📁

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى البارت السادس والعشرون 26

رواية نداء القلب الجزء الثانى الجزء السادس والعشرون 26

رواية نداء القلب الجزء الثانى الحلقة السادسة والعشرون 26

رواية نداء القلب بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نورهان ناصر
رواية نداء القلب


رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل السادس والعشرون 26


كان ينظر إليها بحب شديد وهو يقف على مسافة منها ويبتسم لها وهو يشجعها بحماس .


شمس بابتسامه سعيدة وهو يراقب خطواتها : هانت هانت .... يا حبيبتي .... يالا ..... يالا خطوه كمان ...خطوه واحده ... وتوصليلي ....يالا يا قلبي انتي قدها .....خطوه كمان يا نور هتوصلي  .


نور بابتسامه تغمرها الدموع همست : هوصل ؟!


شمس بابتسامه وهو يؤكد لها : هتوصلي يا حبيبتي تابعي تابعي هتوصلي إحنا في تحسن كبير اهو  الحمدلله .


نور بابتسامه توقفت ونظرت له وهمست برضى : الحمدلله يارب أنا كنت فين وبقيت فين .


شمس بابتسامه فتح ذراعيه لها في دعوة صريحه لاحتضانها كما الأم حين تعلم صغيرها المشي لكي تشجعه للوصول إليها ويظفر بحضنها ، و كانت نور على بعد خطوات منه أخذت تسير نحوه ببطء وهي تجاهد لتحرك قدميها ثم تقف بضع دقائق وهي تنهج وتلتقط أنفاسها بقوة ومن ثم  تعاود السير وشمس يشجعها وعلى وجهه ابتسامة مشرقة ، حتى اقتربت منه أخيرًا ، وما إن وصلت إليه حتى قام شمس باحتضانها بشدة وهو يرفعها عن الأرض ويدور بها ببهجة وحبور  وتتعالى ضحكاته مدوية سعيدة مختلطة بأصوات سعادتها هي الأخرى  وكأنما كان شمس يشجع طفله على مشي أولى خطواته ولا غرو فـ نور كانت ومازالت طفلته وحبيبة قلبه بل روحه وزوجته ونور شمسه  .


شمس بسعاده وهو لازال يدور بها ونور تضحك بشدة هتف قائلاً بمشاعر مختلطة : انتي مشيتي !! نور نور سمعاني انتي بتمشي !! . 


نور وهي تحتضن وجنتيه بين يديها وتبتسم له : حبيبي ده بفضل الله أولا وانت بعده تسلم لي يارب أنا بجد مش مصدقه . 


شمس بضحك : لا صدقي انتي خفيتي خلاص ...صمت قليلاً ثم تابع بحماس شديد وصرخ بسعاده  ..نور الشمس حبيبتي بقت بتمشي أخيرا  أنا مبسوط جدا خلاص الغُمه راحت يا قلبي انتي بتمشي ...نور خلاص انتي بتمشي مفيش دموع تاني فاهمه .


نور بابتسامه : خلاص يا شمس فضحتنا ههههه .


شمس بابتسامه : ميفرقش معايا حد غيرك وانا لازم اعبر عن سعادتي .


هتفت د/ هالة بتأثر  وهي تعتدل واقفة بينما كانت تجلس على إحدى المقاعد تتابعها كعادتها منذ بضعة أسابيع : مبروك شفاءك مدام نور ...انتي بجد انسانه محظوظه أن عندك زوج زي الظابط شمس آه اللي عمله كان مخاطرة كبيرة ومن غير ما اكدب عليك كلنا كنا خايفين  بس الحمدلله النتيجة كانت فوق ما توقعنا .


شمس بسعاده : يبارك فيك شكرا جدا ليك ولكل دكتورة تعبت معانا اتشكريهم بالنيابه عنا .


هاله بابتسامه : لا انت تشكرهم بنفسك إحنا اصلا يعتبر معملناش حاجه انت قومت بدورنا كلنا .


في تلك الأثناء أقبلت الطبيبة ميارا وبرفقتها طبيبه أخرى اتضح أنها طبيبة العلاج الطبيعي 


هتفت الطبيبة ميارا بهدوء : شايفه تحسن كتير نور . 


نور بابتسامه : الحمد لله .


طبيبة العلاج الطبيعي وتدعى لميس : مبروك حبيبتي بس هنستمر بردو على الجلسات بشكل يومي علشان نخف بسرعه اكيد في إجهاد كبير صح ؟! 


نور بابتسامه : آه الصراحه كنت بنهج اوي وحاسه بتعب بسيط بس الحمد لله دي أول مرة أمشي لوحدي بدون مساعده إحنا بقالنا أكتر من اسبوع على الحال ده والحمد لله جه بنتيجه والتمرينات فادتني كتير متشكرة دكتوره لميس .


د/ لميس بهدوء : لا الشكر ده لحضرة الظابط شمس هو إللي قام بمهمتي وتابع معاكي انا كنت مجرد رقيب بس .


نور بابتسامه: ولو بردو متشكره ليكم كلكم أنا عايزه أخرج بقى ينفع .


نظرت لميس إلى هاله وهاله نظرت إلى ميارا لحظات ثم هتفت هالة بهدوء وسعاده : تقدري طبعاً هجهز أوراق خروجك وحضرتك يا شمس تيجي على مكتبي في بعض الملحوظات هقولك عليها  .


شمس بابتسامه : بجد وأخيرًا ....تمام يا دكتوره  .


نور بابتسامه : وأخيرًا هخرج ! 


لميس بهدوء : التمرينات هتستمر كل يوم تتدربي أكتر على المشي وطبعاً مش محتاجه أوصيك يا شمس عليها لأنك زي ما كنت معاها في الأول فانت بردو هتابع بروتوكول العلاج حتى النهاية .


شمس بابتسامه وهو ينظر إليها بحب ثم تابع موجهاً حديثه إلى الطبيه لميس : آه طبعا متقلقيش كله هيبقى تمام بإذن الله .


ميارا بهدوء : المهم تركزي على صحتك مش عايزين نشوفك هنا بقى الا لو جيه زياره وماشيه .


نور بابتسامه : إن شاء الله .... هناجي علشان ندعيكم لفرحنا .


هالة بابتسامه : من غير ما تدعينا احنا هناجيلك وربنا يتمم لك على خير مقدما عن اذنكم بقى خدوا راحتكم .


وبعد مغادرة الأطباء نظر شمس إلى نور وأمسك بوجهها بين يديه ثم ....وبعد وقت 


نور بابتسامه : حبيبي إنت يالا بينا على البيت .


شمس بابتسامه : يالا بينا بس هشيلك .


نور باحتجاج : ليه بقى ؟ انا عايزه أمشي ...


شمس بابتسامه وهو يقاطعها : حبيبتي مش لازم تجهدي نفسك زيادة واحده واحده تمام إنتي انهارده اخدتي مجهود كبير صح ولا لا وتعبتي في الخطوتين دول إن لبدنك عليك حق نهدى ونتروى ها .


نور بابتسامه : ماشي ماشي عندك حق أنا حسيت اني طلعت جبل ...

ختمت حديثها بأن رفعت ذراعيها كالاطفال في دعوة صريحه لحملها أبتسم شمس ثم حملها بين يديه واتجه ناحية المشفى حيث كانت تتدرب كعادتها منذ بضعة أسابيع في حديقة المشفى الخلفية ، صعد شمس وهو يحملها بين يديه ويبتسم لها بشده ونور أكثر من سعيده ، دخلا إلى المصعد الكهربائي ووصلا إلى الطابق الثاني حيث تقيم فوجدوا سمر في داخل الغرفة 


سمر بابتسامه : ها انهارده إيه الاخبار ؟! 


همست نور لشمس بشيء ما ثم أنزلها شمس بابتسامه ، وتركها فأخذت نور نفسًا عميقاً عدة مرات ثم سارت باتجاه سمر التي تقف قرب السرير ، فتحت سمر عينيها على وسعها وابتسمت بحب ودموعها انهمرت من عينيها ، فاقتربت نور منها وازالتها ثم عانقتها وقالت بسعادة : أنا بقت بمشي يا سمر .


سمر وهي تبادلها عناقها بحب : حبيبتي مليون مبارك الحمد لله يارب فرحتيني جدآ .


شمس بابتسامه : انا هروح اخلص الإجراءات علشان هنخرج ! 


سمر بعفوية : إيه هنخرج بسرعه كده ؟ 


صُدمت مما قالته وتوترت بشدة نظر نور وشمس إليها لحظات ثم ضحكا بشدة على تعبيرات وجه سمر المنصدمة مما قالت 


سمر بضيق مصطنع : خلاص مكنتش كلمه .


شمس بابتسامه: يا بت وأما انتي بتتنيلي بتحبيه متوافقي على طلبه بقى وخلينا نفرح.


نور بضحك : آه ما تبطلي رخامه بقى يا سمر الدكتور غُلب معاكي وافقي بقى وخلي الفرح فرحتين ولا  اقولك تلت فرحات بدل فرحتين نعمل فرح جماعي .


شمس بابتسامه : ربنا يسهل المهم تستعجلوا علشان نمشي من هنا .


سمر بغباء  : للدرجه دي أنا مرخمه عليه ؟؟


شمس ونور بتأكيد : أيوة .


سمر بابتسامه خجوله : قوله هتفكر ..


شمس بذهول : هتـ ...إيه ياختي سمعيني كده ؟؟


سمر بضحك : إيه مش من حقي أفكر ....


شمس بذهول: بقى كل الوقت ده ولسه مفكرتيش أنا مش هغصبك على حاجه شكلك مش عايزاه لا أنا أروح أقول للراجل يشوف حياته بقى معندناش بنات للجواز مش هنفضل لطعينه جنبنا لما بنتنا تحن عليه وتفكر .... ودكتورة لميس يا نور عينها منه ....اهم دكاتره في بعض .... أحسن إنك لسه بتفكري أروح أقوله بقى  ...


سمر بذهول : نعم !!  مين دي إللي بتفكر ... أنا موافچه يا ابن عمي .


نور بضحك : ههههههههه انت مش سهل خالص يا شمس .


شمس وهو يرفع ياقة قميصه بغرور مصطنع : Of course baby !! 


نور بابتسامه : طيب روح خلص الاوراق المطلوبه علشان نمشي ولو قابلت دكتور لؤي قوله بيتنا مفتوح في اي وقت .


سمر بخجل شديد : مش أي وقت يعني ....


نور وهي تضربها على كتفها بخفه : قوله سمر بتقولك يجي بليل أصله واحشها . 


سمر بشهقه : لا لا يا شمس .


شمس بضحك : حبيبتي قالت كده  يبقى تم وحصل .


أنهى حديثه ثم غادر متجهًا الى غرفة الاستقبال لإكمال كافة الأوراق المطلوبة ودفع الحساب وبعد أن انتهى اتجه إلى مكتب الطبيبة هالة .


في الغرفة عند نور وسمر 


صرخت نور بضحك وهي تجلس على السرير : الله وانا مالي انا مكدبتش أني سمعتك وانتي عتحدتي حالك إنه واحشك وعايزاه يچي بليل يا بت عمي .


سمر بابتسامه : آه يا مجنونه خدي جي ....


ثم انقضت على نور وأخذت تدغدغها بمرح وتعالت أصوات ضحكاتهم 


نظرت نور إلى سمر التي تنظر بدورها إليها وكلاهما متسطحتان على السرير 


نور بابتسامه : مش مصدقه إني أنا وانتي بقينا اكتر من الاخوات .


سمر بحب : ولا أنا الحمدلله عوض ربنا جميل عوضني بيكي وبشمس وماهر وبقى عندي تلت اخوات .


نور بمشاكسه : وعاشق بيتمنى الرضا ترضي ...


سمر بخجل : بس بقى يا نور ...


نور بضحك : طب اعترفي بتحبيه ؟


سمر بخجل : وإنتي مالك يا رزله !! 


نور بضحك : خلصي بقى قولي هفضل ازن عليك ومش هتخلصي مني .


سمر بابتسامه : عارفاك أيوة بحبه ...لا بحبه ايه ده أنا حاسه نفسي بعشقه يووه استغفر الله العظيم يارب ايه اللي بقوله ده !! 


نور بضحك : I can't believe it !!


سمر بضيق مصطنع: ليه يا حلوه  مش مصدقه ؟؟ ولا يكونش الحب معمول ليكي انتي وشمس بس ومش من حقي أحب ياختي خلاص زمن التوحد راح ومن هنا ورايح هتلاقوني لازقه فيكم كده .


نور بابتسامه : بهزر يا رمضان قلبك أبيض يا عم  ...صمتت قليلًا ثم تابعت بمشاكسه ...مش على طول يعني يا سمر تلزقي احم احم ... إحنا متجوزين والراجل واحشني يا وليه ..ههههه .


سمر بضحك : آه يا منحرفه انتي ...طب عِند فيك مش هسيبكم . 


نور بابتسامه : هيتردلك يا حلوه اصبري بس .


سمر بابتسامه : طيب نشوف الموضوع ده بعدين  قومي معايا بقى نجهز الشنط علشان Back to home .


نور بابتسامه : يالا بينا ! 


كان يسير متجهاً إلى الطابق الثاني حين أوقفه صوت أحدهم يناديه ، توقف د/لؤي والتفت فوجد الممرضة نرمين تستعجله الذهاب الى غرفة العمليات ..


د/ لؤي باستغراب : بس مش انا اللي هعمل العملية دي ! 


الممرضة نرمين : مهو اصل حصل مشكله ودكتور عبد العزيز أتأخر تقريبا زحمة سير يعني ...هو حضرتك مش فاضي دلوقت يعني .


د/لؤي بهدوء : لا فاضي ..خلاص تمام روحي جهزي كل حاجه وانا جاي .


أومأت نرمين برأسها وغادرت ، تنهد بعمق وهو يزفر الهواء وهمس داخله بشرود : تقريبا مش هعرف أشوفها انهارده الجدول مزحوم وانا مش هبقى فاضي ...


- يا دكتور ...دكتور ..


آفاق من شروده على صوت شمس يناديه : ايه يا شمس الاخبار إيه ؟ في تحسن صح ؟ وشك منور ..نور مشيت صح ؟ 


شمس بابتسامه : آه الحمدلله ... وأخيراً .


د/لؤي بهدوء : مبارك يا عم ...انا بقول تغير مجالك وتيجي تشتغل معانا هنا لايق عليك تكون دكتور .


شمس بضحك : مش للدرجه يعني وبعدين أنا بحب مجالي .


د/لؤي بابتسامه: ماشي يا عم بس اللي عملته واصرارك إنك تتولى تدريبها كل يوم وليل نهار معاها ومتابع العلاج يعني حضرتك قومت بدور المعالج الفيزيائي واهلتها كويس وكمان المعالج الطبيعي حضرتك اللي عملتلها الجلسات يعني بجد أنا معجب جدا بشخصيتك دي وحبك لمراتك .


شمس بإحراج : انا معملتش حاجه لكلامك ده ..اولا ده واجبي ناحيتها لازم الزوج يكون مصدر دعم لزوجته هو اصلا الاول و مفيش بعده وهي هترتاح اكتر لما تشوفه مهتم بيها لأقصى درجة وهتتحسن ده طبعا غير حبي ليها ..احم المهم بكره تعرف أنا أقصد إيه لما تتدخل عش الزوجية .


د/لؤي بضحك : أيدي على ايدك دلوقت ومستعد أدخله بس صاحبة النصيب توافق وتحن عليا .


شمس بابتسامه : هتوافق بيتي مفتوح ليك في أي وقت تشرفنا انت والوالد بجد بشكركم على اللي عملتوه مع سمر والتغير اللي هيا بقت فيه ..انتوا نجحتوا في إللي أنا فشلت إني اعمله بجانب إني كان فيه أمور تانيه شغلاني عنها للأسف. 


د/ لؤي بتفهم : انا فاهمك ..المهم انتوا هتخرجوا انهارده .


شمس بابتسامه : آه إن شاء الله أنا لسه خارج من عند دكتورة هالة وسمحت بخروج نور ده طبعا مع استمرار الجلسات والعلاج .


د/لؤي باندفاع : بالسرعه دي ؟


شمس بضحك : سرعة ايه احنا بقالنا شهرين يا جدع عايشين هنا ولا كأنه بيتنا  .


د/لؤي بتوتر : هو بيتكم والله .


شمس بابتسامه قال له بينما يسير باتجاه المصعد الكهربائي : هستناك بكره بإذن الله قبل ما تغير رأيها .


د/لؤي ببلاهه : يعني هي وافقت ...مش تقول يا شمس .


شمس بضحك : منا قولت أهو يالا سلام يا دكتور .


د/ لؤي بابتسامه : سلام .. أما أروح أبلغ الوالد هيفرح أوي .


- ها خلصتوا كده ؟ 


هتف بها شمس وهو يقف قرب الباب 


نور بابتسامه : آه خلصنا كل حاجه يالا بينا .


سمر بابتسامه : هتيجوا عندي ولا هنروح فين ؟ 


شمس بابتسامه : شقتي طبعا ! 


نور باستغراب : شقتك ...اللي عيشت فيها مع لارا ؟


شمس بضحك : لارا إيه بس اللي جايبه في سيرتها دلوقت ؟ 


سمر بضحك : يا هبله كانوا عايشين في فيلة انتي نسيتي شمس وقتها مكنش شمس بتاعنا كان راجل اعمال هههههههه .


نور بضيق وانزعاج لأنها لا تعلم بأمر تلك الشقة شيئاً هتفت باندفاع  : وسمر عارفه بيها صح ؟؟ 


سمر بضحك : أبدا يا اختي ولا جبلي سرتها .


شمس بضحك : حصل محدش يعرف عنها حاجه .


نور بارتياح نوعا ما : وشقتك دي فين بقى ؟ 


شمس بابتسامه: في الزمالك ! يالا بقى علشان هوصلكم واروح لماهر انتوا عارفين طول الاسبوعين اللي فاتوا وانا مش بروح هناك كتير .


نور بتفهم : تمام ...يالا يا سمر .


وبعد مرور ساعتين 


داخل السيارة 


هتفت نور بابتسامه : وأخيراً وصلنا .


شمس بضحك : محسساني إننا سافرنا ده كلهم ساعتين يعني .


سمر بضحك : معاها حق أنا بزهق كتير من العربية ولو حتى كان نص ساعه .


شمس بابتسامه : أومال اللي بيسافروا ست ساعات بقى يعملوا إيه ينتحروا ؟ 


نور بابتسامه : نبقى نشوف الموضوع ده بعدين يالا ننزل بقى .


سمر بابتسامه : تمام ...هاتي ايدك ! 


نور بابتسامه : اتفضلي سيدتي .


أوقف شمس سيارته وترجل ثم أتجه إلى الجهة الأخرى وفتح الباب ثم قال مبتسماً : لا خليك انتي يا سموره انزلي وانا هتولى المهمه دي . 


سمر بابتسامه فتحت الباب وخرجت هي قائلة : أكيد طبعاً .


نور بضحك : البت اتكسفت ليه كده عادي كنت هنزل معاها ؟ 


شمس بضحك : هششششش اسكتي الحق أشبع منك قبل ما امشي احتمال مجيش إلا متأخر أو ممكن ابات هناك اصلا .


اخفضت نور رأسها وهي تشتعل خجلا ، ضحك شمس على خجلها ذاك وتمتم مشاكسا لها : أي اتكسفتي ؟ 


نور بخجل :  يا شمس  


شمس بضحك : عرفت إن اسمي شمس ...ها وبعدين بقى مش متعود انا على الكسوف ده هههه هاتي ايدك يالا .


نور بضيق : آه ده على أساس إني كنت جريئة وفجأة بقت بتكسف صح ليه فاكرني الست طاووس دي ؟؟ 


شمس بذهول : بردو هتجيب سيرة لارا تاني ...نور حبيبتي نشوف الموضوع ده بعدين والله اللي يسمعك كده يقول إني كنت متيم بيها وإن مكنتيش عارفه الحقيقه كلها .


نور بشرود : خلاص مش هجيب سيرتها تاني .


في تلك الأثناء أقبل عليه رجل يبدو عليه الكبر إلى حد ما  أبتسم في وجهه مرحبًا  ثم أخرج له شمس حقائبهم .


عم مدبولي : وأخيرا يا بني جيت ده أنا قولت الشقة انت نسيتها .


شمس بابتسامه : نسيتها ايه بس كنت مشغول يا راجل يا طيب .


كانت نور لاتزال تجلس في السيارة تنتظره ريثما ينتهي ثم أبتسم لها شمس وهو يمد يده وأمسك بيدها وأخرجها من السيارة وقفت نور بجانبه وما كادت تتفوه بحرف حتى حملها شمس سريعًا وقال : الـ Comfort  اللي قولنا عليها انهارده مش هتعملي أي تمرينات وبعدين السلم هيتعبك أكتر واحنا مش عايزين إجهاد كبير على عضلات رجلك وخصوصا العصب المتضرر ده مفهوم .


نور بابتسامه : طيب طيب مفهوم يا فندم .


سمر من أعلى الدرج وهي تدلف إلى الداخل : ما تنجزوا بقى حنطت من الوقفه .


شمس بضحك : معلش جي أهو .


ثم صعد الدرج واتجه إلى سمر ضغطت سمر على زر المصعد الكهربائي وفُتح الباب دلفوا جميعا فهتفت سمر بهدوء : اي طابق ؟ 


شمس بابتسامه وهو يحمل نور بين يديه ضمها أكثر وقال وعينيه عليها : الخامس ! 


وبعد وقت وصلوا إلى الطابق الخامس ثم  أنزل شمس  نور بهدوء ثم فتح باب شقته 


شمس بابتسامه : نورتوا الشقة ! 


سمر بابتسامه وهي تجول بعينيها في الشقة : جميلة جدا مين فرشهالك ذوقه عالي أوي .


نور بتأييد : آه معاك حق يا سمر ...مين اللي فرشهالك ؟ 


شمس بتوتر : عادي يعني مش مهم المهم إنها عجبتكم .


سمر بإعجاب : الصراحه فوق الروعه يعني تتهنى فيها حبيبي .


نور بضيق : مجاوبتش بردو مين اللي فرشهالك ؟ 


شمس بهروب : أما اجي يالا سلام دلوقت خدوا راحتكم عم مدبولي هيطلع الشنط ليكم خديها منه يا سمر واقفلي عليكم ماشي .


سمر بابتسامه : طيب روح انت متقلقش ... آه ينفع تبقى تعدي على بيتي فيه شوية حاجات كنت مجهزاهم ...حاجتي يعني .


شمس بابتسامه : آه طيب ماشي ...عايزه حاجه يا نور ؟ 


نور بشرود : ........


شمس باستغراب : نور ....نور 


نور بانتباه : ها ايوه .


شمس وهو يقترب منها بينما تجلس على إحدى المقاعد في الصالة : مالك يا حبيبتي سرحانه في إيه كده ؟ 


نور بابتسامه : ها ولا حاجه .


شمس بتردد : متأكده ؟ 


نور بابتسامه : أيوة مفيش حاجه متقلقش روح انت يالا .


شمس بابتسامه قبل أعلى رأسها بحنان وقال: طيب اشوفكم بخير خلوا بالكم من نفسكم .


أنهى حديثه ثم غادر متجهًا الى عمله فقابل عم مدبولي ناطور العمارة أبتسم في وجهه ووصاه عليهم ثم صعد المصعد الكهربائي واتجه إلى سيارته وانطلق يشق طريقه .


ابتسمت ببشاشه في وجه ذاك الرجل الذي يظهر عليه علامات الكبر ثم أخذت منه الحقائب الخاصه بهم ثم أغلقت الباب واتجهت حيث نور تجلس وكأنما على رأسها الطير


سمر باستغراب :  ها وصلتي لفين ؟ 


نور بشرود : ها قولتي حاجه !


سمر بضحك : لا ده انتي حالتك حاله .


نور بابتسامه : حالة ايه ؟ 


سمر بابتسامه : متاخديش في بالك ...المهم هدخل الشنط دي وتعالي ادخلي ارتاحي أكيد تعبانه وانا هجهز أكله خفيفه كده واجيلك ...تحبي اساعدك  .


نور بابتسامه : تمام  .....لا لا مفيش داعي هدخل أنا .


أنهت حديثها ثم فتحت إحدى الغرف بعشوائية وكانت غرفة نوم كبيرة ، استلقت على الفراش بإرهاق ثم أغمضت عينيها ببطء وعادت بذاكرتها للوراء قبل أسبوعين من الآن 


فلاش باك *


بعد أن خرجت سمر وتركتهم وذهبت إلى غرفتها لتنال قسط من الراحة وهي تشعر بسعادة غامرة فقد جلست معهم وتخطت رهابها من التجمع وأيضاً حكت لهم ماحدث معها منذ أن كانت طفلة وعلاجها مع والد الدكتور لؤي الذي ساعدها كثيراً على تخطي خوفها ذاك ثم توضأت وأخذت تصلي لله ركعات لا عدد لها فقد تصلي وهي تحمده وتشكره على ماهي به الآن بكل رضى .


كانت نور لاتزال مستندة على صدر شمس والسرر كما هي موضوعة جنب بعض .


نور بابتسامه : تعبتك ؟


شمس بابتسامه : تعبك عندي راحه المهم تكوني انتي مرتاحه .


نور بتوتر : هتسيب السرير كده حد يدخل .


شمس بمشاكسه : وايه يعني ؟


نور بخجل يتخلله عصبية طفيفه : شمس .


شمس بضحك : قلبه بحب اسمي أوي لما تنطقيه وانت متعصب كده يا جميل .


نور بضحك : الحمشنه راحت بتعرف تثبتني .


شمس بضحك : حمشنه إيه؟! 


نور بابتسامه : متركزش ...مش مصدقه إن سمر قعدت معانا وفضفضت كده .


شمس بابتسامه : الحمدلله إنها اتكلمت مبسوط جدا ليها .


نور بابتسامه : وانا والله ربنا يسعدها هي بردو شافت كتير .


شمس بابتسامه : في حاجه عايز أجربها بس خايف من ردة فعلك .


نور التفتت له وكان وجهها قريبا منه وتحدثت باستغراب : حاجه إيه دي ؟ 


شمس بابتسامه : عايز أشوف رجلك هعملك بعض الحركات كده كانوا معلمينها لينا في التدريبات البدنية تبع المخابرات وكده هنضغط على اماكن معينه من أسفل الركبه وحواليها  ......ثم أخذ يشرح لها ما سيفعله .


نور بابتسامه : حبيبي وعلشان كده خايف لاحسن ميبقاش في نتيجه يعني ومحسش بيك .


شمس بابتسامه : العامل النفسي مهم يا نور وأنا خايف على نفسيتك بس زي ما بيقولوا يوضع سره في اضعف خلقه بصراحه عايز أجرب عندي احساس انك هتحسي بأيدي مش عارف بقى ..


نور بابتسامه قبلت خده وقالت : انا كلي ملكك يا فندم اتفضل . 


شمس بابتسامه قبل رأسها بحب ثم نهض ببطء من خلفها وجعلها تجلس نصف جلسه وضع عدة وسائد خلف ظهرها لتكون مرتاحة ثم جلس هو في طرف الفراش ورجليها ممددة أمامه كشف الرجل المصابة حتى منطقة الركبه فقط مراعاة لخجلها وتوترها أيضاً . 


شمس بابتسامه : مستعدة .


نور بتوتر وخجل : اها بس مش كنت تستنى نتيجة الأشعة .


شمس بابتسامه : مفيش ضرر من التجربه يا نور وبعدين عادي بقى هي حركات جميلة جدا للجسم وبتنشط العضلات لعل وعسى يكون بفايدة .


نور بابتسامه : إن شاء الله نبدأ يا فندم .


شمس بابتسامه : نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم !  


تربع شمس ووضع قدمها المصابة على حجره وأخذ يضغط على اماكن بها ....ثم رفع رأسه ونظر إليها 


شمس بابتسامه : ها حبيبتي حاسه بأيدي !؟


نور بابتسامه متوتره : هحس بيها كمل كمل .


مد شمس يده وأمسك بيدها قبلها بعمق ثم رفع يده بعلامه المسدس ووضعها عند شفتيه بمعنى" ابتسمي " ، ابتسمت نور بتوتر وتابع شمس ما يفعله وفجأة شعرت نور بألم طفيف فصرخت ، رفع شمس رأسه بهلع وخوف شديد مع ازدياد صرخاتها 


شمس بقلق : مالك حبيبتي ؟ حاسه بأيه ؟


نور بألم : مش عارفه اااااااه شمس مش قادره رجلي رجلي .....ااااااه ....


شمس بتوتر : لحظه هنادي الدكتورة نور نور اتحملي ...


نور بتعب شديد : ااااااه مش قادره .... ألم ألم ....فظيع يا شمس ....ااااااههه 


خرج شمس مسرعاً ينادي على الطبيبة ميارا لم ينتظر أن تخبرها الممرضة واقتحم الغرفة وهتف بتوتر : نور رجلها واجعاها وبتصرخ جامد  ....تعالي شوفيها بسرعه .


د/ هالة بذهول حيث كانت تجلس معها يتحدثون بخصوص الأشعة التي أجرتها نور ظُهر هذا اليوم  : طيب احنا جايين حالا يالا يا ميارا .


في غرفة نور 


ظلت نور تصرخ بشدة وشمس يقف بجوارها يمسك بيدها بقوة ويهمس لها بحنان حتى تهدأ


شمس بقلق : ها مالها ؟


هالة تحدثت بحدة : سيادتك عملت إيه ؟ 


شمس بصدمه : عملت إيه في إيه بقولك شوفيها بتصرخ ليه ؟ 


د/ ميارا بهدوء : نور هبيبتي هاسه بأي ؟


نور بدموع : ألم ألم ...حاجه بتشد في رجلي زي متكون منمله وفي شد فظيع ااااههه ...اااااه شمس ...رجلي ....مش قادره .


هالة بضيق : قولي عملت إيه ؟


شمس بذهول: كنت كنت بعملها حركات بتنشط العضلات احنا مدربين عليها و ....


هالة بحدة قاطعته بتهكم: سيادتك الحركات دي غلط عليها خصوصاً واحنا شاكين أن في عصب مقطوع وسيادتك روحت ضغط عليه وده في حد ذاته خطر آه بيدي نتيجه وهي حست بالألم بس احتمال الالم ده ميوقفش وممكن تفضل كده . 


شمس بتوتر : انتي بتخفويني ليه  ؟ نور هتكون كويسه فاهمه ...ثم التفت إلى نور وأمسك بوجهها بين يديه وهمس بقلق بالغ ...نور حبيبتي اتنفسي ...خدي نفسك و متخافيش هتكوني كويسه ....أهدي يا حبيبتي  .


نور بتعب : متلومش نفسك يا شمس إللي حصل ده كويس انا حاسه برجلي فعلا ...حتى لو كان الالم لا يطاق ...بس حسيت بيها .


هالة بخوف وتوتر : حبيبتي احنا عارفين إنك حاسه بيها بس الضغط الزيادة ممكن .....


شمس مقاطعًا بهياج : متخوفيهاش هتكون كويسه نور مفيش حاجه ...لوسمحتي دكتورة ميارا ممكن تديها أي مسكن يخفض الالم شوي .


د/ ميارا بهدوء: طبعا ...اتنفسي نور ....ومتكتميش نفسك والألم هيخف شوي شوي .


شمس بتوتر : نتيجة الاشعه إيه طيب ؟


هالة بهدوء نوعا ما : أنا أسفه إني انفعلت عليك بس الحركات دي متنفعش مع واحده زي نور نور ضعيفة وجسمها ضعيف لسه يا شمس متستحملش حركات زي دي  دي لرجال الجيش والمخابرات والا انا كنت عملتها ليها علشان نفك الشلل المؤقت ده بس بس الضغط الزيادة على العصب ممكن لا قدر الله يفصله .


شمس بقلق : أرجوك اعملي أي حاجه ...وقفي ألمها ده . 


هالة بتوتر : حاضر خليك جنبها هنا وانا هروح أتأكد من نتيجة الاشعه وميارا هتديها المسكن بس بعد ما نتأكد إيه المشكله بالظبط  .


شمس بقلق : تمام تمام .


صعد شمس إلى جوارها وأخذها داخل أحضانه يربت على شعرها ودموعه قد التمعت في عينيه 


شمس بحزن : نور نور حبيبتي انا آسف ...


نور بتعب : لا حبيبي متتأسف أنا إن شاء الله هكون كويسه اللي حصل ده خير أنا حاسه برجلي حبيبي ...


شمس بحزن : بس انا ...


نور ضمته بقوة تكتم آلامها في صدره همست بحب : مبسش انا كويسه . 


شمس بأمل: يارب ! 


بعد لحظات أتت ميارا وقامت بحقنها بحقنة مسكنه ايبروفين مسكن للألم ومهدىء للأعصاب الطرفية  أدخلتها بهدوء وبطء شديد ثم سطحتها وشمس يجلس بجوارها يحتضن يدها بحنان وهو حزين على الألم الذي سببه لها .


نور وهي توشك على النوم : حبيبي متضايقش نفسك أنا كويسه .


شمس بحزن : بجد المسكن ريحك شوي .


نور بابتسامه : اه ...ممكن طلب !


شمس بحب : انتي بتطلبي قولي على طول وانا هنفذه .


نور بابتسامه : خدني في حضنك عايزه أنام خليك جنبي .


شمس بابتسامه قبل جبينها بحب ثم تسطح بجوارها وهو يحتضنها بينما نور وضعت رأسها على صدره ونامت بعمق وارتياح .


وعند الساعة الثالثة بعد منتصف الليل 


تململت نور وهي تفتح عينيها ببطء ، وهي تشعر بألم طفيف في أسفل قدمها ، نظرت إلى شمس فوجدته مستغرق في نومه ابتسمت بهدوء ثم رفعت رأسها عن صدره ببطء وجلست نصف جلسه ثم رفعت الغطاء عن قدمها وكشفتها ثم مدت يديها بتوتر وهي تتحسسها وصُعقت عندما أحست بها حاولت تحريكها ولكن لم تستطع  دمعت عيناها وكتمت شهقاتها فقد عاد الألم أقوى من السابق لم ترد أن تزعج شمس فهي تعلم أنه سيلوم نفسه كثيرًا فوضعت يدها على قدمها وأخذت تمشيها صعوداً ونزولًا وهي تردد بخفوت : بسم الله بسم الله بسم الله ...ثم أخذت تردد سبع مرات بخفوت ... أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر .


**رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه[1] أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ، وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ»[2].**


نور بعد أن رددت : يارب  ...يارب .


- مالك يا نور ؟ 


التفتت له وهمست بحزن : صحيتك ؟ 


شمس وهو يعتدل : مش مهم ...انتي رجلك لسه واجعاكي يا نور ... أنا بجد اسف إزاي ما اخدتش بالي أن حركات زي دي هتتعبك كده ؟ 


نور بابتسامه : حبيبي كفاية تلوم نفسك شوية تعب وهيروحوه لحالهم والمهم عندي إني حسيت برجلي .


شمس بابتسامه : تعالي نامي دلوقت  ....ولو لسه تعبانه تاخدي مسكن تاني .


نور بابتسامه وهي تنفي برأسها : لا يا حبيبي الحمدلله أحسن كتير .


شمس بابتسامه : طيب تعالي انتي بعيدة ليه ؟ متبعديش تاني مره .


نور وهي تستلقي بجواره : حاضر يا فندم .


وفي الصباح 


كان شمس يقف متوترا قلق من صمت الأطباء حتى أن دكتور لؤي حضر معهم ، في حين كانت سمر تقف قرب نور تمسك بيدها وشمس ينظر لهم ويكاد قلبه يغادر صدره من شدة التوتر 


شمس بقلق : مالكم ساكتين ليه كده الأشعة فيها حاجه ؟؟ 


هالة بتوتر : التصوير بالرنين المغناطيسي أظهر إن فيه ضغط على الجذور العصبية والألم اللي نور حست بيه لما انت عملت الحركات دي كان بسبب إنك ضغطت اكتر على العصب والحمدلله إنه منفصلش كون إن الالم بيروح وييجي ده معناه إن ده الالم الطبيعي بتاعه بس المفرح في ده كله إن الشلل زال الحمدلله لأن الضغط على العصب المنضغط ووجود الالم ده اللي انتي حاسه بيه يا نور فده نشط مركز الاحساس عندك  بس هيبقى فيه صعوبه شويه في المشي لفترة ده طبعاً مع العصب المنضغط ده فلازم نتدخل فوراً انا بنصح أننا نجبر رجلك في المنطقة دي فترة كده ونمنع اي نشاط تقومي بيه الفترة دي يعني هتفضلي راقدة فترة كده ونجبر رجلك .


د/لؤي بهدوء: انا معاكي بس هي اوريدي مفيش أي نشاط بتعمله فالجبيرة مش حل ده غير الشلل المؤقت اللي كان في رجلها واللي اعتقد بردو أن العصب المنضغط ده مآثر على عضلات رجلها بشكل عام واكيد هو سبب الشلل لان زي ما انتي عارفه يا دكتوره إن من أعراض العصب المنضغط أو المقروص بيبقى فيه تنميل للمنطقة المصابة وعدم القدرة على الحركة أو قبض وبسط العضلات فأنا شايف إن العلاج الطبيعي هيدي نتيجة أسرع وهي إننا هنقوم ببعض التمرينات فترة كده هتساعدنا في تقوية وتمديد العضلات في المنطقة المصابة لتقليل الضغط على العصب وكمان هيكون في شوية أدوية هنمشي عليها زي الايبروفين وغابانتيتن مضادات التشنج ده هيفيدها أكتر و ممكن نستخدم باكلوفين علشان الشد العضلي اللي بيحصل بردو نتيجة مضاعفات هيساعد في استرخاء عضلة الساق ده بجانب التمرينات الفيزيائية اللي هنعملها لتمديد العضلات  .


طرق على باب الغرفه قطع حديثهم ، أطلت طبيبة أخرى قائلة بابتسامه : شكلي اتاخرت عليكم .


هالة بترحيب : لا حبيبتي احنا كنا لسه بنعل discuss عن بروتوكول العلاج .


شمس باستغراب : مين حضرتك ؟ 


هالة بهدوء : دي الدكتورة لميس عبد الله دكتورة العلاج الطبيعي .


لميس بهدوء وهي تمد يدها لتسلم عليه : اهلا حضرة الظابط شمس .


شمس بابتسامه وباحراج : اهلا تشرفنا معذرة مش بسلم .


ابتسمت هالة بإعجاب في حين شعرت لميس بالحرج الشديد إلا أنها سحبت يدها سريعًا وهي تلعن تسرعها ثم اندمجت معهم في المناقشة حتى استقروا على رأي الدكتور لؤي والذي ايدته الطبيبة لميس أيضاً العلاج الطبيعي مع بعض الأدوية هو الافضل .


وهكذا توالت الايام وشمس لا يفارق نور مطلقا كل يوم يبدأ الروتين اليومي تقوم نور ببعض التمرينات ومعها شمس بينما تجلس الطبيبة لميس وهالة مراقبين فقط لأن شمس أصر هو أن يكون معها ويعلمها التمرينات تلك .... تحت رقابة طبية 


وبعد مرور أول أسبوع بدأت التمرينات الحركية وكان شمس معها بينما نور تحاول المشي ببطء في ذلك الممشى للقدم الصغير ، كان شمس يمسك بيديها ببطء وهي تسير معه بينما تستند عليه بمرفقيها هكذا ذهاباً وإياباً وهو معها خطوه بخطوه ...كل يوم استمرت الجلسات الطبيعية ونور في تحسن كبير حتى أتى اليوم الذي استغنت فيه عن جهاز الممشى الصغير وسارت بمفردها دون مساعدة من أحد وخطت أولى خطواتها بمفردها .


  *عودة* 


كانت تجلس على ذاك الفراش وهي تضم جسدها إليها بينما تبكي بصمت عندما فُتح الباب فجأة وأطلت منه سيدة عجوزة ذات وجه بشوش تحفه تجاعيد الكبر تحدثت السيدة قائلة بابتسامه : حبيبتي عتفضلي چاعده لحالك أكده چومي انزلي نچعد سوا ! 


ردت بجمود : هو فين ؟ 


علمت السيدة أنها تتحدث عن ابنها فهتفت بابتسامه : هو مش أهنا عيبات برا الموندره ميصوحش يا بتي عينام أهنا والبيت فيه حُرمه لساتها غريبه عنيه ! 


اجابتها بحزن : قولي له يرجع لايمتى ....


قطع عليها حديثها دلوفه وهو ينظر لهم باستغراب ، نظرت والدته له وتحدثت بابتسامه : ولدي وأخيراً رچعت اكتر من اسبوعين وأنت مهملنا أكده وضيفتك امغلباني وكل شويه عتسأل عليك .


رفعت رأسها سريعاً ونظرت إليه لحظات بضيق ثم هبت واقفة ترمقه بنظرات مشتعلة : مهاب ...لايمتى هتفضل حابسني هنا قولتلك اعرف أحمي نفسي كويس ...


مهاب بابتسامه وهو ينظر لوالدته : روحي يا أمي جهزيلنا الوكل وأنا هاچيبها ونحصلوكي .


والدته بابتسامه : من عيوني يا جلبي .


غادرت والدته وتركت الباب مفتوحاً جلس مهاب مقابلها وهتف بابتسامه : هتفضلي هنا لحد ما تحكيلي مين ده وكان عايز منك إيه ؟ 


سحر بغضب : وانت مالك ..تطلع مين انت علشان تدي لنفسك الحق تدخل في حياتي أو تجيبني هنا بالطريقة دي لا وتختفي بعدها روحت فين بقى ؟ 


مهاب بتعب : بصفتي جوزك إن شاء الله يا ام اربعه وأربعين لسان انتي .


سحر بتشنج : لا انت اكيد اتجننت رسمي .


مهاب بضحك : ايون إني مچنون ارتاحتي هههههه .


سحر بغضب : مهاب ! 


مهاب بابتسامه : يا نعم .


سحر بضيق : انا عايزه أمشي زها اكيد محتاجاني .


مهاب بابتسامه واسعه : في دكاترة غيرك هناك وبعدين هي الحمدلله في تحسن وانهارده هيشلولها الأربطة لأن الضلوع لمت على بعضها ومتقلقيش مهتميين بيها أوي .


سحر بغضب : طيب عايزه أمشي كفايه كده بقالي اسبوعين هنا .


مهاب بابتسامه : سحر أنا بحبك ومش هسيبك فهمتي ريحي نفسك بقى ... وآه انا جبتك هنا ومشيت اولا أنا صعيدي مينفعش اقعد في البيت وسيادتك فيه واحنا اغراب عن بعض ده أولا ثانيا بقى كنت لازم أرجع للحدود وقدمت على الإجازة بس موافقوش عليها لأن صاحبي كان واخد واحده وانا اتضطريت أكون مكانه لحد ما يرجع ولما رجع طلب اجازتي اتقبل واديني قدامك اهو .


سحر بغضب : تعرف جي على بالي اخرشم وشك ده .


مهاب بضحك شديد : تعمليها يا مجنونه سبق وعملتيها مستبعدش هههههههه .


سحر بنفاذ صبر : طيب أنا مش قولتلك مش بحبكم يا عم انا بكرهكم هتتجوز واحده بتكرهك ليه ؟ أفهم بس واحده معقدة ومش سوية ها أنا بقولك أهو إني مجنونه ما تاخد بنت عمك دي أهي هتموت عليك .


مهاب وهو يمط شفتيه وهمهم بتفكير : اممممم مجنونه وايه يعني كلنا مجانين بدرجات متفاوتة بالك انتي أني عيعچبني المچانين جوي جوي يعني بيناتنا حب أكده معترفيلوش سبب وإن كان چصدك على بت عمي  هي فعلا هتموت عليا ...چد إيه انتي لماحه چوام ما عرفتي اسرار البيت يا بت المستخبي انتي .


سحر بتشنج وحاجب مرفوع : يا إيه ؟


مهاب بضحك ولهجة عادية : بت أنا مصدع من السفر هنزل اشوف أمي جهزت الاكل وتنزلي تأكلي علشان بعدها لينا حديت طويل امعاكِ .


التفتت سحر خلفها فوجدت قارورة ماء من القديمة "قُلة" على الفور ودون أدنى تفكير امسكتها وقامت برميها عليه ، صدم مهاب من فعلتها وتراجع للخلف يستند على الباب وينظر بتحسر على قارورة المياه 


مهاب بحسره : منك لله يا شيخه أنا كنت عحب القلة دي كيف مرتي ما كنت عحبها كسرتيها يا أم چلب چاحد انتي .


سحر بغضب : مهاب أمشي من قدامي هقتلك ....ثم أخذت تتلفت حولها باحثة عن أي شيء يصلح لكي تلقيه عليه .


مهاب بضحك : خلاص أهدي متتهوريش انا نازل هبعتلك بنت عمي تنزلي معاها وبعدها هاخدك للغيط عندنا هنقعد نتكلم ونحط النقط على الحروف سلام يا مرتي  هههههه .


سحر بغضب ألقت الوسادة الصغيرة عليه بينما هو كان قد أغلق الباب وهو يضحك بشده ويبتسم ببلاهه ويهتف : عتحبني صوح كنت واثچ 😂😆😎  


سحر من داخل الغرفة ابتسمت بل ضحكت بشدة ثم ارتمت على الفراش وهي تضحك بهيستريه على شكله وهو ينظر إلى قارورته بتحسر وحديثه أيضاً لهجته جميلة جدا 


مهاب من خلف الباب : اممممم هما عيحضروا عليكي لحالك كنتي خلاتيني اشوفهم واچوم معاهم بالواچب .


سحر بخجل كتمت فمها بيدها واحتضنت الوسادة ثم أخذت تشرد بعقلها إلى ما قبل ثلاثة أسابيع من الآن متذكرة كيف أحضرها إلى هنا ....


بينما في مكان آخر 


فُتح باب مكتبها بقوة انصدمت من شدة الدفع ووقفت بضع لحظات غير مستوعبه ما حصل ، في حين اقترب الاخير منها وقبل أن تتفوه بحرف واحد كان قد اطبق على عنقها بين يديه .....


ولنا فلاش طويل مفصل مقنر كدة المرة الجاية مع أحداث كتيرة ومشوقة 😎😂😂


يتبع .....


نداء_القلب♥️


البارت_السادس_والعشرون.


بقلمي_نورهان_ناصر.


رواية نداء القلب الفصل السابع والعشرون 27 من هنا

 

رواية نداء القلب الجزء الثانى 2

رواية نداء القلب الجزء الأول 1

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)

 

روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات