رواية جاردينيا (حرب العشاق) الجزء الثالث الفصل الثالث 3 بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (حرب العشاق) الجزء الثالث البارت الثالث 3
رواية جاردينيا (حرب العشاق) الجزء الثالث الجزء الثالث 3
رواية جاردينيا (حرب العشاق) الجزء الثالث الحلقة الثالثة 3
رواية جاردينيا (حرب العشاق) بقلم ناهد خالد
رواية جاردينيا (حرب العشاق) |
رواية جاردينيا (حرب العشاق) الفصل الثالث 3
جاردينيا ج3 ...الفصل الثالث " مرور وقت "
رفع أنظاره له بملل بعدما أنهى حديثه وهو يسأله :
-أهناك شئ تريد إضافته ؟
اشتعلت أعين " حيدر " غضبًا وهو يهتف من بين أسنانه :
-إيفان ! لا وقت للبرود .
رفع " إيفان" منكبيهِ وأنزلهما باستسلام وهو يقول :
-أين البرود؟ ! الحقيقه أن حديثك لا يُعقل !
ثم ابتسم بسخريه وهو يسأله بعدم تصديق :
-أتطلب مني طرد زوجتي من القصر ! صدقني إن كان أحد غيرك من قالها لقطعت لسانه قبل أن يكمل جملته .
ردد " حيدر " بتحذير شارح :
-زوجتك هذه ستجلب المصائب فوق رؤوسنا , لعنة جادرينيا لا تستهين بها هذا أفضل لك ولنا , أنسيت أن نهاية اللعنه معلومه .
رجع "إيفان" بظهره باسترخاء فوق مقعده وهو يستفسر باصطناع :
-وما هي النهايه ؟
ضغط " حيدر " على أسنانه بضيق وهو يطالعه بصمت دام لثواني ثم قال بجمود :
-نهايتك , ستكون نهايتك إيفان .
أنهى جملته وانتفض خارجًا بغضب مشحون لا يستطيع تنفيسه , فهو يعلم أن " إيفان " لن يتركها مهما حدث حتى وإن كان يعلم أن في تمسكه بها حياته .!!!
--------------
وضع كف يده على فمها يكتم صرختها التي أطلقتها ما إن فتحت عيناها وأبصرته أمامها , وأنفاسها المتهدجه تتصاعد وتهبط بفزع حقيقي , أشاحت كفه بغضب حين انخرط في الضحك وقالت بعصبيه :
-أنت غبي يالا , في حد يقعد زي قرد قطع كده !
هتف من بين ضحكاته :
-شكلك فظيع ...مش قادر .
ضربته بقبضة يدها بضيق مردده :
-قوم , قوم اطلع بره , مش طايقه أشوفك .
هدأت ضحكاته ولكنه حافظ على ابتسامته المرحه وهو يقول :
-بزمتك ايه الي خضك كده ! ده احنا حتى بالنهار !
برمت شفتيها بضيق مردده :
-تعالى نام ولما تصحى يدوب بتفتح عينك هقعد في خلقتك زي ما عملت كده وتلاقي وشي في وشك وشوف هتتخض ولا لأ .
هز رأسه بتفهم وهو يقول معتذرًا بمرح :
-خلاص سوري , مش هكررها تاني أصلاً كنت لسه هصحيكِ بس أنتِ سبقتيني .
هدأت أنفاسها بعد أن زفرتها بهدوء وقالت بنبره مناقضه لوضعها منذُ قليل :
-حصل خير , قولي أنت كويس ؟
هز رأسه بلا مباله وهو يقول بإهتمام :
-سيبك مني المهم أنتِ عامله ايه ؟
أجابته بهدوء :
-بقيت أحسن الحمد لله .
مد كفيهِ وأمسك كفها اليمنى وهو يقول بتنهيده مُثقله :
-وقعتِ قلبي عليكِ امبارح .
ابتسمت له تطمأنه وأردفت :
-بعد الشر عن قلبك , أنا كويسه يا حبيبي متخافش .
اقتضب حاجبيهِ بضيق وهو يقول متذكرًا :
-جوزك امبارح مرضيش يدخلني .
اهتزت مشاعرها مع نعته له ب " زوجها " رُبما تحتاج لبعض الوقت بعد كي تستوعب ما طرأ على حياتها من تغيرات لم تكن على البال يومًا , استعادت ثباتها وهي تبرر بابتسامه متوتره :
-هو قالي إن الوقت كان اتأخر وأنا كنت نمت ف...
نفى برأسه مقاطعًا وهو يقول :
-لأ , أنا قصدي أول ما وقعتِ دخل هو ومطر بس عشان تكشف عليكِ ومرضيش يدخلني ولا حتى والدته .
رغم دهشتها وعدم توقعها لفعلته إلا أنها هزت رأسها بيأس وهي تردف :
-طب أنت وممكن اتوقع السبب , أنت في النهايه راجل ووارد يغير منك لكن مامته !
وذمت شفتيها بحيره واضحه في كلمتها الأخيره , لتستمع لسخط " عبد الرحمن " وهو يقول :
-أنا أخوكِ ! ايه الي راجل ويغير مني دي !
زفرت "روبين" أنفاسها بضيق وقالت :
-خلاص يا عبده متأزمهاش ! هو إيفان غيور شويه معلش .
اتسعت عينا الأخير بذهول وهو يردد بشفتين مرفوعتان :
-يا حنينه ! ايه يابت التلزيق ده !
قلدها بسخريه وهو يردد ما قالته منذ قليل :
- هو إيفان غيور شويه معلش ..
رفعت "روبين " حاجبها وقالت بضيق :
-امشي يا عبده , قوم من وشي .
وقف وهو يردد بإشمئزاز مصطنع :
-تصدقي أنا الغلطان إني عبرتك .
ضحكت بخفوت عليهِ وهي تراه يخرج من غرفتها أو بمعنى أدق غرفتها هي وزوجها المصون .
-----------
-سمو الحاكم , رئيس السجن يطلب الإذن للدخول .
قالها أحد الحراس وهو ينحني احترامًا للحاكم الذي أومئ له وهو يقول :
-دعه يدخل .
بعد ثوانِ دلف رئيس السجن وقدم تحيته للحاكم الذي دعاه للجلوس وبعدها بدأ الأول حديثه على الفور وهو يقول :
-لقد تم القبض على المشعوذه كما أمرت سموك .
ابتسم " إيفان " برضا وقال :
-جيد , ستخضع لعقوبه تناسبها سيقررها كبير القضاه بعد أن يقدم له كافة المعلومات التي تخص قضيتها .
أومئ برأسه ومن ثم قال بتذكر :
-لكنها قالت شئ لم أفهمه .
-ماذا ؟
-قالت سيأتي يوم وتحتاجون إلي فيه وبالأخص سموك .
لم يرمي " إيفان " بالاً لحديثه وهو يقول :
-لا أهتم بحديث المشعوذين , المهم أن تهتم بقضيتها بنفسك وتطلعني على أي مستجدات .
-أمرك سموك .
----------------
ثلاثة أشهر مروا من زمن وجودهم في البلاد الغريبه التي رمت بهم اللعنه فيها وإضافةً لشهران تقريبًا سبقوهم فقد انقضى خمسة أشهر كاملين من المده المحدده ألا وهي أثنى عشر شهرًا ..
تململ في نومته بضيق وهو يشعر بلمسات فوق شعره تاره وفوق وجهه تاره أخرى , انقلب للجهه الأخرى كي يتحاشى وصول تلك اللمسات إليهِ , فاقتربت أكثر منه كي تستطيع الوصول لوجهه وهي تكبت ضحكتها بصعوبه على تزمره , ضحكتها التي تحولت لصرخه فزِعه حين وجدت ذراعيهِ تلتف حولها لتجذبها أمامه من الجهه الأخرى , نظرت له بذعر ما إن أصبح وجهها مقابلاً لوجهه وابتسامته الماكره تزين ثغره وعيناه العابثه تمرر على وجهها بنظرات أكثر عبثًا فزحفت الحمره لوجهها وهي تحمحم بخجل ولسانها يردد بتبرير :
-أ..أنا كنت بصحيك .
ضحك ضحكات مجلجله وهو يطالعها بنصف عين ويقول بعدم تصديق :
-توقظيني ! , وهذه طريقة إيقاظك لي ؟
ابتسمت باتساع وهي تغمغم بدلال :
-مانت كمان بتصحيني كده , قلت أردلك الي بتعمله فيا .
اقترب بجسده المحاصر لجسدها أكثر حتى أصبح وجههما متقابلان لا يفصل بينهما سوى بعض السنتيمترات المطلوبه من أجل الرقابه ! , وأردف بنبره ظهر فيها الكسل بوضوح فلقد استيقظ للتو بعد يوم طويل وشاق كان بالأمس ينهي فيهِ الكثير من الأعمال المتعلقه بشؤون حكمه :
-وأنا لا أمانع أبدًا , لكن ما سر إيقاظك لي اليوم ؟ بالعاده تتركينني إن سبقتيني في الإستيقاظ ؟
ذمت شفتيها بتفكير مصطنع ودارت بأنظارها حولها وكأنها تتعمق في التفكير تزامنًا مع رفع سبابتها ووضعها على ذقنها , لتشهق بخضه حين اقترب منها أكثر قاصدًا قضم إصبعها وضحكت بشده وهي تغمغم رافضه :
-إيفان !!
اتسعت ابتسامته وهو يعود لوضعيته في حين أمسك إصبعها بكفه الحر مهددًا :
-أمامك ثانيتان إن لم تخبريني بالحقيقه سألتهم إصبعك هذا .
تعالت ضحكتها وهي تقول كي توقفه :
-ماشي , ماشي هقولك .
نظر لها باهتمام لتعتدل جالسه بعدما فكت حصار ذراعه من عليها وأشاحت بنظرها للجهه الأخرى وهي تقول بخجل طفيف :
-النهارده ... أقصد أنا بالعاده مبنامش في اليوم ده وبصحى بدري عن المعتاد .
سألها باستغراب وهو يعتدل جالسًا هو الآخر :
-لِمَ ؟ ما المميز في اليوم ؟
نظرت له مبتسمه وهي تجيبه بحماس :
-عيد ميلادي , وكانت ماما تصحيني بدري أوي وتقولي عشان نقضي اليوم من أوله وكمان كانوا دايمًا بيعملوا حفله وبيعزموا قرايبنا فكنا بنبدأ التجهيزات .
وهنا والآن تحديدًا ارتسمت أروع ابتسامه رأتها على الإطلاق على ثغره وهو يحتضن إحدى كفيها رافعًا إياها لفمه وقبلها برقه بالغه جعلتها تكاد تنصهر من فرط خجلها قبل أن ينظر لها بأعينه الساحره وهو يردد بهمس دافئ :
-عيد ميلاد سعيد حلوتي , أخبريني أي سنه هذه ؟
حمحمت بارتباك ثم قالت :
-27 .
ذم شفتيهِ بإعجاب وهو يردد في حين يقترب منها مع كل كلمه يقولها :
-اووه , لم أرى أحد بدأ في عامه السابع والعشرين بكل هذا الجمال والدلال و.......
-إيفان بس بقى .
قالتها بتحذير وهي تدفعه في صدره برفق تمنع اقترابه أكثر , فتنهد بابتسامه وهو يسألها :
-إذًا , ماذا تريدين اليوم ؟ أقصد ماذا تريدين أن أجلب لكِ ؟
ذمت شفتيها بحيره ثم قالت :
-مش عاوزه حاجه , والنهارده بالزات أنا الي ههاديك .
-تهاديني ؟
رددها باستغراب وهو ينظر لها بأعين ضائقه وأكمل مستنكرًا :
-أنه مولدك أنتِ !
أجابته بابتسامه :
-قلتلي من شهر فات أننا شخص واحد !
أومأ بتأكيد :
-بالطبع , لكن من حقك أن أجلب لكِ هديه في يوم مثل هذا وليس العكس !
أردفت باستسلام :
-خلاص شوف أنت حابب تجيب أيه وهاته وأنا برضو ههاديك , عشان حابه اليوم ده تحديدًا يبقى مميز ليك .
أومئ موافقًا على اقتراحها وقال مؤكدًا :
-وأنا أوافق , إذًا ما هديتك ؟
وقفت بتوتر مبتعده عن الفراش وهي تشعر بأن كل شجاعتها قد ذهبت في مهب الريح , أين ما أعدته لهذه اللحظه ؟ أين جرأتها التي حاولت التحلي بها ؟ وصلت أمام إحدي الشرفات فوقفت أمامها تنظر للخارج بتوتر والرياح تضرب وجهها تزيد من توترها حتى أنها لم تشعر بتسلله خلفها ومن ثم تسلل ذراعيهِ ليحتضناها من ظهرها باحتواء لا تشعر بهِ سوى معه وأنفاسه قريبه من أذنها وهو يسألها ببحة صوته المميزه :
-ماذا ؟ أهديتك صعبه لهذا الحد ؟
أغمضت عيناها لثوانِ تتنفس بعمق مره تلو الأخرى حتى شعرت أنها قادره على التفوه بما تريد قوله , ففتحت عيناها تلتفت له محافظه على البقاء بين ذراعيهِ علهما يمدناها بالقوه المفقوده والشجاعه الهاربه وحاولت مره وأخرى وأخرى أن تتحدث ولكن كل مره تشعر بعقدة لسانها حتى شجعتها نظراته فوجدت نفسها تهمس بإسمه باستجداء :
-إيفان ...
رد عليها بنبره دافئه مثل مشاعره تمامًا :
-نعم ؟
همست هذه المره بخجل ضرب بأوردتها حتى شعرت بأنها على وشك الإنفجار وهي تقول :
- أنا... ااا.... بحبك ..
جاردينيا ج3 ...تكلمة الفصل الثالث " أحببتك وقُضي الأمر "
-سيدتي لِمَ صبرتي كل هذه الأشهر دون أن تحاولي التخلص منها مره أخرى ؟
تسائلت بها " راجيه " التي تجلس أرضًا أمام " نيروز " التي تتناول بعض الفاكهه الطازجه , فرفعت " نيروز " عيناها إليها وقالت بتروي :
-ليست صدفه أن تتعرض للموت مرتان في ثلاثة أشهر فقط , وأنا لا أريد جذب أعين إيفان حول الأمر لأنه إن شك سيبحث فيهِ وإن فعل سيصل للحقيقه .
هزت " راجيه " رأسها بتفهم ثم أردفت :
-لكن سمو الحاكم كان له رأي آخر , وسأم الإنتظار , وكي لا يشك الحاكم إيفان في أحد منا سيتصرف هو .
ضيقت " نيروز " ما بين حاجبيها بعدم فهم وهي تسألها بترقب :
-ماذا تقصدين ؟
أجابتها الأخيره وهي تسرد عليها ما حدث صباحًا :
-لقد جاء لي رسول بعثه لنا الحاكم رعد وأخبرني أن الحاكم يأمرنا بألا نتصرف في أي شئ الفتره المقبله وهو سيتصرف حين تحين له الفرصه , وسيكون هذا في أقرب وقت ممكن , الخطه جاهزه بالفعل على التنفيذ .
سألتها " نيروز " بتفاجئ :
-وكيف دلف الرسول للقصر ؟
-تنكر في زي أحد الخدم .
ضيقت عيناها وهي تتابع أسئلتها :
-وكيف دلف جاردينيا من الأساس ؟
توترت " راجيه " وهي تقول :
-ل .. لا أعلم .
-راجيه !
رددتها " نيروز " بتحذير وهي تقترب منها بجسدها وفي لحظه كانت تضع السكين الذي تستعمله لتقطيع الفاكهه على عنقها وهي تغمغم بنبره محذره :
-لا أحبذ الكذب , تحدثي ولا تثيرين جنوني , تعلمين ماسيحدث حينها .
ابتلعت " راجيه " ريقها بخوف شديد وهي تنظر للسكين , تعلم جيدًا أن " نيروز " في شرها لا تمزح ولن تتردد أبدًا أن تنحر عنقها , فقالت بتلعثم :
-سأتحدث , فقط ابعديها .
ابتعدت " نيروز " عنها بالسكين وقالت لها بهدوء شديد :
-أسمعك .
زفرت " راجيه " أنفاسها براحه ثم أردفت وهي تبوح بسر جاردينيا المخفي :
-في أحد بيوت جاردينيا تقبع حفره بمنتصفه تتصل بممر أسفل الأرض ونهايته خلف الجبال الجنوبيه أي على حدود جاردينيا الجنوبيه .
اتسعت أعين " نيروز " بدهشه وهي تستمع لحديثها ثم تسائلت :
-وكيف لم يُبلغ سكان البيت عن هذا ؟ أنها جريمه !
-البيت مهجور منذُ سنوات , وأُطلق عليهِ شائعه أن الأرواح تسكنه .
غمغمت " نيروز" بتنبأ :
-كي لا يُكشف سر جاردينيا أطلقوا هذه الشائعه صحيح ؟
أومأت برأسها إيجابًا , فصمتت " نيروز " لثوانِ تفكر فيما عرفته الآن ثم رفعت رأسها ل راجيه وهي تسألها :
-من أين عرفتِ ؟
-أخبرني سمو الحاكم رعد قبل قدومي لهنا كي أذهب لذلك المنزل إن حدث شئ ضروري وأردت العوده لجاردينيا وإخباره بهِ .
تسائلت " نيروز " بصدمه :
-ولِمَ لم يخبرني ؟
ردت بتوتر :
-قال أنكِ لربما تفشين بهذا السر للحاكم إيفان إن تحسنت العلاقه بينكما , لذا حذرني من إخبارك .
احتل الذهول وجهها وهي تردد بخفوت :
-إيفان لا يعلم ! إذًا رعد يستغل الأمر , وذلك الممر السري سيكون لعنه على جاردينيا الوسطى في يومًا ما .
---------------------
-ماذا قلتِ ؟
تسائل بها " إيفان " بهدوء فور أن أنتهت "روبين " من كلمتها وكأنه لم يستمع لها , هو بالفعل مُوقن أنه لم يسمعها رُبما رفضت أذناه أن تستقبل ما قالته ورفض عقله استيعابه , التفت له " روبين" وهي تُقدر صدمته جيدًا فنظرت له بتوتر هل عليها أن تعيدها ! لم تكن سهله حين قالتها في المره الأولى فماذا عن الثانيه ! , اذردرت ريقها وهي تشعر بجفاف حلقها وتورد وجنتيها ووجهها بأكمله لن تنكر أن الأشهر الثلاث الماضيه قربت بينهما كثيرًا وقوت علاقتهما فلم يبخل عليها إيفان بالتدليل والإهتمام والحب الذي تنطق بهِ عيناه قبل لسانه , دومًا ما تشعر حين ينظر لها أنها الفتاه الوحيده على كوكب الأرض برمته , نظرته الخاصه التي يطالعها بها تذوب فيها ذوبانًا , نبرته الحانيه التي يتحدث بها إليها تجعل صوته يتخلل لأعماق أعماقها , حتى لمسته تزغزغ حواسها وتبعثر مشاعرها , وأفضل وقت يأتي عليها ليلاً تحديدًا وقت النوم حين تقبع بين أحضانه ليخلدا لنوم هادئ مريح , وقد صدق حين حافظ على الحدود بينهما كما وعدها قبل الزواج , وهذا أعلاه في نظرها أكثر , فهي تعلم يقينًا كم يجاهد نفسه ليبقى محافظًا على وعده .
-قلت إني بحبك .
رددتها بابتسامه هادئه وكانت أسهل عليها من المره الأولى وليس كما توقعت , اتسعت ابتسامتها وهي تنظر لملامحه الجامده كجمود الموتى رُبما حتى تنفسه قد حُبس في صدره ! , وأعينه لم تتزحزح عنها أنشًا واحدًا , وعنه كانت هناك ثوره عنيفه بداخله , لا يصدق أنه قد استمع لتلك الكلمه منها , لا يصدق أنها أصبحت تبادله مشاعره بالطبع مشاعره هو أعمق وأكثر ولكن يرضيهِ أقل القليل من مشاعرها , يكفي أنه أصبح بقلبها ماذا يريد أكثر من هذا ؟ فهو ليس بطماع ولم يعرف للطمع طريق يومًا فهل سيعرفه معها ! تسارعت دقات قلبه حين استوعب عقله كلمتها أتم الإستيعاب ولمعت عيناه بشده فظنت الواقفه أمامه أنها ستخرج شعاعًا من شدة لمعانها فلمعت عيناها هي الأخرى لسعادته وكأنها عدوى انتقلت إليها , وفتحت فمها تريد إضافة المزيد من الكلمات التي تعبر عن مشاعرها لتزيد سعادته فهو يستحق أكثر من مجرد كلمه تُقال , ولكنها شهقت بخضه حين وجدته في غمضة عين يفيق من صدمته ويحيط خصرها بذراعيهِ المفتولتين ويقربها منه حد الإلتصاق وعيناه مثبته في عيناها وهمس لها :
-أتعلمين كم انتظرت هذه اللحظه !.
ارتجف جسدها من قربه المهلك ومن نظراته ومن كل شئ يحيط بها الآن ولم تجيبه فقط اكتفت بإماءه من رأسها تخبره أنها تعلم أنه انتظر الكثير , رأت نظراته تفارق عيناها وتنحدر على شفتيها تحديدًا وكأنه في هذه اللحظه قد فقد تحكمه بذاته هكذا ظنت هي ، وهي تراه يقترب منها ببطئ مُهلك لأعصابها فأغمضت عيناها وجفنيها يرتجفان لا تعلم ما الخطوه القادمه ورُبما تعلمها لكنها تخشى ما سيتبعها , شعرت بشفتيهِ تحتضن شفتيها برفق شديد ونعومه ليسرق منها قبلتهما الأولى في خضم مشاعرهما , وبعد ثوانِ شعرت بإبتعاده عنها والذي أثار دهشتها وسعادتها في آنٍِ واحد فقد كانت تخشى أن يتمادى أكثر ولا يستطع التحكم في ذاته , ولكنها على أي حال لم تستطع مواجهته ففتحت عيناها ونظرت لأسفل بوجه يكاد ينفجر من حمرة الخجل .
طالعها بعينان لامعتان شغفًا وعشقًا لها هي فقط , ونبضاته لم تهدأ بعد أثر قربها المضني منهِ , وهمس لها بصوت يملأه الشغف :
-وهذا ردي على هديتك .
تململت بين ذراعيهِ لتبتعد بخجل وهو تركها مُرحبًا خاصةً وهو يرى خجلها , ولكنه ردد بنبرة حزن مصطنعه :
-هل ضايقتك ؟ أعتذر أنا فقط أر.....
قاطعته وهي ترفع رأسها سريعًا و تقول بإندفاع :
-لا مضايقتش ان......
قطعت حديثها بشهقه وهي تدرك حديثها خاصةً مع نظرة الخبث التي رأتها في عيناه فتحركت سريعًا من أمامه دالفه لغرفة تبديل الثياب تحتمي بها منهِ ومن خجلها بعد ما قالته وهي تستمع لضحكاته التي تتبعها والتي تنطلق لأول مره بهذه السعاده .
---------( ناهد خالد )--------------
همهم بلذه وهو يتناول إفطاره الذي أعدته " شمس " الجالسه بجواره وهي تبتسم بإتساع وفرحه لأنه أحب مذاق الطعام , مضغ " عبد الرحمن " آخر لقمه في فمه ومن ثم قال :
-أراكِ قد أجدتِ الطهي بإمتياز .
أجابته بإمتنان :
-وهذا بفضلك أنت , أنسيت أنك من علمتني في الأشهر الماضيه .
أومئ برأسه وهو يقول :
-لولا طباخ القصر الذي أستفدت من خبراته وأخبرني كيف تُطهى كل أكله لِمَ تعلمت أنا شخصيًا .
أنهى حديثه ووقف ينفض يده وهو يقول لها بعدما وقفت أمامه :
-سأذهب للعمل إذًا .
التقط خفه وارتداه قبل أن يقترب منها ويحيط رأسها بكفيهِ كما اعتاد أن يفعل في الفتره الماضيه وطبع قبله هادئه على جبينها ثم ابتعد قليلاً وهو يسألها بإهتمام :
-هل تريدين مني شئ قبل أن أذهب ؟
ابتسمت بحب وهي تجيبه بهمس :
-أريدك أن تعود لي سريعًا لأني اشتاق لك .
أفتر ثغره هو الآخر عن ابتسامه مُحبه وقال :
-أُحبك .
احتضنت كفيهِ المحيطان بوجهها وهي تغمغم :
-وأنا أيضًا .
طبع قبله أخيره على شعرها قبل أن يتحرك للخارج , فوقفت هي تنظر لذهابه بقلب يخفق حبًا لهذا الرجل الذي جعلها تعيش في نعيم من الحب والمشاعر البازخه الفتره الماضيه , تتذكر أنه في الشهر الأول كانت علاقتهما متوتره لعدم اعتيادهما على الوضع الجديد بعد , لكن تاليًا ورويدًا اتخذت علاقتهما منحنى آخر تمامًا بعيدًا عن التوتر والتذبذب فأصبحا يتعاملان كحبيبان دون حواجز , ولا يوجد بينهما سوى حواجز إتمام الزواج والتي لن تُهدم ولن يفكروا في هدمها حتى !
-------------
-ثلاثة أشهر ليست كافيه لتثبت لكِ صدق توبتي !؟
تنهدت بثِقل وهي تجيبه :
-حيدر رجاءً أفهمني , قلت أنني أصبحت أثق بكَ ولم أقل غير هذا ولكن لا أريد الزواج حاليًا , عالأقل ليس بهذه السرعه .
ردد باستنكار :
-سرعه ! أي سرعه هذه ! حسنًا أخبريني متى تريدين الزواج ؟
فركت كفيها بتوتر وهي تغمغم :
-لا أعلم .
نظر لها باستغراب وقال بحده :
-مطر , إن كان لديك ِ شئ أخبريني بهِ بصراحه , وإن كنتِ قد رجعتِ في قرار زواجك مني أخبريني وسأتفهمك .
قال جملته الأخيره بضيق واضح رغم نبرة الحزن الطفيفه التي طغت عليهِ , فنظرت له هي الأخرى بأعين حزينه وهي تقرر إخباره بما يجوب عقلها :
-ليس الأمر كما فهمته , أشعر بالتوتر وأرى أن قرار زواجنا ليس بهذه السهوله .
-كيف ؟
تنهدت بعمق وهي تجيبه :
-الجميع سيتحدث حيدر , سيقولون أنني قد أوقعتك في شباكي , سيقولون أن دلوفي القصر كان لهذا الغرض , وآخرين سيتحدثون عن كيف تزوج قائد الجيش وأمير جاردينيا من فتاه عاديه لا تليق بهِ , لن أتحمل سماع أيًا من هذا وهذا تحديدًا ما يوترني .
نظر لها بعدم تصديق أحقًا تتهرب من زواجهما من أجل هذا السبب , في بداية الأمر لم يصدقها لكن الحزن الذي احتل ملامحها وهي تتحدث جعله يصدق أنها بالفعل تفكر في هذا , التقط كفيها بين كفيهِ يضغط عليهما برفق وهو يقول بنبره مترويه :
-يتحدثون على أي حال , لن ترضيهم مهما فعلتِ , لذا لا يجب أن تضعيهم في الحسبان , مطر ..زواجنا يخصنا نحن وليس أحد غيرنا , ثم الحاكم نفسه قد تزوج أيضًا فتاه عاديه ليست أميره ولا ماشابه ولم يهتما لأي شئ , سنهتم نحن !
تسائلت بتوتر :
-وهل تظنهم سيوافقون ؟
قطب حاجبيهِ بعدم فهم وهو يسألها :
-من تقصدين ؟
-أسرتك , الحاكم والوالده والجميع .
ابتسم لها بإطمئنان وقال :
-إيفان يعلم كل شئ من البدايه , والباقي لن يعترض لا تقلقي .
أومأت برأسها إيجابًا وقد تسربت إليها بعض الراحه من حديثه , فأردف متسائلاً بلهفه :
-إذًا متى سيكون الزواج ؟
أخفضت نظرها بخجل وهي تهمس :
-كما تشاء .
ابتسم " حيدر " باتساع وهو يقول :
-سأتحدث مع إيفان لنحدد أنسب موعد وبالطبع أقربهم .
أنهى جملته وهو يغمز لها بعيناه فابتسمت بخجل وهي تشيح بنظرها بعيدًا عنه .
----------------------
مساءً ....
انتهت من ارتداء ثوبها الذي انتقاه لها " إيفان " بنفسه بعدما بعث لتاجر الأقمشه وجعله يعرض جميع بضاعته , وأخيرًا وقع أختياره على ثوب رائع وأنيق رغم بساطة تصميمه من اللون الأخضر المماثل لخضرة عينيها , وقد أعجبها كثيرًا حين رأته وأعجبها أكثر الآن وقد ارتدته ..ابتسمت بحب حين تذكرت حديثه وهو يقول
" حين رأيته تذكرت لون عيناكِ الذي يحيرني دومًا لكني التقط فيهِ اللون الأخضر حين اتعمق بهما , وبساطته ماثلت بساطة ملامحك رغم تميزها وقدرتها على سحر الراهب , رأيت أنه الأنسب لأنه يشبهك بشكل ما "
تنهدت بعمق وهي تدعو الله ألا تكن سعادتها هذه مؤقته وأن يجعل لهم حلاً كي يبقوا سويًا للأبد وألا يعرف الفراق طريقًا لهم .
التفت على صوت خطواته حين دلف الغرفه فنظرت له بوله كم مره قالت أن الأسود خصيصًا يكون أكثر من رائع عليهِ ويكون هو مُبهر بهِ! , كان يرتدي جلباب من اللون الأسود وفوقهِ ستره طويله تصل للكاحل من نفس اللون ويتخللها لون مُذهب زُينت بهِ من الأكمام والرقبه وجانبيها المفتوحان وأُحيطت بحزام أسود مُزخرف باللون المُذهب من عند الخصر وعمامه سوداء وُضع فوقها التاج الملكي , اقترب منها وعيناه تطالعها بإنبهار حتى أصبح أمامها فهمس بإعجاب :
-رائع , كما توقعته تمامًا .
ابتسمت له باتساع وهي تردد بإعجاب هي الأخرى :
-اللون الأسود بيليق بيك جدًا , وبحب شكلك فيه أوي .
رفع حاجبه بعبث وهو يسألها بسعاده خفيه :
-حقًا ؟
أومأت بإيجاب ثم اختفت ابتسامتها وهي تهتف بجديه :
-عشان كده دي آخر مره هتلبسه فيها .
#يتبع
شوفتوا غيرة إيفان... رحبوا بقى بغيرة روبين😂♥️
رواية جاردينيا (حرب العشاق) الفصل الرابع 4 من هنا
رواية جاردينيا (حرب العشاق) الجزء الثالث 3
رواية جاردينيا (حرب العشاق) الجزء الثانى 2
رواية جاردينيا (حرب العشاق) الجزء الأول 1
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)