📁

رواية لقاء تحت القمر الفصل الأول 1 بقلم ندى أشرف

رواية لقاء تحت القمر الفصل الأول 1 بقلم ندى أشرف

رواية لقاء تحت القمر البارت الأول 1

رواية لقاء تحت القمر الجزء الأول 1

رواية لقاء تحت القمر الحلقة الأولى 1

رواية لقاء تحت القمر بقلم ندى أشرف

رواية لقاء تحت القمر الفصل الأول 1 بقلم ندى أشرف
رواية لقاء تحت القمر


رواية لقاء تحت القمر الفصل الأول 1


قصة لقاء تحت القمر (١)

بقلم/ ندى أشرف

٭٭٭

انا امرأة عشرينية، في أواخر العشرينات..

بلغت من عمري الثامن والعشرون وأخيراً تقدم لخطبتي من هو مناسب تماماً من كل الجهات..


بقيت صابرة لسنوات وأضعت من عمري سنين وشهور وتحملت نظرات وكلمات أغضبتني وقهرتني لأجل أن أتزوج بمن هو كما أردت تماماً.. 


ذلك الرجل الذي كلما تحدثت عن صفاته قبل أن أحصل عليه زوجاً لي أخبروني بأنني بذلك أريد رجلاً تفصيلاً..


قبلت به زوجاً لي ولم يسبق لي أي معرفة به ولم تولد له بداخلي أي مشاعر بعد!

كذلك هو نفس الأمر. 


قبل ذلك اليوم بثلاث سنوات قابلت صديقاً لي بالعمل في إحدى صفقات الشركة كان يعمل بالشركة المنافسة، كانت الأمور بيننا جميلة للغاية..

كان بيننا تفاهم وصداقة ومحبة خارج حدود العمل، مهما حدث لا تدخل أمور العمل وخلافاته بيننا إطلاقاً، كان يدعى " شريف " .. 

الغريب في الأمر أنه لم يعترف لي بحبه أبداً، كان كثير الاهتمام لا يفارقني لحظة خلال الثلاث سنوات.. حتى أنه دائما ما كان يعبر لي عن اعجابه بملابسي وشكلي في كل مقابلة عمل أو خارج العمل، أحببت اهتمامه بكامل تفاصيلي..

كان يهاديني ويفاجئني بأمور يعرف جيداً أنني أحبها أو اريدها بشده.. 

اتذكر أنني في يوم تحدثت أمامه عن حذاء أعجبني طرازه جيداً ووجدته قد أهداني به في اليوم التالي..

كان يتفهم غضبي وتغيراتي المزاجية ومهما فعلت لا يغضب مني ولا يخاصمني كان دائماً يبادر بمصالحتي وكأنني أهم شخص قد خلقه الله بالعالم بالنسبة له!

لم يترك جانباً لي إلا وقد أكمله لم أشعر بالنقص أبداً وانا بجانبه إلا من شيء واحد! 

لا هي كلمة واحدة فقط.. أردت وبشدة أن يخبرني بأنه يُحبني ويريدني بجانبه إلى اللابد. 


بقيت أيام وشهور وأنا أفكر لماذا لم يخبرني بهذه الكلمة أو يطلب الارتباط مني طيلة هذه المدة! 


قربه مني واهتمامه بي لم يجعلها مجرد ثلاثة سنوات بل كانت عمر كامل بالنسبة لي.

أحببته بكل ما تحمل الكلمة من معنى، عشقته وعشقت كل تفصيلة به سراً وانا انتظر أن يخبرني بما أردت سماعه لسنوات.


ولما أخبروني بأمر هذا الشخص الذي تقدم لخطبتي أخبرت شريف بالأمر وراقبت ردة فعله ووجدت منه ما لم أتوقع!

كان يشعر بالفرحة وتمنى لو أن يكتمل الأمر وأتزوج من هذا الشخص في أقرب وقت ممكن وأحصل على الاستقرار في حياتي!


تعجبت له بشدة وشعرت حينها برجفة داخل قلبي وكأنه يبكي! 


قد يحدث أن ترتجف صمام القلب عوضاً عن أعصاب الوجه وأن يبكي القلب صمتاً مع جمود الملامح وثباتها..

ابتسمت وأنا أحاول أن اتماسك واكبح مشاعري داخل قلبي وأمنع عيني من البكاء.

اردت أن أقول له بأنني أعشقه وأردته زوجاً لي ولا أريد لغيره أن يبقى بجانبي كامل ما تبقى من عمري لكني أبداً لم استطع. 


عدت إلى منزلي وأنا أفكر وأبكي قهراً وغضباً، أقوم بتأنيب نفسي وتأنيبه وأغضب عليه وابغضه تارة وأهدأ وأحنو عليه تارةً أخرى..


لماذا اقترب مني إلى هذا الحد وهو لم يرد الزواج بي!

لما كل هذا الاهتمام، ما كل هذه الهدايا والورود! 

تعبت وخارت كل قوايا فقدتها كاملة، فقدت الشغف في الحياة، في العمل، في كل شيء.. 


مرت الأيام وأنا على هذا الحال ومازال ذلك الشخص الذي أراد الزواج بي يعاود الاتصال ويطلب من والدي مقابلة تعارف..


كان شريف يتصل بي كل يوم كعادته ليطمئن عليّ وأصبحت أحادثه بشغف وحماس أقل من ذي قبل. 


أردت لو أن أقف أمامه واسأله لما فعلت بي هذا! 

أن أصفعه على وجهه انتقاماً من حيرة قلبي وتعبي لبعده عني وأنه لن يكون نصيباً وحبيباً لي وحدي، جعلني أتشبث به كالغريق الذي لا يجد طوقاً للنجاة من قسوة الحياة سوى قلبه، ثم أصبح جزءاً من قسوتها وزاد غرقي حتى الأعماق بدلاً من أن يأخذ بيدي إلى بر الأمان.

ستؤلم الصفعة قلبي قبل وجهه وسأحتضنه وأداوي ألمه ثم ابتعد عنه.


وافقت على تلك المقابلة ووافقت على أمر الارتباط هذا ككل.. 


مرت الأيام وكان شريف يتابعني خطوة بخطوة في التجهيزات ويختار معي بعض الأشياء كان يشاركني كل شيء كما لو كان هو من سيتزوج بي، أحياناً كنت انسى انني أقوم بالتجهيز للزواج من شخصاً غيره وأعود في نهاية يومي معه وأنا سعيدة للغاية لأنه كان معي، يحادثني، ينتقد رأيي في اختياري للأشياء ويختار أخرى بنفسه ويزداد اعجابي بها لأنها من اختياره، يمازحني ويشاركني الضحك وينتهي يومنا بوجبة عشاء ممزوجة بالضحكات والسعادة.. 

كنت كالسكرانة لا أدري بما أفعل، كنت أشعر في نهاية اليوم بأنني امرأة خائنة وأقوم بتأنيب نفسي كالعادة، لا يجب أن أكون خائنة في مشاعري لمن سيكون زوجي لكني لم استطع! 

كان كالنيكوتين يتخلل إلى داخل رأسي أتجرعه كالمدمنين واريد منه المزيد والمزيد ولا أفكر بالعواقب وأن ما أفعله الآن خاطئ ولا يناسبني.. 


انتهت التجهيزات وذهبت لاختيار فستان زفافي.. 

التقطت صديقتي لي بعض الصور وأنا ارتديه وفي اليوم التالي قابلت شريف وجعلته يراه ويعطيني رأيه وبمجرد أن وقع بصره على تلك الصورة وجدته يضحك وتهتز يده ويرتجف قائلاً:

- زي القمر.. من يومك وانتي زي القمر ياحبيبتي. 

كان غالباً يناديني حبيبتي ولكن ليست بالمعنى الذي نعرفه نحن، كانت سطحية تختلي من أي مشاعر حب حقيقية. 

لاحظت انه ينظر بالجهة الأخري ويمسح طرف عينه فسحبت وجهه تجاهي بيدي وأنا اتسائل في دهشة:

- إنت بتعيط! 

اجابني وهو يضحك:

- اه، لأ دي دموع الفرح.. أنا فرحان بيكي أوي، مش مصدق أخيراً هتبقي عروسة وهنفرح بيكي! 

ابتسمت ابتسامة باردة تعلوها مشاعر خيبة الأمل فقلت:

- اه شوفت، النصيب بقى لما بيجي خلاص.. مافيش مفر..

غادرنا وحان الوقت وها قد أتى يوم زفافي. 


لن استطيع ابداً أن أصف لكم ذلك اليوم.. سأخبركم سراً لم يعلم عنه أحد منذ ذلك الوقت..


كنت في صالون التجميل أتجهز ويضعون على وجهي مساحيق التجميل وأنا اتأمل ملامحي وجسدي كنت أشعر بنفسي جميلة للغاية لكني أردت ذلك الجمال لشريف لا لأي رجل غيره..


هل تستطيع الكلمات أن تصف ما بقلبي من قهر وحزن واشتياق وعشق لأجل هذا الرجل؟ 

لا والله لن تستطيع، تجمدت ملامحي عن الابتسام أو حتى البكاء كنت كالجماد.. حتى تلك اللحظة التي قررت أن أتخيل نفسي أتجهز لشريف لا لأحمد وصدقت ذلك كأنه حق..


حينها ابتسمت من داخل قلبي وتوردت وجنتاي وأعلن الضيق بتنفسي مغادرته لصدري ليأتي الانشراح وأخذ بصحبته تلك الغصة العالقة بقلبي، كيف صدقت! وكأنني سأعود إلى بيتي بصحبته لا أعلم..


كان شريف بين الحاضرين لأنه كان أيضاً صديقاً لوالدي وعائلتي، رايته طوال الوقت واقفاً أمامي بين الملتفين حولي يحتفلون بي يصفق ويبتسم بعيون لامعة، لم تسقط عيني عنه وأنا اتراقص واتخيله زوجي وأبتسم وأضحك له وتتراود في ذهني كل ذكرياتنا معاً وضحكنا وليالي سهرنا فيها معاً عبر الهاتف نتشارك الأحاديث ومشاهدة المسلسلات. 

حتى تلك اللحظة اللي أُعلِن فيها بدء 

"رقصة السلو " وبدأ أحمد يقترب مني وتلتف ذراعية حول خصري ويداي حول عنقه كنت أنظر داخل عينيه وأنا أراه شريف ومازالت ضحكة السكرانين عالقة بفمي حتى أنني احتضنته ولم أعرف من أين أتى ذلك الفعل مني كنت لا أشعر بنفسي حقاً.. 

استفقت من شرودي على انتهاء الرقصة والتصفيق الحار من أقاربي وأصدقائي بحثت بعيني عن شريف لم أجده انقبض صدري، اقتربت من إحدي صديقاتي كانت المقربة لي وستتفهم أمري بشكل إيجابي وسألتها عنه أجابتني بعفوية قائلة:

- لأ شريف غالباً كدة مقدرش يستحمل يشوفك في الموقف ده ومن فرحته عيونة دمعت ومشي برا القاعة خالص. 


- عيونه دمعت!

تنهدت بضيق وعادت ملامحي للجمود الذي كانت عليه واختفت ابتسامتي وفرحتي الوهمية وأنا أشعر بالغضب لما لم استطع أن أذهب خلفه لأعلم ما بداخله وأتحدث إليه كما اعتدت أن أفعل معه! 

لما كل تلك العيون العالقة بي، أكره أن أكون نجمة المسرح، متى سينتهي هذا الزفاف اللعين! 


مر الوقت كمرور السلحفاة أثناء عبورها للطريق وحصلت على هاتفي ووجدت به رسالة من شريف أخبرني بها قائلاً:

" أنا اسف اضطريت أمشي طلبوني في الشغل، كنتي زي القمر بجد.. متنسيش تكلميني تطمنيني عليكي وقت ما تقدري، مبروك يا عروسة " .. 


أغلقت هاتفي على سؤال أحمد:

- في حاجه ياحبيبتي؟

- ها.. لا لا مافيش حاجه كله تمام.

- طيب الحمدلله، بس إيه القمر ده؟

- بجد؟ 

- ايه ماشوفتيش نفسك ولا إيه، كنتي أحلى عروسة فيكي يابلد

ابتسمت له فقلت:

- ميرسي أوي كله من ذوقك.

نظر لي باشمئزاز ثم أدار وجهه جانباً..


وصلنا إلى بيتنا وها قد انتهى ذلك اليوم الصعب أخيراً وبدأت معه أول ليلة في زواجي وحدث مني ما لم أتوقعه أبداً... 

٭٭★٭٭


لقاء تحت القمر

بقلم/ ندى أشرف.


رواية لقاء تحت القمر الفصل الثانى 2 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية لقاء تحت القمر)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)


روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات