رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الحادى والثلاثون 31 بقلم نورهان ناصر
رواية نداء القلب الجزء الثانى البارت الحادى والثلاثون 31
رواية نداء القلب الجزء الثانى الجزء الحادى والثلاثون 31
رواية نداء القلب الجزء الثانى الحلقة الحادية والثلاثون 31
رواية نداء القلب بقلم نورهان ناصر
رواية نداء القلب |
رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الحادى والثلاثون 31
البارت•31•الجزء الثاني نداء القلب ♥️ بقلمي نورهان ناصر
*قبل ست ساعات من الآن ،عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل*
كانت تسير معه مسلوبة الإرادة فقط تتبعه بصمت ، يدها تمسك بيده بقوة ، قلبها يرفرف في صدرها ، تتحرك حيث خطواته تتعثر وتنهض معه ، أغمضت عينيها لحظات واستنشقت عبير رائحته وبلا وعي ابتسمت بهدوء وسارت معه باطمئنان .
هتف مهاب يقطع حالة الصمت السائدة : سحر .. إنتي نمتي ولا ايه ؟ .
سحر بابتسامه وهي تعلم بأنه لا يراها : تؤتؤ صاحيه ! .
مهاب بهدوء : طيب ، تعالي ندخل دي وخلاص بقى أنا تعبت من المشي وتقريبا بنلف حواليها من بدري .
سحر بهدوء : مهاب ! .
مهاب باستغراب : نعم ! .
سحر بهدوء : متشكرة .
مهاب بابتسامه : على إيه ده واچبي يا بت عمي ولا اجولك يا مرتي مستجبلًا .
ابتسمت بدون تعليق ، فتابع مهاب وابتسامه لطيفة تعتلي محياه لأنها صمتت هذه المرة ولم تعترض حقًا الصمت أحيانا أجمل جواب : سحر قربي عندي شوي وقبل ماتفهمي غلط وتشتمي هتوقفي جنبي علشان انا هضطر أسفًا أسيب إيدك عقبال ما افتح الباب ده فعلشان ماتضيعيش مني امسكي في جاكت بتاعي تمام .
مهاب بضحك بعد دقيقه : طيب أنا أفهم إيه من سُكاتك ده ؟ ، لا إنتي سيبتي أيدي ولا حتى نطقتي معلش تعالي على نفسك وردي عليا .
سحر باستغراب : مهاب أنا سيبت ايدك من بدري أنا واقفه وراك أهو عيوني خدت على الضلمه شوي فأنا شايفاك يعني إلى حد ما .
مهاب بفزع وتصلبت جميع أطرافه فجأة هتف بتقطع : .. إيه .... أومال مين اللي ماسكه أيدي دي ؟ .
سحر بضيق : مهاب انت هتهزر ؟ .
مهاب بفزع : اهزر إيه يا فچرية ...ده أنا هعملها على روحي ...يا بت في حاجه ماسكه أيدي .
سحر بخوف شديد : مهاب متهزرش في الحاجات دي واحنا في مكان زي ده .
مهاب بتوتر : أومال ايه دي ؟ .
رفع يده ببطء وحاول سحبها فضغطت تلك اليد أكثر .
سحر بتوتر : ها وبعدين بقى هنفضل واقفين كده ؟ .
مهاب في وضع الصدمه .
سحر بتوتر : مهاب ...مهاب ...رد عليا ! .
لم تتلقى منه جواب فهتفت بخوف شديد : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم ،بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم .
ما إن أنهت حديثها حتى سمعت صوت يرتطم بالأرض بقوة ، شهقت بفزع وتصلبت جميع أطرافها وهتفت بارتعاش وصوت متقطع وأنفاس متضطربه : مهاب مهاب مهاب ... أي الصوت ده ؟ .
رد مهاب وسائر جسده ينتفض : سحر ...سحر ... أنا هنا ! .
سحر برعب شديد: إيه إنت إزاي روحت هناك كده وصوتك بعد ؟ ...مهاب لو ده مقلب منك احب اقولك إنك نجحت فيه وأنا حالياً ميته من رعبي .
مهاب بتعب : والله ما مقلب خالص كان فيه حاجه ماسكه أيدي وبعدها لقتني اترميت هنا أمشي ورى صوتي وهتوصلي .
سحر بتوتر وخوف : أنت ممعكش حتى ولاعه ؟ مش شايفاك ولا شايفه أنا بدوس على ايه ؟ .
مهاب بتعب : لأ ممعيش ! .
سحر بتهكم : ليه مبتشربش سجاير ؟ .
مهاب بذهول : لأ ما بتنيلش ! .
سحر برعب : ليه ؟ ليه معملتش حساب اليوم ده ليه ؟.
مهاب بتعب وسخرية : معلش المره الجاية .
سحر بتوتر : هو لسه فيها مرة جايه أنا هقطع علاقتي بيك بعد ما نطلع من هنا .
مهاب بابتسامه : يعني معترفه إن فيه علاقه أهو .
سحر بضيق : متحرفش الكلام على مزاجك هو بيتقال كده في المواقف الزفت دي .
تنهدت بخوف وأخذ قلبها ينبض بقوة من شدة خوفها ثم أخذت تسير تجاه الصوت وأثناء ذلك اصطدمت قدمها بشيء فوقعت عليه وأخذت تصرخ بشدة وقد أصابتها نوبة فزع قوية .
حاول مهاب تهدأتها لأنه هو من وقعت عليه ، نهض عن الأرض وجلس نصف جلسه وأخذها داخل صدره محتضنًا إياها بقوة بينما يربت على شعرها بحنان .
مهاب بحزن على حالة الرعب التي أصابتها : سحر .. سحر خلاص ده أنا فوقي يا قلبي ... أنا بجد آسف إني جبتك هنا ...غبي غبي يا مهاب إزاي اخدك ونخرج في وقت متأخر زي ده وفي الغيطان والدنيا ليل أنا بجد آسف ... سحر اهدي ده انا مهاب خلاص يا حبيبتي مش هبعد عنك تاني هفضل ماسك إيدك .....سحر .
ظلت سحر تبكي بشده وينتفض جسدها برعب شديد ، بينما تتعلق به بقوة ، زاد مهاب من احتضانه لها حتى تشعر به وأخذ يتلو القرآن داخل أذنها بحنان فإن استمرت أكثر من ذلك في الصراخ سيحدث ما لا يُحمد عقباه .
وبعد بضع دقائق هتف مهاب بقلق :سحر فوقي أهدي بقى خلاص هنتلبس المرة دي بجد ..اسكوتي بقى كفايه صراخ فوقي بالله عليك ...هتلميهم علينا بجد بقى المرة دي ...سحر أنا أهو جنبك مش هاسيبك أهدي .
وبعد وقت هدأت سحر قليلًا إلا أنها لم تبتعد عنه ظلت متمسكة به بقوة ، رافضة تركه ، واعترفت في داخلها أنه أمانها ثم همست بنبرة صوت متقطعه أثر بكائها : ..مش عارفه ...باجي قدامك أنت وأضعف ليييه ...دموعي بتنزل قدامك أنت ....ليييييه سحر اللي قتلتها جوايا من زمان ودفنتها ...رجعت تظهر تاني أنت رجعتها ....ليييييه .....لييييه أنا مش خايفه منك ...لييييه مطمنه كده وأنا معاك .....ليييييه مقدرتش أكرهك .... انت بتعمل فيا إيه يا مهاب أنا تعبت ...تعبت أوي والله .... أنا مش بكرهك ...معرفتش اكرهك ..رغم انك راجل وانا اكتر شيء بكره هو انتوا .... إزاي مقدرتش أكرهك .. إزاي ماسكه فيك كده ؟ ...و ليييه إنت متمسك بيا أوي كده أنا متحبش .. محدش حبني قبل كده ليييه أنت راضي بيا كده ؟ ليييييه لييييييييييه قلبي واجعني ... أنت بتوجع قلبي ! .
مهاب بحب : أنا بحبك يا سحر اكتر من أي شيء في الدنيا ... مستعد استناكي لحد ما تتقبليني .
سحر بدموع شديدة : اتقبلك ... أنا متقبلاك من زمان كنت تحدي كبير دخل على حياتي وأنا مقدرتش أكرهك وكنت في صراع مع نفسي كل يوم ، كنت بفرح بـ خناقاتنا المستمرة و ضحكتك وكلامك معايا ...كل دي حاجات جديدة عليا بس كنت ببقى مبسوطه مش عارفه ليه ؟ ومهما حاولت افكر نفسي بأنك راجل وإني بكرهكم قلبي يرفض ويقولي اكرهي الرجالة براحتك وتعالي عند ده وسيبهولي أحـ...
قطعت باقي حديثها وانفجرت في البكاء بشدة .
مهاب بدموع أخرجها من أحضانه ولازال يمسك بيديها بقوة ثم همس برجاء كبير : قوليها يا سحر بالله عليك قوليها ريحي قلبي ! .
سحر بدموع : مقدرش مقدرش ! .
مهاب بدموع : ليه ؟ ...متقدريش ؟.
سحر بدموع : لأن كل حاجه هتنتهي بمجرد ما أقولها خلينا كده أحسن ! .
مهاب بحزن وانسابت دموعه : ليه هتنتهي ؟ .
سحر بدموع أمسكت يده بقوة ثم أغمضت عينيها لحظات واستنشقت الهواء بتعب ثم تنهدت بعمق وقالت : لأن الماضي وحش يا مهاب وحش كتير بمجرد ما احكيه كله هينتهي .
أنهت حديثها وهي تبكي بصمت ، جذبها مهاب إلى صدره وعانقها بقوة أطلقت شهقاتها المكبوته في صدره وتمسكت به ، وبعد وقت همس مهاب بتحشرج : سحر بوعدك إني مش هاسيبك مهما حصل ومن قبل ما أعرف أي كان ماضيك مستحيل أتخلى عنك حتى لو كنتي مغـ.ـتصبه .
سحر بدموع : لأ مش مغتـ...ـصبه أنا مطلقه .
صدمه ، هذا ما يشعر به ، كأنما تلقى صفعة قوية على وجهه ،ابتعدت سحر عنه ولازالت يديه تمسك بيدها بقوة .
سحر بدموع : هحكيلك كل حاجه وبعدها همشي من هنا خلاص مبقتش قادره أعيش هنا .
مهاب ببعض الهدوء : سحر اهدي واسمعيني كل حاجه ليها حل وأنا وعدتك إني مش هسيبك بعدين إيه يعني مطلقه ؟ وعلشان كده هسيبك انتي عبيطه أنا بحبك .
سحر بدموع : أسمع حكايتي الأول وبعدها قرر ... أنا كنت من عيلة ميسورة الحال إلى حد ما كان أبويا قاسي اقسى من الحجر وكان عندي آخين ميتفرقوش عنه في القسوة وأم مغلوبه على أمرها ، من يوم ما وعيت على الدنيا دي وكل يوم ضرب وشتيمه في والدتي حتى من اخواتي أمي تعبت وتعـ.ـذبت كتير أوي من اللي اسمه أبويا ده كان بيضـ.ـربها بوحـ..ـشيه فظيعه لدرجة أنه كان بيكسرلها أيديها ورجليها وأخواتي زي ما قولتلك حدث ولا حرج خمورجيين وشغلهم شمال أنا يعتبر إللي ربوني كانوا جيرانا المسلمين كانت مامتي بتسيبني كتير عندهم آه نسيت أقولك أنا مكنتش مسلمه الأول أنا من أسرة مسيحية أبويا كان أمريكي الجنسيه ومامتي كانت مصرية ومع إن الاتنين مسيحيين بس تربية والدي عكسها تماماً بابا منفتح أوي ومكنش انسان اصلا امريكي امريكي يعني زي ما بيقولوا كله مباح وعادي كنا عايشين برة في أمريكا معاه ومامتي انسانه ضعيفة غلبانه ملقتش حظها في عيلتها ورموها ليه برغم إنه مش زيها ومبيحترمش الدين بتاعه أساساً كانوا متناقضين جدا ، المهم جيرانا دول كانوا هما الوحيدين في العمارة اللي مسلمين و هما اللي ربوني زي ما قولتلك وماما كانت عارفاهم لأنهم كانوا جيران في مصر أقصد صاحبتها يعني مامتي نسمة حبيبتي دي كانت أم ليا في الوقت إللي أمي مكنش فيه عندها وقت تربيني من طلبات بابا اللي مبتخلصش وإنه قاعد في البيت ومبيشتغلش هي اللي كانت بتتعب وتجبله الفلوس وكان ياخدهم ويصرفهم على لياليه الحمرا والخمره والقرف ، مامتي نسمة كان فيه عندها بنت صغيرة من سني كده كنت وقتها تقريبا بنت خمس سنين على ما افتكر لما ماما كانت بتسيبني عندهم كانوا أسرة جميلة ومتفاهمه وعاملوني بحب ، كانوا عاملين وقت مخصص في اليوم كده الأب يلم أفراد الأسرة ويقعدوا يحكوا عن يومهم ويبدأ الأب يغرس فيهم القيم والمبادئ الأساسية للإسلام يعني بيحاول يربي أولاده صح وعلشان ميتاثروش بالواقع اللي هما عايشين فيه وكده ويتطبعوا بطبع ناس اللي هنا ، حبيت تماسكهم وحبهم لبعض تعرف يا مهاب كانت الفترة الوحيدة في حياتي اللي عرفت فيها يعني إيه أسرة وأهل بيحبوا بعض ، الأب مكنش موافق إني أحضر معاهم خوفا على عقيدتي وإنه يعمل عدواه مع عيلتي وكده خصوصا إن ماما كانت بتبعتني عندهم لما تروح الشغل وبابا ميبقاش موجود يعني بطبيعة الحال الكل كان مجتنبهم علشان مسلمين ، بس أنا كنت بصر إني أحضر معاهم ووقتها افتكر إن مامتي نسمة قالتله إني صغيرة ومش هفهم حاجه من كلامهم وعادي يخليني أحضر معاهم وفعلا حضرت بس إللي مكنوش عارفينه إن ربنا حاباني بعقل واسع وقدره على الفهم أكبر من سني الحمد لله ، كنت بفهم كلامهم واللي بيقولوه كله ، وبدأت أحفظ قران معاهم وكان عندي بعض الحروف بايظه خالص يا مهاب حفظ القران حل العقدة من لساني ، وبقى نطقي ممتاز ، وختمت معاهم جزء كبير حتى إني سبقت جويرية اللي هي صاحبتي ، كان عندها شعر طويل كنت بشوف مامتها بتجدلهولها ويضحكوا مع بعض في لحظة صفا كده ، كنت ببقى واقفه شايفاهم من بلكونة بيتنا وعيوني مليانه دموع كانت جويرية تنادي عليا ومامتي نسمه تقعدني على حجرها وتبدأ تضفر ليا شعري وتهتم بيا زي بنتها بالظبط كنت برجع البيت من عندهم مع ماما وأنا مش عايزه أقعد فيه أخواتي مش رحميني وبيضربوني بسبب ومن دون سبب وجو البيت خنقه لأقصى درجة ، لحد ما جيت مرة وحكيت لأمي كان عندي وقتها 7سنيين بداية العذاب يا مهاب وقولتلها
**
سحر بدموع وهي تنظر لوالدتها :كفاية بقى ارحموني انتوا إيه ؟ مفيش غير ضرب كل شويه وشتيمه احنا ليه مش زي عمو خالد وأولاده ؟ ماما أنا مش عايزه أعيش هنا أنا عايزه جويرية ، جويرية عندها مصاحف كتير وأنا لأ كده هتختم القران قبلي ...ليه مش بتخليني اروحلها ليه بتمنعيني ؟ القرآن حلو أوي شوفي بعرف أنطق الحروف إزاي ؟ .
مهرائيل بدموع : حبيبتي وطي صوتك بابا يسمعك ...بعدين قولتلك احنا مش زيهم احنا مختلفين مش انتي كبيرة وبتفهمي هما ليهم دين واحنا لينا دين ...
قاطعتها ببكاء : بس ربنا واحد ربنا قال كده في القران انتي لو بتقراي قرآن هتعرفي
﴿وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱلَّذِىٓ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَٰحِدٌ وَنَحْنُ لَهُۥ مُسْلِمُونَ﴾
شايفه يا ماما أهل الكتاب دول اللي هما إحنا أنا فاهمه إننا مسيحين بس لينا رب واحد وأنا اختارت أنا عايزه إيه أنا عايزه أكون مسلمة أنا حبيت الأسلام والقرآن ورسول اللي بيعامل زوجاته بحب ومعروف الاسلام أكرمك يا أمي ...وعطاك حقوق كتيرة وحفظلك حقك بابا دايما بيزعلك ويضربك حتى اخواتي نسخه منه اطلبي الطلاق وخلينا نمشي من هنا وتعالي معايا .
بكت والدتها بشدة وانهارت على الأرض وقالت بدموع : كبرتي يا سحر نسمة ربتك كويس زرعت فيك قيم ومبادئ للأسف فشلت إني اعلمهالك ...منقدرش يا حبيبتي نمشي من هنا ونسيب ابوك وأخواتك ...أنسي الكلام ده كله تنسيه ابوك لو عرف اللي بتقولي عليه ده مش هيسكت علشان خاطري واوعدك هحاول اوديك عند جويريه تاني ...بس متقوليش حاجه من دي هنا .
سحر في الوقت الحاضر : للاسف أمي كانت أجبن من أنها تقف قدام أبويا ...بس انا مستسلمتش وصممت إني أعرف اكتر عن الإسلام وإني أخلص من العذاب اللي ماما فيه ده لأني عرفت أن مفيش حاجه عندهم اسمها طلاق كنت طفلة وخايفه مصيري يطلع زي والدتي واضطر اتجوز واحد معدوم الإحساس والأخلاق زي أبويا كده وأفضل معاه طول العمر هههههه كانت الحاجه الوحيدة اللي وافق أمي فيها إن مفيش خلاص منه مفيش طلاق شوف بيعترض على حاجات كتير في دينهم المسيحي ويجي عند دي ويقولها مفيش عندنا حاجه إسمها طلاق ، لحد ما جه اليوم إللي شقلب كل حياتي لما اخواتي واحد منهم خسر في القمار اللي بيلعبه وكانوا هيقتلوه .
صمتت قليلًا ثم تابعت بدموع شديدة : وقتها جه بالليل عندي وصحاني من النوم وكان وشه خريطه كان مضروب جامد ومسكني من أيدي وقالي تعالي معايا ومتطلعيش صوت كنت خايفه ومرعوبه منه كان شكله يخوف ووشه متشلفط كده قولتله مش عايزه أروح معاك في حته سيبني في حالي ضربني جامد واخدني بالقوة لعند مجموعه رجال مجرمين وقتالين قُتله معندهمش أي رحمه ميعرفوهاش أساساً رهان لحد ما يسدد لهم الفلوس وهناك شوفت أسوأ ايام حياتي ضـ..ـرب واهانه وشتيمه زي ما قولتلك قبل كده لوثوا عيوني وخلوني شوفت حاجات صعب إني امسحها من ذاكرتي ...فضلت كده بتاع سنتين كمان وكل ما حد في اخواتي تحصله مصيبه ياخدني كبش فدا ليه مكنتش بشوف غير رجاله بس كنت البنت الوحيدة في وسطيهم بقت بكره أي حاجه مذكر كرهتكم وقرفت منكم مكنتش بشوفكم بشر انتوا وحوش وحوش قتلتوني وانا عايشه دمرتوا طفولتي وعذبتـ..ـوني وفي مرة سافرت معاهم روسيا و ....
صمتت فجأة ، وانفجرت في البكاء بشدة ، ضغط مهاب على يديها وهمس بحنان : سحر ارتاحي كفاية عليك كده كل اللي هتقوليه مش هيغير رأيي أنا بحبك وعايز اتجوزك .
سحر بدموع : لأ هكمل يمكن لما احكي ارتاح ..شوي بس يا مهاب في جبل كبير على صدري وحاجات كاتماها محكتهاش لحد ومش عارفه ليه عايزه أقولهالك مش علشان ضغطت عليا لا من زمان من وقت ما لاحظت إنك غيرهم كلهم أول راجل أقابله ويكون راجل بجد دول مكنوش رجاله اصلا ولا بشر أول إنسان يحبني عارفه إنك بتحبني من زمان وده كان بيوجع قلبي لأني مش سوية ولا طبيعي أنا مريضة شبح مريض عايش ومش عايش يا مهاب معظم الأمراض النفسيه عندي بتاجيني نوبات فزع كتير وبصحى مش فاكره حاجه وبعيش جوا كوابيسي وكأنها حقيقى فاكر لما كنت هخنقك وخربشت وشك أنا مره في النوبات دي قتلت متصور قتلت طفلة في المصحى اللي كنت فيها بدون وعي تخيلتها شخص تاني وكنت جوه كابوسي كان عندي رهاب النوم مكنوش بيخلوني أنام يا مهاب ،و أنام ازاي وأنا في قلب مستنقع الرجال دي كلها وانا البنت الوحيدة كنت بخاف أنام لأن كوابيسي مش رحماني والحاجات اللي خلوني شوفتها مش بتروح من بالي بمجرد ما اغمض عيني كانت بتهاجمني وكتير كنت بشوف نفسي مكان البنات اللي بيقتلوهم وهما عايشين ، كنت صعبان عليا إنك حبيت انسانه مجنونه زيي ومهياش طبيعيه .
صمتت قليلا ومنعتها شهقاتها عن تكملة باقي حديثها واجهشت في بكاء مرير ، جذبها مهاب إلى صدره واحتواها وأخذ يربت على شعرها بحنان واغرورقت عيناه بالدموع حزنا شديدا على تلك الحياة التي عاشتها حبيبته ، تمسكت سحر به بقوه وهمست بنحيب : خوفت ...خوفت عليك ... أنا مش انسانه نضيفه انا ايديا غرقانين دم ....دم بنت صغيره قتلتها وذنبها عايش معايا لانهاره يشهد ربي إنه كان من دون وعي مكنتش في وعيي ...وقتلتها أنا مجرمه يا مهاب ...انسانه مجنونه ...انت ...انت بتحبني على إيه ؟ ....بتحبني على إيه ؟....معنديش حاجه اقدمهالك .... أنا فيا كل العِبر اللي في الدنيا ....
زاد مهاب من احتضانه لها وهمس بحب شديد : بحبك وبس ده اللي اعرفه كلنا لينا جانب مظلم بس انتي بتاعك كان غصب عنك ....وبردو هقولك مهما تحكي وتقولي رأيي مش هيتغير أنا بحبك ومش هتجوز غيرك إنتي .
سحر بدموع : كلامك بيقتلني يا مهاب أنا مستحقش ...
قاطعها مهاب وأخرجها من أحضانه وأمسك بوجهها رغم عدم رؤيته لها ثم أخذ يمسح دموعها بحنان أسند جبهته على جبهتها وهتف بابتسامه : تستحقي كل الخير اللي اتخلق أو اتوجد في الدنيا أنا بحبك يا سحر وعهد الله بحبك هتتعالجي وهتبقي أحسن وأنا معاك مش هسيبك ...طب ما أنا كمان عندي ماضي .
سحر بدموع : إنت بتقول كده علشان تخفف عني - هز مهاب رأسه فتابعت سحر - متهزش راسك علشان مش شايفاك .
مهاب بحب : شوفيني بقلبك غمض عيونك وأنا كمان وتعالي نتقابل بقلوبنا وعيون القلب مفيش زيها ووقتها هتشوفيني .
سحر بدموع : ماشي غمضت عيني أهو ...تصدق شايفاك هههههه .
مهاب بابتسامه : قولتلك ! .
أخذت نفسا عميقا ثم تابعت : هكملك بقى قبل ما يدخلوني المصحه رحنا روسيا وهناك اخدوني ملهى ليلي وهناك شوفت ست غريبة كده تقريبا هي إللي بتجيب البنات ليهم كان شكلها بشع وقعدت تحكيلي حاجات غريبة وخوفتني كنت ببقى سامعه أصوات صراخ عاليه والست دي كانت تقولي هايجي دورك ومسيري أعلمك وتبقي من بناتي ... ومرة مسكتني غصب عني ولبستني لبس مش لبس أساساً ودخلتني أوضة وقفلت عليا ومهما اصرخ مش راضيه تطلعني وهناك شوفته بدايتي جحيمي كان راجل كبير معدوم الإحساس والأخلاق ... تخيل حاول يـ...عتدي عليا لولا ستر ربنا وجاتله أزمة قلبية وخدوه بعدها رجعوني على مصر وأهلي عرفت انهم من تلت سنين سابوا أمريكا ورجعوا على مصر واستقروا هناك والمجموعه اللي كنت معاهم أخويا الصغير بقى واحد من رجالتهم كانوا مافيا كبيرة والكبير بينه مات مش عارفه وميهمنيش أعرف حاجه عنه دول مكنوش اخواتي اصلا قعدنا في روسيا بتاع سنه لما رجعت عمري كان 11سنه وقتها عرفت إن أمي حبسوها في الدار وإنها طلبت تترهبن ومسمحوليش إني ازورها ولا مرة ، وأما بالنسبه لجيراني فهما نقلوا هما كمان من سنه قبل ما ارجع ومعرفش أراضيهم فين ومشوفتش جويرية تاني ولا هي ولا أهلها ، عشت فترة بسيطة مع أبويا في البيت زي اجازة كده كنت مرعوبه منه لدرجه إني مكنتش برضى أطلع من اوضتي وهو موجود - ضحكت بغلب ثم تابعت بسخرية - ووقتها شوفت الراجل الملعـ..ـون ده تاني كان عنده إبن معاق جنـ..ـسيا ومتوحـ.ش زي باباه بالظبط نفسيته زفت وأصحابه بيعيروه إنه مش راجل زيهم ...كان عايز لعبه لابنه يتسلى بيها وفي نفس الوقت أنا كنت عاجباه كان جسمي مكبرني عن سني اللي يشوفني ميقولش طفلة عندها 11 سنه بس وقتها عرض على إللي إسمه والدي ده فلوس كتيرة أوي وحصل باعني ليهم ، ابنه ده كان أسوأ من الشياطين حرفياً كان دايما يضربني بدون أي سبب ، انسان سـ.ادي لدرجه خيالك ما يتخيلهاش ، بجد انا لا شوفت ولا هشوف زيه كرهني في الصنف كله وقضى على آخر ذرة تماسك فيا بقى عندي فوبيا من اي حاجه مذكر تقدر تقول اللي عمله إللي إسمه والدي وأخواتي في كفه واللي شوفته مع المتـ.وحش ده في كفه تانيه - صمتت قليلًا لتهتف بحرقه - إللي عمله معايا صعب كان انسان مجنون وزبالـ***** وحقيـ*** ده إللي شوفته من جماعة المافيا جنبه هو ولا حاجه هو جحيم سحر قدرها زي ما بيقول .
كان مهاب يستمع لكلماتها وقلبه يعتصره الألم شعر كما لو تلقى ضربة قوية في صدره وتوالت بعدها الضربات، انفلتت منه شهقه وجع وومض في عقله صورة ذاك الراجل ذو الوشم الأسود الذي يشبه العنكبوت وتذكر حديثه "قولها إني هرجعلها في وقت تاني أنا قدرها بقى ومهما تهرب هجيبها" ، قبض على يده بقوة وتعالت أصوات تنفسه في حين أغمضت عينيها ببطء وانسابت دموعها التي لم تتوقف بالأساس ثم أكملت حديثها بشهقات :
في البداية كنت بالنسبه للأب وابنه مجرد خدامه بيتهم مكنش فيه أي روح أنثوية عدايا طبعا ...وكان كل يوم الراجل الكبير يعمل سهرات واحتفالات وسحر هي اللي تخدمهم وفي مرة كان عامل سهره خاصه مجمع فيها معظم رجال المافيا اللي شغال معاهم ناس من كل مكان امريكي على صهيـ..ـوني على مصري ...وباين كان معاهم حد من روسيا معرفش القعدة كلها رجال في رجال وقتها الخادم الكبير بتاع البيت عطاني صينيه عليها السم الهاري اللي بيطفحوه ...وانا كنت برتجف وأيدي بتتهز مبعرفش أشيل صواني ولا قرف ولما جيت احطها اتكبت عليه وقتها ضربني قلم حاسه إني لسه سمعاه لانهارده تفتكر لما ندى كانت هتضربني بالقلم في اليوم ده افتكرت احزاني لما الراجل ده ضربني وبعدها نزل ابنه الغبي كمل عليا وعاقبني عقابه بتاع كل مره كان بيضربني بحزامه الجلد بكل قسـ.وه شـ.وه ضهري وكل جسمي حرفيا لانهارده لسه أثر الضرب ده معلم على كل حته في جسمي ، وبعد سنة كده بالظبط طلب من أبوه إنه يتجوزني كان أكبر مني ب 14 سنه وانا كان عندي 12 سنه بس باباه وافق طبعاً وهو مين هيرضى بابنه العاجز ده أهو أي واحده والسلام والاسم إنه اتجوز وخلاص ، اصلا إبنه مكنش طبيعي وبطبيعة الحال محدش كان هيرضى يرمي بنته لواحد زي ده بجانب مرضه مجنون .
زفرت الهواء بعمق ثم أكملت بحرقه : بس فيه اللي قدر وباعها مش مجرد رماها ليهم ، ومن غير ما يرجع للوالد وهيرجعله ليه وهو باع وقبض التمن ههههه زمن العبيد بقى و تم كل الإجراءات واتجوزنا زي ما اتجوزناش ، بقى الحال كما هو عليه ، دايما يضـ..ـربني ويصرخ عليا بغضب ملهوش مبرر ، كان بيتفنن في تعذيـ..ـبي ، ويعاقـ.بني عقابه اللي مبيخلصش ، كان يجـ..ـلدني ويـ..ـحرق أيدي ورجلي انسان ****** ،و بعد شهرين بالظبط من جوازنا كان مكـ.ـسر معضم اضلاعي وجبست رجلي وأيدي أطرافي كلها يُـعتبر وفضلت راقده على السرير أكتر من خمس شهور وبردو مرحمنيش وأبوه كان أسوأ منه هو كمان كان بيشارك ابنه في إللي بيعملوا الاتنين مجانين - اجهشت في البكاء بشدة وتابعت بتقطع وأنفاس متضطربه - تعبت .... أوي في ... حياتي ...مكنتش حياه أصلا .....
كنت لعبه في أيده يغضب يضربها يضايق يضربها ده حتى لو فرح بردو يضربها إنسان لا لا مش انسان ده وحش مش طبيعي ، لما خوفني من كل الذكور اللي ربنا خلقهم ووصلني لمرحلة كنت بخاف فيها من عيل صغير كنت بترعب لما أشوفه وكان محكوم عليا مشوفش غيركم وبس رجاله رجاله رجاله شوفت قسـ.وتكم وجحـ.دكم وبس مشوفتش خير منكم وخوفي كل مدى بيكبر جوايا لدرجة وصلت فيها للجنون حرفياً كنت بخاف أنام على السرير لأنه مذكر أصلا مكنش فيه أوضة ليا انام فيها غير اوضة... أوضة الخادمين اكبر منها وعتمه مفيهاش نور عـ.ــذاب ومعامله أسوأ من معاملة الكـ.ـلاب ، كرهت القمر لأنه مذكر مكنتش بحب اشوفه ، تخيل بخاف من أي شيء مذكر حرفيًا و كان والده عنده مستشفى تغطيه على أعماله القذره وقتها اخدوني عند دكتور نفسي بس أنا كنت مرعوبة وما استمرتش في الجلسات واضطروا يسبوني فترة في مصحة عقلية على إني مجنونه وده اللي حصل فعلا أنا اتجننت وعيشت في كوابيسي وكنت بشوف رجاله في كل مكان ابص فيه وصورته أو الوشم الحقير بتاعه زي ظلي في أي مكان بشوفه وشه الحقيـ*** مرفقني ، مكنتش بشوف أي حد غيره ، وقتلت الطفلة دي في نوبه من نوبات اللي بتاجيني زي ما قولتلك عدوي كان النوم مستحيل عيوني تغمض وده بيخلي عقلي صاحي طول الوقت ومفيش تركيز وجسمي انهار وخرجت عن السيطرة والنتيجه قتلتها ....ملهاش ذنب وقتلتها أنا مجرمه كان عندي 12 سنه يعني في نفس السنه إللي اتجوزت فيها من الحقير ده وهناك كملت ال16 سنه ومروحتش أحداث ولا غيره لأن أنا قدامهم مجنونه وفضلت في المصحه بس كنت مبسوطه وقتها على الأقل اترحمت من الزفت اللي منغص حياتي هو وأبوه وهناك في المصحه كنت بدأت إني اتعالج واتعرفت على دكتورة طيبه ساعدتني كتير كانت مسلمه حكتلها حكايتي كلها و قولتلها إني عايزه أعلن اسلامي وتساعدني اطلع من هنا ...الموضوع كان صعب جدا وخصوصا في حالتي دي وأنا المفروض إني بلا عقل ، واللجنه اللي اتعرضت عليهم بدأوا يختبروني ويشوفوا قدراتي العقلية وحالتي النفسية ومع أنهم كان معظمهم رجاله إلا أن دكتورة اللي ساعدتني قالتلي إن كنت عايزه أخرج من هنا اتعامل قدامهم عادي واني خلاص خفيت ومبقتش بخاف من أي راجل ، كان حاضر اللجنة دي وكيل نيابة علشان الجريمة اللي عملتها وكمان شيخ ازهر أنا طلبته يحضر و ....
****
رئيس الأطباء : ها يا سحر يا بنتي لسه بردو خايفه مننا ؟
سحر بثبات : لأ ! .
تحدث آخر : شايفانا ايه ؟ .
سحر بجمود : بنآدمين ! .
الطبيبة نفسية : يعني دلوقت مفيش وحوش ؟ .
سحر بهدوء : لأ ! .
طبيب آخر : والقلم ده خايفه منه بردو لأنه مذكر ؟! .
سحر بهدوء : لأ مش خايفه واقدر امسكه واكتب بيه لو عايز .
طبيبة نفسية : طب واقفه ليه اقعدي على الكرسي ولا لسه بردو خايفه منه لأنه مذكر ؟! .
ارتبكت سحر وابتلعت ريقها ببطء ثم ابتسمت في وجهها واتجهت نحو الكرسي جلست عليه ونظرت لهم وهي تغتصـ.ـب ابتسامه .
وكيل نيابة بهدوء : بالنسبه للطفلة اللي قتلتيها ؟ .
سحر بدموع : مكنتش في وعيي وعقلي مكنش حاضر أنا خفيت دلوقت وبعدين أنا قضيت هنا 6سنين من عمري وعايزه أخرج مبقتش مجنونه .
شيخ الأزهر : بالنسبه لموضوع اسلامك ..لسه زي ما هو ولا كان قرر وليد اللحظه ؟ .
سحر بثبات : لا لسه عند قراري أنا عايزه أسلم أنا لوما الظروف اللي حصلت معايا ووصلتني لكل ده كان زماني أعلنت إسلامي .
أحد القساوسة : يا بنتي في حد ضاغط عليك أو شوش عقلك ؟ .
سحر بهدوء : لا مفيش حد أنا من زمان وأنا عايزه ادخل الاسلام .
شيخ الأزهر: طيب هسألك تعرفي إيه عن الإسلام ولا عايزه تدخلي كده وخلاص فهمينا بردو ؟ .
سحر بهدوء : اعرف ربي كويس اعرف رسولي محمد صلى الله عليه وسلم ، اعرف الايمان الحقيقي اعرف حاجات كتير حدد لي عايز إيه وأنا هقولك ... أنا خاتمه القران كامل وبالتجويد ...
قاطعها صوت آخر : وحفظتي ايمتى وانتي سوري يعني مفيش عقل .
سحر بثبات : كنت خاتمه نصف المصحف حفظ ولما جيت هنا قعدت فترة طويلة مش بتكلم من بعد ما قالولي إني قتـ.ـلت طفلة صغيرة وبعدها جات الدكتورة رحمه وهي رحمه من عند ربنا ساعدتني كتير وبدأت اتجاوب للعلاج وحكتلها حكايتي وإسلامي واني عايزه أكمل واعرف اكتر وهي ساعدتني وجابتلي مصحف وبدأت أحفظ من تاني وكتب عن العقيده والتوحيد والفقه الإسلامي والأحاديث تقدروا تختبروني بنفسكم انا كنت محبوسه هنا بس كنت بدرس في نفس الوقت .
سحر في الوقت الحالي : وبعد اللجنه أنا خرجت لاني نجحت في الاختبارات واثبتوا سلامة عقلي واتبرأت من جريمة قتل الطفلة لاني مكنتش في عقلي وأخيرا بقيت حره ولو شوي دكتورة رحمه عرضت عليا ادخل مدرسة داخليه ووكيل النيابة كان يقربلها واسطه يعني ودخلت بعد شوية صعوبات بسبب السجل بتاعي ، واتعرفت على بنات هناك وبقينا صحاب وعرفت اندمج معاهم شوي فرحتي إني وأخيرا بقت وسط بنات بنات وبس كانت أكبر فرحه بالنسبه ليا ، لغاية مرحلة الجامعه وهنا بقى ظهر الجحيم تاني ، تخيل نسيت إني متجوزة في الوقت ده مش عارفه حصل إيه فهو اختفى ومشفتوش تاني وأبوه عرفت إنه مات ، مكنتش هدخل طب عسكري وادفن نفسي معاكم اكتر حاجه بكرهها ، بس الحيوان سجل أوراقي من دون علمي ، كان عايز يقضي عليا على الآخر بقى وهو عارف إني لسه بترعب منكم ومخفتش خالص كان عايز يضمن إني ادمرت ويدفني بالحيا وابقى عشت حياتي كلها بين رجاله وبس ، آخر تذكار منه بقى وكأنه مشبعش تذكارات الحـ.ـيوان ،وهو هرب على برى وأنا اضطريت ادخل طب عسكري لانه وقت سحب الملف راح كان سارق أوراقي ، مكنوش هيقبلوني بردو وفرحت وقتها بس القدر عاندني ومعرفش والله لحد دلوقت إزاي قبلوني ودخلت ؟ ، وطول السنيين اللي فاتت كان متابعني لحد ما كنت في المصحه وبس وسرق اوراقي و معرفش إني أسلمت ولا إني رفعت عليه قضيه وخلعته لأن جوازنا باطل وهو كان باطل من الأول لأنه كان إجباري عني ، ودكتورتي رحمه شجعتني وقالتلي جملة مستحيل انساها " أحياناً علشان نوصل للنور لازم نحترق في الشمس و نواجهها الأول" كان قصدها عليا إني علشان اتخلص من رهابي منكم بجد لازم المواجهه واتعامل مهو مش معقوله هفضل طول حياتي خايفه منكم ومرعوبه وده اللي حصل وفي وسط دراستي الجامعية وقتها كنت نازله تدريب في مستشفى عسكرية تبع الجيش وهناك كان فيه عقيد مصاب بطلق ناري وأنا انقذته كنت شاطره أوي في مجالي ولما ساعدته طلب إني اتعين في الحدود وكده بعد ما أخلص جامعه و اشتغلت معاكم وقابلتك دي كده كله حكايتي ...قصه مأساوية صح .
أنهت حديثها وهي تلتقط أنفاسها ، تمتم مهاب بصوت متحشرج أثر دموعه : ارتاحي ياه كا ده حصل معاك سحر أنا آسف لاني كنت بضايقك آسف على خناقي معاكي ... آسف إني كنت السبب في صراعك مع نفسك ....بس مش اسف إني حبيتك .
سحر بدموع : متعتذرش ، دي الحياة اللي كنت عايشاها ...كنت عايزني ابقى انسانه سويه ازاي ؟ .
مهاب بحزن شديد : هشششش أهدي المهم إنك معايا دلوقت ايدك في أيدي وده المهم عندي .
سحر بدموع : معقول بعد كل اللي حكتهولك إنت بردو متمسك بيا ! .
انقشع ظلام الليل ، وبرز نور الصباح ، أبتسم مهاب بحب وازال دموعها وقال : وأقوى من الأول أنا بحبك .
سحر بدموع : مش عايز تعرف ...هو مين ؟ .
مهاب بابتسامه : هو الحيوان اللي خبطني بعربيته وكمان حاول يخطفك بوعدك إني مش هسمحلوا يلمح طرفك حتى هاشيلك في عيوني .
سحر بدموع : عمرك ما هتمد إيدك عليا في يوم ...هاتعاملني زي الرسول ما وصاك عليا وقال رفقا بالقوارير ...هتتقبل تقلباتي ...ومزاجي ...مش هاتيجي في يوم وتعيرني إني مجنونه أو إني قاتـله ....
قاطعها مهاب بحب ثم تابع : عمري أبدًا ...وبعدين أنا كمان مجنون ولا نسيتي يا بت عمي .
سحر بدموع : أنا مليش أهل ...ولا عزوة ....معنديش أي حاجه اقدمها لك .....مليش غير ربنا هو سندي ..... ! .
مهاب بابتسامه : لا عندك كتير أوي عندك محبه تكفي بلد وحنيه مفيش بعدها ....وقلب ابيض بالرغم من كل حاجه حصلت معاكي ...عندك طيبه مشوفتهاش ...واحده غيرك كان زمانها قلبها اسود وانطفى بعد كل اللي شافتوه في حياتها بس انتي غير انتي بتحلي اي مكان تتوجدي فيه ..عندك خفة دم سحرتني ...وضحكة مشوفتش أجمل منها و عندك سحر اللي بحبها وبحب خناقاتي معاها .
ابتسمت بهدوء واخفضت رأسها للأرض ، نهض مهاب ومد يده لها ، أمسكت بها ووقفت بقربه أولاها مهاب ظهره وسار وهو معتقدًا أنها تتبعه وأخذ ينظر إلى الطرق محاولا تذكر من أي طريق أتوا .
مهاب بتوتر : سحر ..احنا بعدنا اوي كده ..يا ربي انهو طريق ..سحر ...سحر ...مش بتردي ليه ...
سحر بدموع شديدة : مهاب ! .
التفت إليها وتبسم في وجهها بحب ، أخذت سحر تركض باتجاهه وهي تصرخ بمشاعر مختلطة : أنا بحببببببببببببببببببببببببك يا ابو فشه عايمه ! .
أمسكها مهاب وأخذ يدور بها بحب شديد عانقته سحر بقوة وابتسمت بشدة ، تمتم مهاب بفرحه : وأخيرًا لقد هرمت من أجل هذه اللحظه .
- وه وه وه عتعملوا اييييه يا واكلين ناسكم انتوا ! .
يتبع
نداء_القلب ♥️
البارت_الواحد والثلاثون (ما قبل الخاتمة)
بقلمي_نورهان_ناصر.
موعدنا الحلقة الاخيرة الى اللقاء 🤗 أسعد الله أوقاتكم بالخير واليمن والبركات .
رواية نداء القلب الفصل الثانى والثلاثون 32 من هنا
رواية نداء القلب الجزء الثانى 2
رواية نداء القلب الجزء الأول 1
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)