رواية مخطط سرى الفصل السادس 6 بقلم عبد الرحمن الرداد
رواية مخطط سرى البارت السادس 6
رواية مخطط سرى الجزء السادس 6
رواية مخطط سرى الحلقة السادسة 6
رواية مخطط سرى بقلم عبد الرحمن الرداد
رواية مخطط سرى |
رواية مخطط سرى الفصل السادس 6
الفصل السادس
عبدالرحمن الرداد
___________________________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتانِ حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ)
___________________________________
"قبل ساعتين"
كان يضغط «إلياس» على أزرار الحاسوب الخاص به بسرعة شديدة وسط نظرات الجميع المتعلقة به ونظرات «إيلين» التي تحمل القلق الشديد كما كان المؤتمر الخاص بتلك المنظمة يُعرض على شاشة كبيرة بغرفة المكتب.
لم يكن هناك صوت سوى صوت ضغطات «إلياس» على أزرار لوحة المفاتيح بسرعة كبيرة وفجأة اختفى الصوت بضغطة أخيرة ليرفع رأسه وسط نظرات الجميع المتعلقة به. كانت تعابير وجهه مُقلقة وغير مبشرة مما بث الرعب في قلوبهم جميعًا وفجأة تبدلت تعابير وجهه ونهض من مكانه وهو يصرخ بابتسامة:
- نجحناااا
صرخ الجميع في سعادة غامرة مع تصفيق حار لخروجهم من تلك المعضلة. تحرك «إلياس» من مكانه وقال بسعادة:
- الحمدلله فشلوا قصاد العالم كله ده غير إن التحديث وصل لكل المستخدمين ومفيش جهاز اتعرض للإختراق
أشارت «سما» إلى الشاشة التي يُعرض عليها المؤتمر وقالت بابتسامة:
- الحقوا قفلوا البث ومكتوب "انتهت الجولة الأولى"
تقدم «مراد» وقال بسعادة:
- عايزين يبينوا انهم خسروا بشياكة وفيه جولات تانية ميعرفوش إننا مصريين
بينما ربت «هاني» على كتف «إلياس» وردد:
- الحمدلله عدت على خير، تسلم ايدك اللي تتلف في حرير دي يا إلياس والله، سيبك بقى من الحوارات دي وشوف اللي ناقصك علشان فرحك بعد بكرا
حرك رأسه بالإيجاب وهتف بهدوء:
- إن شاء الله
ثم وجه بصره إلى صغيرته ليجدها تنظر إليه بوجه يحمل الخوف والتوتر مما جعله يتعجب واقترب منها في الحال قبل أن يمسك بيدها وهو يقول:
- مالك يا إيلين؟ أنا قولت هلاقي في عينك نظرة فرح وطمأنينة مش خوف وتوتر بالشكل ده؟!
انهمرت عبرة من عينيها ورددت بنبرة تحمل الضعف:
- أنت شايفه انتصار لكن أنا شايفة إنك بتفتح باب الخطر وأنت مش حاسس، قلبي بيقولي فيه حاجة هتحصل
عقد ما بين حاجبيه وقبض على يديها لكي يبث الطمأنينة في قلبها وردد بهدوء:
- ليه بتقولي كدا؟ ده شغلنا الجديد وده العالم اللي بقينا فيه، هل كل ما يحصل تهديد زي ده هلاقي الخوف ده في عينك؟ أنا عايزك خليفتي وأحسن مني كمان في الكلام ده لكن مع الخوف مش هتقدري
حركت رأسها لتعبر عن رفضها وأوضحت قائلة:
- أنت مش فاهم يا إلياس، أي تهديد له علاقة بالكمبيوتر أو بالإختراق أنا مش هقلق عليك لأني عارفة ومتأكدة إنك هتسد أحسن من مليون واحد في الشغل ده لكن اللي بيحصل عكس كدا، المنظمة دي زي ما ظاهرين إنهم هكر فهم كمان ليهم رجالة وشغالين في المافيا وكمان تجارة غير مشروعة على الدارك ويب، دول مش هكر بس لا دول مجرمين وخافيين وشهم إنما أنت اللي وشك مكشوف ومعروف وأنت اتسببت في أذى ليهم سواء بالغرفة اللي ولعت فيها أو بتدميرك لسمعتهم قصاد العالم يعني كدا عرفوا إنهم مش هيجوا سكة معاك في الطريق ده يبقى فيه طريق تاني هم شاطرين فيه أوي لكن إحنا مش شاطرين فيه
ضيق ما بين حاجبيه وأظهر اعتراضه على ما تقوله قائلًا:
- لا يا إيلين ده واقع، ابعدي عن جو الروايات والكتب اللي بتقرأيها مفيش حاجة من اللي في دماغك هتحصل، الصراع بينا ورا شاشات مش وش لوش، أنا عارف إن ليهم شغل تاني غير مشروع لكن متوصلش للإغتيال؟!
حركت رأسها بمعنى "لا" وقالت بإصرار:
- لا توصل يا إلياس، أنا بقول عليك ذكي وفاهم كل حاجة متخليش نجاحك وتميزك ده يسبب ليك غرور يعميك عن الحقيقة، أنا علشان خايفة عليك بقولك ده
التقط أنفاسه ووضع يديه في جيب بنطاله قبل أن يقول بهدوء:
- لنفرض إن اللي بتقوليه صح يبقى أسيبهم يدمروا حلمي وحلمك وأحلامنا كلنا ويخترقوا النظام وننتهي علشان خايفين من رد فعلهم؟ ممكن أنتي تكوني صح لكن لو معلمتش ده يبقى الشركة اللي كل الشباب بيحلموا يشتغلوا فيها دلوقتي هتتدمر من قبل ما تقف على رجليها، هجيبهالك ببساطة افرضي أنتي قاعدة ماسكة اللابتوب بتاعك في الشارع والناس كلها عارفة إنك قادرة تحمي اللابتوب ده كويس من أي حاجة وفجأة جيه واحد قالك أنا هاخد منك اللاب توب ده وأنتي هتديهوني وأنتي عندك القوة إنك تصديه، هتدافعي عن اللاب توب بتاعك من السرقة وتعجني الراجل ده ضرب ولا هتديه ملكك علشان خايفة بعد كدا إنه يجيب رجالة ويجي يقتلك؟ هجاوب أنا، طبعا هتصديه وهتدافعي عن ملكك وبعدين تعملي احتياطك بعد كدا، هو ده الصح يا إيلين وبعدين متقلقيش محدش بيموت ناقص عمر ولا قبل ميعاده
***
تم تجهيز سفرة الطعام والتف الجميع حولها عدا «رنة» التي تأخرت مما جعل «ايمن» يقول بتعجب:
- فين اختك يا طيف؟
وقبل أن يرد على والده حضرت «رنة» ورددت بإحراج:
- أنا أهو يا بابا
جلست على المقعد الفارغ والذي كان بجوار «ذاخر» الذي كان يتابعها منذ ظهورها. ظلت صامتة حتى ردد «ايمن» مرة أخرى بصوت مرتفع:
- يلا يا جدعان كلوا، أنت عارف يا ذاخر لو أكلك معجبنيش ومكلتش كويس أنا هحولك للتحقيق
رفع كفيه في الهواء وردد بابتسامة:
- لا وعلى ايه يا سيادة اللواء أنا هاكل أهو بس بعد اذنك الأول عايز اعتذر لرنة على اللي حصل مني
نظر إليها وتابع:
- أنا آسف يا رنة مكانش صح إني أفرض عليكي رأي مكانش فيه اتفاق عليه من الأول أصلا وآسف على طريقتي معاكي مكانش قصدي والله
تركت ما بيدها ونظرت له قبل أن تقول بهدوء:
- أنا اللي آسفة على طريقتي معاك، مكانش ينفع اعترض بالشكل ده ويكون فيه تفاهم بينا
ابتسم وردد بنبرة تحمل الحب:
- أنا مش زعلان منك أصلا ولا يمكن أزعل
هنا صاح «طيف» بصوت مرتفع:
- ايه يا باشا أخوها وأبوها قاعدين ركز في الأكل يا سيادة النقيب
رفعت «نيران» أحد حاجبيها ورددت باعتراض:
- ايه يا طيف ما تسيبهم يتصافوا وبعدين هي هتبقى مراته
نظر لها ورفع أحد حاجبيه وهو يقول باعتراض:
- لا مش علشان هو أخوكي هسيبه يعاكس أختي وبعدين أديكي قولتي هتبقى مراته يعني لسة في المستقبل ولحد ما ده يحصل يبقى فيه احترام
نظر إلى «ذاخر» وقال مازحًا:
- مش كدا يا سي روميو؟
ضحك «ذاخر» وحرك رأسه بالإيجاب قائلًا:
- كدا يا سي طيف
***
تناول «يوسف» الطعام وعاد بظهره إلى الخلف وهو يقول بتعب:
- يااه الواحد محتاج خربوش شاي يهضم بيه الأكل ده
رفع يده في الهواء وأشار إليهما بالقدوم فتحركا تجاهه ليقول هو بابتسامة:
- كملوا جميلكم للآخر بقى وعايز كوباية شاي محترمة علشان أعرف اسمع حواركم ده
لوت «نيرة» ثغرها ورددت بنفاذ صبر:
- يلا يا بنتي نعمله شاي خلينا نخلص ونحكيله بقى
مالت «جودي» أمامه ورددت بنبرة تحمل التهديد:
- أنت عارف لو قولت بعدها عايز أنام ساعتين علشان أبقى فايق وأنا سامعكم هيحصل ايه؟
نظر إليها وقال بتحدي:
- هيحصل إنك تسمعي الكلام يا كتكوتة، هش يلا من هنا والشاي يجهز
قاموا بالفعل بإعداء كوب الشاي وأحضروه له مما جعله يبتسم قبل أن يرتشف منه. اعتدل في جلسته ووضع الكوب أمامه ووجه نظره إلى «نيرة» وهو يقول:
- يلا قولي فيه ايه كلي أذان صاغية
شعرت بالإحراج مما ستقوله واعتدلت هي الأخرى في جلستها قبل أن تقول:
- احم، بص هو فيه حد يعني عايز يطلب ايدي منك وطالب يعني أحدد معاك ميعاد علشان يجي هو ووالده
ارتسمت ابتسامة على وجهه وردد على الفور:
- والله وكبرتي يا نيرو، معنديش مشكلة خالص يا بنتي بس الأول لازم نعرف عنه كل حاجة وأصله وفصله وهل هو فعلا مناسب ليكي ولا لا وصدقيني لو طلع فعلا مناسب ويستاهلك هسلمك ليه وأنا متطمن لأنك زي جودي بالظبط، ممكن يجي بكرا الساعة 8 بليل هبقى فاضي
تهللت أساريرها ونهضت من مكانها وهي تقول بسعادة:
- بجد يعني هتقابلهم بكرا؟
ابتسم وحرك رأسه بالإيجاب وهو يؤكد عليها:
- أيوة بجد بلغيه واللي فيه الخير ربنا يقدمه إن شاء الله
ثم وجه بصره تجاه شقيقته وأردف متسائلًا:
- وأنتي ياختي مفيش عريس كدا ولا كدا يخلصنا منك
حركت رأسها بمعنى "لا" وأردفت بتحدي:
- لا قاعدة على قلبكم ومش عايزة اتجوز أصلا
لوى ثغره وردد بعدم رضا:
- حرام عليكي يا شيخة ده أنتي رافضة 19 عريس عارفة يعني ايه 19 عريس؟ ده أنتي لو متعاطفة مع قفشة مش هترفضي العدد ده
- متشغلش دماغك أنت بس بالموضوع ده، صحيح سهوة اتأخرت أوي
حرك رأسه بالإيجاب وأردف بموافقة:
- فعلا اتأخرت هتصل بيها أشوفها
***
اقتربت تلك الصغيرة منه ورددت بنبرة طفولية وهي تُعطيه الهاتف الذي بيدها:
- خالو مث عالفة اقتل الوحش ممكن تقتله
أخذ «طيف» منها الهاتف ونظر إلى شاشته وهو يقول:
- من عنيا يا ملوكة يا قمراية، وريني فين الوحش ده
ضغط على الشاشة بسرعة كبيرة لكنه فشل في تخطي تلك المرحلة من اللعبة عدة مرات مما جعل الصغيرة تسحب الهاتف من يده وهي تقول بعدم رضا:
- هات يا خالو مث عالف تموته، يا مستني خالو يقتل الوحش يا مستني الحصان يبقى جحش
اتسعت حدقتاه قبل أن يمسكها من ياقتها وهو يقول باعتراض:
- هنخش على شغل بعض ولا ايه يا بت؟ وبعدين اللعبة صعبة والوحش ده رخم جدا أنا أول مرة أشوف لعبة بالشكل ده
رفعت أحد حاجبيها وقالت بتحدي:
- قول يا خالو إنك مش بتعلف تلعب أصلا
ضم شفتيه وحرك رأسه بتفكير ليقول بسرعة:
- امممم هو حد واحد بس بلجأله في المواقف اللي زي دي، أنا بقى هجيبلك اللي في طولك يقتلك الوحش
وجه بصره إلى ابنته وهتف بصوت مرتفع:
- تعالي يا ميلا عايزك في مهمة صعبة وعشمان تبيضي وش أبوكي
حضرت الصغير على الفور وردد بحماس:
- أنا جاهزة يا بابا، عايزني اقتل ملك؟
رفع حاجبيه بصدمة وردد باعتراض:
- يخربيتك تقتلي مين، ده أنا بقول عليكي كيوت يا ميلا، لا عايزك تقتلي حد تاني هتعرفي؟
جلس أمامه وحرك رأسه وهو يقول:
- هعرف بس قولي هو مين وأنا هخلص عليه
خبط بيده على يده الأخرى وردد بتعجب:
- ما شاء عندك حس الأكشن عالي زي أمك؟ طيب يا ستي اللي عايزك تخلصي عليه هو الوحش، اللعبة اللي مع ملك فيها وحش رزل محدش عارف يموته هتعرفي ولا أجيب قاتل مستأجر تاني؟
سحبت الهاتف من يد ابنة عمتها وقالت بنبرة تحمل الثقة:
- هعرف
بدأت في الضغط على شاشة الهاتف بسرعة كبيرة ونجحت في تخطي تلك المرحلة من المرة الأولى ثم وضعت الهاتف في يد والدها وهي تقول:
- تمت المهمة بنجاح
نظر إلى شاشة الهاتف بعدم تصديق قبل أن يعيد بصره إليها مرة أخرى وهو يقول:
- الله أكبر عليكي، شرفتيني يا بنتي والله
ثم نظر إلى «ملك» وردد:
- أي وحش يعلق معاكي عليكي وعلى ميلا علطول تخصص وحوش وبعدين يا بنات ايه الألعاب المتوحشة اللي بتلعبوها دي ده تنة ورنة وهم صغيرين كانوا بيشتروا عرايس ويجوزوهم واللي تجيب موبايل بيغني أخاصمك آه وأنتوا بتقتلوا وحوش؟
رددت «ميلا» على الفور:
- أنا عايزة اطلع ظابطة زي ماما
رفع حاجبيه وقال بتعجب:
- ظابطة؟! أنتي حرة طبعا بس الشغلانة دي صعبة وخطر
عقدت ذراعيها أمام صدرها ورددت بفخر:
- لقد خُلقنا لنضحك في وجه الخطر ها ها ها
صفق على ما قالته وردد مازحًا:
- الله عليكي يا بنتي، قال ايه كيوتة وكتكوتة طلعت عايزة تبقى ظبوطة
***
شعرت بالإرهاق الشديد مما جعلها تقرر الرحيل أخيرًا فهي للمرة الأولى تتأخر في عملها لهذا الوقت المتأخر. نهضت من مكانها وحملت حقيبتها ثم اتجهت إلى الخارج لتجد مديرة مكتبها فرفعت أحد حاجبيها وهي تقول باعتراض:
- مش قولتلك امشي يا ثناء؟ يابنتي تاعبة نفسك ليه أنا كنت بخلص كام حاجة لأني لما بروح البيت مش بعمل حاجة
نهضت هي من مكانها ورددت بابتسامة:
- محبتش اسيبك يا باشمهندسة في الشركة لوحدك، طالما خلصتي همشي يلا باي
- تسلميلي يا حبيبتي وبالمناسبة ليكي يومين مكافأة
ابتسمت ورددت بنبرة تعبر عن السعادة:
- تسلمي يا باشمهندسة، ربنا يخليكي، أنا همشي بقى يلا سلام
رحلت بالفعل وفركت «سهوة» جبينها بتعب شديد قبل أن تتحرك هي الأخرى وترحل. اتجهت إلى الأسفل ثم سارت إلى سيارتها وقبل أن تفتح بابها سمعت صوت من الخلف:
- لا سيبي العربية هتركبي معايا
التفتت على الفور ورددت بابتسامة واسعة:
- يوسف؟! ايه المفاجأة الحلوة دي
اقترب منها وردد بابتسامة:
- روحت بدري النهاردة ولقيتك اتأخرتي قولت يبقى عندك شغل صعب وزمانك تعبانة وجعانة والدنيا جاية عليكي فقولت يا واد يا يوسف روحلها وخرجها واتعشوا مع بعض في مطعم فيه أجواء رومانسية وهون عليها، شوفتي أنا قلبي عليكي إزاي؟
اقتربت منه ووضعت يديها على صدره وهي تقول بحب:
- دي أجمل مفاجأة من وقت طويل أوي بس أنا بلبس الشغل الصراحة مش طايقة نفسي، يلا نروح اخد دش وننزل تاني
حرك رأسه بمعنى "لا" وردد:
- تؤ تؤ، عامل حسابي تعالي معايا
اصطحبها واتجه إلى سيارته قبل أن يضغط على زر المفاتيح الخاصة بها ثم فتح بابها وأخرج حقيبة بها ملابس وحقيبة أخرى. اعتدل ووضعها بيدها وهو يقول:
- ده ياستي فستان جديد بالحجاب بتاعه وده الشامبو بتاعك، سيادتك هتطلعي تاخدي الشاور في حمام مكتبك في الشركة وتلبسي الفستان وأنا هستناكي في المكتب ونتحرك مع بعض
أخذت منه الحقائب ورددت بابتسامة وهي تعبر عن دهشتها:
- أنت لحقت عملت كل ده امتى؟
وضع يده على كتفها وردد بهدوء:
- يا حبيبتي أنتي متجوزة ظابط ومهندس في نفس ذات اللحظة يعني مينفعش تسألي سؤال زي ده، يلا بقى علشان منتأخرش
***
أوقف سيارته أمام أحد المطاعم المشهورة بمدينة الإسكندرية فرفعت هي أحد حاجبيها وهي تقول بتعجب:
- وقفت ليه يا إلياس؟ مش هنروح
حرك رأسه بمعنى "لا" وهتف بابتسامة:
- تؤ تؤ، هنتعشى مع بعض هنا، الشغل واخدنا الفترة الأخيرة وفرحنا بعد بكرا فنريح أعصابنا اليومين دول ونروق على حالنا كدا، يلا بينا المطعم ده بيقولوا عليه جامد يلا نجرب
ابتسمت وعقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تقول:
- هتأكلنا ايه طيب
رفع أحد حاجبيه وردد بتعجب:
- ايه السؤال الغريب ده يا إيلي؟ ده محل أسماك هناكل ايه يعني بطاطا؟!
ارتفع صوت ضحكها ليقول هو بابتسامة:
- بحس إن روحي بترجعلي تاني لما بشوفك بتضحكي
ارتسمت ابتسامة هادئة على وجهها وهي تقول:
- أنا اللي بحس إن العالم كله ملكي وأنت جنبي
ضيق نظراته وأردف بتحدي:
- أومال مطلعة عيني ومبهدلاني ليه يا مفعوصة أنتي
رفعت كتفيها وأجابت عليه بتلك الابتسامة التي لم تغادر وجهها:
- مش عارفة، يمكن بحسك أبويا وأخويا وحبيبي وكل حاجة فبحب اتدلع عليك، أنا اتربيت على ايدك وكانت نظراتي ليك اللي هو نظرة طفلة لمثلها الأعلى وبطلها فبحب اطلع بمواقف كدا تخلي الاحساس ده عندي وهو إني الطفلة المتهورة وأنت الكبير اللي بتدي النصايح وقلبك عليا وكل حاجة بتقولها صح
رفع أحد حاجبيه ليقول بهدوء:
- امممم قولي بقى كدا، يعني بتبقي قاصدى تستفزيني
ابتسمت وأجابت على الفور:
- يعني حاجة زي كدا
- وبتزعلي لما بقول عليكي لسة طفلة؟ انزلي انزلي أما نشوف هناكل ايه
***
كان ينتظرها بمكتبها بينما كانت هي بالمرحاض الخاص بمكتبها، كان يتصفح هاتفه باسترخاء لكنه توقف عندما استمع إلى صوت يأتي من الخارج. ضيق ما بين حاجبيه ونهض من مكانه على الفور وهو يقول:
- ايه الصوت ده؟
تحرك بخطوات هادئة إلى أن اقترب من الحائط المجاورة الباب ثم سند ظهره عليها ليحاول الاستماع لما يحدث بالخارج ليجد هذا الصوت:
- هتخش أنت المكتب بتاعها وأنا هروح المكتب اللي هناك، خلي بالك ومش عايز مشاكل
في تلك اللحظة أدرك «يوسف» أن هناك من تسلل إلى داخل الشركة ويجب عليه الآن أن يتعامل معهم لذلك أخرج سلاحه وفتح باب المكتب بقوة أمام وجههم.
عبدالرحمن الرداد
رواية مخطط سرى الفصل السابع 7 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية مخطط سرى)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)