رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الثامن 8 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى البارت الثامن 8
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الحلقة الثامنة 8
رواية جاردينيا (لعنة الحب) بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب) |
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل الثامن 8
جاردينيا ج2 ( مشروع حب ) الفصل الثامن
وزُيل الستار ناهد خالد
-مرحبًا سمو الطبيبه .
ثُبتت قدماها في أرضها بصدمه وتوقف عقلها عن العمل , ماذا فعلت هي ! أكشفت حقيقتها بنفسها ؟ لقد أخبرها صخر منذُ أتت هنا أنه إن علم أحد بحقيقتها ستُقتل خشيةً منهم من اللعنه الموصومه بها ! وهي تركت الجميع ووقعت في أيدي حاكمهم ! , عمل عقلها سريعًا بعدما استفاق من صدمته ففكرت أنه رُبما لا يعرف الحاكم اللغه المرتبطه بأصحاب اللعنه القادمون من العالم الآخر فوالدته قد صدقت أنها لغه من ضمن اللغات التي تتقنها فرُبما يصدق هو كذبتها كوالدته , ولكن عليها الثبات أولاً , هكذا حدثت نفسها قبل أن تأخذ نفس عميق خفي وتقول :
-عذرًا سمو الحاكم لقد تحدثت سهوًا بأحد لغاتي التي أتقنها .
رفع حاجبه بتسليه وهو يقول :
-وأتقنين الكثير ؟
أدركت أنه قد صدق حديثها فقالت بحماس :
-نعم , الانجليزيه والفرنسيه وغيرها .
ذم شفتيهِ بتفكير مصطنع ثم قال :
-رُبما لا أعلم شئ عن هذه اللغات التي ذكرتيها , ولكن ....
صمتت قليلاً قبل أن ينظر لعيناها بعمق ونظره لم تستطع تفسيرها وقال :
-أعلم الكثير عن اللغه التي تحدثتي بها منذُ قليل .
ابتلعت ريقها بتوتر بالغ وقالت :
-ماذا ...ماذا تقصد ؟
التف لمتابعة السير وبقيت هي مكانها تفكر في حديثه حتي توقف حين شعر أنها لم تلحقه فوجدها مازالت واقفه ناظره أمامها بتفكير شارد فرفع صوته يقول :
-هل ستبقين محلك ؟
انتبهت لحديثه فأسرعت بالسير لتلحق بهِ بعدما استدار ليكمل طريقه , وبعد دقائق كانوا قد اقتربوا من خيمهم فتوقف فجأه جالسًا علي أحد الصخور وتوقفت هي بجواره باستغراب قطعه حين قال بنبره جامده :
-استمع لكِ .
ضيقت حاجبيها بتساؤل:
-ماذا؟
اتجه بنظره لها وهو يقول:
-لستِ من كيتوس , ولا تدعين أريام ... إذًا ؟
هوي قلبها رعبًا وهي تستمع لكلماته التي لا تفي سوي بشئ واحد هو يعرف حقيقتها الآن لكنه يريد أن تقولها هي , لقد كُشف سرها وأُزيل الستار عن حقيقتها , ماذا سيكون مصيرها ومصير أخيها الذي ستتحمل ذنبه هي !, هل سيقتلهما الحاكم كما قال صخر سابقًا ؟ أم سيسجنهما ليحمي شعبه من شر لعنتهما ؟, دارت عيناها يمينًا ويسارًا بزيغ وهي تشعر برأسها يدور كدوران الأرض حول محورها , ولم تشعر بنفسها غير وجسدها يهوي أرضًا بدون سابق إنزار .
______( ناهد خالد )________
أُفيقت حين شعرت ببعض المياه تُنثر فوق وجهها , فتحت عيناها لتجد نفسها جالسه فوق الأرضيه العشبيه مستنده بظهرها علي أحد الأشجار و" إيفان " ينحني أمامها ممسكًا بقدر ماء , ثواني واستعاد عقلها ماحدث قبل الإغماء فتوترت ملامحها وهي تنظر لملامح وجهه الجامده , وقطع هو الصمت قائلاً :
-هل أصبحتِ بخير ؟
وقبل أن تجيب وجدته يُكمل :
-جيد , انتظر حديثك إذًا .
قطبت حاجبيها بضيق وقالت :
-أتُجيب علي ذاتك ؟
رفع حاجبه الأيمن باستهجان وهو يقول بتحذير :
-تحدثى بلغتك .
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تعتدل في جلستها وقالت باستسلام :
-ماشي .
جلس بجوارها مستندًا علي الشجره الأخري وقال :
-تحدثى .
أغمضت عيناها بخوف فقد حانت لحظة الإفصاح بالحقيقه ! , أخذت نفس عميق وتسائلت بخوف حقيقي يغزوها :
-هو ...يعنى لما أقول الحقيقه هتعمل معايا ايه ؟
أغمض عيناه باستمتاع لسماع حديثها بلغتها التي رغم أنه يجد بعض الصعوبه فيهِ إلا أنه يجد متعه كبيره في الإستماع له يشعر أنه مميز وهي تتحدث معه بانطلاق دون حذر أو تصنع , تسأله ماذا سيفعل معها ؟ سيحارب من أجلها , سيواجه أي شئ لتبقي معه , هذا ما سيفعله معها..
التفت برأسها جانبًا لتنظر له حينما طال صمته فوجدت أعينه مغمضه فهمست بتنبيه :
-سمو الحاكم !
فتح عيناه بهدوء وقال دون النظر لها :
-فلتقولى الحقيقه أولاً .
زفرت بتوتر وهي تستمع لنبرته القاطعه وبدأت في التحدث :
-أنا معرفش حاجه ومازالت لحد الآن في حاجات كتير مش فاهماها , أنا واحده فجأه لقت نفسها هي وأخوها في بلد غريبه وبعيده كل البعد عن بلدها , ناس غريبه بيتكلموا بلغه محدش عاد بيتكلم بيها , وطريقة عيشه أغرب , لما جينا قابلنا صخر بيقول أنه الساحر هنا , وفضل يكلمنا عن لعنه وأنا اللعنه دي بتتحقق بينا , وأننا جينا هنا بسببها وبعد سنه اللعنه دي هتنتهي , وورنا ماما لما كانت هنا قبلنا وسبتلنا رساله قبل ما تمشي , وبعدها....
سردت له عن كل شئ منذُ جاءت لهُنا حتي ذهابها للقصر ومقابلتها له , وأكملت :
-أنا كنت مرغمه أكدب , صخر قال لو حد عرف ممكن يقتلونا عشان يخلصوا من اللعنه والمشكله اني مش لوحدي , أنا متحمله مسؤلية أخويا معايا .
صمت دام لدقائق قبل أن يقطعه إيفان متسائلاً :
-ما إسمك ؟
قضمت شفتيها بتوتر ثم تنهدت وقالت :
-روبين .
همهم ثم قال وهو يردده باستمتاع :
-روبين ..إسم غريب !
نظرت له بجانب عيناها وقالت بغيظ :
-أنت عارف معناه أصلاً عشان تتكلم !
تفاجئ بهجومها فقال :
-لم أقل أنه سئ فقط قلت أنه غريب !
ابتسمت ببلاهه وهي تقول كطفله صغيره تريد أن تستمع لكلمه جيده :
-يعني حلو ؟
قرر مشاكستها قليلاً فقال :
-لم أقل أيضًا أنه جميل !
اختفت ابتسامتها وهي تقول بتذمر :
-ايوه يعنى لاسئ ولا جميل يبقى إيه ؟
ابتسم بعذوبه وهو يقول :
-رائع , يكفى إنه إسمك .
أحمرت وجنتيها خجلاً بعدما تفاجئت بحديثه ورددت بهمس :
-آه..شكرًا .
أتى بعقلها ما سردته له منذُ قليل فتسائلت بلهفه وتوتر :
-هو احنا مصيرنا إيه دلوقتي ؟
ردَّ بتنهيده :
-من أنتم؟
-أنا وعبد الرحمن .
نظر لها بجانب عينيهِ وقال :
-يُدعي عبد الرحمن ؟
أومأت بصمت فوقف عن جلسته وهتف بهدوء :
-هيا أيتها الطبيبه لنعود لخيمنا , سنواصل السير بعد قليل .
كان توضيح مقتصر منهِ عما سيفعله .. سيتجاهل الأمر وكأنه لم يعرفه ! هكذا رددت " روبين " في عقلها قبل أن تنهض بسعاده وتتبعه ,وهي تسأله :
-هل لي أن أعرف كيف عرفت مكانى ؟
توقف ملتفًا لها وقال :
-حين نكون بمفردنا تحدثى بطبيعتك .
أومأت موافقه فقال :
-رأيتك وأنتِ تخرجين فذهبت خلفك , لا أدري لكن شعرت أن شئ ما سيحدث , خصوصًا أنكِ لا تعرفين المنطقه .
توقفت بصدمه وهى تستمع له , ذهب خلفها ! إذًا رآها منذُ البدايه ! لمَ لم يتدخل ؟ لمَ انتظر تلك الدقائق التي كادت تموت رعبًا فيها؟
-جيت ورايا ؟ اومال مدخلتش على طول ليه ؟
نظر لها مقطبًا حاجبيهِ يحاول فهم سؤالها ولكنه فشل فقال بتأفف:
-أين السؤال ؟ لا أفهم .
تمتمت بضيق :
-أنت شكلك هتغلبنى معاك , اومال شاطر تقولى اتحدثي بطبيعتك بلا نيله .
كان يحاول الاستماع لمَ تقول لكن صوتها كان خافت فهتف بضيق:
-ارفعى صوتك أو اصمتى .
تأفأفت هي الأخرى بضيق من لهجته الحاده وقالت موضحه :
-أقصد ليه استنيت عشان تنقذنى ؟
صمته وملامح وجهه أوضحت له أنه أيضًا لم يفهم سؤالها وأدركت أين الكلمه التى لم يفهمها فقالت بعصبيه وصوت عالِ لإصراره علي أن تتحدث بلغتها :
-انتظرت , حلو كده ؟ فهمتنى ؟ اومال أنت فهمت شرحى من شويه ازاى !
رفع حاجبه بتحذير وقال بملامح جامده :
-أترفعين صوتك ؟ ثم أن معظم حديثك لم أفهمه .
نفت برأسها سريعًا وهي تطالعه بقلق وقالت :
-حاشا لله , أرفع صوتى إيه بس هو أنا أقدر ! , بس أنت سايبنى أهرى وأنكت في الكلام وأنت مش فاهمه أصلاً!
زفر بضيق من عدم فهمه لكلماتها الأخيره وقال متغاضيًا عن حديثها :
-أنتظرت كى تتعلمى ألا تتركين مكانك مره أخرى .
ردت بملامح ظهر عليها البكاء المصطنع :
-ياخى حسبنا الله , لو كنت أعرف مكنتش خليتك تساعدنى أبدًا .
لم يجيبها والتف عائدًا لمكانهم وتبعته هي وهى تدندن بخفوت :
-أدى الي في بالى بالملى , قمر ومن السما نزلي , ده بسم الله ماشاء الله تشوفه تسمى وتصلى .
هز رأسه بيأس وهو يستمع لدندنتها التي لا يفهمها ولكنه خمن أنهى شئ متعلق بالموسيقى أو الشعر !
____( ناهد خالد )____
علي الجانب الآخر في جاردينيا الجنوبيه ..
انتهت من تجهيز أمتعتها ووضعهم بالصناديق , ووقفت أمام باب القصر الداخلى مع " رعد " وهي تقول :
-رعد أأنهيت الأمر ؟
أومئ وهو يعطيها تلك الوثيقه التي تحصل علي أذن خروجها من جاردينيا ومختومه بختم الحاكم وقال :
-متي ستعودين ؟
تنهدت وهي تقول :
-لا أدرى , لن أعود إلا حينما أنهي ما ذهبت من أجله .
-حسنًا , إن احتجتى لي أبعثى لي مع الخادمه فورًا .
-كيف ستخرج من هناك ؟
تمتم بسخريه :
-ليست كل مخارج جاردينيا الوسطي يعلمها الجميع , لقد أخبرتها كيف ستخرج لا تقلقى .
أومأت له بعدم فهم وتحركت للخروج من القصر , بل من جاردينيا الجنوبيه
بأكملها .
وقف ينظر لذهابها بجمود وظفر داخلى وتمتم :
-جحيمك قد بدأ إيفان .
_______( ناهد خالد )_______
فى سجن جاردينيا ..
تم تغيير مسؤلين السجن جميعًا دون علم أحد تحت مراقبتهم من قِبل القاده الموثوقين بهم لدى القصر الملكى ..
خطت لداخل السجن بعد أن سمح لها الحراس الذين لم يأخذوا الأوامر الجديده بعد , فقد أعتادوا علي السماح لها بالدلوف . دلفت بخطى بطيئه تناسب سنها العجوز , واصطحبها الحارس لغرفة رئيس السجن كما اعتاد هو الآخر .
دقت الباب ودلفت لتتوقف متفاجئه بشخص لم تراه من قبل يجلس مكان رئيس السجن فهتفت وهي تستند علي عكازها ومررت كف يدها الآخر في خصلاتها المجعده التي يغزوها الشيب , وضيقت عيناها التى يحيط بها السواد آثر تكحيلها بالكحل الأسود , وهتفت :
-من أنت ؟
رد الرجل بحده وهو يطالعها بشك :
-أنا رئيس السجن الجديد , من أنتِ أيتها المشعوذه ؟
ابتسمت شفتاها الملطخه باللون السوداء وقالت :
-لقد قلت مشعوذه ..وهل الرئيس الجديد لن يحتجنى كالذى سبقه ؟!
ضيق عيناه بتساؤل وقال :
-وبما كان يحتاجك من سبقنى ؟
اقتربت وعصاها تصتدم بالأرضيه فتصدر صوتًا مزعجًا وجلست على المقعد المقابل للمكتب وقالت :
-يجب أن تعرف من نفسك , لن أخبرك أنا !
حسنًا أنها ماكره لا تريد الإفشاء عن السبب كى لا تقع في مشكله إن كان الجالس أمامها يرفض ما كان يفعله السابق أو أنه لايفعل مثله ..
ولكن لسوء حظها أنه على درايه بأن هناك أشياء غير مفهومه تحدث مع السجناء . والحاكم قد طلب منه أن يعرف ما يحدث ويخبره علي الفور .
هتف بجديه :
-تقصدين بأمرالسجناء ؟
ابتسمت وهي تهز رأسها بإيجاب وقالت :
-نعم , ألديك جديد ؟ قد أخبرني من سبقك أن هناك ثلاث سيخرجون بعد أسبوع من الآن .
أومئ بإيجاب وقال :
-بالفعل سيخرجون .
وقفت وهى تنحنى علي العصاه وقالت :
-إذًا هيا لننهى الأمر .
وقف معاها واتجه للسجناء وهو يشعر أن أكبر ألغاز سجن جاردينيا علي وشك أن يزيل عنها الستار .
____(ناهد خالد )___
-أراكِ أحببتِ الغروب ؟
قالها " حيدر " وهو يقف بجوار " مطر " المستنده علي سور سطح القصر
, هتفت بابتسامه :
-أحببته كثيرًا , المنظر لا يمكنني تفويته .
تمتم بكِبر :
-إذًا فلتدعين لي .
ضحكت بخفوت ثم التفت له بتساؤل :
-هل أنت هكذا دومًا ؟
نظر لها وهو يتسائل :
-كيف ؟
أرجعت خصلاتها المتطايره للخلف وقالت وهي تضيق عيناها من شدة الهواء فبدت جميله بشكل لا يوصف :
-تمزح دائمًا ؟
نظر لها بإفتنان بمظهرها فقال بدون وعى منهِ :
-تبدين جميله جدًا .
رفرفت بأهدابها بتوتر وهي تعود لوضعها ناظره للأمام فانتبه هو لمَ قاله , فحمحم بتوتر وهو ينظر لغروب الشمس , ثم قال بخفوت مسموع :
-يقولون أن أكثرهم مزاحًا أكثرهم همًا.
نظرت له بجانب عيناها وقالت :
-وهل تحمل همًا ؟
ضحك بحزن خفى وقال :
-هم واحد ! , اوووه لديّ الكثير .
نظرت له بفضول وقالت :
-حقًا ! , لمَ ؟
تنهد بحزن وهو ينظر لاختفاء الشمس رويدًا رويدًا , وقال بشرود :
-لا أتذكر أبى , فقد توفى حين كنت بالرابعه , قُتل في أحد الحروب , وتوفت أمى بعد وفاته بيومان , كانت متعبه من الولاده بعدما أنجبت أختى الصغرى نيروز , ولم تتحمل خبر وفاته , زوجة عمى هي من أعتنت بى أنا ونيروز ورعد , كان رعد حينها في الثامنه , كان مازال صغيرًا أيضًا , ومنذُ ثماني سنوات وأنا لم أراهم ....
ابتسم باشتياق رغمًا عنه وقال :
-كانت نيروز مازالت صغيره في العشرين رُبما أو أصغر قليلاً , لقد بلغت الثامنه والعشرين منذُ عدت أشهر , بالتأكيد تغيرت ملامحها , لا أعلم حتى إن كانت قد تزوجت أم لا .
هتفت " مطر " بفضول :
-وألم تشتاق لأخيك؟
تحولت ملامحه للغضب الصارخ وهو يقول :
-لا , لا أشتاق ولن أفعل .
طفى الاستغراب والاندهاش علي ملامحها وهي تسأله :
- لم َ ؟! أليس بأخيك ؟!
همس بصوت لم تسمعه هى :
-ليس بأخى , من حاول قتل إيفان ليس بأخى ....
يتبع
رواية جاردينيا (مشروع حب) الفصل التاسع 9 من هنا
رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى 2
رواية جاردينيا (لعنة الحب) الجزء الأول 1
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)