📁

رواية لقاء تحت القمر الفصل الثانى 2 بقلم ندى أشرف

رواية لقاء تحت القمر الفصل الثانى 2 بقلم ندى أشرف

رواية لقاء تحت القمر البارت الثانى 2

رواية لقاء تحت القمر الجزء الثانى 2

رواية لقاء تحت القمر الحلقة الثانية 2

رواية لقاء تحت القمر بقلم ندى أشرف

رواية لقاء تحت القمر الفصل الثانى 2 بقلم ندى أشرف
رواية لقاء تحت القمر


رواية لقاء تحت القمر الفصل الثانى 2


قصة لقاء تحت القمر (٢) 

بقلم/ #ندى_أشرف

٭٭٭

وصلنا إلى بيتنا وها قد انتهى ذلك اليوم الصعب أخيراً وبدأت معه أول ليلة في زواجي وحدث مني ما لم أتوقعه أبداً..


كان يبدو على أحمد الفرحة بشكل غير طبيعي قبل أن يتركني أقوم بتبديل ملابسي جلس وجعلني أجلس أمامه، كنت أشعر بالضيق والخوف يقتحم قلبي ويعكر صفو ذهني وبدا عليّ التوتر حيثُ جلست وقد انعقدت يداي ببعضها لتعبر لغة جسدي على التوتر الذي أشعر به وكنت منصتة له لأرى ما بداخله وبدأ يحادثني بلطف قائلاً:

- مبدأياً كدة دي ليلة عشت عمري كله وأنا بتعب عشان أوصلها، ومن حسن حظي إن نصيبي فيها يبقى معاكي إنتي دوناً عن كل نساء العالم..

احنا لسة مبقاش في بينا عشرة كتير بس أنا أشهد الله إني مشوفتش منك غير كل خير وكنت بتمنى من قلبي إن ربنا يتمم فرحتي بيكي على خير ورغم إن دعوات كتير بقلبي ربنا مستجابش ليها بس استجاب لدعوتي بيكي..

مبروك عليكي أنا ومبروك عليا إنتي وأوعدك من اللحظة دي إن عمري ما هزعلك ولا هكسر خاطرك وقلبك وهكون ليكي زوج صالح ما دمتي لي زوجة صالحة.. 

أبتسمت فأجبته:

- الله يبارك فيك.. 

ظل صامتاً يترقب صمتي منتظر مني أن أقول له ما بقلبي مثلما قال فلم أنطق وكان الخجل يطق من وجنتاي حرارة فقال:

- طيب أنا ليا عندك طلب أتمنى إنك تتفهميه وتحققيه.. 

حينما تغيرت نبرته في الحديث تركت الخجل والتوتر جانباً فأجبته بجدية فقلت:

- اتفضل..

فقال:

- شوفي أنا مقدر تماماً علاقة الصداقة اللي بينك وبين.. شريف! 

بمجرد أن نطق بإسمه انقبض صدري واختنقت روحي لغيابه عني في تلك اللحظة التي طالما تمنيته بجانبي فيها ولا أحد غيره من رجال العالم فاستطرد قوله قائلاً:

- يعني مكنتش بحب أزعلك وبسيبك تتعاملي مع معارفك وأصحابك ومكنتش حابب أضيق عليكي واقولك تكلمي مين ومتكلميش مين بس حاليا الوضع هيختلف شوية.. 

بمعنى، إني راجل شرقي مينفعش مراتي يكون ليها صاحب راجل تروح وتيجي معاه وتكلمه وتهزر معاه وهيا على زمتي وكرامتها من كرامتي وبقت شرفي! 

معنديش مانع ان الكلام يبقى في حدود الشغل بس اعذريني مش هسمح يكون أكتر من كدة..


شعرت بأن له الحق فيما قال فلم أعترض واومأت إيجاباً قائلة:

- حاضر .. 

ابتسم في راحة وكان يبدو أنه انتظر مني رداً يختلف تماماً عما فعلت فقال:

- بس كدة! دنا قولت هتفضلي تقنعي فيا وتناقشيني أو تقاوحيني وترفضي أو تقولي مقولتش كدة من زمان ليه مثلاً..

اجبته في هدوء:

- لا مهو بصراحة كدة دي أصول وانا مقدرش اقاوحك فيها.. معاك حق.

انشغل عقلي بـ شريف وكانت تلك هي أول لحظة أشعر وكأنني أتخلى فيها عنه أو أن أتجرد من مشاعري له التي دامت لسنوات، كادت الدموع أن تسقط من عيني لكني منعتها فإنه لا الوقت المناسب ولا المكان المناسب لهذا الأمر.. 

ابتسم وتنهد في راحة ثم قال:

- طيب ياستي هسيبك بقى تغيري هدومك وانا هدخل بعدك.. 


ذهبت مسرعة متجهة لغرفتي وأغلقت الباب خلفي قبل أن تخونني مشاعر الحزن بداخلي وقفت أمام المرآة ووجدت العَبرات تنهمر من عيني بلا توقف، قلبي لا يتحمل لم أتوقع يوماً أن بعد ما توصلت له من علم ومنصب ومكانة في المجتمع أن يكون زواجي بمن لا أحب وبهذه الطريقة التي رفضتها دائماً، أكنت أنتقم من نفسي أم من قلبي أم من ذاك الذي لم يشعر بنبض قلبي الذي ما كان ينبض لسواه..


وبدون وعي شعرت بالغضب الشديد وصفعت نفسي لأستفيق مما أنا فيه ونظرت داخل عيني بالمرآة في غضب وأخبرتها.." أنني الآن في منزلي، بصحبة زوجي من هو أحق بقلبي ومشاعري وفكري، وأن من لا يشعر بي وبقلبي لا يستحق أن يأخذ أي جزء من تفكيري وإحساسي..! "


تنهدت وبدأت أتجرد من ملابسي كان الفستان ثقيل للغاية بقيت لدقائق وانا أعافر معه لكي أتخلص منه ونجحت بصعوبة اردت أن لا اطلب من أحمد مساعدتي وأخيراً انتهيت وما إن فتحت خزانة ملابسي لأضع الفستان وجدت صندوق أزرق صغير فتحته وجدت بداخله سلسال مصنوع من الذهب معلقة به قلادة من اللؤلؤ، كانت قمة في الجمال والرقي، جميلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فرحت بها كثيراً وعلمت أنها كانت من تخطيط أحمد.. 

                                 ٭٭٭ 

انتهينا من أمر تبديل ملابس الفرح بملابس البيت،  وتناولنا وجبة العشاء وجلست بالقرب منه أمام التلفاز كنت متعبة بشدة أريد أن انام وارتاح من مجهود كل تلك الأيام وهذا اليوم بالتحديد لكني كنت خائفة من غرفة نومي لم أستوعب بعد أنني سأنام بجانب رجل غريب عني لأول مرة، ما كنت ابداً لأسمح لأحد بمشاركتي فراش نومي.. 


وفجأة بدون ان أشعر بنفسي غرقت في النوم وأنا بجانبه.. حاول أن يوقظني فكنت متعبة للغاية حلمت في غفوتي تلك بشريف، رأيته يرقص معي على أنغام الموسيقى الهادئة وبعد أن انتهينا كان يحمل بين يديه السلسال الذي وجدته بخزانة ملابسي وأدار ظهري له فقمت برفع شعري للأعلى ووضع القلادة في عنقي ثم أعادني لأبقى في مقابلته وهو ينظر إليّ بإعجاب شديد قائلاً:

- مكانتش هتبقى بالجمال ده لو كانت على غيرك من النساء.. 

واقترب مني بشدة شعرت بأنفاسه الدافئة وقبلني على جبيني سمعته يقول:

" زي القمر وانتي نايمة.." 

انتبهت أثناء غفوتي ومازلت كالسكرانة قائلة:

- نايمة إيه ياشريف أمال مين اللي كانت بترقص معاك دلوقتي! 

أنا بحبك أوي ياشريف إنت عارف بكدة؟.. 

وفجأة استفقت من غفوتي على ارتفاع نبرة صوت أحمد قائلاً في غضب:

- إصحي يامدام شريف مين أنا أحمد.. جوزك! 

نظرت له والخجل جعلتني أتمنى لو بإمكاني أن تبتلعني الأرض وأختفي من أمام ناظريه الآن..


فقال في غضب:

- دا أنا كل اللي عملته بوستك من دماغك وقولتي بحبك يا شريف أمال لو كنت عملت حاجه اكتر من كدة كان حصل ايه! 

أنا مصدوم فيكي مش قادر أستوعب اللي سمعته.. 

ما تردي يا هانم! ولا هتردي تقولي إيه.. خليكي ساكتة أحسن 


اجبته في حرج:

- دا مجرد حلم! 

صرخ بي قائلاً:

- حلم!! 

أغمضت عيني وانا غير قادرة على تحمل نبرة صوته المرتفعه وعدت أنظر له في خوف اترقب ما سيقول

- وياترى بقى كان بيقولك إيه ولا بيعمل فيكي إيه عشان تقوليله بحبك، آه صحيح كنتي بتقولي بنرقص.. 

جميل.. أكيد بقى كنتي بتقوليله كدة وانتوا مع بعض مانتوا صحاب من زمان ولا الله أعلم كان بيحصل بينكوا ايه يا مدام! تلاقيكي كان نفسك تتجوزيه ولا حاجه.. وانا المغفل اللي جيت خربت عليكوا قصة العشق الممنوع دي! 


دمعت عيناي وبكيت قائلة:

- حرام عليك أنا ست شريفة عمر ما حد لمس حتة بس مني ولا عمر ما كان بيني وبين شريف أي حاجه غير الصداقة والاحترام والتقدير.. ولو مش مصدقني موبايلي عندك اهو ملمستهوش، موجود عليه الشات بتاعنا وكلامنا ولو لقيت كلمة واحد في حقي يبقى ليك الحق!


ابتسم في سخرية فقال:

- ياسلام؟ مغفل انا صح! 

هوا حد قالك عني اني لسة طفل يتضحك عليه بكلمتين! مش ممكن تكوني ماسحة أي حاجه أقدر أمسكها دليل على اللي بينك وبينه!


- بيني وبينه إيه والله ما كان بيني وبينه أي حاجه صدقني! دا مجرد حلم مش أكتر..


وقف لبضع ثواني ينظر لي وهو صامتاً وقد اعتلت وجهه ملامح خيبة الأمل والخذلان والغضب فقطع الصمت قائلاً:

- عمري ما كنت أتخيل يحصل فيا كدة في ليلة عشت عمري كله بحلم بيها، وجوده في حياتك دايما كان عاملي مشكلة بس عمري ما كنت أتخيل إنه واصل معاكي للدرجة دي في علاقتكم ببعض.


لم أجد ما أدافع به عن نفسي نطقت بما لم أبوح به لأحد رغماً عني ولم أكن بوعيي ولكنه حق! 


لكني بريئة هو حب من طرف واحد ولم يحدث بيني وبينه أي شيء مما تخيل هو، نظرت له برجاء أن يتفهمني وأن لا يظلمني لكن موقفي كان ضعيف وصعب فلم أنطق فقال في غضب:

- أنا نازل.. 

غادر البيت وأغلق الباب خلفه بقوة أفقدتني أعصابي، لا أدري ما أفعل ما هذا الحظ أهكذا تبدأ حياتي الزوجية! 


جال بخاطري أن أجري اتصالاً بشريف ولكن ماذا سأقول له! لم يسبق لي أبداً وأن أخبرته بما في قلبي له.. 

فقررت لن أنتظر مجيئ أحمد لأرى ما ينوي تجاهي، أظن أن الأمر قد انتهى وسأنتهي معه، بقيت ليلتي كلها وانا أبكي قهراً وغضباً...

                                ٭٭٭

مر الوقت ولم يعد أحمد فقد تأخر كثيراً، سمعت صوت أذان الفجر فقمت لأصلي وما إن انتهيت بقيت على سجادة الصلاة أدعو الله بما في قلبي وأن يرزق أحمد الهداية للخير في أمرنا وان يجعل قلبه غير قاسي في حكمه علي، بدأت في أذكار الصباح وأخذت اقرأ في المصحف أبحث بين حروفة عن سكينة قلبي وراحتي واستقرار حياتي..


وبينما اقرأ عاد أحمد زادت مع صوت مفاتيحه في الباب ودخوله نبضات قلبي وانا انتظر أي ردة فعل أو كلام منه لي.. 


دلف للداخل وعاد بمصحف صغير وقدمه لي قائلاً:

- سيبي المصحف اللي في إيدك عند علامة الوِرد بتاعك وأحلفي على المصحف ده إن مافيش بينك وبين الزفت اللي إسمه شريف دا حاجه.. وإلا هيبقى فيها خراب بيتك. 

أخذت منه المصحف وحلفت كما قال ليطمئن قلبه.. 

ثم قمت وطويت سجادة الصلاة ووضعتها بمكانها كذلك المصحف وجلست على الكرسي وجلس هو الآخر.. 

تنهدت فقلت:

- ممكن تسمعني ونتكلم بهدوء؟ 

لم يُجيب فاعتبرت صمته إيجاباً على طلبي فاستطردت قولي.. 

أنا مقدرة الموقف اللي حصل ده وحاسة بيك وحاطة نفسي مكانك وعارفة قد إيه موقفي وحش وشكلي وحش جداً قدامك دلوقتي، وحابة إن أحكيلك كل حاجه جوايا بمنتهى الصراحة وليك الحق تقرر يا إما نكمل أو..  ننفصل. 

بس هل إنت مستعد تسمعني دلوقتي؟ 

فقال:

- اتكلمي أنا سامعك.. 

بدأت أقص عليه ما مررت به وقد أخفيت عنه أي تفاصيل لا فائدة من ذكرها:

- أنا مش هنكر إني كنت مشدودة ليه وانت عارف مشاعر الانسان مش بمزاجه وبتكون غصب عنه، أنا كنت متعلقة وصدقني مشاعري دي كانت جوايا وعمري ما اتكلمت عنها مع أي حد هوا نفسه ميعرفش بيها.. 

زمانك دلوقتي بتقول ليه وافقتي عليا طالما بتحبي حد تاني!

أنا وافقت عليك عشان مكنش فيك حاجه تترفض عليها، كل حاجه كنت بطلبها من ربنا في اللي هتجوزه لقيتها فيك، هيا اه الطريقة مكانتش نفس ما أنا اتمنيت بس ظروفي اللي أنا فيها مش بإيدي لو بإرادتي أو ليا تدخل فيها كان ليك الحق تحاسبني عليها بس أنا ذنبي إيه في إني أحب حد واتجوز حد تاني خالص.. لا المشاعر بمزاجك تحددها ولا النصيب بإيدك تختاره! 

هيا أه كان قدامي الرفض أو الموافقة بس انت المكتوبلي والمقدرلي تكون نصيبي..

إنت قولتلي أحجم علاقتي بيه وقولتلك حاضر، ونويت أرمي كل حاجه ورا ضهري واركز في بيتي وحياتي، اللي حصل كمان مش بإرادتي وغصب عني دي هلوسة من التعب..


- هلوسة من التعب بس دي الحقيقة.. 

عموماً ماشي أنا كمان حابب احكيلك إن قبل دخولك حياتي مكانتش خالية من المواقف والناس..

أنا من ساعة مانزلت وأنا فضلت أتمشى فالشوارع وأفكر واتفاجئت بالوقت لما الفجر أذن صليت وجيت، بس قبل ما اجي اتكلمت مع شيخ وفضفضت معاه عشان يرشدني ويهدي النار اللي في قلبي بسببك وغالباً قال كلام شبه كلامك بالظبط.. 

عادت نبرة صوته ترتفع مرة أخرى في غضب فقال:

- بس أنا كمان مش قادر استوعب اللي حصل منك والكلام اللي قولتيه، أنا مش مرتاح ولا قادر اتقبل ده.. 

هب واقفاً في غضب فقال:

- أنا تعبان عايز انام خلينا نقفل الموضوع ده دلوقتي عشان الكلام فيه بيزود عصبيتي وانا مش عايز الكلام بينا يوصل لكدة، واعملي حسابك إني هنام في أوضة الأطفال وانتي في أوضة النوم وقدام أي حد الأمور بينا تمام ولا كأن في أي حاجه، وأي حد من أهلك أو أهلي يسأل عننا مافيش تفاصيل تطلع برا البيت لحد ما نشوف الدنيا بينا هتمشي إزاي.. 

تصبحي على خير...


لم ينتظر مني رد وغادر بقيت جالسة في مكاني صامتة في ذهول مما فعلت لا أعلم ما سيحدث وكيف سيكون مجرى حياتي، بقيت هكذا أفكر تارة وأبكي تارةً أخرى حتى غفوت في مكاني على الأريكة ولم أشعر بنفسي. 

٭٭٭


لقاء تحت المطر 

بقلم/ ندى أشرف


رواية لقاء تحت القمر الفصل الثالث 3 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية لقاء تحت القمر)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)


روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات