رواية استوطننى عشقك الفصل الثالث والثلاثون 33 والأخير بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك البارت الثالث والثلاثون 33 والأخير
رواية استوطننى عشقك الجزء الثالث والثلاثون 33 والأخير
رواية استوطننى عشقك الحلقة الثالثة والثلاثون 33 والأخير
رواية استوطننى عشقك بقلم شيرى الجرف
رواية استوطننى عشقك |
رواية استوطننى عشقك الفصل الثالث والثلاثون 33 والأخير
الفصل الثالث والثلاثون
(الأخير )
طوال الأيام الماضية والجميع يعمل على قدم وساق حتى ينجزوا جميع المهام قبل الزفاف..
لقد اتفق طارق مع يوسف أن يقيموا حفلًا واحدًا يشملهم جميعًا، فلا يصح أن يتزوج يوسف ويتبعه طارق باليوم الثاني، لأن لو ماذا حدث لن يأجل زواجه أبدًا...
أبدى يوسف وليال موافقتهم وسعادتهم من الفكرة ولأن أيضًا يوسف كان سيعتمد على طارق بتحضير كل شئ لأنه لم يشفى بعد...لكن المشكلة التي واجهتهم هي عدم وجود مكان يقيموا به الزفاف في نفس الميعاد المحدد كادت أن تحبطهم وكان قد حل التوتر على الجميع بسبب هذا الأمر حتى أعلن عامر أنهم يمكنهم إقامة الزفاف بحديقة بيتهم...
حازت الفكرة على ترحيب من كل الجهات، ليتولى بدر ترتيب كل شئ مع شركة متخصصة للأعراس وتنظيم الحديقة لزفاف أقرب الأشخاص إلى قلبه...
بينما طارق كان يغير غرفة النوم الرئيسية واكتفى بها حاليًا حتى عطلة نصف العام الدراسي وبعدها يختار كل شئ هو وغدير ...وكذلك يوسف الذي أرسل أشخاص لتنظيف الشقة وإعادة ترتيب الأثاث بإشراف من ليال التي كان مجهودها مضاعف بين التسوق وترتيب كل شئ بالشقة...لقد كانوا يسابقون الزمن وبالرغم من ارهاقهم كان الحماس والسعادة هو سيد الموقف...
جنون غدير وحماسها وصراخها المتواصل في المنزل جعلهم يريدون التخلص منها فورًا وهم يعدون الدقائق حتى يأتي اليوم الموعود...لقد كانت تخرج هي ووتين وأحيانًا دانا التي كانت تساعدهم بينما تيم يساعد بدر في كل شئ ..وأحيانًا أمها ولكن معظم الوقت كانت تذهب هي ووتين التي كانت تعود في حالة ارهاق تامة من أفعال غدير التي كانت تصطحبها بين مراكز التسوق ومراكز التجميل والعناية بالبشرة والجسم وكانت تأتي معهم ليال أيضًا..
كان اسبوع مليئ بالعمل والحماس والأهم من كل هذا السعادة..
وها هو اليوم الموعود قد أتى ويقف كل عريس بترقب وتوتر ينتظر عروسه بعيون تلتمع بالعشق..
أخفض بدر هاتفه وهو ينظر لطارق ويوسف بإبتسامة وهتف بتعجل
" هيا استعدوا...العروستان على وشك النزول "
أنهى كلامه وتحرك يخبر الشاب المسؤول عن تنسيق الحفل وعاد مرة أخرى ليقف بجوار صديقيه...
عقد حاجبيه وهو ينظر للسماء بتوجس وخوف فالجو اليوم أكثر برودة من كل يوم، أنه أحد أيام الخريف الأكثر برودة، أيعقل أن يقيم أحدًا حفل زفاف في هذا الفصل بالحديقة، لكن ماذا سيقول لهؤلاء المجانين، عفوًا العاشقين...
وما العشق إلا جنون يجتاح الكيان ويسرق منك التعقل..
تنهد واقترب يقف بجوارهم تزامنًا مع صدوح صوت الموسيقى التي تدل على نزول العروستان، فهم سوف ينزلوا مع بعض في وقت واحد...
***
ابتلع ريقه ونظر لحبيبة عمره الذي كافئه القدر وأعادها له مجددًا بعد طول فراق، حبيبته التي تنزل الآن بصحبة عمها وتقترب منه بتمهل سوف يذيب أعصابه بهيئتها المهلكة وثوبها الرائع، ثوب الزفاف، هل هو حقًا يشاهد ليال عروس وتزف له، حقًا يشعر أنه يحلم...
تمعن النظر لثوبها الرقيق الذي يشبهها كثيرًا ببساطته الراقية وحجابها الهادئ التي تضع عليه تاج صغير مرصع ..
تنحنح يحاول استجماع مشاعره المشتعلة بهذه اللحظة
اقترب منها يمسك يدها وهو يبتسم لعمها بود سريع قبل أن يعود وينظر لليال..
مال يقبل جبينها ويمسك كفها ليتحرك حتى يتيح الفرصة لطارق كي يأخذ عروسته من أبيها..
طارق الذي ينتظر بقلة صبر حتى يتحرك من أمامه يوسف
زفر براحة وهو يراه يتحرك من أمامه أخيرًا..
وقع نظره على حبيبته التي تشبه الماسة البراقة بثوبها الرائع الذي ينافس بريق النجوم...وطرحتها الطويلة التي تصل إلى الأرض وتحتها حجاب صغير وعلى جبينها تضع سلسال بماسة في أوسطه، حقًا كانت تشبه المليكات..
اقترب منها وضربات قلبه تسبقه لها، وعيناه تلمع بسعادة غامرة وحقيقية وهو يشاهد حلم عمره يتحقق أمامه...
ربت عزت على كتفه وضمه بحنو وهتف بصدق
" لن أوصيك عليها كما يفعل الأباء في هذه اللحظة...لأنني أعلم ما هو معدن طارق الحقيقي...وأعلم أنك ستضعها داخل عينيك يا بني "
أومأ طارق بإحترام وهتف بصدق
" أدامك الله تاجًا على رؤوسنا يا عمي...وتأكد أن غدير داخل قلبي وروحي "
ابتسمت غدير بتأثر ولمعت الدموع بعيناها وكذلك عزت الذي ربت على كف طارق ووضع كف غدير بها، قبض طارق على كفها بلهفة شديدة وتحرك يجاور يوسف تزامنًا مع صدوح موسيقى الزفاف...
********
التفت يبحث عنها بإندهاش ولم يجدها، عاد ينظر مرة أخرى على الدرج الخارجي وهو يتحرك كي يبحث عنها بداخل المنزل، لقد خرج الجميع حتى أن كل عريس جلس في الكوشة مع عروسه وهي لم تظهر بعد...
دخل المنزل وقبل أن يصعد الدرج الداخلي في المنزل وقف منقطع الأنفاس من روعة المنظر أمامه، هل يحق لها أن تكون بهذه الفتنة الطاغية وبكل هذا البهاء في هذا الثوب الخاطف للأنفاس...
شهق يسحب أنفاسه بقوة عندما وصلت له، نظر للزينة البسيطة التي تضعها على وجهها والتي أبرزت ملامحها المحببة فجعلتها فاتنة، كان دومًا يكره أدوات التجميل، أما الآن فهو يكرهها كثيرًا لأنها تجعل التي أمامه فاتنة وكأنها ينقصها فتنة وسحر...
عقد حاجبيه بغضب عندما انتبه للون الثوب الذي ترتديه
ضغط على أسنانه بغيظ وهتف عندما وقفت أمامه مندهشة من صمته
" أحمر"
عقدت حاجبيها بعدم فهم وهتفت
" ماذا "
زمجر واقترب يمسك ذراعها يجذبها نحوه وهتف
"ترتدين ثوب أحمر....أحمر يا وتين! "
ارتبكت وهتفت بتردد
" ماذا به أليس جميل "
ضيق عيناه بغيظ وهتف
" جميل وملفت...هل تريدين أن أقضي هذه الليلة بالسجن "
اتسعت عيناها بصدمة وهتفت بدهشة
" لماذا "
اقترب أكثر يحاوط خصرها وهتف بحزم
" لأنني سأفقع عين كل من يراكِ ويتمعن بفتنتك الطاغية....لأنني لن أتحمل أن تخرجي بهذا الشكل الرائع وتشاهدك أعين الناس"
ابتسمت بسعادة ورفعت ذراعيها تحاوط عنقه وهتفت
" وأنا عيناي لا ترى غيرك يا حبيب عمري كله "
زفر بحرارة وهتف بهمس
" كيف سأتركك تخرجين هكذا...قلبي لا يطاوعني أقسم لكِ"
رفعت نفسها وقبلته من وجنته وهتفت بدلال زائد
" سنخرج الآن لأنه زفاف أختنا وأصدقائنا حبيبي...انصت لقد بدأوا بالرقصة الأولى ونحن مازلنا هنا...هيا بنا "
تردد وعقد حاجبيه، حقًا هو لا يمزح، لا يريدها أن تخرج ويراها أحد بكل هذا الجمال وبنفس الوقت لا يقدر أن يمنعها من أن تخرج إلى الزفاف...حقًا أعصابه لن تتحمل ولكن ليس بيده شئ سوى التحمل حتى تنتهي هذه الليلة وبعدها سيعاقبها الباقي من هذه الليلة، عقاب يعشقه كثيرًا
" بدر "
زفر بحنق وابتعد عنها ومسك كفها وتحركوا يخرجوا من المنزل لحضور حفل زفاف الأشخاص الأعز والأغلى على قلوبهم
*******
ابتسم بسعادة وهو ينظر تارة لغدير وتارة أخرى لبدر ووتين وهو يغمغم بالحمد قبل أن يميل على أخيه يهتف بإبتسامة
" مبارك ياأبو العروس "
ابتسم عزت لأخيه وهتف وهو يربت على كفه بود
" ومبارك لك ياأخي فأنت أبيها الثاني "
حول نظره لأبيه المبتسم بسعادة تظهر بوضوح على ملامحه وأكمل بصدق
" وبارك الله لنا بعمرك ياأبي وترى أولادهم يارب العالمين"
قهقه عامر وهتف بتمني
" هذا ما أتمناه يابني ...أن أحمل أولادهم وأراهم بعيني "
ربتت مريم على كتفه قبل أن تنحني تقبل كفه وهتفت بصدق
" بإذن الله ياحبيبي ...أدامك الله لنا يا أبي "
ختمت كلامها وحولت أنظارها لكاميليا الباكية، حاوطت كتفها واقتربت تحدثها بحنو
" يكفي كامي...إن رأتك غدير ستحزن من بكائك هذا...اسعدي بزواج ابنتك يا حمقاء فأخيرًا رأيناها عروس "
أومأت كاميليا ومسحت دموعها التي تغافلها وتنزل كلما تذكرت أن ابنتها سترحل اليوم عن المنزل وسيكون لها منزل أخر وحياة منفصلة وأسرة مسؤولة عنها...
صغيرتها التي كبرت بين رموش أعينها، ستتركها اليوم، لا تنكر سعادتها من أجل ابنتها ومن أجل السعادة المرسومة على ملامحها،لكنها معذورة، فهي ستشتاق لها لكن مايريحها قليلًا أن طارق رجل رائع بكل معنى الكلمة
تنهدت وهتفت بإستسلام طفولي
" سأشتاق لتلك الحمقاء الغليظة "
ضحكت مريم واقتربت تهمس لها بعبث
" حقًا ...أقسم أنك سترتاحي منها لأنها كانت تثير غيرتك دائمًا على عزت ...كما أنه سينفرد بك ويعيد أمجاد الماضي "
اتسعت عين كامليا وكتمت ضحكتها بشق الأنفس وهي تهتف
" كفى يا قليلة الحياء "
قهقهت مريم وهتفت
"الآن أصبحتي بخير....شاهدي رقصة ابنتك واستمتعي يا حمقاء "
ابتسمت وهي تشاهد رقصة ابنتها وزوجها الذي تبعها رقصات كثيرة وفقرات أكثر، ضحكت على وتين التي تريد الفرار من بدر الممسك بها حتى لا تتحرك وتذهب لترقص مع الفتيات، حتى هو لم يتحرك من مكانه، كل ما يفعله أنه يحتجز وتين بجواره...ولكن على مايبدو أنه أخيرًا سيسمح لها بالتحرك ومشاركة الأزواج رقصتهم...
*******
"يوسف هل أنت بخير ...هل تتألم "
هتفت ليال بقلق وهي تتمايل مع يوسف الذي يغمض عيناه على ألحان الموسيقى الهادئة...
فتح عيناه ببطئ ومرر أنظاره على وجهها الحبيب وهتف بحرارة بالقرب من أذنها
" هل تعتقدين أنني أحلم "
ابتسمت بهدوء وهتفت
" وهل تعتقد أنني أشاركك هذا الحلم ...فهذا شعوري أيضًا...أشعر أنني أحلم "
حاوط خصرها بقوة وهو يتمايل معها وهتف
" حتى لو كان حلمًا...أتمنى أن لا ينتهي أبدًا "
" حقًا "
اندهش من تشككها ولكن مهلًا لِما الإندهاش، هي معها حق، ما فعله لن تنساه بسهولة، كما أنه أمامه وقت طويل ليعوضها عن الفراق والألم والدموع...حبيبته التي كبرت على عشقه، فقد كان عشقها الأول وجرحها الأول ..
التمعت عيناه ببريق صادق وهتف بحزم
" لا تندهشي من عشقي لكِ ليال..متى كان عندك شك بعشقي حبيبتي..أعلم أنني ألمتك كثيرًا لكن أقسم لكِ كنت أتعذب أضعاف عذابك...كما أقسم لكِ أنني لن أعيدها أبدًا ولن يفرقنا سوى الموت....ثقي بي وسامحيني أرجوك "
ترقرقت عيناها بالدموع رغم الإبتسامة المرتسمة على شفتيها وهتفت بصدق
" يا أحمق أنا سامحتك منذ أن رأيتك مجددًا ومن دون حتى أن تنطق...لم أتمكن من كرهك أو الشفاء من عشقك أبدًا...لكنني لن أتحمل أن تعيدها مرة أخرى...أقسم سأموت هذه المرة"
شدد من ضمه لها وهتف بلهفة
" أقسم لن أفعلها مجددًا...أنا من دونك كنت ميتًا يا ليالي...أنا أعشقك بجنون لا أريد الشفاء منه "
تشبثت به وهتفت بعد أن تحررت الدموع من عيناها لكنها لم تكن دموع حزينة بل دموع السعادة والراحة بعد عناء ..
" وأنا مجنونة بك منذ زمن بعيد حبيبي "
********
تنهد ورفع كفه يمرره على وجنتها برفق وعيناه تنضح بعشق لهذه الأميرة التي تتمايل بين ذراعيه وهتف
" ديرا، هل تتذكرين رقصتنا الأولى "
ضيقت عيناها وعقدت حاجبيها وهتفت ببؤس
" كلما تذكرت هذه الليلة...أشعر بالقهر على حفلي الذي انتزع، ولم أسعد به...وأريد الذهاب وقتل الحقيرة التي تأمرت علي ونزعته "
قاطعها وهو يضع سبابته على شفتيها وهتف بهدوء
" انسي كل شئ مزعج مررنا به ...وتذكري أننا مع بعض الآن وأنني أعشقك ولا أصدق أن أميرة مراهقتي وشبابي...حبيبتي الأميرة المغرورة تتمايل بين ذراعي وبعد قليل ستكون معى إلى نهاية العمر...هل تتخيلي مدى سعادتي في هذه اللحظات "
اقتربت منه أكثر بتلقائية ورفعت عيونها العاشقة وهتفت بدلال
" هل ستبقى تعشقني إلى الأبد "
أومأ وهتف بصدق
"طالما أنا على قيد الحياة سأفعل ...ثقي في هذا "
ضمها أكثر لتهمس له بحرارة
" أعشقك يا صاحب العيون المربكة "
ابتسم وهو يتذكر اعترافها له بأنها كانت تتهرب من اللقاء به لأن نظراته كانت تربكها دومًا وتوترها وكأنها تتعمق بداخلها وتسرق منها شيئًا غاليًا...ولم يكن شئ سوى قلبها الذي احتله واستوطنه بعشقه..
******
زفر بغيظ وهو يراقب الجميع بعيناه ولا كأنه يراقص زوجته بعد عناء وهو يحتجزها بجواره لا يرغب بتحركها... وكلما وقع أنظاره على أحد يتطلع بها يجن وتنهش الغيرة قلبه ولولا حزنها وغضبها من هذا الوضع ما كان تجرأ وراقصها هكذا أمام الجميع...
