📁

رواية رجوة الفصل الأول 1 بقلم ليليا

رواية رجوة الفصل الأول 1 بقلم ليليا

رواية رجوة البارت الأول 1

رواية رجوة الجزء الأول 1

رواية رجوة الحلقة الأولى 1

رواية رجوة بقلم ليليا

رواية رجوة الفصل الأول 1 بقلم ليليا
رواية رجوة


رواية رجوة الفصل الأول 1


البارت الاول 

نقع في الحب مرة واحدة ،ونشتاق في اليوم مئات المرات ،ينتابنا الحنين لذالك الشخص طوال الوقت ،ولا تغادرنا اللهفة في لقائه حتي لقاءه ،يبتسم لنا مرة واحدة في اليوم،فتعلق تلك الابتسامة في اذهاننا الي الأبد ، يحدثنا بطريقة عادية فنبحث بين كلماته عن اي شي ء يلمح الحب ومفرادته .

طه حبيب انا الرجل الذي ذاق طعم الحب في عشرينيات، والان انا في نهاية الثلاثين ومزال قلبي يضخ العشق لرجوة ولم يتعب ابدا..... 

كنت في العشرون من عمري عندما فتحت عيينيا علي الحب باشعته النارية والسحرية ،ولمست نفسي لاول المرة باصابع قوية وكانت رجوة أحمد المرأة الاولي التي ايقظت احاسيسي ونفسي بجمالها فتان.

ومشيت امامي الي جنة من العواطف و المشاعر التي اختبرها لاول مرة ،حيث تنقضي الايام معها كالاحلام .

رجوة أحمد علمتني فنون العشق ،وعلمتني عبادة الجمال ،وارتني خفايا الحب واسراره.

انا كأي فتي لا يذكر الصبية الأولي ،التي اتت بعدها مرحلة الشباب ،بيقظة هائلةمن الوعي، هائلة بلطفها وجارحة بعذوبتها، فتاكة بحلاوتها. 

من منا لم يتملك منه الشوق والحنين، الي تلك الساعة التي انقلبت به حياته واعماقه التي اتسعت وانبسطت وتبطنت بالانفعالات واحاسيس لذيذة، بكل مافيها من مرارة الكتمان مستحبة، بكل ما يكتنفها من الدموع والشوق والحنين والسهاد. 

لكل فتي رجوة تظهر له علي حين غفلة في ربيع حياته وتجعل لانفراده معني شعريا وتبدل وحشة ايامه بلانس وسكينة لياليه الي راحة وسكون تغلغلها انغام جميلة وهادئة. 

كنت حائرا بين نفسي، الا عندما سمعت الحب يهمس من شفتي رجوة، في اذان  نفسي، حيث كانت حياتي تشبه الصحراء القاحلة، بيداء، مقفرة، وليالي باردة كصقيع تشبه سبات. 

عندما وجدت رجوة احمد تقف امامي بطلتها الخاطفة لانفاس، منتصبة امامي كعمود النور الذي يضئ عتمة التي تحوم في نفسي، تبدلت الي حين رؤيتها... 

فرجوة احمد هي حواء هذا القلب المملوء بلاسرار والعجائب، وهي التي افهمته معني وجوده في هذه الحياة، وادخلتني الي جنة الحب والعشق بحلاوته. 

واليوم وقد مرت عشر اعوام مظلمة طامسة بأقدامها رسوم تلك الايام الحلوة لعشناها، ولم يبق لي من ذلك الحلم الجميل سوي تذكارات موجعة ترفرف كالاجنحة غير منظورة حول رأسي، مثيرة تنهيدات الاسي في اعماق صدري مستقطرة دموع اليأس والاسف من اجفاني. 

ورجوة احمد، اسميها رجوة الجميلة العذبة التي رحلت وتركتني اتعذب في بعدها، لم يبق من اثارها في سوي غصات مؤلمة تخنقني وعذاب قلبي، وتركت وراءها قبر رخامي منتصب في ظلال اشجار السرو الشامخة. فذالك القبر وهذا القلب هما كل ما بقي ليحدث عن وجود امراة اسمها رجوة احمد. 

تركتني وحيدا الا مع غصات هذا القلب واوجاعه فهي التي تتكلم وهي التي تنسكب الان مع قطرات الحبر السوداء معلنة للنور اشباح تلك المأساة التي مثلها الحب والجمال والموت. 

يا اصدقائي اذا مررتم بتلك المقبرة القريبة من غابة الزيتون وتتراص حولها اشجار السرو، ادخلوها بهدوء وصامتين وسيروا ببطئء كيلا تزعج اقدامكم رفات الراقدين تحت اطباق الثري، وقفوا متهيئن بجانب رجوة احمد وحيوا عني التراب الذي ضم جسد وروح محبوبتي، وذالك القبر التي ضم جثمانها. 

واذكروني يا اصدقائي بتنهيدة طويلة تحمل في طياتها:  ههنا دفنت امال ذالك الفتي مسمي بطه حبيب الذي نفته صروف الدهر الي ما وراء البحار، وههنا توارت امانيه وانزوت افراحه وغارت دموعه و اضمحلت ابتساماته، وبين هذه المدافن الخرساء تنمو كأبته مع اشجار السرو والصفصاف. 

وفوق هذا القبر ترفرف روحه كل ليلة مستأنسة بالذكري مرددة مع اشباح الوحشة، ندبات الحزن والاسي، نائحة مع الغصون علي الصبي الذي كان بلامس نغمة شجية بين شفتي الحياة، فاصبحت اليوم سرا صامتا في صدر الارض.  

واذا مررتم علي قبرها  ان تضعوا اكاليل الازهار علي قبر المراة التي احبها قلبي فرب زهرة صغيرة  تلقونها علي قبر تكون كقطرة ندي التي تسكبها اجفان الصباح بين اوراق الوردة الذابلة. 

تعتبر المرحلة الطفولة والشباب عهدا ذهبيا  لكل شاب او شابة، اما انا فلا استطيع ان ادعو سني او تلك المرحلة الصبا، سوي عهد ألام خفية، كانت تقطن قلبي وتثور، كالعواصف في جوانبه وتتكاثر نامية بنموه.... 

ولم تجد منفذا تنصرف منه الي عالم المعرفة حتي دخل اليه الحب وفتح ابوابه وانار زواياه، فالحب قد اعتق لساني فتكلمت ومزق اجفاني فبكيت، وفتح حنجرتي فتنهدت وشكوت. 

عندما سافرت بحثا عن العمل وتركت محبوبتي، فرجعت من السفر وتفجأت بموتها الذي كسرني، لا اصدق رحيلها، جفوني التي لم تجف من دموع علي رجوة، عشقي الابدي، انا اتشوق اليها تشوق الرضيع الي ذراعي امه، هي التي كانت تخفف عني اوجاع روحي المسجونةفي الظلمة. 

كرهت وامتلئ صدري باوجاع التأمل ومرارة التفكير، وتنسج بأصابع الحيرة والالتباس عن سبب موتها، نقابا من اليأس والقنوط حول قلبي، فلم اسافر ولم اذهب الي البلدة التي يقطن فيها اقاربي، الا وعدت منها كئيبا جاهلا اسباب الكأبة، ولا نظرت الي السماء اتخيلها تبتسم لي، وبعد ذالك تمتلئء السماء بالغيوم وتحجب اشعة الشمس، الا وشعرت بأنقباض متلف ينمو لجهلي معاني الانقباض. 

يقولون ان الغباوة مهد الخلو والخلو مرقد الراحة، وقد يكون ذلك صحيحا عند الذين يولدون امواتا ويعيشون كالاجساد الهامدة الباردة فوق التراب ولكن اذا كانت الغباوة العمياء قاطنة في جوار العواطف المستيقظة تكون الغباوة اقسي من الهاوية وامر من الموت، والصبي الحساس الذي يشعر كثيرا ويعرف قليلا، هو اتعس المخلوقات لان نفسه تظل واقفة بين قوتين هائلتين متباينتين، قوة خفية تحلق به في السحاب وتريه محاسن الكائنات من وراء الضباب الاحلام، وقوة ظاهرة تقيده بالارض وتغمر بصيرته بلغبار وتتركه ضائعا خائفا في ظلمة الحالكة. 

لقد كنت مكتئب و تلك الكأبة التي اتبعت حياتي فلم تكن ناتجة عن حاجتي علي وسائل الرفاهية لانها كانت متوفرة لدي، ولا عن افتقاري الي اصدقاء لانني كنت اجدهم اينما ذهبت، بل هي من اعراض علة طبيعية في النفس كانت تحبب الي الوحدة والانفراد وتميت في قلبي وروحي الي ميول الي الملاهي والالعاب وتخلع عني مرارة الصبا. 

هكذا كانت حياتي في عشرين من عمري، فتلك سنة هي من ماضي طبعا، ولكن اوقفتني متاملا تجاه العالم ونواياهم وارتني البشر علي حقيقتهم، 

في تلك السنة ولدت ثانية، والمرء اذا تقوقع علي نفسه وتتمكن من حبال الكأبة ويتمكن منه اليأس وتضعه المحبة في المهد الاحلام تظل حياته كصفحةخالية بيضاء في كتاب. 

في تلك السنة بذات ابتسمت لي الحياة وشاهدت الدنبا  تضحك لي وراء امراة جميلة، عرفتني طعم الحياة انها رجوة قلبي. 

كنت في مصر في ربيع تلك السنة المليئة بمعجزات والغرائب، حيث كان شهر ابريل واو نيسان بمعني اصح قد انبت الازهار والاعشاب فظهرت في بساتين المدينة كانها اسرار تعلنها الارض للسماء، وكانت اشجار اللوز والتفاح قد اكتست بحلل بيضاء معطرة فبانت بين المنازل كانها حوريات بملابس ناصعة قد بعثت بهن الطبيعة عرائس وزوجات الابناء الشعر والخيال. 

ففي يوم من تلك الايام الربيع الجميلة المفعمة بأنفاس نيسان المسكرة وابتساماته البشوشة، ذهبت لزيارة صديق لي يسكن بيتا بعيدا، انا اقطن في القاهرة بحثت عنه كثيرا في انحاءها، وعلمت من صديق مقرب انه سافر الاسكندرية فاتخذ بيتا بعيدا جميلا مبتعدا به عن ضجيج. 

وصلت اليه وطرقت الباب وفبادلنا التحية، وبينما نحن نتحدث عن مشاغل الحياة، راسمين خطوط امالنا وامانينا دخل علينا.......


رواية رجوة الفصل الثانى 2 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية رجوة)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)


روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات