📁

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى البارت التاسع والعشرون 29

رواية نداء القلب الجزء الثانى الجزء التاسع والعشرون 29

رواية نداء القلب الجزء الثانى الحلقة التاسعة والعشرون 29

رواية نداء القلب بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نورهان ناصر
رواية نداء القلب


رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل التاسع والعشرون 29


البارت •29• الجزء الثاني 

الرواية ملك لـ كاتبة نورهان ناصر نداء القلب ♥️ 


كان ينظر إليها في ذهولٍ تام وعينيه تحدقانِها  بنظراتٍ مُستنكرة في حين ألقت سيرين بكلمتها ضاربة قلب شمس بها بلامبالاة والذي انشق إلى نصفين ، ما بين خيانة زوجته الحبيبة وبين خيانة عمله ومبادئه ، ساد صمتٌ قاتل وكأن الزمن توقف فجأة ،ومرت دقائق كان شمس على وضعه يحاول عقله استيعاب ما تفوهت به سيرين وما معنى كلماتها تلك ضحك في داخله بـ استهزاء أهذا شرطها؟؟

بل إنها مشنقة ، لقد حبسته في الشرنقه بين خِيارين أحلاهُما مُرٌ بل لا حلاوة في أي منهما أصلاً.


اكتسح الذهول معالم وجهه ضيق عينيه وعقد ما بين حاجبيه ، شعر كأنما تلقى ضربة قوية في معدته من شدة ألمها لم يستطع النطق حتى تمكن من إجلاء صوته ونطق باستنكار شديد : 

نعم !! بتقولي إيه ؟؟ 


سيرين بهدوء أفقد شمس صوابه : إللي سمعته ! 


شمس بذهول مخلوط باستنكار : و إيه هو بقى إللي سمعته العبط اللي قولتيه ده إنتي واعية بتطلبي مني إيه ؟؟ عايزاني اتجوزك إنتي أو أهربك مش كده شكل ضرب ندى ليك أثر على فيوزات مخك وخلاك مش في وعيك .


سيرين بضيق : شمس لو سمحت ....


ضرب شمس على باب الغرفة فجأة بقوة يُنفس عن غضبه ،انتفضت سيرين بفزع وانكمشت على نفسها ، فالتفت شمس ونظر إليها بغضب شديد وعينيه تقذفان شرارًا يكاد يحرقها حية : لو سمحت إيه ؟؟ انتي بتعجزيني - صمت فجأة ثم أكمل باستهزاء - بـ شرطك ده بتحُطيني في وضع زي ده بتحصريني في الزاوية مابين خيارين أحلاهم مُر بتربطي أيدي صح ؟! .


سيرين بدموع : الغاية تبرر الوسيلة انا بتعلق بقشاية ...وانت عارف كويس إني بحبك وعلشانك اعمل أي حاجه ....


شمس بغضب قاطعها بحدة : بلا بتحبيني بلا زفت بتقولي علشاني تعملي أي حاجه وانتي بتلوي دراعي وتستغلي حبي لأخويا بتلعبي بورقته وحياته علشان تضغطي عليا مش كده .


زفر الهواء بغضب ثم أكمل بضيق واستحقار :ومش فارق معاك إن في بنت حياتها في خطر للأسف كنت افكر إن فيه جواك ولو بس بذرة خير صغيرة بس إنتي قضيتي عليها وفوقتيني وعرفتيني مين هي مروة اللي كانت في يوم زميلتي لا لا سوري منك أقصد سيرين للاسف كان فيه شيء جوايا إنك مختلفة عنهم ولو بس شوية بس متشكر إنك فوقتيني وعرفتيني إنتي مين ؟؟ إنتي منهم ....ده صحيح هتوقع منك إيه مثلاً ؟ .


سيرين بدموع شديدة مدت يدها وحاولت إمساك يده ، تراجع شمس للخلف ورفع يده وأشار نحوها بسخرية : إياك إيدك تتمد تاني مره .


سيرين برجاء : يا شمس أنا بحبك من زمان متعملش فيا كده ارجوك بلاش النظره دي مش بيقولوا أي شيء مسموح في الحرب و الحب ليه مش راضي تحط لي مبرر لشرطي ده انا مش عايزه اهرب أنا عايزاك انت ! 


شمس بغضب : وأنا من زمان وأنا قلبي ملك لواحده بس وانتي عارفاها كويس نور حكتلي عن محاولتك لمساعدتها وأنا مديونلك بده وعجبتني انسانيتك وقتها مع أن لارا استفزتك كتير وحاولت تقومك على نور علشان تقتليها  وانتي رفضتي إيه اللي اتغير دلوقت ليه الأنانية اللي ظهرت فجأة كده لييييه بتعذبي أخويا زيادة ماهر تعب كتير في حياته بسببكم مستكترين عليه زها بس عارفه ربنا كبير يا مروه هو يتولاها برحمته واللي كاتبه ليها هتشوفه .


سيرين بدموع : يا شمس ! 


شمس بغضب : مستحيل فاهمه مستحيل وانا هتصرف وانتي هتفضلي هنا تعفني مكانك آخر ذرة احترام جوايا ليكي محتيها عيشي بقى لوحدك  .


أنهى حديثه وغادر سريعًا وكأن الشياطين تلاحقه ، أخذت سيرين تنادي عليه قبل أن يخرج في محاولة بائسة لإيقافه ولكنه لم يتوقف .


وقعت على الأرض تنتحب بقوة تبكي آلامها تبكي أحزانها ووجع قلبها في حين اغلق الحارس الباب موصدًا إياه جيدًا .


بالأسفل كان الوضع مستقرًا إلى حد ما ، خرج شمس من المصعد الكهربائي ووقعت عيناه على  ندى التي كانت تحزم حقيبتها استعداداً للمغادرة فأوقفها شمس يصرخ بعصبية ليس لها مثيل : ندى استني ! 


انتفضت في مكانها لدرجه أن وقعت حقيبتها لأنه ناداها على حين غفلة مما أفزعها .


وضعت ندى يدها على قلبها الذي تسارعت دقاته من التوتر أو لنقل الفزع ثم ردت بنبرة صوت متهكمة وهي تعقد ما بين حاجبيها بضيق شديد محاولة إستعادة ثباتها  : نعم !!في إيه بتصرخ ليه كده ؟؟ 


شمس وهو يتنهد بتعب : أنا آسف ..مكنش قصدي بس انتي اليومين دول بقيتي مستفزه بشكل أوفر .


ندى باستغراب فكانت تتوقع غير هذا توقعت أنه أتى لكي يوبخها على ضربها لتلك الفتاة فرددت كلمته بشفاه منفرجة من الدهشة : آسف ...معقول شمس بنفسه بيعتذر مني ...اممم ده أنا اتوقعت غير كده خالص .


شمس بضيق : سيبينا من توقعاتك دلوقت وقولي لي تعرفي إيه عن الجهاز ده وازاي أوقفه ؟!  


ابتلعت ريقها ببطء وانخفضت لتحضر حقيبتها ثم ردت بذهول  : إيه هو ده  حيلك حيلك كده وفهمني ؟؟قصدك إيه ...ولو سمحت كلمني بصوت واطي شوي أنا مش كيس الملاكمه اللي هتفرغ فيه غضبك .


شمس بتعب التقط أنفاسه وتمتم وهو يحاول التماسك وتجاهل حديث سيرين الذي أفقده أعصابه عصبته لدرجة كبيرة  : الجهاز اللي مع سيرين مش انتي عملتي كل ده علشان تلاقيه  إزاي أوقفه ؟؟ 


ندى بذهول  : امممم هي قالتلك الحقيقه ..توقعت هتكذب أو هتخاف مثلاً جهاز زي اللي عندها ده يوديها ورى الشمس شكلها بتحبك بجد بقى .


أطلق شمس تنهيدة قوية ورد بعصبية : ندى تحبني متحبنيش ولا يفرق معايا ودلوقت ردي على سؤالي إيه خلفياتك عنه وازاي اوقف حاجه زي دي ؟ 


ندى بهدوء: مش عارفه ..انا كنت بحاول الاقيه بس مش عارفه هو فين أصلا الصوت كان طالع من جواها بس زارعاها فين بقى مش عارفه بس البت صاحبتها دي آيلة وقتها ...احم ......


شمس باستغراب : وقتها ايه كملي ؟ 


ندى بإحراج وتراجعت : مش مهم .


شمس وقد وصل لذروة غضبه هتف بحده : ندى أنا اللي أحدد مهم ولا مش مهم .


ندى بضيق شديد : انا مسمحلكش تزعق لي كده ، أنا هنا زي زيك بالظبط ....


قاطعها شمس بضيق : مش وقت كلامك ده + إني على أخري حرفياً مفيش وقت للمناهدة دي ولا أنا قادر .


ندى بغيظ شديد : آه وأنا بقى اللي هتفش فيها غضبك مش كده . 


شمس وهو يجز على أسنانه تمتم بغضب : ندى ...صمت قليلاً وأخذ نفسًا عميقاً ثم أكمل ...ندى احكي لي بالظبط آيلة وقتها عملت إيه ؟! 


ندى بهدوء وهي تلاحظ حالته وتدرك غضبه جيدًا : وقتها سمعنا صوت سيرين الصوت جي من جواها ..احم وهي حطت أيدها على صدرها فوق قلبها بشوي ...بس انا فكرتها حطاها عادي يعني وبدأت اتكلم أنا  مع سيرين بس من وقتها وانا هموت واعرف إزاي اتواصلت معاها وهي ممعهاش أي وسيلة تواصل .


شمس بإرهاق : امممم .


ندى باستغراب : إيه امممم دي ؟ 


شمس بتعب كان سيقول شيء ولكنه غير رأيه ، لاحظت ندى ذلك فقالت : كنت هتقول حاجه واتراجعت هي إيه ؟ 


شمس بتراجع : لا مفيش ...شكرا يا ندى اعزريني إني اتعصبت عليكي بس حرفيًا أنا ....


تنهد بتعب وصمت فجأة فتابعت ندى قائلة بابتسامه : في إيه ومالك خرجت متعصب اوي من عندها كده ...لحظه انت قولت عايز توقفها توقف إيه في شريحة في ماهر وانت عايز توقفها قبل الجلسه ...يعني ؟ 


شمس بذهول : لا لا عقلك راح فين أخويا بعيد عن كل اللي قولتيه ده ! 


ندى باستغراب : بعيد إزاي مش فاهمه ده عميل ليهم و عاش معاهم و أكيد زارعينله و .....


أوقفها شمس بإشارة من يده وتمتم بضيق : كان ها واخده بالك من كان دي و لو تفتكري كده في دروس النحو الفعل كان من الأفعال الماضية ده أولا ثانيا مسمحلكش تقولي نص كلمة عليه أخويا مش عميل لحد آخر مرة اسمعك تقولي عليه كده وياريت أسلوبك يكون أحسن من كده معاه . 


أعقب حديثه بأن غادر متجهًا إلى غرفة المستوصف حيث أخاه دون أن يعطي لها فرصة للرد في حين نظرت ندى إلى أثره بذهول وهمست بسخرية : يبقى أكيد في جهاز في أخوك علشان كده متعصب لأنه ممكن يشقلب الطاولة عليه .


دلف شمس بخطوات متعبه وكلمات سيرين تتردد داخل عقله أخذ يزفر الهواء بغضب وهمس: مجنونه ! 


كان ماهر يجلس بقربها وقد هدأت حركة جسدها واستكانت وانتظمت أنفاسها وبدت الأمور طبيعية إلى حد ما ، أبتسم باتساع وهو يراقب ذاك الخط المتعرج في تلك الشاشة الصغيرة أمامه والذي يعرض معدل ضربات قلبها وذاك الصوت الهادئ الذي يعلمه باستمرار نبضات قلبها ، عندما سمع طرق على باب الغرفه تبعه دخول شمس محاولًا رسم ابتسامة  على وجهه يخفي بها شدة غضبه 


التفت له ماهر ونظر إليه لحظات ولم تخفى عليه تلك البسمة المزيفه ولا حالته تلك .


ماهر بقلق : مالك ؟ حصل حاجه ؟ 


أشار إليه شمس بأن يقترب منه ، تقدم ماهر بضع خطوات فرفع شمس ذراعيه وعانقه ثم همس في أذنه بشيء ثم أبتعد شمس عنه وهتف بابتسامه : مفيش حاجه ، اطمن ...هي أحسن دلوقت مش كده ؟! .


ماهر بابتسامه ضغط على الساعة في يده وفصلها عن العمل كأنما نفذت البطارية كما أخبره شمس ثم عاد إلى مقعد بجوار الأريكة وهتف قائلاً  : الحمدلله ...بس عايزين نفهم إيه اللي بيحصل أنا قلقان جدا يا شمس .


شمس بتفكير عميق : ماهر هي إيه طبيعة الأجهزة اللي عندهم ...أقصد مجال التكنولوجيا وكده أحكي لي .


ماهر باستغراب : ايه السؤال ده ؟!.


شمس بتنهيدة : عادي مجرد سؤال . 


ماهر وهو يضيق عينيه بشك : لا مش مجرد سؤال قول يا شمس شكلك عرفت مالها زها ؟! ليه خليتني أفصل جهاز التنصت وانت كمان قلعت ساعتك ليه هو فيه حاجه حصلت ؟!. 


شمس بشرود نهض فجأة وقال : لحظه وراجعلك .


ماهر باستغراب : رايح فين ؟! .


شمس بابتسامه : دقيقة بس وهتفهم كل حاجه .


خرج شمس وقابلته الممرضة على الباب تنحى جانباً سامحًا لها بالعبور ثم خرج وأغلق الباب خلفه .


تحدثت الممرضة بهدوء : شكلك مجهد أوي .


ماهر بلامبالاة تنهد بعمق ثم تابع بقلق : ممكن تفحصيها تاني وتقيسي ليها الضغط ..خايف يرتفع تاني .


الممرضة بهدوء : متقلقش اتفضل إنت بس استريح الساعة داخله على اتناشر ...


قاطعها ماهر وهو يقول بضيق: لأ  أنا مرتاح كده ..اتفضلي شوفي شغلك .


صدر صوت من خلفه قائلًا بسخرية 


- وده ليه بقى إن شاء الله ؟ إيه سر اهتمامك بيها ؟ 


رمقها ماهر بغيظ شديد وشد على خصلات شعره وتمتم بتهكم : ! This is not your business 


تحدثت ندى بغضب شديد : لا انتوا زودتوها أوي وأنا مش هسكت على السخافة اللي بتحصل دي وانت هنا واخد راحتك و رايح جي كده زي ما تكون في لُقنده "فندق" ولا كأنك متهم بقضية توديك ورى الشمس قضية حكمها معروف ...صمتت قليلًا ثم تابعت وهي تشير للممرضة .. إنتي اطلعي برا دلوقت .


نظرت الممرضة إلى ماهر كأنها تستأذنه أو تستغيث به في حين صاحت ندى بضيق شديد : إيه هتاخدي منه الإذن ؟! بقولك سيبينا لوحدنا !! 


أشار ماهر إلى الممرضة ،التي خرجت بهدوء وذهبت لاستدعاء الأطباء الذين كانوا منشغلين في عمل مناقشة حول ما حدث اليوم أمام أعينهم .


وقف ماهر واولاها ظهره وتوجه بأنظاره نحو زها وابتسم بهدوء وهو يراقبها بأعين مُحب راميًا كلمات ندى عُرض الحائط دون أن يحفل بها . 


عادت ندى تصيح بتهكم : أخوك فين ؟ اللي بيفكر يعمله ده غلط ! 


التفت ماهر ونظر إليها باستغراب وعقد حاجبيه بعدم فهم ثم قال : إيه هو اللي بيفكر يعمله غلط ؟ مش فاهم وضحي كلامك .


ندى بضيق شديد : الجهاز فين معاك مش كده ؟! .


ماهر باستغراب : جهاز ، جهاز ايه مش فاهم ؟.


ندى بضيق: اعملوا نفسكم من بنها بقى كل اللي أقوله على الجهاز يقولي جهاز إيه ؟! .


ماهر بضيق شديد : اولا أنا مش عارف انتي سيادتك بتتكلمي عن ايه ومش عارف ليه مش بتطقيني كده ومش حابب إني أعرف لأن الشعور متبادل وتاني حاجه بقى روحي قولي الغازك دي لحد غيري في مريضة هنا ولازمها راحه ودي مش أوضة تحقيقات  .


ندى بتهكم : ماهر انت كده هتضيع أخوك أحسن لك قولي الجهاز فين ؟شمس بيفكر بعواطفه .


ماهر بضجر : قولتلك معرفش إنتي بتتكلمي على إيه أصلا  - صمت قليلاً ثم أردف بهدوء وثقة - شمس أخويا عارف كويس هو بيعمل إيه وهو مش متهور ولا مندفع .


ندى بضيق شديد : انت التفاهم معاك مستحيل .


ماهر بضحكة سخرية : التفاهم اممممم فعلا عندك حق ممكن تخرجي بقى ازعجتينا ..أقصد ازعجتيها ! 


ندى بغضب : هتندم على كل ده ! 


ماهر بضيق وسخرية : اممم ماشي وانا بحب الندم جدآ أخرجي انتي بقى منها و شكرا على زيارتك غير المحببه دي اتمنى متكرريهاش.


ندى بغضب شديد : إنسان وقح .


كاد ماهر يرد عليها عندما سمع زها تتأوه بتعب ، اتجه نحوها سريعًا وجلس على طرف فراشها وهتف بابتسامه : زها ...انتي كويسه دلوقت ؟ حاسه بحاجه  ...في حاجه وجعاك ؟!


زها بصداع شديد : ماكو شي زينه ...هادا الشي بيوجع گلبي ياريته يوگف .


ماهر باستغراب : أي شيء ده ؟! مش فاهم ! .


زها وهي تغمض عينيها ببطء همست : صفـ...


ماهر بقلق وهو يراها قد غابت عن الوعي مرة أخرى اخذ ينادي عليها بصوت مرتفع بعض الشيء : زها ...زها ! .


نظر إلى شاشة التي تعرض معدل ضربات قلبها بتوتر ثم ضغط على زر بجانب فراشها مرت لحظات وأتت الممرضة وبرفقتها الطبيب إيهاب و مرافقيه .


هرج ومرج وأصوات كثيرة متداخلة مع بعضها الكل يتحدث في آن واحد لا تكاد تفسر كلمة واحدة من كل تلك الأصوات حتى قطع تلك الجلبة صوت جهوري معنف بغضب جعلهم يبتلعون ألسنتهم داخل حلُوقهم . 


- صمتًا لا أريد أن أسمع صوت أحد منكم ! 


التزم الجميع الصمت فتابع هو وهو يحدق بهم بنظرات مشتعلة غيظًا ثم وجه حديثه نحو تلك المساعدة التي ترتجف أرضًا بـ ذعر 


- والآن يمكنك الكلام ، ماذا حدث ما بها ايرل ولم جسدها يهتز هكذا ؟! . 


ازدرقت ريقها عدة مرات وحاولت إجلاء صوتها وجميع العيون تحدق بها . 


- سيدي الشريحة التي صنعتها سيدتي كانت غير مكتملة كان ينقصها بعض الأشياء ولأن حضرتكم كنتم مستعجلين على صنعها قبل أن يسترد  دانييل ذاكرته سيدي قامت سيدتي بربط الجهاز الخاص بها بالجهاز الذي صنعته ونجحت التجربة في البداية ..ثم بدأت الأمور تزداد سوءاً وتعقيدًا لأن الجهاز تعطلت به معظم المميزات التي عملت سيدتي على تطويرها واظن بل إني متأكدة بأن الجهاز الخاص بالفتاة العربية قد تفيرس وبالتالي فقد أصاب جهاز سيدتي ، كما أن تفعيل وضع التدمير الذاتي سيؤدي إلى انفجارهما معا لكن أقسم لك أني لم أفعله لأن الجهاز بدأ من تلقاء نفسه في التدمير الذاتي ولقد بذلت أقصى جهدي لكي أوقفه ولو بشكل مؤقت وتلك الصعقات التي تشعر بها سيدتي شعرت بها الفتاة أيضاً ولكن استقرت حالتها الآن وجاء دور سيدتي سأبذل أقصى جهدي لإيقافه كما فعلت للفتاة المسلمة هذا كل شيء .


تحدث آخر بخوف شديد : سيدي اسمح لي بالتدخل سأخترق الجهاز وأفصله عن جهاز الفتاة العربية .


المساعدة وهي تهز رأسها نفيًا : هذا غير ممكن تلك الصعقات التي تتعرض لها سيدتي الآن إن استمرت أكثر من ذلك سيتوقف قلبها عن العمل وتلك مخاطرة كبيرة ذاك ضغط لن يتحمله قلب سيدتي العملية الآن غير مجدية لأنها مع وجود تلك الصعقات يستحيل المخاطرة أفضل وقت عندما يستقر الجهاز وتتوقف تلك الصدمات الكهربائية أو هذا ما أظنه .


تحدث الجنرال بضجر : إذًا ما الحل برأيك ؟! 


المساعدة بتوتر : أريد أختي سيدي إنها بارعة في تلك الأشياء أكتر مني أريد أن أخذ رأيها بالتأكيد ستعلم ماذا نفعل ؟! .


تدخل طرف آخر كان يلتزم الصمت وهو ليس بغريب 


- أتقصدين آيلة ؟! .


المساعدة بهدوء : أجل سيد جابرييل ! . 


تحدث الجنرال بحده : تلك الفتاة لقد قـ.تلتها ، لتجدوا غيرها .


شهقت المساعدة بقوة وتراجعت للخلف واضعة يدها على فمها بذهول تام وعينيها تحدقانه بصدمة أقال أنه قتل أختها الصغرى ؟! .


جابرييل بقلق : الأمور تزداد تعقيداً إذا ما العمل الآن ؟! . 


الجنرال بخبث : هي أنت ((يقصد المساعدة )) ... حاولي إيقاف تلك الصعقات بأي طريقة واعلميني بالمستجدات عن حالتها أريد ايرل على قيد الحياة إن حدث لها مكروه ودعي الباقي من عائلتك وابنك أسمعتي .


المساعدة بصدمة وبصوت هامس : لقد قتلتها !! 


لاحظ جابرييل أنها ما تزال في صدمتها وقبل أن يصل صوتها إلى الجنرال تدارك الأمر واقترب منها واضعًا يده على كتفها ثم قال موجها حديثه لهم : لا تقلق سيدي أنا سأكون معها  ...صمت قليلاً وهو يراهم يخرجون تباعًا من الغرفة ثم همس ...أڤانا أفيقي .


المساعدة على وضعها : قتل أختي ....قتل آيلة ... لماذا ؟! ماذا فعلت لكم ؟! لقد كانت رهن اشارتكم لما قتلها ؟ .


ثم انهارت أرضًا وهي تبكي بشده وتنادي أختها ولكن لا حياة لمن تنادي كما يقولون .


على صعيد آخر كانت تنظر إلى سقف الغرفة بشرود ثم تقلبت بملل على تلك الأريكة وهتفت بضجر 


- اوف اوف إيه الملل ده !!! 


قهقهت سمر ضاحكة على تعبيرات وجهها المستاءة ثم قالت : امممم ده مش ملل انتي بس زهقتي من الانتظار مهو قالك احتمال يبات عند ماهر ! .


نور وهي تنظر لها لحظات ثم عادت بنظرها إلى سقف الغرفة مرة أخرى : اوف طب وما اتصلش ولا مرة ليه قلبي وجعني في حاجه يا سمر مش عارفه قلقانه كده ليه ...بس قلبي مش مطمن .


وضعت سمر الصينية المحملة بأطباق الطعام على الطاولة الصغيرة أمامها ثم جلست بقربها وهتفت بابتسامه : يا بنتي أهدي مش كده أكيد مشغول يعني أو في تحقيق ومفضيش يتصل .


نور بحزن : لا يا سمر في حاجه أنا واثقه .


سمر بابتسامه تحدثت بلهجتها التي اشتاقت لها كثيراً:  انتي چلچانه على الفاضي چومي يالا كلي إنما أنا عملت عشوايه اييييه تستاهل خشمك الحلو ده يا بت عمي چومي چومي يالا لحسن أنا ضعت من الجوع خلاص معدتش چادره يالا ناكلنا لجمه وبعدين ابجي اتصلي عليه وهملي الراچل شوي يشوف مصالحه .


نور بابتسامه : لا هتصل الأول ابداي انتي وكلي .


سمر بضحك : عراحتك ياخيتي أني مهستناش اصلا بس كنت بعزم أكده عزومة المراكبية هههههه.


نور بضحك : طب كلي كلي يا بتاع عزومة المراكبية .


أنهت حديثها وهي تخرج هاتفها ثم بحثت عن إسمه ضغطت زر الإتصال وانتظرت الرد بفارغ الصبر 


هتفت سمر وهي تقضم إحدى الشطائر : ها رد ولا لسه ؟ 


نور بقلق : عطاني انتظار بيكلم مين يا ترى ؟؟ 


سمر بابتسامه : استني شويه وهو هيتصل انزلي بقى كلي لك حاجه بدل ما انتي متشعلقه كده رجلك في مكان وراسك في مكان .


نور بضحك : يا جاهله مقعدتيش جنبي ليه واكلتي ؟ 


سمر بابتسامه : بحب اقعد على الأرض احسن زي زمان كده كنا نحط الطبليه ونتلم حواليها كان وقتها ماما ..تنهدت بعمق والتمعت عيناها بالدموع الحبيسة وتابعت حديثها ...كانت لسه معانا كنا كلنا نتلم حوالينها شمس وماهر واولاد عماتي مكنتيش إنتي جيتي وقتها  ، أجمل 9سنين من عمري حرفياً يا نور - تنهدت برضا وتابعت -  الحمد لله يا رب على كل حال .


نور بدموع : معاك حق الحمد لله دايما ربنا يجمعنا بيهم في جنته . 


أنهت حديثها ثم نزلت عن الأريكة وجلست بجوارها وبدأوا يأكلون بصمت وكلُّ من هما في عالمه الخاص وقد تدفقت الذكريات على عقلهم مثل موج البحر الهائج .


كان يستند على الأريكة بتعب بينما يهاتف أحدهم


شمس بحزن شديد : أنا اسف دكتور لؤي لو صحيتك من النوم وازعجتك في الوقت المتأخر ده .


على الطرف الآخر من الهاتف رد د / لؤي  بابتسامه ثم اعتدل جالساً على سريره : لا  مفيش إزعاج ولا حاجه أنا أصلا كنت صاحي عندي عملية مقلقاني شوي  ، المهم انت اخبارك ايه ؟! . 


شمس بتعب : تعبان خالص ....سيبك مني دلوقت سمعت عن حاجه زي زرع شرايح إلكترونية أو ذكاء اصطناعي بمعنى تاني تحت الجلد  بص من الاخر تلفون كده يبقى جواك .


د/ لؤي بتفكير : امممم تقريبا قرأت عن حاجه زي كده ، بتسأل ليه ؟! .


شمس وهو يأخذ نفسًا عميقاً : في حد اعرفه عنده تلفون جواه بس الشريحه مدمرة على الاخر وقلبه مش مستحمل أساساً وفيه خطر على حياته وانا حرفيا مش عارف أعمل إيه ؟! .


د/لؤي بهدوء : شمس لحظه بس الموضوع ده Science fiction انا قرأته في مقال معتقدش فيه حاجه زي كده ! .


شمس بارهاق أغمض عينيه لحظات ثم فتحها وتابع : ياريت كان زي ما بتقول خيال علمي بس لا حقيقه اسمع .......


بعد وقت هتف د/ لؤي بذهول : معقول إيه التفكير ده دول شياطين استغفر الله العظيم يارب ...طب يا شمس روح كده عندها بسرعه ومليني التشخيص بتاعها بالظبط كله معدل ضربات قلبها والضغط كله واتصل عليا  .


شمس بتعب : حاضر ...اتشيييييييه ... الحمد لله 

تنحنح بحرج وتابع ...معذرة  .


د/لؤي بهدوء :يرحمكم الله ، ألف لا بأس عليك شكلك واخد برد جامد .


شمس بتعب وصداع شديد عطس مرة أخرى : يهدينا ويهديكم الله  ...شكله كده . 


أنهى حديثه وأغلق معه ثم توجه إلى غرفة المستوصف حيث أخاه ، طرق الباب وسمعه يأذن له بالدخول .


دلف شمس بعيون ذائغة وأنف محمر بشدة ثم ارتمى بتعب على تلك الأريكة ، نهض ماهر واتجه نحوه وهتف بقلق وهو يرى حالة أخيه والإرهاق الذي يحتل معالم وجهه : شمس ..انت تعبان قوم روح طيب ! .


شمس بصداع : لا انا كويس شوية ..اتشييييييييه .. الحمد لله  ..ده شوية زكام بس .


ماهر وهو يربت على كتفه بحنان : يرحمكم الله ...استريح طيب .


شمس وهو يفتح عينيه بصعوبه : يهدينا ويهديكم الله ..عامله ايه دلوقت ؟! .


ماهر بابتسامه : الحمد لله كله تمام أنفاسها انتظمت ومفيش اهتزازات تاني فاقت لحظات كده وغابت عن الوعي بس الدكتور طمني إنها كويسه دلوقت  .


شمس بابتسامه : كويس جدا ! .


ماهر بتردد : شمس إنت مخبي عني حاجه صح ؟! .


شمس بذهول : حاجه حاجه إيه دي اللي مخبيها ؟! .


ماهر بتنهيدة : ندى قالتلي على كل حاجه أوعى تعمل حاجه غلط علشاني .


شمس بذهول وتعب شديد رفع ذراعه ودفن أنفه في كوعه وعطس ثم حمد الله وردد بإرهاق : قالتلك إيه ؟ 


ماهر بقلق : شمس إنت تعبان خالص ..قوم ريح جسمك .


شمس بابتسامه : لا حبيبي أنا كويس والله المهم ايه الكلام الغريب ده وحاجه ايه الغلط اللي هعملها ؟! . 


أخذ ماهر تنهيدة عميقة ثم قص عليه الحوار الذي دار بينه وبين ندى .


ماهر بتفكير : وبس مفهمتش تقصد ايه ولا وضحت لي أي حاجه .


شمس بضيق : سيبك منها ده أي كلام وخلاص .


ماهر بابتسامه : طيب قولي بقى فيك إيه ؟ وليه عيونك مش في عيوني وأنت بتكلمني ..فاكر زمان كنت بتعمل كده لما تكون بتخبي حاجه عني أو تكدب مكنتش بترضى تبص لي وقتها ده غير أننا شبه مُتكافـئين وأنا عارف إنك بتكذب عليا قول بقى ! . 


تنهد بعمق ثم نظر إليه لحظات بتردد وأخبره بكل شيء عن تلك الشريحة ومخاطرها .


ماهر بذهول : لا لا مش ممكن اللي بتقوله ده تلفون جواها مين قالك الكلام ده ؟!.


شمس بصدمه : أنا فكرت إنك عارف بالحكاية دي ؟ أو باختراعهم ده !. 


ماهر بذهول : لا أول مره أعرف منك إنت ! .


شمس بفرحه : يعني إنت مش معاك جهاز زي ده ؟! . 


ماهر باستغراب من فرحته تلك : لأ ممعيش بس ليه فرحت كده ؟! .


شمس بارتياح : متشغلش بالك المهم دلوقت هي زها الشريحه مش مظبوطه ولو لا قدر الله استمر الضغط ده مع ارتفاع معدل ضربات قلبها وانخفاضه ممكن تاجيلها نوبة قلبية أو جلطه بعيد الشر عن قلبك وقلبها .


ماهر بحزن  : طب والعمل مين هيصدق أصلا ان فيه تلفون جواها ومتصل بقلبها ده كلام ولا في الخيال ...وغير ده كله منقدرش نجازف يا شمس ونجيب دكتور يعملها عملية على شيء هو أصلا مش مقتنع بيه ومش هيصدقنا .


شمس بعد تردد: فيه حل يا ماهر ! .


يا ترى شمس هيوافق على طلب سيرين ويتجوزها ؟؟ 

قلبي عندك يا نور شكله ناوي على جوازه تالته 😂🤭؟؟


شمس بتردد : في حل يا ماهر .


لاحظ ماهر نبرته والتردد الذي طرأ على وجهه فقال باستغراب : والحل ده غلط وهيضرك مش كده يبقى هو ده إللي تقصده ندى إنك هتعمل حاجه غلط اوعى يا شمس .


شمس بابتسامه : أنا يهمني أنت متشغلش بالك المهم سعادتك انت .


ماهر بنفي : لا لا وألف لا ! .


شمس بابتسامه : مش لما تعرف الحل طيب وبعدها تبقى ترفض .


ماهر بحزن : واضح أنه مش عاجبك انت يا شمس وأنه صعب .


شمس بضحك حتى يخفف هذا الجو المشحون بالتوتر : لا ده الموضوع فيه جواز ههههه مش خطير اوي كده .


ماهر بذهول : إيه جواز ؟ جواز إيه؟ وده هينقذ زها إزاي مش فاهم ؟! . 


شمس بضحكة غُلب ممزوجه بوجع : بص هو شرط لا لا خيارين أسوأ من بعض ياتجوزها يا اهربها ! . 


ماهر باستغراب : هي مين دي بقى اللي في أيدها الحل - صمت قليلاً ثم هتف بدهشة - سيرين مش كده ؟! .


أشار شمس بعينيه بهزة بسيطة وهتف بغضب مكبوت : اها هي بعينها مروة أو بلوة حياتي يا ماهر .


ماهر بحزن لأجله : لا مش علشان تجمعني بحبيبتي تهد حياتك وبيتك مستحيل أوافق .


شمس بغُلب : يبقى الحل التاني أنا أصلا مفكرتش في الجواز يا ماهر ...مستحيل اكسر قلب نور لا مش هعملها فيها مرتين نور اتجوزتها في السر فضلت مراتي في الخفى ولارا عملتلها فرح اسطوري ابسط حقوق نور ماخدتهاش ده غير إني اتجوزتها اجباري عنها ومكنتش تعرف أساساً .


ماهر بحزن : لا مش موافق بردو على الاختيار التاني ده في نهايتك يا شمس دي خيانه كبيرة انا سمعت إن اللواء نجدت مدير المخابرات ده مستقصدك مش عارف ليه مش بعيد يتهموك بالتجسس ده مش حل خالص هي بتعجزنا مش اكتر بتضرب كذا عصفور بحجر واحد انت هتخون شغلك وانا هخسر القضية وهفضل الخاين أو العميل دانييل وزها حتى لو خفت هكون أنا وانت معدومين أصلاً ونور هتموت بحسرتها ووراها سمر مفكرتش في كل دول .


شمس بحيرة وضياع : أومال اعمل ايه قولي انت ؟!  حاسس ان أيديا الاتنين متربطين مش عارف أفكر انا قفلت جهاز التنصت علشان محدش يعرف باللي هقوله انا حتى العقيد معتز مقولتلوش حاجه الوضع مش ناقص وجهاز خطير زي ده لو اكتشفوه معاك هتبقى كارثه بس الحمدلله قدر ولطف إنك لا معاك ولا حتى تعرف عنه حاجه . 


ماهر بابتسامه : لا يا شمس أنا مش معاك في إنك تخبي أي حاجه عن العقيد معتز الراجل ده وقف في ضهرك وساعدك كتير وحاسس بحبه لينا وعاملني كويس فأنت زي ما بدأت الطريق ده معاه تكمل وتقوله على كل حاجه وإن شاء الله نلاقي حل .


هز شمس رأسه باقتناع وتبسم في وجهه فتابع ماهر بابتسامه : تعالى نتوضى ونصلي ربك رب المعجزات خير إن شاء الله إللي نجاها مرتين من الموت ورجع قلبها للحياة بعد ما وقف مرتين وفي المرتين بينهم بتاع خمس أو ست دقائق قادر يحميها انا ثقتي وتوكلي على رب العالمين كبيرة واثق إنه هيحميها بص عليها كده بتتنفس وعايشه الحمدلله ربك هيقضيها قوم يالا نصلي وبعدها تروح تحكي لمديرك العقيد معتز باللي وصلتله .


شمس بابتسامه  : عارف مع أننا شبه بعض بس انت انهارده بكلامك ده أنا مكنتش شايفك ماهر خالص ..كنت شايفك أبويا ...انت فعلا بتشبهه حسيت إنه هو اللي بيكلمني كنت شايفه في وشك وابتسامتك حتى صوتك مكنتش سامعه كان صوت أبويا .


خفتت نبرة صوته واختلطت بدموعه وهمس بحزن : وحشني أوي موته كسرني كانت فترة صعبه خسرت فيها كل اللي بحبهم الأول انت وبعدين هو وبعدين أخدت كمية صدمات مهوله واتصدمت في ناس كانوا في يوم من اقرب الناس ليا يا ماهر و خسرت حبيبتي وبعدوها عني مراتي ومش من حقي أشوفها ولا اجيلها كبرت بعيد عن عيني وبعدين جدك وقبلها عمك حمدان وقبلهم كلهم أمي إللي مشفتش النور يا ماهر ...انفلتت شهقة وجع مدفون بداخله وتابع ..كلهم وحشوني .


عانقه ماهر بقوة مربتًا على ظهره وقال : لا إله إلا الله وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ربنا يجمعنا بيهم في جنته ، يالا امسح دموعك دي وتعالي نصلي .


كانت تنادي عليه بصوت منخفض بعض الشيء وهي تجول بعينيها في ذاك الظلام الدامس ، تسارعت دقات قلبها بشدة ، وارتعدت أوصالها بذعر .


سحر بتوتر وقلق شديد : مهاب ...مهاب انت فين ؟ 

على فكره ده مش نيس خالص يعني ولو طلع مقلب منك هـ .. مش عارفه هعمل فيك إيه دلوقت بس أول ما أعرف هقولك انت فين بقى ؟! . 


صمتت قليلًا وهي ترهف السمع ولكن لا تسمع أي شيء سوى ذاك الصوت الصادر من صراصير الليل  الذي يشبه الصفير وياله من صفير مزعج للغاية .


ابتلعت ريقها ببطء ثم أخذت تحرك قدميها قليلًا وهي لا تدري أين تتجه بـ خطواتها تلك وعادت تنادي عليه مرة أخرى بنبرة اقرب إلى البكاء .


سحر بنبرة خافته يتخللها البكاء : مهاب ..مهاب كفاية أخرج والله خايفة دي مش شهامة منك على فكره تجيبني في المكان ده وتمشي كده .


كانت سحر تقف في منتصف الطريق يحاوطها الظلام من كل جانب حرفيًا ،ظلام  الليل وسكونه القاتل لا يقطعه سوى صوت تنفسها العالي وسرعة خفقان قلبها كان هما الرفيق الوحيد لها في ذلك المكان "أي صوت أنفاسها وقلبها " .


ازداد تنفسها وهاجت دقات قلبها بشدة معلنة حالة الاستنفار في داخلها وقد سيطر الرعب عليها .


سحر بدموع شديدة : مهاب ...مهاب متسبنيش لوحدي ...مهاب ..أخرج بقى ....مهاب أنا ...


وفجأة صرخت بقوة شديدة عندما أحست بأحدهم يقبض على يديها ، وقبل أن يتفوه الآخر بحرف أخذ هو الآخر يصرخ بشدة بهلع أكثر منها ، ظل كلاهما يصرخ بشدة وهو يمسك بيدها بقوة غريبة .


همست سحر بضيق شديد بعد وقت : كفاية سد حلقك ده ، خرمت طبلة ودني !.  


مهاب بابتسامه : هو انتي يا أم تكشيرة اربعه وعشرين ساعة ، يا شيخه قطعتي لي الخلف استغفر الله انا فكرتك النداهة عتنادي عليا لأجل تاخدني لعالمها علشان واجعه في حبي  .


سحر بغيظ شديد أخذت تضربه على صدره بقوة ويدها الآخرى لازالت ممسكة بيده بلا شعور منها ، تأوه مهاب وهمس بخفوت : كفاية خلاص .


سحر بدموع وهاجمت الذكريات عقلها : متعملهاش تاني ....متسبنيش لوحدي  .


مهاب بابتسامه : مكنش بأيدي والله  أنا كنت بدور عليك بردو لما اتخبطت في الشجره كنت بعيد عنك ومش شايف حاجه خالص وصوتك بعد وانا معرفتش أرجع وفضلت ألف كتير لحد ما لقيتك هو مش بالظبط كده يعني بس سمعت صوت هامس بينادي بإسمي - صمت قليلاً ثم تابع بحرج - فكرتها النداهة وجريت ولما وصلت لهنا مكنتش شايفك اصلا ومسكت ايدك بالغلط وانتي صرختي وانا جالي الصرع انا كمان ولقتني بصوت على صواتك بس ياستي عرفتي منين إنه أنا عندك عين سحريةولا إيه ؟! .


سحر من دون وعي هتفت بعفوية : برفيوم بتاعك بميزه بين مليون وريحته تجنن .


صمتت فجأة وفتحت عينيها بصدمة وقد اعترى وجهها حرج وخجل شديد ولعنت في داخلها عفويتها تلك.


أبتسم مهاب بشدة ورغم علمه بأنها تعرفت عليه من رائحته إلا أنه أراد أن يسمع منها ويعلم سلفًا أن عفويتها هي من ستتحدث ، بات يعشق عفويتها تلك والتي تظهر في المواقف بدون إرادة منها وتعبر عما في داخلها ولا تظهره.


مهاب بابتسامه : اممممم تجنن فعلا ..وانتي بقى بتميزي البرفيوم بتاعي ولو كان بين مليون ...اممم مركزه اوي بقى. 


سحر بضيق شديد : اخرس - ثم تابعت مغيرة الموضوع - ممكن بقى تتفضل كده تقولي إحنا هنعمل ايه ؟؟ وهنرجع تاني ازاي ؟؟ انت ممعكش تلفونك كشاف أي حاجه أنا حاسه اني بقيت عميه .


مهاب بابتسامه رغم عدم رؤيته لها هتف بهدوء  : رغم إني مش شايفك بس عارف انك مكشرة وإنتي بتتكلمي دلوقت .


سحر بغيظ شديد : مهاب أنت في إيه ولا إيه بقولك ممعكش زفت تلفونك ولا انت عاجبك الوضع ده اوي ! . 


مهاب بابتسامه : عايزه الصراحه ؟! .


سحر بخوف وصدمه: يخربيتك هي فيها صراحه ...انت جايبني تغرغر بيا يا واد عمي أني كان جلبي حاسس بردك ...سحبتني وراك كِيف الجاموسه وجبتني أهنا في مكان مجطوع والعتمة محاوطانا من كل حته ومفيش غير صراصير الليل اللي  عتتدندنلك ألحان أهي يا ابو فشه عايمه .


ضحك مهاب بشده وهتف بابتسامه : حيلك حيلك أي ده كله يخربيت الافلام اللي بتشوفوها ولحست عقلكم هو انا شايفك أصلا احنا عاملين زي جهاز الراديو دلوقت أنا سامعك وانتي سامعاني حد فينا شايف ملامح التاني أصلا ده كلام ده .


- صمت قليلاً ثم تابع بصدق ويده بلا وعي تضغط على يدها تطمئنها -  سحر انتي واثقه فيا مش كده ؟ ، أنا عارف إن إللي قولتيه ده هزار إنتي عارفه إني مستحيل أأذيكي أو استغل الوضع إللي إحنا فيه ؟ ومجبتكيش هنا وتفكيرك يبعد لبعيد انا كنت عايز اديك مساحه تتنفسي وفي نفس الوقت في مكان هنا مفضل عندي كنت هاخدك ليه بس حظك أن القمر مش طالع انهارده وحتى النور كمان مقطوع كل واحد صاحب غيط من دول يا سحر بيبقى مركب لمبة قدام غيطه ودلوقت بيركبوا نور على الطريق علشان اللي بيعدي من هنا بس الكهربا قاطعه على حظنا انا عمري ما أفكر أأذيك أبدا . 


سحر بتوتر وارتباك : ها ...


صمتت لا تعرف ما تقول أتخبره أنها للأسف تثق به أكثر من أي شخص آخر بل تطمئن في وجوده وتعلم جيداً أنه يستحيل أن يؤذيها وتحب تمسكه بها ولكن إلى متى سيظل متمسكًا بها وهل لو  علم الحقيقه سيظل هذا الحب أم أنه سيوئد قبل أن يظهر للنور.


صدرت أصوات مشاحنات في داخل عقلها . 


- ماذا يعني هذا أتثقين في رجل مرة أخرى ...لا لا مهلا انتظري أنا لم أثق من قبل حتى تقولي مرة أخرى ...لا أعرف هذا الشخص ماذا يصنع بي ما كل هذه المشاعر التي تضرب قلبي ... ما بك يا قلبي لما تتسارع بشدة ولكن سرعتك هذه ليست خوف هذه المره لا أعلم لما تدق بتلك الطريقة .


طال صمتها وكم احزنه ذلك ولكن ومض في عقله مقولة رآها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك .


« أحيانًا يكون الصمت أجمل من مليون جواب » 


تنهد بعمق ثم حدث نفسه : أهو على الأقل ما انكرتش ...يبقى بتثق فيا ...بس بردو ما اثبتتش ..يوووه بقى اسكت انت .


سحر بتوتر : مهاب هنعمل ايه ؟ ازاي محدش طلع يدور علينا كل الوقت ده ؟؟ ولا اتصل بيك حتى ؟ . 


مهاب بتوتر : سحر تلفوني نسيته في البيت ! .


سحر بضحكة سخرية : ههههههه دي نُكته صح ؟؟ بتهزر ؟؟ 

صمتت قليلًا ثم تابعت بتهكم ...هزارك بايخ على فكره ودمك تقيل .

  

مهاب بابتسامه : سيبنالك انتي الدم الشربات والخفيف .


سحر بغضب : اكيد اتجننت رسمي مهاب انت فاضي تهزر و احنا في حتة مقطوعه وتايهين ومش شايفين حاجه وانت واقف تهزر وتقلش .


مهاب بتروي : يا حبيبتي أهدي كده اولا احنا مش في حته مقطوعه احنا حوالين الغيطان تعالي ندخل غيط منهم بيكون فيها زي كوخ صغير كده او ندور على اي حاجه نقيدها .


سحر بشرود ولم تنتبه على كلمته تلك "حبيبتي" أخذت تفكر معه بصوت مرتفع : لنفترض إني مشيت وراك وده مظنش هيحصل تاني .. تنهدت ثم تابعت ...هندخل غيطان الناس من دون علمهم .


مهاب بابتسامه : عندك حل غيره بقى لو مش عايزه خليك هنا وانا هحسس وأدخل أي واحده فيهم هلكان عايز أنام انا مطبق من يومين .


سحر بغيظ شديد : والله ؟ .


مهاب وهو يرفع كتفيه وكأنها تراه ثم قال : اللي يريحك  ...صمت فجأة ثم تابع بابتسامه ..على فكره اظفارك غرست في أيدي .


سحر بحرج وقد انتبهت الآن أنها لازالت ممسكة بيده بقوة ، أبتسم مهاب بشدة ثم قال : إجابتك على سؤالي اللي سألتهولك وانتي تجاهلتيه وصلني  أيدك عرفتني قد ايه بتثقي فيا ومش خايفه مني خالص بالعكس إنتي بتطمني في وجودي بدليل تمسكك بأيدي لغاية دلوقت ونداءك ليا أو يمكن قلبك إللي ناداني علشان بيطمن وهو معايا .


سحر بدهشة وكأنه قد دخل داخل عقلها وقرأ الحرب المشتعلة به هتفت بضيق شديد : متثقش أوي كده ده طبيعي أولا إنت إللي جبتني معاك هنا واختفيت فجأة فطبيعي هدور عليك لأن دي بلدك انت أنا هعرف أروح ازاي من غيرك ..ولما مسكت ايدك ده بردو حاجه طبيعية في الوضع ده يا مهاب أنا بنت لوحدي ومش شايفه غير عتمه وبس وفجأة انت ظهرت ف ...


مهاب بابتسامه قاطعها : سحر مبرراتك مش مقنعه خالص وهقولك ليه ؟ بس بمنظورك انتي ، اولا أنا إيه ؟ .

سحر باستغراب عقدت حاجبيها بعدم فهم ، فابتسم مهاب وقال : فوكي عقدة حواجبك دي الأول.


سحر بدهشة : انت إيه مش فاهمه إنت مهاب أي فقدت الذاكره ؟ . 


مهاب بابتسامه: أنا عارف إني مهاب ..ومهاب ده بنت ولا شاب .


سحر بغيظ شديد : شاب ها وبعدين عايز توصل لأي يعني ؟ . 


مهاب بابتسامه : هقولك اصبري على رزقك أنا إيه راجل ، انتي بقى إيه اكتر حاجه بتكرهيها ؟. 


سحر من دون تفكير : انتوا ! 


ازدادت ابتسامته وتابع بحب : اممم ده صح نوعا ما انتي كده جاوبتي على نفسك ! 


سحر بغضب وهي لا تفهم شيء : يعني ايه مفهمتش ؟ .


مهاب بابتسامه : يعني أنا ببساطة مستثنى من اللي بتكرهيهم إنتي بتطمني في وجودي مسكتي أيدي علشان احسسك بالامان قلبك ده ارتاح اول ما شم ريحة البرفيوم بتاعي وهدي من خوفه بس من حاجه تاني لأ أعلن احتجاج جواكي وحصلت دربكه جواك مابين عقلك وقلبك و لما سالتك اذا كنتي خايفه مني أو عندك ولو واحد في المية شك إني هأذيك انتي ارتبكتي واستخدمتي حقك في الصمت  وما انكرتيش ده و ده معناه شيء واحد إنك بتثقي فيا ومطمنه وانتي معايا وواثقة إني مستحيل أأذيكي .


كانت تستمع له بكل تركيز هو محق في كل ذلك إن كنتي تكرهين الرجال فلما هذا الرجل لا تكرهينه بل تثقين فيه وتطمئنِ في وجوده ، ولما ظللت ممسكة بيده بقوة تستمدي منها أمانك وفجأة برزت تلك الكلمة أمامها «هذا الرجل أمانك» 


سحر بمشاعر مختلطة وقد أربكتها  كلماته وهاج قلبها بداخلها وفجأة برزت فكرة مجنونة في خاطرها رأت نفسها تحتضنه بقوة وتقول له أنه أمانها بل أكثر من ذلك .


هزت رأسها بقوة كأنما ضربها البرق وتنفست الصعداء وهتفت بتغيير للموضوع

: ها وبعدين هنعمل ايه ممكن تسيبك بقى من كل ده وتقولي هنتصرف ازاي ؟! . 


مهاب بابتسامه رفع يده ومدها باتجاهها وقال : ارفعي ايدك وامسكي أيدي وتعالي معايا يا سحر .


سحر بذهول وبلا وعي فعلت مثل ما قال لها ومدت يدها إليه كأنها مسحورة ، أمسكها مهاب جيداً وضغط عليها كل هذا حدث في ثوانٍ اخذت سحر تسير معه مسلوبة الإرادة بينما أبتسم مهاب في داخله بأمل .


كانت تتقلب على الفراش بملل ولم تذق عينيها طعم النوم ، نهضت عن السرير وجلست نصف جلسه وأخرجت هاتفها نظرت إلى الساعة فوجدتها تقترب من الثالثة فجرًا ، كانت سمر تغط في نوم عميق بجوارها بينما نور ترقد بجوارها وقد خاصمها النوم ورحل عن جفنيها والقلق قد أخذ مكانه في قلبها .


نور بقلق : مش ممكن شمس يقعد طول الوقت ده وميكلمنيش لا وحتى ماتصلش عليا لما رنيت عليه واداني انتظار .


أخرجت هاتفها ونظرت إلى إسمه ثم ضغطت عليه وانتظرت الرد حتى أتاها صوته ولكن قبل أن تتفوه بحرف سمعته يعطس بقوة .


نور بقلق : يرحمكم الله ! حبيبي مالك تعبان ؟. 


شمس بتعب شديد: يهدينا ويهديكم الله ..لا يا حبيبتي متخافيش ده شوية زكام بس انا اسف معرفتش اتصل عليك كنت مشغول أوي اعزريني قلقتك صح شكلك منمتيش ؟ . 


نور بخوف عليه : معرفتش انام غير لما اتطمن عليك ! .


شمس بابتسامه : أنا بخير الحمدلله النهارده هيقدم ماهر إفادته وهيتحقق معاه من قبل لجنه هانت كتير يا نوري .


نور بابتسامه : خير إن شاء الله ...بس صوتك مضايق أوي في حاجه ؟ .


شمس بابتسامه : متشغليش بالك يا قلبي مشاكل عادي اهتمي بنفسك كويس ومتجهديش رجلك تمام .


نور بابتسامه : حاضر متقلقش .


شمس بابتسامه : يحضرلك الخير دايما  ...صمت قليلاً ثم تابع ...نور عايزك تسامحيني مهما حصل وإياك تبعدي عني .


نور باستغراب : إيه الكلام ده ؟ اسامحك على ايه ؟ وهابعد عنك ليه ؟ .


شمس بابتسامه : تسامحيني وخلاص .


نور بضيق : شمس ! .


شمس بضحك : خلاص متتعصبيش كده بهزر معاك ! .


نور بضيق : بس محستهوش هزار الكلام ده وراه حاجه شمس إنت هتعمل ايه ؟ . 


شمس بابتسامه : كل خير يا روحي بوعدك هقفل دلوقت وانتي ارتاحي ماشي ! .


نور بضيق :بقى تكلمني بالالغاز دي وتقولي سامحيني ومتبعديش وعايزني أنام ، ناوي على ايه يا شمس ؟ .


شمس بضحك : ولا أي حاجه  ....صمت ثم تابع ...نور أنا بحبك .


نور بقلق : وانا كمان ..شمس متعملش حاجه توجع قلبي .


شمس بابتسامه: متقلقيش ! .


ها قد انكمش ستار الليل وعم الصباح واشرقت الدنيا بنور الشمس كان الجميع مجتمع في غرفة زها العديد من الأطباء يقفون فوق رأسها وهناك في زاوية الغرفة يقف ماهر وشمس يتحدثون 


ماهر بقلق :ربنا يستر ! 


شمس بابتسامه : إن شاء الله خير .


ماهر بقلق : مش مطمن ! .


شمس بثقة : ثق فيا ومتقلقش ! .


يتبع ...


#نداء_القلب❤️.


#البارت_التاسع_والعشرين.


#بقلمي_نورهان_ناصر.


رواية نداء القلب الفصل الثلاثون 30 من هنا

 

رواية نداء القلب الجزء الثانى 2

رواية نداء القلب الجزء الأول 1

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)

 

روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات