📁

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل التاسع 9 بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل التاسع 9 بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى البارت التاسع 9

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الحلقة التاسعة 9

رواية جاردينيا (لعنة الحب) بقلم ناهد خالد

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل التاسع 9 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (مشروع حب)


رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى الفصل التاسع 9


جاردينيا ( مشروع حب ) الفصل التاسع " ومضات من الماضى" 


ناهد خالد 


دلفت معه لأحد الغرف النائيه حيثُ يسكن فيها ثلاثه من السجناء الذين قُدر لهم الخروج بعد انتهاء مُدة عقوبتهم , وقفت أمامهم تطالعهم بتفحص ثم التفت لرئيس السجن وقالت له :


-فلتخرج وتغلق الباب خلفك .


نظر لها بتردد لكنه قرر الإمتثال لطلبها كى لا تشك بهِ , وخرج مقررًا البقاء بالقرب من الباب كى يستشف ما تفعله , أغلق الباب خلفه ووقف بالقرب منهِ يحاول معرفة ما يحدث بالداخل .


وضعت عصاها أرضًا وجلست بجوارها مُخرجه كتاب ضخم كانت تخبأه فى طيات جلبابها الغريب مثلها تمامًا , وضعته أمامها أرضًا وفتحته على أحد الصفح قرأت عدة سطور بصوت خافت ثم أغمضت عيناها وأخذت تحرك يداها بحركات مدروسه , ثوانى وبدأت تشعر بأنفاس خفيه تملأ الغرفه وخاصًة بالقرب منها , فتحت عيناها حين شعرت بحضور من استدعتهم , ثم وقفت ببطئ واتجهت لأحدهم ناظره فى عيناه بقوه وهى تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه , أما عن من أمامها وكأنه أصبح مسلوب الإراده فلم يستطع إزاحة عينيهِ عن عينيها ثوانِ وشعر بصداع عنيف يضرب رأسه بلا هواده , صرخ خافته خرجت منه وهو يغمض عيناه حين اشتد الألم بدرجة لا تُحتمل , لحظات وفتح عيناه بضعف حينما اختفى الألم وكأنه لم يكن , ابتعدت هى خطوتان وسألته باستفسار :


-ماذا حدث لك بالسجن ؟


قطب حاجبيهِ بتفكير ثم ردَّ :


-لا أتذكر ..لم يحدث شئ .


ابتسامه ساخره ظهرت على شفتيها وهى ترى نجاح سحرها عليهِ , هذه المشعوذه الخبيثه تعرف جيدًا ما تفعله ولم تخفق مره بهِ , ونفس ما فعلته بهِ فعلته مع البقيه , وحين انهت عملها خرجت بعدما وضعت الكتاب كما كان .


وقفت أمام رئيس السجن الذى ابتعد سريعًا كى لا تراه بعدما رآها من الباب ذو القضبان الحديديه , اتجهت له بخطى هادئه وقالت :


-لقد أنهيت عملى يمكنك إخراجهم الآن لن يتذكروا ما قضوه فى السجن وكأنهم لم يعيشوه بتاتًا .


أومئ لها برأسه فأكملت :


-أعطنى مكافئتى كى أذهب .


اصطحبها لمكتبه وأعطها عملتان من الذهب الخالص كما طلبت وتركها تذهب لحين عودة الحاكم وإخباره بشأنها .


________(ناهد خالد)__________


وقف "حيدر " ينظر أمامه بعدما همس بجملته التى لم تسمعها مطر , وتذكر تلك الفتره العصيبه التى مرت بهِ وب " إيفان " و المملكه بأكملها .


كانت الفتره التى سيتم توزيع المملكتان فيها على كلاً من " إيفان " ونظيره " رعد " , حينها ترددت أقاويل كثيره تؤكد كون المملكه الوسطى ستكن من نصيب " إيفان " والجنوبيه ستكن تحت حكم " رعد " , حينها استشاط رعد غضبًا ورفضًا للأمر خاصةً وكونه الأكبر ويرى أنه الأجدر بالمملكه الوسطى , وتلاعبت بهِ شياطين نفسه ووسوست لهُ بالسوء , فلم يشعر بنفسه سوى وهو يخطط لقتل إيفان والتخلص منه , وحينها ستكن المملكه الوسطى من نصيبه والمملكه الجنوبيه من نصيب " مُحمد " أخيهِ لإيفان , وبهذا سيحقق مبتغاه , فكر , وخطط , ونفذ , فتسمم إيفان فى أحد المرات حين دُس سُم قوى فى طعامه , رقد بعدها فى الفراش لثلاثة أشهر عانوا فيها الويلات , فلم يكن السُم يخرج من جسده بسهوله وكانت حالته تتدهور أكثر , حتى وجدوا الترياق المناسب لهُ وكان هذا بفضل " حيدر " الذى بحث عن جميع الأطباء وجلبهم ليصنعوا الترياق المناسب لكنهم فشلوا , فسافر لأحد البلاد المعروفه بحُسن أطبائها ولم يعود إلا ومعه الترياق المناسب , ومرت تلك الفتره وبعدها بمده والبحث حول الأمر اكتشفوا أن الفاعل لم يكن سوى " رعد " ضلعهم الثالث ...لن ينسى مواجهة إيفان له حينها ....


نظر له بأعين تصرخ آلمًا وخذلانًا وهو يردد بعدم تصديق :


-أنت رعد ! , هل أردت قتلى بالفعل !؟ , أنت !! , نحن أخوه قبل أن نكون أولاد العم , أصدقاء , طفولتنا وصِبانا وشبابنا سويًا , دومًا كنا كتفٍ لكتف , كيف استطعت فعلها بحق الله !؟


لم يبدو عليهِ أى تأثر بحديثه وهو يجيبه :


-لأنه حقى إيفان , وأنت أكثر من تعلم أننى لا أترك حقى .


هُنا تدخل " حيدر " وهو يهتف بعصبيه :


-أى حق ! وإن كان لديك حق بالفعل أستأخذه بقتله ! ماهذه الحقاره , أكنا نعيش مع شطان دون أن ندرى , أنك كالأفعى التى بخت سُمها فى صاحبها . 


-حيدر .


قالها " إيفان " بصرامه مُنهيًا الحديث ونظر ل "رعد " وقال :


-لقد حكم الشعب , والمملكه الجنوبيه أصبحت لك , لتُعد ترحالك وتذهب من هُنا صباحًا ولا تعود مره أخرى .


اقترب حتى أصبح أمامه تمامًا وهتف بتحذير مُرعب :


-أقسم أن رأيتك ثانيةً لن أتردد بقتلك , لم أفعلها الآن لأننى لستُ خسيس مثلك , ولكن حينها سأفعلها , اتقى شرى رعد وابتعد , ابتعد قدر ما يمكنك .


وقد كان هذا مشهد النهايه كما يُقال , نهاية صداقه وأخوه دامت لسنوات وأنهاها هو في لحظة تخطيط شياطنيه .


أعاد من شروده وهو يزفر أنفاسه بمِهل يكره أن تعود له تلك الذكريات التى يحاول تجاهلها بقدر المستطاع , التف لمطر وهتف بمرح مصطنع :


-ها قد أنتهى الغروب ولم أستمتع بهِ لأسئلتك الكئيبه .


ابتسمت وهى تتفهم كونه يريد الهرب من حالة الحزن الذي سيطرت على الأجواء :


-معك حق أنها كئيبه بالفعل , إذًا لنتجه للأسئله السعيده , أخبرنى كم عدد النساء اللاتى عرفتهن فى حياتك ؟


وضع يده فوق رأسه يُعيد خصلات شعره للخلف وقال :


-كنتِ تسألين لمَ لم أشتاق لأخى صحيح ؟


أنطلقت ضحكاتها المجلجله على ردهِ المفاجئ وتبعها هو بضحكاته وهو يعود النظر أمامه ويهز رأسه بيأس على أسئلتها ...


_______( ناهد خالد )__________


ضحك بخِفه وهو يستمع لحكايتها التى تسردها عليهِ منذُ أتى ليجلس معها قليلاً بعدما أنهى عمله , تسرد له عن بعض المواقف الطريفه التى حدثت معها فى طفولتها رغم قلتها لكنها أحبت أن تسردها عليهِ فوجدت نفسها تفعل , وكأنها تضمن بقاءه معها أكثر , ضحك بخفه حين أنتهت من سردها لأحد المواقف وقال :


-حقًا شمس لم أتوقع أن هذا حدث معكِ .


ابتسمت باتساع وهى تجيب بحماس :


-لقد كنت شقيه فى طفولتى , لا أعرف ولكنى كنت مفرطة الحركه رُبما ..


قالت الأخيره وهى تضحك بمرح فأكد " عبد الرحمن " على حديثها وقال :


-معكِ حق , بكل ما سردتيهِ الآن , ولكن أعتقد أنكِ مازلتِ شقيه وليس فى طفولتك فقط .


اتسعت عيناها بذهول وهى تقول :


-حقًا ! , لِمَ تقول هذا ؟


رفع منكبيهِ وأنزلهما بخفه وهو يقول بصدق :


-أشعر بطفل صغير بداخلك ينتظر فقط الفرصه ليعلن عن نفسه , عيناكِ لامعه كلمعان عيني الطفل الصغير , ونقيه رغم كل ما مررت بهِ ورغم محاولتك لإظهار صورة الفتاه القويه والتى تنضح بالأنوثه , لكن من ينظر في عيناكِ ويعلم حقيقتك جيدًا وأن كل ما تظهريه شخصيه مصطنعه ليست لكِ , ليس هناك أصدق من العين شمس , هى الشئ الوحيد الذى لا يمكنكِ تلوينه , العين هى الأكثر صدقًا .


ردت باعتراض :


-ولكن هناك من تنظر فى عيناه فترى صدق حديثه رغم أنه فى الحقيقه كاذب .


نفى برأسه وهو يقول :


-لا , هو لن ينجح فى الكذب بعيناه , ولكن أنتِ من أخطأتِ الحكم على نظرة عينيهِ , أنتِ من لم ترى الكذب المتوارى خلف النظره المصطنعه , وغالبًا يأتى هذا من تأثير حديثه عليكِ , فتكونى قد صدقتِ حديثه قبل النظر فى عيناه حتى .


تنهدت وكادت تتحدث مره أخرى , لتجده قد وقف وهو يقول :


-كفى حديثًا اليوم , الشمس قد غربت يجب عليّ العوده .


وقفت سريعًا وقالت بلهفه :


-سأنتظرك صباحًا .


تسائل باستغراب :


-لِمَ تستيقظين مبكرًا كى تراينى ! سأمر عليكِ مساءً حينما أنهى عملى .


قطبت حاجبيها برفض وقالت :


-لا لقد أعتدت أن أرآك صباحًا حتى قبل مجيئى لهُنا , ثُم ما مشكلتك إن استيقظت مبكرًا أم لا !؟


رفع حاجبيهِ بدهشه من تحولها وقال :


-أقسم أنكِ مجنونه .


قالها وانسحب متعجبًا من هذه الفتاه التى أوشكت على الذهاب بعقله من جنانها وتحولها من ثانيه لأخرى ! 


ابتسمت بخفه على حديثه وجلست فوق الفراش تتنهد بابتسامه واسعه وهى تُعيد تذكر أحداث الوقت الذى قضته معه , لم يعد الأمر مجرد إعجاب بشخصية رجل بل تعدى هذا بكثير وأصبح حب يتسلل لقلبها رويدًا .


_______( ناهد خالد )_________


فى مساء اليوم التالى ...


وأخيرًا وصلت لوجهتها المعنيه منذُ البدايه , قصر الحاكم " إيفان " ...


نظرت للقصر بنظرات طويله تتذكر كل ما مرَّ عليهِ فيهِ , تتذكر كل الذكريات التى تربطها بهِ حبيب القلب " إيفان " .....


كان يجلس فى غرفته بإرهاق من يوم آخر ملئ بالأحداث والمسؤليات منذُ ذهاب إيفان , وكل الأمور تقع فوق عاتقه , تسطح فوق الفراش يستعد للنوم ليستمع لدقات فوق الباب فسمح بالدخول ...


دلف حارس الغرفه وهو ينحنى بإحترام وقال :


-سمو القائد أخبرنى الحارس أن هناك من جاء لرؤيتك .


اعتدل فى نومته وقال باستغراب :


-الآن ! ومن هذا ؟


-يقول أنها الأميره نيروز أوسم .


انتفض واقفًا يطالع الحارس بعدم استيعاب وذهول فى آنٍ واحد , نيروز ! , هل عادت نيروز بعد هذه السنوات ! ولِمَ الآن ؟! , هل حدث شئ بينها وبين رعد ؟ أم حدث شئ لرعد نفسه ؟


لم يعرف كيف قطع الطرقات حتى وصل إليها ولم يهتم بتغيير ملابس نومه حتى , دلف سريعًا لأحد غرف الإجتماعات التى تنتظره بها , رآها تقف معطيه إياه ظهرها تتفحص الغرفه بأعينها ..


-نيروز !


رددها بهمس وهو مازال مذهولاً وغير مصدقًا تواجدها , التفت سريعًا لها لتتسع ابتسامتها وتدمع عيناها وهى تهمس باشتياق حقيقى:


-حيدر ..


ركضت ترتمى بأحضانه واستقبلها هو مُرحبًا ومُشتاقًا فشدد على إحتضانها كما فعلت هى ..


مرت ثوانِ حتى ابتعدا عن بعضهما , أحاطها بيديهِ وهو ينظر لها بأعين دامعه :


-نيروز , لقد كبرتِ , تغيرت ملامحك , وأصبحتِ أجمل .


ابتسمت بدموع متساقطه على وجنتيها وقالت :


-أشتقت لك حيدر , أشتقت لك أخى .


اقترب مُقبلاً جبينها وقال بحنو :


-ليس بقدر إشتياقى , طمئنينى هل أنتِ بخير؟


أومأت بإيجاب فأكمل متسائلاً :


-لِمَ جئتِ ؟وكيف تركك رعد ؟


ردت بمراوغه :


-قلتُ يكفى بُعادًا لهذا الحد , اشتقت لكل من هُنا .


أغمض عيناه وهو يتفحصها بشك فأخته كما هى لا تستطع الكذب عليهِ , أردف بتحذير :


-نيروز !


تنهدت بضيق وقالت :


-حقًا لقد أشتقت لكم , وتشاجرت مع رعد أيضًا .


رغم شعوره أن هناك ما تواريهِ عنهِ لكنه التزم الصمت مقنعًا نفسه أنه سيأتى وقت وتصارحه هى من نفسها دون ضغط .


أما عنها ففضلت الصمت لأنها تعلم أن حيدر إن علم أنها مازالت تكن حبًا لإيفان سيجبرها أن تنساه ولا تفكر فيهِ أكثر لأنه بالتأكيد لن يحب أن تتعذب فى حب شخص يعشق أخرى , ولن يحب أن يخرب سعادة صديقه , لذا فضلت الصمت .


مرت نصف ساعه فى أحاديث بينهما وأخيرًا هتف حيدر :


-حسنًا هى لتذهبى كى ترتاحى .


ابتسمت بمرح وقالت :


-وهل مازالت غرفتى موجوده ؟


أومئ بإيجاب :


-بالطبع مازالت كما هى فقط تحتاج للنظافه لذا ستبيتى الليله فى غرفه أخرى .


فركت أصابعها بتوتر وقالت :


-يمكننى المبيت فى غرفة إيفان ...أقصد بما إنه ليس هنا .


نظر لها بجديه وقال :


-تعلمين أن إيفان لا يحب أن يبقى أحد فى غرفته , هناك الكثير من الغرف غيرها سأبعث معكِ الخادمه ولتختارى أحدهم .


أومأت له بيأس فقد ظنت أنها فرصتها كى تبقى فى غرفة إيفان لليله كامله كما كانت تطمح دومًا , ولكن هذا بالطبع إن لم يكن حيدر هُنا ! 


مرت أثناء سيرها على شرفه فى أحد الطرقات تطل على الحديقه الخلفيه للقصر فوقفت وهى تتذكر أحد الذكريات التى جمعتها بهِ حين كانت فى الثامنة عشر أى قبل عامان من ذهابها ...


التف لها بعدما كان ينظر أمامه وهى بجواره حين سألته بلهفه :


-إيفان , هل سنتزوج حقًا كما قالت زوجة عمى ؟


ابتسم لها بهدوء وهو يقول بغرور مصطنع:


-أعلم أنك لم تحلمين حتى بالزواج منى ولكن ماذا نفعل سأضطر آسفًا للزواج منكِ.


اتسعت عيناها وهى تنهره :


-إيفان !


ضحك بصوتٍ عالِ وهو ينظر لها بعيناه الآسره وقال:


-ماذا أفعل هذه المره العاشره التى تسألين بها نفس السؤال .


نظرت أرضًا بخجل وقالت بتبرير:


-أريد الـتأكد أننى لن أكون لأحد غيرك .


أتاه صوته الدافئ وهو يقول :


-تأكدى نيروز , أنتِ نصيبى وأنا كذلك فلن تتزوجى من غيرى .


رفعت رأسها تسأله بلهفه:


-هل تحبنى ؟


نظر لها لثوانِ بصمت أقلقها , لكنها تنهدت براحه حين ردَّ بابتسامه هادئه ومرحه :


-وهل أحببت غيرك يا حمقائى !


نظرت له بغيظ حتى فى إعترافه بحبها لا ينفك عن مضايقتها...


عادت من ذكريتها لتبتسم بأعين لامعه , ولكن هذا يدفعها للتساؤل كيف ومتى أحب غيرها ! أليست هذه خيانه لها !؟


رواية جاردينيا (مشروع حب) الفصل العاشر 10 من هنا

 

رواية جاردينيا (مشروع حب) الجزء الثانى 2

رواية جاردينيا (لعنة الحب) الجزء الأول 1

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)


روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات