رواية لقاء تحت القمر الفصل الثالث 3 بقلم ندى أشرف
رواية لقاء تحت القمر البارت الثالث 3
رواية لقاء تحت القمر الجزء الثالث 3
رواية لقاء تحت القمر الحلقة الثالثة 3
رواية لقاء تحت القمر بقلم ندى أشرف
رواية لقاء تحت القمر |
رواية لقاء تحت القمر الفصل الثالث 3
لقاء تحت القمر (٣)
بقلم/ #ندى_أشرف
٭٭٭
استيقظت في الحادية عشر صباحاً على لمسات عنيفة من أحمد على كتفي يوقظني قائلاً:
- هدى.. ياهدى، قومي
نظرت له بنصف عين وسألته:
- في إيه بتصحيني كدة ليه؟
أجاب:
- إنتي إيه اللي نيمك في الصالة بالمنظر ده، أنا مش قايلك تنامي جوا!
انتبهت قليلا فأجبت:
- آه أنا روحت فالنوم فجأة مكنتش حاسة بنفسي..
قمت عن مكاني وأنا أشعر بالتعب الشديد وجسدي منهك من تعب تلك الأيام التي مضت في التجهيز وكذلك لنومتي على الأريكة بدون أن أشعر بنفسي فسألته:
- أحضرلك فطار؟
أجاب بضيق:
- لا شكرا مش عايز، لو حابة تكملي نومك ادخلي نامي جوا..
- لأ خلاص أنا صحيت..
دلفت حينها إلى غرفتي وأحضرت ملابس أخرى أكثر حرية لإني قضيت ليلتي بإسدال الصلاة وقمت بالاستحمام وخرجت وقفت أصفف شعري وأقوم بتجفيفة أمام المرآة فوجدت أن إضاءة هاتفي أنارت فجأة مع صوت يُعلن بوصول رسالة من أحدهم، تركت ما بيدي لأرى ما الأمر فكانت من شريف.. انقبض صدري وشعرت بالخوف ماذا لو علم أحمد بأنني لازالت غير قادرة على خطوة إنهاء علاقتي بشريف خارج حدود العمل، ذلك الذي كنت أشاركه كل تفصيلة في يومي..
كان آخر ما أغلق عيني عليه وانا مرتاحة وسعيدة وأول ما استيقظ عليه..
تركت ما بيدي وأخذت اقرأ ما كتب لي فوجئت بها رسالة نصية أخفضت الصوت قليلاً واستمعت إليها فكان يطمئن على حالي ويخبرني بأنه سيسافر لمدة أسبوع خارج البلاد ولن يستطيع محادثتي طيلة هذه المدة وأضاف قائلاً أنه إذا وجد فرصة يُحادثني بها سيفعل..
قلت في نفسي أنني سأشتاق لسماع هذا الصوت وكتمت ما بداخلي وأجبت في رسالة نصية بأن كل شيء لدي على ما يرام وطلبت منه أن يبقى بخير..
كان أحمد جالس أمام التلفاز وتبدو قسمات وجهه متعبة بشدة كأنه لم ينم جيداً ويبدو أنه قضى ليلته في التفكير الكثير وما غفى إلا القليل.
انتهيت مما كنت أفعل وتعطرت وخرجت له.. نظر لي بطرف عينه وقد بسطت ملامحه لرؤيتي ثم تحاشى النظر لي فوقفت أمامه وحجبت رؤيته للتلفاز ثم أغلقته، نظر لي متعجباً كانت ملامحه تتسائل ماذا أنا بفاعلة!
جلست بجانبه وطلبت منه أن نتحدث قليلاً..
لم يكن منه إلا أن اومأ برأسه قائلاً:
- خير عايزة تتكلمي في إيه..
تنهدت فأجبته:
- أنا مكنش نفسي حياتنا مع بعض تبدأ بالشكل اللي
بدأت بيه ده، أنا لو قضيت عمري كله أعتذرلك على اللي حصل ده مش هيكفي ولا هيغير من الواقع في شيء..
بس خلينا متفقين إن هوا دا اللي حصل وهنتقبله مهما كان..
أجاب في نبرة مستنكرة لما يُقال:
- يعني ايه مش فاهمهك!!
- يعني انت جوزي وانا مراتك وعايشين تحت سقف بيت واحد فخلينا عالاقل نتفق على اسلوب يهدي الأمور بينا شوية..
إنت مثلاً دخلت حياتي ولا عمر كان بينا أي تعامل ولا مشاعر من أي حد فينا للتاني..
قاطعني قائلاً:
- لا دا مش حقيقي..
سألته:
- بمعنى..؟!
اجاب وهو يتحاشى النظر في وجهي قائلاً:
- يعني أنا كنت عارفك وسامع عنك ومهتم بأخبارك..
صمت قليلاً فبقيت صامتة أنا الأخرى لأترك له المساحة ليتحدث عما بداخله أكثر، وبالفعل استطرد قوله بعد صمت دام لثواني:
- كنتي عجباني وقتها ومهتم أتعرف عليكي وحاولت بطرق غير مباشرة ومكنش بيجي منك أي استجابة ودا اللي كان مخليني أصمم أكتر أقرب منك واطلبك من والدك..
بس للأسف..
أجبت في هدوء:
- للأسف إيه؟
- ملقتش اللي توقعته، انتي كسرتي قلبي وفرحتي في ليلة كنت بحلم أعيشها معاكي بخيال غير اللي لقيته في الواقع بتاعنا تماماً..
أجبته:
- صدقني أنا مش وحشة.. هوا دا كان مسار حياتي وطبيعي مشاعري وتفكيري يبقوا ماشيين مع التيار.. هوا ممكن نبقى أصحاب ونتعرف على بعض أكتر وتحكيلي عن حياتك؟
أجاب بهدوء:
- والله انا حياتي كانت عادية من الشغل للبيت ومن البيت للشغل، علاقتي بأي ستات معايا في الشغل كانوا في حدود الشغل مش أكتر، مع إنهم حاولوا كتير إن تكون علاقتنا ببعض برا حدود الشغل أبعد وكانوا بيعزموني على رحلات وسفر ومافيش مرة حبيت أكون بينهم أو أشيل أي حواجز بينا..
أجبته وأنا أمازحه:
- بس أكيد اي راجل مكانك كان هيحب كدة جداً، حد يضيع من إيده فرصة زي دي.. كانوا حلوين؟
أجاب:
- فرصة إيه بس، مشكلتي إني مش من النوع اللي بينجذب لأي حد بالساهل.. وقتها مافيش ولا واحدة منهم قدرت تلفت انتباهي..
سألته:
- امال إيه اللي لفت انتباهك بقى..
كاد أن يتحدث ثم صمت قليلاً فقال:
- مالكيش دعوة..
- الله..! إحنا مش أصحاب دلوقتي! يبقى تقولي وتحكيلي كل حاجه..
- مش عارف..
بس هيا بتبقى حاجه لله فلله كدة.. حد تشوفيه قلبك يرتاحله وحد تشوفيه متتهزلوش شعره منك حتى لو كان أجمل واحد في الدنيا.
- صحيح عندَك حق..
حدقت به قليلاً كانت أول مرة اتأمل فيها ملامحه كانت بسيطة وجميلة، بشرته خمرية تجملت باللحية الخفيفة وشفاه ممتلئة بشكل جميل وأنف متوسط وشعر طويل نسبياً أسود اللون وعيناه بنيتان كـ لون القهوة الفاتح.. كنت قصيرة بجانبه أكاد أصل لكتفه إذا وقفت على أطراف أصابعي وجسد متوسط البنية..
نظر لي على حين غرة وجدني اتأمله ابتسم وقام برفع إحدى حاجبيه بطريقة تلقائية أخجلتني بشدة وانطبع أثر هذا على وجنتاي بالاحمرار فتهربت منه بأن قمت عن مكاني وأنا أخبره بأنني سأقوم بتحضير الإفطار على أن نكمل حديثنا أثناء التناول، وسألته إذا كان سيشاركني الفطور فأجاب بأنه ينتظر عودتي وتركت هاتفي أمامه وغادرت...
بدأت بالتحضير وكدت أنتهي ففوجئت به قادم إليّ غاضب بشدة وهو يلقي بهاتفي على رخام المطبخ قائلاً:
- شوفي مين بيكلمك، متعمليش حسابي في الفطار أنا مش عايز اكل وهنام..
تركه وغادر سحبت هاتفي ووجدت أن المكالمة لازالت مستمرة ففوجئت بها من شريف!
أجبته:
- السلام عليكم
- وعليكم السلام، ازيك ياحبيبتي وازي جوزك
- الحمدلله بخير كله تمام
- انا اتصلت في وقت مش مناسب ولا حاجه؟
تذكرت أمر أحمد الغاضب مني الآن بعد أن حاولت أن اقوم بتهدئة الأمور بيننا ولكني فشلت فقلت:
- لا لا عادي طمني عليك إنت عامل ايه؟
- والله يا دودو أنا خلاص اهو رايح المطار وحبيت أتصل أسمع صوتك قبل ما أمشي لأني مش عارف إمتى هقدر أكلمك تاني.. هتوحشيني أوي ياهدى ربنا يسعدك ويوفقك في حياتك ياحبيبتي.
شعرت بالحرج كنت اتسائل في داخلي لما لم أستمع إلى مثل هذه الكلمات من قبل!.. فأجبت:
- إنت رايح فين بالظبط وإيه سبب السفر المفاجئ ده؟..
ألو..؟ شريف إنت سامعني!
أخفضت الهاتف عن مستوى أذني فوجدت الإتصال انقطع عاودت الاتصال مرةً أخرى لكنه كان مغلق.
تركت هاتفي جانباً وقمت بوضع الأطباق إلى أماكنها بعد أن أفرغت الطعام منها ونظفتها لم يكن لدي الشغف وشعرت بالحزن لا أريد أن اكل فقط اصطحبت معي فلجاناً من القهوة قد قمت بتحضيره مع وجبة الفطور..
كدت أخرج من المطبخ فسمعت صوت باب غرفة الأطفال يهتز فعلمت أن أحمد كان يستمع إلى مكالمتي مع شريف، ربما أراد أن يعلم ما سنتحدث فيه وأنا اعذره..
٭٭٭
مر اسبوع على هذا الحال كلما حاولت أن أتقرب إليه وأصلح الامر بيننا لا يتقبل مني أي حديث ويعاملني بشكل رسمي ويضع بيننا الحدود..
في ذلك اليوم أخبرتني والدتي بأنها سوف تأتي لزيارتي وكذلك والدته.. فقمت بتحضير سفرة رائعة لهم، مر الوقت في التحضير وبعدما انتهيت قمت بتحضير نفسي وارتديت عباءة الاستقبال التي اشترتها لي أمي لأجل هذا اليوم كانت غاية في الجمال وتركت شعري منسدلاً ووضعت أحمر الشفاة لينطبع لون الورد على شفتاي ثم تعطرت، سمعت صوت أحمد يخبرني بأنهم قد وصلوا..
خرجت لاستقبالهم وسلمت عليهم ومنذ تلك اللحظة كان أحمد الواقف أمامي غير ذلك الذي بقى منعزلاً عني طيلة السبع أيام تلك..
بعد أن ضايفتهم وقدمت إليهم الضيافة مر الوقت سريعاً فقمت بتحضير الغداء لهم وكان يضع الطعام بفمي حتى أنه سحب يدي أمامهم وقبلها قائلاً:
- " تسلم إيدك ياحبيبتي الأكل جميل كالعادة.. "
كنت قد اتسعت حدقتا عيني في دهشة وانا أنظر له فنكزني بقدمه على قدمي أسفل السفرة لكي أتوقف عن تعبيرات وجهي تلك التي سوف تفضح أمرنا، انتفضت فسرعان ما تحول تعجبي لابتسامة خفيفة بعد أن استوعبت فقلت له بتلعثم : " بالهنا والشفا يا.. حبيبي"
كانت هذه هي أول مرة أناديه بهذه الكلمة منذ أن قابلته فكان أثر وقعها على سمعه بأن نظر لي نظرة مطولة وكأنه يتسائل عن مدى مصداقيتي فيها ولكني تحاشيت النظر له حينها لإني للأسف لازلت مشتتة في مشاعري..
وبعد أن انتهينا من وجبة الغداء جلسنا أمام التلفاز
ووجدته يجلس بجانبي ويحتضنني جعل يده تحاوط كتفي شعرت بالقشعريرة تسري في جسدي كان يحاول إظهار الألفة بيننا أمامهم ولابد أن الأمر كان على هواه..
نطق والده قائلاً:
- ها ياحبيبي طمني عليك عامل ايه..؟
قامت والدتي ووالدته وأخبراني بأن نجلس سوياً قليلاً ونتركهم يتحدثون مع بعضهم البعض كجلسة رجال..
ودلفنا نحن إلى غرفة الأطفال وبقيت والدتي ووالدته يتحدثان إليّ بعبارات أخجلتني كثير، قالت والدته:
- والله واحلويتي واتوردت خدودك ونورتي..
ضحكت والدتي قائلة:
- آه باين صحتها جت على الجواز، تعالي شوفيها الأول كان وشها شاحب ودايماً مش طايقة حد ولا طايقة نفسها..
أخبرتني والدته وانا لازلت صامتة أتعجب من حديثهم:
- بقولك إيه يا هدى أنا عايزة البيت ده يتملي أحفاد ها.. عايزة بنات وولاد كتير كتير
كنت أضحك على طموحاتهم تلك التي تخطت سقف الواقع فضحكت في سخرية لم يفهمها أحد سواي قائلة:
- طبعاً طبعاً أمال.. مش عايزاكوا تقلقوا علينا خالص إحنا في السليم.
قالت والدتي:
- شايفة البنت بتتكلم ازاي؟ أمال عاملة مكسوفة ليه..
بقيت هكذا بينهم كالكرة اتنقل من هنا لهنا وقد وضعوني على المسرح يتحدثن ويضحكن
كدت أن أخبرهم بأنني جميلة هكذا بطبيعتي ولا يوجد لأحمد أي أثر وأن ما يدور بذهنهم ما هو إلا خيال لكني تماسكت حتى سمعت صوت والد أحمد ينادي والدته ليغادروا عائدين إلى بيوتهم وكذلك والديّ.
وبمجرد أن أُغلق الباب خلفهم عاد الوضع كما هو عليه وقفت أتسائل في ضيق، إلى متى سيظل غاضب مني هكذا!.. حتى أن شريف طيلة هذا الاسبوع لم أجد له أثراً وبدأت اتأقلم مع حياتي الجديدة بدونه.. وكان عشقي له كالبركان الخامد في حالة سكون، قررت أن أحاول كسر هذا الحاجز بيني وبين أحمد فدلفت خلفه في غرفة الأطفال وجدته نائم يتأمل السقف في صمت فناديته:
- أحمد..
- ها..؟
- أنا زهقانة عايزة أخرج، انت مزهقتش؟
- لا ماليش مزاج أخرج وبعدين احنا هنبدأ من دلوقتي في حكاية خرجني دي ولا ايه..
عقدت ذراعي أمام صدري فقلت في غضب:
- يعني لا عايز تخرجني ولا بتكلمني ولا عملت عشاني هوني موون! تمام إعمل حسابك إني هقطع أجازتي وهنزل شغل تاني من بكرة.. كدت أن أذهب فوجدته قام عن نومته فجأة قائلاً:
- تعالي تعالي، تعالي هنا كدة..
أجبته وانا أضع يدي في خصري:
- يانعم..
- إيه إعمل حسابك هنزل دي انتي فاكرة نفسك متجوزة سوسن؟ لازم تتكلمي بإسلوب أحسن من كدة فاهمة!
لويت فمي وانا صامتة ونظرت بعيداً عنه في ضيق..
فقال:
- هوا أنا مش بكلمك ما تردي؟
أجبت في حنق:
- أممم.. ماشي
مش هتنزلي بكرة على فكرة..
كدت أن أبكي فقلت:
- يعني إيه بقى مش هنزل هوا انت متجوزني تحبسني ولا إيه
- لا مش هحبسك ولا حاجه.. مهو لو تصبري على رزقك مكنش حصل كل ده.
- مش فاهمة ماتقول من الآخر وتخلصني
- طول ما انتي بتتلامضي في كلامك كدة أنا مش هريحك..
تركني وغادر الغرفة وأنا خلفه فتوجه صوب الثلاجة أخرج منها زجاجة العصير وأنا خلفه.. سحبتها من يده قائلة:
- مش هتاخدها إلا لما تقولي هصبر على إيه
- هاتي يا هدى الإزازة واتقي شري أحسنلك
- لأ مش هتاخدها غير لما تقول وكمان تشرب في كباية مش من الازازة
- لأ براحتي..
حاول أن يأخذها رغماً عني كنت قد أمسكتها بكلتا يداي خلف ظهري فوجدته يحاول أخذها مني بالقوة وأثناء محاولته احتضنني واستنشقت عبيره وشعرت بدفئ جسده عندما حاوطني بكلتا ذراعيه ممسكاً يدي بيديه ثم أمسك بالزجاجة، شعرت بأنه قد خارت قواي وتركته يأخذها كي يبتعد عني.
اخذها مني وابتعد عني بالفعل فقال ضاحكاً:
- متحاوليش تتحديني عشان انتي مش قدي
فشرب منها تلقائياً ولم يلحظني حينما أخدت اتأمل طفوليته وتلقائيته في الحديث وانا ابتسم..
انتهى فنظر لي في تكبر قائلاً:
- حاسبي كدة بس خليني أعدي انتي هتصاحبيني ولا إيه.. وبعدين انا لسة مخاصمك.
قالها وذهب فعلمت أنه يمكنني مصالحته الآن فذهبت خلفه في غضب قائلة:
- هوا انت حضرتك هتخليني ألف وراك في الشقة كلها ولا إيه!
- لأ لسة في أماكن كتير هخليكي تلفي فيها حوالين نفسك مش ورايا بس لكن صبرك عليا .
هدأت نبرتي فأجبت في حماس:
- هتخرجني صح؟ قول انك هتخرجني
أنا نفسي أروح ملاهي وأفضل أصوت فيها واضحك زي الأطفال، وكمان تجيبلي أيس كريم ونتمشى تحت المطر واحنا بناكله وتمسك إيدي ونجري زي الأطفال.. مش نفسك تجرب كدة؟
- مالكيش دعوة
- خلص بقى يا أحمد وبطل جو الأطفال ده
- جو أطفال إيه اللي أبطله وانتي كل أحلامك وطموحاتك في الحياة إنك تعملي حاجات زي الأطفال! كان مستخبيلي فين كل ده بس يارب..
ثم نظر لي في جدية فقال:
- عارفة يا هدى؟ أنا أكيد في ذنب معين عملته في حياتي وربنا بيعاقبني بيكي عليه
- كدة يا أحمد!
- أيوة.. أنا متأكد.
- طيب تمام.. بغض النظر عن كل ده بقى مش هتقولي محضرلي إيه؟
أشار إلى إحدى وجنتيه بالسبابة قائلاً:
- بوسي..
نظرت إليه في تعجب فقلت:
- نعم؟!
- بوسي.. عايزة تعرفي بوسي خدي من هنا وانا أقولك ..
أخذت افكر قليلاً فقررت ان أفعل لكي أرى ماذا لديه.. فاقتربت منه واخطتفت قبلة سريعه وعدت إلى موضعي فقلت:
- يلا قولي بقى
- نعم؟ هوا انتي بتسمي اللي حصل دا بوسة!
لا أنا مش عجباني
أجبته في غضب وقد نفذ صبري:
- على فكرة بقى إنت زودتها أوي
- إعمليها بضمير عشان أقولك، ماهيا المفاجئة تستاهل بصراحة إني اعمل فيكي أكتر من كدة كمان فخلصي بدل ما أكبر دماغي وادخل أنام..
شعرت بالغضب الشديد يجتاح صدري فأمسكت وجهة وقبلته قبلة قوية جعلت أحمر الشفاة ينطبع على خده فقلت في نفاذ صبر:
- يلا خلصني وقول بقى
وضع يده على خده فقال:
- عنيفة أوي يخرب بيتك.. لا بس كانت بضمير فهقولك بقى..
ضحكت بعفوية ثم انتظرت أن يُكمل حديثه فقال:
- أنا من أول يوم في جوازنا وأنا كنت ناوي إننا طول الشهر دا مش هنقعد في البيت وكان ترتيبي رحلة للمالديف بس اللي حصل بقى، فـ خلاص انتي عايزة تروحي ملاهي هاخدك ملاهي واجبلك أيس كريم زي ما انتي عايزة.. اهو أوفر وابقى حققتلك حلمك
وقفت في دهشة وانا اقول:
- المالديف! وتقولي ملاهي؟ إنت عايز تجلطني صح؟ لا قول عشان نبقى على نور من أولها..
اسمع إنت تنسى أي حاجه انا قولتها ومن بكرة تنفذ اللي كنت محضره لينا.. عوضني عن إسبوع النكد ده انا عروسة ومن حقي أفرح بنفسي!
أجاب في هدوء:
- على أساس إن انا اللي منكد عليكي بقى وكدة صح؟
- يعني بجد هنروح المالديف؟
- أيوة غيري الموضوع غيري..
اه ياستي المالديف، تستاهلي أكتر من كدة كمان، ما انتي متعرفيش غلاوتك عندي عاملة ازاي بس دايما مافيش فرصة تخلينا متفقين مع بعض في حاجه..
كنت أشعر بالفرحة والحماس فقمت بمحاوطة وجنتاه بكلتا يدي فقبلته من خده الأيمن وكذلك الأيسر ثم غادرت وأنا اخبره بأني سأقوم يتجهيز حقيبتي فأجاب:
- استني بس رايحة فين دا حتى خير الأمور الوسط! يا هدى..!
ضحكت من قلبي ثم أغلقت الباب خلفي وبدأت في التحضير ولم أكن أعلم ما ينتظرني من هم وغم وكأن الدنيا والظروف اجتمعا على أن لا تكتمل لقلبي أي سعادة في الحياة مع زوجي...
٭٭★٭٭
#لقاء_تحت_القمر
بقلم/ندى أشرف
رواية لقاء تحت القمر الفصل الرابع 4 والأخير من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية لقاء تحت القمر)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)