رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل العاشر 10 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى البارت العاشر 10
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الحلقة العاشرة 10
رواية جاردينيا (لعنة الحب) بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب) |
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل العاشر 10
#جاردينيا ج2" مشروع حب " #الفصل_العاشر " عوده للقصر "
#ناهد_خالد
أسبوع كامل مرَّ على أبطالنا بسلام ..
أسبوع كان مُقربًا أكثر لجميع الثنائيات ..
"حيدر ومطر" كانا يتقابلان يوميًا فى لحظة الغروب على سطح القصر وتأخذهم الأحاديث فيقضوا ساعه ورُبما أكثر معًا , ولم يخلُ وقتهم من المزاح والضحك , حتى أحبا كِلاهما وقت الغروب فقط لأنه يرتبط بالوقت الذي يقضيناه سويًا .
"شمس وعبد الرحمن " تقربت المسافه بينهما أكثر , فعبد الرحمن يوميًا يراها صباحًا قبل العمل ومساءً بعد الانتهاء من عمله ويقضى معها بعض الوقت , شعر وكأنه يتعرف على شمس كما لم يعرفها من قبل ورُبما هو لم يعرفها سلفًا من الأساس , فقد اكتشف شخصيه جديده لم يتعرف عليها يومًا , واكتشف أنها ليست الفتاه التى رسم لها صوره سيئه فى مخيلته , بل أنها فتاه أخرى تمامًا .. نقيه , عفويه , برائتها تُشبه براءة الأطفال فى بعض الوقت , كما أخبرها سابقًا هى فتاه بداخلها طفله صغيره تنتظر الفرصه للخروج , أحب وقته الذى يقضيهِ معها , أحب حديثها , وحماستها أثناء الحديث ولمعة عيناها , يشعر بأنها تسللت لقلبه لتحتل مكانه ما بهِ , وهذا أكثر ما يقلقه لكنه لا يستطيع الإبتعاد .
وشمس لم تختلف حالتها عنهِ كثيرًا , فهى أيضًا أدركت أنه لم يعد مجرد رجل يعجبها يمكنها أن تعجب بغيره إن كان يحمل نفس صفاته النبيله , بل تعدى الأمر هذا , أصبحت تُعحب بهِ لأنه " عُبيد " , وللعجب شعرت بمشاعر غريبه تغزوها , مشاعر جديده لم تُجربها من قبل , شعرت بها معه هو فقط , وفى الفتره السابقه تعرفت على مطر , وأصبحت تأتى لتجلس معها معظم الوقت , وحين اخبرتها بما تشعر بهِ تجاهه , كان رد مطر صريح مشيرًا إلى أنها وقعت فى حب الأخير , فحينها قالت لها " رُبما لم أعرف الحب ولم أجربه , ولكن كل ما توصفينه لى الآن هو ما يقولون عنه حب " , واقتنعت بحديثها فهى لا تجد تفسير آخر لمشاعرها سوى أنها بالفعل قد وقعت فى الحب .
وعن الثنائى الأصعب " إيفان وروبين " ..
مرت الأيام بينهما فى هدوء تام , التزمت فيهِ روبين بتنبيه إيفان لها , وحينما يكونا بمفردهما تتحدث بلغتها , ورغم أنه يجد صعوبه فى فهم بعض الكلمات ورغم تذمرها إلا أنه ظل مصمم على موقفه فاضطرت هى للرضوخ لرغبته مرغمه , ولن تنكر أنها أحبت تلك اللحظات التى تجتمع بهِ وتتحدث فيها بلغتها بكل أريحيه , وتكبت ضحكتها بصعوبه على تعابير وجهه حين يفشل فى فهمها , وتصتنع التذمر لكنها للحق تستمتع , تستمتع بوقتها الذى تقضيهِ معه خاصًة وهما بمفردهما ,و تستمتع بحديثه المرح مع والدته , اكتشفت جانب جديد لم تتوقع وجوده فى شخصية حاكم جاردينيا , جانب لشخصيه مرحه , لطيفه , تشعر أحيانًا أنه شاب فى العشرينات وليس رجل سيتم الثانى والثلاثون ! , أنجذبت له لن تنكر , هى من البدايه انجذبت لوسامته وهيبته الطاغيه , ولكن حاليًا أنجذبت لشخصيته ونظراته لها التى تشعرها بالتميز رغم عدم فهمها ! , وأحاسيس غريبه تتسلل لها تجاه , تشعر بمشاعر تعتمر دواخلها تخصه هو دونًا عن غيره , ولكنها تتجاهلها قاصده , فلا يجب له الإنجراف وراء مشاعرها , ليس الأمر يكمن فى اللعنه فقط , ولكنها ترى أن الحب ليس لها , ولا الزواج إن تطور الوضع !
وعن إيفان فكانت هذه أسعد أيامه فكان يقضى معظم وقته معها ماذا يريد أكثر من هذا ! , وعن حبه لها فلا يحتاج للزياده فهو بالأصل يهيم بها .
________( ناهد خالد )________
فُتحت أبواب القصر على مصرعيها وبالكاد أزاحوا الحشد الغفير من أمام البوابات فقد اجتمع أهل البلده لإستقبال الحاكم العائد من رحلته بعد غياب ثمانِ أيام كاملين , دلف الموكب الضخم يترأسه الحاكم على فرسه الأسود وهو يرفع يده مُحييًا الجميع , حتى وصلوا لمحيط القصر الداخلى والذى لا يدلفه أحد فترجل سريعًا من فوق فرسه مُتجهًا لموكب والدته وأريام الذى هبط ببطئ من على ظهر الفيل الضخم , فتح سِتار الموكب وساعد والدته فى النزول , لملمت روبين أطراف فستانها كى لا تتعثر فى النزول من الجهه الأخرى فهى بالعاده تجد صعوبه فى الترجل بسبب ذيل فساتينها , تروت فى النزول ببطئ حذِر وما إن خطت بأحد قدميها فوق الأرضيه وأنزلت القدم الأخرى حتى شهقت بألم حين شعرت بشئ خدش عرقوب قدمها بعنف , ولم يكن هذا غير أحد أحرف الموكب الحاده حين أنزلت قدمها الأخرى بشكل خاطئ وسريع مقتربه من الحرف الخشبى الحاد للموكب , وقفت بثبات على الأرضيه ورفعت ذيل فستانها لترى جرح قدمها فوجدت الدماء تسيل منه بغزاره , تأفأفت بضيق وهى تترك ذيل الفستان الذى نجح فى تغطية قدمها تمامًا .
التف ليراها بعدما أنزل والدته وأسلمها لزوجة أخيه التى كانت ترحب بها لكنه وجدها قد ترجلت بالفعل , وانتبه على حديث أخيه الذى يرحب بهِ فأنشغل معه .
وجدت من يهتف بفرحه :
- وأخيرًا قد عدتِ أيتها الطبيبه .
رفعت رأسها لتجدها " مطر " , ابتسمت لها بود واحتضنتها ثم قالت بعدما ابتعدت عنها وهى تتابع تحرك الموكب :
- كيف حالك مطر ؟
ردت الأخيره بابتهاج :
- بخير , وأنتِ ؟
تلفتت حولها لترى انشغالهم بالأحاديث فقالت :
- دعينا ندلف للداخل فقد جُرحت قدمى وأريد تضميدها .
شهقت " مطر " بخضه وهى تسألها بقلق :
- هل جُرحت بشده ؟
ردت بجهل وهى تتجه معها ببطئ للداخل :
- لا أدرى لم أرآها جيدًا .
سألتها مطر وهى تحاول النظر لقدمها أثناء سيرهما :
- جُرحت من أين ؟
لفت " روبين " نفسها قليلاً وهى تقول شارحه :
- من الخلف حين كنتُ أت.....
قطعت حديثها بصرخه خافته وهى تجد نفسها تندفع للخلف بعنف حتى سقطتت فوق الأرضيه ولسرعة حدوث الأمر لم تستطع مطر الإمساك بها .
لفت ماحدث نظر " إيفان " الذى ترك والدته وأخيهِ وحيدر والجميع واتجه سريعًا لها حين رأى سقوطها ومحاولة مطر لمساعدتها للوقوف , ولكن قبل أن يصل أستمع لصراخ من صدمتها بها وهى تقول :
- هل أنتِ غبيه ؟ لِمَ لا تنظرين أمامك ؟
رفعت " روبين " رأسها لتجد أمامها فتاه تراها لأول مره جميله رغم غضب ملامحها , ولعلمها بخطأها وأنها من كانت تنظر خلفها حقًا تمتمت باعتذار وهى تقف بمساعدة مطر فقد بدأت تشعر بحرقه ووجع فى جرح قدمها :
- أعتذر .
وكانت هذه الكلمه كفيله أن تثير جنون هذا الذى وصل لهم واستمع لحديثها الأخير وحديث " نيروز " قبلها والتى لم يتعرف عليها " إيفان " ولم تهمه من الأساس فلم ينظر لها حتى وهو يتوجه ل "روبين " ليقف أمامها وهو يسألها بغضب مكبوت :
- هل أنتِ بخير ؟
أومأت بإيجاب توترًا من ملامحه الغاضبه لا تعرف أغضب منها أم ماذا ؟ وحين نوى الإلتفات لتوبيخ من أصطدمت بها وقعت عيناه على بعض الدماء فوق الأرضيه بجوار قدم " أريام " , نظر لها بذعر وهو يسألها بقلق بالغ :
- ماهذه الدماء ؟ هل جُرحتِ ؟
ردت بخفوت :
- جُرحت قدمى أثناء ترجلى من الموكب.
كاد ينحى ليتفحص قدمها دون وعى منه بما يفعله أو بمن حوله , لكن لحقته والدته التى وصلت لهم و أمسكته من ذراعهِ حين فهمت ما كان ينوى فعله وهى تقول بهدوء :
- أليست هذه مساعدة الطبيبه ؟
قالتها وهى تشير لمطر بنظرها فردت الأخيره بإحترام :
- نعم سموك , أُدعى مطر .
أومأت له وقالت :
- حسنًا , فلتفحصى جرحها .
ابتعد " إيفان " عن روبين خطوتان كى يسمح لمطر بفحص قدمها بعدما أدرك ما كان على وشك فعله , وللحقيقه هو لا يهمه مظهره أمام الحاضرين لكنه كان سيثير الشك حول علاقتهما وهو لا يريد لأحد أن يتحدث عنها بكلمه واحده , حتى تصبح علاقتما رسميًا .
أجلستها مطر على قاعدة أحد الأعمده القريبه منها لكى تستطع تفحص قدمها ولعدم قدرة الأخيره على الوقوف .
التف " إيفان " بنظره لمن اصطدمت ب " روبين " وأهانتها بحديثها وكاد ينهرها لولا انتباه والدته لها فشهقت بتفاجئ وهى تردد :
- نيروز !
نظر لوالدته بصدمه ثم أعاد نظره للتى أمامه فوجدها هى بالفعل فهو لم ينتبه لها فى أول الأمر لغضبه من فعلتها أولاً ولتغير ملامحها ثانيًا ولكنه حين دقق بها عرفها بالطبع .
اقتربت منها والدته محتضنه إياها فهى تعتبرها ابنتها بحق وهى من ربتَها بعد وفاة والدتها , تمتمت بفرح وهى تحتضنها بإشتياق :
- عزيزتى نيروز لقد أشتقت لكِ كثيرًا ابنتى .
ردت نيروز وعيناها مُعلقه ب " إيفان ":
- وأنا أيضًا اشتقت لكِ كثيرًا .
ابتعدت " زينب " عنها وهى تسألها بابتسامه واسعه :
- متى جئتِ ؟
ردت " نيروز " بإبتسامه مماثله :
- جئت منذُ أيام لكن لم أجدكم .
انخرطا فى بعض الأحاديث تحت أعين " روبين " المراقبه لهما فمن هذه الشقراء ؟ هل تقربهما ؟
- الجرح قريب من وتر القدم , ستجدى صعوبه فى السير الآن .
انتبهت على حديث " مطر " لها وكادت تجيبها لكن سبقها قول " إيفان " متسائلاً :
- وهل هو عميق؟
نفت " مطر " برأسها وقالت :
- لا , ليس بعميق فقط ستحتاج للراحه اليوم وغدًا ستكون بخير .
ابتسمت " روبين "لها بمرح وقالت :
- أراكِ قد أخذتِ دورى .
توقفت " مطر " بجوارها وهى تقول :
- عفوًا سمو الطبيبه لن أكون بمهارتك .
أستندت عليها لتقف لكنها بالفعل وجدت صعوبه فى نقل قدمها فنظرت لمطر وهى تزفر بضيق :
- لا أستطيع تحريكها .
اقترب " إيفان " منهما بقلة حيله وهو يقول :
- استندى على مطر حتى تصلين لغرفتك.
هزت رأسها بنفى وهى تقول :
- لا أستطع رفع قدمى عن الأرض .
نظرا لها بتفكير حتى قال " حيدر " الواقف على قرب منهم :
- أخيكِ مازال هنا لم ينتهى موعد عمله , يمكننى استدعائه لمساعدتك .
أومأت بلهفه وهى تقول :
- نعم , فلتبعث له .
زفر " إيفان " بخفه لا يعلم لِمَ يشعر بالإختناق من الأمر برِمته , رُبما لأنه يقف مكتوف الأيدى عن مساعدتها رغم أحقيته فى ذلك , وهل هو الأحق بالفعل أم أنه الوحيد من يرى هذا !
لاحظت " نيروز " الأمر منذُ بدايته ولم تحتاج لفتره طويله كى تدرك أن هذه الفتاه هى من تحدث عنها " رعد " , كبتت مشاعرها المُشتعله بداخلها , واقتربت منه بهدوء تهتف بنبره رقيقه وهى ترفع كفها لتضعه على ذراعهِ لينتبه لها :
- إيفان .
التفت لها وهو يبتسم بهدوء وقال :
- كيف حالك نيروز ؟
أزالت كف يدها وهى تبتسم بخجل مصطنع وقالت :
- بخير , اشتقت لك كثيرًا .
ابتسم لها بمجامله وهو يقول :
- ونحن أيضًا فقد طالت غيبتك .
ضيقت عيناها بتفحص وهى ترى ما يحدث أمامها , ماهذه النيروز كما ينادونها لا تضح حدًا بينها وبينه !؟ , هل هى أخته ؟ فلهفة زينب عليها ودعوتها لها بإبنتى توضح هذا , ولكن لقد أخبرتها زينب من قبل أنها لم تنجب إناثًا !؟
جذبت مطر بخفه من طرف فستانها وهى تقول :
- مطر انحنى قليلاً .
فعلت مثلما أرادات فأكملت وهى تهمس فى أذنها :
- من هذه ؟
نظرت " مطر " لنيروز وهى تقول :
- أنها الأميره نيروز إبنة عم الحاكم .
قطبت مابين حاجبيها بضيق وهى تردد :
- إبنة عمه ؟
- نعم , أخت القائد حيدر والحاكم رعد حاكم المنطقه الجنوبيه .
لوت فمها بضيق وهى ترى حركاتها السخيفه معه , ما بها تتدلل وتتلوى فى حركاتها وحديثها معه ! , وإحمرار وجهها من وقت للآخر ماذا يقول لها لتخجل هكذا !!
زفرت بضيق وهى تشيح بوجهها عنهما , لا تعلم ولكنها لا تستسيغ الأمر ولا يعجبها ما يحدث أمامها .
لم تمر ثانيه واحده وأعادت نظرها لهما لتجدهما مازال يتحدثان , فهتفت لمطر بضيق :
- يبدو أن أخى سيتأخر خذينى لأذهب لغرفتى أشعر بالإختناق .
وعلى الجهه الأخري ..
أنهت " نيروز " سرد قصتها الوهميه عن ما حدث بينها وبين رعد من شجار , وتصنعت الخجل من وقت لآخر وهى تسرد أن رعد قد أحرجها بالحديث أمام الخدم , وأنه قد ضربها فى موقف آخر , ولم يكن مبتغاها سوى أن تبين خجلها لتلك التى تتابعهما بنظرها .
- لذا قررت العوده لهُنا .
تنهد " إيفان " بضيق وقال :
- لم أتوقع أنه أصبح حقير لدرجة أن يضربك , أن...
قطع حديثه صوت " عبد الرحمن " الذى أتى ركضًا لأخته وهو يهتف بلهفه قلقه :
- أريام ..
رفعت ذراعيها له لتحتضنه ما إن وصل إليها فقد اشتاقت له بشده , وكم أرادت الفتره الماضيه أن ترتمى بأحضانه لتنعم بالآمان , استقبلها هو الآخر وهو يشدد من احتضانها فقد قلق عليها كثيرًا الفتره الماضيه .
ضغط على أسنانه بضيق وهو يراها تكاد تختفى بين أحضان أخيها , فاقترب منهما بخطى هادئه وقال موجهًا حديثه لعبد الرحمن :
- لقد جُرح قدمها ولا تستطع السير لذا بعثنا لك .
وكم أود لو يُكمل حديثه " لم نبعث لك لتحتضنها "
ابتعد " عبد الرحمن " عنها وهو يسألها بقلق :
- من أين جُرحتِ وهل يؤلمك ؟
أشارت له بعيناها وقالت :
- أنا بخير فقط خذنى لغرفتى .
أومئ له سريعًا وهو يحملها وذهب بها وخلفه مطر تحت أنظار " إيفان " المشتعله الذى أنهى الوضع زافرًا وقال :
- سأصعد لغرفتى لأرتاح قليلاً , حيدر فلتأتى لى بعد ساعه .
أومئ له " حيدر " وهو يكبت ضحكته من احتقان وجه الآخر وقال :
- حسنًا .
_______( ناهد خالد )________
وضعها فوق الفراش برفق وأنتهت مطر من تضميد جرحها ثم استأذنتها فى الذهاب لتترك لهما حرية الحديث ...
- أنتِ كويسه ؟
أومأت له بإيجاب وهى تقول :
- الحمد لله بخير , طمنى عليك أنت كويس ؟
نظر لها بحيره وقال :
- متلغبط أوى , وفى حاجات كتير جوايا مش فاهمه وملهاش تفسير , أو يمكن خايف أفسرها .
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت :
- كأنك بتوصف حالى , بس قبل ما نتكلم فى أحساسيسنا فى موضوع مهم عاوزه أقولك عليه .
نظر لها باستفسار وقال :
- موضوع ايه ؟
تنهدت بتوتر وقالت :
- الحاكم عرف أحنا مين , وعرف كل حاجه عننا وعن اللعنه .
اتسعت عيناه بذهول وقال بصدمه :
- نعم ! يعنى ايه عرف ؟
_______( ناهد خالد )________
جلست فى غرفتها يتآكلها الغيظ منذُ رأت طريقته معها ولهفته عليها حين رأى الدماء وعلم أنها جُرحت , زفرت بغضب وهى تهتف :
- أرأيتى كيف يتعامل معها ؟
كانت تقولها لوصيفتها التى جاءت معها والجالسه أرضًا أمامها وتُدعى " راجيه " فردت الأخيره تقول :
- يبدو أنه يحبها كثيرًا , لقد رأيت لهفته عليها , غير أنه كان سينحنى ليرى جرح قدمها لولا سمو الوالده .
فرغ فاهها وهى تردد :
- ماذا تقولين ؟ هل حدث هذا ؟
ردت الأخيره بتأكيد :
- نعم قد حدث لقد رأيت بعينى .
- اغربى عن وجهى .
صرخت بها " نيروز " لتنتفض الأخيره من جلستها وفرت راكضه للخارج , اتجهت " نيروز " للشرفه لتستقبل بعض الهواء علّه يهدأ اشتعالها الداخلى وهى تعيد حديث الوصيفه على مسامعها , هل كان سينحنى أمامها بالفعل ؟
لا تستطع استيعاب الأمر , الحاكم ينحنى أمام فتاه ليمسك بقدمها ويتفحصها !, رفعت كفها تمسد بهِ على خصلاتها بغيظ وهى تهتف :
- بالطبع لا , بالتأكيد قد فهمت خطأ تلك الخرقاء .
_______( ناهد خالد )______
اعتدل فى نومته حين وجد والدته تدلف غرفته فهى الوحيده المسموح لها بالدلوف دون إذن ..
اقتربت " زينب " منه بابتسامه هادئه حتى جلست بجواره وجعلته يتمدد كما كان وأخذت تمسد بكفها على خصلات شعره , فأغمض عيناه براحه , ثوانِ مرت هكذا حتى هتفت " زينب " بهدوء :
- إيفان ماأوشكت على فعله كان خطأ .
تنهد بهدوء وهو يجيبها :
- أعلم أمى .
فتح عيناه واعتدل فى نومته جالسًا وأكمل :
- أنا فقط لم أنتبه لِمَ كدت أفعله .
هزت رأسها بعدم رضا وقالت :
- إيفان أنت أمامها لا تستطع التحكم فى أفعالك وهذا خطر, أنت حاكم ولديك مسؤليات وأفعالك تُحاسب عليها , إن لم ألحقك وأنحنيت أمامها كان جميع الواقفين سيشكون فى أمركوا , وإن حدث هذا أمام الحراس أو الخدم ستقلل من شأنك .
رد بحرج من موقفه :
- قلقت عليها حين رأيت الدماء تنسدل من قدمها لذا ...
قاطعته بإصرار على موقفها :
- ليس هناك مُبرر إيفان , الخطأ يبقى خطأ مهما تعددت المبررات .
أومئ بموافقه على حديثها وقال :
- لا تقلقى سأنتبه لتصرفاتى فيما بعد .
- أأمل هذا ..
صمتت قليلاً ثم قالت بتردد :
- أريد التحدث معك فى موضوع هام .
نظر لها باستغراب من ترددها الواضح وقال :
- تحدثى أمى , ماذا هناك ؟
ردت بتوتر :
- نيروز .
ضيق مابين حاجبيهِ متسائلاً :
- ماذا بها ؟
- لقد علمت أنها لم تتزوج بعد ..
رفرفت بأهدابها بتوتر بالغ وهى تكمل :
- فكرت ..أقصد لِمَ لا تفى بوعدك لها سابقًا , فهى قد عادت لنا مره أخرى وما رأيناه مستحيلاً بوجودها فى الجنوب يمكن تحقيقه الآن .
ضيق عيناه وهو يسألها بشك حذِر :
- ماذا تقصدين أمى ؟
ردت سريعًا :
- أقصد أن تتزوجها كما وعدتها قبل مشكلة رعد و ذهابها معه .
#يتبع
رواية جاردينيا (مشروع حب) الفصل الحادى عشر 11 من هنا
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى 2
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الجزء الأول 1
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)