رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الثانى والعشرون 22 بقلم نورهان ناصر
رواية نداء القلب الجزء الثانى البارت الثانى والعشرون 22
رواية نداء القلب الجزء الثانى الجزء الثانى والعشرون 22
رواية نداء القلب الجزء الثانى الحلقة الثانية والعشرون 22
رواية نداء القلب بقلم نورهان ناصر
رواية نداء القلب |
رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الثانى والعشرون 22
البارت •22• الجزء الثاني الرواية ملك لـ كاتبة نورهان ناصر نداء القلب ♥️ (بارت دسم اهوا 😂🤭)
كانت تصرخ بشده و تبكي بقوة وينتفض جسدها وهي تصارع ذاك الكابوس وتردد بلا وعي في أثناء نومها : حيوان ....هقتلك ....بتضحك .... اخرس بقى .... أخرس ....حقير ......همووووتك ...... يا كلـ.ب ....
كان ينظر إليها بدهشة وأخذ يحاول افاقتها وهو ينادي عليها بقلق : سحر .... سحر ...
ظلت على حالها تنتفض بشدة ، وجسدها مازال يهتز بشده ، وهي تحرك رأسها يميناً و يساراً بهلع وتقطب ما بين حاجبيها بضيق شديد وتعتلي ملامحها علامات الغضب، وتهتف بل تصرخ بتلك الكلمات التي لم يفهم من تقصد بها ، إلى أنه ركن دهشته وعدم فهمه جانباً ، وأخذ ينادي عليها بصوت مرتفع بعض الشيء ووضع يده على كتفها يربت بخفه عليه علّاها تصحو .
وما إن فتحت سحر عينيها ببطء ونظرت إليه لحظات وعينيها تحدقان شرارًا يحرق الأخضر و اليابس وبلا أدنى تفكير قامت بصفعه بقوة على وجهه وتردد صوت ذاك الكف مدويًا في أرجاء الغرفة كُلها .
صُعق مهاب بشده وكأنما قد صعقه البرق وهو ينظر إلى ما فعلته سحر بأعين مُتسعة من الصدمة لم يتوقع ردة الفعل هذه وظل على وضعه محدق بها في ذهولٍ تام ، في حين خيم الصمت فجأة لا يقطعه سوى صوت أنفاسها وهي تتنفس بصوت مرتفع وبلا أدنى تفكير منها انقضت عليه وهي تطرحه أرضًا بغضب شديد وعصبية غير طبيعية تُسيطر عليها بينما تعتليه -تجلس عليه - وهو على الأرض أسفلها ينظر لها بصدمة ، بينما يديها تلتفان حول رقبته بقوة والغضب قد حجب الرؤية عن عينيها ، ومهاب مازال مصدومًا من كل ما حدث وأدرك أنها لم تفق من كابوسها أخذت سحر تصرخ به بشدة وهي تزيد من إحكام يديها حول عنقه تخنقه : هقتلك ....لو كان آخر حاجه أعملها في حياتي ....هموتك بأيدي ....بتضحك صح ...مبقتش سحر الضعيفة ....بطل ضحك ....يا حيوان ....هنتقم منك ...هنتقم ...مش هسيبك ....كفاية ضحككك اخرس بقى ..... اخرس مش طايقه اسمع صوتك .... اضحك أوي ... هتكون ضحكتك الأخيرة يا زبا****** .
آفاق مهاب من صدمته تلك ، على تلك التي تصرخ به بينما تجلس على بطنه وهي تكاد تخنقه بيديها التي تلفها كالمشنقة حول عنقه ، ثم حاول إزاحة يديها المُحكمتان حول رقبته وهو يناديها بصوت مختنق : سحر .... سحر ده أنا .... أنا مهاب .......فوقي انتي بتحلمي ..سحر ....سحر...
سحر بغضب شديد وهي لازالت بداخل كابوسها: اخرس .......انهارده أنت جيت برجلك ......تعرف كنت مستنياك ......من زمان ....... أصلا المنفى اللي رمتني فيه ...قواني .... ودلوقت روحك بين ايديا هقتلك ...سمعت ....مستحيل اسيبك تفلت من أيدي المره دي .....هتخلص منك .....و هرتاح ....هعيش حياتي إللي حرمتني منها ...هتخلص من جحيمك اللي عيشتهوني ......
مهاب بذهول وهو ينظر إليها وقد اغرورقت عيناها بالدموع التي تتساقط كـ جمارة نار تحرق وجهه بينما قلبه يعتصره الألم الشديد وهو لا يدري ماذا يفعل وهي تضغط بيديها أكثر حول رقبته وانغرزت اظافرها به جارحة ما حول عنقه بشدة وتتمتم بهزيان وتتخلل نبرة صوتها الانكسار ، أخذ مهاب يسعُل بشدة وهو يناديها مرة أخرى ولكن عبثًا لم تستمع له ، رفع مهاب يديه وأحكم إمساك يديها التي تغرزها برقبته بقوة وأبعدهم عن رقبته أخيرًا ، وقيدهم بقبضة يده بقوة ثم قلب الوضع وجعلها هي على الأرض وهو فوقها و مازال يمسك بيديها بين يديه في حين سحر كانت تصرخ به وهي تحاول تحرير يديها من قبضته لكي تهجم عليه ، صرخ مهاب بحدة : اتهدي بقى سحر فوقي .... أنا مهاب إنتي بتحلمي ... خلاص اصحي بقى ......
ولكن بلا جدوى ظلت تصرخ به وهي تمد يديها التي يمسكها مهاب بقوة وهي تحاول خربشته بأظافرها ومهاب يبعد يديها عن وجهه بصعوبة وهي تتحرك بعنف محاولة النهوض بينما هو يثبتها أرضًا ، في حين كانت صورة واحدة تتردد أمام عينيها لا ترى غيرها إنه وجه ذاك الحقير ، تهدجت أنفاسها بقوة وعلىٰ صوت تنفُسِها وأخذت تتحرك بعنف أكثر لكي تنهض وهي تمد يديها أكثر نحو وجهه وهي تخربشه وتصرخ بكلمات غير مفهومة من شدة انفعالها ، لم يجد مهاب غير هذه الطريقة ليجعلها تصحو من ذاك الكابوس ، فتنهد بعمق ثم صفعها بقوة على وجهها وجُرح جانب شفتيها أثر تلك الصفعة ، شهقت سحر بقوة وفتحت عينيها على وسعِها ونظرت إلى مهاب بصدمه ، تنفس مهاب الصعداء وعلم أنها آفاقت من حلمها أو لنقول كابوسها .
بحث مهاب عن لسانه فوجده قد فر هاربًا بينما سحر هدأت حركة جسدها واستكانت وأخذت تحدق في مهاب بصدمه شديدة وفمها مفتوح يعتريه الذهول ، مرت ثوان معدودة وتنحنح مهاب وهو يحاول أن يجد كلمات تُسعفه : سحر أنا ....
قاطعته سحر بهياج وهي تبعده عنها دافعة صدره بقوة شديدة وتحدثت بغضب شديد : أنت إنت إيه ؟؟
مهاب بتوتر : أهدي انا ...
سحر بضيق شديد : إيه إللي حصل وأنا بعمل إيه على الأرض وسيادتك كنت ...كنت بتعمل ......
وقفت الكلمات في حلقها تآبى الخروج وانعقد طرف لسانها ولم تعرف ماذا تقول ؟ هي بالأساس لا تفهم شيء ما الذي يفعله مهاب هنا ؟ لما هي على الأرض وهو فوقها ؟
مهاب بتوتر وذهول: إنتي مش فاكره إيه اللي حصل ؟
سحر بضيق شديد : ولو أنا عارفه هسألك ليه ؟؟ ها مستنيه تفسير لوجودك هنا ؟؟ وكنت بتعمل إيه ؟؟ إنت جرى لعقلك حاجه ؟؟
مهاب بتوتر : أهدي هقولك بصي أنا ... أنا كنت سامع أصوات عندكم هنا في الأوضة فدخلت علشان أشوف في إيه ولقيتك بتصرخي وبتقولي هقتلك ...وجسمك كله بيرتعش حاولت افوقك بس لما فتحتي عيونك مكنتيش لسه فوقتي كان عقلك مغيب ولسه جوه كابوسك ده وإنتي ......
سحر بتوتر و قد لاحظت تلك الجروح في وجهه ورقبته فهمست بقلق : أنا اللي عملت كده فيك ؟ كنت هخنقك ؟؟
مهاب وهو يرى الزعر في عينيها والصدمة أيضاً : حصل خير مكنش قصدك .... وبعدين ..... أنا آسف اضطريت اضربك بالقلم علشان تفوقي لانك كنتي عماله تزعقي ومش راضيه تفوقي ....
سحر بتوتر : كنت بقول إيه بالظبط ...؟؟
مهاب بتنهيدة : هقولك ........
سحر بصدمة داخل عقلها وهي تستعيد لحظات ذاك الكابوس ضغطت على يدها بقوة غارزة اظفارها بيديها .
لاحظ مهاب كيف تقبض على يديها بشدة فتحدث ببعض الهدوء : خلاص حصل خير بس مين ده إللي كنتي عايزه تقتليه ؟ وفكرتيه أنا ؟
سحر بتوتر وارتباك : مهاب أنا أسفه على اللي عملته ده !! تعالى نطهر الجروح دي قوم معايا !
مهاب بقلق : ياستي سيبك من جروحي دي إنتي كويسه الأول ؟!
سحر بتعب : آه آه قوم يالا لازم اداري الجروح دي بس سؤال ليه ؟
مهاب باستغراب : ليه إيه ؟
سحر بتهكم : ليه سيبتني اخربشك كده ؟؟ قصدك إيه بقى ؟؟
مهاب بذهول : إنتي قلبتي مرة واحدة كده ليه ؟؟
سحر بضيق شديد : بلا قلبت بلا مقلبتش سيبتني اخربشك كده ليه ؟؟ ليه سمحت لي ؟؟
مهاب بارتباك وتوتر لاحظته أيضاً سحر هذه المرة ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها بتهكم منتظرة تبريره أو بالأصح كذبته هذه المرة : أنا اتفاجأت من انفعالك بالشكل ده وملحقتش استوعب أي حاجه لأن كل حاجه حصلت في أقل من الثانيه إنتي ضربتيني بالقلم وبعدها لقيتك مرة واحده هجمتي عليا وأنا كنت في حالة ذهول من تصرفك ده وإنتي كنتي لافه إيدك جامد حوالين رقبتي بتخنقيني وبتصرخي وبتقولي كلام غريب فأنا فوقت من صدمتي وعرفت إنك يعني لسه جوه حلمك ده ولما قاومتك وحاولت أبعد إيدك انتي خربشتيني بس هو كل ده اللي حصل !
سحر بضيق شديد وهي ترمقه بشك : عايز تقول إني أنا غلبتك صح وحضرتك مقدرتش عليا صح ده هو اللي عايز توصلهولي ؟! إني أنا أقوى منك مش كده وسيادتك معرفتش تسيطر عليا ؟؟ ولا حبيت يكون ليا ذكرى في وشك ولا إيه ؟ فهمني ؟
مهاب بتوتر وبتهرب من الحوار كعادته عندما يشعر أنه قد حوصر : إنتي عايزه إيه ؟؟ قولتلك اتفاجأت وكنت مصدوم ولما قاومتك خربشتيني ، عايزاني اقولك إيه ؟؟ مستنيه إيه أقوله ؟؟
سحر بضيق شديد : ولا حاجه يا مهاب متقولش ولا حاجه و اتفضل قوم معايا نداري الفضيحه دي !
مهاب بشهقه وهو يضم قميصه إليه ويلف يديه حول جسده بشكل مُضحك : يا مصيبتي فضيحه ! هو باين أوي كده إني وشي متشلفط و اتعلم عليا ؟؟ اوري وشي إزاي للناس ؟؟ يا فضحتك يا مهاب استري عليا شالله يسترك دنيا و اخره !
هزت سحر رأسها بيأس من أفعاله ثم هتفت بهدوء : قُدامي يالا ! مع إن الصراحه مش عارفه هداري إيه ولا إيه ؟؟ أنت بجد مجنون علشان تسيبيني اعمل كده في وشك ورقبتك ؟
مهاب بحزن داخل عقله : انا كنت شايفك دايما بارده أو بتتظاهري بكده بس كنت حاسس إن جواكي عاصفة عايزة تطلع وإنتي بتكتمي على نفسها وشايله حزنك وهمومك جواك هموم تقيلة على قلبك ولما جات الفرصة إنك تصرخي وتطلعي القهر اللي جواكي مقدرتش اوقفك سيبتك تخرجي كل عصبيتك عليا ولما لقيتك تعبتي يا سحر وعيطتي أول مرة أشوف دموعك إللي غرقت وشي أول مرة أشوفك بالانكسار بالضعف ده كنتي منهاره خربشاتك محستش بيها ولا وجعتني قد ما وجعني قلبي على حزنك ده فـ قولت كفاية وافوقك يا رتني اعرف مين الحيوان ده وعملك إيه ؟ بس لو تفتحي قلبك ليا بس مرة !!
سحر بضيق شديد وهي تراه شارد : مالك شردت في إيه كده ؟؟ مهاب .... أنت ...ده نام ده ولا إيه ؟ مهاااب
مهاب بانتباه : إيه ؟ أنا أهو معاك مفيش حاجه .
سحر بسخرية: هو أنا بقولك في لبان ؟؟ قوم قوم يا مهاب تعالى نشوف هنعمل ايه في المصيبة دي ؟؟
نهض مهاب عن الأرض ولازال يمسك بياقة قميصه فهتفت سحر بضيق شديد : عندي حساسيه منكم متخافيشي على نفسيكي مني عاد !
مهاب بضحك : ليه بس والله ده احنا نعچبوكي بس چربي يا بنتي !
سحر بضيق شديد : ولا كلمه واسكت بقى هتصحي البنت بصوتك ده ...
مهاب بسخرية : اعمل ايه ياختي ؟؟ اصحي البنت دي لو شغلولها الطبل البلدي ولو المخابرات اتهدت مش هتقوم من مكانها إنتي عطتيها إيه يخربيتك ؟؟
سحر بضيق شديد: اه كاتك خرب رأسك يا شيخ أكتم بقى !
مهاب بضحك : شوفتي علشان تجربي إحساسنا لما نقولك افصلي شوي وانتي مفيش .
سحر بضيق شديد: مهاب أنا على اخري ومضايقة من منظرك ده ممكن تسكت بقى وإلا ....
مهاب بضحك وهو يقاطعها : وإلا إيه هتعملي إيه اكتر من إللي عِملتيه فيا عاد مش عيب يا دكاطوره اللي عتعمليه في اولاد الناس دهون حضرتك خدشتي حيائي إنتي إيه معندكيش اخوات ولاد اتخافي عليهم .
سحر بضيق شديد : يا أخي افصل بقى صدعتني ، انا حاسه انك سيبتني اخربشك علشان كل شويه تيجي تقرفني وتقولي شوفتي عملتي فيا إيه ؟؟ وبعدين ياريت تفصل شوي.
مهاب بضحك : بعض مما عندكم + باخد تاري منك !
سحر بضيق : أنا بقول لمين اسكت لأبو فشه عايمه اللي فشته عايمه اربعه وعشرين ساعة !
مهاب بضحك: مهي بتعوم على حسك يابت عمي عتحبك جوي جوي !
سحر بابتسامه صغيره : طب ممكن تسكت شوي بس قد كده ثم أشارت بيدها بمقدار صغير 🤏
مهاب بصدمه : ..........
سحر باستغراب : مالك تنحت كده ليه ؟؟
مهاب : .........
سحر بضيق شديد : إنت يا افندي !
مهاب على وضعه : .......
سحر بتهكم : مهاب !
مهاب بصدمه وهو ينظر إليها بذهول: إنتي ابتسمتي دلوقت صح ؟
سحر بارتباك وهي تفرك في يديها بتوتر: ها !
مهاب بذهول : إنتي لأول مرة تتكلمي بدون التكشيرة وبنبره صوت رقيقه ووكمان ابتسمتي ! يعني الصوت بتاع عم جمعه ده اللي جواكي مصطنع إنتي إللي بتعمليه ؟؟
سحر بتوتر شديد : لا أنت حالتك حاله وبقت تتخيل حاجات كتيره أمشي قدامي على الأوضة التانيه أنجز بقى وبطل رغي .
مهاب بشرود : أني معهتخيلش طب طلاچ تلاته انتي ابتسمتي !
سحر وهي تخرج من الغرفة إلى الغرفة المجاورة ابتسمت بهدوء ولكن سرعان ما عادت إلى قطبت حاجبيها المعهودة ، مرت دقائق ودلف مهاب يتبعها وهو يتمتم مع نفسه ولكنها سمعته : طب والله ابتسمتي أنا لسه محولتش بت يا سحر ...
سحر بضيق شديد: اخرس بقى يخربيتك واتنيل اقعد هنا .
أنهت حديثها ثم أحضرت علبة الإسعافات الأولية ، ارتدت القفازات الطبية وأخذت تعقم له جروحه وفي داخلها حزن شديد لقد شوهت له وجهه وأيضاً رقبته واضح عليها آثار جريمتها تلك خرابيش تلف رقبته علامات حمراء آثار يدها ، تنهدت بتعب وغيم على عيونها غمامات حزن شديد في حين كان مهاب ينظر إليها بتركيز شديد مما أربكها فرفعت عينيها ونظرت إليه وتابعت بتوتر وخجل ثم ومض في عقلها هاجسًا ارعبها بشدة اتخجل هل ما تشعر به الآن وهو ينظر إليها خجل هذا هو الشعور بالخجل والتوتر ؟ لما يتسارع ذاك الأحمق في صدرها لما علت دقاته فجأة ؟؟لما أربكتها نظراته ؟؟ وهي التي لا تتأثر بأي شيء تهزها نظراته نحوها ما تلك الابتسامة التي تزين شفاهه وهو ينظر نحوها وكأنها لم تكد تقتله قبل قليل ؟؟ و لما يديها ترتعشان بهذه الطريقة ؟؟ ألا أنها قريبة منه وتمسك بوجهه بين يديها ولكن هذه ليست أول مرة تكون قريبة من النوع الثاني ؟ هذه ليست أول مرة تضمد وتعمق لهم جروحهم ؟؟ لما مهاب تحديدًا ترتبك منه ؟؟ لما كل هذا التوتر ؟؟ أسألة كثيرة هاجمت عقلها وقلبها معًا ولا إجابة واضحه غير إجابة واحدة وهي حتى ترفض مجرد التفكير فيها .
سحر بخجل وارتباك : ممكن تبص قدامك ؟!
مهاب بابتسامه : لا أنا عاجباني الناحية دي .
سحر بضيق شديد أغمضت عينيها ببطء ثم أمسكت القطنه وغمستها في المحلول المطهر وضغطت بيدها مكان خرابيش وجهه فتأوه مهاب وهتف بضيق : براحه يا ماما إيه ده ؟ فين الرقه ؟؟
سحر وهي تلصق اللزقة به بقوة : في الهيمالايا يا روح ماما .
مهاب بضحك : وبتعمل إيه هناك ؟
سحر بضيق شديد: بتلعب !
أنهت حديثها ثم انشغلت في تعقيم جروحه والتزم كلا منهما الصمت حتى قاطعه مهاب بسؤال مفاجئ وهو يقول بينما ينادي عليها بصوت منخفض : سحر !
نظرت له سحر باستغراب ونظرات مستفهمه وهي تهز رأسها ببطء بمعنى "نعم" أو" في إيه"
مهاب بتردد : ليه بتكرهينا ؟؟
تجمدت يدها وتوقفت بالهواء وهي تمسك القطنة قبل أن تصل لرقبته ورفعت رأسها ببطء ونظرت له بارتباك واضح .
مهاب بحزن : الإجابة صعبه للدرجه دي ؟ أنا آسف ...
سحر بنبرة خافته : غصب عني ...
مهاب باستغراب : ايه ؟
سحر بتوتر : انا خلصت أهو واسفه مرة تانيه .
أنهت حديثها ثم هربت إلى غرفة زها .
مهاب بحزن احنى رأسه للأرض وتقبل تغييرها للموضوع أو هروبها وعلم أنها غير مُستعدة للإجابة الآن ولكن شعور داخله يخبره بأنها لا تكرهه تتعامل معه بشكل طبيعي ولكن مهاب هي تتعامل مع الكل بشكل طبيعي ولكن لما تردد دائماً أنها تكرهنا ؟؟ سؤال إجابته ليست عنده ولكن أقسم أن يعلم إجابته .
دلفت بخطوات متعبه تتجه ناحية تلك الغافية ، وضعت سماعة الطبية وأخذت تستمع لصوت دقات قلبها ثم تنهدت بارتياح انتظمت أنفاسها وهي الآن تتنفس بطريقة طبيعية فقد اراحها ذاك المسكن قليلاً ، ولكن أين تجد هي مسكنًا قوياً لآلام قلبها لذكرياتها تلك للماضي الذي لازال يلاحقها ، ثم اتجهت نحو الأريكة ورمت بثقل جسدها عليها غارقة في أفكارها وهي تسترجع ما حدث معها ثم أغمضت عينيها بتعب لا تريد تذكر ذاك الكابوس مرة أخرى اخذت تهز رأسها كلما تذكرت صورته وكأنها بذالك ستمحي صورته من ذاكرتها .
كان يجلس وهو يستمع لها بإصغاء شديد ورفيقه يسجل ما تقصه عليهم هتفت سيرين بدموع : كل حاجه أعرفها قولتلك عليها !
شمس بهدوء : وفين الإثباتات على كلامك ده ؟ عايز أدله ملموسه كل إللي قولتيه ده كلنا عارفينه !
سيرين بدموع : أنا معرفش من بعد ما سلمتهم البيانات بعتولنا أمر بأننا نمشي ونسيب البلد وأنا قولتلك إني طول السنيين دي مشوفتكش ولا مرة رغم إني حاولت كتير اجي فريقك بعد ما خلصت تدريباتك مع لارا لدرجه إني اترجيت ايرل توافق وتسيبك بس رفضت والجنرال وافقها ...
شمس بإرهاق : يعني البيانات اللي عطتيها ليهم كانت ليا أنا طب إزاي اخدوا ماهر معنى إنك عطتيهم بياناتي إنهم عارفين بالظبط هدفهم إزاي غلطوا واخدوا ماهر في حلقة ناقصه .
سيرين بتعب : صدقني معرفش أنا نفسي استغربت لما عرفت إنهم اخدوا ماهر ...بس لحظه لارا لارا أكيد تعرف اسألها هيا !
شمس بضيق : كده كده هروحلها بس كنت مخليها للآخر ...صمت قليلاً ثم تابع وهو ينظر لـ ميبو ..طيب يا مهاب كده تمام كفاية انهارده أنا هروح أقدم التسجيل ده للمدير وأبدأ في إجراء إثبات هوية أخويا .
ميبو بابتسامه : طيب تمام .
خرج شمس من الغرفة واتجه نحو غرفة المدير وفي أثناء ذهابه تذكر أخيه ماهر وأنه نسي أن يطمئنه على حبيبته ، مسح على وجهه بتعب ثم اتجه إلى غرفته وفي طريق ذهابه قابله الطبيب المعالج الذي يتابع حالة ماهر فوقف شمس يسلم عليه
شمس بابتسامه : اخبارك ايه يا دكتور ؟
الطبيب بهدوء : الحمد لله اخبارك أنت ؟
شمس بهدوء : تمام الحمد لله ، في جديد عن ماهر ؟
الطبيب بهدوء : آه الحمدلله قدرنا نخرج نسبة كبيرة من العقار ده وكمان كمية الشحنات الكهربائية إللي كانت مشوشه عقله بدأت تزول أحب أبشرك إن انهارده أو بكره بالكتير ماهر هيفتكر كل حاجه إن شاء الله .
شمس بابتسامه سعيدة وهو يحمد الله : ألف حمد وشكر .
الطبيب بهدوء : آه بحق قبل ما أنسى قالي لو شوفتك أقولك أنه مستنيك بقاله ساعتين .
شمس بابتسامه : أنا أصلا كنت رايحله ...تمام أشوفك على خير يا دكتور عن أذنك ولو سمحت التقارير بتاعته ممكن تبعتهالي كلها على البريد بتاعي .
الطبيب بهدوء : التقارير دي أمانه معايا يا شمس وفي نفس الوقت أنا عامل منها نسخ بيشوفها المدير يومياً هو والعقيد معتز بيتابعوا معايا زي ما أنت عارف الموقف حساس جداً .
شمس بهدوء : حضرتك أنا مش بشكك فيك ولا بخونك معاذ الله أنا عايزها لأني أخوه من حقي أشوف وأقرأ حالته إنت أكيد فاهمني .
الطبيب بهدوء: فاهمك يا شمس تمام هبعتلك نسخه منها على مكتبك ولا بريد ولا غيره بس ده يفضل سر لحسن دي فيها رقاب ....
قاطعه شمس باستغراب : ليه يعني الكل عارف إني أنا إللي هرافع عن أخويا قدام القاضي وإني محتاج لكل دليل وغير ده كله كلكم هنا أكيد عرفتوا قصة أخويا وبقيتوا متأكدين من براءته ...ده أخويا فاهمين يعني إيه تؤامي وكان مختفي من 14 سنه فاتت ابن العقيد محمد إللي مجمعلكم خيوط المنظمة دي أنا عيلتي كلها راحت ضحية المنظمة دي ضحية كام ملف بابا جمعهم خسرت أمي وابويا واعمامي وعيلتنا ادمرت بسبب حرب الجواسيس دي وخطفوا أخويا إيه مش كفاية بقى كل دي تضحيات .
الطبيب بهدوء : يا شمس أهدى محدش اتكلم كلنا عارفين ده كله مكنتش كلمه قولتها بس مساعد وزير الداخلية عنده شوية تحفظات و ....
شمس بغضب : على نفسه أي كلمه عن أخويا مش هسكتلكم ده ضحية عمره ضاع وهو مش فاهم حاجه عايش وسطيهم ومش عايش في صراع جواه بين الغلط والصح .
الطبيب بتوتر : أنا مقدر كل ده وفاهمك المهم روحله دلوقت عن أذنك !
شمس بضيق : اتفضل !
تنفس شمس الصعداء بعد مغادرة الطبيب وأخذ يجذب خصلات شعره بقوة وهو يقبض على يديه معقبًا : يا رب الهمني الصبر ...تعبت ... أستغفر الله العظيم .
وقف شمس لحظات يجمع شتات نفسه فقد ازعجه حديث ذاك الطبيب لن يسمح لأحد بأن يقول كلمة في حق أخيه ، ثم أخرج هاتفه وقام بالنقر عليه باحثًا عن إسم معين وهو يعاتب نفسه بأنه تأخر في الإتصال للاطمئنان على حبيبته ، رفع الهاتف ووضعه على أذنه ينتظر الرد بلهفة .
تجلس بقربها تتطلع إليها بحزن شديد ثم عادت تنظر إلى المصحف بيدها وهي تتابع القراءة بهدوء بينما نور نائمة بعمق منذ أن أعطاها د / لؤي الحقنة المهدئة ، وبعد مرور بعض الوقت صدقت سمر ووضعت المصحف على الطاولة الصغيرة ثم أمسكت بيد نور تربت عليها بحنان وهي تهمس بتعب : حبيبتي اتحملتي فوق طاقتك ولسه بتحملي نفسك زيادة إزاي بتقولي على نفسك وحشه إنتي أطيب حد شوفته في حياتي قلبك أبيض حنونه ومتسامحه وبنت جدعه أنا بعتبرك أختي يا نور ومش عايزه أشوفك بالانكسار ده تاني كفاية حزن يا نور ....
وضعت يدها الأخرى على قدمها المصابة وهي تتحسسها بحزن شديد ثم قالت : إن شاء الله هتوقفي على رجلك من تاني أنا واثقه ربنا هيسعدك ومش هيكسر بخاطرنا أبدا أنا متأكدة ...صمتت قليلًا ثم تابعت بدعاء صامت مرددة ... يارب يارب !!
فجأة صدح صوت نغمة هاتفها نظرت إلى الاسم ثم حاولت أن تبدو طبيعيه حتى لا تقلقه
سمر ببعض الهدوء : الو ، أيوة يا شمس .
شمس بتعب : سمر طمنيني عن نور ..المفروض كنت اتصلت قبل ساعتين من دلوقت بس حرفيًا مفضتش إلا دلوقت اديها التلفون اكيد زعلانه ...
سمر وهي تنظر نحو نور بحزن شديد ، ابتلعت ريقها ببطء ثم قالت : هي كويسه الحمد لله بس أخدت دواها ونايمه دلوقت ..
نظر شمس إلى ساعة يده ثم قال وهو يضيق عينيه بشك : نايمه إيه وميعاد دوا إيه ده ؟ سمر إنتي بتكدبي عليا ؟ نور مالها مفيش أدوية بتاخدها في الوقت ده ؟
سمر بتوتر : كويسه يا شمس بس والله نايمه.
شمس بقلق بالغ : طب صحيها عايز أسمع صوتها .
سمر بتوتر : مش هينفع .
شمس وازداد خوفه : ليه ؟ سمر متخبيش عني حاجه إيه اللي حصل ؟ نور مالها ؟
سمر بحزن : تعبت شويه وعطوها مهدىء .
شمس بخوف : مهدىء لأيه ؟
سمر بدموع لم تعد قادرة على حبسها انفجرت : نور بتضيع مننا يا شمس حصلها انهيار عصبي ....
شمس بقلق شديد : إيه انهيار من ايه بس أنا كنت سايبها كويسه ! سمر قولي لي ايه اللي حصل بالظبط ؟
سمر بدموع شديدة أخذت تقص له ماحدث بدون دخول في تفاصيل فقط انهيارها فجأة .
شمس بحزن شديد : طب اقفلي أنا جي حالا ..
سمر بدموع: لأ أوعى تيجي ....
شمس بصدمه : ليه ؟
سمر بدموع: لأنها هتضايق اكتر لو عرفت إنك سيبت أخوك وجيت عندها نور مش قادره تنسى اللي حصل لاخوك ولا قادرة تنسى الماضي ....
شمس بحزن : بس ده موضوع وانتهى ...
سمر وهي تقاطعه : مخلصش مخلصش لو خلص كنت انت سامحت نفسك يا شمس نور محمله نفسها فوق طاقتها حاسه بالذنب تجاهك وتجاه ماهر فاكر لما قولتلها في مرة لما اختفى ماهر إنها اخدتك من اخوك هي شايفه إن معاك حق وإنها فعلاً عملت كده وفرقتك انت وماهر عن بعض لأنها حبتك وطمعت فيك لوحدها وانت حالياً لو جتلها وسيبت اخوك هتقتنع زيادة إنها فعلا بتاخدك من اخوك وأنها اهم منه عندك وهتحس بالذنب أكتر فبلاش هي مش قالتلك متجيش وخليك مع ماهر ... فأنت أعمل زي ما قالتلك .
شمس بحزن شديد : ليه بس كده يا نور ؟ علشان كده كانت بتصر عليا إني اسامح نفسي علشان هي أصلا مسامحتش نفسها ومش شايفه إني أنا غلطان اكتر منكم في حقه لا وشايفه نفسها هي شريرة القصة كمان إللي فرقت بين أخ و أخوه غلطانه يا نور لو في حد غلط في كل الليلة دي فالحد ده أنا أنا وبس وبعدين أنا لما قولتلها كده كنت مضايق وبقول أي كلام علشان أرمي الذنب على غيري وشكلي فعلا عملتها وشيلت نور ذنب أخويا وخلتها هي تحس بالذنب والندم ...صمت قليلاً ليصرخ بغضب وهو يضرب بقبضة يده الجدار خلفه ثم تابع ...سمر خليك جنبها متسبيهاش لحظه وأنا الصبح هاجيلها زي ما قولتلها ...
قاطعته سمر بتردد : شمس إيه رأيك اعرضها على دكتور ذكريا والد الدكتور لؤي هو دكتور نفسي !
شمس بتعب وصداع قد داهم رأسه وخيم بثقله فوق عينيه : لأ متعمليش أي حاجه إلا لما اجي .
سمر بهدوء : طيب تمام .
شمس وهو يحاول التماسك: هي كويسه مش كده ؟
سمر بابتسامه خافته : آه والله كله تمام ونايمه بعمق والله اصبر للصبح وتعالى .
شمس بتنهيدة : طيب الله المستعان هقفل دلوقت خلي التلفون جنبك ماشي .
سمر بهدوء : ماشي.
أغلق معها ووضع هاتفه في سترته وضرب الجدار خلفه بقوة وهو يقول : ليه يا نور ؟ ..بس بس أنا الغلطان أنا اللي رميت الذنب عليها غبي يا شمس غبي .
أنهى حديثه ثم أتجه نحو غرفة أخيه ، ألقى التحية على صديقه الذي يتولى حراسة أخيه ثم خطى بخطوات متعبه ،نهض ماهر الذي كان يطرق بيده على الطاولة بتوتر شديد وهو يضرب أخماس في اسداس ورأسه سينفجر من كثرة التفكير وعندما فُتح الباب نظر إلى أخيه ونهض على الفور قائلاً بعتاب طفيف : ده كله يا شمس ده أنا اعصابي تلفت والله .
شمس وهو يربت على كتفه بتعب واضح : معلش حقك عليا اتاخرت في التحقيقات أنا آسف .
لاحظ ماهر نبرة صوته الحزينة فهتف بتوتر وهو يتفحصه بقلق شديد : شمس إنت مالك تعبان ؟
شمس بابتسامه مصطنعه : تعبان إيه يا عم منا زي الحصان أهو تعالى تعالى نحكيلك إيه اللي حصل واللي جرى ؟
ضحك ماهر بخفوت على طريقته ثم ردد مثله : طب يالا بسرعه فطمني إيه إللي حصل واللي جرى يا معلمي !
شمس بابتسامه : شوف ياسيدي البنت وضعها الصحي ميسمحلهاش تتكلم بحرف يظهر كده أن كلام دوك سحر صح وأنك كسرت ضلوعها أكتر مهي مكسرة يا شقي .
ماهر بحرج : بتتكلم جد ولا بتهزر ؟
شمس وهو يمد يده يمسح على شعر أخيه مزيلًا ذاك الحرج الذي اعتراه هاتفًا بهدوء مصطنع فلازال قلبه مشغولا بحبيبته: بهزر معاك هي بس مكنتش عارفه تتنفس بشكل طبيعي لأن الأربطة كانت مشدوده أوي عليها والألم كان فظيع فدكتورة سحر عطتها مسكن للألم ايبروفين بس مفعوله أوي وبينعس فاخدته ونامت الصبح إن شاء الله هيحققوا معاها .
ماهر بقلق : للدرجه دي تعبانه ؟ مين عمل فيها كده؟
تفتكر هما ؟
شمس وهو ينظر إليه بدهشة : هما مين ...قصدك ..
ماهر وهو يهز رأسه بايجاب أن ما خطر على عقله صحيح : وليه لأ ؟ أنا أصلا مش عارف واحده زي دي هتقدر تقطع المسافات دي كلها إزاي ؟ فيه حاجه مش صح أصلا ظهورها في التوقيت ده حاسه مش صدفه .....
شمس بقلق : قصدك هما اللي باعتينها تخلص عليـ...
ماهر بحزن قاطعه وهو يقول : أيوة شكله كده أنا بقالي فترة عمال بفكر وعقلي وصلني للنتيجه دي !
شمس بتوتر : هما يعرفوا بحكايتها الأول ؟!
ماهر بارتباك : مش فاكر ... اووووف على دي ذاكرة ....مش عارف إذا كانوا يعرفوا بيها ولا لأ بس متستبعدش أنا دايما كنت لازم ابقى تحت عنيهم .
شمس بحيرة : طب وهنتأكد ازاي بس ؟
ماهر بأمل : يمكن اكون غلطان وده القدر حب يفرحني مرة ...
شمس بابتسامه وهو قلق بشدة : حبيبي مش عايز اصدمك بس كلامك احتمال كبير يكون صح لأني بصراحه قلقان من سكوتهم ده ..سكوتهم لحد دلوقت مش طبيعي المفروض إن أنت دلوقت اكبر تهديد ليهم إنت كنز بالنسبة لينا إحنا وقنبلة موقوته بالنسبالهم .
ماهر بتعب : كنز إيه وقنبلة إيه يا شمس بذاكرة السمك اللي عندي دي ؟؟ دي ذاكرة السمك فيها فايده عن ذاكرتي !! بعدين مهما مأمنين نفسهم بالعقار اللي كانوا بيدهوني ...
شمس قاطعه وهو يقول : يا ذكي مفعوله بيزول مش دايم أما أنت بتفتكر بعض الحاجات ازاي ؟؟ وضيف على ده إنك بقالك فترة مش بتاخده فأكيد عارفين إن ذاكرتك هترجع وده اللي هما مش هيسمحوا بحصوله فهمت وأكيد باعتين البنت دي علشان تخلصهم منك قبل ما تفتكر أي حاجه وعلى العموم هي تحت عنينا وبكره الصبح هنعرف حكايتها كلها إن كان ليها علاقه بقى أو مجرد لاجئة .
ماهر بتردد : ينفع أنا أحضر...
شمس بتوتر : تحضر مكاني قصدك !
ماهر بتراجع وهو يهز رأسه : أنسى انسى بهزر ..
كاد يسحب يده التي يضعها على سطح الطاولة فمد شمس يده وأمسك بها سريعًا ثم ضغط عليها بحنان شديد وقال : مش هنسى هخليك تحضر ..
ماهر وهو لا يصدق : بجد ؟
شمس بابتسامه : بجد بس يارب متتكشفش لاني وقتها هشرف معاك هنا وندور على حد يطلعنا بقى .
ماهر بهدوء : لا متقلقش أنا أعرف اتصرف واعجبك .
شمس بابتسامه : هنشوف آه نسيت اقولك خلي بالك من سحر واثبت متركزش مع البنت أوي لحسن دي لماحه وهتكشفك .
ماهر بضحك : سيبها على الله بعدين مش بتقول أنها مسمياني استاذ متنح من الصبح هههه عادي بقى .
شمس بضحك : ونعم بالله بس يا حبيبي استاذ متنح من الصبح ده أنت مش أنا أنا مسمياني الشمس فارشه على وشي ومش ببطل ضحك ههههه هي غريبة بس دمها خفيف المهم خلي بالك بس هروح اتفق مع صاحبي واجيلك لازم حد يكون معايا لحسن نروح في داهية وبصراحه في كتير بيتلكك لي على غلطه .
ماهر بهدوء : طيب مستنيك ومتقلقش مش هتحس على حاجه ومش هتعرف أنا واثق مفيش غيرها واحده بس بتعرفنا من بعض وانت عارفها كويس .
شمس بحزن همهم بتوتر : آه صح عندك حق .
شعر في داخله بالحزن الشديد كلما تذكر أن حبيبته تحمل نفسها الذنب كله وأنها الوحيدة القادرة على التفريق بينهما همس في داخله : يا الله منك يا نور ليا حساب معاك بكره بس الصبر أنا هعاقبك على عدم سماعك لكلامي اقولك ولا دمعه واحدة تقومي تنهاري انهيار عصبي يا نور .
ساد صمت فجأة وكاد شمس يغادر بعد أن آفاق من شروده بـ نور على صوت ماهر يوقفه وهو يقول بتردد : دلوقت يا شمس !
شمس بضحك : أنت بتهزر انت عارف الساعه كام زمانهم نايمين .
ماهر بهدوء : مش قصدي أروح دلوقت أقصد نبدل هدومنا دلوقت ممكن .
شمس بابتسامه: ممكن ...يالا وبالمره اتفرج على ادائك لتكشفنا وآه نسيت اقولك أنا هبات معاك هنا والصبح بقى يا معلم بعد ما تشوف حبيبة القلب وتحاول تفهم سبب وجودها هنا تيجي لاني لازم ابدأ في إجراءات إثبات الهوية وإثبات اختطافك وكمان حاجه اكيد الدكتور قالك إنك قريب جدا هتفتكر كل حاجه و آه صح لما تروح التحقيق عايزك تركز في أقل التفاصيل وتعبيرات وشها وهي بتتكلم سجل كل حاجه خد الجهاز ده وخلي معاك ده زرار بس مش زي اي زرار ده كاميرا صوت وصوره حطه في قميصك و ....
ماهر بضحك قاطعه وهو يقول : يابني أهدى شوي كل ده انا عارفه ده أنا متدرب أحسن منكم ...انت بتتكلم إزاي ؟!
شمس بضحك : آه في دي عندك حق أنت متدرب على أعلى مستوى اجيلك فين أنا بقى اللي حيا الله متدرب هنا .
ماهر بهدوء وحب : بجد مش عارف اشكرك ...
شمس وهو يقاطعه : تشكرني إيه بس ؟ ده حقك عليا يا حبيبي لازم اساندك واكون دايما معاك ...
ماهر بهدوء : تسلم لي يارب .
كانت تتمشى بغير هدى وهي شاردة الذهن تارة تتوقف وتارة تتابع سيرها حتى وجدت نفسها أمام إحدى الاستراحات جلست على المقعد أمام البحر وأخذت تُعيد حساباتها
*
كانت تسير خلفه تراقبه كعادتها بعد انتهائهم من مهمتهم عندما رأته يتوقف أمام إحدى المنازل المحطمة ، ثم قام برفع إحدى الصخور والقاها أرضا وفجأة رأت فتاة تخرج من تلك البؤرة المهشمه وتصيح به بغضب ثم تركته وأخذت تركض مبتعدة عنه
أيرل بصدمة : دانييل ما الذي يفعله ؟ هل كان يساعد تلك الفتاة العربية ؟
أبطأت من خطواتها وتراجعت للخلف عندما استدار تجاهها ثم جثى على الأرض وهو يبكي ، شهقت ايرل بصدمة من حالته وعلى الفور أخرجت هاتفها وما إن فُتح الخط حتى صرخت بضيق شديد : اصمتِ أيتها ال**** صليني بالجنرال حالا !
مرت دقائق حتى استمعت لصوته يهتف بهدوء : ماذا ما الأمر ؟
ايرل بصدمة : دانييل يا سيدي لن تصدق ما رأيته الآن ......
- ما به تابعي !
ايرل بتوتر : إنه أمامي يبكي هو جالس على الأرض أتراه تذكر شيئًا ؟؟
نهض الآخر عن مكتبه وهتف بغضب: ما الذي حدث ألم يكن معك ؟
ايرل بتوتر : نعم سيدي لقد أنهينا عملنا و ...قصت له ما رأته .
ضغط على يديه بقوة: اتصلي به واجعليه يأتي وحاولي أن تعلمي إذا كان قد استرد ذاكرته مع أن هذا مستحيل إلا إذا كنتِ أوقفت إعطائه العقار ...
قاطعته سريعًا: لا لا سيدي لم أوقفه بعد كل مهمة احقنه به حتى في أثناء ذهابنا إلى إسرائيـ...ل .
تمتم بهدوء : إذا لما ساعد تلك الفتاة وبكى بعد أن تركته وذهبت ؟ أريد كل شيء يتعلق بها أسمعتِ كل شيء .
أفاقت من شرودها على صوت مزعج يجلس بقربها تطلعت له بضيق شديد وكادت تنهض فأسرع الآخر وأمسك بيدها
ايرل بضيق شديد : اللعنة متى ستكف عن ملاحقتي أيها الأحمق .
ماركوس بغضب : أخبريني أين هي وبعدها لن تري وجهي .
أيرل بضيق : لا أستطيع ألا يوجد غيرها كدت تقتلها أيها الغبي .
ماركوس بغضب : ولم تمت هيا أخبريني بمكانها .
كادت ترد عليه عندما قاطعها صوت هاتفها فوضعت السماعة وابتعدت قليلاً : نعم يا سيدي ... حسنا ...لا لا جديد حتى الآن ....بالطبع لا تقلق أنا أتابع ....وماذا عن سيرين ....لا تنزعج تلك الحقيرة سأقتلها كرفيقتها لا تقلق كل شيء سيكون كما خطت ثق بي هم يظنون أن اللعبة قد انتهت دعهم يفرحوا بتلك الجولة ....دانييل ...لا إنه لا يتذكر شيء بعد ...حسنا حسنا لا تغضب .
في صباح اليوم التالي
تململت في فراشها وهي تفتح عينيها ببطء شديد نظرت حولها بتعب تحاول معرفة أين هي ثم حاولت الاعتدال ولم تستطع لتغمض عينيها بإرهاق شديد ثم وضعت يدها على قلبها في حين كان الجميع يحدق بها وسحر بقربها تربت على كتفها بخفه
- شلونچ إن شاء الله زينه هسه !
فتحت عينيها ببطء ونظرت إلى محدثها بتوتر شديد ، وأخذت تنظر إلى وجهه بدقة شديدة و ......
يتبع
نداء_القلب♥️.
البارت_الثاني_والعشرين_الجزء_الثاني.
# بقلمي_نورهان_ناصر.
رواية نداء القلب الفصل الثالث والعشرون 23 من هنا
رواية نداء القلب الجزء الثانى 2
رواية نداء القلب الجزء الأول 1
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)