📁

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الثالث عشر 13 بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الثالث عشر 13 بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى البارت الثالث عشر 13

رواية نداء القلب الجزء الثانى الجزء الثالث عشر 13

رواية نداء القلب الجزء الثانى الحلقة الثالثة عشر 13

رواية نداء القلب بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الثالث عشر 13 بقلم نورهان ناصر
رواية نداء القلب


رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الثالث عشر 13


البارت •13• الجزء الثاني الرواية ملك لـ كاتبة نورهان ناصر نداء القلب ♥️


نظر بعضهم إلى بعض بدهشة وظلت أعينهم تتنقل بينهم وبين أعين الطبيبة المحدقة بهم بنظرات مشتعلة وسيطر الذهول عليهم فجأة وكأنما جلجلت الصدمة ألسنتهم فكفتهم عن الحديث ولو بنصف كلمة ، حتى قطع أحدهم ذاك الصمت واستعاد شجاعته وهتف بغضب شديد وهو يقول بشدة وينفي برأسه هذا الإتهام البغيض 


- إنتي بتقولي إيه ؟ إعتداء إيه ده ؟ محدش فينا قرب منها أصلا ...


تمتمت الطبيبة بتهكم وهي تقول : أولا وطي صوتك ده وبعدين بتقول محدش منكم قرب ناحيتها أمال الرصاصة اللي في كتفها دي إيه جات من الهوا ؟وكمية الجروح اللي ماليه جسمها ووشها دي إيه مكياچ ؟ .


أجاب آخر وهو يحاول أن يجد كلمات مناسبه : شوفي إحنا لقيناها كده كانت جايه تجري قدام الحدود ومسمعتش التحذيرات بتاعتنا فاضطرينا نضرب عليها نار إنما أي حاجه تاني بقى إحنا ملناش علاقه  .


أجابت بضيق شديد : البنت جسمها كله وارم وفيه آثار ضرب عنيف عليها وعلامات لكفوف على وشها وخدودها وفيه جرح كبير في شفايفها دي منتهية على الاخر أنا هعمل التقرير وهسلمه للقيادات ولو كلامكم صحيح خايفين من إيه بقى ؟ إلا بقى لو انتوا إللي عذبـ...ـتوها بالشكل ده ؟


رد أحدهم وهو يحاول الثبات  : بصي إحنا هنا على الحدود حضرتك بقى مستوعبه يعني إيه حدود إحنا هنا في صحرا  ومفيش أي بنت بتاجي هنا دي منطقة عسكرية مغلقة وأحنا مش بتوع مزاج ولا غيره كل واحد فينا سايب وراه كومة لحم بيربيهم وبنحمي البلد دي وبنحميكم بنفديكم بأرواحنا وسايبين أهلنا ومرتاتنا وعيالنا وواقفين هنا ليل نهار علشان بنحميكم من أي خطر فمتجيش إنتي بقى وتفترضي افتراضات سيئة كده عنا إحنا رجاله وعندنا نخوه وضمير  وعندنا ولايا والله يسترها عليهم ومحدش فينا خايف من حاجه تقدري تكشفي عليها ولو لقيتي أي أثر لحد مننا يبقى ليكي الكلام ..وبعدين إنتي أصلا كشفتي عليها إنتي مكملتيش دقيقتين وطالعه تتهمينا وخلاص .


نطق آخر بتهكم وضيق شديد : وبعدين نفترض زي ما بتقولي إن إحنا السبب فأي بقى صعبت علينا فجبنهالك تعالجيها بقى ده كلام منطقي أصلا لو عملنا كده فكان أبدى نتخلص منها مش نجبهالك هنا ونخش في سين وجيم للاسف كلامك يا دكتوره في اتهامنا غير صحيح بالمره والمفروض تكشفي عليها كشف كامل مش طالعه تتهمينا وخلاص ! 


ردت بحنق : أنا هكشف عليها متقلقش بس حالتها دي تدي الانطباع ده واحده بتنزف من كل مكان في جسمها وفيه آثار ضرب عليها واضح جدا أنها اتعرضت لعنـ..ـف شديد وهدومها المبهدلة دي وغير ده كله إحنا زي ما بتقول على الحدود جات منين دي بقى وهو أي حد كده يقدر يدخل المنطقة دي ؟ها لسه محتاج اثباتات تانيه؟ 


أجابها بضيق شديد:  مش هقولك غير  إن بعد الظن إثم المفروض تتأكدي الأول وبعدين أبقي ارمي اتهاماتك كل دي افتراضات من عندك بعد اذنك اتفضلي كملي كشف وقوليلنا حالتها بالظبط .


نطق آخر بضجر : يا ستي ما إحنا بنقولك من الصبح جايه تجري قدام الحدود ودخلت منطقة محظورة وأحنا منعرفش مين هي اصلا خوفنا تكون تهديد لينا لأنها مسمعتش التحذيرات أولا ولا حتى وقفت واستسلمت ها نقول تاني ! .


أنهى حديثه بينما هي رمقتهم جميعاً بتهكم وضيق شديد وعادت  إلى داخل الغرفة بدون أن تتفوه بكلمة واحدة وما إن دلفت للداخل ونظرت للممرضة وهتفت بحنق : مستفزين أصلاً بكرهم الرجالة دول اووووف منهم أنا كان إيه اللي رماني على الهم ده وملاقيش غير مستنقع الرجال دي ياربي أنت عالم إني بتشائم منهم ومش بطيقهم وعندي عقدة أقوم اروحلهم برجليا . ( فكرتني بشقوب القنطاوي في فيلم بكيزة وزغلول 😂) 


اجابتها الممرضة بحزن ويأس فهي دائماً على هذا المنوال كل يوم  : أهدي يا دكتورة سحر مش كده براحه انا مش فاهمه انتي بتكرهيهم ليه ؟ وفي نفس الوقت دخلتي طب عسكري هتجننيني ؟


سحر بضيق شديد : فوكك مني بكرههم وخلاص ! 


أومأت برأسها بلامبالاة وقالت بحزن وهي تنظر نحو الفتاة : شكلها يصعب على الكافر مين اللي عمل فيها كده ممكن يكونوا هما اللي عـ..ذبوها بالطريقه دي دي واخده ضرب ماخدهوش حمار في مطلع وجسمها كله بينزف اعتقد عندها كذا ضلع مكسورين !  


وضعت يدها أعلى رأسها وجذبت خصلات شعرها بقوة تعبير على انزعاجها ثم تمتمت بضيق : والله لو هما ما هرحمهم بصي جهزي كل حاجه هكشف عليها كشف كامل وبعدها نشوف هنعمل ايه مع إن الجواب باين من عنوانه بس بردو نتأكد وقفتي النزيف بتاع رأسها ؟


الممرضة بعملية : أيوة ده خبطة بسيطه وجرح صغير خيطتهولها والرصاصه مش عميقه أوي وخرجتها بس بقولك احتمال يكون في كسر في ضلوعها ضلعين او اكتر .


سحر ببعض الهدوء : كويس بقيتي بتتعلمي بسرعه أهو هنشوف دلوقت جهزيها بس هعملها كشف عذرية ! 


الممرضة بابتسامه  : طبعاً ده كفاية إنك انتي اللي بتعلميني  ! 


سحر ببعض الهدوء وهي تضع يدها على رأسها : طيب يالا جهزي اللي قولتلك عليه ! .


هزت رأسها إيجاباً ثم اتجهت نحو تلك الغافية في عالم آخر وما إن اقتربت منها حتى فتحت عينيها بزعر وصاحت بحدة وهي تتحدث أو لنقول تصرخ بلا وعي وكأنها ترى وحشا سينقض عليها 


- راح يلاگوني ...ما راح أعرف اشرد منن ..يمه يبه ليش تركتوني شسوي بحالي لچن إني بدونچم ولا شي  ! 


هتفت الممرضة بهدوء وهي تضع يدها على كتفها : أهدي أهدي انتي معانا .


- ما اگدر اسويها ...اتركوني .... أني ما اگدر ...فلتوني ....


الممرضة بحيره : دكتورة تعالي شوفيها عماله تصرخ وبتقول كلام مش مفهوم بس تقريبا دي مش مصريه لهجة ايه دي ؟


هتفت سحر وهي ترتدي القفازات الطبية ثم اقتربت منهما : تقريبا لهجة عراقيه مش عارفه اديها الحقنه دي خليها تهدي عندها انهيار عصبي لحد ما نخلص شغلنا أهو وهي نايمه هناخد راحتنا أكتر بدل فرهدتنا دي وانتي شايفه حالتها  !


اومات الممرضة بعملية وأخذت من يدها الحقنة وقامت بوضعها في سائل المحلول المغذي ، حتى خفت صوتها وأغلقت عينيها ببطء في حين كانت عينيها لاتزال تسكبان الدموع .


سحر بعملية : بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ ساعديني يالا  نحطها على الكرسي ده  .


أما بالخارج كانوا يجلسون وكأنما على رؤوسهم الطير والأعصاب متوتره هتف مهاب ببعض القلق 


- لو طلعت مغتصبة هنعمل ايه ؟! 


رد اخر بنفاذ صبر وهو يستغفر ربه : يابني أنت خايف من ايه ؟ واحنا مالنا احنا هنستلمها ونبعتها للمخابرات يشوفوا شغلهم بقى ويعرفوا حكايتها وبعدين ميقدروش يثبتوا حاجه علينا بيبقى في تحليل DNA وده هيثبت أن احنا بُعاد تماماً عنها وبعدين يا مهاب انت مش بلغت مدير المخابرات باللي حصل ؟


مهاب بشرود : آه بلغت الصبح هيبعتولنا حد من عندهم علشان التحقيق وياخدوها ! 


تنهد بتعب ثم أسند رأسه إلى الحائط خلفه ثم تمتم بهدوء : جيب العواقب سليمة يا رب بس إزاي جات لحد هنا ويا ترى مين دي أصلا وقدرت تمشي المسافه دي كلها إزاي وهي تعبانه كده ؟


مهاب بتعب : مش عارف ربنا يستر ! 


كان يتقلب بملل على تلك الأريكة وهو يشعر بالتعب وبذات الوقت لا يريد أن ينام فتح عينيه ونظر لسقف الغرفة لحظات بشرود لتأخذه ذكرياته في جولة جديدة 


*كان يسير ليلاً يركل بقدمه الحجارة عن الطريق وهو يشعر بالملل الشديد نظر من حوله للمباني المحطمة وإلى كل تلك الفوضى وآثار الدمار التي تجوب معظم الشوارع هنا وللحظة كره عمله وكره تلك المنظمة ، ظل يسير ويسير حتى توقف عند بيت أوه عفواً حطام بيت من إحدى تلك البيوت المدمرة نظر نحو المكان بصدمة هل قادته قدميه للمكان الذي التقاها به أول مرة وجد نفسه يبتسم عند تذكرها وكيف كانت تبكي وتضحك بآنن واحد وفجأة شعر ماهر بشيء ما يصدر همهمات خافته وكأنه يأن من شيء ما ، لا يدري لما شعر ماهر بأنها هي وتمنى بشدة أن تكون هي صاحبة تلك الأصوات وبلا وعي تحرك عند البيت أكثر وكانت المفاجأة عندما وجدها تجلس في زاوية من ذلك الحطام وتحمل بيدها شيء ما وتنساب دموعها بشدة وهي تقول بتقطع يتخلله ألمها 


- يابه يمه ليش تركتوني لحالي ؟ أني ما اگدر على فراقكم ، الله يرحمچ يا غاليه ، راح تعيشين بگلبي

يمه هواي بچّوني يمه هواي جرحوني وحك ريحة حنانچ عذبوني ، ابگلبي حسرة لو أموت علمود ميحسون إذا شافوني ، ماني گادره أصدگ راح بيتنا يابه راح كل شي ، دمروا كل شي ، ما ضل شي عحاله ما ضل كلشي صار حطام ما تركو لي شي ذكرى منكن ، ماكو بيت ماكو شي شسوي بحالي هسه ،اشلون راح أستمر ، يريتني متت معكن ..


(احم احم محدش يعلق على اللغة انا لسه بتعلم 🤭) 


كان ماهر ينظر لها وقلبه يعتصره الألم ولم يعد بمقدوره أن يستمع أكثر لقد دمروا مئات الأسر وشتتوا الأهالي وحرموا الناس أمانهم ومسكنهم يتموا الأطفال وأخذوا زهرة شبابهم وقتلوهم واغتصبوا فتياتهم وحرقوا منازلهم .


صدح صوت داخل ماهر يؤنبه بشده أهذا هو العمل الذي تعمله ؟ ، كيف تلوث يديك بدماء هؤلاء الأبرياء كيف تفعل ذلك؟ أنت لست منهم تراجع يكفيك ، أنت في الطرف الخاطىء .


ظل ذاك الصوت يصرخ بداخله فأخذ ماهر يتراجع بضع خطوات للخلف ودموعه تنهمر من عينيه بكثره ، فتعثرت قدمه في صخرة كبيرة ووقع على الأرض محدثاً صوت عالياً .


انتفضت في مكانها وشعرت بدقات قلبها بل بقلبها نفسه سيغادر صدرها من شدة الخوف ،نهضت ببطء وهي تتمسك بـ قطعة القماش الملونه وتضمها إلى صدرها بحزنٍ شديد وكأنما تلك القماشة ستحميها .


في البداية ظلت مكانها وهي ترتعد خوفاً ثم فجأة نهضت وتقدمت بضع خطوات وهي تبتسم  إن كان أحد أولئك الملاعين فلينهي حياتها  وعلى الأقل سترتاح من عذابها وتذهب إلى والديها وتموت في سبيل الله شهيدة أليس هذا أفضل بكثير من حياتها البائسه تلك .


لكن ما إن وقعت عينيها على ذاك الذي يفترش الأرض وهو يمسك برأسه وتتساقط منه الدماء ويبدو عليه الألم الشديد كان الضوء خافتًا فـ ظنته أحد الأهالي الذين خسروا منازلهم لما رأت حالته فأخذت تجر قدمها نحوه وهتفت بخفوت 


-  شلونچ إن شاء الله زِين ؟ .


رفع ماهر يده عن رأسه وهتف بخفوت : زين ماكو شي ! .


اقتربت منه أكثر ونظرت عن كثب فرأت رأسه تنزف أثر سقوطه على ذاك الحجر فهتفت بقلق : تع حاول توگف گوم بس تهدي شوي شوي .


أنهت حديثها ثم مدت يدها له وحاولت أن تساعده على النهوض لأن الجو مظلم فهي لم ترى ملابسه ولا تلك النجمة التي تتخذ موقعها على كتفه وجانب صدره أيضا بالإضافة إلى أنه حدثها بالعراقيه فاطمئنت له ولذا حاولت مساعدته ثم هتفت بتعب وهي تسانده حيث كانت تضع يدها حول كتفه ووضعت يده على كتفها .


كان ماهر مستسلم تمامًا لها برغم من أن إصابته ليست بهذا السوء ولكنه شعور داخله يدفعه لذلك وفجأة ومض في باله إن عرفت حقيقته هل ستستمر في مساعدته هكذا ؟ أم أنها ستلقي به أرضاً وربما تحمل إحدى تلك الصخور وتنهي حياته إلى أنه ركن تلك التساؤلات ولينعم بقربها بعض الوقت فهو نفسه لا يدري لما يشعر معها بتلك الراحه .


تلك الكلمات العذبه التي سمعها منها ظلت عالقة في باله ، وشعور غريب بدأ يغمره وكأنما هو قد سمعها من  قبل  وبعد اصطدام رأسه بتلك الصخرة الآن هاهو يرى صورة بيضاء لشخص ما يمسك بيده كتاب على ما يبدو ويقرأ به ثم اختفت تماماً، أغمض عينيه بشرود وهو يشعر بصداع شديد ولا يفهم حقيقة ما رأى الآن بداخل عقله أم أنه يتوهم ذلك .


في حين أدخلته هي نحو منزلها المهشم وساعدته على الاستلقاء فـ أسند رأسه على الحائط خلفه في حين هتفت هي بقلق : ما راح نگدر نگعد أكثر راح يلاگونه لازمن نشرد من هون ! إنت شو أسمك ؟ ووين گاعد ؟ بيتك اهنا ؟ 


ماهر بتعب وصداع : ما أدري شي !


نظرت له باستغراب ثم اخفضت بصرها وقالت : شو يعني ؟ مانك متذكر شو هو اسمك ؟ ولا اي شي خلص مو مهم المهم هلأ بشوف جرحك علمود نوگف هذا النزيف ! شبيك شلون اتصاوبت ؟! 


رد بهدوء : طحت بالأرض ! .


ابتسمت بهدوء ثم نهضت فجأة وهي تبحث عن شيء ما ثم هتفت بهدوء : لگيتها وأخيراً هيچي شمعه هلأ راح بگدر انظر لجرحك وانظفه .


أنهت حديثها وهي تشعل تلك الشمعة وما إن أضأتها حتى وقعت منها بصدمة وهي تنظر له ومن ثمّ تراجعت للوراء بخوف شديد ، رأى ماهر حالة الذعر التي اجتاحتها ومن ثم هبت النيران في الوسط بينهما حيث سقطت على قطع قماش متناثرة في أرضية ذاك الحُطام و هتفت هي بشفاه مرتعشة وقد أضحت صورته واضحة أمامها .


- هاذا انت ! 


حاول ماهر أن يتكلم وكم آلمه قلبه على رؤية ذلك الكُره والاشمئزاز في عينيها ، ثم نهض وحاول أن يقترب منها فصاحت بحدة 


- وخر وخر لا عاد تچرب بعد عني لك أنت شترايد مني ؟ 


ماهر بحزن : عليك الله تهدي ...


صاحت بغضب تقاطعه : لك انتوا يللي متلكم بيعرف الله عم تحلف هلأ اشطح  هلٔا ...ولا اگولك خليچ مطرحچ أنا راح بشرد من هون لا عاد تلحگني ! 


لم تعطيه فرصة للرد وأخذت تركض مبتعدة عنه وهي تبكي بشده وتمسح في يديها بقوة وهي تنظر لها يدها التي قدمتها مساعدة لذاك الصهـ..يوني نعم إنه هو من أنقذها صباح هذا اليوم ولكن أليس هم المتسببون في كل هذا أيطعموننا السم ثم يقتربوا لمواستنا ما هذا ؟  ثم  نظرت  إلى ملحفتها وقامت بجذبها من حول عنقها والقتها أرضا بقرف وهي تتابع الركض تحت نظرات ماهر الذي إنسابت العبرات من عينيه بكثره وكم كره نفسه مرة أخرى يستحيل أن يجتمع ذلك الملاك مع أمثاله .


آفاق من ذكرياته على صوت أذان الفجر ففتح عينيه بتعب ثم اعتدل جالسًا وشعر بشيء ما ساخن ينساب بسلاسة على طول وجنتيه مد يده بارتجاف وقام بمسح تلك الدموع وهمس بأمل : يا ريت اقابلك تاني واعرفك بنفسي وإني مش زي ما انتي فاهمه ..أو حتى انتي عايشه ولا لأ من الأساس ! حاسس إني اتعلقت بسراب .


أنهى حديثه ثم تنهد بعمق ونهض ثم اتجه إلى الباب وطرق عليه طرقات خفيفه مرت لحظات واجابه احد العساكر المكلفين بحراسته 


- فيه حاجه يا ماهر ؟ محتاج حاجه اجبهالك ؟


رد ماهر بهدوء : لأ متشكر عايزك تفتح لي الباب هروح اتوضئ !


أبتسم بهدوء ثم فتح الباب واجابه بابتسامه : تعالى أنا بردو كنت رايح اتوضى !


ماهر بهدوء : يالا بينا ! 


كان يجلس على السرير وهو يفكر في كل تلك الأحداث التي مروا بها وأخذ عقله يعيد عليه لحظات اجتماعه بأخيه وكم أن قلبه كبير ويمتلأ بالحب أخذ شمس يعيد النظر في تلك المقولة التي تقول" فاقد الشيء لا يعطيه" فـ أخيه ماهر قد كسر تلك القاعدة بمسامحته والحب الذي قدمه لأخيه وظل يقدمه فقد أحب تلك الفتاة التي ظنها أخته من حديثه عنها شعر بأنه لا يكرهها أوه ذاك الحب الذي حُرم هو منه وعانى مرارته من كل من هم حوله .


تنهد بحزن عميق و نظر نحو نور النائمة وتداعى على عقله حديث أخيه عن تلك الفتاة هل كُتب على أخيه الفراق مثله ؟ حتى من أحبها ليست معه إلى متى سيبقى أخيه يقدم الحب ولا يحصل عليه  إنها تلك الدوامة مرة أخرى ذاك المرار الذي عانى منه صغيراً ويبدو أنه سيعاني منه كبيراً أيضًا .


شمس بتنهيدة وهو يحدث نفسه : لو بتحبها هاجبهالك بأي طريقه بس حتى لو أعرف إسمها أي حاجه طيب يا ماهر ..صمت بُرهه ثم تابع بابتسامه ...نرسمها ووقتها هيبقى معانا صورة ليها ونقدر ندور كده ويارب تطلع عايشه .


قاطعه صوت نور وافاقه من أفكاره وهي تقول : شمس شمس إنت صاحي ؟ .


نظر نحوها سريعًا وهتف بحب : أيوة ، في حاجه عايزاها أنادي للممرضة ؟


نور بإحراج : ها لا الوقت متأخر تلاقيها نايمه مش ضروري !


شمس بهدوء : يابنتي اخلصي عايزة إيه ؟ أي نعم أنا متكسح على رأيك بس من وقت للتاني بحاول أمشي يعني من فترة كدا بدأت علاج طبيعي .


نور بضحك : أنا أسفه هو التعبير خاني مش قصدي !


شمس وهو ينهض عن السرير بالفعل ولكنه شعر بالدوار فجأة ، فهتفت نور بذعر : يا مجنون متقومش كده مرة واحده !


أجابها شمس بضحك : اومال على مرتين ! 


التفتت له كان يتحامل على تعبه وهو يسير نحوها ونور تنظر له بحب وصفاء حتى وصل عندها وجلس على الأرض وهتف بنبره مضحكة 


شمس بضحك وهو يستند بمرفقيه على السرير : يابوووي وأخيرا وصلت هو الطريچ طول اكده ليه عاد  !


نور بضحك : سلحفاة ماشيه !


شمس وهو يشاكسها: سلحفاة بس عتموتي فيها يا بت عمي !


نور بضحك: من زمان مسمعتش اللهجة الصعيديه منك ههه .. آه يا شمس مضحكنيش مش قادره ....


مد شمس يده وقال بهزار : ده انا هخليك تعيطي من الضحك ...ثم بدأ  في اضحاكها بيديه ونور تبكي بالفعل وتضحك بآن 


نور بضحك ودموع: خلاص كفايه ههههه يا حبيبي ....شمس هههههه بقى ...مش قادره ...هههههه يا شمس .....هههههههه الله بقى هههههه  ....


شمس بضحك : مش بتقولي سلحفاة يا واطيه بقى أنا سلحفاة ده بدل ما تقولي حبيبي بطل ياناس يتحدى الصعاب وقطع مسافه علشان ياجيلي رغم تعبه أي حاجه مش سلحفاة .


نور بضحك : قلبك أبيض بقى ! المهم إنت كويس صح في أي حاجه تعباك ؟


شمس بحزن لاحظته نور على وجهه بعد سؤالها فهتفت بقلق بالغ: شمس في إيه لو تعبان أنادي ...


شمس بهدوء وهو يمسك بيدها : إللي تعبني مش جسمي حزني على ماهر ....


قاطعته نور وهي تنظر لعينيه وتبتسم في وجهه ثم قالت : بس إنت معاه دلوقت وإن شاء الله كلها مسألة وقت وهترجعه وبعدين الحمدلله إنه مبقاش زيهم ...


شمس بدهشة : يعني كنتي سمعانا ؟


نور بارتباك وخجل : حاولت أنام بس معرفتش رغم إني كنت هموت من النعس أسفه ...


شمس بضحك : لا ده انتي الواحد يخاف منك بقى على كده !


نور بتذمر :  والله يا سلام ! 


شمس بهدوء : بهزر معاك يا عم بخ بس الحمد لله فعلاً قلبه طيب ونقي كنت زعلان من النقطة دي لو قدروا يصهيـ..نوه زيهم  مش عارف كنت هقول إيه لابويا ؟ ! بس هو الطبع غلَّاب زي ما بيقولوا وهو طبعه صعيدي ميقبلش بالمسخرة دي ولا إنه يشوف الغلط ويسكت أو حتى يشارك فيه .


نور بهدوء: فعلاً الحمدلله إنه مش زيهم  بس ده مش السبب لحزنك ده أنت عارف إنك في إيدك تخرجه وكمان القيادات معاك فده مش السبب إيه بقى اللي مزعلك كده؟


شمس بتنهيدة : هقولك قلبي وجعني على وجعه هو أخويا شكله داق طعم الحب اللي اتحرم منه بسببنا بس حبيبته للاسف مفكراه صهيـ.وني وغير ده كله منعرفش إذا كانت عايشه أو ميته حتى عايز الاقيها ليه بأي طريقه ابسط حاجه اعملهاله يعني ده أنا  نفسي اعوضه عن كل السنين اللي عاشها دي حاسس بالخنقة وانا عارف إني مقصر في حقه جامد وبعدين انا يعني لحد دلوقت عملتله ايه ولا قدمتله ايه ؟ يبقى ابسط حاجه الاقيله البنت دي وهو بيحبها و لازم الاقيها  !


نور بحزن لأجله :  ايه عملت ايه علشانه دي اللي بتقولها اما إنت بتعمل كل ده لمين يعني؟  مهو ليه طول عمرك يا شمس دخلت كلية شرطة علشان تلاقيه وتنفذ وصية أبوك تعبت واتمرمطت واتحملت إللي ما تتحملوش جبال ولسه بردو بتعمل وكنت هتخسر حياتك كفاية تأنيب في نفسك إللي حصل حصل بقى المهم دلوقت إنكم مع بعض وهو سامحك أهو . 


شمس بدموع : مهو ده بقى مربط الفرس أنا مضايق من نفسي أكتر لأنه سامحني احساسي بالحقارة والندم متضاعف يا نور إنتي فهماني ؟ انا تعبان وكاره نفسي واللي عملته ليه ولا حاجه ولا حاجه يا نور .


نور بحزن : خلاص يا شمس كفاية وأنا عندي أمل إن

إن شاء الله تكون البنت دي عايشه واحنا بنفسنا هنفهمها كل حاجه وهو هيفرح أوي والحمدلله النفوس اتصافت ومع الايام هتنسى المهم متسبش أيده وخف بسرعه علشان تخرج وتكون معاه أنا خلاص حاسه إن الغمامه دي قربت تزول والشمس هتطلع من تاني ! 


شمس بحب: يارب يارب ! 


ساد الصمت فجأة وكلاهما صامتان كلُّ في أفكاره الخاصه 


نور بداخل عقلها : زهقانه من الرقدة طول اليوم كده اوووف إيه الملل ده ؟!


فجأة قوست حاجبيها واكتسح الضيق معالم وجهها ، نظر شمس لتحولها فجأة وهتف بدهشة : وده أسميه إيه بقى ؟ إيه التكشيرة دي ؟ .


ختم حديثه وهو يمد يده ويزيل قطبة حاجبيها ثم ابتسم وقال : في إيه قلبتي مرة واحدة كده ليه ؟ .


نور بنكد وضيق : كمان مش عارف تقلباتي المزاجية ؟ لا أنا محتاجه أعيد نظر سيادتك شكلك نسيت نور ربنا يخليلك الست لارا ولا مروة ولا ندى بتاعتك ! 


رفع شمس إحدى حاجبيه وهو يحدق بها باستغراب ثم هتف بضحك على تعبيرات وجهها وهي تتصنع الحزن : هههههه آه دي هرمونات ما بعد منتصف الليل صح ؟ 


نور بضيق : بتضحك سيادتك ؟ إنت اتغيرت مبقتش تحبني ! 


شمس بتمثيل الصدمة : أنا يابنتي 😳 ! 


نور بتهكم ودموع : آه إنت خلاص مبقتش تستحملني زي زمان ولا بقت تفهمني وحتى مش عارف انا مضايقه ليه ؟ زمان كنت بتفهمني عن كده ! 


شمس بضحك : نور بطلي هبل بقى إحنا مش ناقصين نكد !


نور بضيق : أنا بنكد عليك دلوقت ..آه بقى بنكد عليك ! 


شمس بضحك هيستيري : لا مش قادر في إيه يا بت إنتي اتحولتي ليه كده فين حبيبتي نور الشمس طلعيها ؟ 


نور بضيق : أمشي من قدامي  يا ظريف !


شمس بصدمة : ظريف ؟ 


نور بضيق: بقولك إيه أنا تعبانه ومش ناقصه مناهده معاك ...صمتت قليلًا لتنفجر بالبكاء الشديد وهي تخفي وجهها بيديها تحت دهشة واستغراب شمس من تحولها فجأة .


شمس بقلق : نور نور حبيبتي مالك ؟ إيه بس حصل مكنا كويسين ؟


نور ببكاء : سيبني لوحدي ! 


شمس بقلق مد يده وابعد كفيها عن وجهها وظل محتفظًا بهما وقال  : طب قولي لي بس حصل إيه ؟ 


نور بضيق: الاهتمام مبيطلبش ! 


شمس بذهول ردد كلمتها : الاهتمام مبيطلبش ! 


نور بضيق : سيادتك تعرف لوحدك ويالا سيبني أنام واوعى كده ! 


نهض شمس عن الأرض ونظر إليها لحظات وهو يفكر ثم خرج من الغرفة بأكملها ، فتحت نور عينيها وعندما لم تجده تابعت بكائها ( يخربيتك نكدية بصحيح ) 


فجأة دلف شمس وبصحبته كرسي متحرك بينما نور لازالت مسطحة على الفراش تبكي وتخفي وجهها بيديها الاثنتين ، تنحنح شمس حتى تنتبه على وجوده فابعدت يديها ونظرت إليه بتهكم وقالت : نعم سيادتك رجعت ليه ؟ مش سبتني لوحدي اعيط ومشيت ؟


لم يجيبها شمس وظل صامتًا فعادت نور تقول بتذمر : آه معندكش حاجه تقولها ! 


شمس بهدوء : خلصتي مسرحيتك دي ؟! 


نور بحزن : مسرحيتي !


شمس بهدوء : أيوة مسرحية وتمثيلك مش مقنع أبدا على فكره محتاجه تدريب !


نور بضيق : طب أمشي بقى ! 


ثم أغلقت عينيها وهي تبكي وتضع يديها على وجهها وفجأة شعرت بنفسها تحلق في الهواء فتحت عينيها بدهشه وهتفت بارتباك وخوف : بتعمل إيه هنوقع كده نزلني إنت قادر توقف أصلا ؟ نزلني ! بتعمل إيه ؟ 


شمس بضيق : إيه قادر أوقف دي شكلي عطيتك وش زيادة مش رصاصه في رجلي هتعجزني يعني ولا هي أول ولا آخر مرة اتصاوب إنتي ليه محسساني إني بقيت مشلول في إيه يا نور ؟! 


نور بأسف : مش قصدي ، بس شايلني كده ليه يعني ؟ انا عامله عليك مش قصدي بس أنت لسه تعبان شمس ...


يتبع 


 نداء_القلب ♥️


 البارت_الثالث_عشر_الجزء_الثاني


 بقلمي_نورهان_ناصر


رواية نداء القلب الفصل الرابع عشر 14 من هنا

 

رواية نداء القلب الجزء الثانى 2

رواية نداء القلب الجزء الأول 1

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)

 

روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات