📁

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل التاسع 9 بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل التاسع 9 بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى البارت التاسع 9

رواية نداء القلب الجزء الثانى الجزء التاسع 9

رواية نداء القلب الجزء الثانى الحلقة التاسعة 9

رواية نداء القلب بقلم نورهان ناصر

رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل التاسع 9 بقلم نورهان ناصر
رواية نداء القلب


رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل التاسع 9


البارت •9• الجزء الثاني الرواية ملك لـ كاتبة نورهان ناصر ( نداء القلب ♥️)


بعد لحظات صمت ، تنفس فيها شمس الصعداء وهو يضع رأسه على صدرها بينما لازالت دموعه مستمرة في الهطول من عينيه ، على الأقل لازال يستمع لنبضات قلبها ولكن هذا لا يكفيه يريدها أن تصحو أن تفتح عينيها .


يكفي إلى متى سيبقى ينتظر لقد بات يكره شيء إسمه الإنتظار هل سيبقى طوال عمره ينتظر ،،، ينتظر رجوعه إلى حبيبته ،،، ينتظر عودة أخيه ،،، ينتظر أن يلتم شملهم ،،،،،ينتظر وينتظر وقلبه قد تألم من الفراق ،،، فراق والدته قبل أن يلتقيها ،،،،فراق أبيه ،،،،فراق أخيه،،،،فراق حبيبته وزوجته ،،،،فراق عائلته التي تبدد نهارها واستحال إلى عتمة مُقيتة ودفن بيديه أقرب الناس والاحباب إلى متى ألم تقل أم كلثوم إنما للصبر حدود وهو قد نفذ صبره ،،، لقد تعب ولم يعد يتحمل . 


فتحت نور عينيها ببطء وهي تشعر بشيءٍ ما جاثم فوقها ثم هتفت بشفاه مرتجفه : شـ....ـمس ...انـ...ـت ....هـ...ـنا !


فتح شمس عينيه ورفع رأسه سريعًا ثم نظر نحوها بعيونٍ تغمرها الدموع ثم مد يديه وأمسك بوجهها هاتفًا بسعاده 

: نور حبيبتي وأخيراً صحيتي .


أنهى حديثه ثم ابتعد عنها ببطء وضغط على زر استدعاء الممرضة بينما نور أغمضت عينيها وهي تأن بتعب ، فعاد شمس يحدثها وهو يقول بنبرةٍ قلقه

 : نور ، نور فتحي عيونك في حاجه وجعاكي لحظة بس هناديلك الدكتورة استرخي ! .


عاود شمس الضغط على الزر مرة أخرى ، مرت  لحظات وأتت الممرضة ، فـ هتف شمس ببعض الضيق من تأخرها : فتحت عينيها واتكلمت بس رجعت غمضتهم تاني في حاجه وجعاها فين الدكتورة ؟ .


تمتمت الممرضة بهدوء وهي تقول له : ممكن بس تبعد شوي علشان أشوفها وبعدين قولتلك الحركه الكتير مش كويسه علشانك وليه شلت الدراع لسه كتفك مصاب ! .


تجاهل شمس حديثها ثم ابتعد بكرسيه فتقدمت الممرضة ثم فحصت نبضها وقامت بفتح إحدى عينيها فرأت بؤبئيهما يتحركان ثم تحدثت بهدوء : نور سمعاني فتحي عيونك ! .


فتحت عينيها ببطء ولكن لم تقدر على الحديث فهتف شمس بقلق بالغ : هي مالها مش قادره تتكلم ليه ؟ .


الممرضة بعملية : ده طبيعي متقلقش خليك هنا وأنا هستدعي الدكتورة ميارا ! .


شمس بقلق : ومين قالك إني هسيبها أصلا استعجلي شكلها بتتألم ! .


أومأت الممرضة بعملية ثم غادرت ، ثوان مرت ودلفت الطبيبة ميارا وهي تقول : شمس اتفضل أخرج لازم ترتاح  ....


قاطعها بغضب : مش متحرك من هنا أنا عايز سرير جنبها هنا ! .


د / ميارا : موش هينفع أنا لازم أكشف ئليها وإنت بتئطلني .


شمس بضيق : اتفضلي اكشفي عليها مش هتحرك من هنا وبعدين هي خلاص فاقت مش كده ؟ .


د/ ميارا بهدوء : الحمدلله  سيبها ترتاح وأنت ...


قاطعه بضيق شديد: مش متحرك من هنا وأنا مرتاح كده قولتلك ! .


و مع إصراره تنهدت الطبيبه بقلة حيلة ثم اتجهت نحو نور ووضعت يدها على رأسها ثم قالت وهي تنظر نحو الأجهزة بعملية : تمام شيء كويس خالص كل حاجه طبيئيه نور هبيبتي سمئانا ! .


فتحت نور عينيها وبربشت برموشها فقالت الطبيبة : اطمن شمس كل حاجه طبيئيه خلاص زال الخطر مؤشراتها الهيوية تمام وتنفسها منتظم بس ده إرهاق موش أكتر أنا دلوقت هغيرلها على الجرح ممكن تتفضل بقى ! .


شمس بضيق : على فكره أنا جوزها إللي هتعمليه اعمليه قُدامي مش متحرك من هنا قولتلك  ...! 


- شمس تعالى معايا وسيبهم يشوفوا شغلهم بعدين عندك إنت كمان تغيير على الجرح و الدكتور مستنيك ها تحب تغير قدامها هنا بردو . 


نظر شمس نحو سمر ثم تنهد بتعب فاقتربت سمر منه وامسكت بالكرسي وهتفت ببسمة : الحمدلله نور وفاقت وهتتعافى بإذن الله كل حاجه هتبقى أحسن يالا إنت كمان دكتور لؤي مستنيك ! .


كان يجلس وهو يضع يده على رأسه وهو يفكر مقتطفات صغيرة تظهر ومن ثم تعاود الاختفاء ، قطع عليه شروده دلوف الطبيب المعالج له وهو يقول : 

ها يا ماهر عامل إيه انهارده ؟ .


رفع ماهر رأسه ونظر إليه لحظات بتيه ثم رد باقتضاب : زي ما أنا مش فاكر حاجه عقلي مشوش وتايه - رفع يديه وتحدث بلامبالاة - الطبيعي بتاع كل يوم يا دوك .


الطبيب المعالج بهدوء : يا ماهر العقار إللي في جسمك مفعوله أوي إحنا حاولنا نسحب كمية منه ومع الوقت هيقل من جسمك وهتفتكر .


ماهر بحزن : ولو مفتكرتش خلاص هبقى خاين لوطني واتعدم .


الطبيب بهدوء: لا طبعاً أمال الاشعه والتحاليل إللي عملناها دي إيه ؟ دي بتثبت إنك اتعرضت لنوع من التعذيب القاسي واتسببت في فقد ذاكرتك والدليل أهو إن ذاكرتك مشوشه وفيها خلل والاشعه إللي عملناها على المخ بتبثت كده  وكمان حاجه مهمه أخوك يا ماهر  شمس مش هيسيبك وكمان العقيد معانا والقضية كلها من البداية الأدلة إللي جمعها والدك العقيد محمد الله يرحمه كل دي أدلة هنقدر نثبت إنك اتخطفت وكل ده خارج عن ارداتك  ومتنساش إن سيرين محتجزه هنا والقضية لابساها لابساها ده حتى السفارة الإسرائـ..يلية مقدرتش تساعدها هي بس تعترف إنها كانت الخيط إللي ساعدهم يخطفوك وكل أمورك هتتحل ولارا كمان أيوة هي بردو بتنكر بس مش هيفيدها الإنكار الأدلة قوية ضدها مسألة وقت مش أكتر وبعدين إنت كنت صغير وقتها يعني مضرتش بلدك صح ؟ وهما أصلا مسحوا ذاكرتك فمتقلقش .


ماهر بتفكير وحزن : بس أنا مش فاكر إني جيت هنا في مهمه لمصر كل نشاطي كان في العراق والدول دي أنا مش فاكر إنهم عطوني مهمه هنا 

.. أو إنهم سألوني عن حاجه في مصر ...أو مش عارف .... أنا تايه مش فاهم حاجه ... أنا عارف إن ده مش سبب كافي يبرأني ...بس ....والله مش فاكر .


الطبيب بهدوء وتفهم: ده صحيح يا ماهر إنت أول ظهور ليك في مصر لما جيت لـ لارا دي المهم متجهدش نفسك كل شيء هيتحل إن شاء الله زي ما قولتلك مسألة وقت بس .


ماهر بشرود : طيب ،طمني عن شمس أخباره إيه ؟ .


الطبيب بهدوء: شمس بقى كويس جدا وكمان فك الشاش عن بوقه وكل أوضاعه كويسه الحمدلله  وكمان هو إللي هيرافع عنك قُدام القاضي ....


قاطعه وهو يقول : ينفع أشوفه المرة إللي شوفته فيها كان راقد على السرير وكان لسه في العناية ملحقتش اتكلم معاه أصلًا وكان نايم .


الطبيب بهدوء : شوف هحاول دلوقت هسيبك ترتاح وهقول للعقيد وأشوف هيقول إيه ؟ .


أومأ برأسه ثم انسحب الطبيب وخرج وعاد ماهر إلى شروده من جديد لعله يتذكر شيء عن حياته السابقه ...


* أنت دانييل صموئيل ...ردد معي دانييل صموئيل ! .


كان ينظر نحوها وهو لا يرى جيدًا فقط يستمع لصوت ما يتحدث معه  ولكنه لا يرى أحدًا ،عاد الصوت مرة أخرى وهو يقول بحنو : 


* عزيزي أنت هو إبني دانييل وهذه أختك ركز معي تقدمي أيرل هيا ! .


فتح عينيه وهو يحاول استيعاب ما يحدث أمامه الرؤية مشوشه يرى خيالات لأشخاصٍ غير واضحه الصورة وفجأة ابتعدت الأصوات بينما هو يشعر بالتشوش وعدم التركيز 


- سيدي القائد لقد مر خمس أشهر هل تعلم اللغة أم لا ؟ .


رد بضيق شديد : بالطبع إنه فقط منهك وتحت تأثير التنويم المغناطيسي تابعي معه ، تعلمين نحن مازلنا نستعمل الجلسات الكهربائية معه إنه يفهمك جيدًا لا تقلقي ! .


ردت بنفاذ صبر : ولكن إلى متى أعتقد أنه لا يتذكر شيء عن حياته السابقه إذا فلماذا مازلتم مستمرين في تلك الجلسات ؟ .


أجابها بهدوء : إنه احتياط أمني ليس أكثر ، 

الآن سيدخل الطبيب ويعطي له الإبرة بعدها سيكون كل شيء بخير ولكنه بعد إعادة التأهيل لن يبقى معكم أكثر من شهر واحد بعدها سأحضره إلى مقر التدريبات سيتدرب مع ابنت اخي .....


قاطعته بضيق شديد : ماذا ؟ سيرين ترغب أن يكون معها تعلم هي تعرفه جيدًا لقد كان زميل لها في الدراسه ماذا دهاك ألم نتفق على كل شيء ؟ .


رد بضيق شديد : هذه أوامر الجنرال لا دخل لكِ ؟ والآن خذِ ابنتك وغادري ! .


- ماهر ، ماهر يابني هو أنا كل ما اجيلك الاقيك شارد كده صحصح معايا كده الله يرضى عنك ! .


قطع عليه أفكاره دلوف العقيد معتز الأنصاري وهو يناديه فرفع رأسه ونظر نحوه ثم هتف معتذرًا

: أنا آسف بس مش قادر أبطل تفكير وفي نفس الوقت ذاكرتي بتوريني حاجات كده بس الصور مش كامله بتختفي بسرعه .


العقيد معتز بتفهم : ماشي إحنا مش هنضغط عليك ومتقلقش خالص موقفك في السليم إن شاء الله خير أنا متفائل المهم قوم تعالى معايا مش كنت عايز تشوف شمس يالا ! .


ماهر بابتسامه : تمام ! .


خرج العقيد ومعه ماهر وبرفقته إثنان من ضباط المخابرات المتدربين على أعلى المستويات ، وفي أثناء خروجهم قابلتهم ندى وهي تتحدث في هاتفها 


تحدث العقيد بهدوء : ها يا ندى السفارة قالت إيه ؟ .


ندى بهدوء : هيبعتولنا السفير الاسرائيـ..لي علشان آيلة أما سيرين فهما مقدمين طلب بمحاكمتها عندهم .


العقيد معتز بضيق : تمام الظابط عمر ومهاب يروحوا معاهم هناك ...


قاطعته ندى وهي تقول : أنا كنت عايزه أروح واتابع التحقيقات يا فندم .


العقيد معتز بهدوء : لأ يا ندى خليك هنا معايا  كلكم هتروحوا أمال مين هيتابع التحقيقات هنا ...صمت قليلاً ثم تابع ...والست لارا هي كمان لسه معترفتش ! .


ندى بضيق شديد : لسه يا فندم مُصره إن ملهاش علاقه بقضية التجسس وفي نفس الوقت مش راضيه تقول عن المنظمة بتاع الإرهاب بس عمتا المخابرات الروسية معاها بيحققوه جوه ومعاهم الضابط ريم مسألة وقت ...صمتت قليلًا ثم تابعت بتردد .... السلطات الروسية عايزه تحاكمها في بلدهم بردو يا فندم .


العقيد معتز بضيق شديد : أهو ده إللي أنا خايف منه .


تدخل ماهر في الحوار وهو يقول سريعًا وكأنه تذكر شيئاً : لارا معاها جنسيتين روسيا وامريكا تقريباً.


العقيد معتز بهدوء : آه صح شوفي تقريباً دي ليها جذور في أمريكا  حاولي تتواصلي مع  الـ FBI  (مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية)  الضابط جونز معرفة كلميه أما نشوف هتعمل إيه ولإيمتى هتفضل تنكر ؟  عمتا أما أرجع من المستشفى بس نشوف هنوصل لإيه ؟ .


ندى بهدوء : تمام ابقى طمني على شمس ! .


غادر العقيد ومعه ماهر وبرفقته ضباط المخابرات وبعد مرور بعض الوقت كانوا قد وصلوا إلى المستشفى .


العقيد معتز بهدوء وهو يوجه حديثه إلى ضابطين : فتحوا عنيكم كويس أوي سكوتهم كده مش مطمني خالص أكيد بيخططوا لحاجه ها ومتنسوش البنت التالته دي إللي إسمها أغام دي طليقة فخدوا بالكم ! . 


ماهر بهدوء : هي صحيح آيلة هتخرج ؟ .


العقيد معتز بهدوء وهما يتابعان السير : للاسف أيوة البنت ملهاش علاقه بيهم مجرد مواطنه عادية أصحابها استغفلوها وجابوها معاهم كـ تغطية ليهم وأحنا منملكش عليها أي دليل فهنتضطر نسيبها تخرج بس بردو هنخليها تحت المراقبه ! .


وصلوا أخيراً إلى الطابق المطلوب وعندما دلفوا إلى الغرفة تفاجأ ماهر والعقيد وفتحا أعينهما بصدمة كبيرة .


 تحدث ماهر أولاً وهو يكاد يغشى عليه : فين شمس ؟ أخويا فين مش كان هنا ؟ .


العقيد معتز بهدوء : أهدى كده يا ماهر متقلقش يمكن يكونوا نقلوه أوضة تانيه لحظه هسأل وهاجيلك ! .


أنهى حديثه ثم رأى إحدى الممرضات فاستوقفها وهو يقول : فين المريض إللي كان في الأوضة دي ؟ .


تحدثت الممرضة بعملية : قصدك الضابط شمس هما نقلوه فوق عند مراته في الطابق الثاني الأوضة رقم 204 .


ماهر وكأنه تذكر شيء : آه صح هي نور فاقت ؟ .


العقيد معتز بهدوء: الله أعلم تعالى نشوف ! .


مرت دقائق معدودة ووصل كلاهما إلى الطابق الثاني وعندما دلفا إلى الممر كانت سمر تجلس وهي تمسك بيدها المصحف وتقرأ به وفور رؤيتها لـ ماهر هبت من جلستها وركضت نحوه ثم قامت بعناقه وهي تبكي بشده وتقول بلا اتزان  

 : ماهر ....ماهر خلاص رجعت هما افرجو عنك صح ! .


بادلها ماهر العناق وقال بنفي : لأ لسه المحاكمة مش دلوقت يا سمر أنا لسه متهم ...المهم شمس عامل إيه ؟  هما نقلوه هنا صح ؟ هي نور فاقت ؟ .


ابتعدت سمر عنه وهتفت بدموع وهي تمسك بيده : آه الحمدلله فاقت انهارده وهو أصر ينقلوه هنا جانبها  وحالياً هي نايمه بعد ما غيرولها على الجرح وشمس أخد ادويته ونام هو كمان بس ولا يهمك هدخل اصحيه سأل عليك وبيقولك اطمن إن شاء الله هيخرجك منها ! .


ماهر بهدوء : إن شاء الله .


العقيد معتز بتفهم : طيب أنا هسيبك مع أخوك وهنزل تحت اشوف الأوضاع خلي بالك يا ماهر ! .


ماهر بهدوء : تمام يا حضرة العقيد ! متشكر جدا ! 


العقيد وهو يربت على كتفه : العفو يا بني ادخل لاخوك يالا ! .


سمر بدموع وهي تمسك بيده : يالا تعالى ...


استوقفها ماهر وهو يقول بحرج : ادخلي شوفيهم الأول وشوفي نور لا تكون ...


قاطعته بتفهم وهي تبتسم بشدة : ماشي لحظه بس .


دلفت إلى داخل الغرفة فوجدت نور نائمة في هدوء وشمس هو الآخر ولكنه يمسك بيدها ثم اقتربت منهما وهتفت مبتسمه : شمس ... شمس ماهر هنا عايز يشوفك اصحى ! .


فتح شمس عينيه ببطء ثم نظر إلى نور وجدها تنام بعمق ، ثم وجه نظره تجاه سمر وانتبه على ما تفوهت به فحاول الاعتدال ، فاقتربت سمر منه وعدلت من وضعيته ثم وضعت يد نور مكانها وغطتها بملاءة المشفى وقامت بجذب الستارة الفاصلة بينهما لأن نور نائمة وشعرها مكشوف ثم هتفت بهدوء : كل حاجه تمام هدخله بقى .


خرجت سمر ونادت عليه فاقترب ماهر ونظر إلى أخيه ورأى الدموع محبوسه في مقلتيه ثم سرعان ما أخفض شمس رأسه للأرض بحزن شديد وانهمرت العبرات من عينيه وهو يشعر بالخزي من ما صنعه بحق أخيه .


 اقترب ماهر منه ورفع رأسه بيده وقام باحتضانه بشده وهو يبكي ويقول من بين دموعه 

 : متوطيش راسك أبدا يا شمس أنا هنا يا حبيبي .


رفع شمس ذراعه ووضعه خلف عنق أخيه واجهش بالبكاء في صدره ، ثم هتف بنبرةٍ يتخللها الحزن والندم الشديد  : ماهر .... سامحني  .... أنا آسف إني مكنتش أخ ليك .... آسف على كل دمعه نزلت من عينك وأنا بعيد عنك ... آسف على الإحساس إللي عيشتوه بسببي .... آسف على كل حاجه  يا أخويا سامحني أنا عارف اني مليش عذر .... أنا مستحقر نفسي لدرجه ...


قاطعه ماهر وهو يمسك رأسه بين يديه ويقول بحب ودموعه تنهمر أمام وجهه : بس يا شمس أهدى .


رفع شمس ذراعه الحر وأمسك بوجهه وقال بدموع : لا سيبني اتكلم لازم احكيلك واتأسفلك على كل حاجه ....انا والله مش عارف أنا كنت كده إزاي ؟ إزاي سيبتك لوحدك ؟ ازاي قسيت عليك كده وإنت توأمي حته مني وصية بابا ....حبيبي أنا هديك وقتك تسامحني فيه وهرجعلك حقك يا أغلى من حياتي .... أنت مس خاين ولا عميل لحد ... أوعى تصدقهم لما يقولوا كده إنت شريف إنسان شريف مسلم ومصري فاهم الفتره دي همحيها من حياتك بوعدك بوعدك مش هتخلى عنك تاني أنت الأول يا عمري ومفيش حاجه بعدك أنت أهم من حياتي سامحني بالله عليك ...عارف أنا مش قادر اسامح نفسي والله ندمت ....ندمت بعد ما خسرتك أدركت أنا عملت إيه ؟ وطول السنيين دي بتخيل شكل اللقاء وهل هينفع تسامحني ؟ طب هقولك ايه معنديش عذر أنا نفسي مش فاهم أنا ليه عاملتك بالطريقة دي وصورتك وأنت موطي راسك وبتعيط وأنا بصرخ عليك بقسوة كانت مرفقاني على طول ومش بتغيب عن بالي خالص كانت بتفكرني بحقارتي معاك ... وإني مستهلش اكون اخ ليك ...بس مش عارف مش عارف أقول إيه ؟ يخفف حزنك أو يعوض الأيام إللي عيشتها بين أهلك وحيد وغريب عنا أنا بكره نفسي يا ماهر حاجه واحده بس كانت مخوفاني إني أموت وأنا لسه متكلمتش معاك أو ضميتك لصدري أو حتى حاولت اعتذر منك أو أعوضك أو إني مقدرش ارجعك لينا تاني وتفضل دانييل ويعدموك  ده إللي كنت خايف منه مش عايزك تبعد عني تاني خد وقتك في الزعل براحتك بس متبعدش والله الفترة دي كانت من أسوأ أيام حياتنا كلنا كان جحيم يا ماهر كنا عايشين في جحيم سامحني .


ماهر وهو يعانقه : مسامحك والله المهم إنك معايا دلوقت أنا عارف إنك هتبرأني أنا واثق فيك .


شمس بابتسامه وهو يمسك بيده : احكيلي عامل إيه ؟ بيعاملوك إزاي هناك ؟ حد بيضايقك بيبصلك بصه وحشه؟ .


ماهر بهدوء : اطمن بيعاملوني كويس جدا والعقيد معايا وكلهم متفهمين وضعي ومحدش بيبصلي أو بيتعامل معايا على إني عميل ولا أي حاجه كلهم كويسين معايا متقلقش أنا مريت باصعب من كده .


شمس بحب ودموع : فترة وهتعدي يا ماهر كل ده هينتهي إن شاء الله ! .


ماهر بهدوء وابتسامه : إن شاء الله ...المهم شد حيلك إنت كده علشان نعملك فرح كبير ونفرح البنت العيوطه دي ...


- على فكرة بقى أنا مش عيوطه ! 


نظر ماهر وشمس نحو السِتار ثم ضحكَ بشدة 


شمس بضحك : أن جيت للحق يا ماهر هي فعلا عيوطه .


نورهان Writer : عندك حق من أول الرواية وهي بتعيط  😂🤭


ماهر بضحك : عارف عارف من وهي صغيرة والعاده دي مش هتسيبها أي حاجه تحصل معاها تبص تلاقيها مرة واحدة اتفتحت في العياط لو حد قالها كلمة تعيط أنا زمان كنت بحب اشاكل فيها ولو قلتلها إنك وحشه تعيط ومرة أخدت عروستها وخبيتها ونور تعيط عندها كمية دموع فظيعه دي عيطت عياط يا شمس لما اتصبت فحرت من قلبها والله .


نور بتذمر : إيه اتفقتوا عليا إنت وهو ! أيوة أنا عيوطه عندكم مانع ! ماهو انا بعيط بسبب مين يعني مهو بسببكم ! .


ماهر بهدوء: خلاص مش هتعيطي تاني يا نور ..اخبارك ايه كده ؟ .


نور بهدوء : الحمدلله تمام وأنت عامل إيه كده ؟ .


ماهر بضحك : بحاول ألاقي نفسي  ياختي ! .


شمس بضحك هو الآخر : ولقيتها ؟ .


ماهر بضحك : لا لسه بدور بص هو انا في الليلة دي كلها مش فاكر فيها غير أختي  .


أنهى حديثه وعادت ملامحه للجمود والضيق الشديد بدى ظاهر عليه وهو يقطب بين حاجبيه 


نظر شمس له باستغراب ثم هتف قائلاً :  أختك ، أختك مين دي؟ .


ماهر بضيق : مش أختي آسف ! 


شمس بقلق : في أي يا ماهر مين دي ؟ وليه اضايقت أوي كده ؟ .


ماهر بشرود : دي حكاية طويلة وكلها تتلخص في كلمة واحدة بس أميرة أو أيرل .


نور باستغراب : أميرة ؟! .


شمس بحب : واحنا ورانا إيه احكيلنا ؟! .


نور بدعابه وضحك : على رأيه اديك شايفنا كل واحد متلقح على سرير زي المكسح هههههه مورناش حاجه احكي احكي يالا .


ماهر بدهشة : يخربيتك الملافظ سعد أي مكسح دي جبتيها منين ؟ .


نور بضحك : يوووه اسكت يا ماهر ده أنت طيب خالص الألفاظ باظت والحروف اتشقلبت والدنيا ولعت هههههههه بقى فيه نرم وترم وميم  ومش عارف إيه ....صمتت قليلًا لتهتف بألم ...مش قادره حتى اضحك ياربي هو بيني وبين الفرح عداوة أو طار فعلا أنا مليش غير العياط العياط وبس إنما ضحك و فرفشه لا إزاي نور النكديه تضحك دي تبقى القيامه قامت  .


انفجر ماهر وشمس في ضحك هيستيري على كلام نور .


ثم تحدث ماهر وهو يمسك نفسه من الضحك : مش معقول أنا عمري ما ضحكت كده قبل كده رغم إني مش شايفك بس متخيل تعبيراتك ههههه .


شمس بضحك : أنا متخيل بردو - صمت قليلاً ليردف بحب شديد وهو يمسك بيده أي ماهر بقوة - وحشتني وحشتني بعدد كل ما وجد في الدنيا دي بعدد النجوم يا حبيي ربي يديمك في حياتي وأقدر اعوضك - خفتت نبرة صوته وتحشرج بالدموع ومنعته غصه عن الكلام - مش عارف كان عقلي فين بس ؟ وليه محاولتش أقرب منك وإنت توأمي حته مني يا ماهر ؟ كان هيبقى فيها إيه لو كنت مسكت إيدك وجبتك تلعب وتقعد معانا أنا طلعت وحش أوي ...مش هسامح نفسي ...


قاطعه ماهر وهو يربت على كتفه ويبتسم له بحب وصفاء : كفاية يا شمس تأنب في نفسك إللي حصل حصل ومتقدرش تغيره الحمد لله على كل حال ربنا ليه حكمه في كل حاجه فقط ثق بالله وبس ومتزعلش من أي حاجه تحصل معاك أبتسم وقول ربي معايا واللي هيجيبه كله خير ليا وافتكر الآية الكريمة دي " قل أأنتم أعلم أم الله " ساعتها بس هترضى وتلاقي نفسك مرتاحه " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " أنا يمكن اضايقت وزعلت اوي لأنكم كنتوا بتبعدوني عنكم وانا مش عارف أنا عملت إيه ؟ ولكن دلوقت وانا قاعد في وسطيكم وبضحك من قلبي وفرحتي بأخويا وإني لقيته أخيرا دي محت كل زعل كان جوايا أنا بس عايز أفضل معاكم على طول من وقت ما لارا اتلخبطت وكانت تفكرني إنت وقالت كلام كتير مكنتش فاهمه ولما دورت وعرفت شيء جوايا كان بيقولي إنك حته مني حاجه أنا بدور عليها من زمان وقلبي كان هيموت ويشوفك وعلشان كده في أول فرصة هربت منهم وجيت على مصر عن طريق البحر كان عندي هدف واحد بس وهو إني أشوفك وإحساس غريب إني عارفك وليك مكانه في قلبي كنت هتجنن لما عرفت باللي عملته فيك وإنها قتلتك رغم إن في حاجه جوايا رفضت تصدق إنك موت إحنا تؤام وأنا قلبي كان حاسس بيك ومصدقش إنك موت وفضلت هنا مرضتش أرجع إلا لما الاقيك أنا بحبك يا شمس ومحبتي ليك عمرها في يوم ما قلت يمكن عماني غضبي للحظه وكنت بفكر إني أخلص منك ووقتها قابلت نور حكتلي عن ظروفكم في غيابي وقد إيه ندمت واتعذبت وأنت بتدور عليا ونفسك تلاقيني  وترجعني لبلدي وأنك مستعد تعمل أي حاجه ومش مهم حياتك بس تلاقيني  .


شمس بحب ودموع : حبيبي إنت تعالى عندي جي عايز اشبع منك واحضنك أوعدك أيدي مش هتسيب إيدك تاني طول العمر  يا ماهر أنا مكنتش بكرهك يا ماهر لأ أنا كنت بعيد عنك لكن عمري ما كرهتك أبدا بس كنت اناني ومعمي على عيني احساس إني أنا المفضل عامي قلبي وعيوني رغم أننا تؤام ده مش عذر التؤام بيشبهوا بعض في كل حاجه ويحسوا ببعض ولكن أنا أنا كنت بعيد عن إني أحس بيك أنا آسف عارف آسفي مش هيرجعلك الايام دي ولا يعوضك .


نور بدموع : مش هنتخلى عنك تاني أبدا وهخلي اولادي ميلعبوش الا معاك إنت وأولادك إن شاء الله إحنا بنحبك أوي يا ماهر واسفين أننا كنا اغبياء كده فعلاً زي ما قال شمس كان معمي على عيونا وقلوبنا سامحنا كنا أطفال بس اتسببنا في تعاستك عمري ما أسامح نفسي لأني كنت بفرق بيناتكم  قد ايه كنت غبية وعبيطه أنا اكتر واحدة اذيتك يا ماهر سامحني أنا أسفه والله أسفه على الايام دي وعلى اللعبه الغبية تعرف نظرتك ليا في مرة إني اغلط مش مفارقاني ولما بفتكر بكره نفسي اكتر ....صمتت وهي تجهش في البكاء الشديد .


ماهر بابتسامه وهو يمسح دموعه بيده ويقول : بس بقى انتوا الاتنين قلبتوها نكد كده ليه ؟  أنا مسامحكم خلاص بطلوا عياط بقى وشدوا حيلكم  واطلعوا من هنا وأنا هعملكم أحلى فرح والأيام إللي جايه أن شاء الله كلها فرح وسعادة .


شمس بدموع : مفيش فرح هيتعمل إلا بعد ما ترجع ماهر محمد شريف القناوي وقتها بس هنعمل أحلى فرح غير كده مفيش أفراح لأن ده هو الفرح بالنسبه ليا إني ارجع هويتك الحقيقيه وتمشي رافع رأسك ومتوطيهاش بين الناس يبقى ليك كيانك وهدخلك في شغلي عايزك طول الوقت معايا مش هسيب إيدك ولا هسمحلك تبعد .


نور بابتسامه : بالظبط زي ما شمس قال فرحتنا بعودتك لينا لما تاخد براءتك واسمك يرجع نضيف تاني وتعيش وانت رافع رأسك .


ماهر بتفائل وضحك : وتجوزوني وإلا هرتكب جنايه .....!


نور بضحك : هندورلك على عروسه متقلقش !


شمس بحب: المهم يا حبيبي فضفض باللي جواك احكيلنا أنا عايز اسمعك احكي لي اللي فاكره هناك مهما كان صغير أو شيء تافه ومين دي اللي قلت إنها أختك واضايقت يالا قولنا هترتاح لما تحكي .


نور بضحك : ومعانا ومعاكم الدكتور شمس الطبيب النفسي ههههه بس في حالتنا دي هو راقد والمريض جنبه بيحكيله حدودة ما قبل النوم هههههه .


شمس بضحك : فصلتيني يا شيخه مش هما بيقولوا كده .


ماهر بضحك : انتوا جايين تعملوا عليا دكاترة اتلموا وإلا مش هحكي حاجه ! .


نور / شمس بضحك  : تمام يا فندم هنشد البلستر 🤐 .


ماهر بشرود : عارفين على قد ما أنا كاره الأيام دي بس يا شمس  في وجه واحد محفور في ذاكرتي وصوت مستحيل أنساه في عمري يمكن دي الحاجه الوحيده إللي كانت حلوه في حياتي هناك يعني .


نور سريعًا هتفت بابتسامه : قصدك على البنت العراقيه صح ؟ .


شمس بحيرة : لا أنا مش هعمل زي الأطرش في الزفه فهموني انتوا الاتنين قصدكم إيه ؟ ومين البنت دي كمان ؟ .


ماهر بهدوء وابتسامه : هحكيلكم الأول على أميرة وبعد كده هقولك على البنت العراقيه ! .


شمس بحب وهو يقول : طب تعالي هنا جنبي المكان واسع وانا عايز أنام على صدرك ممكن ؟ .


ماهر وقد التمعت عينيه بالدموع أخيه يدعوه لحضنه يريده بقربه يا الله كم تمنى ذلك كم رغب في أن يكون بقربه بشدة ، رأى شمس دموعه وعلم فيما يفكر فعلى الفور جذب يده وشده باتجاهه ثم أمسك رأسه وقبَّل جبينه بحب شديد وهو يعانقه بشدة ثم أفسح له مكان بجواره فتنهد ماهر ثم صعد إلى جواره وشمس تسطح على صدره وهو يمسك بيده بقوة وكأنه يخشى إن افلتها أن يختفي أخيه ولا يراه مرة أخرى أن يضيعه إنه حتى الآن لا يكاد يصدق أنه معه وأنه سامحه أيضا يالقلب ماهر الطيب شعوره بالحزن والخزي مما فعله نحوه يتضاعف أكثر و لن يسامح نفسه على ما اقترفه بحقه ولكنه سيحاول أن يعوضه فلولا افتراقه عنه وغيابه طوال تلك السنوات لربما ....


أما نور فكانت تستمع لحديثه بهدوء وتلك الستارة تحجبها عنهما تمامًا من جميع الجهات  ، في حين أخذ ماهر نفس طويلاً ثم بدأ يقص عليهما قصة أخته تلك المدعوة بـ أميرة أو أيرل حتى انتهى .


شمس بحيره : هي مش وحشه لدرجه دي حاسك مش بتكرهها ؟ يعني من كلامك ؟ .


ماهر بحيرة هو الآخر : ......


يتبع 


 نداء - القلب♥️


البارت _التاسع_الجزء_الثاني


بقلمي_نورهان_ناصر


رواية نداء القلب الفصل العاشر 10 من هنا


رواية نداء القلب الجزء الثانى 2

رواية نداء القلب الجزء الأول 1

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)

 

روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات