📁

رواية مخطط سرى الفصل الثامن 8 بقلم عبد الرحمن الرداد

رواية مخطط سرى الفصل الثامن 8 بقلم عبد الرحمن الرداد

رواية مخطط سرى البارت الثامن 8

رواية مخطط سرى الجزء الثامن 8

رواية مخطط سرى الحلقة الثامنة 8

رواية مخطط سرى بقلم عبد الرحمن الرداد

رواية مخطط سرى الفصل الثامن 8 بقلم عبد الرحمن الرداد
رواية مخطط سرى


رواية مخطط سرى الفصل الثامن 8


الفصل الثامن

عبدالرحمن الرداد 

___________________________________

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).

___________________________________


أشرقت شمس يوم جديد على «طيف» الذي فتح عينيه بصعوبة وتثاقل، نهض من مكانه ليجد أن زوجته ليست بالغرفة لذلك فرك عينيه وردد بصوت هادئ:

- فيه ايه مالي؟


وقف لكنه شعر بألم في جسده بأكمله لكنه تحمل وخرج من الغرفة وهو يقول بصوت شبه مرتفع:

- نيران؟ نيرو؟! حد هنا يا بشر


تعجب عندما لم يجد رد مما جعله يبحث عنها في جميع الغرف لكنه لم يجدها حتى أن أطفاله ليس بغرفتهم. شعر بصداع شديد مما جعله يمسك رأسه وهو يقول بنبرة تعبر عن التعب الشديد:

- راحوا فين دول؟!


توجه بتثاقل إلى باب شقته وفتحه قبل أن ينزل إلى الأسفل لكنه أثناء نزوله شعر بدوار شديد وكان على وشك أن يسقط لكنه أسرع وجلس على الدرج وعاد بظهره إلى الخلف وعبر عن تعبه بإصدار صوت شبه منخفض:

- آه، رنة؟! حد يلحقني


في تلك اللحظة جاءت شقيقته الكبرى «تنة» من الأسفل وصعدت الدرج بسرعة وهي تقول بلهفة وخوف في آن واحد:

- طيف حبيبي مالك؟


أغلق عينيه ورد عليها بصوت منخفض:

- مش عارف يا تنة، جسمي كله مكسر وصداع ودوخة مش طبيعية، هي فين نيران؟


وضعت يدها على جبينه ورددت بخوف شديد:

- يلاهوي يا طيف نيران عندها حق أنت سخن مولع


ضيق ما بين حاجبيه بتعجب وأردف بتساؤل:

- نيران؟! هي فين؟


جلست إلى جواره وأجابت على سؤاله قائلة:

- صحيت الصبح حاولت تصحيك لقتك سخن جامد وتعبان فنزلت وقالت لبابا وقالوا إنهم هيسيبوك علشان شكلك تعبان وراحوا هم الشغل


نهضت من مكانها وفردت ذراعها لكي تساعده على النهوض وهي تقول:

- ودلوقتي قوم انزل معايا لازم تستريح عقبال ما اروح الصيدلية اجيبلك مضاد حيوي وفيتامين سي


استجاب لطلبها وقامت هي بسنده حتى وصلا إلى الأسفل وهنا ركضت «رنة» وهي تقول بخوف شديد:

- ايه ده مالك يا طيف؟


هنا أردفت «تنة» بصوت مرتفع:

- افتحي باب الاوضة يا رنة


استجابت لطلبها وسندت الأولى شقيقها حتى وصل إلى الفراش وألقى بنفسه عليه بتعب شديد.


جاءت «اسماء» من الداخل وهي تقول بتعجب:

- فيه ايه يا بنات؟!


لكنها عندما وجدت ابنها نائمًا بتلك الطريقة وهم حوله ركضت بسرعة تجاههما وأردفت على الفور:

- ابني حبيبي مالك


فتح عينيه بصعوبة وأجاب عليه بصوت مرهق:

- تقريبا دور برد يا ماما، حاسس الدنيا بتلف بيا


جلست إلى جواره وأمسكت بيده وهي تقول بنبرة تحمل الخوف:

- سلامتك يا حبيب قلبي، ريح متتعبش نفسك، نام وأنا هقوم أعملك حاجة سخنة وليمون


ابتسم ابتسامة هادئة واستجاب لطلبها بالفعل بينما نهضت هي وركضت إلى المطبخ قبل أن تقوم بإعداد مشروب ساخن له بالليمون ثم عادت إليه وهي تقول:

- قوم يا حبيبي اشرب ده ونام تاني


اعتدل بهدوء وأخذ منها الكوب بينما نظرت هي إلى ابنتها الصغرى ورددت بتساؤل:

- أومال فين تنة؟


جلست بجوار شقيقها وأجابت على سؤالها:

- خرجت تجيب مضاد حيوي وعلاج لطيف


***


- قربي يا سهوة متحافيش 

قالها «يوسف» الذي فرد ذراعه في الهواء لكنه لم يكتفي بتلك الكلمات وتابع:

- قربي يا سهوة أنا همسكك 


اقتربت بخطوات حذرة وهي تنظر إلى الأسفل من هذا الارتفاع الكبير مما جعلها تشعر بالدوار وأردفت قائلة:

- مش هعرف يا يوسف، المسافة بعيدة أوي


اقترب أكثر وأصبح على الحافة وهتف بصوت مرتفع:

- حاولي يا سهوة، قربي أنا معاكي متخافيش


بالفعل اقتربت لكنها شعرت بدوار مفاجئ وتعثرت قدميها لتسقط من هذا الارتفاع وسط صراخ يوسف:

- سهوة!!!


استيقظ من نومه وهو يتنفس بسرعة كبيرة بينما كان صدره يعلو ويهبط. استيقظت هي على صوت صراخه واعتدلت على الفور وهي تقول بنبرة تحمل القلق:

- مالك يا يوسف؟


نظر لها وهدأ من أنفاسه التي كان لها صوت مسموع قبل أن يحرك رأسه وهو يقول:

- مفيش يا سهوة، كابوس متقلقيش


لم تتركه وتحركت حتى أصبحت أمامه مباشرةً وأردفت:

- كابوس تاني؟! دي تالت مرة تصحى مفزوع كدا يا يوسف


نظر نظرة مطولة إليها قبل أن يسحبها إليه ويحضنها بينما شعرت هي بالقلق وازداد توترها مما جعلها تقول متسائلة:

- الكابوس ده أنا فيه؟


لم يرد عليها وظل صامتًا فتابعت هي:

- رد عليا يا يوسف، انا سمعتك بتصرخ باسمي

لم يجد مهرب من الرد عليها مما جعله ينظر إلى عينيها وهتف بنبرة هادئة:

- أيوة يا سهوة


صمت للحظات وتابع:

- سهوة فيه حاجة مش طبيعية بتحصل وبنسبة كبيرة في الشركة، العيلين اللي قفشتهم امبارح دول خير دليل، فيه حد متربص في الشركة عايز يؤذيكي 


ضيقت ما بين حاجبيها وأردفت بتعجب:

- مين هيعوز يعمل كدا؟ أنا بعاملهم كلهم كويس وكل 6 شهور برفع ليهم المرتب وهم نفسهم بيحبوني وبيعتبروني زميلة ليهم مش المديرة بتاعتهم أبدا


أمسك بيدها وأردف بنبرة تحمل الجدية:

- مش كل واحد بيبتسم في وشنا وبيتكلم معانا كويس أو تعامله مريح يبقى دي شخصيته يا سهوة، فيه كتير أوي بيبقى جواهم حقد وغل يوزع على بلاد، بيضحكوا في وشنا عادي لكن جواهم بيبقى فيه كره وتمني للشيء اللي بنملكه


رفعت كتفيها وقالت على الفور:

- بس لو فيه ده أكيد مش هشوف اللي في قلوبهم يعني


- أنا مقولتش تشوفي قلوبهم، بقول تاخدي حذرك منهم، متديش لحد الأمان أبدا لمجرد إنه بيبتسم في وشك وبيعاملك كويس


حركت رأسها بالإيجاب لتوافقه على ما يقول بينما تابع هو:

- علشان كدا هاجي معاكي النهاردة هقعد ساعة وامشي، زي ما وعدك الفترة الجاية هكون قريب جدا منك في الشغل


***


استيقظ من نومه واتجه إلى الأسفل ليجد شقيقته على سفرة الطعام تتناول وجبة الإفطار فرفع أحد حاجبيه وردد بعدم رضا:

- اللي ياكل لوحده يزور، بقى سايبة أخوكي الغلبان وقاعدة تفطري لوحدك


نزل الدرج بينما نظرت هي له لتقول مدافعة عن نفسها:

- يعني بذمتك يا كرم مش خبطت على أوضتك كذا مرة وأنت مصحتش


جلس على مقعده وأردف بهدوء:

- حاولي مرة واتنين وتلاتة ده حتى أنا أخوكي الكبير يا مفعوصة، علشان ماما سافرت يعني مش هلاقي حد يصحيني، ياااه يا سما ياااه، الطعنة لما تجيلك من أقرب الناس ليك بتبقى صعبة أوي، ليه حظي كدا يا ربي


رفعت أحد حاجبيها للحظات قبل أن تقول بدهشة:

- ايه كل ده؟! ده كله علشان خبطت على باب أوضتك مرتين بس وأنت مصحتش؟ المفروض اجيب طبلة المسحراتي وافضل واقفة لحد ما كرم باشا يصحى؟!


