📁

رواية لا تلتمس منى حبا الفصل الحادى عشر 11 بقلم رانيا الخولى

رواية لا تلتمس منى حبا الفصل الحادى عشر 11 بقلم رانيا الخولى

رواية لا تلتمس منى حبا البارت الحادى عشر 11

رواية لا تلتمس منى حبا الجزء الحادى عشر 11

رواية لا تلتمس منى حبا الحلقة الحادية عشر 11

رواية لا تلتمس منى حبا بقلم رانيا الخولى

رواية لا تلتمس منى حبا الفصل الحادى عشر 11 بقلم رانيا الخولى
رواية لا تلتمس منى حبا


رواية لا تلتمس منى حبا الفصل الحادى عشر 11


لا تلتمس منى حباً

الفصل الحادى عشر 


استيقظت حنين من نومها على طرق الباب ودلوف صباح التى تخبرها بعودة قاسم من عمله فنظرت فى ساعاتها فوجدتها السادسه مساءاً فنهضت مسرعه وهى تقول 

_ ياااه انا ازاى نمت كل ده، وإزاى متصحنيش ؟

ردت صباح 

_ جاسم بيه اللى حالة متصحيهاش وحتى خد سي امچد ومالك معاه الأرض ولسه واصلين دلوجت 

اومأت برأسها وقالت وهى تدلف المرحاض 

_ طيب هغير وانزل اجهز معاكى الأكل 


نزلت حنين فوجدت قاسم جالساً في الحديقة يراقب الأطفال وهم يمرحون أمامها والتعب واضحاً على ملامحه فلم يذق طعم النوم منذ يومين 

لا تعرف لما ساقتها قدماها إليه وكان هناك شىء بداخلها يجبرها على ذلك حتى وقفت أمامه تنظر إليه بإحراج وقالت

_ أنا....أنا أسفه 

رفع قاسم حاجبيه بدهشه متسائلاً عن سبب ذلك فجلست على الأريكة بجواره وقالت 

_ أنا عرفت الحقيقة 

انقبض قلبه بشده داخل صدره وازدراء ريقه بصعوبه والظنون تتلاعب به لا يعرف مقاصدها فتسائل قائلاً

_ على أيه مش فاهم.

جلست بجواره وذلك الشئ بداخلها يدفعها للأعتذار له وقالت 

_ أنك يعنى ...... مقتلتش الراجل ده 

تنفس قاسم بأريحية وأخرج تنهيده عميقه من صدره وعاد بظهره للوراء وهو يقول

_ وعرفتى منين ؟

حمحمت بإحراجت وقالت 

_ رغده صحبتى هى اللى اتصلت عليا وحكتلى 

رفعت عينيها إليه فتقابلت نظراتهم لأول مرة بدون لوم أو عتاب 

نظرات تحمل امتنان وشعور أخر يحمل بداخله مشاعر متضاربة تخشى الاعتراف بها 

أما هو فقد الجمته كلماتها حتى كادت أن تدمى قلبه الذى يتوقى شوقاً إليها 

كانت لملامحها التى صنعت بإتقان مفعول السحر على ذلك القلب الذى لم يذق الحب يوماً ، فيجد نفسه بين ليله وضحاها عاشقاً متيماً بحب تلك الحورية التى اقتحمت حياته الفارغه لتملأها عشقاً

أراد أن يجذبها لأحضانه والارتواء من شهد رحيقها ويضرب بتعقله عرض الحائط 

لكنه منع نفسه عن ذلك ، لا يريد أن يفرض مشاعره عليها ، يريد أن ذلك بالتراضي حتى لا يضيع مذاقها الذى يحلم به.

أراد فى تلك اللحظه الاعتراف بما يجول فى خلده وان يطلب منها إتمام زواجهم ، لكن قاطعهم صوت صباح التى تخبرهم بتحضير الطعام 

فحمحمت حنين بإحراج ونهضت مسرعه من أمامه وأخذت الطفلين وعادت للداخل 

تريد أن تهرب من مشاعرها الوليده كما هربت من أمامه الان قبل أن تفضحها عينيها 


مرت الايام

أخذت فيها حنين تعتاد على مدحه فى كل شىء تفعله، مما جعلها تزداد تعلقاً به بدأت حياتها تأخذ نمط اخر بعيداً عن الحياة التى قاستها سواء مع سالم أو بعد وفاته 

حياة بعيده عن الشك وبعيده عن الاتهامات الغير مفهومه

لا تنكر محبته الشديده لها لكنه كان يدمرها بغباء ، يتهمها بأنها لا تحبها كما يحبها رغم أنها تخلت عن كل شىء لأجله 

يتهمها بأنها لا ترضى بفقره ، رغم أنها لم تشعره يوماً بذلك 

تذكرت عندما أخبرته برغبتها للعمل ، صاح بها واتهمها بأنها ملت من حياته وتريد الهرب منها بالعمل 

ضاق بها ذرعاً لم تعد تستطيع التحمل أكثر من ذلك ، لكن ماذا تفعل والى اين تذهب فليس لها أحد غيرها ، فقد نبذها أهلها وليس لها أحد تذهب إليه، دمر كل شىء بينهم باتهاماته الغير مبررة غاب يومين وجاءها بعدها خبر وفاته 

شعرت وقتها بانهيار حياتها وأنها أصبحت وحيده بطفل ولا مأوى لهم سوى تلك الشقه المتهالكه

ومستقبل غامض لا تعرف ما يخبأ لها القدر 

حتى ظهر هو فى حياتها 

كل شىء معه مختلف ، نظراته التى تحمل عشقاً لم يستطيع اخفاءه 

عينيه التى تبحث عنها فور عودته ، كلماته التى لا تجعلها قادرة على المكوث أمامه وتاحجج بلاشيء كى تختفى من أمامه 

استوطن العشق قلبها وأصبحت لا تستطيع مفارقته ، حتى يوم ذهب إلى القاهره وغاب يومين وكأنه بفعلته تلك يختبر مدى تعلقها به وشعرت بحنين جارف إليه لم تستطيع تحمل بعده أكثر من ذلك 

وأخذت هاتفه لتتصل عليه وتطلب منه العودة 

لكنها تراجعت بخجل لن تستطيع فعلها  

ظلت تتلاعب بالهاتف بين يديها تاره تنوى الاتصال به وتاره اخرى ترفض 

ألقت الهاتف على الفراش وقد شعرت بالضيق من عنادها ليس هناك ما يمنع الاتصال والاطمئنان عليه فهو زوجها وله حق عليها .

حق؟ 

هل حقاً له حق عليها؟

نفت مسرعه فزواجهم صورى فقط وهو يعلم ذلك جيداً ؛ لكنه أيضاً طلب منها إتمام زواجهم 

نعم لا تنكر انها تراها بعينيه لكنها ترى صعبه فى الأمر.

وماذا أن عاد طلبه مره اخرى ، ماذا سيكون ردها عليه ؟

هل توافق وتبدأ حياة جديدة معه كما أخبرتها ام سالم ؟

ام ترفض وتظل معلقه وتظلمه معها .


والحال عنده كذلك رقد على فراشه يناشد النوم الذى هرب منه منذ أن رآها 

ويحلم بذلك اليوم الذى يجمعه بها ، يريد أن يطلب منها البقاء معه وان يتمموا زواجهم 

لكنه يخشى أن ترفضه وتذكره باتفاقهم .

لكنه أيضاً بدأ يشعر بحبها له ، نعم هو لم يتأكد بعد لكن يرى ذلك فى عينيها التى تتهرب دائما من عينيه وكأنها تخفى عليه ذلك الحب الذى يملأهم

حتى عندما يتصل للاطمئنان عليها هى والطفلين يشعر بأنها تود قول شيئاً ما لكنها تغلق قبل أن يخونها لسانها وينطق بما يود قلبها البوح به .

لقد أصر على الذهاب الى القاهره والبعد حتى يتأكد من حقيقة مشاعرها وسيعلم بذلك فور عودته وستخبره نظراتها بما لا يرد لسانه الإفصاح عنه .

أصبح يتعامل كالمراهقين وهو ينظر إلى هاتفه بين الحين والآخر يود الاتصال وسماع صوتها الذى يعشقه 

لكنه يتراجع ربما تكون نائمه فالساعه قد تعدت الواحده صباحاً

لكنه تفاجئ برنين هاتفه معلناً عن اتصال منها فيمسك الهاتف مغمضاً عينيه كى يضبط صوتها حتى لا تشعر بشئ وفرد بثبات 

_ السلام عليكم

ردت حنين بصوت مهزوز 

_ و.. وعليكم السلام 

ساد الصمت قليلاً بينهم وكأنهم نسوا كيف أبجدية الكلمات 

او اعتادوا أن تتحدث أعينهم بما لا تستطيع الالسنه البوح به ، حتى قاطعها قاسم قائلاً

_ عامله أيه ؟ والولاد كيفهم ؟

_ كويسين بس بيسألوا عليك 

أراد قاسم استدراجها فى الحديث وقال بمكر 

_ هما لساتهم صاحيين ؟

_ لأ ، اه.... أقصد يعنى أنهم طول النهار بيسألوا هترجع أمتى

ظهرت ابتسامه خبيثه على وجهه وقال 

_ وليه مكلمتنيش وجتها كنت طمنتهم وعرفتهم انا چاى ميتى؟

ازداد ارتباكها وردت 

_ أصل يعنى مكنتش فاضيه ومعرفتش اكلمك 

ازدادت ابتسامته اتساعاً وقال 

_ طيب ياستى خبريهم انى بكره إن شاء الله هكون عندهم 

علم من صمتها أن فرحت بعودته فأراد أن يتأكد من ذلك فقال بدهاء

_ اتوحشتك جوى ، وانتى ؟

لم تستطيع حنين السيطرة على ضربات قلبها التى أخذت تتسارع بشده حتى كادت أن تسمعها وقالت بتلعثم 

_ أنا؟....أنا ايه ؟

رد قاسم 

_ اتوحشتك؟

التزمت الصمت ولم تجيبه فعاد يقول بصوت هادئ

_ اتوحشتك ياحنين ؟

لأول مره تسمع اسمها بصوته وكان له وقع غريب على قلبها ، هل حقاً ما تشعر به تجاهه حباً ؟ اشتياقها إليه الفراغ الذى تركه بغيابه قلبها الذى ينبض فور رؤيته وسماع صوته 

ولأول مره تسمح لقلبها بالتحدث دون قيود فهمهمت قائله

_ إممم

لم يكتفى بذلك فقال بحب 

_ دا مش رد، انا عايز رد صريح 

_ وحشتنى

لم يستطيع تصدق ما سمعته اذنه وشعر بقلبه يتراقص فرحاً وقال بمكر 

_ تعرفى انا عايز ايه دلوجت 

ردت بخجل 

_ أيه؟

_ آچى دلوجت 

رفضت حنين بخوف 

_ لأ مينفعش تسوق بالليل كده ، استنى للصبح 

رفع حاجبيها قائلاً بخبث 

_ خايفه عليا ؟

ردت بلهفه ودون وعى منها 

_ أكيد ..اقصد يعنى عشان مالك 

_ ماشى ياستى همشيها مالك ، بس بردوا نفسى اشوفك دلوجت 

لم تستطيع حنين سماع أكثر من ذلك وأغلقت الهاتف وهى تحتضنه بسعاده بالغه وقد شعرت بالحياة تبتسم لها أخيراً

أما هو فقد خرجت منه ضحكه عاليه تدل على مدى سعادته التى يشعر بها للمره الاولى في حياته 

أراد حقاً العوده اليها الان ، لكنه سينتظر للصباح كما طلبت منه حتى يفعل ما أجله حتى تلك اللحظه 


******

وفى اليوم التالى ظلت حنين تنتظر مجيئه لكنه لم يأتى 

شعرت بالقلق عليه لكنها أبت الاتصال به

وقفت فى شرفتها تنتظره حتى رأيت سيارته تدلف من بوابة المنزل فوضعت يدها على صدرها تتنفس براحه ثم عادت تجلس على الفراش بسعاده بالغه وقد شعرت بلهفه لرؤيته 

لكنه لم تملك الجرئه للذهاب إليه

فظلت جالسه على الفراش حتى سمعت صوت طرقات خافته على الباب فعلمت بهويته 

فأسرعت بارتداء ازدال الصلاه ثم فتحت الباب فوجدته لاول مره يرتدى بدله رسميه زادت من وسامته فلاحظ نظراتها وسألها قائلاً

_ مالك بتبصيلى كده ليه ؟ 

انتبهت على صوته وقالت بإحراج 

_ لا أبداً بس يعنى اول مره اشوفك بالبدله 

_ لإنى مش ديماً بلبسها الا لما يكون فى مشوار مهم فى القاهره 

هحكيلك عليه بس بعد ما أغير هدومى 

اومأت له وقالت 

_ هكون جهزتلك العشا 


وقفت حنين فى المطبخ تحضر العشاء ولم تنتبه لتلك الأعين التى تراقبها وتراقب يداها التى أصبحت خاليه من تلك الدبله التى كان كطوق ملتف حول عنقه وتذكر عندما أخبرها بعرضه 

لكنه لم يريد الاستعجال ربما قامت بنسيها

اتسعت ابتسامته عندما سقط حجابها وظهر شعرها البنى الذى يراه للمراه الاولى 

وبدون وعى منه اقترب منها وعينيه تلتهم خصلاتها التى تخفى وجهها عنه واراد أن يتناولها بيده ويضعها خلف أذنها 

لكنها انتبهت إليه وقامت بإعادت الحجاب لتعطى به شعرها لكنه منعها قائلاً وهى يجذب الحجاب بعيداً عنها وهو يقول وعينيه تلتهم وجهها الذى يعشقه 

_ انتى مش واخده بالك انك مراتى وان مينفعش تخبى الجمال ده عنى 

هربت بعينيها بعيداً عنه بإحراج فأمسك ذقنها كى يجعلها تنظر إليه واردف

_ تعرفى انى اول مره اشوف شعرك 

لم تجيبه بل لاذت بالصمت حتى وجدته يتلاعب بخصلاتها وعينيه تجول بهم وأكمل 

_ متخيلتش أنه يكون بالجمال ده 

ترك خصلاتها وتناول يدها الخاليه يقربها من فمه ويطبع قلبه جعلها تنتفض فى وقفتها وشعرت برجفه تنتاب أطرافها وقالت بخجل وهى تسحب يدها 

_ مينفعش كده 

ابتسم قاسم من خجلها وقال بمكر 


_ هو ايه اللى مينفعش ؟

ازداد خجلها منه وعادت خطوه للوراء وهى تقول 

_ مينفعش اللى انت بتعمله ده احنا جوازنا مش حقيقى 🙈

رفع حاجبيه بلؤم وقال 

_ ومين اللى مانعه؟

لم تستطيع الرد عليه من شدة الاحراج وابتعدت عنه تتظاهر بالانشغال فى تحضير الطعام وقالت 

_ مقولتيش ايه المشوار المهم اللى سفرتله القاهره .

علم قاسم أنها تهرب منه ولم يريد الضغط عليها لعلمه بأنها مازالت متردده فجلس على المقعد قائلاً

_ واحد صاحبى فى القاهره رائد يفتح مصنع وطلب منى انى ادخل شريك معاه 

وضعت حنين الاطباق أمامه على طاولة المطبخ وقالت

_ وبعدين 

_ للأسف معنديش سيوله كافيه للمشروع 

_ طيب ليه متفكرش تبيع قطعه من الأرض بتاعتك ويبقى ترجعها بعدين 

عقد حاجبيه بعدم اقتناع وقال 

_ مستحيل طبعاً ولو عملت أكده هبجى ضيعت هبتى فى البلد ، الأرض تزيد مش تقل 

انتهت من وضع الطعام أمامه وجلس قائله

_ طيب ممكن تجيب قرض 

_ رهان بردك ، ومهما كان انا مش ضامن المشروع هبجى وجدتها خصرت كل حاچه

_ وقررت تعمل أيه ؟

هز رأسه بحيره وقال 

_ مش عارف لسه ، بس انا طلبت منه بدينة فرصه افكر وأدرس المشروع صح 

وفى نفس الوقت انا مش متحمس للموضوع 

قالت حنين بدهشه 

_ ليه ؟انا شايفه أن دى فرصه محدش يرفضها 

نظر إليها مطولاً وكأنه يبحث فى عينيها عن شيئاً ما لكنه لم يجده فأراد التأكد قائلاً

_ انتى بصيتى الفكره من أى منظور ؟

هزت حنين كتفيها بعدم اهتمام وقالت 

_ مش كده بس انا بقول أن ده مستقبلك ومستقبل مالك ولازم تفكر لأدام 

أراد التأكد أكثر فقال 

_ انا ومالك بس 

أخفضت عينيها وهي تقول

_ اكيد 

_ وانتى وأمجد ؟

انتظر قاسم اجابتها لكنها لاذت بالصمت .

_ مش بتردى ليه؟

رفعت عينيها ليجد بداخلهم حزن لم تجيد اخفاءه وقالت 

_ احنا خارج مستقبلك 

تعجب قاسم من كلماتها وسألها

_ ليه بتقولى كده ؟ ليه شايفه نفسك انتى وأمجد خارج مستقبلى 

_ لأن دى الحقيقه أمجد مش ابنك وأنا بالنسبالك مجرد ارمله اتجوزتها عشان سبب معين ، ووقت مايتحل كل واحد هيروح لحاله

قالت جملته تقنع بها نفسها قبل أن تقنعه هو  

 وكم ألمته كلماتها تلك كطعنه حاده في قلبه وقال 

_ انتى شايفه كده ؟

هزت راسها بالنفي وقالت

_ انا مش شايفه كده بس دى الحقيقه

_ الحقيقة اللى أنت عايزه تشوفيها ولا اللى رافضه تعترف بيها 

عقدت حاجبيها بعدم فهم وقالت

_ تقصد ايه ؟

قال بلهجه حاده نسبياً

_ فى انك رافضه تشوفى أى حاجه غير انك حاجه مفروضه عليا مع انى انا اللى فرضت نفسى عليكى ، وانا اللى بطلب منك أننا نفضل مع بعض مش انتى ، ورافضه انك تشوفى معاملته مع امجد اللى بعامله زى ابنى لإنى فعلاً بحبه زى ابنى لشخصه وطفولته مش اى سبب تانى 

عايزانى اعمل ايه تانى ؟

تهربت بعينيها منه تحاول العثور على كلمات توصف بها مشاعرها تجاهه وأنها لا تريد أن يكون ابنها حملاً ثقيلاً عليه 

او أن يتخذها هى مجرد زوجه لا أكثر تريد أن تتأكد من مشاعره تجاهها أكثر من ذلك فقالت بثبات 

_ قاسم أن مأنكرتش كل ده بس فى نفس الوقت انا مش عايزه اكون مجرد زوجته الظروف جمعتك بيها ، عايزه اكون زوجه باختيارك وعن اقتناع ومش مجرد مشاعر عاديه حسينا بيها فهمتنى اقصد أيه ؟

أومأ لها بتفاهم وقال 

_ فاهم ياحنين بس أنا عايزك تتأكدى من حاجه ، انا فى البدايه لما عرضت عليكى الجواز كان بدافع حمايتك وانى ارجع الحق لأصحابه، بس اول ما شوفتك كل حاجه اتبدلت واتمنيت فى الوقت ده انك تكونى من نصيبى وكنت مستعد أحارب الدنيا عشانك يعنى اخترتك بقلبى وعقلى مع بعض ، وانتى عارفه أن صعب الاتنين يجتمعوا معايا ومع ذلك الاتنين متمسكين بيكى

لا تنكر السعاده التى شعرت بها من حديثه لكنها أيضاً لا تريد التسرع حتى تمحى اى شك بداخلها فقالت 

_ بس انا بردوا محتاجه وقت عشان اقدر أقيم مشاعرى ومتسرعش 

أخفت يدها عندما وجدته ينظر إلى خلوها من خاتم زواجها وقالت 

_ انت قولتى مينفعش تكونى متجوزه ودبلت حد تانى فى ايدك وعشان كده شلتها 

سألها قاسم 

_ اقتناع ولا فرض ؟

ردت بصدق لامس قلبه 

_ باقتناع

لاحت ابتسامه صافيه على وجهه وأخذ يدها يقبلها مره اخرى قبل أن يقول بصدق 

_ وانا مش هستعجل وهستناكى 


********

مرت الايام بينهم وحنين فى سعاده بالغه

وقاسم الذى لم يكف عن مدح كل ما تلمسه يداها حتى جعلها تشعر بأنها ملكه متوجه على عرش قلبه فأصبحت تتعايش مع الأمر بحب 

وفى يوم وقفت ترتب غرفته التى رفضت أن ينظفها أحد من الخدم ووقفت ترتب خزانته ولم تنتبه لوجوده


ووقوفه وهو يتأملها بحب وهى ترتب الملابس بحرافيه ولم تنتبه لوجوده فظل يراقبها فى صمت وشعرها الذى يتحرك معها مسترسلاً على ظهرها 

فقاطع صمته بصوته الهادئ قائلاً

_ السلام عليكم

انتفضت فى وقفتها نظرت إلي وهى تقول بعتاب

_ قاسم ! خضتنى 

ضحك قاسم واقترب منها وهو يقول بمزاح: سلامتك من الخضه ، بس ليه تاعبه حالك لو محتاچه خدمين تانى أچيبلك 

رفضت حنين قائله: لا طبعاً مش محتاجه بس أنا بحب أعمل كل حاجه بنفسى أنصف اوضنا واعمل الاكل والباقى بخلى صباح تعمله 

أخفضت حنين عينيها بحياء وهى تسأله: بس انت جيت بدرى 

رد عليها بغزل: جيت عشان أملى عينى من النور اللى مالي أوضتى 

نظرت إليه حنين وقالت بتحذير: قاسم 

_ عيونه 

عادت حنين لترتيب الخزانه وهى تقول 

_ لاااا انت انحرفت خالص بعد إذنك اتفضل عشان اكمل تنضيف 

اقترب منها اكثر وعينيه لا تنزاح من عليها وقال بدهاء

_ وانا مش مانعك 

ثم مال على أذنها وقال بهمس 

_ معلش اصلى بحب اتفرج عليكى وانتى بتتحركى زى الفراشه كده 

خجلت حنين من غزله وقالت بتحذير 

_ احنا اتفقنا على أيه؟

رد قاسم ببراءه مزيفه 

_ متفجناش على حاچه

التفتت إليه حنين وهى تقول بعدم اقتناع

_ ياسلام ، احنا مش اتفقنا انك تسيبنى فتره افكر 

تظاهر بالنسيان وقال بخبث 

_ مش فاكر الصراحه ، بس وماله نعيد الاتفاج من تانى ، ولا انتى زيى عايزه تغلى الاتفاق ده خالص 

هزت راسها بيأس منه وعادت لعملها مره اخرى وهى تقول 

_ لا التزم انت بس بالاتفاق القديم 

امسك ذراعها كى يديرها إليه ونظر إلى عينيها التى دائما تخفيها عنه وقال بجديه 

_ حنين انا اديتك وقت كفايه وخلاص عايز اسمع ردك دلوقت 

امسك ذقنها عندما وجدها تهرب بعينيها منه وقال 

_ قولتى أيه ؟ موافجه؟

لم تستطيع اخفاء تلك الابتسامه التى تدل على مدى سعادتها وقالت بحياء

_ أنا مش رافضه بس ...

أغمضت عينيها عندما شعرت بانفاسه تلفح وجهها وصوته الذى ينعش قلبها يقول 

_ بس أيه ؟

تقدم منها خطوه اخرى وعينيها تلتهم وجهها القريب منه وثغرها الذى يهتز بارتباك جعله يفقد السيطره على حريق قلبه والتهمه بلهفه هادئه جعلتها تتصلب بين يديه التى احتوتها بحب 

حاولت الابتعاد عنه لكن هدوء قلبلاته جعلتها تستكين بين يديه مندهشه من طريقة تقبيله لها قبله هادئه تحمل بين طياتها الحب والخوف على من بين يديه ، عكس سالم الذى كان يقبلها بعنف شديد حتى أصبحت تكره قبلاته 

لكن تلك مختلفه تماماً حتى جعلتها تتشبث بملابسه كأنها ترجوه الا يقسوا عليها مثله 

تركها عندما شعر بحاجتها للهواء ولم تستطيع النظر إليه بل أخفت وجهها فى صدره تهرب منه إليه فأراد رفع ذلك الحرج عنها فقال مازحاً

_ أيوة أكده عايزك لما تهربى منى تهربى فى حضنى 

لم تستطيع البقاء أكثر من ذلك فأسرعت بالابتعاد عنه والخروج من الغرفه

 لكن صوته منعها قائلاً: فكرتى فاللى قولته ؟ أنا لحد دلوقت مستنى ردك 

رفعت راسها بصعوبه كى تجيبه بخجل: بكرة أن شاء الله هتعرف ردى 

وانهت كلامها واسرعت بالخروج لتترك قاسم فى سعاده لم يشعر بها من قبل 

أخرج هاتفه ليتصل على أحد ما فيرد قائلاً: الحاچه اللى جولت عليها تكون عندى بكرة بالكتير

أنهى كلامه واغلق الهاتف

خرج من غرفته فيجد الخادمه تخبره أن هناك أمرأه تريد رؤيته 

رد قاسم بدهشه: مين دى؟

ردت صباح: مخبراش يابيه

_طيب دخليها ، هى الحاجه فين؟

_ راحت عند فهد بيه 

_ طيب اعملى القهوة ودخليها المكتب 


دلف قاسم مكتبه ليجد من تنظره هى سلمى ابنة حسن المنشاوى فقال بضيق: هو انتى؟ خير؟

نظرت إليه سلمى لتقول بخبث: خير! دا بدل ماترحب بيا، مكنش العشم ياابن الرفاعى 

بس أنا جيالك فى مصلحه 


وعلى الطرف الآخر رن هاتف حنين لتنظر إليه فتجد رقم غير مدون فردت عليه لتتفاجئ بصوت بدفهد يقول: أهلاً يامرات أخوى 

همت حنين بغلق الهاتف لكنه منعها قائلاً: استنى قبل ماتقفلى هما كلمتين لو عايزه تعرفى حقيقته انزلى دلوقت واسمعى بنفسك حقيقته وعلاقته بسلمى أخت مراد 

صاحت به حنين: انت كداب 

_ براحتك، الحقيقه ادامك عايزه تعرفيها انزلى مش هتخسرى حاچه 

أغلقت حنين الهاتف وهى تشعر بأن هناك شئ يدفعها للذهاب إلي مكتبه حتى مرت صباح من أمامها فسألتها عنه لتجيبها: فى واحده سألت عليه وانا دخلتها المكتب 

انخفق قلب حنين خوفاً من القادم واسرعت بالذهاب إلى مكتبه وتفتح الباب قليلاً حتى تستمع إليهم فسمعت حنين سلمى وهى تقول

_ للأسف أنا عرفت الحقيقه وعرفت انك غشتنا كلنا وان الأرض دى أبوك اللى سرقها مننا 

صاح بها قاسم 

_ مين اللى جالك الكلام الفارغ ده ؟

نظرت سلمى لفتحت الباب وقالت بخبث

_ مش مهم عرفت منين لأن دى حاجه مش جديده عليكم بس اللى صدمنى بصحيح قتلك لسالم الله يرحمه ومحاولتك انك تكفر عن ذنبك ده بانك تتزوج مرته 

اتسعت عينيه ذهولاً من معرفتها بهذا الأمر وصاح بها غاضباً

_ عرفتى منين الموضوع ده ؟

توقف قلب حنين عن النبض وشعرت بأن الأرض تميل بها 

قتل سالم لم يكن حادثاً 

بل كان مدبراً ، ومن قتله ذلك الذى تزوج بها بحجة حمايتها وكان بين ذراعيه منذ قليل 

أسرعت بالذهاب إلى غرفتها وجذبت حقائبها لتضع بها ملابسهم ووضعتها خلف الباب 

ثم نادت على صباح وسمحت لها بالانصراف 

وتوجهت إلى غرفته لتخرج سلاحه وتقف تنتظر عودته 

لم تنتظر كثيراً ووجدته يدلف غرفته متفاجئ بوجودها فقال: أنا أسف انى أخرت عليكى....

قاطعته حنين قائله بجمود: مين اللي كان معاك تحت فى المكتب؟

تفاجئ قاسم بسؤالها فرد قائلاً بارتباك: لا متشغليش بالك مفيش حد المهم جهزتى العشا 

أومأت حنين قائله: أكيد 

رفعت سلاحه فى وجهه وهى تسأله: قتلته ليه ؟

اتسعت عين قاسم بذهول من قولها وحاول تهدئتها قائلاً

_ حنين أهدى ايه الكلام اللى بتجوليه ده 

صرخت بأعلى صوتها قائله: بسألك قتلته ليه؟

حرمتنى وحرمت ابنه منه ليه؟


قال قاسم برجاء: حنين أرجوكى أهدى وأنا هحكيلك اللى حصل بالظبط 

هزت حنين رأسها بإصرار وقالت : خلاص مبقاش فيه كلام تانى يتقال وتار جوزى أنا هخده بإيدى

: حنين....

وقبل أن يتم كلمته أغمضت عينيها وأطلقت الرصاصه لتستقر فى صدره ويسقط أرضاً على ركبتيه لتفتح عينيها على رؤيته بتلك الحالة

وتجهش بالبكاء 

فتلقى السلاح من يدها وتسرع بالخروج من الغرفة عائده الى غرفتها لتحمل حقائبها وتنزل بها إلى السيارة لوضعها بها ثم تعود لأخذ الاطفال أمجد ومالك أمانة زهره وهربت بهم من ذلك المكان الموحش 


##########


يعيش الانسان حياته يتساءل اهو ميسر أو مخير؟ 

كالسفينه تتلاعب باشرعتها رياح الأقدار 

كما تتلاعب بابطالنا الذين نشاءوا فى ظروف قاسيه وفرضت عليهم حرمان يتمص رحيقهم فتذبل أوراقهم وتتساقط كأوراق الخريف 

لكن منهم من قاوم بحقدٍ اسود على حساب ممن هو من دمه 

لكن عندما يكبر ذلك الانتصار ينقلب عليه كشجرة بلا جذور كلما كبرت وتفرعت أغصانها كلما مالت ومالت حتى هوت على الأرض لنجد أنها بلا جذور تثبتها


رواية لا تلتمس منى حبا الفصل الثانى عشر 12 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية لا تلتمس منى حبا)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)


روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات