 

" أنها صديقتي وأختي وأنت لن تفرق بيننا يا غيور "

مسك الوسادة الصغيرة الموضوعة على الفراش وألقاها عليه لتصيب غدير التي فزعت من نومها وهتفت بفزع  

" ماذا هناك "

ربت طارق على وجنتها برفق وهتف بحنو

" لا تخافي حبيبتي"

أكمل وهو ينظر لبدر بغيظ 

" هذا الثقيل كان يمزح بثقل مثله "

نظر له بدر بإغاظة قبل أن ينظر لوتين التي اقتربت تجلس بجواره وهتفت بتساؤل

" ماذا يحدث "

ادعي طارق المسكنة وهتف بسرعة قبل أن يتحدث بدر

" زوجك يضربني ويهددني لأنني أخبرته فقط أنك صديقتي الغالية  "

ضحكت وتين على تمثيل طارق الفاشل وهتفت بسخرية

" يا مسكين مزقت قلبي، لكن لا تخف من هذا الظالم...لا أحد سيفرق بيننا يا صديقي "

صرخت عندما قرصها بدر من ذراعها بغل وهتف بضيق

" احترمي نفسك وتين حتى لا أقوم وأخنقه أمامك الآن "

قهقهت تغيظه وهي تسمع نبرة طارق المازحة

" يا غيور " ‏

عاد يضحك هو ووتين التي استشعرت غيرة بدر الحقيقية 

فهي تعرف جيدًا أن ثقته بها وبطارق ليس لها حدود، لكن غيرة العاشق أيضًا ليس لها حدود، ومن يعلم هذا أكثر منها هي...اقتربت تهمس له بعشق 

" نعم غيور لكني أعشق غيرتك هذه التي تخبرني أنك تعشقني كثيرًا "

نظر لها بإندهاش وهتف بهمس مماثل

" وهل عندك شك على قوة عشقي وتين "

نفيت وهتفت بنبرة صادقة

" لم يكن شك...لكن كان يقين أنني أعشقك أكثر بكثير منك  "

 ‏اتسعت عيناه بدهشة قبل أن يهتف بحزم 

 ‏"لا تحاولي يا ساحرتي فعشقي لك ليس له حدود أبدًا...وبالمناسبة أنا أعشقك أكثر "

ابتسمت بسعادة وهتفت 

" وأنا لم أكن أريد من هذا العالم سوى عشقك حبيبي "

 ‏مال أكثر عليها وهمس بحرارة وعيناه تعترف بعشق خالص

 ‏" وقد حصلتي عليه "

 ‏

نظر لها بإندهاش من صمتها فهي لم تتجاذب معهم الحديث بشقاوة كما كانت تفعل دومًا 

" لماذا هذا الصمت...ماذا بكِ "

رفعت كتفها وهتفت بغيرة لم تحاول إخفائها 

" أندم على ما أضعته من يدي  "

ابتسم بهدوء وقد فهم جيدًا مقصدها، سحبها تقترب منه مجددًا وهمس

" لم تضيعي شيئًا يا حمقاء...أنتِ الآن زوجتي وحبيبتي وصديقتي الجديدة...لكنك مستحيل أن تكوني أختي مثل شعوري تجاه وتين "

كتمت ابتسامتها وهتفت بشقاوة 

" لماذا "

‏نظر لها بعبث وقضم شفتيه وهتف 

" حتى لا ينقطع نسلي في هذا العالم يا حمقاء "

قهقهت عليه وهو يغمز بعينيه بشقاوة قبل أن يسمعوا اقتراح بدر 

 ‏" أريد أن أمر على يوسف قبل انصرافنا من المشفي "

وافقوا جميعًا على اقتراحه وجلسوا يتمازحوا وهم ينتظروا الطبيب حتى يفحص بدر الفحص الأخير قبل خروجه من المشفي وتوديع تلك الأيام المقيتة التي أرهقتهم جميعًا 

 ‏*******


وقفت تزفر أنفاسها ببطئ تحاول ارتداء قناع البرود التي تظهر به أمامه كل يوم عندما تأتي لزيارته، لم تتمكن من المكوث في المنزل وعدم الإطمئنان عليه بعد تهوره الذي هي ممتنه له.. 

وبالرغم من ذلك هي مازالت حزينة منه فهو لم يكلف نفسه ويعتذر عما مضى وكأنها بلا قيمة ومسامحتها له أمر مفروغ منه، لا تنكر سعادتها بما فعل رغم ضيقيها من خروجه من المشفى وهو مريض لكنها أيضًا كانت تتمنى اعتذار وتربيتة حنونة يمسح بها ما تبقى من ألامها..

طرقت الباب ودخلت لتجد حماها وحماتها جالسين بهدوء بينما يوسف نائم ومازال يبدو عليه التألم

اقتربت منهم تقبل حماتها وحماها وهتفت بخفوت

" كيف حاله اليوم ...يبدو أنه ليس بخير "

أومأت حنان وهتفت بأسف 

" نعم كان يتألم وأعطوه مسكن لينام بعدها "

نظرت له بحزن وترقرقت عيناها بالدموع قبل أن تسمع حماها يكمل 

" لكن الطبيب طمئننا عليه وأن الجرح أصبح بخير ...ويومين بإذن الله ويكون في المنزل "

ابتسمت براحة وهتفت

" الحمدلله "

وقف خالد وهو يسحب حنان وهتف بهدوء حازم

" ابقي مع زوجك لأن حماتك بحاجة لبعض الفحوصات "

نظرت لحنان بقلق وهتفت بلهفة

" هل أنتي بخير أمي "

أومأت حنان وربتت على ذراعها بود وهتفت

" بخير حبيبتي...أنها مجرد فحوصات روتينية "

تعلقت بذراع زوجها تحثه على المغادرة وأكملت وهي تتحرك 

" انتبهي على زوجك يا فتاة وأتمنى أن تكفي عن معاندتك الحمقاء"

 ‏عبست ليال وهي تراقبهم يغادروا قبل أن يغلقوا الباب خلفهم 

 ‏تنهدت بحزن وهي تنظر له وتقترب منه ببطئ، وقفت تنظر له بتمعن ورفعت كفها تمرره على وجنته برفق قبل أن يفاجأها ويفتح عينيه فهو قد شعر بها منذ دخولها الغرفة لكنه فضل أن يبقي مغمض العينين ليرى هل سترحل سريعًا مثل كل يوم أم ستبقى، لكنه حقًا تفاجأ من مغادرة أبويه..

سحبت كفها سريعًا لكنه قبض عليه يسبقها وهتف بضعف

" ليالي حبيبتي "

ابتلعت ريقها بتوتر وهتفت 

" كيف حالك "

ابتست عيناه بعشق قبل شفتيه وهتف 

" بخير طالما أنت بقربي "

"يوسف كفى "

 ‏حاولت سحب كفها لكنه سحبها لتقترب منه وتنحني عليه 

 ‏لتسمعه يهتف بحرارة

 ‏" نعم كفى ....كفى فراق وحزن وألم، كفى ليال "

 ‏سالت دموع اللوم والعتاب من عيناها وهتفت بضعف

 ‏" اتركني يوسف "

 ‏نفي بسرعة وهمس بلهفة 

 ‏" مستحيل أن أتركك "

 ‏ابتسمت بسخرية وهتفت بلوم 

 ‏" لقد فعلتها سابقًا ...وستفعلها مجددًا "

 ‏"مستحيل "

 ‏حاول الإعتدال وهو يتأوه بضعف.. ساعدته بلهفة شديدة ليتمسك بها بقوة يحاوطها بذراعية ويجلسها بجواره وهتف بحزم وهو ينظر لعينيها من ذاك القرب 

" مستحيل أن أفعها مجددًا...لقد كنت محطم ليال 

 كانت ثقتي وعاطفتي التي كنت فخور بمحافظتي عليهما  حتى مع عملي الذي لا يوجد به عاطفة ولا ثقة...كنت مطعون بقلبي وكبريائي وثقتي وصداقتي...لقد كان أخي 

بحق الله لذلك لم يعد لدي أي ثقة في أحد...لم أعد أعترف بوجود مشاعر صادقة...كنت سأسبب لكي الأذى وكنت ستكرهيني ليال "

 ‏نفيت بضعف والدموع تتدفق على وجنتيها ليكمل وهو يمسح  وجنتيها بكفه   

 ‏" بلي كنت ستفعلين، لذلك فضلت أن تبتعدي عني وأقسمت أن أحرم قلبي وجسدي على كل النساء لأنهم ليس ليال حبيبتي....أقسم كنت ممزق بين الركض إليك لتحتويني داخل أحضانك ومابين البُعد إلى أبعد مكان لعلي أحصل على الراحة لكن عندما أصيبت وكنت قريب من الموت أدركت أنني كنت ميت منذ فراقك عني...سامحيني حبيبتي أرجوكي "

انهارت في بكاء مرير بعد أن استمعت إلى نبرة صوته المتألمة وعيونه التي تلمع بها الدموع 

ضمها لتتشبث به بقوة وشعرت به يربت على ظهرها برفق وأكمل 

" لقد كان أخي ليال...أخي الذي خانني وسلك طريق المحرمات الذي كان نهايته الموت...لقد مات وأنا ممسك بيده ولم أتمكن من منع قلبي الاحمق من الحزن عليه...أنا أتمزق على ذلك الغادر الذي جعلني ألوث يداي بدمائه...كما أنه ترك تذكار في صدري سيذكرني به دائمًا وبخيانته لي  "

 ‏أنهى كلامه يشدد عليها وهو يبكي بصمت على كل ما مر به 

 ‏يبكي فراقه عنها وألم قلبه في بعدها وما اقترفه عثمان بحقه وبالنهاية موت الأخير وما تركه من أثر بداخله..

 ‏كان دورها لتربت على ظهره تواسي حزنه وقلبها ممزق على حبيبها وما يعانيه، لقد تركته يتحدث حتى يخرج ما في قلبه عله يرتاح..


‏قبلت وجنته برقة وهمست 

" انسى كل ما مضى أرجوك حبيبي...و دعنا نبدأ من جديد دون تذكر أي شئ يحزننا "

 ‏تنهد وشدد عليها ورد بهمس مماثل

 ‏" أتمني " 

 ‏هتفت بحزم

 ‏" سنحاول "

 ‏أبعد وجهها عنه وهمس بتساؤل 

 ‏" هل سامحتني حبيبتي "

 ‏أومأت وأخفت عيناها عنه ليمسك ذقنها يرفع وجهها وهمس بحرارة

" انظري لي وأخبريني أنك مازلتِ تعشقين يوسف مثل الأول "

نظرت داخل عيناه وهتفت بصدق

" ليس مثل الأول يوسف "

عقد حاجبيه بعبوس لتكمل هي

" بل أكثر بكثير "

ابتسم وأظلمت عيناه وهمس يقترب منها 

" أعشقك ليال...بل أهيم بكِ عشقًا "

 ‏أنهى كلامه وانقض على شفتيها يقبلها بلهفة جائع قد حرم كثيرًا من الطعام وها هو يجد أمامه كل ما لذ وطاب ...وهل يوجد أشهي وألذ من حبيبته ليال التي صدمت من مبادرتة هذه لكنها لم تمنع نفسها من الإستجابة له بكل عشق..

ابتعد عنها ببطئ يضع جبينه على جبينها وهو يلهث بعد أن نهل من شهد شفتيها الكثير والكثير حتى أصبح لم يعد يقوى على السيطرة على نفسه لكن تبقى لديه بعض من التعقل ليدرك أين هو كما أن جرحة اشتد ألمه لكنه تجاهله وهتف بحزم 

 ‏" ليال دعينا نتزوج الأسبوع المقبل "

 ‏اتسعت عيناها بصدمة وهتفت بعدم فهم 

 ‏" كيف هذا ...ماذا تقول أنت "

 ‏حاوط وجهها وهتف بلين يحاول إقناعها 

 ‏"حبيبتي يكفي ابتعاد أرجوكي...بيتنا كما هو منذ أن اخترنا به كل شئ وهو مغلق من وقتها كما أن أغراضك كما هي عندك أليس كذلك...ويمكننا تنظيم كل شئ معًا بعد العرس...أرجوك ليال لم أعد أقوى على بُعدك "

اندهشت من حديثه ونبرة الإصرار هذه، لا تنكر أن الفكرة تروقها لكنها حاولت أن تستدعي بعض التعقل وهتفت تحاول إقناعه

" كيف هذا يوسف...حبيبي أنت مازالت مريض كما أننا بحاجة لأغراض كثيرة وثوب الزفاف وحجز مكان العرس 

كل هذا بحاجة للوقت...بعد أن تشفى تمامًا نجلس سويًا ونحدد ميعاد مناسب....مارأيك "

نفى بقوة وهتف بإصرار

 ‏" ثوب الزفاف يمكنك شرائه غدًا كما أنني سأتدبر أمر حجز المكان والشقة ستكون جاهزة ولو تبقى شئ سنكمله سويًا لاحقًا...أرجوك وافقي ليالي ثم أن صحتي جيدة وسأكون بخير ولا شئ سيمنعني من إلتهامك أقسم لك "

فتحت فمها بصدمة من وقاحته واحمرت وجنتيها ليستغل الموقف ويقبلها قبلة سريعة على شفتيها ويكمل بلهفة 

" وافقي أرجوك حبيبتي "

 ‏هزت رأسها بيأس وهتفت 

 ‏" حسنا يا مجنون "

هلل كثيرًا وضمها مجددًا بقوة وهو يتنهد بسعادة وراحة

فأخيرًا حبيبته معه، بل وقريبًا جدًا ستكون في بيته.. 

سمعوا طرق الباب قبل فتحه سريعًا ودخول طارق الذي هلل عندما انتبه لوضعهم 

" عذرًا للمقاطعة يا شباب... بدر أغلق عيناك فأنت مازلت قاصر يا ولد وأخرج  الفتاتين  "

ضربه بدر على رأسه بغيظ من وقاحته التي أخجلت الفتيات بينما سبه يوسف بحنق 

" اصمت يا حيوان "

 ‏قهقه يغيظهم وسحب غدير من كفها وتحرك يجلس على الأريكة ويجلسها بجواره وكأنه لو تركها سوف تهرب منه ...ابتسم وهتف بود 

" كيف حالك اليوم بابن خالتي الغالية "

هز يوسف رأسه بقلة حيلة وهتف وهو يمنع ليال من الإبتعاد عنه 

" أفضل كثيرًا الحمدلله "

 ‏ابتسم بدر واقترب منه بهدوء وهو يعلق ذراعه ووتين متشبثة به تسنده فمازالت خائفة عليه لكنها تحاول تمالك نفسها أمامه ..

 ‏صافحه وابتسم له وهو يهتف بإمتنان 

" شكرًا صديقي على كل ما فعلته من أجلنا ...لقد أنقذت حياتي يارجل "

 ‏ابتسم يوسف بود وهتف بصدق

" لا تشكرني يا رجل أنا لم أفعل شيئًا...بل بالعكس بفضل وتين تم تنظيف النقطة السوداء التي لطخت ملفي المهني "

 ‏نظر لوتين بإمتنان وهتف يكمل 

 ‏" شكرًا وتين على كل مافعلتيه معنا ومساعدتك لنا...شكرًا "

ابتسمت وتين بهدوء وهتفت 

" لقد كنت أنقذ نفسي سيادة الرائد " 

 ‏تنهد يوسف وهتف بإمتنان 

" لقد أنقذتي نفسك وأنقذتيني معك "

نظروا له بإندهاش ليبتسم بسعادة وهتف 

" الرائد إبراهيم أخبرني أن القضية أغلقت، وأنه أشاد بمساعدتي في هذه القضية وأن قرار نقلي لمنصبي السابق ينتظرني بعد العطلة المرضية"

عمت السعادة على الجميع وتسابقوا بالمباركات له قبل أن يكمل بفرحة 

" يوجد أيضًا خبرًا سعيدًا سأخبركم به"

نظروا له بترقب ليكمل هو بإبتسامة واسعة

" اتفقنا أنا وليال أن عرسنا بعد اسبوع "

 ترى هل انتهت أيام شقائهم وعذابهم وحلت عليهم السعادة التي كانوا يريدونها، ربما لما لا 

 ‏*******

كتمت ابتسامتها وهي تنظر لإنعكاسة الغاضب في المرآة وهو ممدد على الفراش بينما هي تجفف شعرها ببطئ مغيظ بعد أن تحممت، لم تتحمل وانفجرت بالضحك على  نظراته الحارقة التي يوجهها لها  

 ‏زفر بغيظ وهتف بحنق 

 ‏" اضحكي أكثر وأكثر ...لكن أعلمي أنني غاضب منك بشدة وسأعلن الخصام عليك "

‏استدارت تواجهه ورفعت حاجبها بإندهاش وهتفت وهي تقترب منه

" ستخاصمني لأنني خائفة عليك ... أيعقل "

نظر لها بإستعطاف وهتف يسحبها تجلس بجواره على الفراش وهتف بخفوت 

" هل سيطاوعك قلبك على خصامي "

اقتربت بوجهها من وجهه وهمست 

" أنت من يخاصمني "

سحبها تجلس على قدمه وحاوطها بذراعه السليمة وهتف

" أخاصمك لأني غاضب منك "

رفعت كفها تمرره على وجنته ببطئ وهتف بدلال 

" لماذا "

" لأنك تبتعدين عني كثيرًا "

 ‏مالت تقبل وجنته الأخرى وهمست 

 ‏" لأنني أخاف أن تتألم ...أخاف عليك " 

 ‏رفع كفه يمسك كفها ويتمسح به بوجهه كالقطط وهتف بحزم يناقض حركته هذه 

 ‏" أنا لا أتألم سوى من بعدك وتين...أنت دوائي الذي يداوي جراحي...لذلك لا تبتعدي عني أبدًا  "

وضع قبلة على كفها وأكمل بحزن 

" أنت لا تتخيلي عدد الكوابيس التي تطاردني، فأنا أشعر أن أنفاسي سوف تنقطع من الرعب عليك...أراك غارقة بدمائك بعد أن أصيبت من تلك الرصاصة...أصوات أنينك المتألم وذلك الحقير يضربك تمزق قلبي كما أشعر أنها كالجمر تحرق أذني وقلبي عليكِ وأنا عاجز مكبل لا أقوى على انقاذك "

شدد عليها داخل أحضانه وأكمل بضعف 

" ابقي بقربي ولا تبتعدي عني حبيبتي...ابقي هكذا دومًا " 

 ‏تشبثت به والدموع تسيل على وجنتيها وهتفت بإختناق 

" كيف لي أن أبتعد عن حياتي وروحي...وهل يقوى الإنسان على العيش بدون روحه...أنت حبيبي وزوجي وأبي وصديقي أنت كل العالم بالنسبة لي بدر "

وضع عدة قبلات على عنقها وهتف بحرارة

" اشتقت لك كثيرًا...بل كثيرًا جدًا "

 ‏أغمضت عيناها بضعف وتأثر وهمست 

" وأنا أيضًا...لكن"

زمجر بلهفة وهتف وكفيه تعمل على ازاحة مئزرها بسرعة

" إياكِ وتين...إياكِ أن تنطيقيها...أنا بخير "

حاوطت عنقه تهتف بعشق هامس بجوار أذنه

" هذا ما أتمناه...أن تكون دائمًا بخير حبيبي  "

 ‏*******

 ‏تتحرك على غير هدى تنتظر نتيجة لقاء طارق مع أبيها وجدها وعمها، فمنذ أن علم بزواج يوسف وليال القريب وهو أصابه الجنون وأمضى طوال الطريق يقنعها بمبدأ يوسف وهو أن يتزوجوا وبإمكانهم تغير أي شئ بشقتهم بعد زواجهم وأنه سيتفق مع يوسف ويقيموا العرس سويًا ...وعندما تحججت بالدراسة أقنعها أنه لن يعطلها عنها وسيساعدها فيها أيضًا، وبإمكانهم تجديد منزلهم بعطلة نصف العام...

لا تنكر أن الفكرة تروقها كثيرًا، بل كثيرًا جدًا أيضًا وأنها متشوقة كثيرًا لأن تكون معه وبقربه دومًا..

حقًا تتمنى أن ينجح في إقناعهم..

لقد مكثت تنتظر في الخارج لأنها تشعر بالخجل من عائلتها لذلك تركت طارق يتكفل بالأمر بمفرده...

زفرت أنفاسها وجلست على المقعد بتوتر وهي تنظر لباب غرفة المعيشة بترقب وحماس...

شاهدت طارق يدخل بهدوء إلى الغرفة وقد علمت من هيئته أن عائلتها رفضت لذلك ابتسمت بهدوء ونهضت تواجهه وهي تهتف بنبرة حاولت إخراجها عادية

" حسنا يبدو أنهم رفضوا "

اقتربت تربت على ذراعة بهدوء وأكملت 

" لا تحزن حبيبي...بكل الأحوال لم يبقي وقت كثيرًا على عطلة نصف العام ويمكننا الزواج بميعادنا الأصلي "

نظر لها بغموض وصمت لتتنهد وتكمل 

" بربك طارق ماهذا التسرع...فيوسف وليال قد صبروا كثيرًا وتفرقوا كثيرًا أيضًا...أما نحن يمكننا الإنتظار "

 ‏انتفض يحاوط خصرها وهتف بحزم 

" أنا صبرت وتعذبت أكثر منهم وأنا أراك أمامي ولا يمكنني أن أضمك وأصرخ بعشقك، وأن أقبل شفاهك كما يحلو لي...أن تكوني ملكًا لي طوال العمر...لذلك لا يمكنني الإنتظار أكثر "

رفعت كفها تحاوط وجنته برفق وهمست 

 ‏" طارق "

 ‏شدد من ضمه لها وهتف بشوق 

" روحه وعمره...استعدي يا حبيبة طارق لأن زواجنا الأسبوع المقبل "

اتسعت عيناها بعدم فهم ليقهقه هو وهتف بسعادة

" لقد وافقوا جميعًا...أخيرًا زفافنا بعد أيام غدير "

ضحكت بسعادة حقيقية وضمته بقوة جعلته يتشبث بها ويرفعها من على الأرض ويدور بها بفرحة بالغة فأخيرًا حلمه على وشك التحقق..

أنزلها ببطئ وهو يدفن وجهه في عنقها وأنفاسه الساخنة تضرب بشرتها تصيبها بقشعريرة لذيذة على طول عمودها الفقري قبل أن تشعر بشفتيه تقبلها برفق لتصبح أعصابها كالهلام ...

 ‏نادته بهمس وحاولت ابعاده لكنه لم يعيرها إنتباه لتهتف بجزع 

" طارق كف عن جنونك أرجوك...سيأتي أحدًا من العائلة...طارق ستفضحنا  يا مجنون "

 ‏ابتسم وكفه يتحرك على ظهرها والكف الأخر يدغدغ خصرها برفق حتى أصبحت تتلوي بين ذراعيه علها تحرر نفسها من هجومه الغير عادل بالمرة حتى سمعته يهتف بحرارة

" أنا فقط أريد أن ألقي التحية على الفراشة...فأنا اشتقت لها "

" ألقي عليها التحية بعد الزفاف يا وقح...فهذا البيت طاهرا وسيبقي هكذا دومًا يا قليل الحياء "


‏اتسعت عيناها برعب وانتفضت تبتعد عن طارق عندما سمعت حديث بدر ونظرت لوتين التي تكتم ضحكتها على منظرهم...

 ‏زمجر طارق بغيظ وسحبها من ذراعها تجاوره وحاوط خصرها وهو يهتف بحنق 

" أنها زوجتي يا مفرق الجماعات "

ابتسم بدر ببرود وهتف ببطئ 

" بعد اسبوع ستصبح زوجتك أما الآن هي خطيبتك "

زفر طارق بغيظ يتمتم بينما بدر لم يتحمل وقهقه ضاحكًا وهو يقترب منه يضمه بسعادة وهتف 

" مبارك أخي...حقًا أنا سعيد جدًا من أجلك "

 ‏شدد طارق عليه يضمه وهو يحمد الله على وجود بدر وتعافيه فلقد كان خائف من أن يفقده، لكن الله كان رحيمًا به ولم يحرق قلبه على صديقه وأخيه الحبيب بدر...

" شكرا أخي "

ابتعد بهدوء وهو ينظر له بود صادق وأكمل 

" لولاك ما كنت تغلبت على خوفي وتجرأت على أخذ هذه الخطوة...شكرًا لأنك بحياتي صديقي...شكرًا لأنك تعافيت ولم تتركني بمفردي  "

ابتسم بدر بتأثر وكذلك وتين وغدير الذين يتابعون الموقف بإبتسامة حنونة..

ربت بدر على كتفه وهتف بصدق

" أنت أخي ولا يوجد كلمة شكر بيننا يا أحمق...أنت صديق عمري وأخي الذي أفديه بحياتي وأحبه أكثر من نفسي... "

ابتسم طارق وترقرقت عيناه بالدموع تأثرًا حاول التحكم به وهتف بمزاح 

 ‏" نكتفي بهذا القدر من المشاعر الزائدة حتى لا يتهموننا بإمتلاك الهرمونات الغبية مثلهم " 

ضحكوا عندما وصل إلى مسامعهم  ‏ زمجرة انثوية ثنائية جعلتهم يقهقهوا بإغاظة..

دخلت  بإبتسامة حنونة وهتفت تمرر أنظارها عليهم جميعًا حتى توقفت أنظارها على غدير، ترقرقت عيناها بالدموع وهتفت بصوت مختنق 

" هيا إلى العشاء...فالجميع ينتظركم "

ابتسمت غدير بتعاطف بعد أن فهمت انقلاب مزاج أمها وقرأت تلك الدموع الواضحة بعينيها، اقتربت منها بسرعة تضمها وهتفت تمازحها 

" ماذا بكِ أمي...أراهن أنها دموع الفرحة لأنك ستتخلصين مني قريبًا أليس كذلك "

ضربتها كاميليا برفق وهتفت بغيظ 

" لا أعلم ماذا فعل طارق بحياته حتى يعاقبه الله بك يا فتاة "

حولت أنظارها لطارق وأكملت

" سامحنا يا بني على هذا العقاب...لكن أتعلم شيئًا...أنت تستحق لأنك سرقتها  منا بسرعة كبيرة من دون أن نشعر "

اقترب طارق منها بهدوء يقبل رأسها وهتف بصدق

" هي لن تبتعد عنكِ ياأمي وسأجعلها تزوركم كل يوم، كما أن المنزل قريب جدًا من منزلكم... لا تحزني أرجوكي "

نظرت له بشك ليبتسم لها ويهديها إيماءة يأكد بها حديثه 

تنهدت وربتت على وجنته، بينما غدير  كانت الدموع تسيل على وجنتيها ولم تقوى على الحديث لكنها شاكرة لطارق أنه احتوي الموقف وقدر تأثر أمها التي كانت تحاول إخفائه منذ معرفتها بموعد الزفاف..

 ‏*******

 ‏اجتمع الجميع بعد العشاء يتحدثون عن ترتيبات الزواج بينما كانت وتين وغدير يشاهدون أثواب الزفاف حتى يختاروا ثوب يليق، ويمكنهم الذهاب للمحل من أجل تجربته وإذا أعجبها يمكنهم شرائه بسبب ضيق الوقت...

قطع حديثهم صوت جرس الباب يتبعه دخول ضيوف تلقى التحية بلكنة محببة على أذن وقلب تلك اللاهية والتي انتفضت بسرعة وهي تصرخ بسعادة حقيقية وتركض كي تلقي بنفسها بين ذراعين جدتها وهي تهتف بعدم تصديق

" يا إلهي لا أصدق...أنتِ هنا جدتي "

 ‏ابتعدت عنها عندما شاهدت خالتها وتيم أيضًا، ضمت خالتها بسعادة تغمرها وصافحت تيم وهي تصيح وتتحدث بدون توقف، فهي لا تصدق تلك المفاجأة...

عادت تُلقي بنفسها في أحضان جدتها مرة أخرى، ربتت جدتها على ظهرها بحنان وهتفت

" حبيبتي اشتقت لكِ ...كيف حالك... عندما علمت ما حدث لم أتحمل المكوث فحجزنا وأتينا فورًا لنراكِ "

 ‏ابتعدت وتين تمسح دموعها وهتفت بإبتسامة 

 ‏" أنا بخير...لكن من أخبركم "

 ‏" أنا "

 ‏هتفت مريم التي اقتربت بإبتسامة وصافحتهم وهي تتحدث 

 ‏" ارتاحوا أولًا...لا أعلم متى أصبحت وتين قليلة ذوق هكذا حتى تترككم واقفين...أنها حتى لم تعطي فرصة لأحد ليلقي التحية عليكم ويرحب بكم  "

سلم البقية عليهم وهم يبدون سعادتهم بهذه الزيارة الغير متوقعة تمامًا، جلسوا جميعًا بينما وتين مازالت بأحضان جدتها التي لم تتركها وهي تستمع لعمتها التي تخبرهم بإتصال السيدة شمس بها عندما لم تصل إلى وتين وأنها كانت قلقة جدًا عليها لتخبرها مريم بكل شئ حدث مع وتين خلال الفترة السابقة، مما جعل السيدة تقرر المجيئ ليصحبها خالتها التي حصلت على عطلة من عملها  وتيم أيضًا الذي تحمس للمجيئ ورؤية وتين...

 ‏" حمدلله على سلامتك يا بني "

 ‏هتفت شمس توجه حديثها لبدر الذي ابتسم بهدوء وهتف 

 ‏" شكرًا سيدتي "

 ‏عقدت حاجبيها وهتفت بعتاب 

 ‏" لست سيدتك يا ولد...أنا جدتك "

 ‏ابتسم بدر وهتف بود حقيقي

 ‏" أعتذر جدتي "


‏مالت وتين تقبل وجنتها وهتفت 

" لا أصدق أنكم حقًا هُنا....يا إلهي كم اشتقت لكم "

 ‏ضمتها شمس مجددًا وهتفت بود 

 ‏" وأنا أيضًا...لكن مجيئنا لن يمنع زيارتكم المرتقبة في عطلة نصف العام...أليس كذلك "

 ‏أنهت جملتها وهي تنظر بتحدي لبدر الذي أومأ لها وابتسم بتهذيب وهتف بثقة

 ‏" أكيد جدتي "

رده ‏جعلها تزفر براحة ومالت تقبل وتين على رأسها عدة قبلات وهي تحمد الله على سلامتها...

لقد تمكن منها الرعب عندما أبلغتها مريم بكل ما حدث...ألمها قلبها واحتله الخوف على حفيدتها وذكرى ابنتها الطيبة، لكن حمدالله أنها بخير ولم يصيبها مكروه...

" أنا التي سعيدة جدًا بحضوركم لأنكم سوف تحضرون زفافي "

اتسعت ابتسامة شمس على حديث غدير ولكن قبل أن ترد سبقتها دانا وهتفت بدهشة

" حقًا! متى الزفاف "

ابتسمت بخجل ونظرت لطارق نظرة سريعة وهتفت 

" الاسبوع القادم "

هنئها الجميع والذين كانت سعادتهم من أجل غدير واضحة...وسرعان ما دخلوا في أجواء الحديث عن التحضيرات كما أن دانا شاركت البنات في اختيار ثوب الزفاف...دب الحماس قلوب الجميع لهذا الحدث المفاجئ و المترقب الذي كان يشتعل بقلب عاشقين لا يصدقوا متي تنتهي هذه الأيام حتى يكونوا بجوار بعضهم البعض ..

****

مرر عيناه على الجميع بنظرة سعيدة يتخللها الراحة وهو يرى أولاده وأحفاده أخيرًا ترتسم السعادة على وجوههم...

نظر لغدير التي تضحك بسعادة أحيانًا وأحيانًا أخرى تتذمر من مشاكسات الجميع لها، وتنهد براحة لقد كان خائف عليها وقلق جدًا بعدما مرت بفترة انقلبت بها طباعها تمامًا...لكنه يعلم أن صغيرته لم ينطفئ النور بقلبها وأنها فقط تعرضت لبعض الغبار الذي كان يحتاج لتنظيف وفور أن تم تنظيفه عاد النور يضئ ويتوهج مرة أخرى...

وطارق الذي سعادته بزواجه من غدير لا يضاهيها سعادة..

فهو يعده حفيد من أحفاده، كما أنه نال احترامه أيضًا لأنه رجل يُعتمد عليه، رجل عرف كيف يعتمد على نفسه ويرمم نفسه بعد كل أزمة تعرض لها بحياته...

وبدر الذي حاول الهروب من العشق مرارًا وكان دائمًا يسخر من تعقيداته ويتحكم في كل شئ بعقله...حتى شك أنه أصبح باردًا كالإنجليز الذي عاشرهم سنوات طويلة...لكنه كان مخطئ، فبالرغم من كل محاولته للهروب إلا أن قلبه أشار له على محبوبته الذي كان يريدها وينتظرها والذي أعلن عليه العصيان وركض بإتجاهها... حتى جعله يصرخ أمام العالم كله بعشقه لها ولم يخجل..

وتين، صغيرته الحبيبة وحفيدته الغالية حبيبته وذكرى ابنه الذي تركها له منذ صغرها، لقد تعذبت كثيرًا لكنها بالرغم من كل ما مرت به على مدار حياتها جعلها قوية وصلبة وإن ادعت غير ذلك..نعم هي قوية بكل شئ إلا عشقها لبدر ..فدائمًا بدر هو نقطة ضعفها، حبيبها الذي رأته على وشك الزواج بأخرى وهي تحاول التحكم بإنهيار قلبها، وليشاء القدر أن تكون هي زوجته... لقد عاندتها الظروف كثيرًا وبالرغم من كل ما مرت به لم تتمنى سوى عشق بدر لها، لتتحقق أمُنيتها وتمتلك قلبه وتحتله وتوشمه بإسمها.

تنهد براحه وهو يمرر نظراته عليهم مجددًا وهو يدعوا ويبتهل إلى الله أن يحفظ عائلته وأن يجعل أيامهم القادمة كلها سعادة وراحة بعد كل مامروا به.


رواية استوطننى عشقك الفصل الثالث والثلاثون 33 والأخير من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية استوطننى عشقك)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)

 

روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات