رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نورهان ناصر
رواية نداء القلب الجزء الثانى البارت الخامس والعشرون 25
رواية نداء القلب الجزء الثانى الجزء الخامس والعشرون 25
رواية نداء القلب الجزء الثانى الحلقة الخامسة والعشرون 25
رواية نداء القلب بقلم نورهان ناصر
رواية نداء القلب |
رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الخامس والعشرون 25
البارت •25• الرواية ملك لـ كاتبة نورهان ناصر نداء القلب♥️الجزء الثاني .
كانت تنظر بعمق إلى ذاك الإسم الذي يتصدر أعلى شاشة هاتفها ، فاضت عينيها بدموع حبيسة وابتسمت بحنين" مهرائيل " ، ترددت في الضغط على زر الإتصال ، وقبل ذلك ومض في عقلها ذكرى ....
**
- إيه اللي جابك ؟؟ جايه ليه ؟؟
سحر بدموع : عايزه أشوفها !!
- بعد السنيين دي كلها فكرتي تشوفيها !
سحر بحزن : ارجوكي يا أخت مارغريت ..اسمحي لي أشوفها .
- مستحيل إياك تيجي تاني هنا أنسي إن كان ليك أم اسمها مهرائيل .
أفاقت من ذكرياتها على صوت جلبة في الشارع أمام المبنى ، نظرت على الفور من نافذة الطابق الذي تقف به ، فوجدت مهاب يفترش الأرض وهو ينزف دما من رأسه وسيارة تقف بالقرب منه ، شهقت بخوف شديد واسرعت تنزل السلالم مسرعة حتى خرجت إلى خارج المبنى وبمجرد عبورها الناحية الأخرى وقفت مكانها كالصنم تماماً تحدق بأعين متسعة من هول الصدمة وهي تنظر إلى ذاك الوشم الذي لن تنسى لمن هو مهما تمر السنيين ، ويستحيل أن تخطىء وتخلط بينه وبين آخر همست بارتعاش وصوت متقطع وأنفاس متضطربه وهي تهز رأسها نفيًا بجزع : مـا ...ركوس !!
كان الآخر يجلس نصف جلسه وهو يحني ركبته إلى الأرض بينما يطمئن على مهاب الذي صدمه بدون قصد عندما شعر بأحدهم يقف خلفه تماماً، التفت ببطء شديد وفور أن وقعت عينه عليها ، انتصب واقفاً كمن لدغته إحدى الأفاعي وهو ينظر إليها بصدمة لا يكاد يصدق ما يراه بعينيه مر صمتٌ قاتل وتوقف الزمن بضع لحظات واختفت الأصوات بل وحتى حركة الرياح من حولهم ، كان كلاهما ينظر للآخر بفم مُفغر وأعين محدقة ببعضها وتتمركز الصدمة في منتصف بؤبيهما حتى تجرأ أحدهما وقطع ذاك الصمت
ماركوس بصدمه : سحر سحر ...مراتي !!!
سحر برعب وهي تضع يدها على فمها بذهول: لا لا لا انت كابوس مش حقيقه .... أنا أكيد بحلم ...مش صح ...لا لا ....كابوس كابوس ...
حاول ماركوس الاقتراب منها فتراجعت خطوه للخلف وهتفت بحده : إياك تقرب أبعد عني ...
ماركوس وقد نسي أمر ذاك المتسطح أرضًا ينزف همس بغضب : مش معقول إنتي لسه عايشه بتعملي إيه هنا ؟؟
سحر بضعف وخوف شديد : أبعد عني ... إياك تقرب .
ماركوس بخبث شديد : تصدقي كويس إني شوفتك بعد السنيين دي كلها فكرتك موتي وشبعتي موت في المنفى الجميل اللي رميتك فيه مع اكتر ناس بتعشقيهم من زمان ،يالا اتسلى شويه قبل ما أوصل لهدفي مش بردو لسه مراتي يا قطه .
سحر بغضب وصوت متقطع خائف : ده في أحلامك الجواز ده باطل أصلا إنت طليقي يا متخلف .
ماركوس بضيق : معندناش حاجه اسمها طلاق فاهمه ومش علشان أنا أمريكي الجنسيه إني هعمل زيهم وأطلق مراتي أنا اتربيت هنا وهنا مفيش طلاق ولا علشان نسيتي إنتي اتربيتي علي إيه ؟؟ مش علشان اتصاحبتي على شويه مسلمين إنك كده تبقي زيهم وتتمردي عليا .
سحر بغضب شديد : أنا أسلمت واتطلقت منك غيابي من زمان أنت إيه اللي رجعك تاني في عقيدتنا مينفعش الامه اللي هي أنا تتجوز من أهل الكتاب وبما إني كنت مسيحية وأسلمت فجوازنا باطل القرآن بيقول كده ربنا قال كده ودلوقت أنا بقولك بكل قوانين الدنيا ومنهم أقوى قانون كتاب ربنا القرآن إني مش مراتك فاهم أنا مسلمه واعتز بده و انت مسيحي ميجمعناش أي طريق وغير ده كله أنا رفعت عليك قضيه خلع من زمان وكسبتها ولأن سيادتك غورت على أمريكا واختفيت متعرفش إيه إللي حصل في السنيين دي كلها و فضلت رافعه القضية وماتنزلتش و القاضي طلقني غيابي من أكتر من سبع سنيين أنا حُره من قيودك ومنك إنت وبقيت أقوى من الأول ومبقتش اخاف منك انت ولا حاجه .
ماركوس بضيق شديد : اللي اعرفه انا بقى In my customs there is no so-called divorce وانتي مراتي فاهمه و كل كلامك ده ميهمنيش ولا يفرق معايا وانا مطلقتش حد ...صمت قليلاً ثم تابع بخبث شديد ....امممم مبقتيش تخافي مني قولتيلي ...مش باين عليك خالص انتي واقفه ترتعشي قلبك هيخرج من مكانه هتموتي من رعبك ...الجحيم اللي عيشتهولك من صغرك لسه آثاره واضحه عليكي يا سحورتي هههه قال بقت أقوى قال .
هزت رأسها بنفي وهي تتراجع إلى الخلف بينما الآخر يقترب منها وكان الشارع خالي تماما من أي أحد عدى بعض السيارات التي تذهب وتجيء فهذا طريق سريع
سحر وهي تصرخ بغضب : أبعد عني لو قربت هصوت هقولهم إني مسلمه وانت بتتهجم عليا شوف هيعملوا فيك ايه ؟!
ماركوس بضيق وقف وألقى سباب لازع ثم التفت ونظر إلى مهاب وكأنه تذكر أمره وقال بغضب : حظك اني مش فايقلك دلوقت بس ملحوقه تعالي ساعديني نشوف الزفت ده عايش ولا ميت ...
سحر وكأنها انتبهت على مهاب أخيرًا ، استجمعت شجاعتها وأخذت نفـسًا عميقاً عدة مرات ثم أخذت تحرك قدميها واتجهت سريعاً نحو مهاب متناسية خوفها ، اقتربت منه ووضعت رأسه على حجرها وأخذت تستشعر نبضه ثم تنفست الصعداء وتمتمت براحه : الحمد لله عايش !
ماركوس بلامبالاة : مش دكتوره انتي اتصرفي معاه بقى أنا ماشي مش ناقص مشاكل وانا لسه راجع بس حطي في بالك حاجه إني أنا هتأكد من كلامك ده ولو طلعتي بتكذبي مش هرحمك فاكره زمان كنت بعاقبك ازاي ؟؟ هههه أكيد فاكره ودي حاجه تتنسي هههه لينا لقاء تاني سلام دلوقت يا قطه .
أنهى حديثه واتجه نحو سيارته ثم أدارها وانطلق مسرعاً
سحر بدموع : مهاب مهاب رد عليا ....يارب ساعدني
أنزلت رأسه ببطء على الأرض وأخرجت هاتفها سريعاً عبثت به بضع دقائق ثم وضعته على أذنها بيد ترتعش لا تصدق أنه رحل ، تسارعت دقات قلبها بشدة
سحر بقلق : عمر ..مهاب مهاب عمل حادثه ....هو كويس الخبطه خفيفه بس هو فاقد الوعي وبينزف خايفه يكون في نزيف داخلي .... إحنا هنا في الشارع اللي قصاد المبنى ...مين اللي خبطه اي ...مش وقته ده واحد جبان خبطه ومشي ...تعالى بسرعه بقولك بينزف انا مش هقدر أشيله لوحدي ...تمام تمام مستنياك بس استعجل شوي بالله عليك .
يسير خلفها ، وهو يدفع الكرسي الخاص بها وهو يبتسم لها بحب ويحادثها وهو يحاول إزاحة التوتر عنها
شمس بضحك : والراجل مفيش يا نور وأنا عايز أقوله مش أنا إللي كنت ببص يا عم الحج وده بردو مُصر واقوله ده انا متجوز يقولي بتحط عينك على حاجه أخوك هههههه .
نور بابتسامه : ههههه وهو يعرف منين بقى بس هي عيونها حلوه لدرجه دي يعني؟ .
شمس بابتسامه : عيونك انتي مشفتش اجمل منهم .
نور بابتسامه : طبعاً ، بس خلص بقى رد على سؤالي مش هزعل عادي يعني !
شمس بابتسامه : حبيبتي أنا أساساً ماقبلتهاش مانتي عارفه قولتلك ماهر اللي راح مش أنا !
نور بضيق : وسيادتك قولت بردو إنك شوفت التسجيل اللي سجله ماهر يعني مركزتش في عيونها ابدا .
شمس بابتسامه : أبدا ابدا .
نور بضيق : شمس !
شمس بضحك : قلبه !
نور بضيق : يا شمس !
شمس بضحك : عيونه وعقله وكل ما ليه !
نور بضيق : شمس إنت قولت أن عيونها فاجأتك زيهم .
شمس بضحك : يا حبيبتي أنا قولت أي كلام وخلاص انا لا شوفت عينيها ولا غيره بس يعني من كلامهم بيقولوا إن عيونها تسحر ...احم ...ده كلامهم هما وكمان علشان مروحش في داهية لو عرفوا إن اللي حضر التحقيق ماهر مش أنا.
نور بابتسامه : طيب براءة المرادي لقد عفونا عنك .
شمس بضحك : الحمدلله يحيا العدل .
نور بابتسامه : ماهر أكيد فرحان إنه لاقاها تعرف لحد دلوقت مش مصدقه اللي حصل ده صدفه ولا في الخيال .
شمس بشرود : معاك حق ولا انا مصدق بس اتمنى إنها تكون صدفه حلوه .
نور باستغراب : ليه بتقول كده ؟
شمس بابتسامه : مفيش يا قلبي متشغليش بالك .
نور بضيق : لأ هشغله قولي في إيه ؟
شمس بضحك : خلاص هقولك من غير تكشيرة ياستي اسمعي .......
نور بذهول : هو الصراحه احتمال وارد بس اتأكدوا الأول بردو .
شمس بابتسامه : هنعمل كده يا حبيبتي .
نور بضحك فجأة : ههههههههه .
شمس بذهول : ايه ده ؟
نور وهي تضحك : هههههههه افتكرت حاجه كده .
شمس بابتسامه : حاجه ايه ؟
نور بضحك : سحر وهي بتنادي لاخوك استاذ متنح من الصبح اصلي بصراحه تخيلت شكله وهو متنح ولازق في الأرض هههههههه ...ماهر بقى استاذ متنح من الصبح ...سُكره سحر دي ...
شمس بضحك واندمج معها: عندك حق والله دمها خفيف ...
نور بضيق : افندم دمها خفيف وايه كمان ؟؟
شمس بتراجع توقف ورفع يديه باستسلام وهتف بابتسامه : مين دي اللي دمها خفيف أنا مقولتش حاجه .
نور بغيره : انا امدح فيها براحتي انت لأ تسمعني وبس فاهم مش ضروري تندمج أو تجاريني في الكلام هاااا .
شمس بضحك : مفهوم يا فندم .
نور بضحك : ايوه كده يالا كملي مهاب عمل إيه أخد قرار ؟؟
شمس بابتسامه : بصراحه معطتلوش عُقاد نافع كنت مستعجل علشان اجيلك يا قلبي...تنهد ثم أكمل بحزن ...خصوصاً إن حكاية سحر دي معقدة أوي يا نور .
نور باستغراب : معقدة ازاي علشان مش عارفه تتقبلكم يعني مع أني من كلامك ملاحظه أنها عادي بتتعامل معاكم وكمان شغلها بصراحه حكاية العقدة من الرجاله دي مش مقتنعه بيها أوي وبرجع اقول مايمكن شيء في الماضي مآثر عليها وسببهالها بس اضطرت تتعامل يعني هتعمل ايه ...سحر لغز كبير يا شمس يعني أنا أخدت انطباع عن شخصية ريم وعمر وحتى مهاب إنما عند سحر معرفتش عقدة إيه بقى وهي عادي جدا معاكم ولا هي اتكيفت على الوضع ده واتعايشت معاه لأنها مجبرة مثلاً فاهم حاجه إنت طيب حاسه إني برغي ومش فاهمه حاجه .
شمس بابتسامه : حبيبتي متتعبيش نفسك بيهم أنا عارف .
نور بصدمه : عارف حكايتها قصدك !
شمس بضحك : بس وطي صوتك هتفضحينا وآه ياستي عارف حكايتها كلها من لما اتولدت كمان .
نور بابتسامه : وتعرف حكايتها منين بقى هي حكتلك ؟!
شمس بضحك : تحكي لي إيه بس يا نور ؟؟ وهي تعرفني أصلا ؟؟ وبعدين مهاب بيقول بتكره أي حاجه مذكر فأكيد بالعقل كده مش هتحكي لراجل يعني اعتقد اللي زيها عنده فوبيا من شيء إسمه مذكر حتى لو كان عيل صغير .
نور بضحك : أومال عرفت إزاي بقى ؟!
شمس بضحك : يا ذكية أنا إيه ؟؟
نور ببساطه : أنت شمس .
شمس بابتسامه : تصدقي مكنتش أعرف .
نور بضحك : بطل رخامه عارفه انك ظابط في المخابرات وأستاذ شارلك هولمز كمان وبتعرف التايهه .
شمس بضحك : وأما انتي عارفه بتسأليني عرفت إزاي ليه بقى ؟؟
نور بابتسامه: بحب ارخم عليك .
شمس بضحك : وانا بحبك إنتي .
نور بابتسامه : وانا بعشقك ها المهم ليه رفضت تقوله ؟! غلاسه يعني بتغلس عليه !
شمس بهدوء وابتسامه : مش حكاية غلاسه منا بقولك أهو حكايتها معقدة أوي والاحسن أنها هي تقوله بنفسها الصراحه يعني إنما هو يدور ويفتش عن ماضيها ده مش نيس خالص يا نور أولا ميحقلوش أساساً وتاني حاجه لو بيحبها يستنى يسمع منها هي وتفضفضله ولو عملت كده يبقى بتحبه ومنه يساعدها تتخلص من مشكلتها .
نور بتفكير وهي تعقد ما بين حاجبيها : طب وانت فتشت وراها ليه ؟؟
شمس بابتسامه : حبيبتي أنا وضعي مختلف انا مديري في الشغل اللي طلب مني سحر يعتبر كانت جوه مغارة كبيرة وحياتها مش متظبطه وكان فيه شوية قضايا كده متشغليش بالك بيها المهم مديري طلب وانا نفذت وهي حياتها مرار مرار يا نور .
نور بذهول: هي للدرجه دي قصتها معقدة .
شمس بابتسامه : عايزه الحق آه وجدا كمان وخدي التقيله بقى حقيتها تكره أي شيء مذكر وأنا معاها بصراحه اللي شافته وعاشته مش سهل خالص يا نور .
نور بدعاء : ربنا يريح بالها ويسعدها ومهاب باين عليه شخص محترم يمكن عقدتها تتفك على أيده ومهما كان اللي شافته يا شمس اكيد ربنا هيعوضها عن الايام دي إن شاء الله مع إني معرفش حكايتها بس تعرف الانسان مننا غريب بيرتاح لما بيسمع شيء زي ده مشاكل يعني وكده ده مش معناه إنه إنسان سيء وبيفرح في مُصاب الناس انا أقصد اللي مش خالي من مشاكل وعنده من الهموم جبال بس فده معناه إنه في غيره بيعاني وأن مشاكله وهمومه جنبه ولا حاجه في مثل كده حبيبي أو مش عارفه هو ايه بالظبط بس جدي الله يرحمه كان دايما يقولهولي يقولي اللي يسمع بلاوي الناس تهون عليه بلوته وقالي ده رحمه من عند ربنا علشان الإنسان والعياذ بالله ميكفرش أو يتمرد ويقول ياربي واشمعنى أنا مهو حبيبي تعرف أن الكلمه دي والعياذ بالله كأنك بتشاركه في حكمه وفي القدر اللي قدره استغفر الله يعني فالإنسان مننا تلقائي بتلاقيه من جواه مرتاح شوي للمشاكل اللي هوه فيها وتلاقيه براحه كده يقول بصدر رحب الحمد لله يارب لا ومش بس كده يكمل ويقول الحمد لله الذي عافاني برحمته وكرمه مما ابتلى به كثيراً من خلقه وربنا يهدي الجميع .
شمس بابتسامه : اللهم آمين .
ممرضة من بعيد وهي تتابعهم همست لرفيقتها : ااااخ .
صديقتها بتعجب : ايه مالك ؟
الممرضة بهيام : عايزه واحد زي ده !!
*نورهان : وانا والله !
صديقتها : يا بنتي دول عمله نادرة شايفه بيحب مراته ازاي حظوظ ياستي .
الممرضة بهيام وهي تتنهد : مش حظوظ مابأمنش بحاجه اسمها حظ حلو او وحش ده بيبقى نصيب اوعدني يا رب بواحد زي ده .
صديقتها بابتسامه : اللهم آمين ، المهم نركز في شغلنا يالا .
عند نور وشمس
شمس بابتسامه : ها قد وصلنا يا فندم .
نور بضحك : تشكرااات حبيبي ياااه الـ The flight from the room is here amusing and especially with my heart guide and his interesting conversation .
*الرحلة من الغرفة إلى هنا مسلية وخصوصاً برفقة مرشد قلبي وأحاديثه الممتعة*
ترك شمس الكرسي واتجه إليها ثم جثى بعقبيه أمامها ممسكاً بيديها بحب شديد ونور تنظر له بكل الحب الذي يكمن في قلبها له في حين أمسك شمس بيديها وقبلهما بعشق جارف ، ابتسمت نور باستحياء واحمرت وجنتيها خجلاً من نظرات الممرضات وبعض العاملين في المشفى
همس شمس : ده اقل شيء يا فندم اتمنى الخدمه تكون نالت اعجابك وقدرنا نفرحك ودلوقت تسمح لي يا ملكتي ونور شمسي إني اشيلك لحد جوه .
نور بابتسامه أومأت برأسها إيجاباً ، وضع شمس يديها حول رقبته ثم حملها بين يديه واسندت نور رأسها على صدره وابتسامه لطيفة تشق طريقها إلى وجهها فتظهر بذلك غمازتيها ودلفا إلى غرفة الأشعة وكانت الطبيبة هالة ومعها الطبيبة ميارا بانتظارهم
تحدثت هالة بابتسامه : مستعدة يا نور ؟
نور وهي تنظر لـ شمس : أها بس ممكن شمس يفضل .
شمس بابتسامه : ينفع ؟
هالة وهي تنظر لابتسامته لحظات ثم غضت بصرها وتلقائيا هزت رأسها إيجاباً تحت تعجب ميارا
شمس بابتسامه : أدخلها الأوضة دي ؟
هالة بهدوء : آه حطها على السرير واتفضل تعالى هنا وتقدر تشوفها .
شمس بابتسامه : تمام .
نور بضيق همست له بينما هو يتجه للغرفة المقابلة والتي فيها الأشعة : شمس غيرت رأيي اطلع برا .
شمس بذهول : إيه ؟؟ اطلع برا ليه بس يا حبيبتي ؟
نور بضيق : هو كده أطلع استناني برا .
شمس بابتسامه : حبيبتي في إيه بس غير رأيك ؟ انا لازم أكون موجود معاكي هتابعك من خلال لوح الازاز ده متقلقيش .
نور بضيق : مش قلقانه بس ...
شمس بابتسامه وقد فهم سبب تحولها : هقف بعيد عنهم وعيوني هتكون على حبيبتي ممكن تهدي بقى .
نور بدهشة : يعني لاحظت ؟
شمس وهو يحاوطها بيديه همس بحب : أنا بفهم عليك وحافظك كويس يا حبيبتي ايمتى هتقتنعي إني ظابط في المخابرات ومتدرب كويس وبركز في كل حاجه .
نور بهدوء نوعا ما : طيب بس خليك بعيد عنهم الدكتورة هتاكلك بعنيها والممرضتين اللي دخلوا دول .
شمس بضحك : حاضر يا حبيبتي اطمني إنتي بقى .
نور بابتسامه : الله المستعان نتوكل على الله ...نزلني بقى واطلع علشان هما أكيد مركزين معانا وانا مش بحب كده .
شمس بابتسامه : طيب !
أنهى حديثه ثم سطحها بهدوء على الفراش وفجأة سُحب السرير إلى داخل الآلة الخاصة بالأشعة ، خرج شمس ووقف بعيدًا يتابعها بعينيه وذاك الجهاز اخفى جسدها ثم أخذ يدعو بصمت ،وكان كلا من الطبيبة هالة و ميارا مسلطين أعينهم على الشاشة أمامهم يركزون في الأشعة التي تعرض صوره كامله لجسد نور من أول المخ إلى أصغر إصبع في قدمها ومعهم شمس الذي ينظر خطفات سريعه إلى الشاشه ومن ثم يعاود النظر إلى حيث توجد نور .
على الجانب الآخر
كانت تجلس بقربه وهي تنظر إليه والقلق يغلف سائر وجهها تنهدت بعمق وهي تنفض صورة ذاك البغيض من رأسها لا تصدق أنها واجهته اليوم نعم شعرت بالخوف الشديد لا تنكر ذلك ولكن لما تركها ورحل لم تصدق بأنه غادر هكذا ببساطه أبعد كل تلك السنوات لم تكون تتوقع أن تلتقيه أو حتى أن يكون اللقاء بهذه البساطه ولكن لما الخوف، هو بالأساس لم يعد في إمكانه أخذها إلى أي مكان لقد تخلصت منه ولكن ما هو ذاك الشيء المهم الذي أتى من أجله لم تعد تفهم شيء ولكن وجدت نفسها تشكر الله على ذهابه وأنه لم يؤذيها حتى وإن هدد بذلك فهي لم تعد سحر الضعيفة لقد صارت انسانه جديدة بحياة جديدة وإن كانت تبعات الماضي وآثاره لازالت عالقة بل ملتصقة بها رافضة تركها باستماته.
سحر بهدوء وهي تربت على كتفه : مهاب أحسن دلوقت !
كان مسطحًا على السرير رأسه مغلف بالشاش الأبيض وهناك محلول مغزي موصولاً في يده ، فتح مهاب عينيه ونظر إليها لحظات بتيه وهو يفتح عينيه ثم يعاود إغلاقها بضع لحظات حتى تمكن من رؤيتها بوضوح أبتسم بتعب : سحر ..ده ... انتي ... إنتي هنا ....
سحر بهدوء : ليه عملت كده يا مجنون ؟ في حد يعدي الشارع كده ؟
مهاب بحزن : أنا ...كنت ...رايح ...
تنهد بعمق ثم صمت فجأة وتراجع عما كان سيقوله .
لاحظت سحر ذلك فقالت : ها كمل كنت مستعجل ليه رايح فين ؟ شوفت تهورك عمل إيه ؟
مهاب بشرود رد بحزن عميق: لسه ربنا مش آمر لك دلوقت إنك ترتاحي مني .
تفاجأت بحديثه ذاك وعبست ملامحها وبدى الحزن ظاهرًا داخل عينيها وبلا وعي قالت باندفاع : مين قالك إني عايزه أرتاح منك أصلا .....
دُهشت مما قالته فوضعت يدها على فمها بذهول ونهضت سريعًا بتوتر وكادت تغادر فأمسك مهاب بيدها سريعًا يمنعها من الهروب وبريق أمل قد تغلغل بداخله شعور أخذ يزداد ويزداد بأن هناك أمل من وسط كل تلك الظُلمة لازال هناك بريق أمل شعلة واحدة أشعلها يا مهاب أخرجها مما هي فيه أمسك بيدها لا تتركها تغرق أكثر وأكثر في تلك البؤرة هكذا حدث نفسه .
التفتت له سحر بتوتر و كادت تتحدث فأشار مهاب إليها بالصمت وتحدث هو قائلاً وهو يضغط عليها بكلماته يريدها أن تنفجر أن تصرخ أن تخرج ما بداخلها فأخذ يضغط على كل حرف ينطقه : سحر ... اسمعيني ..لايمتى هتفضلي كده ؟؟...ايمتى هتشيلي القناع ده ؟؟ إنتي مش كده ؟؟انتي مش زي ما بتظهري ، الوجع اللي جواك طلعيه اصرخي اصرخي طلعي اللي جواكي لايمتى هتفضلي تكتمي عليه امسكي أيدي واطلعي من كل العتمه دي - هزت رأسها بنفي وهي تحاول جذب يدها منه فضغط مهاب أكثر وأمسك بها بقوة وتابع بتعب - انتي مش بتقولي إنك بتكرهينا بس أنا حاسس غير كده على فكره شكل الجملة دي إنتي واخداها ستار لحاجه أكبر من ايمتى وانتي بالجبن ده أصلا علشان تحتاجي حجه تقوليها اصلي بكره الرجاله ، مخبيه إيه ؟؟ ...ولو بتكرهينا زي ما بتقولي ليه انقذتيني ليه ؟ ليه جيتي مجال كله رجالة ليه ؟؟ غصب عنك ازاي ؟؟ مفيش حاجه اسمها غصب عنك أو مش اختيارك بتسعفينا ليه بتبذلي كل جهدك لما حد فينا يتصاب ؟؟ ليه وألف ليه ؟؟مبقتش مقتنع بعقدتك دي اديني عقلك بقى أفهم انتي بتتعاملي معانا عادي آه مكشرة طول الوقت وبتكلمينا بضيق بس اللي حاسينه من ناحيتك مش زي ما بتظهري خوفك علينا لما حد يتصاب وانتي بتبذلي اقصى جهدك علشان تنقذيه ازاي اقنعيني واحده زيك اكتر حاجه بتكرهها احنا إزاي بتعالجنا إزاي قادره تستحمل أنها تشوفنا كل يوم ازاي يبقى ده مجالها اصلا تعاملها يبقى مع رجاله رجاله وبس مع اكتر ناس المفروض انها زي ما بيقولوا تطيقي العمى واحنا لأ فهميني ليه ؟؟
سحر بدموع وانهيار صرخت بحرقه : علشان ده واجبي فهمت لأن أنا دكتورة أنا دكتورة يا مهاب ده شغلي ده واجبي ولازم أعمله و أرجوك متضغطش عليا وانا مش هحكي بالطريقه دي متحاولش إنت مش فاهم حاجه .
مهاب بتعب وهو يضغط على يدها وينظر إلى عينيها مباشرة محاولة فهم ما يدور بداخلها وبرجاء : طب فهميني انتي ؟احكي احكي إللي جواك انتي شغاله معانا بقالك كام سنه يا سحر وانا مش عارف افهمك مش عارف في السنيين دي كلها انتي أكيد حسيتي إني خناقي معاكي مكنش مجرد خناق صح و و الحجج اللي كنت باجيلك علشانها أكيد فهماني أكيد حاسه بيا حرام عليك خمس سنين جيتي فيهم عندنا و إنتي بتقتليني بسكوتك وعدم إحساسك بيا انطقي انطقي أرجوكي شاركيني همومك احكي لي هسمعك والله متخافيش مش هحكم عليك غلط مهما كان اللي هتقوليه بس احكي احكي يا سحر ..... صمت قليلاً ثم تابع بدموع وهو ينظر لعينيها مباشرة ....سحر أنا بحبك .... عارفه يعني إيه ... أنا مش عارف ايمتى وازاي بس بحبك ...بحبك رغم علمي بكرهك لكل راجل ربنا خلقه بحبك رغم عُقدك دي بحب كلامك بحب تكشيرتك بحب البسمه اللي اول ما بتظهر بتقتليها جواك كم مرة شوفتك بعد كل خناقه لينا كنتي تمشي وأنا بشوفك بتبتسمي ليه عايشه في ماضيكي لنهارده ليه ؟؟ أنا بحبك بالرغم من كل حاجه برغم من إنك كتاب مقفول أو لغز معرفتش أحله ...كل اللي اعرفه إني حبيتك حبيتك وبس ومهما كان ماضيك مش مهم لو كان إيه خلاص مبقتش عايز أعرفه المهم سحر اللي معايا دلوقت اللي انقذتني سحر اللي حبيتها المهم عندي إنتي وبس افتحي قلبك ليا .
سحر بدموع وغصه مريره انفجرت صارخة بدموع : وانا بكرهكم عارفه يعني إيه بكرهكم ؟؟ بكرهكم وبس معنديش حاجه اسمها حب المشاعر الوحيدة اللي اعرفها هي الكره انا حتى بكره نفسي بكره كل حاجه سيبني في حالي انت بقيت كويس والصداع اللي في رأسك هيروح وكلها كام يوم وتفك الشاش وآه ريح جسمك فتره كده ليكون في كسر ولا حاجه أنا هخلي دكتور عظام يبقى يجي يشوفك والحمدلله معندكش نزيف داخلي ومتطمعش في أكتر من كده أنا استحاله اللي جوايا يتمحي مهما حاولت مشاعري ليكم يستحيل تتغير فاهم واحمدوا ربنا إني بأدي واجبي تجاهكم رغم كل اللي فيا بسببكم ..صمتت قليلًا لتهتف بانفعال شديد وبلا شعور منها باحت بجزء من همومها .... بسبب أب مهوش اب اصلا يبيع طفلة عندها 11 سنه وكأنها شيء للبيع والشرى أيوة متستغربش انا أبويا باعني وانا 11 سنه بس واخوات ملهمش علاقه بالاخوه أصلا كانوا بيرهنوني لمصايبهم كان أخويا الكبير خمورجي ولعيب قمار لما كان يخسر عارف كان بيبعتلهم ايه رهان لحد ما يسد اللي عليه بيبعتلهم اخته بنت عندها سبع سنين بس تروح لمجموعة رجاله مجرمين وقتالين قُتله معندهمش أي رحمه ميعرفوهاش أساساً تخدمهم طفلة زيي تخدمهم لحد ما اخوها يحن عليها ويدفعلهم .... ضرب ... واهانه وشتيمه وحاجات كتير شوفتها منهم كانوا بيعملوا حاجات غلط قدام عيني فاهم يعني إيه طفلة زيي تشوف مناظر زي دي تشوف حاجات أكبر من سنها كان كل تعاملي من يوم ما ربنا خلقني كان معاكم انتوا رجاله رجاله رجاله حياتي كلها رجاله مش بشوف غيركم كنت بنت وحيدة في وسط كوم الرجالة دي كلها ومن مجموعه لمجموعه جديدة وبس لما دمرتوني وحطمتوا أي شيء حلو جوايا خلفيتي عنكم هتكون ايه بعد كل اللي قولتهولك ده هههههه اقولك أنا إنكم حيوانات شهوانيين مدمرييين مغتصبين وقتالين ومجرمين ده اللي انا شوفته منكم كنتوا بتدمروا بنات قدام عيني كنتوا بتقتلوهم قدام عيني كنتوا بتغتصبوهم قدام عيني ولو عيني غفلت كنت باخد ضرب منكم كنتوا بتشربوا وانا اللي أشيل قرفكم بس طفلة من عمر سبع سنيين وانا في المرار ده غيري بيلعب وبين أهله وشوف أنا اللعب اللي بلعبه واللي بشوفه مشفتش منكم أي حاجه حلوه خالص كل الرجاله مؤذيين كل الابهات سيئين حتى الاخوات كلكم طينه واحده أي راجل يا سحر يبقى ده شر ده وحش يا سحر و هيأذيك كل يوم وكل ثانيه بتعدي بسمع عن بلاوي بتحصل وبنات بتضيع بتضيعوهم بتقضوا عليهم أنا هاجسي الوحيد أو تقدر تقول رعبي الحقيقي منكم انتوا أنا بخاف منكم انتوا مش بشر زينا انتوا قتالين قتلتوني وانا لسه عايشه خلتوني شبح مريض عايش ومش عايش ده اللي انا عقلي برمجه وثبته فيه دي نظرتي ليكم بكرهكم انا بكرهكم بكرهكم انتوا عايزين مني إيه سيبوني في حالي ؟؟؟
مهاب بذهول وهو ينظر إليها بحزن شديد بينما سحر قد انهارت تماماً وامتلئت عيناها بالدموع وضعفت نبرة صوتها وبلا إرادة منها انفلتت شهقاتها بل فاضت روحها وتمزقت ووقعت على الأرض وهي تبكي بشده وتردد بهذيان جملة واحدة "سيبوني في حالي مش هعمل كده ....سيبوني ....سيبوني مش عارفه ....كفاية ضرب ....ارحموني ......"
، وجد مهاب عيونه تبكي بلا شعور منه وهو مصعوق مما تفوهت به لم يكن يتخيل أن تكون تلك هي حياتها أن يكون ذلك ما عاشته همس بتعب شديد وهو لا يعرف كيف يخفف عنها هو نفسه لم يستوعب نصف كلماتها .
مهاب بحزن شديد :سحر سحر فوقي ....انتي في امان هنا .... طب ماشي عارف إنك بتكرهي الرجالة وحقك تكرهيهم حتى ابوكي وأخواتك وكل اللي اذوكي وانا معاكي يستاهلوا إنك تكرهيهم بس بس أنا أنا بتكرهيني أنا كمان ؟ مشاعرك من ناحيتي كلها كره ؟ استثنيني من كل دول انا بحبك والله ...سحر متعذبيش قلبي ......جربي يا سحر مش كلنا كده ...ارجوكي ماتحسبنيش معاهم .
سحر بدموع أدارت وجهها عنه بينما تبكي بشده وقد انهارت حصونها حول نفسها التي تعبت في بنائها وهمت بالمغادرة ولازال مهاب ممسكًا بيدها بقوة
سحر بدموع: مهاب سيب أيدي لو سمحت .
مهاب بتعب حاول الجلوس نصف جلسه وضغط على يدها كي تلتفت له ثم قال : بصي لي وجاوبيني بتكرهيني أنا كمان ؟؟ سحر ردي عليا !!!
سحر بدموع قد غمرت عينيها وبصوت هامس: سيب أيدي .
مهاب بغضب : مش قبل ما تجاوبيني الأول !
سحر بدموع اخفضت رأسها بضع دقائق ثم رفعتها ونظرت له بتردد : بكرهك ...بكرهكم كلكم سيبني بقى .
مهاب بغضب : كدابه ! عيونك بتكذب إنتي بتكدبي عيونك بتقول غير كده بتقولي بتكرهيني بس عيونك وقبلها قلبك بيقولوا لأ لأ يا سحر مهما تنكري انتي بتحبيبني زي ما بحبك .
سحر بدموع : مهاب أيدي انت بتوجعني انا أبعد عن إللي بتقوله ده منفعكش أصلا ولا بعرف أحب سيب أيدي بقى سيبها سيبوني في حالي أنا انسانه معقدة سيبني سيبني .
مهاب بضيق : هسيبك بس اعرفي إني مش مصدق ولا حرف من اللي قولتيه عني .
سحر بدموع نزعت يدها من يده ونهضت ثم غادرت الغرفه ودلفت إلى غرفة زها وأخذت تبكي بقوة وينتفض جسدها على تلك الأريكة حتى أن زها أفاقت من نومها على صوت نحيبها ..
زها بفزع : شبيك حبيبتي يمه سم الله عليچ .
سحر بدموع رفعت رأسها واتجهت إليها وبلا أي مقدمات وضعت رأسها على صدرها وهمست بتعب : مش ... بكره والله ..... مش بكره ..مقدرتش أكرهه ... بس مش قادره أقولها .
زها بعدم فهم : حبيبتي ماني فاهمه شي هدي وفهميني مينو هادا ؟
سحر بدموع : ممكن تسيبيني دلوقت أنا عايزه انام بس ممكن تحضنيني ...عمري ما حد عاملني بحنيه كل اللي عايزاه تحضنيني بس و لو تعبتك قوليلي وهابعد .
زها بحزن : لا حبيبتي ماني تعبانه ولا شي نامي جنبي راح اقرأ قرآن وهلأ بتصيري زينه نامي يا حبيبتي .
سحر وهي تصعد بجوارها وتضع رأسها على صدرها همست سحر بشهقات : صدرك واجعك طيب أنا متقله ...
زها وهي تضع يدها الحره على شعرها أي سحر وأخذت تمسح على شعرها بحنان وهمست بهدوء : لا حبيبتي ماني حاسه بشي الالم زال كتير من بعد ما عطيتني هادا المسكن نامي هلأ .
أغلقت سحر عينيها ولازالت كلمات مهاب تتردد في عقلها واعترافه لها ، انكمشت على نفسها وهي ترتجف وكان تنفسها غير منتظم وصور الماضي بهواجسه وجراحه تلاحقها واحدة تلو الأخرى بلا رحمه في حين أخذت زها ترتل بعض آيات القرآن وهي تحتضنها ودموعها تسبقها على خدها حزناً عليها ....
كانت تجلس تراقب بصمت مساعدتها وهي تعمل بهمة ونشاط عندما التقطت أذنيها تلك الكلمات
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا ٱلحُسْنَـىٰٓ أُوْلَــٰٓىِٕكَ عَنهَا مُبعَدُونَ لَا يَسمَعَونَ حَسِيسَهَا وَهُم فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُم خَـٰلِدُونَ لَا يُحزُنُهُمُ ٱلفَزَعُ ٱلأَكبَرُ وَتَتَلَقَّـٰهُمُ ٱلمَلَــٰٓىِٕكَةُ هَـٰذَا يُومُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ يَوَمَ نَطوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلكُتُبِ كَمَا بَدَأَنَا أَوَّلَ خَلقٍ نُّعِيدُهُ وَعدًا عَلَينَآ إِنَّا كُنَّا فَـٰـعِلِينَ .........﴾
ايرل بدهشة : ما هذا ؟
المساعدة بهدوء : لا أدري سيدتي ولكن إنه صوت جميل رغم عدم فهمي لتلك الكلمات ولكن الصوت مريح جدآ ....
أيرل بضيق : هل يغنون ؟ ماذا تفعل تلك البلهاء الآن ؟؟
المساعدة بهدوء : لا أعلم سيدتي سأعلمك بالتسجيل الذي كان قبل هذا استمعي
( ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~)
ايرل باستغراب : من هذه التي تبكي ؟ ماذا يحدث ؟؟
المساعدة بتوتر : لا أعلم .
ايرل بغضب: أنا اعلم أنك لا تعلمين اتصلي بتلك الغبيه وافصلي هذا الشيء لا أريد تنصت أغلقيه الآن .
أومأت مساعدتها وضغطت على زر الإتصال ....
عند زها كانت لا تزال ترتل بعض آيات الله بهدوء وبحة صوت جميلة عندما شعرت بصعقة تدغدغ أسفل عنقها وتبعها ذاك الرد الآلي المزعج الذي اعلمها بأن ايرل تتصل بها
زها بتوتر : خير شُتريدين مني هسه ؟
ايرل بغضب : ايه الاصوات اللي طالعه من عندك دي ؟
زها بتوتر : هدي شوي انا ماني لحالي معي دكتورتي ...
ايرل بغضب : ايمتى هتنفذي ؟ انتي بتتسلي ؟؟ قاعده تغني ؟؟
زها بضيق شديد : ليچ اسمعيني بس تصحلي شي فرصه انا بتصل بيچ بس وقفي هادا الشي ...ثقي فيني لا عاد تتصلين .
ايرل بتهكم : انا هحاول أثق فيك وهقفل دلوقت وهستنى اشارتك واتمنى متتاخريش .
زها بتوتر : طيب .
في الغرفة المجاورة
تسطح مهاب على السرير وأخذ ينظر إلى سقف الغرفة بشرود وصورتها وهي تقول له أنها تكرهه تتردد أمام عينيه
مهاب بحزن : كدابه انتي بتكذبي عمري إحساسي ماخاني أيوة أنا حسيت بحبك ليا ...بس مانعك ماضيك ده لازم اعرف كل حاجه معقول في اب يبيع بنته لازم أعرف بقيت الحكاية ؟؟
*(مشهد صامت )*
مرت ساعات النهار سريعًا ليزدل الليل ستائره عليهم حاملاً بين طياته الكثير والكثير لهم البعض يبكي بشدة وهو يتذكر الآمه وأحزانه "سحر" والبعض الآخر يبكي على حب يغلفه الكره من جميع الجهات أوه ياللا العجب أيجتمع الحب والكره معا "مهاب " والبعض الآخر يبكي على حبيب ليس هناك وصال لرؤيته "زها " والبعض الآخر غارق في همومه وما هو آت "ماهر" والبعض الآخر يبتسم لأمل في حياة جديدة بعد رحلة من العذاب "سمر" والبعض الآخر يحلم بالخطوة المقبلة ويبتسم لغدًا أفضل بعد قطع نصف المسافة " لؤي "والبعض الآخر يخطط للشر وللتفريق بين المحبين وتتساقط دموعه المغلفة بالحقد " ندى " والبعض الآخر يبكي على حب خطأ وعلى عمر ضاع سُدى " سيرين " والبعض الآخر لازال متماسكًا برغم انغلاق الأبواب من حوله إلا أنه غير مبالي بما هو آت " لارا " والبعض الآخر يحلم باللحظة التي يجتمع فيها مع هدفه " ماركوس " والبعض الآخر يراجع الذكريات ويمسك بصورة تظهر فيها فتاة جميلة وبرفقتها شاب بملامح بريئة لم يستطيعوا تحويلها ويبتسم ويحزن في انن واحد "ايرل" والبعض الآخر يجاهد ويتعب من أجل راحة الآخر "شمس" والبعض الآخر يدعو الله بصمت وتفائل "نور"
******************************
كانت تنظر إليه وهي تبتسم بينما يجلس بقربها وهو يقطع لها بعض الفواكه
شمس بابتسامه : قطار الفواكه مستعد يا فندم .
نور بضحك : رجعتني طفله هههه .
شمس بابتسامه : مين قالك إنك كبرتي اصلا انتي كنتي ومازلتي طفلتي ...الحبيبة .
نور بضحك : الدلع ده هتعود عليه كده !
شمس بضحك : اتعودي براحتك إن شاء الله حياتك كلها دلع في دلع بصي هتنبهري يا سعديه ....هتموتي يا سوسو ...
نور بضحكه رنانه : ههههه هنشوف اياك بس تغير رأيك بعد كده ههههههههههه
شمس بغزل : دخيل الله شو ها الضحكه يابت انتي بتحلوي كده ليه أعمل فيك ايه ؟؟.
نور بدلع : دلعني زياده .
شمس بابتسامه : اكتر من كده اخاف عليك .
طرق على باب الغرفه قطع حفلة الضحك خاصتهم ، تبعه فتح الباب واطلت سمر برأسها ضاحكه
سمر بضحك : ايه يا ولاد مالكم صوت ضحككم واصل لآخر المسشتفى ؟؟
شمس بضحك : مين إحنا يابنتي اتقوا الله مش كده يا نور .
نور وهي تضحك بهيستريه : حصل حصل احنا قاعدين في حالنا بناكل بصمت .
سمر بحاجب مرفوع وهي تنظر لهم : لا والله ، فعلا قد إيه احنا وحشين وظلمينكم .
شمس بهدوء : تعالي يا سمر اقعدي معانا احنا مش بنشوفك خالص دكتور لؤي مش هيطير يعني .
سمر بتوتر : الله وأنا مالي ومال دكتور لؤي .
شمس بابتسامه : على فكره مكشوفه اوي توترك ده معناه أن كلامي جه في الجون .
سمر بارتباك : جون ايه وبتاع ايه انت بتتكلم عن ايه اصلا ؟؟
شمس بابتسامه : طيب تعالي اقعدي هنا وأنا افهمك .
نور بابتسامه : تعالي يا سمر يالا .
سمر بخوف مصطنع : لا .
شمس بضحك : متخافيشي يا شابه .
نور بضحك : داحنا هنريحوكي .
سمر بضحك : خلاص خلاص هاجي احم اصلا كنت محتاجه اتكلم معاكم عن شوية حاجات كده .
شمس بسعاده : طيب يالا تعالي .
نور بابتسامه وهي تقترح شيء ما : ضم سريرك على سريري يا شمس ونقعد احنا التلاته ايه رايكم ؟
سمر / شمس : We agree with you !!
نهض شمس ثم أزاح سريره إلى جانب سرير نور وضم الوسائد على بعضها وجلس الثلاثه مجتمعين نور تفرد قدميها وتجلس نصف جلسه أو لأكون دقيقه هي تستند على صدر شمس الذي أصر أن يجلس خلفها لتكون مرتاحه أكثر وهي لم تمانع كيف لها أن ترفض قربه الذي لطالما تمنته ، أما سمر فجلست مقابلهما وربعت قدميها ووضعوا طبق ممتلىء بالفواكه وبعض التسالي وجلسوا يتسامرون بسعاده واندمجت سمر في أحاديثهم وشيئا فشيئا اختفى هاجس التوحد والرهاب من التجمع في داخلها كانت جلسه مملوءة بالضحكات والكثير من البهجة والسعاده وكلا منهم يعبر عما بداخله ......
أقول قولي هذا وإلى اللقاء في الموسم المقبل !!
نور : نداء قلب ♥ احضرني إلى عزيزي وشمس حياتي .
شمس : صدفة جمعتني بحبيبتي أشكر الله أولا ثم أتوجه بشكري إلى الطاووس لارا لأنها احضرتني إلى نور الشمس نوري وضي حياتي .
نداء القلب ♥️ - الجزءالثاني
بقلمي_نورهان_ناصر.
البارت_الخامس_والعشرين.
( مقلب 😂😂مش هتخلصوا بسهوله )
رواية نداء القلب الفصل السادس والعشرون 26 من هنا
رواية نداء القلب الجزء الثانى 2
رواية نداء القلب الجزء الأول 1
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)