📁

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل السابع 7 بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل السابع 7 بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى البارت السابع 7

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الحلقة السابعة 7

رواية جاردينيا (لعنة الحب) بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل السابع 7 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب)


رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل السابع 7


جاردينيا ج2 (مشروع حب )


الفصل السابع 


أنت الآمان


ناهد خالد 


هناك في جنوب جاردينيا , تحديدًا في قصر حاكم الجنوب , الحاكم المبجل " رعد أوسم " , كان يسير بخيلاء كعادته فاردًا ظهره بشموخ ظن أنه لم يُخلق لأحد سواه! , حفيف عبائته يصدر صوتًا رقيقًا خلفه بفعل نسمات الهواء , عبائته المطرزه بالذهب الخالص من جميع أطرافها ببذخ واضح , كانت شفتاه الغليظه لحد ما تصدر بعض النغمات التي تدل علي صفاء ذهنه واستمتاعه وكأنه لن يلقي بخبر نارِ لمن قصدته وجهته , وربما هذا ما يسعده ! , نظرات عابثه تتراقص في عيناه السوداء كسواد الليل في عتمته حين تتلاشي النجوم من سماءه , وحاجبه البُني الغليظ يقتضب وينفرج تزامنًا مع النغمات المنبعثه من شفتيهِ , رفع كف يده الأبيض ليمرره بشعره البني الغزير بعنجهيه مفرطه , توقفت ساقيهِ الطويلتان حين وصل لوجهته المعنيه منذُ البدايه , وقبل أن ينطق بحرف كانت الخادمه الرابضه أمام الباب تركض للداخل لتخبر سيدتها بوجوده , ثواني وخرجت تنحني له وهي تقول :


-تفضل سيدي الحاكم , الأميره بانتظارك .


دلف للغرفه بخطي بطيئه فوقعت عيناه عليها تقف أمام النافذه التي تتطل علي الحديقه , تتطاير خصلاتها الشقراء بلونها الأصفر الذهبي بفعل الهواء , التفتت له تطالعه بعيناها الزرقاء الصافيه ووجهها الذي اكتسب بعض الإحمرار للونه الأبيض بفعل اصطدام الهواء بهِ , تحركت شفتاها الورديه المغريه وهي تقول بصوتها الناعم :


-رعد , ظننتك بالخارج . 


هز رأسه نافيًا وهو يقول :


-لا , ليس لدي عمل بالخارج .


اقتربت منهِ تقول بتوتر طفيف يتخلله الكثير من اللهفه :


-هل هناك أخبار جديده تخص إيفان ؟


التوت شفتيهِ بسخريه قاسيه وهو يجيبها :


-أوليس لدينا حديث غيره !


نفت برأسها بنعومه وهي تهمس :


-لا , فقط , لستُ بالعاده تأتي لغرفتي , لذا ظننت أن هناك أمر مهم !


ابتسم نصف ابتسامه وهو يقول :


-بالطبع مهم ...ويخص الحاكم المعظم .


التمعت عيناها بلهفه وهي تقول :


-حقًا ! ما هو ؟


اقترب حتي وقف أمامها تمامًا وهو يقول :


-لقد هوي , وتعلق قلبه بالحب .


قطبت حاجبيها باستنكار وهي تردد :


-ماذا !؟


-كما سمعتِ , إيفان عشق أحدهن , بل ويتسكع معها الآن بينما نحن نتحدث في أحد رحلاته , لقد سمعت أنه يذوب عشقًا بها , ويحترق شوقًا لنظرة رضا من عيناها .


-ماذا ؟


صرخت بها بعدما تحول وجهها بأكمله لملامح غريبه كليًا عن تلك الفتاه الرقيقه التي كانت تظهر منذُ قليل , ملامح شرسه , حاقده , مشتعله بالغيره ..


أكملت حديثها صارخه وهي تقول :


- هل جُننت ؟ رعد أقسم إن كانت هذه إحدى مزحاتك السخيفه لن أمررها لك .


رفع حاجبه بملل وهو يقول :


_ لا أمزح سمو الأميره النائمه , الحقيقه هو أن معشوقك المبجل يعشق أُخرى بل ومنذُ سنوات وأنتِ هنا تعيشين علي أمل أن تكونى له يوماً , حقاً أشعر بالشفقه تجاهك . 


لم يخلو حديثه من ابتسامه ساخره زينت ثغره ونظراته التي كانت أكثر سخريه غير مراعى تمامًا لتلك التي تحترق أمامه وتشعر وكأن أحد يطرق فوق رأسها بمطرقه غليظه حتي يكاد يفجره , تطلعت له بنظرات تائهه وخائفه بالوقت ذاته , هل عشق "إيفان" غيرها حقًا !, بعد كل هذه السنوات التي قضتها في عشقه وانتظار ذلك اليوم العظيم الذي سيجمعها بهِ ! متي أحب الأخر وكيف سمح لنفسه أن يفعل !؟هو يعلم بمكنونات صدرها ويعلم كم تعشقه ولم تشاء تركه والذهاب مع "رعد " بل أرادت البقاء بجواره والا تفارقه أمداً ولكن هو من طلب منها الذهاب هو من ابعدها عنه ! , أُكان هذا من أجل حبيبته ! , هل أراد أن يُخلي لهم الطريق دون أن تكون عائق بينهما , هل يعرفها من حينها! ؟, الكثير والكثير من الاسئله تضرب رأسها بلا هواده ولا تجد إجابه لسؤال واحد منهم , لكن سؤال أخر هو من توقن إجابته هل ستستسلم وتترك معشوقها يضيع من يدها ويذهب لأخري ؟ , بالطبع لا... وقفت بأعين تطلق شراراً تتوارى خلفه الكثير من الأحزان , وهتفت بصوت جامد وغاضب في آنٍ واحد :


_ لا تشعر بالشفقه تجاهي رعد , من الأفضل أن تشعر بها تجاهها هي , وإن وقف في طريقي حينها فلتشعر بالشفقه تجاهه هو أيضًا , لن أترك حلمي الذى حلمت بهِ لسنوات لغيري , لن أتنازل عن حقى بإيفان , إيفان لي أنا فقط , أنا من ستكون ملكة جاردينيا الوسطى ولا أحد غيرى , وإن لم يحدث أقسم أننى سأحرق جاردينيا بمن فيها .


ابتسم بخبث وهو يرى نجاح مخططه ,كان يعلم أنها حين تعلم بأمر تلك الفتاه ستشتعل النيران بقلبها لن تهدأ قبل أن تتخلص منها , وحينها سيقف هو ويشاهد خسارة غريمه المؤسفه لحبيبته وهو يعلم إيفان حين يُحب , ولكن لن تكون الخساره مؤسفه له بالطبع بل سيكون يوم يستحق المشاهده , وسيكون أكثر من مستمتع بمشاهدته .


انسحب بهدوء كانسحاب الشيطان بعدما يوسوس للأنسان ويري نجاح وسوسته فيبتعد وهو علي يقين أن كل آماله ستتحقق وأن دوره في إشعال الحرب قد انتهي ..


وقفت تشد خصلات شعرها بغيظ بالغ وهي تتجه للنافذه مره أخري , تنفست بعنف وغضب وهي تعيد حديث رعد علي مسامعها , فتشتعل أكثر وأكثر كاشتعال النيران بوضع الوقود .


ضغطت علي أسنانها بقسوه وهي تتمتم :


-لقد أخطأت إيفان , لقد أخطأت عزيزي , يبدو أنك قد فقدت صوابك وأنا من سيعيد لك عقلك , نيروز عائده أيها الحاكم .


" نيروز أوسم " , ابنة عم " إيفان " , والأخت الوحيده ل" رعد " و " حيدر " , حينما افترق رعد وإيفان أرادت أن تبقي مع إيفان ولكن هو من أصر علي ذهابها مع أخيها معللاً الأمر أنه لا يصح أن تبقي معه هي وحيدر ويتركان رعد بمفرده فهذا سيعد بمثابة انقلاب عليهِ وهو لم يرد أن يتطور الوضع بينهما ومع إصرار حيدر بالبقاء مع إيفان وضغط إيفان عليها رحلت مرغمه مع رعد لجنوب جاردينيا وكان هذا منذُ أكثر من ثماني سنوات حينما كانت في العشرون من عمرها , وها هي في الثامنه والعشرون ولم تري إيفان من حينها , فقط تجلس وتنتظر أن يأتي اليوم الذي يبعث فيهِ لأخيها لطلبها للزواج , ألم يعدها بهذا قبل قدومها لهنا ! .


______( ناهد خالد )_______


ابتلعت ريقها برعب وهي تتوقف محلها فورًا بلا أي مقاومه , استمعت لصوت الأخير يهتف بغلظه :


-من أنتِ ؟ وماذا جاء بكِ لهُنا ؟


هتفت بخوف :


-ل..لقد جئت مع الحاكم في رحلته .


أتاه صوته الغليظ يتسائل :


-أي حاكم ؟


-حاكم جاردينيا .


هتف وكأنه لم يسمعها وهو يقرب الطرف الحاد للسلاح أكثر من عنقها ويقول :


- اخرجي ما معك .


ردت بارتجاف :


-ليس معي شئ .


استمعت لزمجرته المعترضه لتهتف سريعًا :


-أقسم أنني لا أملك شئ , أنا مجرد طبيبه أصطحبني الحاكم في إحدي رحلاته .


استمعت لهمهته وهو يقول :


-لا تملكين شئ ! , كيف نستفيد من هذه الفريسه إذًا !؟


ارتجف بدنها خوفًا من القادم خاصًة وهي تستمع لصوت رجل آخر يقول :


-لنحظي ببعض المتعه ..


وفي اللحظه التاليه وجدت نفسها تتمتم وجسدها ينتفض برعب :


-إيفان .


وللغرابه لم تستنجد هذه المره بأخيها ولا أبيها , والسبب مُبهم , رُبما لبعدهما الذي تدركه , ورُبما لأنهما في مرتها الأولي لم ينجدناها، ولكن علي أي حال متي أصبح إيفان يمثل لها الآمان؟؟؟!! 


أغمضت عيناها وهي تأخذ أنفاسها بصعوبه حين شعرت بيد تقترب منها من الخلف وأنفاس باتت أقرب ... فتحت عيناها سريعًا حين استمعت لتأوه حاد خرج من الرجل الواقف خلفها وابتعاد طرف الخنجر الحاد عن عنقها , نظرت خلفها سريعًا لتجد الرجل منحني علي نفسه وممسكًا بيده التي تنزف بفعل الخنجر المنغرس بها , طافت بنظرها حولها لتنظر يمينًا فتجد إيفان واقفًا علي بُعد ليس بقريب منها وملامحه تنضح شرًا , أشرق وجهها فورًا وهي تتمتم بسعاده بالغه :


-إيفان .


ركضت سريعًا تجاهه وكان هو يقترب بدوره منها حتي التقيا وفوجئ بها تلقي بنفسها فورًا بين أحضانه وتخبئ وجهها بصدره وكأنها لاتريد أن تري من حولها وهتفت بلهجتها للمره الثانيه :


-الحمد لله أنك جيت , أنا كنت خايفه اوي .


استمعت لصوته يهتف بنبره هادئه حنونه :


-أنا معكِ الآن .


وكأن كلمتهِ دلفت لأعماق قلبها وأفشت الطمأنينه فيهِ , استكانت ملامحها وهي تنظر خلفها للرجال الملثمين والذين بلغ عددهم ثلاث , وهمست :


-هتعمل ايه مع كل دول ؟ , تيجي نجري !


كان يعلم أن قلقها أنساها أين هم وكيف يجب أن تتحدث , وتفكر فقط فيما يجري حولهما , ورغم كل شئ كان سعيدًا بتحدثها بلهجتها وعدم تصنع لهجته التي تشعره بأنها تتلبس دورًا ليس لها , يذكره الأمر بخداعها له منذُ البدايه لذا لا يجد راحه في تحدثها له  بلهجتها المتصنعه ..


وجد أحد الرجال يقترب منهما وهو يشير له بطرف سيفه باستنكار قائلاً :


-وهل أنت البطل الذي سينقذها ؟


سحبها " إيفان " من ذراعها لتقف خلفه وهو يقول :


-وهل لديك اعتراض ؟


ضيق الرجل الآخر ما بين حاجبيهِ وهو يقول :


-أأنت حاكم جاردينيا ؟ يبدو علي ثيابك الترف !.


رفع جانب فمه بسخريه وهو يقول :


-وهل ستفرق معك !


ضربت بكف يدها بخفه علي وجنتها وهي تطالع حرب الحديث الدائره وأدركت أن إيفان لا ينوي خيرًا أبدًا ..


تمسكت في قميصه تجذبه بلطف من الخلف وهي تقول بخوف حقيقي :


-إيفان , خلينا نمشي أفضل , شكلهم خطر .


ظلت عيناه مثبته عليهم ولكن انحنت رأسه للخلف قليلاً وهمس لها :


-لا تقلقي , سيكون كل شئ علي مايرام .


وصمتت هي وقد أدركت أنه لن يتراجع عن المواجهه , فكيف لحاكم أن يخشي من مواجهة رجلان بعدما أُصيب ثالثهما ويهرب !! , هو من يواجه أعتي الرجال وأكثرهم مهاره في القتال سيخشي من هولاء ! , هكذا حدثت نفسها لتطمئن قليلاً وتهدأ ارتجفاتها خوفًا من أن تخفق الأمور ويُهزم إيفان منهما فتكن النتيجه وقوعها بين أحضانهم وحيده كما كانت قبل مجيئه .....أهذا كل ما في الأمر ! , رُبما هذا أكثر شئ تخشاه , ولكن هناك جزء بعيد بداخلها يخشي عليهِ أن يُصاب أو يصيبه مكروه , جزء بعيد يتردد صدي صوته بخفوت بداخلها فتقرر هي تجاهله !!. 


استمعت لصوت أحد الرجال يقول :


-إن كنت تريد أن تذهب فلتذهب لن نمنعك , ولكن فلتتركها أولاً .


لم يبدي أي رد فعل فقط تصلبت عضلات وجهه أكثر واحتدت عيناه دون رد , وعنها فلم تفهم صمته ! , توقعت رد عاصف غاضب تجاه ما قيل ولكن الصمت ! , هل هو تفكير ؟ , لا بالطبع لا بداخلها شئ يؤكد لها أنه لن يتركها أبدًا , ولا تعلم لمَ تصدق حدسها ..وبقوه , تآمن له بشكل مفرط , وتضع كل ثقتها فيهِ , ورغم جهل السبب إلا أنها تشعر أن إيفان يستحق الآمان ..


ابتلع الرجل المصاب ريقه بتعب وهو يقول :


-اتركهم يذهبون أريد الذهاب هيا دمائي قد هُدرت ..


نظرا له بتردد وبعد ثواني آتاه الرد من أحدهم وهو يقول لإيفان وروبين :


-حظكم جيد اليوم , سنترككم تذهبون فلتسجدوا للرب شكرًا علي إنقاذقكم , وأنت لولا ضرورة ذهابنا لحاسبتك علي فعلتك هذه .


قال حديثه الأخير لإيفان مشيرًا لإصابته ذراع صديقه , والتفا الأثنان متجهين للثالث ليساعدونه في القيام ..


وفي غمضة عين كان أحدهم يُكبل بقوه من الخلفه وضربه عنيفه لقدم أحدهم تصتدم بظهره , تأوه صارخًا وتوقف الأخير مشهرًا سيفه , فهتف إيفان المُكبِل للآخر :


-حقكم وتنازلتم عنهِ , أما عن حق من يخصني فأنا لا أعرف التنازل فيهِ , ومن أخطأ سيُعاقب .......


_________( ناهد خالد )___________ 


دلف من باب الغرفه بعدما فتحه الحارس , نظر حوله ليطالعها نائمه فوق الفراش الصغير لحد مناسب , نائمه بعمق واضح يبدو أنها تحاول التخلص من إرهاق أمس بكل مصائبه , اقترب ببطئ كي لا يزعجها حتي وصل أمامها , انحني جالسًا علي ركبتيهِ وهو ينظر لملامحها المقطبه رغم نومها , تذكر كيف قضي ليلة أمس في منزله , كانت ليله غريبه عليهِ وكأنه قضاها في منزل آخر , والسبب معلوم وبوضوح ألا وهو غيابها الذي ترك أثرًا لا يفهم له معني , رُبما لأنه اعتاد علي النوم بالردهه مع إدراكه لنومها بالغرفه , حركاتها الخافته من وقت للآخر التي تنبؤه أنه ليس وحيدًا بالمنزل , مشاركتها له في الإفطار صباحًا , أمور كثيره لم تحدث في غيابها بالطبع ..وهذا رُبما طبيعي , ولكن السؤال هُنا هل أحب هذا الغياب أم استوحشته نفسه !؟ 


زفر بخفوت حينما توصل عقله لهُنا وقال ينهر نفسه :


-اي العبط الي بفكر فيه ده ! هو أنا كل مشاكلي خلصت اوي بروح أمي وقاعد أفكر في التفاهات دي !!!


صمت قليلاً ثم قال باشتياق :


-أمي .. وحشتني شوشو والله ووحشني شبشبها ...الله يمسيها بالخير كانت بتموت فيا ..


كان يتحدث لنفسه بهمس غير منتبهًا لتلك التي استفاقت تنظر له باستغراب , هل حقًا جاء من أجلها ؟ ! ظنت أنه قال ما قاله بالأمس في لحظة خوف منها ورهبه للموقف فأراد أن يطمئنها , لكن هل جاء حقًا وباكرًا هكذا ؟! , "عُبيد" لاينفك أن يفاجئها ! , في كل موقف تكتشف بهِ شخص جديد ...شخص يجذبها له أكثر !


انتبه لاستيقاظها فحمحم بخفوت وهو يستقيم وقال بهدوء تام :


-كيف حالك اليوم ؟


اعتدلت جالسه وأجابت بعقل شارد :


-بخير .


قضم شفتيهِ بتوتر وتلفت حوله قليلاً لا يعرف ماذا يقول بعد ,حتي قالت هي فجأه :


-ظننتك لن تأتي.


أعاد نظره لها وقال باستغراب :


-لمَ؟


لم تجيبه ببساطه لانها لا تمتلك إجابه واضحه فقط رفعت منكبيها وأنزلتهما بجهل ..


-قلت أنني سأأتي , وأنا لا أخلف حديثي , إن كان في نيتي عدم القدوم لن أقل أنني سأتي ...


قالها بهدوء وهو يطالعها بانتظار ردها الذي اقتصرته في ابتسامه هادئه مستكينه وهي تقول بلا وعي منها :


-تبهرني عُبيد ...كما عهدتك تمامًا .


ارتفع حاجبه باستغراب تام واتسعت عيناه قليلاً بتوتر , لا يعلم ما المبهر في الأمر لكنه يتأكد أن شمس تميل له أكثر بتصرفاته التلقائيه تمامًا ....


أما عنها فأغمضت عيناها بتوتر حين أدركت ما قالته لمَ دومًا تكبح نفسها في المواقف الحرجه ألن تكف عن سفاهتها وإنباهارها بهِ وتتحكم في نفسها قليلاً !...كثيرًا !!!!, فلتتحكم في نفسها وحسب بأي قدرًا كان .


شعر بها فأراد إخراجها من موقفها المحرج فقال :


-حسنًا سأذهب لعملي .


هتفت باستغراب :


-مازال الوقت باكرًا !


-لن أعود للبيت وأعود لهنا مره أخري .


فركت أصابعها بتوتر وهي تقول :


-حسنًا .


ضيق عيناه بتساؤل :


-هل تريدين شئ ؟


نفت برأسها ثم أومأت ثم نفت مره أخري بتوتر بالغ , ضحك بخفوت عليها وقال :


-ماذا هناك شمس ؟ تحدثي..


نظرت له ببراءه حقيقيه ثم ضمت شفتيها بحزن وهي تقول :


-لم أستطع النوم أمس .. بالكاد استطعت النوم بعد بزوغ الشمس , فقط منذُ قليل ...ظللت أتذكر ما حدث , ورغم استحقاقه الموت , إلا أن مشهد قتلي له لايذهب من عقلي وأشعر بالخوف وكأن ....وكأن شبحه سيأتي لينتقم مني ...


زفرت بضيق وهي تكمل :


-أعلم أنها مجرد هواجس لكن ...تؤرقني حقًا وعقلي يكاد ينفجر من الخوف والترقب لأشياء تبدو خياليه أوهي بالفعل كذلك ..


اقترب جالسًا علي الطرف البعيد للفراش وقال متسائلاً :


-ثم ؟


نظرت له باستغراب وقالت :


-أليس لديك تعليق ؟


-كل هذا طبيعي ورُبما إذا كنت مكانك لأصبحت مثلك , الأمر ليس سهل إطلاقًا ... إذًا ما الذي تشعرين بالرغبه في فعله ؟


أخفضت رأسها بتوتر وقالت :


-لاشئ أريد النوم , يمكنك الذهاب .


ابتسم بتفهم وقال :


-فلتفعلي ..اخلدي للنوم وأنا سأبقي حتي تنامين مره أخري .


رفعت رأسها له بأعين متسعه دهشًة من عرضه بالبقاء , فضحك هو وأكمل :


-أنا من أيقظتك ف لأكفر عن ذنبي ...


هذا تحديدًا ما تريده , تشعر بالآمان في وجوده , وهذا أكثر وقت تحتاج فيهِ للآمان ...وليس آمان عادي بل آمان من نوع خاص ...آمان لا تشعر بهِ سوي معه ...وحده عُبيد ..زوجها !!!


________( ناهد خالد )__________


دقائق مرت وكانوا جميعًا شبه محطمين , وكان هو يقف لاهثًا وهو ينظر لهم بغضب لم يقل , وهتف بصوت أجش :


-فلتسجدوا للرب شكرًا أنني لم أقتلكم , فلقدت أوشكت أن أفعل , ولولاه لفعلتها .


كانت تقف بأعين مبهوره تتابع هجومه عليهم , " حاكم بحق وحقيقي يعني " هكذا رددت بينها وبين نفسها بعدما قضي عليهم ووقف كالأسد المغوار بينهم وهم مطروحين أرضًا , كانت تتابعه وكأنه أحد أبطال أفلام السينماء المهووسه بمتابعتها ....وجدته يقترب منها فابتسمت ببلاهه ..لم يهتم لها وهو يسحبها من يدها ويسير بها لطريق العوده , هتفت بابتسامه حمقاء وهي تقول :


-ماشاء الله ضربتهم لوحدك !, بصراحه أنا كنت مقلقه منك مش هنكر , بس الحمد لله خيبت ظني وإلا كان زمانا منفوخين أو مقتولين مش متأكده , كان شكلك جامد وأنت بتضربهم أحسن يستاهلوا أصلاً مش طيقاهم اا.....


وضعت يدها علي فاهها فجأه وهي تدرك اللهجه التي تتحدث بها , كالعاده أربع حالات لا تتحكم بنفسها حينما تندمج فيهم وتنسي كل شئ وفقط تتصرف بتهور وعدم حسبان , حينما يتملكها الخوف , وحينما تحزن بشده وتندمج في أحزانها , وحينما تسعد بشده , وحينما تتحمس بشده ...تلخيصًا حينما تكن مشاعرها قد وصلت لذروتها المفرطه هنا عقلها يتبخــر ...وتصبح روبين الطفله ذات الست أعوام ..


توقف حينما أدرك اكتشافها للأمر , كان ثغره متسع بالابتسام وهي تتحدث بلهجتها الفرحه المبهوره وخصوصًا بلهجتها , ولكن الآن اتسعت أكثر حين التف لها ووجدها متسعة الأعين بشده وتضع كف يدها فوق فمها تغلقه بقوه بشكل مضحك ...


هتف ب ابتسامته قائلاً :


-مرحبـــًا سمو الطبيبه !!


_____________________________


خلص البارت ♥️😇


روبين :


اعمل نفسك ميت ... 😂


رواية جاردينيا (مشروع حب) الفصل الثامن 8 من هنا

 

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى 2

رواية جاردينيا (لعنة الحب) الجزء الأول 1

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)


روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات