رواية مخطط سرى الفصل الخامس 5 بقلم عبد الرحمن الرداد
رواية مخطط سرى البارت الخامس 5
رواية مخطط سرى الجزء الخامس 5
رواية مخطط سرى الحلقة الخامسة 5
رواية مخطط سرى بقلم عبد الرحمن الرداد
رواية مخطط سرى |
رواية مخطط سرى الفصل الخامس 5
الفصل الخامس
بقلم عبدالرحمن الرداد
___________________________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه)
___________________________________
- أنا متغيرتش يا إلياس، دي كانت محاولة مني إني اتأقلم مع التغيير اللي حصل في حياتي
قالتها «إيلين» دفاعًا عن نفسها بعد اتهامه الأخير لها ليقول هو بهدوء:
- هل أنا لو روحت مكان لقيت فيه مثلا ناس كل يوم بيطلعوا يشتموا في بعض بس أنا متربي ومعملش كدا أبدا وهم مأجبرونيش إني أعمل كدا فأروح اعمل زيهم لمجرد إني اتأقلم مع البيئة الجديدة؟
لم تستطيع الرد على سؤاله فتابع هو:
- شوفتي مش لاقية رد، مش ده اللي اتربينا عليه يا إيلين، مش علشان شوفت تصرفات كتير غلط في بيئة جديدة يبقى أعمل الغلط معاهم وأنا متربي وعارف ديني كويس، هل هم هيتحاسبوا بدالي؟ أكيد لا فأنا مسؤول عن حياتي أنا ومليش دعوة بغيري هتقولي بس كله بيعمل كدا هقولك «وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا» كل واحد هيتحاسب لوحده ملوش دعوة بغيره
انهمرت عبرة من عينيها ورددت بضعف واضح:
- بس أنا مكانش قصدي، كنت متلغبطة ومش عارفة ايه التصرف الصح، من وأنا صغيرة لما كنت بغلط كنت بجيلك وأنت تعلمني الصح لأنك كنت أبويا وأخويا وكل حاجة في حياتي
اقترب منها وضم كتفيها بين كفيه وهو يقول بابتسامة:
- وليه مجتيش ليا وتستفسري مني هل اللي عايزة تعمليه صح ولا لا زي ما كنتي بتعملي كل مرة؟ هرد أنا، علشان فاكرة إنك كبرتي وخلاص هتخشي كلية لكن اللي عايز افهمه ليكي إنك هتفضلي بالنسبة ليا طفلة وصغيرة مهما كبرتي وهتفضلي بنتي الصغيرة طول الوقت، مش عايزك تعاندي في حاجة بعد كدا لأني أكيد مش هدلك على الشر
حركت رأسها بالإيجاب ورددت من بين دموعها:
- حاضر وآسفة إني عارضتك في الصح رغم إني عارفة إن اللي كنت عايزة اعمله غلط بس أنا خايفة اوي
مسح دموعها بيديه ورفع وجهها لكي ينظر إلى عينيها وهتف بحب:
- وأنا قبلت أسفك أما بقى عن موضوع الخوف ده فمش عايزك تخافي من أي حاجة طول ما أنا جنبك، لو عيشنا في أي مكان في العالم هنبقى الأمان لبعض، طول ما إحنا مع بعض مفيش حاجة تخوفنا أبدا، ربنا معانا في كل خطوة، فيه حد معاه ربنا ويخاف؟
***
انتهى الاجتماع أخيرًا وخرج الجميع من المكتب ليقترب «طيف» من سيزكا وهو يقول:
- عاش من شافك يا سيزكا، ايه الاختفاء المفاجئ ده
رفعت كتفيها وأجابت على سؤاله:
- اللواء أيمن مكانش محتاجني الفترة اللي فاتت وكمان بعد اللي حصل من رماح طبيعي ابعد وافضل لوحدي شوية، صحيح هو فين مشفتوش في الاجتماع
نظر إليها وأجابها:
- اتوقف عن العمل واتحول للتحقيق، رماح الدنيا كانت بايظة معاه خالص وأديه اقتنع أخيرا إنه يتعالج نفسيًا وبدأت معاه أول خطوة النهاردة وربنا يسهل
نظرت إلى الأسفل بحزن وفضلت الصمت بينما تابع هو:
- أنا عارف إنك بتحبيه بس اصبري عليه شوية لغاية ما يتخطى المرحلة اللي هو فيها دي وهو اللي هيجيلك بنفسه
حركت رأسها بالإيجاب ورددت بنبرة هادئة:
- حاضر يا طيف هستناه تاني مع إني بقالي سنة ونص مستنياه، يارب بس يتخطى المرحلة دي بدون أي خسارة لأنه بيخسر حياته كلها
حرك رأسه بالإيجاب وردد بابتسامة:
- عندك حق بس أنا متفائل خير، طالما اقتنع أخيرا إنه غلط ومحتاج يتعالج يبقى هو على الطريق الصح
قطع الحديث صوت فهد الذي ردد بجدية:
- ايه ده يا جدعان من ضمن الاميلات اللي هكون صاحبها علشان المهمة ايميل بنت اسمها مفرومة؟!
ضحك «طيف» بصوت مرتفع قبل أن يقول مازحًا:
- وأنت مشكلتك إنك هتنتحل صفة بنت ولا إن اسمك هيبقى مفرومة؟
رفع أحد حاجبيه وردد بعدم رضا:
- هزر هزر يا طيف أنت وراك ايه غير الهزار
هنا تحدث «زين» الذي قال بجدية مصطنعة:
- نسينا نسأل اللواء أيمن سؤال مهم جدا
ضيق «فهد» ما بين حاجبيه وقال بتعجب:
- سؤال ايه؟
أجاب على سؤاله وهتف مازحًا هو الآخر:
- نسينا نسأله مين اللي فرمها
هنا ضحك الجميع بصوت مرتفع بينما استاء «فهد» وردد بعدم رضا:
- وربنا أنتوا مهزقين، قاعدين تهزروا وسايبين صاحبكم اللي هيبقى مفرومة كمان شوية
حضر «يوسف» على صوت ضحكهم المرتفع وردد بتعجب:
- فيه ايه يا شباب ما تضحكوني معاكم
نظرت له «نيران» وقالت بابتسامة:
- مفيش يا يوسف باشا، فهد بس زعلان إنه هينتحل اسم بنت اسمها مفرومة
رفع أحد حاجبيه بعد أن نظر إليه وقال على الفور:
- زعلان من مفرومة؟ ما أنا هنتحل ايميل اسمه بنت التالتة يمين وأنا أصلا أهلاوي
ضحك الجميع بصوت مرتفع بينما رددت «سيزكا» بابتسامة:
- ياه أنا بقالي كتير مضحكتش كدا، والله الواحد بيحمد ربنا إنه شغال مع ناس دمها خفيف كدا
***
كانت تجلس بغرفتها بعد أن عادت من شركة شقيقتها الكبرى وكانت تتصفح صفحات التواصل الاجتماعي بملل واضح إلى أن اهتز هاتفها برنين ليظهر اسمه على الشاشة، ترددت قليلًا قبل أن تجيب لكنها اتخذت قرارها وأجابت على مكالمته بهدوء:
- أيوة يا صادق
جاء رده الذي ظهر فيه عدم الرضا والضيق:
- فيه ايه يا نيرة بتصل بيكي من الصبح مش بتردي
رفعت أحد حاجبيها وأجابت باختصار شديد:
- وده فيه ايه يضايق؟
صمت للحظات ليستعب ردها ليقول بعد هذا الصمت بنبرة تعبر عن الحيرة:
- نعم؟! هو ايه اللي فيه ايه يضايق؟ أنتي كنتي بتكلميني كويس امبارح يا نيرة مالك اتغيرتي كدا النهاردة؟
اعتدلت في جلستها ونظرت إلى نقطة بالفراغ وهي تقول:
- ممكن كنت غلط قبل كدا وعرفت الصح أو كنت مغيبة وفقت، كلامنا ده مش صح يا صادق خالص، بص أنا عارفة مشاعرك من ناحيتي كويس زي ما أنت متأكد من مشاعري ناحيتك لكن ده مش صح، لو عايزني فعلا يبقى رسمي وتيجي تطلب ايدي من يوسف، مش هطلب منك المستحيل، أنا بطلب تيجي تتقدم ليا وأهلك وأهلي يعرفوا ولما نتخرج وتكون نفسك نتجوز لكن الكلام اللي بينا ده مش صح
انهت حديثها ليقول هو بنبرة هادئة:
- يعني أنتي شايفة كدا؟
حركت رأسها بعد أن أدركت أنه سيرفض طلبها وسيبتعد عنها لكنها قالت بجمود:
- أيوة شايفة كدا
- تمام يا نيرة، سلام
أنهى المكالمة معها بينما نظرت هي إلى الهاتف بذهول فهي لم تتوقع أن يكون رد فعله هكذا. شعرت بالحزن لكنها سرعان ما رسمت ابتسامة على وجهها وقالت بثقة:
- مش هزعل، لو كان بيحبني بجد كان وافق على اللي قولته مكانش بعد وكان ده رد فعله
ألقت بهاتفها وشردت في سقف غرفتها لبضع دقائق قبل أن يهتز هاتفها برنين «صادق» مرة أخرى. أمسكت بهاتفها وتعجبت من رنينه لكنها أجابت عليه دون أن تتحدث ليقول هو بنبرة تحمل السعادة:
- أنا موافق على كل كلمة قولتيها وكبرتي في نظري فوق ما تتخيلي، أنا اتكلمت مع والدي وهنيجي علشان أطلب ايدك، حددي وقت مع يوسف وبلغيني
اتسعت حدقتاها بصدمة ونهضت من مكانها وهي تقول بسعادة:
- بتتكلم بجد يا صادق؟
- أيوة يا بنتي هو الكلام ده فيه هزار
قفزت بسعادة في مكانها قبل أن تقول بحماس:
- أول ما يوسف يرجع من الشغل هفاتحه علطول، سلام بقى علشان اكلم سهوة افرحها
- طيب يا مجنونة
أنهت المكالمة وهاتفت شقيقتها لكي تبلغها بما حدث وبالفعل أخبرتها بكل ما تم وعبرت «سهوة» عن سعادتها لشقيقتها الصغرى ودعت الله بأن يحقق لها ما تتمنى.
***
كانوا مجتمعين بمكتب «إلياس» فهو قد دعى إلى اجتماع مغلق لكي يناقش ما حدث مع الجميع وأيضًا لإضافة اللمسات النهائية للتحديث الجديد الذي سيتم إطلاقه بعد قليل واستمر الاجتماع لساعتين دون انقطاع.
بعد مرور ساعتين انتهى الاجتماع وانصرف الجميع عدا «هاني» الذي ردد بهدوء:
- أنت مالي ايدك من اللي هيحصل النهاردة يا إلياس؟ أنا مقلق من الناس دي، أكيد مش هيسكتوا على اللي أنت عملته
ابتسم «إلياس» ونظر لابن عمه وردد بهدوء:
- سيبها على الله يا هاني، هم أكيد مش هيسكتوا بس شركتنا مش ضعيفة ولا قليلة أبدا، إحنا دخلنا المجال ده وعارفين إن كله خطر ووجع دماغ، عارفين إننا هنحارب وحرب شرسة كمان يبقى لازم نفسنا يبقى طويل، متنساش إننا خلال وقت قصير جدا بقينا من أشهر شركات البرمجة في العالم واللي بنعمله عامل ضجة كبيرة فلازم يطلع منظمات الهاكرز علشان يقفوا في طريقنا لكن لسوء حظهم إني قبل ما اشتغل في الـ security كنت هاكر كبير كمان يعني فاهم دماغهم وكل اللي بيعملوه
ابتسم وهز رأسه بالإيجاب وهو يقول:
- عندك حق، ربنا يستر وتعدي على خير بس صحيح عايز افهم حاجة، لو الثغرة اللي أنت سايبها دي عند كل اللي اشترى البرنامج كدا هيخترقوا الناس دي، أنا عارف إنك واهمهم إنهم اخترقوا نظامنا إحنا لكن باقي المستخدمين؟!
نهض من مكانه والتف حول مكتبه قبل أن يتوقف أمامه مباشرةً وهو يقول بجدية:
- الثغرة موجودة عند كل اللي اشترى البرنامج لكن هتسمح للهاكر يخش لكن من المستحيل يشفر الملفات أو ياخد نسخة منها، يادوب يقدر يشوفها بس ولمرة واحدة بمعنى هيخش لمدة دقيقة والاتصال هيتقطع وعمره ما هيستفاد بأي حاجة يعني كل المستخدين متأمنين ومش معرضهم للخطر، التحديث هيوصل للكل في خلال دقايق وأول ما مؤتمر الـ SSB يبدأ هيبقى شكلهم وحش قصاد العالم كله
سمعا طرقات على الباب ودلفت «إيلين» وهي تقول بنبرة تحمل الخوف:
- الـ SSB بدأ المؤتمر بدري ساعة عن اللي اتفقوا عليه، لسة التحديث موصلش لكل المستخدمين؟!
اتسعت حدقتا «إلياس» بصدمة وهتف بصوت مرتفع:
- إزاي ده حصل؟
لم ينتظر رد وركض إلى الحاسوب الخاص به ورفع رأسه وهو يقول:
- بلغوا كل الموظفين يشغلوا نسخة الطوارئ اللي اتفقنا عليها، إحنا في أمان بس المشكلة لو اخترقوا حد من المستخدمين، أينعم هيبقى قدامهم دقيقة واحدة من غير ما يعملوا أي حاجة لكن ده هيضعف مركزنا قصاد العالم، أنا هتصرف
***
رفعت صوتها لتقول بصوت مرتفع حتى يصل إلى ابنتها:
- بت يا رنة، تعالي قطعي السلطة بدل ما أنتي قاعدة زي الخيال كدا، ده أنا ما صدقت قولت الاجازة جت علشان تساعديني تقومي قاعدة كدا، تعالي يا بت
حضرت «رنة» من غرفتها ودلفت إلى المطبخ وهي تقول بنبرة جافة ووجه خالٍ من الملامح:
- حاضر فين الطبق؟
رفعت «اسماء» أحد حاجبيها بدهشة من طريقة ابنتها وأشارت إلى الطبق قائلة:
- أهو
اخذته دون أن تتحدث وتحركت إلى الخارج مما أثار تعجب الأم التي أسرعت خلف ابنتها وما إن وصلت لها حتى قالت بحيرة:
- مالك يا رنة؟ ده أنا قولت هتيجي تعملي مهرجان في المطبخ
حاولت منع دموعها من التساقط وردد بإيجاز:
- مفيش يا ماما
لم تصدقها وجلست أمامها قبل أن ترفع وجهها لكي تواجهها وهي تقول بعدم تصديق:
- هو أنا أول مرة اعرفك يا رنة؟ ده أنا حافظاكي أنتي وأخواتك، مالك؟ اتخانقتي أنتي وذاخر خطيبك؟
انهمرت عبرة من عينيها وهزت رأسها بالإيجاب فقالت الأم متسائلة:
- اتخانقتوا ليه؟ ما كنتوا كويسين آخر مرة
مسحت عبراتها وأجابت على والدتها بحزن:
- كان بيقولي إنه بيفكر يخلي فرحنا في أجازة نص السنة اللي جاية فرديت وقولت له وفين رأيي من كل ده قالي ما أنا بشاركك أهو علشان تقولي رأيك قولتله لا طبعا لأن السنة الجاية سنة التخرج بتاعتي وأجازة نص السنة هتبقى مش مناسبة نهائي لأن فيه مشروع تخرج ونخلي الفرح بعد ما اتخرج زي ما متفقين لقيته زعل واتضايق واتغير ولما قولتله مش من حقك تضايق عليا طالما اتفقنا في الموضوع ده قبل كدا وأنت اللي جاي تغير فيه دلوقتي لقيته اتعصب فسيبته ومشيت ومن ساعتها بيتصل بيا ومش برد
لوت ثغرها بحزن على ابنتها واقتربت منها قبل أن تربت على كتفها بحنو وهي تقول:
- مش كل حاجة لازم نقابلها بغضب وتنشنة، كان ممكن تعبري عن رفضك بطريقة أفضل وساعتها كان هيقتنع وهو مبسوط كمان، كان ممكن تقولي أنت عارف يا ذاخر إن سنة التخرج دي أهم سنة في حياتي ولازم أبقى متفرغة للمشروع وأنت أكيد عايز الخير ليا ومش هتحب إني اتعطل أو اتضر، أينعم هو غلطان إنه اتعصب واتغير معاكي بس طريقتك في الرد أكيد هي اللي اضطرته لكدا تنكري؟
حركت رأسها بمعنى "لا" وأجابت:
- لا مش هنكر بس على الأقل كان احترم رأيي
وضعت يدها بين كفيها ورددت بابتسامة:
- يا حبيبتي مفيش حد في الدنيا بيحب الردود اللي فيها هجوم، هو اقترح لقاكي بتقولي وفين رأيي في كل ده يعني واخدة وضعية الهجوم علطول، عايزة اللي قدامك يقتنع بكلامك ويكون مبسوط يبقى تغيري من ردك وتخليه أنسب، أومال لما تتجوزوا هتعملوا ايه؟ لو كل حاجة قالها مش عاجباكي رديتي عليها بهجوم كدا يبقى مش هتعرفوا تعيشوا سوا وحياتكم هتبقى جحيم، لازم تتقبلي اللي بيقوله وهو يتقبل اللي بتقوليه ولو اللي اتقال ده مش مناسب يبقى نعبر عن رفضنا بأسلوب كويس
حركت رأسها بالإيجاب ومسحت عبراتها وهي تقول:
- حاضر يا ماما
في تلك اللحظة استمعوا لصوت فتح الباب ودلف «طيف» الذي قال بصوت مرتفع:
- يا ساتر
تقدم ونظر إليهما وهو يقول:
- أنتوا قاعدين تتكلموا والسلطة مش لاقية حد يقطعها؟ أنتي ماسكاها تتأملي فيها يا رنة؟
نظرت له وقالت بتحدي:
- مش عاجبك قطعها أنت، مش بتقطع المجرمين في القسم
تقدم بخطوات سريعة وهو يقول بنبرة تحمل التهديد:
- أنا اللي هقطع وشك يا أم لسانين
تركت الطبق الذي كان بيدها وركضت وهي تقول:
- شايفة ابنك يا ماما
في تلك اللحظة توقف وهتف بصوت مرتفع:
- خلاص مش هكلمك علشان تلحقي تخلصي بس، وآه صحيح البسي حجابك واعملي حسابك علشان فيه ضيف هيتغدى معانا
أخرجت رأسها من داخل الغرفة وهي تقول بتساؤل:
- ضيف مين ده؟
اتجه إلى المقعد ليجلس بجوار والدته وأجاب على سؤالها:
- ضيف تبع بابا
وضع يده بداخل الطبق وأمسك بثمرة من الطماطم وبدأ في أكلها لتقول «رنة» باعتراض:
- اتفضلي يا ماما أديه بياكل الطماطم اللي هتتعمل سلطة
ابتسمت الأم وربتت على كتفه وهي تقول بحب:
- ياكل اللي عايزه براحته ده شايف مجرمين طول اليوم سيبيه يتغذى
رفع رأسه للأعلى ونظر إلى شقيقته التي كانت تقف فوق رأسه وقال:
- شايفة يا مفعوصة الكلام الحلو
في تلك اللحظة دلف «ايمن» ومعه «نيران» التي قالت بصوت مرتفع:
- أنا جيت يا ماما، هخش أعمل الملوخية وأجهز السلطة
هنا صاحت «نيرة» بصوت مرتفع وتقدمت لتضع الطبق بيدها:
- يحيا العدل، خدي يا مرات أخويا يا قمر طبق السلطة أهو اتفاهمي معاه براحتك
حضر الطفل «قايد» وجذب ملابس «رنة» بلطف وأردف قائلًا:
- عمتو ممكن تفتحي الفليزل وتجيبي ليا الآيس كليم بتاعي علشان مش طايله
رفعت أحد حاجبيها ورددت بنبرة تحمل الصدمة:
- الآيس كريم بتاعك؟ أنا كنت فاكراه بتاعي فاجأتني والله يا قرد أنت
لوح بيديه في الهواء وقال:
- بتاعنا كلنا، بابا اللي قالي كدا
نظر «طيف» إلى ابنه وهتف بعدم رضا:
- بتسلم أبوك تسليم أهالي كدا، أنت وأختك معندكوش بربع جنيه مكر وتخطيط، اصبر يا ذكي لغاية أما تنام وساعتها نتسلى براحتنا
رفعت أحد حاجبيها ونظرت إلى شقيقها قائلة:
- لا والله؟
حمل «ايمن» الصغير بين ذراعيه وهتف بابتسامة:
- سيبك منهم وإحنا بعد ما نتغدى هجيبلك الآيس كريم اللي تحبه
في تلك اللحظة ركضت «ميلا» إلى «ايمن» ورددت بهدوء:
- وأنا كمان يا جدو
انخفض وحضنها هي الأخرى ليقول بحب:
- وأنتي كمان يا حبيبة جدو
نهض «طيف» هو الآخر واقترب من والده وهو يقول:
- يعني تجيبلهم هنا آيس كريم وتجيبلي أنا مجرمين هناك؟ خلصانة يا حاج اعمل اللي يريحك بس لو عملت حسابي في الآيس كريم أكون شاكر جدا ليك
ضحك الجميع ورددت «ميلا» بابتسامة:
- متقلقش يا بابا هقسم الآيس كريم بتاعي معاك
مسح بابتسامة على رأسها وردد بحب:
- أصيلة يا كتكوتة بابا والله
***
عاد «يوسف» إلى المنزل ليجد والدته التي نهضت وهي تقول بتعجب واضح:
- يوسف؟ نهاية العالم قربت ولا ايه؟ أول مرة تيجي بدري
ابتسم وسار تجاهها وهو يقول مازحًا:
- لا متستغربيش، الشغل مع اللواء أيمن آخر حلاوة واتعودي إني هرجع بدري كتير
ابتسمت وربتت على كتفه لتقول بحب:
- لا ده إحنا نشكر اللواء أيمن بقى، شكلك جعان خمس دقايق والأكل يكون جاهز
أمسك بيدها ليمنعها من الحركة وأردف بهدوء:
- متتعبيش نفسك يا حبيبتي، هخلي جودي ونيرة يحضروه عايزك أنتي بس برنسيسة قاعدة
ابتسمت وضمت وجهه بكفيها لتقول بنبرة تحمل الحب:
- ربنا يخليك ليا يا يوسف، ربنا عوضني برأفت فيك، كل ما أحس إني مفتقداه ألاقيك قصادي بتطبطب عليا وتقولي أنا موجود
ابتسم ونظر إلى عينيها قائلًا:
- أنا حتة منك يا ماما، أنتي كل حاجة ليا وعمري كله، أنتي اللي سابك ليا بابا الله يرحمه وقالي أحافظ عليكي، أنا مبحبش حد في الدنيا قدك
حضنها بعد أن أنهى كلماته تلك فربتت هي على ظهره وأردفت بهدوء:
- ربنا ما يحرمني منك يا يوسف وأشوفك دايما في أحسن حال
ابتعد عنها وردد بابتسامة:
- ويخليكي ليا يا نور عيني، يلا هروح أنا اجند البنات علشان يحضروا الأكل
تركها واتجه إلى غرفة شقيقته لكنه لم يجدها لذلك اتجه إلى غرفة «نيرة» وطرق على بابها.
انتظر لثوانٍ حتى فتحت له «جودي» الباب فرفع أحد حاجبيه وقال:
- اممم أنتي هنا
أشارت إلى الداخل وقالت بهدوء:
- بنناقش أمر مهم جدا، تعالى تعالى
تقدم إلى الداخل وبدل نظراته بينهما قبل أن يقول بتوجس:
- حاسس بمصيبة بتخططوا ليها أو فيه حاجة بس أنا جعان وعلى لحم بطني فياريت الأكل يتحضر حالا بالا وبعدين نشوف ايه اللي داير
نهضت «نيرة» واقتربت منه وهي تقول بابتسامة:
- الصراحة فيه حاجة أيوة عايزة أقولهالك
اتجه إلى الفراش وجلس عليه قبل أن يوجه بصره إليهما وهو يقول:
- مش مستعد اسمع كلمة قبل ما اتغدى، يلا يا شاطرة منك ليها حضروا ليا الأكل، أنا فاضيلكم بما إن سهوة عندها ميتينج شغل وبقت مهمة مؤخرا
***
وصل الضيف المنتظر واستقبله «طيف» الذي أشار إليه بالدخول وهو يقول:
- لا بقولك ايه خش بسرعة أنا مش بدخل دكر بط، شكلك نسيت تعليقة التدريب يا ذاخر
رفع «ذاخر» كفيه وأردف بابتسامة:
- لا كله إلا تعليقة التدريب أرجوك يا طيف باشا، ولا إحنا في البيت أقول طيف بس
رفع أحد حاجبيه وهتف قائلًا:
- هسيبك علشان اختك نيران بس، خش خش
قام بإدخاله ثم اتجه إلى غرفة شقيقته ودلف إلى داخلها وهو يقول بهدوء:
- طبعا عرفتي مين الضيف
رفعت أحد حاجبيها ورددت بعدم رضا:
- جايبه ليه يا طيف؟ أنت متعرفش عمل ايه
تقدم واقترب منها ليقول بهدوء:
- مش أنا اللي جايبه هو اللي جاي يعتذر على اللي عمله وبعدين أنا عارف كل حاجة وزي ما هو غلط أنتي بردو غلطتي وكان غلطك الأول علشان كدا هتطلعي معايا دلوقتي زي الشاطرة
***
"قبل ساعتين"
كان يضغط «إلياس» على أزرار الحاسوب الخاص به بسرعة شديدة وسط نظرات الجميع المتعلقة به ونظرات «إيلين» التي تحمل القلق الشديد كما كان المؤتمر الخاص بتلك المنظمة يُعرض على شاشة كبيرة بغرفة المكتب.
لم يكن هناك صوت سوى صوت ضغطات «إلياس» على أزرار لوحة المفاتيح بسرعة كبيرة وفجأة اختفى الصوت بضغطة أخيرة ليرفع رأسه وسط نظرات الجميع المتعلقة به. كانت تعابير وجهه مُقلقة وغير مبشرة مما بث الرعب في قلوبهم جميعًا.
توقعاتكم للفصل السادس؟!
عبدالرحمن الرداد
رواية مخطط سرى الفصل السادس 6 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية مخطط سرى)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)