وضع الطعام في فمه وابتلعه بسرعة قبل أن يقول:

- خلاص هسامحك علشان مهما كان أنتي أختي الصغيرة وصغيرة يعني عقلها صغير، قوليلي صحيح عاملة ايه في الشركة مع إلياس، مقصر في حقه الواد ده الفترة الأخيرة بس شغل الشركة كله بقى فوق دماغي، الله يرحمك يا بابا كنت شايل الشغل 


ضيقت ما بين حاجبيها وهتفت بمكر:

- ألا قولي صحيح دورا عاملة ايه


رفع أحد حاجبيه وقد فهم المقصد من كلماتها:

- ملكيش دعوة يا سوسة، خليكي أنتي في شغل الهكر والاختراق بتاعكم ده، بقولك ايه عايزك تهكريلي ايميل الفيسبوك بتاعي القديم اللي نسيت الباسورد بتاعه


- ايميل فيسبوك؟ ربنا يهديك يا كرم


عقد ذراعيه أمام صدره وردد بعدم رضا:

- ربنا يهديني؟! شايفاني بشد في شعري ولا ايه


ابتسمت وحركت رأسها بمعنى "لا" وهي تقول:

- لا مخك فوت


حل عقدة يديه ونظر إليها ليعبر عن اعتراضه قائلًا:

- بقى فيه بنت محترمة تقول لأخوها الكبير عقلك فوت


- على فكرة قولت مخك فوت مش عقلك


رفع أحد حاجبيه وردد باعتراض:

- يا سلام هي تفرق، بقولك ايه فكك من الخناق دلوقتي وقوليلي أفكار كويسة لهدايا، فرح إلياس وإيلين بكرا ولازم أجيبلهم هدية حلوة


فركت ذقنها بتفكير وهي تنظر إلى نقطة بالفراغ وسرعان ما نظرت له وهي تقول:

- ايه رأيك نجيب برفيوم حلو واحد رجالي وواحد بناتي


خبط كفيه ببعضهما وقال باعتراض:

- برفيوم؟ رجالي وبناتي؟! تصدقي أنا غلطان إني خدت رأيك أساسًا


لوت ثغرها وهتفت:

- برفيوم وحش؟! أصل هتجيب هدية ايه يعني؟ ساعة؟! معاه ساعة وإيلين معاها


- يابنتي هو أنا بجيب هدية لخطيبتي؟ برفيوم ايه وساعة ايه


ابتسمت ورددت على الفور بعد أن خطر ببالها فكرة:

- أنا كنت قرأت على فيسبوك قبل كدا حكمة بتقول إنك لو حبيت تهادي حد شوف ايه هي اهتماماته والحاجة اللي بيحبها وجيب له هدية مرتبطة بالحاجة دي


ضيق ما بين حاجبيه وردد بجهل:

- أروح اهكرله شبكة واي فاي يعني وأقوله هدية فرحك أهي يا عريس ولا ايه يعنى


عبثت تعابير وجهها ورددت باعتراض:

- لا طبعا يا كرم أفهم أرجوك أنا مش حمل مناهدة، إلياس وإيلين مجالهم السكيورتي والاختراق والبرمجة وعالم الكمبيوتر في العموم فلما تحب تجيبلهم هدية تبقى ايه؟


صمت للحظات ليفكر قبل أن يجب بابتسامة:

- يا بنت الايه صح، نجيبلهم فلاشة


اتسعت حدقتاها بصدمة مما قال وأردفت بنبرة تعبر عن الدهشة:

- فلاشة يا كرم؟! هتجيب لحد هدية في فرحه فلاشة؟! وبتتريق عليا علشان قلت برفيوم؟! آه يا مرارتي 


سند بمرفقيه على سفرة الطعام وقال بنفاذ صبر:

- صبرني يارب، مش أنتي اللي بتقولي تكون مرتبطة بشغله والحاجة اللي بيحبها


رفعت كفيها أمام وجهه وأردفت بنبرة هادئة:

- خلاص خلاص هقول أنا مش لازم تقول، بص يا سيدي أكيد لا مش فلاشة، نجيب مثلا أحدث لابتوب نزل السوق بإمكانيات خرافية يساعده في شغله، على فكرة دي أنسب هدية وأصلا اللاب اللي بقولك عليه هموت عليه بس ماسكة ايدي في المصاريف شوية علشان مهما كان لسة الشركة في بدايتها بس مش مشكلة هجيب أنا واحد لإيلين وأنت هات واحد لـ إلياس


نظر إليها لبعض الوقت ليفكر في ما قالته وردد أخيرا:

- أنتي شايفة يعني إن دي هتبقى هدية مناسبة؟


حركت رأسها بالإيجاب وأكدت:

- طبعا، أنا لو فرحي وجالي هدية لاب زي ده هفرح بالهدية أكتر من فرحي بعريسي


فرك فروة رأسه للحظات قبل أن يقول بهدوء:

- حلو، سعره كام بقى اللاب الجامد اللي بتقولي عليه ده


قال جملته وسحب كوب المياة ليرتشف منه بينما ابتسمت هي وأجابت على سؤاله على الفور:

- 5000 دولار بس


توقف عن الشرب واتسعت حدقتاه وهو يقول بصدمة:

- بس؟! أنا كنت هشرق يخربيتك، 5000 دولار يعني حوالي 120 ألف جنيه، هو حد مفهمك إن إحنا عندنا ثراء فاحش ولا ايه ده كل فلوس بابا اتبرعنا بيها بعد اللي حصل وبدأنا من الصفر بشغل الشركة وشغلك


لوت ثغرها قبل أن تعقد ذراعيها أمام صدرها وهي تقول:

- أنا بشاركك رأيي يا كرم وشوف ايه الأنسب أنت مش هتغلب


- امممم ربنا يسهل


***


تناولوا وجبة الإفطار معًا وما إن انتهوا حتى نطق «يوسف» بهدوء:

- هعدي عليكي بالعربية الساعة 3 يا ماما أنتي وجودي علشان نزور بابا الله يرحمه النهاردة السنوية بتاعته 


حركت رأسها بالإيجاب وأردفت بابتسامة:

- ماشي يا حبيبي، ربنا يعينك 


نهض من مكانه ونظر إلى زوجته قائلًا:

- يلا يا سهوة؟!


نهضت هي الأخرى وأردفت بجدية:

- تمام يلا يا يوسف


وقبل أن يرحلا نهضت «نيرة» واتجهت إلى «يوسف» وهي تقول:

- أنا قولت لصادق إنك هتقابله هو ووالده الساعة 8 متتأخرش بليز


ابتسم وحرك رأسه بالإيجاب قائلًا:

- مش هتأخر يا لمضة حاضر، هاجي قبلها إن شاء الله


تابع تحركه مع زوجته إلى الخارج وما إن خرجا حتى قال هو:

- تعالي في العربية معايا


رفعت أحد حاجبيها وقالت بتعجب:

- بس أنت هتيجي وهتمشي تاني ارجع أنا إزاي


ضغط على ريموت سيارته ليفتحها وأردف بابتسامة:

- متقلقيش هبعت حد يوصل عربيتك لغاية الشركة، يلا يا قمر معايا


ابتسمت هي الأخرى واستقلت السيارة معه بالفعل ليقودها هو إلى الشركة وأثناء الطريق نظرت له وأردفت:

- على الرغم إني فرحانة إنك هترجع معايا الشركة تاني بعد غياب اكتر من خمس سنين إلا إني متضايقة علشان البنات هناك هيعاكسوك ويبصبصولك


ضحك على ما قالته ونظر لها نظرة سريعة وهو يقول:

- يابنتي محدش يقدر يعاكسني وبعدين ولا يفرق معايا طالما معايا سهوتي


رفعت أحد حاجبيها وقالت:

- يعني اتطمن؟!


حرك رأسه بالإيجاب وأجاب:

- شور


وصلت السيارة إلى الشركة وترجل هو قبل أنت تتبعه هي ودلفا معًا إلى الداخل، كان يرتدي بنطال أسود وقميص أبيض اللون ووضع سترة سوداء فوق هذا القميص ليُعطيه مظهر جذاب لفت انتباه جميع العاملين بالشركة فور دخوله وبدأت الهمسات في كل مكان لتقول إحداهن:

- أوبا مش ده يوسف رأفت؟! يخربيته عدت السنين دي كلها ولسة زي ما هو مز


وقالت أخرى:

- أخيرا افتكر إن عنده شركة؟ بس ايه اللي جابه دلوقتي بعد السنين دي


أجاب أحد العاملين:

- شكله كدا ناوي على حاجة، أنا مش متطمن الصراحة


لتقول الأولى:

- الصراحة أنا متطمنة، يعني يكون مدير الشركة اللي بشتغل فيها قمر كدا وأزعل


وقالت صديقتها مؤكدة:

- فعلا وبعدين يوسف معروف من زمان إنه بتاع بنات ومقطع السمكة وديلها 


- شششش بقى علشان قرب


وصل أخيرا إلى منتصف الشركة مع زوجته وتوقف قبل أن يضع كلتا يديه في جيب بنطاله وهو يقول:

- ازيكم يا بشمهندسين


قاموا جميعًا بالرد عليه وأظهروا ترحيبهم الحار به قبل أن يتابع هو:

- تسلموا على كلامكم ده والله، طبعا كلكم عارفين أنا مين ولو فيه حد جديد أحب أعرفه بنفسي، أنا العقيد مهندس يوسف رأفت صاحب الشركة دي، عايز بس أعرفكم نقطة مهمة علشان عليها هنبني اللي جاي في الشركة، أولا النظام القديم هيتغير بمعنى إني عرفت إن فيه مهندسين ومهندسات معانا في الشركة وبياخدوا راتب شهري ومع ذلك مش بيشاركوا أصلا في التصميمات بحجة إن فيه مهندسين بيتم الاعتماد عليهم علشان كفائتهم، دلوقتي كله هيشارك في التصميم وهيبقى فيه تارجت لو سعادتك محققتوش يبقى مع السلامة، ثانيا اكتشفت إن فيه حد من الشركة متورط في حاجة هكتشفها قريب وطبعا هو عارف نفسه دلوقتي وأنا متأكد إنه معانا


تحرك ورفع من نبرة صوته وهو يقول بحدة:

- بالصدفة قفشت اتنين امبارح في الشركة هنا وجايين علشان مهمة بعينها والاتنين دول متفقين مع حد هنا


تحولت نبرته للغضب وصاح قائلًا:

- الشركة دي خط أحمر، فاهمين يعني ايه خط أحمر؟! باشمهندسة سهوة خط أحمر، أقسم بالله اللي بيفكر بس يغرق الشركة دي أو يسبب أذى لباشمهندسة سهوة أنا هخليه يندم على اليوم اللي اتولد فيه، مدير شركتكم دلوقتي مش مهندس بس لا ده ظابط شرطة برتبة عقيد، اللي عايز يجرب رد فعلي يتفضل


أخرج يديه من جيب بنطاله وهدأت نبرة صوته قليلًا ليتابع:

- طبعا الكلام ده مش للمهندسين المحترمين اللي معانا واللي معتمدين عليهم بقالنا سنين، أنتوا فوق دماغنا والكلام ده مش موجه ليكم بس كان لازم أقول الكلمتين دول علشان راس الأفعى اللي بينا يعرف إن الشركة ليها اللي يحميها من اللي زيه


رسم ابتسامة على وجهه وتابع:

- دلوقتي تقدروا تكملوا شغلكم


تحرك أخيرًا مع زوجته إلى مكتبهما وسط نظرات الجميع لتقول إحداهن:

- يلاهوي أنا خفت منه، بقى القمر ده يطلع منه كل ده


- تصدقي أول مرة أعرف إنه ظابط أصلا

- يا بنات ده طلع خط أحمر مشفتوش شكله وهو بيتكلم، ده أنا حسيت إنه في لحظة هيقول كلكم مطرودين


- لا يوسف اتغير أوي عن زمان، أنا موجودة في الشركة دي من ساعة ما كان عيل متهور دلوقتي اتبدل 180 درجة


في جانب من الشركة تحركت إحداهن وهي تنظر حولها وما إن تأكدت أن الجميع منشغل حتى رفعت الهاتف على أذنها وهي تقول:

- اللي عايزه باظ، يوسف مسك اللي بعتناهم امبارح وهم في القسم دلوقتي وأكيد هيعترفوا بكل حاجة؟!


إلى اللقاء في الفصل القادم 

توقعاتكم للفصل القادم؟!


جارى كتابة باقى فصول الرواية اترك تعليق أو عاود زيارتنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية مخطط سرى)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)


روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات