رواية رجوة الفصل السادس 6 بقلم ليليا
رواية رجوة البارت السادس 6
رواية رجوة الجزء السادس 6
رواية رجوة الحلقة السادسة 6
رواية رجوة بقلم ليليا
رواية رجوة |
رواية رجوة الفصل السادس 6
البارت السادس
عدت الي منزلي وانا في حالة صدمة، ايعقل رجوة سوف يمتلكها رجل الاخر، لا اتحمل لا اليوم الذي اعترفت به لهابحبي، يمر بتلك ا لمأساة، انا لا استطيع العيش من دونها فترقرقت الدموع في عينيا، وانا اتذكر كيف كانت حالتها، بانت هشة رقيقة، لا تقوي علي الجدال، فبقيت انظر الي القمر الا ان غفت عيوني.
في صباح الباكر، استقلت سيارة اجرة، وصلت عند منزل ناصر احمد طرقت الباب،ففتحت لي الخادمة فقالت: اتفضل سيدي، سيد ناصر بإنتظارك في الحديقة؟! فاومأت براسي، وذهبت اليه، دنوت منه وجلست علي طاولة نظرت اليه رايت كسرة، خذلان حزن عميق، يتغلغل في عينيه الذابلة التي لم تنم مطلقا.
ناصر:؛ صباح الخير يا ولدي
فقلت: صباح النور عمي، ناصر كيف حالك
فتنهد وقال: لست بخير.
طه: ماذا هنالك عمي قل؟؟
فامسك يدي واكمل برجاء: بني احتاج الي مساعدتك
طه: لا تتردد عمي قل ما المشكلة؟؟
ناصر: اريدك ان تاخذ رجوة الي مكان بعيد، لا يمكن لاحد ان يعرف مكانكم.
طه بتوجس وخوف: ماذا هناك عمي لماذا تريد مني فعل ذلك.؟؟
فرد عمي ناصر: اريدك ان تتزوجها وتغادر المدينة في اقرب وقت،
فانصدمت من كلامه فقلت: لماذا هل هناك خطر عليها وعلي حياتك، ماذا قال لك عامر ليلة البارحة؟؟
فشرد عمي ناصر وبدأ في قص احداث الليلة الماضية:
ذهب ناصر احمد الي القصر عامر، فتوقفت السيارة امام الباب، فترجل الخادم عامر وفتح له الباب،
فتحت الخادمة الباب فاخذته الي الغرفة المعيشة، وجد سيد عامر، وجابرابن اخيه يترؤسون الطاولة العشاء ويحتسيا الخمر، فدنوت منهم فنهض عامر: اهلا اهلا بسيد ناصر، تشرفني زيارتك لي!!
فمددت يدي وسلمت عليه وجلست علي مقربة منه علي طاولة، فبدا سيد عامر حديثه عن شؤؤن الفقراء والمعوزين وبامور الارامل والايتام، بل احضره بسيارته الخاصة، ليطلب منه ابنته رجوة عروسا لابن اخيه جابر.
كان ناصر احمد رجل غنيا ولم يكن له وارث سوي ابنته رجوة، وقد اختارها سيد عامر، زوجةلابن اخيه، لا لجمال وجهها ونبالة روحها بل لانها غنية موسرة تكفل باموالها الطائلة مستقبل جابر وتساعده باملاكها الواسعة علي ايجاد مقام رفيع الخاصة والاشراف.
عندما طلب سيد عامر يد رجوة من والدها لم يجبه عمي ناصر بغير السكوت العميق والدموع السخينة، واي والد لا يشق عليه فراق ابنته حتي ولو كانت ذاهبة الي بيت جاره او الي قصر ملك؟؟ ان كأبة الوالدين لزواج الابنة يضارع فرحهما بزواج الابن، لان هذا يكسب العائلة عضوا جديدا، اما ذالك فيسلبها عضوا قديما عزيزا،.
فانتهي عمي ناصر من قص لي كل ما ورد في تلك الليلة، واراد اجابتي علي طالبه، لقد رفضت، نعم رفضت، لا اريد ان اتزوج رجوة هروبا من احد، اريد ان نتزوج والكون كله شاهد علي قصة حبنا، لا اتزوجها خوفا من احد او هروب من سيد عامر.
فتقبل عمي ناصر قراري ولم يجادلني، وصعد الي غرفته، وانا خرجت حزينا من ذلك المنزل احمل هموم العالم فوق عاتقي. لم اري رجوة اليوم لان حالتي لم تسمح اي برؤيتها، اما رجوة كانت تنتحب علي كل مصائب الواقعة فوق راسها.
اما عمي ناصر فاجاب علي طلب سيد عامر مضطرا وانحني امام مشيئته قهرا عما في داخل من الممانعة، وقد اجتمع بابن اخيه جابر وسمع الناس يتحدثون عنه فعرف خشونته وطمعه وانحطاط اخلاقه، اراد عمي ناصر ان لا يقبل مطلبه لكن خاف من عامر لا يستطيع الوقوف امامه فهل تكون سمعة ابنته في مأمن من الظنون والتاويل، وهل يظل اسمها نقيامن اوساخ الشفاء والالسنة.
هكذا قبض القدر علي رجوة احمد وقادها عبدة ذليلة لا تستطيع الكلام او الرفض وهكذا سقطت تلك الجميلة الروح بالحبائل عامر وجابر.
ان الاموال الاباء تكون في اكثر مجلبة لشقاء البنين.
مر اسبوع وحب رجوة في قلبي يجالسني في الصباح والمساء منشدا علي مسمعي اغاني السعادة وينبهني عند الفجر ليريني الحياة واسرار الكيان، فصباح كنت اسير في الغابات والحقول وحبها في قلبي يأنسني واري في الطبيعة يقظة واجلس علي شاطىء البحر واسمع امواجه اغاني الابدية، وامشي في الشوارع وانا شارد علي كل مامرت به وكيف اضحي من اجل بقاء حبي ابديا.
مرت الايام تجري، ولم يبقي منها سوي الذكري الاليمة، فالعين التي كنت اري بها جمال ويقظة الحقول لم تعد تحدق الي غير الغضب العواصف وياس الشتاء، والاذن التي كنت اسمع بها اصوات العصافير والاغاني اصبحت تسمع الالام رجوة وتنهداتها وانين وجعها، فما احلي الحب وما اعذب احلامها وما امر ليالي الحزن وما اكثر مخاوفها.
وفي نهاية الاسبوع وقد سكرت نفسي بخمرة عواطفي وذهبت الي بيت رجوة، وعندما وصلت دخلت الي الحديقة، الهادئة احسست بوجود قوة تستهويني وتستميلني وتبعدني عن هذا العالم الذي لم يجمعني بحبيبتي، مشيت قليلا والتفت قليلا اذ برجوة جالسة علي ذلك المقعد بظلال الشجرة الياسمين حيث جلسنا منذ اسبوع في تلك الليلة التي اختارتها من بين الليالي وجعلتها بدء سعادتي وشقائي، فدنوت منها صامتا فلم تتحرك ولم تتكلم كانها علمت بقدومي قبل قدومي، ولما جلست بجانبها حدقت الي عيني دقيقة وتنهدت تنهيدة طويلة عميقة ثم عادت فنظرت الي السماء وبعد برهة من الزمن استدارت نحوي واخذت يدي بيد مرتعشة باردة، وبصوت يشابه تاوه جائعولا يقوي علي الكلام قالت: انظر الي وجهي يا صديقي، انظر الي وجهي جيدا وتامله طويلا واقرأ فيه كل ما تريد ان تفهمه مني بالكلام،انظر الي وجهي يا حبيبي، انظر جيدا يا اخي.
فنظرت الي وجهها ونظرت طويلا فرايت تلك العيون التي كانت منذ ايام قليلة تبتسم كالشفاء وتتحرك كالاجنحة الطائر، رايت تلك البشرة التي كانت بلأمس مثل زهرة زنبق البيضاء. وقد ذبلت بفعل جرح قلبها..
رايت تلك شفتين كانت قرمزتين والان اصبحا وردتين يابستين كاوراق الخريف علي الغصن، وذلك العنق الذي كان مرفوعا كعمود العاج انحني الي الامام بفعل الهموم.
رايت كل الوجع في وجه رجوة، رايتها جميعا، بقيت محدقا الي وجهها مصغيا لانفاسها المتقطعة صامتا مفكرا شاعرا متالما معها ولها، حتي احسست ان الزمن وقد وقف عن مسيره والوجود قد انحجب واضمحل ولم اعد اري سوي عينين كبيرتين محدقتين الي اعماقي، ولا اشعر الا بغير يد باردة مرتعشة تضم يدي، ولم افق من الغيبوبة حتي سمعت رجوة تقول بهدوء: تعال نتحدث الان يا صديقي، تعال نحاول تصوير المستقبل قبل ان يحمل علينا بمخاوفه واهواله، لقد ذهب والدي الي منزل ذالك الرجل الذي سيكون رفيقا لي حتي القبر، قد ذهب الرجل الذي اختاره الله لي، لقد ذهب والدي الي الرجل الذي سوف يكمل مابقي لي من السنين، وفي هذه الليلة سوف يتفق والدي وخطيبي علي يوم القران الذي سيكون قريبا مهما جعله بعيدا فما اغرب هذه الساعة وما اغرب ما امر به الان؟!، في مثل هذه الليلة من الاسبوع الغابر، وتحت الياسمينة التي هناك عانق الحب روحي لاول مرة، واشعر بسعادة، بينما كان القدر يخط اول نهاية لسطور الحب الذي بدأ وربطني بسيد عامر، وفي هذه الساعة يتفاهم والدي وخطيبي علي تحضيرات زفافي، اراك تجلس بجانبي واشعر بنفسك متموجة ومتخبطة حولي كطائر ضمئان يريد ان يشرب، اعلم ذالك اليس كذلك طه!!
فاجابتها وغصة في حلقي: سيظل الطائر حائما مرفرفا فوق الينبوع حتي يضنيه العطش يا رجوة قلبي.
فقالت متأثرة وصوتها يرتجف كالاوتار الفضية: لا يا حبيبي، فليبقي هذا الطائر حيا ليبق هذا البلبل مغردا، حتي ينتهي الربيع، لا تخرسه لان صوته يحييني، ولا توقف جناحيه لان حفيفهما يزيل الضباب عن قلبي.
فتنهدت وقلت بوجع: الظمأ يقتله يا رجوة يميته
فاجابت والكلام يتدفق بسرعة من شفتيها المرتعشتين: ان ظمأ الروح اعظم من ارتواء، وخوف النفس احب من طمأنينة الجسد، ولكن اسمع يا حبيبي، اسمعني جيدا انا واقفة الان في باب الحياة جديدة لا اعرف عنها شيئا، انا مثل عمياء تتلمس بيدها الجدران مخافة السقوط، انا لا حول ولا قوة لي انزلني مال والدي الي ساحة الطماعين فابتاعني رجل من بين الرجال، انا لا احب هذا الرجل لانني اجهله، وانت تعلم المحبة والجهل لا يلتقيان، ولكنني سوف اتعلم ان احبه، واطيعه واخدمه واجعله سعيدا، سوف اهبه كل ما تقدر المرأة الضعيفة ان تهب رجل اقوي، اما انت مازلت في ربيع عمرك امامك الحياة طريقا واسعة مفروشة بالازهار، سوف تخرج االي ساحة العالم حاملا قلبك مشعلا متقدا، سوف تفكر بحرية وتتكلم وتفعل، سوف تعيش سيدا، لان فاقة والدك لا تجعلك عبدا تباع وتشتري مثلي، سوف تحب وتختار اجمل بنت وتجعلها زوجتك، فاهتم بها ولا تهمشها،وتقاسموا الحلو والمر والافكار قبل ان تساهمها الايام والليالي.
رواية رجوة الفصل السابع 7 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية رجوة)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)