📁

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الخامس 5 بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الخامس 5 بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى البارت الخامس 5

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الحلقة الخامسة 5

رواية جاردينيا (لعنة الحب) بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الخامس 5 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب)


رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الخامس 5


جاردينيا ج2( مشروع حب )..

الفصل الخامس ( ذكري سوداء )

ناهد خالد


" بعض الذكريات تُطبع في ذاكرتنا تأبي الزوال , فتظل تأخذنا لوقت حدوثها وتُعاد بكل أوجاعها وتفاصيلها وكأنها تحدث للتو "


ماذا يحدث ؟ رغم أنها تشعر بلمسات يده عليها لكنها تشعر أيضًا وكأنها بين النوم واليقظه ! , وقد كان حينما فتحت عيناها فجأه لتدرك أنها كانت تحلم , ولكن اللمسات تستطيع الشعور بها للآن , هناك يد تتحسس ظهرها وهي نائمه علي جانبها , تُري أعاد عُبيد من عمله ؟ وإن كان , أيعقل أن يكون هو من يتحسس جسدها هكذا ! , التفت ببطئ تنظر من حولها لكنها لم تستطع الرؤيه في الظلام الدامس , هتفت وهي تعتدل مبتعده :


-عُبيد ؟!


تستمع لأنفاس خافته وهيئة شخص يجلس فوق الفراش ولكن لم يجيبها , ابتعدت عن الفراش بقلق وهي تهتف :


-عُبيد لما لا تجيبني ؟


انتفضت حين استمعت لصوت أجش يجيب :


-ربُما لستُ هو .


ارتجف جسدها وهي تبحث سريعًا عن المشعله لتنير بها الغرفه وتتمكن من معرفة من أمامها , لكن كان هو الأسرع حين أنار المشعله التي بيده , التفت تنظر له , شهقت حين رأت وجهه , أنه ذلك البغيض الذي أراد أن يتزوجها وطلب ذلك من " مُفيد " وهربت منه حين تزوجت من " عُبيد " , تصنعت القوه وهي تردف بغضب :


-ماذا جاء بك لهنا أيها الحقير , وكيف سمحت لنفسك أن تدلف لغرفتي وتتحسس جسدي بهذه الطريقه القذره مثلك .


ابتسم ابتسامه بغيضه وهو يجيبها بنظرات مُقرفه :


-جئت من أجلك أيتها الحسناء , هل فكرتِ أنني سأتركك لمجرد أنكِ تزوجتي لتهربي مني .


ردت بتحذير :


-إن علم الحاكم بفعلتك هذه وأنك تتودد لإمرأه متزوجه سيسجنك وأنت تعلم عقوبة من يفعل هذا .


رفع إبهامه يمسح بهِ شفتيهِ وهو يقول :


-لن يعرف , حقيقةً لن يعرف أحد بالأمر .


سخرت منه تقول :


-حقًا ! , وهل تظنني سأصمت , إن اقتربت لي , سأفضحك وسيعلم الجميع ما فعلته وأولهم الحاكم .


ابتسم بشر واضح وهو يهمس بفحيح كالأفعي :


-هذا إن بقيتِ حيه ....


_________________


والله من أنقذها حين جعلها تقع بدوامه سوداء فجائيه وهي تركض , لم تشعر بنفسها وهي تصطدم بالأرض الصلبه فاقده وعيها قبل أن تصل لنهاية التل بالقليل من السنتيمترات , وكانت بضع خطوات بينها وبين " إيفان " الذي ركض لها فورًا حين رآها تفقد وعيها , وضعه المشعله بجواره ورفع رأسها بحذر يضعها فوق قدمه المثناه , أخذ يردد اسمها علها تفيق ولكن لم تفعل , بدأ بضربات خفيفه لوجهها وأيضًا لم تفعل ..

لم تكن معه , بل كانت هناك في تلك الليله المشؤمه , حُجزت ذاكرتها وعقلها هناك حتي في إغمائها المؤقت ..


في ليله من ليالي الشتاء المُرعبه , حيث أصوات الرياح الصاخبه وتتبعها أصوات الرعد التي تُثير الرهبه في القلوب , وضوء يظهر ويختفي يأتي من البرق الذي يزين السماء , كانت تعمل حينها لدي طبيب بعيادته , كانت مازالت في عامها الجامعي الرابع بكلية الطب البشري , وأرادت أن تبدأ بالتدرب لدي بعض الأطباء , وكان هذا الطبيب أستاذها بالجامعه وعلمت أنه يريد من يعاونه بالعياده , كان طبيب للقلب , أراد فتاه لتقوم برسم القلب وإجراءات أخري للسيدات اللاتي يأتون له , تقدمت للوظيفه , وقبلت , ظلت خمسة أشهر تعمل معه حتي جاء هذا اليوم , بهذه الليله قرر الطبيب السماح لها بالذهاب لسوء الأحوال الجويه أما هو كان لديه ثلاث حالات باقيين فظل في العياده مع السكرتاريه الخاصه بهِ , بالفعل نزلت سريعًا وكانت قد قاربت علي التاسعه قبل ميعاد إنصارفها الرسمي بساعتين , وصلت للشارع النائي قليلاً عن الطريق الرئيسي , سارت بالطريق وهي تتلفت حولها بخوف , تخشي الكلاب الضآله , وكانت هذه مخاوفها , لم تخشي ماهو أكثر خطوره منهم ألا وهو ....بعض البشر , كانت السماء ممطره فحذرت أن تسير أسفل المباني كي تحتمي من الأمطار , وبعد فتره قصيره من سيرها , استمعت لهمسات تأتي من إحدي الطرقات الضيقه بين المباني والتي هي مقدمه علي عبوره ولكن لن تدلف بهِ فقط هو بطريقها , لم تهتم للأمر خاصًة أنها كانت تظن بأن أسوء ما يمكن حدوثه يأتي فقط من الحيوانات , وكانت تستأنس بوجود البشر ! , رن هاتفها فأخرجته ووجدت أخيها , وقفت أسفل بنايه لتحدثه :


-الو .


-أي يابنتي عامله اي في المطره دي ؟


ردت بمرح :


-متبهدله تحتها اهو .


تسائل باستغراب :


-لي هو أنتِ بره ؟ أنتِ مش جوه في العياده؟


-لا , الدكتور قالي امشي أنا بدري عشان المطره , عارف أن مشواري بعيد شويه .


رد بضيق :


-أنتِ خرجتي ازاي مش تكلميني أجي أخدك !


-ياعبدو علي ماتيجي فيها ساعه إلا ربع هكون أنا وصلت فيهم إن شاء الله .


زفر بضيق وقال :


-طيب يلا ياروبين اخلصي.


سارت تكمل طريقها وهي تقول :


-عمرك ما هتحترمني أبدًا !؟ , اي أخلصي دي !


كانت قد أصبحت أمام الشارع الضيق الذي كانت تنبعث منه الهمسات , وفجأه وكأن أحدهم كان يترصد لها فوجدت من يسحبها من ذراعها صرخت بفزع وتمسكت بهاتفها بشده بعد أن أنزلته من علي أذنيها ...


قبل ثوانِ كان شاب ممن لعبت المخدرات بعقولهم يقف بهذا الشارع الضيق منتظرًا من يبيع له تلك المواد القاتله , مستغلين عتمة الشارع وسوء الأجواء فيكاد تكون الشوارع المجاوره خاليه من الماره خاصًة أنها بعيده عن الشارع الرئيسي .


تمتم أحدهم بلهفه :


-ها جبت المطلوب ؟ 


أخرج الآخر قطعه بُنيه صغيره صلبه قليلاً تشبه العجوه المطحونه وأعطاها له .


-فين الفلوس ؟


أخرج الأول المبلغ المالي المطلوب وأعطاه له , فذهب الأخير , وكاد أن يذهب هو الآخر حين استمع لصوت فتاه يأتي من الشارع الخارجي الذي يعد الشارع الضيق الواقف بهِ تفرع منهِ , وصل لبدايته فاستند علي البيت الذي يحتل حافته وهو ينظر برأسه للخارج , رأي فتاه تقف علي بُعد عدة سنتيمترات قليله تتحدث بالهاتف , من ثم وجدها تتحرك ناحيته .


وهنا أستفاقت نفسهِ الشيطانيه , لم يكن يومًا راهب أو خلوق , لم تكن مرته الأولي التي يفكر فيها بالقيام بعلاقه غير شرعيه مع أحدهم , بل فقد فعلها كثيرًا من قبل , خاصًة في تلك الأماكن المشبوهه التي يذهب لها في بعض الليالي بل معظمها , وقد أراد المستهتر أن يحصل علي شئ جديد , ويخوض تجربه مختلفه , كما فكر عقله ,  فتربس لها وهو يتخيل كم المتعه التي سيحصل عليها مع فتاه لا يعرفها وفي مثل هذا المكان الغريب والجو المميز , وياحبذا لو كانت فتاه آبيه , فتأبي أن تخضع له بالطبع سيكن الأمر أكثر إمتاعًا .


ارتجفت وهي تراه يحيطها ويحاول تقبيلها ورغمًا عنها سقط الهاتف وحقيبتها وهي تقاومه وتحاول إبعاده , كانت تستمع صراخ أخيها عبر الهاتف ينادي عليها , ليتها تستطع الصراخ مثله ومناداته ولكن كانت يد هذا ذلك الحقير تكمم فمها وهو يحتجزها بينه وبين الحائط , لم تقل مقاومتها , لم تستسلم , وبعد بعض المقاومات الواهيه , رفعت قدمها تدعس قدمه بقوه بكعب جذمتها العالي , ولحسن حظها كان يرتدي حذاء خفيف فوصلت الضربه لقدمه فضعفت قوته عليها وهو يتأوه بعنف وكانت فرصتها لتدفعه وتركض بعيدًا , سقطت فوق الأرضيه حينما انزلقت في المياه بسبب نعومة حذائها وطول كعبهِ , خلعته سريعًا وهي تراه يقترب منها , حينما خلعته ألقت بهِ في اتجاهه قاصده أن يصيب وجهه حتي تعطله كي تسنح لها الفرصه للوقوف والركض , وبالفعل نجحت , رُبما لم يصيب وجهه , لكن أصاب صدره فجعله يتوقف لثوانِ , كانت كفيله لها لكي تقف وتواصل الركض , مرت أثناء ركضها علي فتحه جانبيه تصل للطريق الرئيسي ولسوء حظها لم تراها من الأشجار المصفوفه علي الجانب , ولم تدري أنها كانت فرصتها الوحيده للهرب ....


أتصل أخيها بالطبيب التي تعمل لديهِ وأخبره ما حدث وهو يترجل سريعًا يستقل سيارته ليتجه لها ....


وبالفعل نزل الطبيب يبحث عنها لكن الطريق طويل وتفرعاته كثيره أين سيبحث ؟


ظلت تركض حتي وصلت لنهاية الطريق فوجدت منزل بوجهها , ولكن هناك إنحناء لليمين , شعرت بالأمل فبطبع سيكون طريق النجاه .


مادت الأرض بها وهي تجد نفسها أمام منزل آخر يغلق الطريق , منزل لم يكتمل بنائه , ولم يكن أمامها غيره , دلفت بهِ سريعًا تحاول الاختباء بأحد جوانبه , وهي تستمع لخطوات تدلف للمنزل , ظلت تجوب بهِ دون أن تعرف أين تذهب , فالمنزل مكشوف تمامًا لا يوجد بهِ غير الرمال وشكائر الأسمنت , حتي الأسوار غير مبنيه , ليس هناك ما يحميها , ولكن هناك نيران مشتعله بجانب من المنزل , كان أحدهم يتدفأ بها , رُبما في مكان ما هنا , خشت الصراخ كي لايستدل عليها الآخر ,و رأت علي ضوء النيران عمودان متلاصقان وبعدهما فتحه ففكرت أنها غرفه أو ماشابه ستصلها لمكان أبعد , ولكن مالم تعرفه أنها ستصل بها للمنحدر ......للدرج مره أخري , وجدت نفسها أمام الدرج تزامنًا مع صعود ذلك الشيطان الذي ركض سريعًا قبل أن تفكر في الرجوع كان يمسك بها , وهنا ....صرخت , صرخت بكل قوتها , كانوا فقط صرختان , هما ما استطاعت إخراجهم قبل أن يكمم فاهها مره أخري , بقوه أعنف مما قبل , أحاط جسدها بجسده يعيق حركتها , وثوانِ وهي تقاومه لكن وجدت نفسها تتسطح أرضًا وهو فوقها يكتف حركتها , ظلت تقاومه  بشراسه لم تظن أنها تمتلكها يومًا , ولكن ذلك الذي يسكن علي يسارها يكاد يتوقف , لم تعش لحظه مرعبه أكثر من هذه , لم يسكن الهلع قلبها مثلما يحدث الآن , قضمت كف يده بأسنانها بصعوبه فابتعد بغيظ وهو بكفهِ علي وجنتها , وكأنه يثأر لألمه الذي لا يذكر بجانب ما يفعله هذا المختل الحقير !.


صرخه خرجت منها وكأنها شقت حنجرتها وهي تنادي بصرخه حيه تنطق بقمة الألم :


-ياباااااباا .


وكطبيعتنا , أول كلمه تتهادي لعقولنا حين نشعر بالخوف والخطر هو المناداه لمن يمثل لنا الآمان , نرجو أمانه الآن , نرجو وجوده الذي نعلم استحالة حدوثه , لكن مجرد محاوله فاشله .


بعدها شعرت بقواها تنهك حقًا , أعصابها ارتخت ولم تستطع المقاومه , وكأن مخدر سار بجسده رغم عدم الحدوث , كانت تشعر بصدرها يكاد ينفجر من قوة نبضات قلبها , أما الآن ...سكوون عجيب أصابه , استمعت لصوت همسات يأتي من الخارج لإثنان دائر بينهما حديث ......


-بقلك سمعت صوت صريخ .


-ياجدع مانا كنت قاعد معاك مسمعتش حاجه .


-اومال عم حسن الي حارس البيت ده راح فين ؟


كانوا يقفون في الشارع ويرون الوجهه الخارجيه للمنزل فقط .


-يمكن راح يجيب حاجه حد عارف , يلا ياخي ندخل البيت الجو برد اوي والمطره هتبهدلنا .


تسمع لطوق نجاتها بأذنها وكانت تحث نفسها علي الصراخ , صرخه  واحده , فقط صرخه واحده ستنجدها , ولكن لما لا يستجيب لها جسدها , وحين شعر الآخر بهم , وضع كفه ثانيةً يضغط بهِ علي فمها ليزيد الأمر صعوبه , وسكنت حركته يستمع لهم , استمعت لصوت إغلاق باب ما فعلمت أنهم دلفوا لمنزلهم , وبنفس اللحظه شرع الأخير في استكمال ما يفعله , لا تعلم متي حدث ذلك ولكن شعرت بيده تتلمس جسدها دون حاجز , وصوته البغيض يهمس بجانب أذنها بعد أن كمم فمها بقميصه :


-ماكان من الأول اي لازمة الأكشن الي علمتيه ده .....صدقيني مش هتندمي .


ولحمقه ظنها رضخت له , ولم يعلم أن جسدها هو من خانها واستسلم , كانت تشعر بلمساته الحارقه لها , مال رأسها لليمين فسُلطت أنظارها علي النيران المشتعله , غابت عن الواقع جزئيًا , تشعر بما يفعله بها لكن لا تستطيع أن تغلق عيناها حتي , جسدها بأكمله تجمد , وأفضل ما حدث لها حينها , هو فقدانها للوعي , عالأقل لم تشعر بما هو أكثر , عالأقل لم تعش وقت كسرها لحظه بلحظه ...عالأقل......


بعد فتره لايعلمها غير الله , دلف الحارس للمنزل بعد أن عاد , كان قد تركه لمرض زوجته المفاجئ وذهب متعجل لها دون أن يشغل باله بإطفاء النيران حتي , صعد الدرج ودلف للداخل يتمتم :


-زمان النار هديت بقالها كل ده شغاله علي مفيش , اهو ده الي بناخده من الحريم وعيشتهم .


اتسعت عيناه بفزع حين وجد فتاه ملقاه علي بعد من النيران , ملابسها ممزقه بشكل بشع , وقد لُطخت ببعض الدماء , صرخ بفزع :


-لا اله الا الله  , لا اله الا الله , ياستار يارب اي ده ...


خلع معطفه الذي يرتديه فوق جلبابه وأغمض عيناه  وهو يتجه لها بحذر ووضع المعطف فوقها وهو يقول بحزن :


-استرها علي ولايانا يارب , ياتري مين الي عمل فيكِ كده يابنتي , لا حول ولا قوة إلا بالله أعمل اي دلوقتي بس . 


أحكم تغطيتها وذهب للشارع قاصدًا المنزل الذي يقبع في أوله يعلم تلك السيده التي تسكن بهِ رُبما ستساعده .


وحين ذهابه , استمع لرنين خافت لهاتف ملقي علي الأرضيه أسفل حقيبه يد , فطن أن تلك الأشياء تخصها , جلب الهاتف وفتح الخط ليستمع للجانب الآخر يهتف بفزع :


-روبين , حبيبتي أنتِ فين ؟ اي الي حصل ؟


-السلام عليكم .


ارتعب حين استمع لصوت راجل يجيبه فقال بخوف :


-روبين حصلها اي ؟


صمت الراجل قليلاً , لا يعرف ماذا يقول له , قال أخيرًا :


-أنت مين يابني؟


-أنا أخوها .


-طب تعالي علي **** شارع***** جنب عماره 12 أنا مستنيك هناك .


-عشر دقايق وهوصل أنا بقالي ساعه في ***الطريق زحمه , بس طمني عليها أرجوك .


-تعالي يابني أنا مستنيك .


قالها الرجل بحزن وهو يغلق الهاتف معه , ودلف للسيده وأخبرها ما حدث , ذهبت معه وحينما رأتها خرجت صرخه خافته منها وهي تتجه لها سريعًا بأدمع تسبقها ...


-ياقلبي يابنتي , ياقلبي....

ثوانِ حتي استعادت نفسها فقالت :


-هروح أجيبلها  لبس من عندي .


-لا خليكِ , أنا لازم اطلع أستني أخوها ومش هينفع نسيبها لوحدها ولا هينفع احركها من مكانها .


خلعت الشال الذي كانت ترتديه ووضعته عليها وهي تجلس جوارها ببكاء حارق وكأنها ابنتها حقًا ....


ترجل من السياره يركض ناحية المباني يقرأ أرقامها بجنون , تكاد روحه تُزهق وهو يتوقع الأسوء , ورُبما حتي الأسوء الذي توقعه كان ما حدث أسوء منهِ .


رآه الرجل فأشار له ..


-أختي فين ؟


-اهدي يابني ا....


صرخ بهِ بغضب :


-بقلك أختي فين ؟


أخذه واتجه للمنزل وصعد بهِ , كان قلب " عبد الرحمن " يدق كالطبول , ونفسه ثقيل كثقل الجمل , خائف! بل مرتعب مما هو قادم , ومما هو مُقبل عليهِ .


رأي سيده ما تجلس أمام جسد مُثجي علي الأرضيه وبعض الدماء حولهِ , لم يري سوي النصف السفلي منهِ , ولكن ألا يكفي ليتعرف علي أختهِ رغم أن السيده قد وضعت الشال لتغطي باقي جسدها الذي فشل المعطف في مداراته , لم يقترب , لم يقدر , نزل بركبتيهِ أرضًا كمن سقط من الطابق العاشر , عيناه مُجمده علي ما ظهر من جسدها , نفسه خرج ولكن لم يدخل ! , ابتعدت السيده تبكي بخفوت , ها هو رأي وجهها ...أنها هي , من لم يخفق في التعرف عليها , مستسلمه للظلام , ولكن أمجرد استسلام أم ذُهقت روحها ؟


اقترب منها سريعًا وهو مازال علي ركبتيهِ ويستند بكفيهِ علي الأرضيه , هو من الأساس لم يدرك ما حدث , هو رآها جاثيه هكذا ولم يُفطن ماذا حدث لها فقط مظهرها خلع قلبه .


أمسك وجهها بكفهِ المرتعش يهتف :


-روبين , روبين ردي عليا اي الي حصلك؟.


استمع لصوت السيده تقول :


-يابني خدها علي المستشفي هي بتتنفس بس ببطئ ,


وكأنها أخبرته بالحل الغائب عن عقله , وضع ذراعه أسفل رأسها والأخري أسفل ركبتيها وحين رفعها قليلاً سقط الشال , تخشب جسده ونزلت يداه مره أخري , حين كُشف له نهاسة فستانها الممزق وتلك الدماء التي تلوث قدميها , فستانها الذي يصل لنهاية الكاحل , ممزق من بداية الركبه , وربما من أكثر لكن المعطف يُداري , رفع المعطف بأيدي مرتعشه , لتظهر له ملابسها الممزقه بشكل كبير , لتعبر عن ماحدث , ارتد للخلف حتي أنه ترك رأسها تسقط فوق الأرضيه , لم يتوقع أن يحدث هذا , توقع الأسوء لكن لم يكن الأسوء , كانت تحادثه واستمع لصراخها ولم يستطع نجدتها , اللعنه علي المسافات و اللعنه .....عليه !


صرخه عنيفه شقت سكون الليل المُهيب , صرخه حيه خرجت من رجل مقهور وقلبه يصرخ قبله , صرخه عنيفه دوي صوتها في الأرجاء , ظل يضرب الأرض الخشنه بكفهِ حتي  جُرح وهو يصرخ بعنف ودموع غزيره كهطول الأمطار بالخارج :


-لااااااااااا , لييييييييييي , لييييييييي ...


نظر لها وهو يهتف ببكاء صارخ :


-أنا أسف , مقدرتش أحافظ عليكِ , أنا أسف والله , أسف .......ياااااااااااارب .


صرخه أخري يستنجد بها بمولاه , يستنجد بها علي كسرته وقهرته , يستنجد بها بمولاه ليوقف قلبه عن العمل رُبما يكون الخلاص ..


يتبع


رواية جاردينيا (مشروع حب) الفصل السادس 6 من هنا

 

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى 2

رواية جاردينيا (لعنة الحب) الجزء الأول 1

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)


روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات