رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الرابع 4 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى البارت الرابع 4
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الحلقة الرابعة 4
رواية جاردينيا (لعنة الحب) بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب) |
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الرابع 4
جاردينيا ج 2 ( مشروع حب )
الفصل الرابع " أصدقاء ! "
ناهد خالد
رفرت بأهدابها بتوتر وهي تستمع لعرضه لم تتوقع أن يعرض عليها الحاكم مصادقته , ابتلعت ريقها ببطئ قبل أن تقول متسائله بإستغراب بدي عليها :
- أتريد مصادقتي حقًا ؟
ذم شفتيهِ بتعجب وقال :
- إن كنت لا أريد لما طلبت منكِ !
أومأت بتفهم وقالت بتوضيح :
- غريب أن يطلب الحاكم مصادقة طبيبه , أليس كذلك ؟
ابتسم بتفهم وقال :
- ألا يحق للحاكم مصادقة من يريد ! , ليس مفروض عليّ مصادقة الحكام فقط , لا أهتم بأمور الفوارق الطبقيه هذه , آراها تفاهات .
رفعت حاجبيها وهي تقول :
- غريب , والدة سموك أيضًا لا تهتم بهذه الأمور علي غير العاده , فطبيعة الحكام أنهم يترفعون عن من حولهم .
نظر للأمام بشرود ظاهري وهو يقول :
- لم نحبذ يومًا ما نحن عليهِ الآن , لم نرد هذه الحياه المقيده , كانت أمي فتاه عاديه قبل أن يرآها أبي ويقرر الزواج منها , هو أيضًا لم يلتفت يومًا لأمر الفوارق , حينما عاشت أمي حياة الأسره الحاكمه لم تحبذها أبدًا ولكن أضطرت للبقاء من أجل أبي فقد أحبته , حتي أنا لم أفضل يومًا أن أكون حاكمًا ولو كان الأمر بيدي لأخذت جاردينيا الجنوبيه وتركت محلي لرعد , هي أصغر مساحه وأقل مسؤليه , ولحُلت المشاكل بيننا , ولكن هذا اختيار الشعب وليس اختياري , لم أحب أن أعيش مقيدًا بالكثير كما أنا الآن , لو أعيش يومًا واحدًا بلا مسؤليات لأكون أسعد شخص هنا .
شارده ! , هكذا كان حالها وهي تنظر لجانب وجههِ وشردت بهِ , تُري لما تشعر بكل هذا الاضطراب في المشاعر بجواره ؟, لما سعدت بكونهما يتحدثان معًا بلا حواجز كما لم يحدث من قبل ؟, لما تتمني لو تستطع أن تطيل النظر إليه دون حواجز ؟, مشاعرها تخدعها وتتجه له !, تقف بصفهِ ضدها !, صوته يسعدها وحديثه معها يرضيها ووجوده أمامها ...يمتع عينيها ! , ما معني كل هذا !؟ , أيُعقل أن تكون قد أُعجبت بهِ ! ؟ , أيحدث الإعجاب بهذه السرعه ؟ , لم تمر فتره كبيره علي رؤيته , ماهذا السفه ! إن كان الحب يمكن أن يحدث من نظره , ألن يحدث الإعجاب ! ؟ , إذًا أعجبت بهِ ! , وكأن صعقه ضربت رأسها فجأه , ماذا تفعل هي ؟ ماهذا الحمق ! كيف تترك نفسها لتلك المشاعر السخيفه ؟ ! , هل جُنت ؟ , هي تعرف نهاية كل هذا , كيف تندرج وراء مشاعر حتي و إن كانت إعجاب ؟, يكفي جنونًا إلي هنا ....
التفت ينظر لها بعدما انتهي من حديثه ولم يجد تعقيب منها , التقت عيناه بعيناها , بدت شارده , لا يعرف بما تشرد بهِ أم بشئ آخر , ولكن انتهز الفرصه لينظر لها كما لم يفعل من قبل , يشبع من ملامحها المحببه لقلبه والتي لم تغيب عنه لخمس سنوات كاملين حتي حفظها , تمعن النظر بها فيما قبل لكن أثناء نومها , والآن يختلف الأمر فيستطيع النظر بعينيها , لا يدري لونهم الأصلي أهو أزرق بلون السماء , أم بني بلون العسل الجبلي , أم رمادي بلون الضباب , أم يجمع بينهم , وخصلات شعرها المجعده التي تثيره , تثيره ليتلمسها بيده مستشعرًا نعومتها أسفلها , كل ما بها يجذبه وأكثر ما يجذبه أنها مميزه ....لاتشبه فتاه قد رآها في حياته من قبل .
انتبهت لتحديقه بها فأجفلت تبعد عينيها بحرج بعدما انتبهت لشرودها بهِ .
حمحم " إيفان " بتوتر وأراد تخفيف حدة الأجواء فقال بتساؤل :
- بما كنتِ تشردين ؟
فركت كفيها بتوتر تقول :
- لاشئ .
ابتسم بهدوء وهو يقول :
- الأصدقاء لا يكذبون علي بعضهم .
نظرت له رافعه حاجبها باستنكار وقالت :
- وهل وافقت من الأساس ؟
رفع حاجبه بالمثل يتمتم بتهديد مبطن :
- أيمكن أن ترفضي ؟
رفعت كفها باستسلام وهي تقول برهبه مصطنعه :
- لاسمح الله , وهل لي أن أرفض !
ضحك بشده وهو ينظر لما تفعله , هدأت ضحكاته فنظر لها يقول بإصرار :
- إذًا فيما شردتِ ؟
أخذت نفسًا وهي تختلق حجه قبل أن تقول :
- كنت أفكر في ردة فعل عُبيد حين يعرف بأمر الرحله .
كاذبه , هو يعلم أنها تكذب , لا يمكن لأحد أن يكذب عليه أو أمامه ولا يكشفه , ولكن كذبها يعني عدم رغبتها في إخباره بالحقيقه ربما شئ خاص بها ! , لا يدري ولكن فليمررها هذه المره .
- لا تقلقي , حيدر سيشرح له .
أومأت بإيجاب صامته , مرت ثوانِ قبل أن يُفتح فمها بصدمه وهي تسمعه يسألها بتردد :
- لما لم تتزوجي بعد ؟
رفرت بأهدابها سريعًا بتوتر ونظرت له تسأله بفظاظه ونبره حاده :
- أبلغت المشيب ؟ أم وصلت للعنوس ؟! لما الجميع يسألني هذا السؤال ؟
بدي وجهها مستاءً حقًا , نظر لها بتوتر وهو يشعر أنه قد أخفق حين سألها سؤال كهذا , رد مُبررًا :
- لا أقصد , لم أقصد أن أضايقك فقط كان مجرد سؤال .
أشاحت بوجهها للجانب الأخر تغمض عيناها بشده كي تُهدأ من نفسها , تلعن هذا السؤال وتكرهه , حينما سألتها والدته تحلت بكل صبر العالم كي ترد عليها بهدوء , لكن لم تستطع الآن , أتركته بعالمها لتجده هنا أيضًا !
التفت له بحده تقول بنبره جامده :
- لا أفكر بالزواج ولن أفعلها , أتكفيك هذه الأجابه ؟
قطب حاجبيهِ بشده واتسعت عيناه بصدمه , ما بها ؟ , ما هذا الرد الغريب ؟ , لما ترفض الزواج ؟ , ولما تضايقت لهذه الدرجه ؟
انتبهت لنفسها , فوقفت بشكل مفاجئ تتنفس بعمق قبل أن تقول بهدوء مزيف :
- هل لي أن أنفرد بنفسي قليلاً ؟
وقف ينظر لها بصدمه لم تزول عنه , نظر لملامحها المنزعجه وقال بضيق من نفسهِ :
- حسنًا , اهدأي , لن أسألك في الأمر مره أخري , لم أكن أعرف إنك ستتضايقين هكذا .
يجب أن تهدأ , حدثت بها نفسها عدة مرات حتي هدأت قليلاً , نظرت له بابتسامه صغيره وقالت :
- لا بأس , فقط رجاءً لا تفتح معي حديث في الأمر مره أخري .
فضوله يزداد , يتمني لو يدخل لعقلها ليعلم ما بها , ولكن ليس بيده شئ سوي الإنتظار , وهذه عقبه أخري من الواضح أنها ستقف في طريقه .
أومئ بهدوء يقول :
- لن أتحدث بهِ ثانيةً .
همس لنفسهِ قائلاً " لكن لا أعدك " .....
أشار لها للجلوس فجلست مره أخري بعد أن هدأت كثيرًا , ابتسمت ابتسامه طفيفه وهي تقول له :
- إذًا لما لم تتزوج أنت ؟
اصطنع الضيق وهو يقول :
- لا أفكر بالزواج ولن أفعلها , أتكفيكِ هذه الأجابه ؟
نظرت له وهي تراه يقلدها , انفجرت بالضحك ولم تتمالك نفسها , ظلت تضحك وهو يطالعها بابتسامه عاشقه , ولأول مره يراها تضحك بهذا الشكل حتي أدمعت عيناها , انتبه فجأه لمن حولهم , ورغم بُعد الجنود والخدم نسبيًا وإنشغالهم فيما يفعلونه ولن يجرأ أحد أن ينظر لهم من الأساس إلا أنه قال بحده :
- يكفي ضحك , صوتك عالي .
توقفت فجأه كمن صُدمت بشئ , نظرت له باندهاش وهي تقول :
- وما بها ؟
وجه نظراته الحاده لها وهو يسألها بإستنكار لاويًا فمه :
- ما بها ؟ لسنا بمفردنا , الجنود والخدم حولك يصلهم صوت ضحكاتك .
يغار !, ليس لها مبررات أخري ! , ولكن متي أحبها ليغار عليها ؟ , أم أنه مجرد إعجاب ! , يحيرها الأمر ولا تعرف له إجابه تقنع عقلها بها , لكن ما أصبحت تعرفه أنه يكن لها مشاعر ما , مهيتها مازالت مجهوله لها ...
شعر بشرودها وانتبه لما قاله فحمحم بتوتر وقال لها لكي ينهي تفكيرها بالأمر :
- هل قمتِ برحلات من قبل ؟
______________________
وقفت تشاهد معه منظر الغروب , بدي رائعًا حقًا كما أخبرها , من هنا من أعلي نقطة في قصر الحاكم , بدي الأمر مختلفًا , التفت له تقول بأعين منبهره :
- لم أصدق أن الأمر سيبدو رائعًا هكذا ومختلف من رؤيه الغروب من أسفل .
هز رأسه بغرور قبل أن يقول :
- أخبرتك , المنظر من هنا لن تشاهديه في مكان آخر .
همهمت بتأكيد وهي تعود للنظر للشمس وهي تتجه نحو مخبأها , التفت له مره أخري تقول فجأه :
- اعتذر علي طريقتي معك السابقه لكن لم أكن اعرفك حقًا .
هز رأسه بلامباله وقال :
- لا بأس .
ساد الصمت قليلاً قبل أن يخبرها :
- إن كنتِ تريدين الذهاب لرؤية أهلك , يمكنك الذهاب .
نظرت له بصمت , وابتلعت ريقها تبتسم ابتسامه بسيطه قبل أن تقول :
- ليس لدي أحد ....فقط كان أخي .
نظر لها بحزن وقال بتساؤل :
- هل توفي ؟
ذمت شفتيها مع ابتسامه باهته وقالت بنفي :
- بل , قرر التخلي ...
اتسعت عيناه بصدمه قبل أن يهتف بتساؤل :
- كيف ؟
نظرت أمامها وهي تأخذ نفس عميق ...عميق جدًا وقالت بنبره متألمه :
- سُجن لسنوات , وحين خرج قرر ألا يتحمل مسؤلية أحد , لم يكن أخي , دلف شخص وخرج شخص آخر تمامًا , لم يعد يبالي بأحد ولا بشئ , تشاجرت معه ذات مره , وصفعته...كان يصغرني ب ثلاث سنوات , لم أفعلها قبل لكن ... لم أتحمل وقوفه أمامي وحديثه البائس , وكان خطئي الذي لم يغفره لي , تركني ولم أعد أعرف له مكان , ثلاثة أشهر بحثت في كل مكان ولم أجده , حتي عرفت أنه ذهب لجنوب جاردينيا , لم أستطع الذهاب لهناك ...لم أستطع أن أخون الحاكم الذي يبذل قصاري جهده من أجلنا , لم أستطع ترك البلده التي تربيت بها , أعلم لو دلفت لجنوب جاردينيا لن أعود , وفوقها لن أستطع الخروج من هنا أساسًا من حراس الحدود .
اعتدل " حيدر " بوقفته ونظر لها نظرات ثاقبه قبل أن يسألها بحذر :
- كيف خرج أخيك ِ ؟
رفعت كتفيها بجهل وقالت :
- لا أعلم , لو علمت رُبما لفكرت باللاحق بهِ !
نظر أمامه بشرود , هناك شئ ما يحدث من خلف ظهورهم , حتمًا هناك شئ ..
-------------------------------
- عُبيد .
نظر لها بتساؤل , اقتربت منهِ بهدوء حتي جلست أمامه وقالت :
- أريد التحدث معك قليلاً .
أومئ لها باستماع , فركت كفيها بتوتر قبل أن تقول :
- كنت أفكر , لما لا نجعل زواجنا حقيقي ؟
رفع نظره لها يهتف بتفاجئ :
- حقًا ! تريدين هذا ؟
أومأت بلهفه تقول :
- أجل , ما المانع ؟
صمت لثواني , ثم قال :
- لكن هناك أشياء كثيره لا أعرفها عنكِ حتي أخذ مثل هذا قرار .
هزت رأسها بتفهم وقالت :
- أتفهم هذا , سأخبرك بكل ما تريده ولكن فلتخبرني أولاً , أتشعر تجاهي بأي مشاعر ...
تعمق النظر في عينيها قبل أن يومئ وهو يقول :
- رُبما مُجهله , لكن هناك مشاعر بالفعل .
ابتسمت بسعاده وهي تهتف بخجل طفيف :
- وأنا أيضًا .
سألها بمكر :
- وأنتِ ماذا ؟
أخفضت رأسها تهتف بخجل أكثر :
- لديَّ بعد المشاعر تجاهك .
نظر لها بتدقيق قبل أن يسألها بجرأه :
- شمس هل أحببتيني ؟
رفعت رأسها متفاجئه , مرّ بعض الوقت قبل أن تقول فجأه :
- رُبما نعم ....
لا تعلم كيف مرت الأحداث التاليه , فقط رُبما مرت دقائق وربما ساعات !!!!
كانا يقفان متقابلان لبعضها تمامًا ينظران لأعين بعض بتعمق , وكأنهما مسحوران ! , شعرت بذراعه يحيط خصرها , وبدأ يتمايل معها في رقصه بطيئه كما طلبت رُبما ! , كانت يده تتجرأ أكثر وكأنه لا يتحكم بها !, همست بارتجاف أصاب مشاعرها قبل جسدها :
- عُبيد !
وكانت الكلمه الأخيره التي نطقت بها قبل أن تصبح شفتيها أسيره لشفتيهِ !...
___________________
كان الليل قد حل عليهم , بعدما أنتهوا من الطعام , رغم وجود الجميع حولها إلا أنها بدأت تُصاب بضيق التنفس المصاحب لها في مثل هذه الأجواء ...
الليل يعم الأجواء وصوت صفير الرياح يصدح في الأنحاء , والنيران التي أشعلوها حولهم للتدفئه والإناره , ماذا ! أتصدر السماء أصوات رعديه أيضًا !
كل شئ يفكرها , كل شئ يشبه تلك الليله , كل شئ....
وكأن الأرض تطوف بها , لا تستمع لهم , وهم يحدثونها , فقط وكأنها تتنفس من ثقب صغير جدًا في صندوق مغلق , عيناها مُثبته علي النيران التي تشتعل أمام حدقتيها , نفسها بالكاد يخرج منها .
_____________
كان عائدًا من عمله بالقصر بعد أن أنتهي يومه مع قدوم الليل , رفع بصره للسماء حين استمع لصوت الرعد , ورأي شعاع البرق التي تصدره كأنها علي وشك أن تمطر , وصوت الرياح يعصف بالأجواء , ثُبت محله وتوقفت عيناه في نقطه فارغه قبل أن يهمس بقلق بالغ وملامح باهته :
- روبين !
______________________
كانت والدته تحدثها ولكنها لا تجيب , وكأن جسدها متخشب وهي تنظر أمامها بملامح شاحبه , وأعين متحجره , أنتابهم القلق لحالتها هذه , اقترب " إيفان " بحذر يهتف لها :
- أريام , هل أنتِ بخير ؟
رغم كونه أمام وجهها لكن لم تحرك عيناها ! , لم ترمش ولم تنظر له !, كان الأمر أكبر من كونه شرود....
هز ذراعها المتهدل بيده يتمتم :
- أرياام , مابكِ ؟
وكأن صعقه أصابت جسدها وليس كفه , انتفضت بعنف تنظر له بأعين تائهه , حتي أنه أرتد بخضه للوراء قليلاً لإنتفاضتها , نظر لوالدته التي أقتربت تحدثها بحنو :
- أريام , عزيزتي ماذا بكِ ؟
هي لا تراها , ولاتري أحد .......غيره , ورُبما لاتراه هو ! , وقفت منتفضه من جلستها , ظلت تتراجع للوراء وهي تنظر له ..له وحده .
كان يقترب منها ببطئ وهو يقول بقلق بالغ :
- أرياام , ماذا بكِ ؟
وفي لمح البصر كانت تستدير للوراء وتركض ...تركض بلا توقف , وكأنها في سباق للركض , رفعت طرف ثوبها وظلت تركض بأقصي ما لديها ولم تعبئ أنها تركض نحو الظلام.......
استغرق الأمر ثانيه وربما اثنان ليستوعب ما تفعله , وأفاق حين وجد والدته تصرخ بهِ :
- إيفان , ألحق بها لن تري نهاية التل في الظلام .
كان الطريق بنهايته انحدار سحيق يوصل من ينزلق عنه للهلاك .
وكأن عقله استوعب للتو وهو يري طيفها بدأ في الاختفاء من الإناره , ركض ومعه أحد الشعل التي ألتقتها , ركض بكل قوته وهو يصرخ بها مناديًا :
- أريااااام , توقفي , أريااااام .
وكأنها أخر معارك حياته , وبالفعل كذلك إن لم يفز بالركض ويسبقها ستكون نهايته وليست نهايتها هي ...
لم تكن تركض منه , بل كانت تركض من طيف ليله سوداء , دموعها تنهمر فلا تري طريقها منها , شهقتها تتعالي وهي تتمتم بشئ أشبه للصراخ لكنه مكتوم :
- بابااا , عبد الرحمن , لااا , مامااااا.
______________________
انتفضت في نومتها تشهق بفزع وكأن روحها كانت تُسحب , اعتدل في نومته وأضاء الاناره بجواره , رأي حالتها المذعوره فقال بقلق :
- في اي يا شيماء مالك ؟
تمتمت بشرود وجسدها ينتفض :
- بنتي , بنتي جرالها حاجه , بنتي مش كويسه.
قطب حاجبيه بقلق وهو يسألها :
- أنتِ بتقولي اي ؟ ده كابوس ياحبيبتي مش اكتر .
هزت رأسها بعنف وقالت :
- لأ , أنا متأكده أنها في خطر , فاكر يوم ما حلمت ب......
قاطعها قائلاً بحده :
- خلاص ياشيماء مش كل شويه هتفكيرني بالليله دي , خلصنا .
أزاح الغطاء بعنف وترك لها الغرفه وخرج .
رفعت رأسها لأعلي تهتف بخوف :
- ياتري مستنيكِ اي تاني يابنتي , يارب تحمهالي يارب , يارب ...
وحينما تشعر الأم بشئ تجاهه أولادها , فإياكم أن تكذبونها , فقلبها أعلم بحالهم , وشعورها لا يخيب ....
ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب) الفصل الخامس 5 من هنا
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى 2
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الجزء الأول 1
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)