كتمت ابتسامتها وهتفت وهي تحاوط عنقه وتتمايل معه
" لا أصدق أنك أفرجت عني أخيرًا وسمحت لي بالمشاركة في فقرات الزفاف...حقًا لقد هرمت من أجل هذه اللحظة يا رجل "
نظر لها ببرود مفتعل وهتف وعيناه تدور على الجميع يراقب هل ينظر لها احدًا أم لا وهتف
" كفى غلاظة "
قهقهت بصوت لم يسمعه أحدًا سواه بسبب أصوات الموسيقى وهتفت بشقاوة
" كفى أنت...تشعرني أنك تراقص الأميرة ديانا "
نظر لها بعبث واقترب منها وهمس بأذنها
" بل أجمل من نساء العالم كله في نظري...أنت حبيبتي التي لا أرى غيرها ولا أعترف بوجود نساء غيرها "
أغمضت عيناها ورجف قلبها بقوة وهتفت برقة
" ماذا تفعل بي بحديثك يا بدر "
شدد من ضمه لها وهتف بحرارة
" لا أفعل شئ سوى أنني أعشقك "
طبع قبلة على جبينها وأكمل بحنين
" تتذكري زفافنا "
تغيرت ملامحها وعقدت حاجبيها وهتفت بهدوء هي تشرد بعيدًا عن عيناه
" وهل هذا يوم يمكن نسيانه "
نظر لها بتفهم وهتف بحزم هادئ
" نعم وتين هذا يوم لا يمكن نسيانه...هل تعلمي لماذا..لأنه أجمل يوم بحياتي...لأنه يوم ظننا أنه قاتل لكنه كان كرصاصة الرحمة لقلوب كثيرة "
ارتخت ملامحها ونظرت له تشجعه يكمل حديثه ليلبي طلبها ويكمل
" نعم...تراجع غدير وزواجي منك أنقذنا جميعًا من التعاسة والحزن...أنقذ طارق من القهر وهو يرى حبيبته تتزوج من صديقه...وأنقذك من نفس الآلم...وأنقذني لأنني كنت سأعشقك لا محالة ووقتها سأكون شخص خائن وحقير...القدر أعاد احيائنا وتين بهذه اللعبة التي لعبها علينا...حتى غدير كانت ستعشق طارق لا محالة "
عقدت حاجبيها بتساؤل وهتفت بعد أن تنهدت
" وكيف هذا "
" العشق يأتي عندما ينتهي الحماس ويأتي مصاحب للمشاكل والتساؤلات...طارق كان يعشق غدير منذ أن كانت صغيرة وغدير عقلها كان يضلل اشارات قلبها الذي كان يشعر بهذا العشق، فبالتالي كانت تتهرب من طارق ووجوده يشعرها بالإرتباك وعدم الراحة لأن قلبها يشعر به...لذلك عندما كفت عن الهروب، شعرت بعشقه يتضخم بقلبها بقوة "
رفع كفه يمرره على وجنتها بلين وأكمل وعيناه تلمع بالعشق
" حتى أنا...دائمًا كنتِ تملكين شيئًا كبيراً بداخلي..شئ لا أعلم ماهو لكن دائمًا ماكان يتسائل أين وتين صديقتي الصغيرة..لماذا ابتعدت عني هكذا.. أسئلة لم أكن أعلم إجابتها وبالرغم ماحدث يوم الزفاف...لكن كان هناك شعور بالراحة تسلل لقلبي عندما تزوجتك...شعور لم أكن أعلم ماهو... حتى عندما أتممت زواجنا لم أكن أشعر بشئ سوى أنك أخيرًا بين يداي وتساؤلاتي انتهت أخيرًا وصغيرتي عادت لي...لقد تعاملت معكِ كأنك زوجتي منذ أعوام وأن ماحدث كان شئ طبيعي بيننا...لذلك أظن أنني عشقتك منذ زمن بعيد وتين "
توقفت عن التنفس وهتفت بضعف
" وأنا لم أعشق سواك يا بدر "
رفع كفها وقبله برقة عدة قبلات وهتف
" علمت الآن أن زفافنا كان أجمل شئ حدث في حياتنا...بل وحياة ذلك الثنائي أيضًا "
أنهى حديثه وهو يشير على غدير وطارق وهم يتمايلون وكأنهم انفصلوا عن العالم أجمع ..
أومأت له ونظرت للضيوف تارة والعرائس تارة أخرى وللأضواء التي تحتضن المنزل بحميمية محببة وكأنها تشارك القلوب السعيدة سعادتها.. بعكس يوم زفافها كانت تشعر بها تشاركها ألمها وحزنها فشتان بين زفاف وزفاف ..
فبداية قصتهم كانت بزفاف وكما قال بدر كان رصاصة الرحمة التي أحيتهم وجعلتهم ولدوا من جديد...لقد عاشوا قصصهم الخاصة...حزنوا كثيرًا وبكوا كثيرًا، لكن بالنهاية انتهى كل شئ مؤلم كان يفرقهم عن بعضهم..والآن ها هم يحتفلون بنهاية فراقهم جميعًا بزفاف أخر جمع عشاق أخرين وهي من ضمنهم...فعلى ساحة الرقص هذه ترقص أجساد على أنغام دقات قلوبهم العاشقة التي تحتفل بإجتماع نصفهم الأخر بعد طول عذاب..
شهق الجميع بقوة وحل الهرج والمرج وبدأ بعض الضيوف يركضوا لداخل المنزل والبعض الآخر يرحل تاركًا الحفل بسبب الأمطار التي تدفقت بغزارة...
وقفوا ينظروا بصدمة لما يحدث ولكن كانت ليال الأسرع لتفيق من صدمتها وهتفت بفزع
" هيا يوسف، لا يجوز أن تقف تحت الأمطار...ستمرض هكذا "
ضيق عيناه ونظر لها بخبث وهتف يدعي المسكنة
" نعم حبيبتي، هيا بنا لأني بدأت أشعر بالبرد الشديد "
مسكت يده وهتفت وهي تتحرك بخوف
" هيا حبيبي لندخل المنزل بسرعة"
وقف ونظر لها بإستنكار بالغ وهتف بحزم
" أي منزل هذا...نحن سنذهب لبيتنا يا حبيبتي"
ثم نظر لها بعبث وعض على شفاه وهتف يكمل بشقاوة
" فأنا أريد أن أحصل على الدفئ في أحضانك...وأشتعل بأنفاسك...فشفتيك المفتوحة باتساع الآن لا يليق بها سوى التقبيل يا ليالي "
اتسعت عيناها من حديثه الوقح الذي دغدغ مشاعرها وأشعل النيران في وجنتيها لتتحول للون أحمر بالرغم من مساحيق التجميل التي تضعها...ارتبكت وهتفت وهي تصفع كفه بغيظ
" يا وقح "
ابتسم وسحبها يرحل بسرعة ينشد سيارته وهتف بعبث
" نعم أنا كذلك....ولم أحصل على التربية حتى تكوني على علم بهذا... "
ركبت السيارة وجاورها يقود سيارته وتحرك بسرعة عله يوصل لبيته سريعًا ليعوض سنين عجاف كانت تقتله بلا رحمة واليوم سوف يعوض كل هذا وينهل من عشقها وقربها حد التخمه ...
****
نظرت لبدر الذي تركها ورحل ولكن قبل أن يتحرك أمرها أن لا تغادر من مكانها، التفتت تنظر لغدير التي تصرخ بغضب في طارق الذي يقف يكتم ضحكاته
" سأقتلك طارق...أقسم سأقتلك "
كتم ضحكاته وهتف بدهشة
" ولكن ماذا فعلت أنا"
نظرت حولها للمكان الفارغ من الناس والزفاف الذي انتزع وهتفت بحسرة
" زفافي انتزع..وحفل خطبتي انتزع...لماذا وافقت على هذا الزفاف السريع...ها هو حفلي انتزع "
أشفق عليها واقترب منها وهتف والماء يقطر من ثيابهم وعلى وجوههم
" وهل ذنبي أنني أعشقك وأريدك معي دائمًا...فأنا لم أعد أقوى على تحمل فراقك عني "
نظرت له بضعف ومطت شفتيها كالأطفال وهتفت ببؤس
" زفافي يا طارق "
ضمها له برفق وهتف بعشق
" المهم أن نكون معًا "
أومأت له وصمتت وهي تراقب الأجواء بحسرة لتصرخ مجفلة وهي تشعر به يحملها ويركض بها سريعًا تزامنًا مع هتافها الصارخ
" ماذا تفعل يا مجنون "
ركض وهو يخرج من المنزل
" سنكمل الزفاف في منزلنا على أنغام قلوبنا الهادرة لكن بعد أن نتخلص من هذه الثياب المبللة التي سوف تعيق الإحتفال "
أنهى حديثه بغمزة عابثة جعلتها أحمرت خجلًا وترقب لذيذ يسيطر عليها مصاحب لحماس شديد أنها أخيرًا ستكون مع طارق قلبها وصاحب العين المربكة...
صدحت أصوات موسيقى هادئة جعلتها تنظر بإندهاش لبدر القادم وهو مبتل بشكل كامل ومع ذلك كانت وسامته قاتلة...رفع كفه يرجع شعره للخلف واقترب منها يقف أمامها لتنظر له بإندهاش وهتفت والمطر قد أغرقها حتى أصبحت مبتلة تماما..
" ماذا نفعل هنا بدر ...ستمرض حبيبي...هيا لندخل "
اقترب وحاوط خصرها بعد أن رفع ذراعيها على كتفه وهتف
" أنا بخير...وأريد أن أحقق لحبيبتي أمنيتها "
عضت على شفاهها وهتفت بعدم تصديق
" هل مازلت تذكر...لقد كنت صغيرة جدا "
أومأ وهو يتمايل معها مجددًا لكن هذه المرة لم يكن أحدًا بالحديقة سواهم وأصوات الموسيقى فقط وهتف
" نعم أذكر...لقد كانت أحدى أمنياتك أن ترقصي مع حبيبك تحت الأمطار....هل تعلمي عندما كانت تمطر وأتذكر حديثك هذا بالرغم أنك كنتِ صغيرة لكني كنت أشعر بشئ يؤلمني وقتها وأنا أتخيل أن تفعليها مع أي رجل...لم أكن أفهم وقتها...لكن اليوم فهمت "
تنهدت بعشق خالص لذلك الرجل وهتفت
" مالذي فهمته "
شدد من ضمه لها وهتف بعشق يتسلل من بين الأحرف
" فهمت أن وتين مستحيل أن تكون مع رجل غيري...ومستحيل أن يلمسها غيري...ومستحيل أن يحقق أمُنيتها غيري "
رفعت نفسها وشددت من ضمها له واقتربت منه تهديه قبلة مندفعة ملهوفة...
جفل هو بمفاجأة قبل أن يبادلها قبلتها بلهفة أقوى وكأنها اعلان عن مدى عشقهم الذي لم يعد يكفيه الحديث...
ابتعد عنها يلهث وسمع حديثها الاهث
" وهذه أيضًا كانت من ضمن أمنياتي...التي بالمناسبة كانت تدور حولك أنت فقط...فأنا لم أتمنى رجلًا غيرك يا بدري المضيئ "
ابتسم وقبلها مجددًا قبلة سريعة قبل أن يبتعد عنها ويسحب كفها ويركض بإتجاه باب المنزل الخارجي وهتف
" إذن دعينا نكمل باقي أمُنياتك، ونركض تحت الأمطار "
ضحكت بسعادة وركضت معه وكأن مشاعرهم المشتعلة تحصنهم ضد برودة الجو، ففي هذا الوقت لم يهمهم سوى سعادتهم الخالصة التي حصلوا عليها أخيرًا بعد عناء..
*******
بعد مرور شهر..
اقتربت منه بهدوء وحاوطت خصرة برقة وهي تلقي برأسها أسفل كتفه...تنهدت وهي تسمعه يتحدث في الهاتف ويقبض على كفيها بكفه الكبيرة إلى أن انتهى وأغلق الهاتف...حاولت سحب كفيها لكنه تشبث بهم بقوة مما جعلها تهتف بخفوت..
" هل مازال حبيبي غاضبا مني "
زفر بغيظ وهو يحرك سبابته بهدوء على كفيها وهتف بحنق مخالفا لحركته
" نعم "
سحبت كفيها وتحركت تواجهه قبل أن تحاوط عنقه بذراعيها وهي تهتف بدلال
" يوسف حبيبي..أنه ابن عمي وكان يسأل عن أحوالي ويطمئن علي..فهو في مقام أخي "
جذبها لتلتصق به وهتف بخفوت حاد
" ومنذ متى الأخ يعشق أخته ويريد الزواج منها "
كتمت ابتسامتها التي تريد التسلل وهتفت
" حبيبي هذا الأمر انتهى منذ فترة ... وبالمناسبة أحمد سيخطب قريبا واظن أنه تخطى الأمر "
رفع كفه يدخل الخصلة التي تسللت من تحت حجابها وهتف بحزم
" يفضل أن يتزوج سريعا حتى لا أقتله أو أجعله لا يصلح للزواج من الأساس "
اتسعت عيناها بدهشة ممزوجة بخجل بعد أن فهمت مقصده الوقح وهتفت بغيظ وهي تقرصه في ذراعه
" يا مجنون...يا وقح "
اقترب منها وقضم وجنتها برفق وهتف بخفوت
" ضيفي عليهم أنني غيور كثيرا وكثيرا...ولن أسمح لأحد أن يقترب من حبيبتي ليالي وعمري كله "
ابتسمت وهي تنظر له بعيون لامعة من العشق والسعادة التي عاشتها معه خلال الأيام السابقة...أيام وليالي كانت تظنها مستحيلة...لكن المستحيل تحقق وحبيبها أصبح معها لدرجة أنها تستيقظ في الليل كل يوم لتتأكد أنه ينام بجوارها وأنها لا تحلم...
" وليالك لا تعشق غيرك ولم تريد ولن تريد رجلا غيرك في هذه الدنيا...أنت حبيب عمري يوسف "
ابتسم بعشق واقترب يقبلها قبلة رقيقة وهتف
" أعشقك وأعشقك وأذوب بك عشقا حبيبتي "
اتبع كلامه ينقض على شفتيها يقبلها بلهفة قبل أن تبتعد عنه بهلع ليزمجر بغيظ جعلها تقهقه وهي تهتف
" نحن في حديقة بيت الرازي يا مجنون ماذا تفعل؟...ماذا سيقولون أن شاهدوا ما تفعله...أين الوقار يا سيادة الرائد "
ضغط على أسنانه بغيظ وهتف وهو يبتعد عنها ببطئ
" حسنا ذكريني أن أعقابك على تحرشك بي خارج المنزل...قلنا ألف مرة أن التحرش خاص بالمنزل فقط يا وقحة "
قهقهت على حديثه مما رسم الابتسامة على فمه ومد كفه يمسك كفها ويقبله برقة قبل أن يسحبها ويتحرك ليدخل المنزل الذي يجتمع به كل الأحبه والعائلة لتلبية عزيمة الحاج عامر...
ترك ليال تجلس مع نساء عائلة الرازي وامها وأمه وتحرك يجلس مع الرجال وعلى رأسهم الحاج عامر الرجل الرائع بملامحه المريحة والذي لأول مرة يرى الراحة مرتسمة على ملامحه...
******
تسلل يدخل الشقة بعد أن سأل عنها أمها فور اختفائها عن التجمع والتي أخبرته أنها تجمع بعض الأغراض من غرفتها السابقة، وأخبرته أنه يمكنه الصعود لها لو كان يحتاجها في أمر هام...
نعم هو يحتاجها في أمر هام جدا وعاجل جداً...لقد اشتاق بشدة لتلك الشقية التي تفعل به الأعاجيب بمنتهى الشقاوة والدلال والاندفاع ...
دخل الغرفة بعد أن أغلق الباب الخارجي للشقة، تسلل بهدوء خلفها وهو يراها لاهية في الأغراض التي تجمعهم في حقيبة صغيرة...اقترب يحاوطها بقوة وهو متوقع صراخها واجفالها، لكنها فاجأته بإسترخائها عليه وهتافها الهادئ
" رائحتك الحبيبة تسللت قبلك لتخبرني بقدومك "
أنهت كلامها واستدارات تواجهه لكنه ابتعد بهدوء وتركها ليقترب من الباب تحت دهشة أنظارها...
أغلق الباب بالمفتاح واقترب بهدوء منها وهو يخلع جاكيت حلته وهو ينظر لها نظرة ذات مغزى جعلتها تنتفض بهلع وتصعد على الفراش وهي تهتف
" اهدئ يا حبيبي ماذا بك....لا تفضحنا أرجوك "
لكنه تجاهلها وخلع عنه قميصة أيضًا واقترب منها يسحبها من ذراعها ليجذبها عليه قبل أن يمددها على الفراش ويعتليها وهو يهتف بخفوت حار
" اشتقت حد الجنون "
تراخت بين ذراعيه وهتفت بخفوت وضعف بدأ يتسلل لها
" الجميع بالمنزل "
وبهمس مشتعل أجاب
" الجميع بالأسفل "
خانها كفها و تحرك يداعب صدره العاري ليزيد من اشتعاله وهي تهمس
" في بيتنا حبيبي"
مال عليها يقبل عنقها قبل أن يلقى التحية على فراشتها الرقيقة وهمس
" شئ عابث بداخلي يريد فعلها في غرفتك السابقة "
تنهدت وقد أصبحت أعصابها كالهلام وهمست برجاء حار
" طارق "
والهمس كان داخل شفتيها
" روح طارق"
تعمق في قبلاته وكفه تسلل ليزيل العوائق لكي يسمح بإلتحام الأجساد والأنفاس وهو ينهل من عشقها مرارا وتكرارا حتى يعوض أعواماً من الحرمان ومحاولة إخفائه لعشق ثار أخيراً وأعلن عن وجودة في النهاية..
******
عقد حاجبيه بغضب وهي ينظر حوله يراقب تواجد الجميع معاداها، أين ذهبت في هذا اليوم بحق الله ولماذا لم تخبره أنها خرجت من المنزل، لقد تفاجأ بخروجها عند حضوره من العمل...
لقد أصر جده أن يعمل عزيمة كبيرة من أجل العرائس بعد انتهاء شهر العسل وقد عزم العم مسعد وزوجته وليال ويوسف وأبويه وطبعًا طارق وغدير الذين اختفوا منذ بضع دقائق ولا يعلم أين ذهبوا...
الجميع حضروا وهي ليست هنا ولا يعلم أين ذهبت وهاتفها مغلق، حقًا هو غاضب منها ويشعر بالقلق عليها ويفكر جديًا أن يخرج يبحث عنها في الشوارع...
زفر بضيق وهو يقترب من الشرفة يشاهد انسدال ستائر الليل التي طغت على العالم بعتمة محببة تناقد بريق النجوم الواضح الذي يحتل عتمة السماء، فاليوم الجو رائع وهادئ بشكل محبب للنفس رغم أنهم في فصل الشتاء لكنه حقًا رائع...
صدوح رنين هاتفه جعله يستفيق من شروده وهو ينظر إلى اسمها قبل أن يرد بسرعة ويهتف بنبرة غاضبة..
" أين أنتِ...وكيف تخرجي من المنزل بدون علمي "
عقد حاجبية عندما قابله صمت جعل الخوف يحتل قلبه قبل أن يناديها بخوف
" وتين "
سمع تنهيدتها قبل أن تهتف بحشرجة
" أنا في الحديقة الخلفية...هل لك أن تأتي فورًا "
ازداد شعوره بالقلق والتوتر وتحرك فورًا يخرج من المنزل ويذهب لها وهو يتسائل ماذا بها وما الذي حدث...فهو لم يضايقها بشئ...فطوال الأيام الماضية لم يبتعد عنها ولم يكفوا عن التنزه والخروج من المنزل...لقد كانوا في منتهى السعادة رغم التغيرات المزاجية المرهقة والمتقلبة بالنسبة لها...لقد كانت تغضب وتبكي على أتفه الأشياء، لكنه كان دائما ينجح في تبدل مزاجها و اشعارها بالسعادة...إذن مالذي حدث؟..
بحث عنها بعيناه قبل أن تقع أنظاره عليها، كانت ساهمة وتنظر إلى الأرض بشرود في تلك البقعة المظلمة بعض الشيء والتي كانت تجلس بها هي وغدير كثيرًا من قبل ..
اقترب منها بسرعة يقف أمامها يناديها بخفوت يحمل من القلق أطنانًا وهو يهتف بنبرة مرتجفة...
" وتين..مابك حبيبتي..مالذي حدث...لماذا انتي هكذا...أخبريني بالله عليك سيتوقف قلبي من الخوف "
رفعت وجهها تبتسم له بهدوء قبل أن تهتف بنبرة خافتة
" هل تعلم حبيبي أنك داويت كل ألامي وجروحي...نعم فأنت نعمة من الله رزقني بها..لم أكن أريد سوى أن تعشقني ولو جزء بسيط...لكنك عشقتني وفديتني بروحك و رددت لي كرامتي وكبريائي أمام الجميع، واهديتني زفاف جميل...كنت سندي ودعمي في أحلك أيام حياتي...لقد عوضتني عن كل شئ سئ مررت به في حياتي..لقد كنت دواء لكل جروحي...ولم يتبقى من كل هذه الجروح سوى جرح واحد "
ترقرقت الدموع بعيونها كما عيون بدر وهو يستمع لها، بينما هي عادت تنظر للأرض وأكملت بحشرجة
" هنا في هذه البقعة تألمت وفقدت قطعة منك ومني...هنا حدث لي أكبر جرح في حياتي وأكبر ألم أيضًا "
اقترب منها وهتف بخفوت
"حبيبتي انتهينا من هذا الأمر ..ورضينا بقضاء الله "
قاطعته عندما وضعت كفها على شفتيه وسالت دموعها بغزارة وهي تهتف..
" أنا أردت أن تأتي إلى هنا لأخبرك أن جميع ألامي تداوت...جميعها ولم يبقى شئ...وكما كنت أعاني في هذا المكان وأتألم وحيدة وأنا أفقد طفلنا...أردت أن يشهد هذا المكان على احتفالنا بقدوم طفلًا آخر...هدية من رب العالمين وتعويضًا عن الذي فقدناه "
توقف عن التنفس وسالت الدموع من عيناه وهو ينظر لها بلهفة و يهتف بتقطع
" معنى هذا أنكِ ...أنكِ أاا.."
قاطعته مجددًا وهتفت بابتسامة تناقض غزارة الدموع على وجنتيها وهتفت
" نعم أنا حامل "
ضمها بلهفة وقوة يرفعها عن الأرض ويدور بها وهي تضحك وتبكي في نفس الوقت قبل أن تهتف بتقطع
" يكفي بدر لقد شعرت بالدوار "
انزلها بسرعة وضمها بقوة وقد عجز لسانه عن الحديث...لا يعلم ماذا يقول ،فهو يشعر أن قلبه سيتوقف من السعادة...ربت على ظهرها برفق وقلبه يردد بالحمد قبل أن ينطقها لسانه..
" بدر"
نادته بخفوت لينظر لها وهو يمسح وجنتيها بكفه لتكمل هي
" لماذا انت صامت هكذا...هل انت سعيد بالخبر...أم لا "
رفع وجهها له وهو يمسك كفها وهتف بحزم
" يا حمقاء أنا سوف أطير من السعادة لدرجة لم أجد كلمات تصف حالتي...أشعر أن قلبي سينفجر من السعادة ولا أصدق "
ابتسمت له بعشق ليبادلها الابتسامه قبل أن يميل يقطف من حديقة شفتيها أجمل القبلات وأعمقها...فتحت حديقتها تهديه قبلاتها بلهفة وشوق وعشق لا ينتهي ولن ينتهي...بل وسيكلل بقطعة منهم سوف تكبر أمام أعينهم..
قاطع لحظاتهم رنين الهاتف، ليبتعدا عن بعض بلهاث وهم ينظرا لبعض بعيون مشتعلة بعشق وسعادة وأخيرًا راحة...
دخلا إلى البيت ليجدا طارق وغدير ينزلوا على الدرج رفع حاجبه بمكر وهتف بسخرية
" أين كنتم هكذا "
تنحنح طارق وهتف بنبرة حاول أن تكون عادية
" غدير كنت تحتاج بعض الأغراض من غرفتها السابقة وكنت أساعدها "
ضحك بدر بعبث وهتف يشير على غدير التي تشتعل من الاحمرار والخجل الواضح عليها
" واضح جدًا عليك المساعدة "
ضغط طارق على أسنانه وهتف بسخرية
" امسح احمر الشفاه الذي يلطخ وجهك وبعدها تكلم يا عابث "
قهقه بدر بشقاوة بينما وتين اخفت وجهها بحرج من طارق و تحركت تحاول الهرب قبل أن يمسكها بدر الذي يمسح وجهه بمحرمة ورقية وهو يدعي اللامبالاة قبل أن يميل يهمس في أذنها ببعض الكلمات قابلتها بإيماءة وابتسامة واسعة...
تحركوا يدخلوا غرفة المعيشة ويلحق بهم طارق وغدير ...
وقفوا يراقبوا الجميع الذي ينقسم قسمين رجالاً ونساء، فالجميع متواجد..
اقتربوا من جدهم تحت أنظار الجميع المتسائلة...
وقفوا أمامه لينظر لهم الأخير بإبتسامة وتساؤل ليأتيه الرد سريعًا من بدر الذي انحنى يقبل كفه برفق ويهتف بسعادة زادت من خجل وتين
" بارك لنا جدي...وتين حامل "
تعالت الابتسامات وانتفضوا جميعًا يقدموا المباركات والدعوات تزامناً مع اطلاق رقية وكاميليا الزغاريد..قبل أن تتقدم رقية تحتضن بدر تارة ووتين تارة أخرى ولسانها لا يكف عن الزغاريد كأنها داخل سباق، ليتبعها مريم دامعة العين بسعادة خالصة ودعوات أطلقها القلب ورددها اللسان وكاميليا الحنونة أيضا...كانت السعادة ترتسم صادقة على وجوههم...وبالأخص سعادة عامر التي تصل عنان السماء فأخيرًا سينعم الله على أحفاده بطفل صغيرًا تعويضًا عن الذي فقدوه..
هل سيكون طامعًا أن طلب من الله أن يمد في عمره ويرى طفل بدر ووتين ..
حسنا فليطمع ويدعوا الله كثيرًا كي يراه..
اقترب عبد الرحمن والدموع تلتمع في عيناه يضم ابنه وابنة أخيه يبارك لهم وهو يهتف بنبرة متأثرة
" الحمدلله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى "
اقترب عزت بسعادة غامرة يتبعه مسعد وخالد يقدموا التهاني لعبد الرحمن ولبدر ووتين يتبعهم حنان وأمال...
تقدم بابتسامة واسعة هو وزوجته وهتف
" مبارك يا صديقي....انا حقا سعيد من أجلك ومن أجل وتين..وسعيد من أجلي فأنا سأكون عما وخالا في نفس الوقت "
ضحكت غدير على حديث زوجها وهتفت وهي تضم وتين بسعادة..
" بل أنا هي العمة والخاله في نفس الوقت يا حبيبي...لا تحلم أن تجعلهم يفضلوك علي "
ضحك الجميع عليهم بينما هتف بدر بمزاح وهو يرفع سبابته بتهديد
" ابتعدوا عن أولادي وكفى...أو من الأفضل أن أقطع علاقتي بكم لأني لست مرتاح لكم أقسم بالله "
ضحكت وتين ولم ترد وهي تضم ليال التي تبارك لها بسعادة خالصة لترد عليها وتين بمحبة صادقة
" العاقبة لك ليلو "
اقترب يوسف من بدر وهتف وهو يربت على كتف
" اتفق جدا....أقطع علاقتك بهم...مبارك يا صديقي "
ربت بدر على كفه وهتف
" شكرا يوسف... العاقبة لك "
ابتعد يوسف يسحب ليال بهدوء وهتف في أذنها بخفوت
" العاقبة لنا حبيبتي....فأنا أتمني أن يأتي هذا اليوم سريعا وأشاهد طفل يكون قطعة منك ومني ويكبر أمامنا "
تنهدت وقد رجف قلبها للفكرة وهتفت بتمني
" هذا أكثر ما أتمناه حبيبي "
اقترب من زوجته وهتف بهمس
" غدير...لقد غرت واريد طفل صغير...مارأيك أن نكثف المجهود من أجل الحصول عليه سريعا "
عضت على شفاها وهمست بدلال
" أكثر من ذلك "
اتسعت عيناه وهتف بعبث
" طبعا حبيبتي...ركزي معي واترك الباقي علي "
قهقهت على شقاوته وهتفت بشقاوة مماثلة
" عابث ...لكني أعشقك "
انتظر الجميع ينتهوا من المباركات بصبر وهو يحاول لملمت أعصابه والتحكم في الرعشة التي أصابت أعصابه من قوة السعادة بهذا الخبر الرائع...
اتكئ على عصاه ووقف يضم وتين وبدر أيضًا بعد أن تلقوا التهاني وهتف بنبرة صادقة وسعيدة
" اليوم سعادتي لا توصف بعد أن حقق الله لي أمنيتي... وأتمنى أن ينعم الله علي وأرى طفلكم سليم معافى وصوت بكائه وضحكاته تملئ المنزل "
أمن الجميع على دعواته بقلب صادق وسعادة خالصة بعد أن عانوا كثيرًا من الفقد والحزن والفراق والمصائب...ليكون تعويض الله لهم أجمل ما يكون..
فأخيرًا سينعموا بالسعادة..
سحبها بدر من حضن جدها يقبل جبينها أمام الجميع وهو يهتف بصدق وبنبرة مشحونة بالعاطفة
" أعشقك يا ساحرتي التي ألقت علي تعويذة سحرية بنكهة وتين الحياة....أعشقك وتيني"
لم تنتهي قصتهم فقد بدأت للتو، ولم تنتهي مشاكلهم، لكنهم سيقابلوها دائمًا وأيديهم بأيدي بعضهم، لقد تعلموا درسهم جيدًا وتعلموا كيف يواجهوا مصاعب الحياة سويًا
لن تفرغ حياتهم من مشاكستهم لبعضهم لكن بالنهاية سيلجئوا لأحضان بعضهم البعض ليستوطنوها كما استوطنهم العشق .
استـوطنني عشقك
بقلمي/ شيري الجرف
تمت بحمد الله
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية استوطننى عشقك)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)