📁

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى البارت الثامن والعشرون 28

رواية نداء القلب الجزء الثانى الجزء الثامن والعشرون 28

رواية نداء القلب الجزء الثانى الحلقة الثامنة والعشرون 28

رواية نداء القلب بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نورهان ناصر
رواية نداء القلب


رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الثامن والعشرون 28


البارت •28• الرواية ملك لـ كاتبة نورهان ناصر نداء القلب الجزء الثاني♥️ 


كانت تنظر إليه بعيون تغمرها الدموع لا تصدق أنها رأته أخيرًا ولكن لما تشعر أنه كان هو نفس الشخص في كل مرة التقته فيها ابتسمت في داخلها قـلبها هو من كان يراه من شدة لهفته لِلُقياه لذا كان يُخيل إليه أنه كان هو منذ البداية ازدادت ابتسامتها على تحليل الذي توصلت إليه وارتسمت تلك البسمة مزينة شفتيها وبعيونها الساحرة تلك أحس ماهر أن حصونه قد انهارت رغم متانتها واشتعل قرع الطبول في داخله و أخذ ينظر إليها بدهشة يتخللها سعادة بنظرتها وابتسامتها تلك وهنا برز سؤال يلح على عقله في كل مرة يلتقيها والجواب عندها فقط ما سر تلك النظرة ولما تبكي الآن ؟ ما معنى ذلك ؟ هل كان تحليلي عن نظراتها صحيحًا ؟ 


هتفت الممرضة تقطع حالة الصمت : زها زها  محتاجه حاجه ؟ 


أغمضت زها عينيها وحركت رأسها نفيًا ببطء وهي تشعر بإرهاق وصداع شديد داهم عقلها فجأة أو لنقل منذ أيام ، أخذت تدعي في داخلها أن لا تكون استمعت تلك الفتاة إلى ما يجري الآن فَـ في داخلها خوف مبطن عليه غير مطمئنة لصمتها طوال الفترة الماضية وأيضاً سؤال برز أمام عينيها ماذا سيحدث إذا أرسلت إليها بتلك الإشارة ؟ وتدفقت الأسئلة على عقلها تباعاً كيف ستتخلص منه ايرل ؟ استقتله عن بعد ؟ ما هي خطتها؟ وفيما تفكر ؟ تنهدت بعمق ولازالت ابتسامتها تزين شفتيها داعية الله بأن يحميه من مكرها وشرها .


د/إيهاب بهدوء : تمام يا رشا شكلها مجهده سيبيها ترتاح ويالا جهزي اللي قولتلك عليه ...يالا يا ماهر .


كان نظره معلق على زها التي حجبت عينيها عنه لا يدري ماهر لما شعر بنغزه في قلبه وشعور بالخوف عليها طرأ فجأة في داخله ..لم يفق من شروده إلا على صوت الطبيب إيهاب وهو يضع يده على كتفه يحثه على الخروج الآن ، خرجوا جميعهم من الغرفة واغلقوا الباب عليها . 


فتحت زها عينيها وأخذت تنظر إلى المكان الذي كان يقف فيه وانسابت دموعها بشدة في حين ارتفعت ضربات قلبها ومع ارتفاع دقات قلبها زاد التوتر والقلق قد حفر حروفه على وجهها ، أخذت تحدث نفسها هامسة : يا ترى بتچون عرفته شو راح تسوي فيه بس لو هادا الشي يوگف عن العمل أو جهاز التصنت ما يعمل ... أنا ما راح أسويها مستحيل ....ما راح ابعت أي إشارات وياللي بتگدر عليه بتسويه ! 


صمتت قليلًا وهي تتذكر اتفاقها مع تلك الفتاة المدعوة بـ ايرل 


كانت تبكي بقوة وينتفض جسدها برعب شديد بينما ترمق ذاك الشخص بأعين تلتمع بالغضب ، ولكن ليس في وسعها شيء تفعله فهي مقيدة عاجزة تماما عن الدفاع عن نفسها ، أخذ الآخر نفساً عميقاً ثم عاد إلى ما يفعل وظل يضـ..ـربها بقوة شديدة وغضب أو لنقل متعه سـ.ادية حقيرة ليس لها مثيل وهناك في آخر  الغرفة نجد فتاة تجلس واضعة قدم على الأخرى وهي تحتسي الشراب باستمتاع كبير وكأنما تشاهد منظرًا طبيعياً وليس أحدهم يُضـ..ـرب حتى الموت ولكنه صامد .


زها بتعب شديد وهي لم تعد تشعر بجسدها من شدة الضـ..رب أخذت تردد بعض آيات الله كعادتها تهرب من كل شيء إلى الله  وقد برزت فجأة  أمام عينيها صورة لـ والدتها و والدها  يلبسون ملابس بيضاء جميلة ويبتسمون في وجهها بصفاء بادلتهم ابتسامتهم ، اقتربت والدتها منها ومدت يدها تمسح دموع ابنتها بحنان ثم قبلت أعلى رأسها وأخذت تردد بخفوت وزها تردد معها :

﴿ قَالَ أَفَتَعبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنَفعكُم شَيئًا وَلَا يَضُرُّكُم أُفٍ لَّكُم وَلِمَا تَعبُدُونَ مَن دُونِ ٱللَّه أَفَلَا تَعقِلُونَ قَالُواْ حَرِّقُوُه وَانصُرُوٓا ءَالِهَتَكُم إَن كُنتُم فَـٰعِلِينَ قُلنَا يَـٰنَارُ كُونِي بَردًا وَسَلَـٰمًا عَلَىٰٓ إِبرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيدًا فَجَعَلَنَـٰهُم ٱلْأَخَسَرِينَ وَنَجَيَّنَـٰهُ وَلُوطًا إِلَىٰ ٱلأَرضِ ٱلَّتِي بَـٰرَكَنَا فِيِهَا لِلعَـٰلمِينِ وَوَهَبَنَا لَهُ إَسحَـٰقَ وَيَعقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلَنَا صَـٰلِحِينَ وَجَعَلَنَـٰهُم أَىِٕمَّة يَهَدُونَ بَأَمرَنَا وَأُوحيَنَآ إِلَيهِم فِعلَ ٱلخَيرَاتِ وَإِقَامَ ٱلصَلَاةِ وَإِيتَاءَ ٱلزَّكَـٰوةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ 


ايرل بغضب : ما تلك الابتسامة ...ماذا ترددين ؟؟ ماركوس توقف قليلاً .


أعقبت حديثها بأن انتصبت واقفة ثم ألقت الكأس من يدها فوقع متهشما إلى مئات القطع ، ثم اقتربت من زها وانخفضت لمستواها ولفت يدها حول شعرها بقوة وهي تجذبها منه وتمتمت بحدة : هتصمدي لايمتى ...نفذي اللي قولتهولك وهخليكي تعيشي ...


زها بتجاهل لكل ما تفوهت به واستمرت في ترتيل القرآن وهي لا ترى إلا وجه أمها الحبيبة ، صرخت ايرل بغضب شديد وقامت بصفعها بقسوه ...انسابت دموعها بشدة وتعالت شهقاتها ومع ذلك استمرت في ترتيل القرآن بصوت شبه خارج كانت حالتها يرثى لها في حين قبضت ايرل على شعرها أكثر ثم رفعته قليلاً وقامت بصدم رأسها للأرض بقوة خرجت صرخه استغاثه من زها ثم سرعان ما وئدتها ورفضت إظهار ضعفها لهم 


ايرل بغضب وهي تنظر لـ ماركوس : حسنا لقد طفح الكيل إليك ماركوس افعل ما تشاء .


ازدادت ابتسامته الخبيثه وما إن أضحى قريباً منها حتى صرخت زها بخوف شديد: لا لا راح اسوي اللي تطلبي بس بعديه عني ....


ايرل بتهكم : إيه اللي تغير ...امممم تعبتي صح ؟ مش مهم المهم إنك تنفذي  !! 


زها بدموع وألم شديد في سائر جسدها : راح اعمل كلي ياللي بتطلبيه بس بعديه عني ...


ايرل بابتسامه : شاطرة هو ده اللي عايزه أسمعه منك وعلشان نزيل أي تردد جواك دانييل مش بريء زي ما انتي مفكره آه هو احنا اللي خطفناه بس هو صهيـ...وني وعاش معانا عُمر بحاله وأكيد فيه من طباعنا كتير اللي عايزه أقوله من كلامي إن التفجير اللي حصل في شارع اللي فيه بيتكم ماهر اللي نفذه شوفي كم بيت وأسرة واطفال هو قتلهم وانتي المفروض تنتقمي لاهلك و ليهم مش رايحه تفدي روحك علشانه ...صمتت قليلًا وهي تنظر إلى حالتها بأسى مصطنع ... لو كنتي سمعتي كلامنا من الأول مكنش حصلك كل ده .


زها وهي شبه واعيه : گولي شتريدين مني أسوي ...


ايرل بابتسامه : الأول هنزرع الشريحه وبعد العملية هفهمك كل حاجه ...


غادرت ايرل وقبل ذلك أشارت إلى ماركوس أن يتبعها ، في حين استسلمت زها واستلقت على الأرض وكامل جسدها تنخر منه الدماء بغزاره لم تكن قادرة حتى على تحريك فكها أو أن تبدي أي فعل على وجهها فتحدثت داخل عقلها : بس اشرد على مصر وگتها ما راح ارجع لهون مرة تانيه راح اچون مع ماهر ...غبية تفگرني صدگت هي السخافة ....ماهر مو متلهم ومو هو ياللي نفذ التفجير لك أنا شوفت بعيني وحتى لو چان معكن چان مجبور بيفكر حاله منكن بس هو مو هيك لچان ليش لحتى يساعدني ليش لينقذني ...بعد ما هد بيتي ...غير هيك ياللي بيوگف يبكي لما يسمع الاذان وما يتعرض لهدول الشباب بسوء ياللي واگفين بنص الطريق عم يصلوا ...وغيره ياللي ساعد طفلة صغيره ولاگالها *لقيلها*دميتها مو متلكم ..ياللي گلبي حبه واتعلگ فيه مو متلكم ...مستحيل .


أفاقت من ذكرياتها على أصوات صفير تصدر ضجة كبيرة داخل عقلها كأن وحوش كاسرة تركض بداخله ، وازداد معها ضربات قلبها ، فتحت عينيها على وسعها من شدة الألم نظرت في أرجاء الغرفة بعيون مشوشة من شدة الصداع الذي خيم على جفونها 


زها بتعب : زها لازم تحچي كلشي راح أخبره -صمتت فجأة أثر صعقة كهربائية وكأنما هناك أسلاك في داخلها قد تشابكت مع بعضها البعض محدثتًا مشاحنات عاليه أغمضت عينيها وهمست بإسمه ولكنه لم يتعدى حلقها .


خارج الغرفة ...


كان ماهر يقف وهو ينظر إلى الساعة في يده والتي تحتوى على جهاز اتصال وتنصت أيضاً ينتظر إشارة أخيه ...مرت دقائق حتى سمع صوته يناديه 


شمس بقلق لا يدري سببه : ماهر ادخل يالا ربنا معاك .


ماهر بابتسامه : الله المستعان الصوت واضح كل حاجه تمام مش كده ؟


شمس بابتسامه : آه متقلقش ...


ماهر بتردد : شمس ...كانت ..


شمس بمقاطعه : عارف يا ماهر وشوفت المهم ركز ! 


ماهر بتنهيدة : طيب .


أنهى حديثه مع أخيه ثم طرق الباب ودخل كانت تغمض عينيها ويدها تهتز  لا إردايًا بجانبها ، وما إن فُتح الباب فتحت عينيها ببطء ونظرت إليه لحظات بتوتر بادرها ماهر نظرتها تلك وقبل أن يتفوه بحرف واحد وضعت زها إصبعها السبابة على فمها بمعنى "ولا كلمة" تعجب ماهر فعلتها تلك ، لكنها لم تهتم بالتفسير له ، وأشارت إليه أن يقترب ، تقدم ماهر بضع خطوات بسيطه ووقف على مسافة منها 


ماهر بتوتر : كنت مجهز كلام كتير أقوله ودلوقت حاسس نفسي نسيت كل حاجه ...


زها بدموع شديدة : لا تحچي أي شي أني بعرف  شو راح تگول لي .... أنا ظالمتچ بنظراتي بدون ما أفهم شي ...حكمت عليچ  ...غلط .. انا .... أنا .... انا .....


منعها عن تكملت حديثها صعقة أقوى من السابق وازداد الصفير بداخل عقلها عن زي قبل وأخذت تشهق بقوة وكأنما قد نفذ الأكسجين فجأة من الغرفة ، أخذ صدرها يعلو وينخفض بل إن سائر جسدها ينتفض


ماهر بخوف شديد عليها : أهدي .....أهدي خدي نفسك ...زها ...زها ....اتنفسي ....


زها بدموع شديدة وهي تنظر لعينيه : أنا ...احبچ فدمره .... ماهر .... عزيز گلبي .


اقترب منها ماهر أكثر وأمسك بوجهها بين يديه وهو ينظر إليها بضياع وجهها شاحب تماماً كـ الموتى ، العرق قد أغرق سائر وجهها وتلك الشهقات التي تخرج منها تدميه وتمزق روحه ، اغرورقت عيناه وأخذ يمسح دموعها بحنان


ماهر بدموع : زها أنا بعشقك فوق ما تتصوري اوعي اوعي تسبيني لوحدي ....ده انتي عوض ربنا ليا .....احلى معجزة حصلت في حياتي كلها ظهورك في حياتي من البداية كان هدية من ربي على ايدك افتكرت كنتي انتي شرارة اللي مستنياها ذاكرتي علشان افوق من الجحيم ده لما سمعت صوتك وانتي بتقراي قرآن رغم اللي انتي فيه حبيتك .....بالله عليك ما تسيبني تاني أرجع للعتمه .....مش بعد ما وصلتي لحد هنا اوعي تتخلي عني .


زها بابتسامه وهي تشعر أن روحها تكاد تفارقها وبصعوبة شديدة همست :چان في الچ بجواتي حكايات كتير بس ماكو وگت حتى احچي واگولك ياللي بگلبي بس اعرف شي واحد إنه أنا حبيتچ من گبل ما أعرف أي شي عنك وهلٔا اشرد ماهر ...اشرد من هون ...يالا اشرد ...لا تگرب أكثر لا توجع گلبي أكثر يگفيني إني شوفتچ راح اگولك شي أنا چنت حاسستك نفس الشخص إللي حقق معي گلبي ماشاف غيرچ ما شاف شمس اخوك شافك انت وبس .


ماهر بدموع وهو يحتضن وجهها بين يديه : انتي بتقولي إيه ؟ مستحيل اسيبك ...مالك في إيه ؟ ليه بتنتفضي كد ...


ابتلع باقي حروفه بصدمه عندما استكان جسدها فجأة وتوقف عن اهتزازه وانقطعت شهقاتها ووقعت يدها جانباً وأغلقت عينيها ببطء وعلى وجهها ابتسامة عريضة 


ماهر بذهول صرخ بجنون : زها ...زها ردي عليا .


كان شمس ينظر إلى الشاشة وهو يستند بيديه على سطح الطاولة وبجواره العقيد معتز وبعض المساعدين 


شمس بتوتر: ايه اللي بيحصل جوه ده ...؟؟ 


العقيد معتز بتوتر : مش عارف ...البنت بتتهز كده ليه ؟ أخوك بيعمل إيه يا شمس ؟  


شمس بقلق رفع ساعده واخذ يحدث ماهر ولكن بلا رد ، يراه أمامه على الشاشه يضم زها إلى صدره وهو يبكي و تركيزه كله مع زها لم يسمع نداء شمس له ، زفر بإحباط ثم خرج خارج الغرفة ونادى على الطبيب إيهاب في طريقه الذي أتى معه سريعاً


شمس بقلق : ماهر ماهر ايه اللي بيحصل ؟ 


ماهر بدموع وهذيان ردد بضياع : مش عارف ...مش عارف ....انا مش عارف ...


شمس وهو يقترب منه بينما سبقه الطبيب إيهاب الذي تحدث قائلا : اوعى يا ماهر كده البنت قاطعه النفس ....


لم ينتبه ماهر على كلامه بل ظل نظره مسلط على زها وهو داخل صدمه لم يفق منها ، جذبه شمس وعانقه وهو يهمس له : هتكون بخير أهدى إن شاء الله خير ! 


ماهر بدموع : كانت عارفه أنا مين ...هي فهماني ...اعترفت لي يا شمس ...انقذهالي ...متخليهاش تسيبني وتمشي ...


شمس وقد التمعت العبرات في عينيه : سمعت يا حبيبي ...هي بتحبك ...هتكون كويسه ...متقلقش ...


ماهر بدموع وهو ينظر إليها بينما أخذ الطبيب إيهاب هو والممرضة يحاولون انعاشها بشتى الطرق 


د / إيهاب بتوتر : الحمد لله النبض رجع لو كان استمر اكتر من كده ....


قاطعه شمس بتهكم : المهم إنه رجع ..


د/إيهاب بتوتر : مهو للاسف ضعيف الضغط عندها عالي أوي وضرباتها قلبها كانت سريعة بشكل وبعد كده وطت بالطريقه دي في حاجه غريبه ...ماهر احكي لي بالظبط إيه إللي حصل ..بس خد نفسك كده واتكلم .


ماهر بدموع :جسمها كان بيتهز يا دكتور زي ما تكون بتتكهرب زي دلوقت كده لما حضرتك صعقتها بالصدمات ...مش عارف ..وعينيها كانت بتزغلل وتفتحها بصعوبه ...جسمها كله كان بيرتعش ...وبتحاول تاخد نفسها بصعوبه ...


قطع باقي حديثه عندما اهتز جسد زها من جديد وتعالت أصوات تنفسها ....


نظر بعضهم إلى بعض بدهشة واستغراب مما يحدث وساد صمت لبضع ثوان حتى قطعه ماهر وهو يصرخ 

بخوف : اعملوا حاجه انتوا هتقفوا تتفرجوا وهي بتموت ...صمت قليلاً ثم تابع وهو يتجه نحو شمس أمسك بكتفيه وهو يقول برجاء ... شمس شمس ساعدني ...اعمل أي حاجه ...ساعدها ...


شمس بدموع : حاضر ...دكتور إيهاب اتصرف شوف في إيه وليه ضربات قلبها بتزيد مرة واحده وتهبط فجأة زي ما تكون بتصعق فعلا .


كانت تقف فوق رأسها تحدق بأعين كالصقر في تلك الشاشات أمامها بينما تنفذ مساعدتها أوامرها حتى توقفت فجأة ، نظرت ايرل لها بتهكم ثم قالت : لماذا توقفتِ ؟ 


المساعدة بتوتر : سيدتي الضغط مرتفع جدا الشريحه ستنفجر بدون تدخل منا ...انظري الى تلك الشاشه بدأ المؤقت الذاتي وضع التفجير الذاتي قد بدأ تشير معدلات ضربات قلبها إلى ذلك تعلمين الشريحه متصلة بنبضات قلبها وأكثر تأثير على القلب .


ايرل بابتسامه : ولما كل هذا التوتر ..ما بكِ هذا ما أريده .


المساعدة بتوتر : الشريحة التي معكِ سـيدتي .


ايرل بقلق : ما بها ...؟


المساعدة بتوتر : سيدتي أنها متصلة بالشريحة التي مع الفتاة أي ستنفجر معها ...!! 


ايرل بغضب : ماذا ؟؟؟ أيتها الغبية وتخبريني الآن ؟؟ 


المساعدة بتوتر : سيدتي لقد أخبرتك أأنتِ واثقة من تلك الخطوه وأنتِ أمرتني أن افعلها حتى أنني لمحت لك بأن الأجهزة تعطلت بها واعتقدت إنك تعلمين ...


قاطعتها بغضب شديد : اعلم ماذا ايتها المغفلة ..اتراني مجنونه امامك حتى افجر نفسي مع تلك الفتاة العربية .


المساعدة بتوتر : انا لم أفعله سيدتي ولكنه بدأ عند الفتاة أما أنتِ ..فهل تشعرين بأي شيء ؟ 


ايرل بتوتر : معدل ضربات قلبي في ازدياد لا أعلم شعرت بإجهاد كبير هذا الصباح وزاد مع غضب سيدي ومحاولته لقتلي .


المساعدة بتوتر : يستحسن الآن أن نجري لك عملية لاستخراج الشريحه قبل أن يبدأ مؤقت الخاص بكِ أنتِ أيضاً .


كان يمسك بيديها بقوة وتنساب دموعه مغرقة وجهه بينما ينظر إلى تشنجات عضلات وجهها وشحوبه وأيضاً تلك الشهقات التي تخرج من حبيبته في محاولة لجذب بعض الهواء إلى صدرها 


ماهر بدموع : زها ..زها ...


فتحت عينيها بإعياء شديد وهي بالكاد ترى وجهه : ما.....هر .....


ماهر وهو يبتسم ويبكي : عيون ماهر ...زها ماتسبنيش ...قولي لي فيكي إيه ؟ 


زها بتعب شديد حاولت النطق ولم تتعدى كلماتها حلقها ثم غابت عن الوعي مرة أخرى .


ترك ماهر يدها وخرج سريعًا من الغرفة قابله شمس الذي كان يتحدث مع أحدهم على الهاتف 


ماهر بخوف : شمس  ...زها هتروح مني ...زها بتموت ...هبقى وحيد تاني ...كانت بتحبني ...من قبل ما تعرف هويتي ...شمس ...مش عايز اخسرها ...


شمس وهو يحاول أن يطمئنه : مش هتخسرها ...خليك جنبها يا ماهر متسيبهاش وانا خمسه وراجعلك تاني هشوف دكتور القلب ده اتاخر ليه ؟ 


ماهر بتوتر : طيب بس استعجلوا غابت عن الوعي .


شمس بابتسامه مطمئنه : المهم فيها نفس داخل وخارج صح خلي يقينك في ربنا كبير .


ماهر بأمل : ونعم بالله ! 


كانت تسير في الممر عندما لاحظت حالة الهرج والمرج التي سادت المبنى فجأة ، رأت ريم تستند على الحائط بتعب  


ندى باستغراب : في إيه يا ريم ؟ مالكم داخلين طالعين كده ؟! 


ريم بتعب : دي البنت اللي جبوها من اسبوعين كده بتاع الحدود مش عارفين مالها جسمها بيهتز اهتزازات غريبه زي ما تكون بتصعق بالكهرباء بس مفيش حاجه وضربات قلبها تعلى فجأة وتوطى تاني مش فاهمين حاجه والدكاترة داخلين طالعين ومحدش فيهم فاهم حاجه .


ندى بشرود : امممم طيب متعرفيش فين اوضة سيرين ؟


ريم باستغراب : سيرين !! بتسألي ليه ؟ تقريبا خلصوا تحقيق معاها من زمان هي دلوقت محبوسه لحد ما يجد في الأمور حاجه أقصد يعني جلسه ماهر وكده تقريبا هتتحاكم معاه أو لسه مش عارفين بالظبط لأنهم ممكن يطالبوا يحاكموها في بلدها فانتي بقى إيه شغلك معاها ؟ 


ندى بضيق : ايه هو تحقيق تعرفي هي فين ولا لأ ؟ 


ريم بضيق : ندى اتكلمي بأسلوب كويس !


ندى بضيق : ريم مش طالباكي على فكره مش عايزه تقولي خلاص بلا اسلوب كويس بلا اسلوب زفت .


ريم وهي تأخذ نفساً عميقاً : في الدور الرابع الأوضة 243 .


ندى بابتسامه صفراء : متشكره .


ريم بلامبالاة : العفو .


صعدت ندى إلى الطابق المطلوب واتجهت قاصدة الغرفة التي تحتوي على الرقم 243  ، ابتسمت بهدوء فور أن وقعت عينها على باب الغرفة وجدت اثنان من الحراس على الباب وقبل أن يمنعوها أخبرتهم أنها تود رؤيتها لأجل التحقيق 


كانت سيرين تجلس على أريكة وتضم جسدها إليها وتبكي كعادتها منذ أيام وهي شاردة الذهن عندما قطع عليها شرودها ذاك ندى التي أغلقت الباب جيدا ثم خطت إلى الداخل وهي تقول ما جعل سيرين تفتح عينيها وفمها بدهشة كبيرة 


ندى بتهكم شديد : اقلعي !! 


سيرين بفم مُفغر : نعم ! 


ندى بضيق : بقولك اقلعي ! 


سيرين بصدمه : انتي واعيه للي بتقوليه ده ؟؟ 


ندى بضيق وسخرية : جدآ ! اخلصي ! 


عقدت سيرين ذراعيها أمام صدرها رامقة ندى بغضب ثم قالت : بقولك إيه اطلعي برا مهياش ناقصاك ولا ناقصه جنانك ده اخر الليل .


ندى بضيق : فين الجهاز انطقي ؟ 


سيرين باستغراب : جهاز جهاز ايه ؟ 


ندى بضيق شديد : الجهاز اللي كلمتك منه من صاحبتك فين ؟؟ 


سيرين بضحك : هههههه معرفش انتوا مش فتشتوني ؟


ندى بضيق شديد : ما هو ده اللي هيجنني ازاي ملقوش معاكي حاجه ؟ وديتيه فين ؟


سيرين بتهكم : بلعته ! 


ندى بغضب : طيب الذوق مش نافع ...


سيرين بسخرية : ذوق !! ذوق إيه وانتي داخله تقولي لي اقلعي ...!! 


ندى بضيق : مكنتش موجوده لما فتشوكي واصلا محدش اهتم يعني ولا كان عارف اصلا هو بيدور على إيه أو انتي معاكي إيه أصلا ؟؟ كان في بالهم سلاح وبس وللأسف مش عارفه ليه مقولتلهمش على حتت الاتصال دي يمكن لو كنت قولت مكنش زمان صاحبتك آيلة خرجت بس معلش جل من لا يسهو ملحوقه  دلوقت يا قطه انا هدور بنفسي وأنا عارفه كويس أنا بدور على ايه ...


أنهت حديثها ثم تقدمت منها وحاولت امساكها ، فضحكت سيرين بسخرية : ههههه انتي فكرك هتغلبيني يا بنت انبارح انتي أنا متدربة على أعلى مستوى مفيش وجه للمقارنه اصلا المواجهه محسومه هتندمي بلاش !! 


ندى بضحك : هههههه هنشوف مين فينا هيندم تعاليلي بقى ...


كانت تتصفح هاتفها بملل وهي تزفر الهواء بينما نور بجوارها تسرح شعرها وفجأة ضحكت سمر على إحدى منشورات الفيس بينما  تقلب في الايميل الخاص بها على صفحة التواصل الاجتماعي : هههههههههههههه 


التفتت نور ونظرت إليها بدهشة ثم ابتسمت وقالت : خير اللهم احفظنا بتضحكي على إيه ؟


سمر بضحك : تعالي جنبي هنا بصي شوفي كاتبين ايه عارفه ده الكرسي المناسب بالظبط للعقربه نادية ...استغفر الله العظيم ..انا متخيلاها قاعده عليه ...هههههههه .


أخذت نور الهاتف من يدها ونظرت إليه لحظات بصمت وهي تحدق في ذاك الكرسي الذي يشبه العقرب ثم شاركتها الضحك وقالت : هههههه فعلا والله الكرسي ده معمول مخصوص علشانها انا كنت بقول عليها حرباية هما عملوه عقربه بقى عادي كلهم واحد قرصتهم والقبر اعوذ بالله ربنا ينتقم منها  .  


جذبتها سمر إلى صدرها وأخذت تمسد على شعرها بحنان بينما ابتسمت نور بهدوء وساد صمت لبضع دقائق حتى قطعته سمر بقولها فجأة

: نور بقولك إنتي نمتي ؟ 


نور بابتسامه : لأ ! 


سمر بخجل : احم كلميني شوية كده عن المشاعر ...


نور بضحك رفعت رأسها ونظرت إليها بينما لازالت تستند على سمر : اممممم مشاعر ايه بالظبط ؟ 


سمر بضيق مصطنع : نور !! 


نور بضحك : خلاص خلاص هو اللي هعمله في شمس هيطلع عليا !


سمر بضحك : آه طبعا ولا تفكريها سايبه ياختي كما تدين تدان .


نور بابتسامه : طيب بس المقابل إيه ؟ 


سمر بذهول : نعم يا ختي مقابل مقابل ايه ؟؟ 


نور بضحك : مش انا هتكرم مشكورة يعني وانتي ممنونه ليا سلفا يعني هقولك وافطمك على المشاعر يابت وانبح صوتي معاك ويا فهمتي يا مفهمتيش إيه ده كله مش بحساب .


سمر بذهول : آه آه عندك حق ...صمتت قليلًا ثم تابعت وهي تدغدغها بمرح ...يا دزمه طلعتي ماديه وبتستغفلينا .


نور بضحك وتمثيل الصدمه  : مييين أنا يا بنتي ...بريئه يا بيه مظلومه اهيء اهيء .


سمر بابتسامه : بريئه اوي .


نور بضحك : ها هتدفعي كام ؟ 


سمر بكبرياء : مش عايزه حاجه انا هدخل على الشيخ جوجل وهو هيفهمني كل صغيره وكبيره ...


نور بضحك : امممم الشيخ جوجل ...طب معاكي ربنا بقى بس اللي يسمع من اللي جرب وفاهم المشاعر دي وعنده تجربه يعني غير مجرد كلام مكتوب وتفزلكه وانتي حره .


سمر باقتناع : عندك حق ..امري الى الله .. اخلصي عايزه كام ؟ 


نور وهي تصطنع التفكير : امممم اطلب 150 ألف ولا اتنين مليون ...


شهقت سمر وفتحت عينيها على وسعها بصدمه ثم هتفت بتشنج : إيه ...؟؟ 


نور بضحك : دول ولا حاجه انا كده مكرماكي علشان بنت عمي واخت جوزي ! 


سمر بضيق مصطنع : بقى كده ومكرماني 150 الف ولا اتنين مليون وتقولي مكرماني أومال لو مش مكرماني كنتي هتطلبي كام ؟؟ 


نور بابتسامه : هطلب اكتر من كده .


سمر بسخرية : طب اقعدي كده بقى قال ادفع المبلغ ده كله علشان شوية تفلسفه منك عن حب ومسخرة  ها مش عايزه أمشي من جنبي يا به سديتي نفسي .


ضحكت نور بشدة ثم أخرجت هاتفها من اسفل الوسادة وفتحته عبثت به لحظات ثم فتحته على إحدى التطبيقات وأعطته لـ سمر ، أخذته سمر وأخذت تقرأ به ونور استلقت على قدمها وهي تلعب في بعض خصلات شعرها :

ماأجمل قربك من قلبي

يسعدني ويبهجني

أنت حياتي يا عمري

أنت أمني وأماني

أنت فارس أحلامي

في عينيك عنواني

وبين يديك تلقاني..وگأني فراشة 

تنتقل بين الأزهار

أو

گأني نجمة في السماء

أو لحن من عشق وخيالِ

أنت حبيبي الغالي

بسمتك تحيي أوصالي

وتبعد حزن أيامي

وتمحو أي آلام

حبيبي شمس

ما أجمل اسمك يا غالي

تطرب له الآذان

يأخذني لدنيا الأحلام

يشعرني بعالم ثان

أنت رجل مثالي

أنت فارس أحلامي

أقسم أني أحبك

يا هدية الرحمن

        

سمر بتأثر : انتي اللي كاتبه ده ؟


نور بابتسامه : تابعي تابعي بس في غيرها اقراي ! 


سمر بابتسامه : 

وحشتني عيون الجميل 

اللي دخل قلبي من غير تفكير

ملك روحي وكياني

وتربع على عرش قلبي

وصار لي أغلى حبيب

وحشتني بسمتك يا غالي

ياللي سهرتني ليالي

وف بعدك يسوء حالي

وتتلغبط أحوالي

وأبقى تايهة أكيد

وحشني قربك مني

وكلامك اللي يسعدني

وضحكتك وهزارك

دايما يفرح قلبي 

وحشتني لمسة ايديك

بتهون آلامي كتير

وتمسح كل جروحي

وأطير فوق السحاب

نجمة بتلمع هناك

أو يمكن فراشة جميلة

تطير بين الزهور

دا فعلا شعوري. 

بين ايديك بكون

طفلة بدون هموم

دايما فرح وسرور

نظرة عيونك سحر

دايما فيهم بدوب

بحبك يا أغلى الناس

وقلبي بيك مشغول

وحشتني مووووت .


نور بابتسامه : ها شعورك ايه بعد اللي قراتيه ؟ 


سمر بمشاعر مختلطة : حاسه بفرحه و ..


نور وهي تغمز لها وترفع إحدى حاجبيها بابتسامه : و ايه ؟ 


سمر بخجل : يعني الأخيرة دي ..حسيتها وصفت شعوري أوي .


نور بضحك : امممم دكتور لؤي وحشك صح ؟ 


أمسكت سمر بإحدى الوسائد خلفها وضربت بها نور : بس يا متطفلة ! بس قولي لي من ايمتى وانتي بتكتبي كده ؟ 


نور بابتسامه : من زمان وأنا بكتب .


سمر بابتسامه : طب ازاي ..يعني أقصد كلامك بسيط ويلمس القلب ..طلعتي مش سهله يا نور ! 


نور بابتسامه عاشقه : قلبي بيمليني يا سمر حبي لشمس حاجه كده لا ليها وصف ولا ينفع إني احصرها

في مجرد كلام ..بس اهو ساعات كده بلاقيني مسكت الفون وكتبت هتلاقيني مسجله كل يوم بخاطره بعدد سنيين الفراق بالظبط كنت كل يوم اكتب واحاول أطلع مشاعري واللي جوايا على الورق أو الفون - تنهدت بعمق ثم تابعت - انتي عارفه كنت عايشه لوحدي  لقيت في الكتابه منفس لروحي خدي ياستي الفون عندك أهو اقراي لما تزهقي وببلاش اهو ربنا يخليني ليكم اش عارفه من غيري كنتوا هتعملوا ايه يالا التواضع لله قلبي طيب أنا عارفه .


سمر بضحك : يخربيت التواضع اللي بيشر منك فعلا ...صحيح من غيرك كنا هنضيع .


نور بابتسامه مغروره : of course 


تسير معه وتعتلي ملامحها علامات الغضب الشديد وأخذت تتمتم مع نفسها ولكن بصوت مرتفع وصل إليه فهتف مهاب بسخرية : متكتميش جواكي قولي قولي يالا هي لا أول ولا آخر مرة بتشتمي في إللي جبوني يا سحر .


سحر بغضب وهي تضربه على صدره : ومستحملني ليه ماتسيبني يا عم وخدلك هنادي هتفرشلك الأرض ورد تاخد واحده معقدة ليه ؟؟ 


مهاب بتنهيدة التفت لها ونظر إليها مباشرة : لو قلبي بأيدي كنت عملت اللي بتقولي عليه ده كده جاوبتك .


سحر بارتباك : المهم أنا هفضل هنا لايمتى ؟؟ 


مهاب بابتسامه : لحد ما تچري "تقري" باللي جواكي .


سحر وهي تعض على شفتيها بغيظ : يا عم انا مع نفسي مش بتكلم هتكلم معاك ليه ؟؟ يا سبحان الله ! 


مهاب بابتسامه : معلش تعالي على نفسك ! 


سحر بشرود : يا ما جيت على نفسي ...


مهاب بابتسامه : ها وبعدين .


سحر بغيظ شديد : والله بتلعب وتحور في الكلام علشان اتكلم هتعمل عليا ظابط في المخابرات .


مهاب بضحك : وياريته نفع ...ومين قالك يا بلوى إني مش ظابط .


سحر بسخرية : آه حدود مش كده .


مهاب بابتسامه : ومالك بتقوليها كده ؟؟ إيه مستقليه بحراس الحدود .


سحر بتهكم : بلا مستقليه بلا نيلة ! 


مهاب بابتسامه : تعالي نقعد هنا ...


سحر بشهقة : نعم نقعد فين انت اتجننت في قلب الغيط والدنيا ليل لا مع نفسك ده القعدة مع هنادي ميت فُل وعشره .


مهاب بضحك : دلوقتي احلوت هنادي ااااخ من عك الحريم ده !! 


سحر وهي تجاهد حتى لا تضحك وبذات الوقت تحمد الله في داخلها أنه لا يرى تعبيرات وجهها بوضوح بسبب الإضاءة الخافته كما أنهم يتجهون نحو أراضي المزارعين 


مهاب بابتسامه وقد أحس عليها : امممم متكتميهاش فيها ايه لو ضحكتي يعني السما هتوقع على الأرض ؟ 


سحر بتهكم : مهاب يالا نرجع إحنا كده غوطنا اوي والدنيا ضلمه وانا حرفيا مش شايفاك مهاب خالص .


مهاب بضحك : ايه ... أومال شايفاني إيه عاد ابهريني ؟؟ 


سحر بضيق : أحسن لك بلاش خلي خيالي لنفسي .


مهاب بابتسامه : سحر هو انا لو قولتلك إني نسيت احنا جينا من أنهي طريق هتعملي فيا إيه ؟ 


سحر بسخرية : هبوسك !! 


مهاب بابتسامه بلهاء : طب استني اما ندوز يا بت عمي ملياش في الحرام وانتي أكده هتجريني للرزيلة .


سحر بتهكم : يتي يتي ترني تأثرت لحظه ابكي .

ده انا هشلوحك طريق ايه اللي مش عارفه ليلتك سوده يا مهاب .


مهاب بضحك أخذ يركض وهو لا يرى أمامه وفجأة اصطدم رأسه في إحدى الأشجار فوقع على الأرض يصرخ بينما انفجرت سحر ضاحكة عليه وكانت أول مرة تضحك من قلبها بتلك الطريقة 


سحر بضحك وهي تقلد اسلام فوزي : حااااااااااااسب ال ...حاااااااااسب 


مهاب بصراخ : الحقيني يا سحر شكل دعوتك استجابت يا فقريه ااااخ يا رأسي .


سحر بابتسامه : انت فين طيب مش شايفاك حرفياً .


مهاب وهو يمثل : امشي ورى صوت چلبك وهو عيدلك عليا يا بت عمي .


سحر بابتسامه : هو انا مجولتلكش يا ابن عمي ؟


مهاب وهو يكتم ضحكته : لع مجولتليش !! 


سحر بتهكم : مش انا طرشه يا ابو فشه عايمه ومش بسمع فهمشي ورى جلبي ازاي بجى ؟؟ 


مهاب وهو يضحك بخفوت : يخربيت فچرك يا شيخه فچرية فچرية بصحيح .


في مبنى المخابرات 


وتحديداً أمام غرفة زها


كان ماهر يجوب الغرفة ذهابا و إيابا بتوتر شديد وعدد من الأطباء يحاولون انعاشها فقد توقف قلبها مرة أخرى .


ماهر بدموع : خلاص مش قادر استحمل أشوفها كده ! 


شمس بحزن : انا هتجنن يا ماهر والله مش فاهم الدكاترة بيقولوا في كمية كهرباء في جسمها طب ازاي ولا جاتلها منين مش عارف .


ماهر بدموع شديدة توجه بالدعاء إلى الله برجاء كبير في الإجابة : يارب يارب انت ارحم الراحمين اشفيها ربي انت القائل على لسان نبيك ﴿ وإذا مرضت فهو يشفين ﴾ اشفيها يارب وعافيها ربي متحرمنيش منها يارب .


وفي داخل الغرفة كان جسدها يعلو وينخفض بشدة  وفجأة صدر صوت يعلن عن توقف القلب ، احنى الأطباء رأسهم للأرض بأسف 


أحد الأطباء : الدوام لله ...احنا عملنا اللي علينا ! 


ممرضة رشا بحزن : أرجوك حاول تاني ...دي لسه في أول شبابها ! 


هتف الطبيب : وهو الموت يعرف صغير ولا كبير يا رشا .


طبيبة أخرى : الضغط شديد على قلبها ومستحملتش اصلا جسمها كله لسه ضعيف .


طبيب آخر : انا هطلع اقولهم ..


اقتربت رشا منها وكان شعر زها قد خرج كله فأخذت تعيد جمعه لتستره كما كانت صاحبته تستره عن أعين الناس وما إن مدت يدها أسفل عنقها حتى صرخت بهلع ، وقع قلب ماهر أرضا وفزع شمس وبلا أي مقدمات اقتحم ماهر الغرفة كالمجنون وهو ينظر إلى زها بعيون تغمرها دموع وأخذ يهز رأسه نفيًا في حين ارتمت الممرضة على الأرض وجسدها بأكمله ينتفض بتشنج ، نظر الأطباء إلى ما حدث بأعين متسعة من الصدمة 


شمس سريعًا وهو ينظر إلى جهاز استشعار القلب  : النبض رجع ...


انتبه ماهر على كلمته واقترب من زها اكثر وكاد يلمسها فصرخ أحد الأطباء عليه يمنعه : إياك تقرب ...


شمس باستغراب وانتبه على الممرضة : الممرضة مالها وبتتهز كده ليه ؟ 


ماهر وهو يركز على زها فقط أمسك بيدها: زها زها حبيبتي متسبنيش خليكي معايا .


طبيبة بتوتر وهي توجه حديثها إلى شمس  : البنت بتكهرب في حاجه غريبه بتحصل ازاي النبض رجع بعد ما قلبها وقت كذا مره !؟


شمس بذهول : ربنا قادر على كل شيء ! بس مش فاهم أنا الكهربا اللي بتقولوا عليها دي جاتلها منين ؟ 


أحد الأطباء : مهو هو ده اللي هيجننا الممرضة قربت منها تعدل شعرها وفجأة لقيناها صرخت كده .


شمس بتوتر : لا إللي بيحصل ده فوق العادة انا مبقتش فاهم حاجه .


هتف طبيب آخر كان يقدم الاسعافات الاوليه للممرضة رشا : رشا فاقت أهي هي تفهمنا ايه اللي حصل ...


الممرضة رشا بتعب : كنت بجمع شعرها ولما لمست رقبتها من ورى في حاجه كهربتني ! 


شمس بذهول : ايه ؟ عايزه تقولي شعرها بيكهرب يعني ؟؟ 


الممرضة بتوتر : مش عارفه .


قبل أن تصل إلى الممر لكي تبلغهم بشأن العملية فجأة شهقت بقوة واحست بالاختناق الشديد وأخذت تلهث في محاولة لجذب بعض الهواء إلى رئتيها ثم وقعت على الأرض وجسدها بأكمله ينتفض بتشنج .


ايرل بأنفاس متسارعة وهي تضع يدها على قلبها : معقول دي النهاية !! 


كانت المساعدة تبذل أقصى جهدها لمحاولة تعطيل الشريحه بدون أضرار جسيمة لأجل سيدتها


بعد وقت هتفت وهي تلتقط أنفاسها : اوووه أخيرًا نجحت توقف التدمير الذاتي مؤقتاً لكن يتبقى مشكلة الذبذبات الصوتيه وجهاز الصعقات سأعمل على إيقافه أكثر  .


كان يضرب بقوة على باب الغرفه يحاول فتحه  ورفيقه يصرخ بضيق شديد 


#حضرة الرائد ايه اللي بيحصل جوه عندك ؟ 


زفر الهواء بغضب ونظر إلى رفيقه وتابع : روح يابني نادي على حد منهم .


كانت الحرب مشتعلة في الداخل قوة سيرين ولياقتها البدنية أقوى من ندى بكثير إلا أن ندى شرسه وترفض الاستسلام بسهوله كما أن سيرين سمحت لها بضربها بقسوة لهدف في رأسها


سيرين وهي تمسح الدماء عن شفتيها : ايه تعبتي ؟ 


ندى بضيق شديد : التعب ده للي زيك مش ليا أنا ! 


سيرين بتهكم : مغروره أوي .


ندى بضيق : لاخر مره هقولك فين الجهاز انطقي هعملك قضيه زيادة ووقتها هتاخدي إعدام يا قطه .


سيرين بتهكم : معدتش فارقه العبي غيرها يا شاطره .


ندى بضيق : يبقى نكمل تعالي ..


ثم انقضت عليها وقبضت بيدها على شعرها لفته كله على يديها وأخذت تضغط بقوة أكبر وسيرين تصرخ بشدة 


ندى بضيق : ها فين الجهاز ؟ 


طرق شديد على باب الغرفة تبعه صوت شمس الغاضب ، صرخت سيرين بدموع : شمس ...شمس الحقني ! 


ندى بسخرية : بتستنجدي بيه وماله ؟ هسيبك دلوقت بس لينا لقاء تاني .


ثم اتجهت نحو الباب وفتحته دلف شمس بغضب وهمس بحدة : ممكن أفهم سيادتك بتعملي إيه هنا ؟ 


أنهى حديثه ووقعت عيناه على سيرين التي تفترش الأرض بملابس ممزقه والكدمات تغلفها من أول وجهها إلى كل منطقه في جسدها 


نطق شمس بذهول : ايه اللي عملتيه ده ؟؟ 


ندى بتماطل : عملت إيه ؟ مش فاهمه ؟ 


شمس بضيق : ندى انا مش فايق للهبل ده إيه اللي بيحصل هنا ؟ ضربتيها ليه ؟ 


ندى بسخرية : مزاجي كده ! 


سيرين بدموع : شمس إنت المفروض تحميني انا شاهد مهم في قضيه ماهر وساعدتك مقابل تعطيني الامان عجبك اللي حصل ده ؟ تبهدلني بالطريقة دي ؟ وبالوحشيه دي ؟ 


ندى بضيق : طبعا هاتيجي في صفها وعلشان كده مش هتعب نفسي وقدملك اي توضيح مدام كده كده هتقف ضدي هي عندك أهي تحكيلك ...بقى ! 


أنهت حديثها وهمت بالمغادرة فاوقفها شمس بضيق : سيادتك رايحه فين ؟ اولا أنا مبجيش في صف حد صاحب الحق انا معاه ومش عجبني الأسلوب اللي بتتكلمي بيه ده يا ندى إيه جرالك مكنتيش كده ؟ 


ندى بشرود : جرالي ..ابتسمت ثم تابعت ...مش مهم تعرف سلام يا شمس .


شمس بأسف : سيرين انا بجد مش عارف اقولك ايه ..بعتذر منك على تصرفها ده ممكن تفهميني ايه اللي حصل بالظبط بس ارجوك كن صادقه في كل كلمه هتقوليها لو هتكدبي يبقى اوفر وقتي وامشي اصلا مشغول ومش فاضي ومكنتش هطلع بس علشان مفيش غيري هنا عمر ومهاب ((صاحبه ميبو)) مشوا حتى ريم .


سيرين نظرت إليه بتردد واخفضت رأسها للأرض ، فتابع شمس : اممم كده عرفت انتي هتقولي إيه ؟؟ ارتاحي هبعتلك الممرضة دلوقت ..


أنهى حديثه وكاد يذهب فأوقفه صوتها وهي تقول : كانت بتسألني عن جهاز ؟ 


شمس باستغراب : جهاز إيه ؟ 


سيرين وهي تبتلع ريقها ببطء : جهاز تواصل ؟ 


شمس بضيق : مروه انا هسحب منك الكلام انطقي على طول جهاز إيه ؟ 


بتردد قصت له كل شيء كيف تواصلت مع صديقتها آيلة وعن رغبة ندى في معرفة أين يختبئ ذاك الجهاز .


شمس بذهول : تحت الجلد زارعينه !! 


سيرين بدموع : أرجوك جهازي مقفول آيلة قطعت التواصل من وقت ما طلعت من هنا آيلة كانت بنت غلبانه من جيراني هناك في بلدي ملهاش ذنب في أي حاجه متخيلهمش يجبوها تاني انا قدامك أهو اعمل اللي انت عايزه قولهم على جهاز ده براحتك خلاص مبقتش فارقه معايا كتير حتى لو هتشنقوني ! 


شمس بذهول : يعني يعني ...عايزه تقولي لي إن فيه تلفون جواكي ؟؟


سيرين بدموع : هي شريحه متطورة وفيها ميزات كتير يعن ي زي ما بتقول كده تلفون بس ليها أضرارها وخطيرة جدا مش اي حد بتظبط معاه لو قلبك ضعيف بتقتلك لأنها متصلة بالنبض بتاع القلب والعملية جراحيه بتاعتها خطيرة .


شمس بدهشة وهو لا يستوعب كل ما يحدث : مروة انتي دكتورة جراحيه صح ؟ 


سيرين بدموع : دكتورة ...يارتني ...


شمس بضيق :  مروه كان نفسك تكوني دكتورة جراحيه ..


سيرين بدهشة وابتسمت بحب لازال يذكر حلمها : احم هو آه معرفتش ادخل كلية الطب مع إني جبت مجموعها بسبب ...احم المنظمة بس انا غفلتهم ودرست واتخرجت بقالي سنتين دكتورة جراحيه بس محدش يعرف بالحكاية دي بتسأل ليه بقى ؟ 


شمس وهو يضع يده على رأسه بتعب جذب خصلات شعره ثم قال : مجرد سؤال مش اكتر ..بس ممكن اطلب منك طلب .


سيرين بلهفه: انت بتسألني أنا موافقه من قبل ما تقولي اصلا ! 


شمس بإرهاق : لو طلبت منك خدمه تعمليها صح ؟ 


سيرين بلهفه : طبعا ! 


شمس ببعض الهدوء : في موضوع هقولك عليه الاول اسمعي .....


سيرين بابتسامه : دي شريحه يا شمس من قبل ما تكمل وبما أنها كانت مع ماهر وليها تأثير كبير عليه أكيد هما اخدوا بالهم زي ما انت بتقول والحاجات اللي حكتلي عنها دي بتفسر اللي قولتلك عليه بس العملية خطيرة ومش هتلاقي دكتور يعملها صح لأنها حاجه جديدة وانتوا معندكمش أي خبره فيها .


شمس بأمل : أفهم من كلامك إنك مستعدة تعمليها ؟ 


على صعيد آخر ، خرجت من الغرفة وتعتلي شفاهها ابتسامة لطيفة متلهفة لأخبار سيدتها بآخر المستجدات عندما فتحت عينيها على وسعها من الصدمة ، هرعت نحوها سريعًا كانت ايرل مستنده على الجدار وغائبه عن الوعي أو هكذا ظنت المساعدة بمجرد رؤيتها وما إن اقتربت منها و وضعت يدها على مكان النبض في يدها حتى أسقطتها بفزع وجلست على الأرض تنظر إليها بصدمة : سيدتي لا لا لا غير معقول . 


كان ينظر إليها بنفاذ صبر ثم هتف ببعض الضيق 


شمس بضيق : مروه هتعملي العملية ولا لا إنتي بتلفي وتدوري ليه ؟ 


سيرين بابتسامه : هعملها طبعا يا شمس ..


أبتسم بارتياح وسرعان ما اختفت تلك الابتسامة عندما أكملت : بس عندي شرط هو الصراحه قدامك اختيارين ! 


شمس باستغراب وهو يجاريها : امممم و ايه بقى هو شرطك اللي من اختيارين ده ؟ 


سيرين : نتجوز ؟! أو تهربني من هنا؟! 


يتبع ...


نداء_القلب❤️.


البارت_الثامن_والعشرين_ج2 .


بقلمي_نورهان_ناصر.


(( كنت هنسى القصائد السكر دي اختي وصاحبتي اللي كاتباهم الأستاذة بشرى بتشكرك من قلبي يا حبيبتي 🥰♥️♥️♥️♥️♥️ )).


رواية نداء القلب الفصل التاسع والعشرون 29 من هنا

 

رواية نداء القلب الجزء الثانى 2

رواية نداء القلب الجزء الأول 1

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)

 

روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات