رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم نورهان ناصر
رواية نداء القلب الجزء الثانى البارت الثالث والثلاثون 33
رواية نداء القلب الجزء الثانى الجزء الثالث والثلاثون 33
رواية نداء القلب الجزء الثانى الحلقة الثالثة والثلاثون 33
رواية نداء القلب بقلم نورهان ناصر
رواية نداء القلب |
رواية نداء القلب الجزء الثانى الفصل الثالث والثلاثون 33
البارت •33•الجزء الثاني الروايه ملك لـ كاتبه نورهان ناصر نداء القلب ♥️.
بداخل غرفة العمليات كانت تجهد نفسها تتعرق بشده ،بينما تقف الممرضات بعيدًا عنها وكأنها آفه يخشون أن تصيبهم وأخذ الأطباء دور المشاهدة فقط ، تنهدت في داخلها وتجاهلت نظراتهم ثم هتفت بضيق شديد : ممكن المشرط ده بعد اذنكم ! .
إحدى الممرضات بتهكم : اتفضلي .
د/ لؤي باستغراب : إنتي بتعملي إيه ؟! .
أجابته بإجهاد : بفصل الشريحه نهائي لأنها طول ما هي شغاله ممكن تحصل مضاعفات خطيرة وبالتالي هتأثر على قلبها ...متقلقوش أنا عارفه أنا بعمل إيه كويس ؟! .
تنهد بعمق ثم وقف يراقب ما تفعل بدقه متناهيه واعترف في داخله بأنها ليست مجرد جراحة عادية .
هتفت سيرين بهدوء وابتسامه : كده قطعنا نصف المسافه ...قياس معدل ضربات قلبها ايه ؟! .
ساد صمت غريب وكأنها تحادث نفسها ، زفر الهواء ورد هو عليها ورمق الممرضات بنظرات حاده فهذا ليس وقته .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف بخطوات واثقه تعلم تماماً أين تتجه يحمل بيده كل ما يحتاجه ، دعى الله بصمت وتوكل عليه ثم طرق الباب ودخل أدى تحيته العسكريه واتجه إلى مقعده من القاعه .
مرت دقائق معدودة والكل في حالة صمت تام والعيون تنظر إلى بعضها البعض ، تنهد شمس بعمق ثم أخذ نفسًا عميقاً عدة مرات ثم استغفر الله في داخله وهو يدعو أن تجني اللجنة ثمارها كما يرجوها .
نطق أحد الوزراء يقطع حالة الصمت السائدة هاتفًا بضيق شديد ونبرة صوت مغلظه : هنفضل مستنيين كده كتير .
كاد شمس يجاوبه عندما سمعوا صوت لـ طرقات على باب القاعة عقبه دخول كلا من أخيه والمعالج الخاص به .
تحدث شمس بثقه : دلوقت نبدأ الله المستعان .
جلس ماهر في منتصف القاعه والكل بدأ في إلقاء ما في جعبته كان يدعو بداخله في صمت تام لحبيبته ثم يتنحنح ويرد على جميع أسالتهم بهدوء شديد .
وبعد مرور بعض الوقت هتف شمس قائلا : في أي استفسارات تانيه ؟! .
هتف اللواء نجدت يرد عليه بضيق شديد : مش حضرتك إللي هتقرر ؟! .
رفع شمس يديه باستسلام وابتسم في وجهه بتهكم .
جاسر بهدوء : آخر سؤال أعضاء التنظيم تعرفهم كلهم ولا متعرفش غير بس اللي كنت معاهم .
ماهر بتوتر وقلبه يدق بقوه ليس خوفاً من أسئلتهم وانما خوف على حبيبته ....طال صمته فأعاد جاسر سؤاله مره أخرى ، تنحنح ماهر ثم بدأ يجاوبه .
مرت دقائق أخرى أخذ أعضاء اللجنة يتشاورون فيما بينهم بعض الوقت ثم هتف أحدهم : كده تمام انهارده تقدر تستريح يا ماهر التحقيق انتهى موعدنا المحكمة .
نهض شمس قائلاً : آخر الأسبوع ده صح يا سيادة الوزير .
ابتسم الوزير بهدوء وهز رأسه إيجاباً .
هتف العقيد معتز بهدوء : حاجه اخيره بما إن خطوط التنظيم بأكمله في أيدينا دلوقت فحبيت أقول إن فيه هنا معانا ظباط من المكتب الفيدرالي بيحققوا مع لارا واحنا لازم نبلغ السلطات في كل بلد من دول علشان نقضي على التنظيم ده .
جاسر بهدوء : قصدك نعمل اتحاد دولي معاهم للقضاء عليهم .
شمس بابتسامه : بالظبط يا سيادة العقيد تماما كده هنفكك التنظيم نهائي والادله قويه معانا فايه المانع نحط أيدينا في أيديهم خلي البلد تنضف شوي .
نهض اللواء نجدت وهتف بغضب شديد: تقصد إيه بآخر كلمه دي ؟ .
شمس بابتسامه : ولا أي حاجه يا سعادة اللوى .
ثم استأذن شمس وأخذ أخيه الذي لم يصدق أن انتهى ذاك التحقيق وخرج كلاهما .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مر اليوم سريعًا والكل في حالة تأهب تام في انتظار خروج سيرين وطمأنتهم بنجاح العملية .
ماهر بقلق بالغ : طولت أوي يا شمس ؟! .
شمس بهدوء : خير خير إن شاء الله .
مرت ساعات أخرى حتى فُتح ذاك الباب أخيراً ، نهض شمس وتعلقت نظراته بها في حين وضع ماهر يديه على قلبه وأخذت شفتيه ترددان بصمت أن يسمع منها ما يريح قلبه .
نزعت سيرين كمامتها الطبيه وتنفست الصعداء ثم ....
على صعيد آخر ، حاولت استعادة السيطره على الشريحه بكل الطرق ولكن بلا أية فائده ، استمرت الصعقات ولم تتوقف ولكنها أوقفت معها ضربات قلبها لتهتف المساعده بخوف شديد وهي تركض خارج الغرفه بهلع كبير : لنخلي المبنى ....بسرعه سيد جابرييل سيدي .... أنجو ......
ما كادت تكمل حديثها حتى دوى صوت الإنفجار مغطيًا على أي أصواتٍ أخرى ، لينفجر المبنى بأكمله كأن لم يكن مُحدثًا دمارًا هائلاً أفزع جميع من بالمنطقة بأكملها ويكأنه زلزال نسف قلوبهم وارعدها قبل أجسادهم ليصيب الجميع بحالة صدمه كبيره وحالة من المرج والهرج اجتاحت المنطقه بأكملها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هتف بضيق وضربات قلبه تصرع كالناقوس : مالك سكتي ليه ؟ انطقي ! .
شمس بتوتر : مروه ... إنتي ساكته كده ليه ؟! .
انفرجت أساريرها لتهتف بابتسامه : إنت عندك شك إني مش هنجح يا شمس ! .
شمس بذهول : قصدك ...قصدك إنك ...
ماهر بفرحه : خلاص الكابوس انتهى .
سيرين بابتسامه : انتهى يا ماهر ..زها حالتها مستقره وكلها ساعات وتفوق من البنج العمليه مكنتش سهله دلوقت هينقولها على غرفة العناية المركزة .
أنهت حديثها وعقبه خروج الممرضات برفقة زها النائمة على بطنها ، سجد ماهر سجدة شكر ثم هرع نحوها سريعًا و مد يده يتحسس بشرتها بحب وكانت هناك بعض الخصل التي خرجت من أسفل الطاقية الطبية فاعادهم إلى مكانهم واتجه برفقة الممرضات إلى الغرفه الأخرى .
أبتسم شمس بارتياح وقال : مش عارف أقولك إيه ...انتي مش بس انقذتي زها انتي انقذتي حياة أخويا شكرا جدا مروه .
دمعت عيناها وهتفت بحب : متشكرنيش أنا السبب في كل ....
قاطعها شمس بهدوء : اللي فات خلاص انسيه وباللي عملتيه انهارده ده محى كل حاجه يا مروه بجد متشكر على مساعدتك دي .
في تلك الأثناء خرج د/لؤي هاتفا بهدوء : انتي بجد جراحه ممتازه جدا ...واللي عملتيه جوه ده و لوحدك
أكتر من 10 ساعات ما شاء الله عليك .
شمس بابتسامه : هي دي مروه اللي اعرفها قلبها طيب ومتفانيه في شغلها .
سيرين بدموع : ده واجبي ناحيتكم وأقل حاجه اعملها علشانك يا شمس وبجد أسفه إني ضغطت عليك أو حطيتك في موقف حرج .
شمس بابتسامه : أنسي أنا مش فاكر غير اللي حصل دلوقت .
أنهى شمس حديثه مع دخول رفيقه ميبو برفقته الحراس المكلفين بحراسة سيرين ، تنهدت بعمق ثم اتجهت ناحيتهم بهدوء .
شمس بابتسامه : مفيش داعي للكلابشات جهزولها عشا جامد كده لأنها تعبت أوي انهارده معانا .
سيرين بضحك : إيه هتدبحولي خروف يعني ؟! مش هرضى بأقل من كده ؟! .
شمس بضحك : زي ما إنتي متغيرتيش يا مفجوعه ..صمت قليلاً ثم تابع بمرح ...غيرت رأيي يابني خدوها ومفيش عشا .
د/لؤي بضحك : شوفتي الطمع كنتي رضيتي بقليلك ! .
وبعد مرور أسبوع حدث فيه الآتي
أولا تحسنت صحة زها كثيرًا وماهر لا يفارقها فقد تولى هو بنفسه دور الممرضه في الاعتناء بها يطعمها ويحادثها ويقرأ لها القرآن ويمضي وقته كله معها لا يتركها سوى وقت النوم وبصعوبه شديده .
علمت القيادات بأمر التفجير الذي حصل في إسـ.ـرائيل والذي حدث نتيجة فصل سيرين للشريحه الخاصه بـ زها ، وتشغيل المؤقت الذاتي في شريحه أيرل لينتهي أمر ذاك المبنى السري بأكمله .
تمت معاملة سيرين معاملة خاصه نظرًا لتعاونها مع القيادات المصريه .
كما أعلم العقيد سيف الكيلاني ومعه جاسر والعقيد معتز السلطات الأمنية في كل من روسيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وجميع الدول المشاركة في التنظيم الغربية منها والعربية بخيوط شبكة العنكبوت أو المنظمه وتحركت القوات للقبض عليهم وتم إيقاع الكثير منهم خاصة مع تذبذب وانهيار الجهة الرئيسية -اسـ.ـرائيل- .
أما بالنسبه لأبطالنا تابعت نور جلساتها الطبيبة برفقة الطبيبة لميس حتى أتمت جلساتها على خير .
أعود بذاكرتي إلى قبل ثلاثة أيام من موعد الجلسه واوافيكم بما تم فيهن مفصلاً .
اليوم يوم مميز بالنسبة لـ سمر فهو يوم خطبتها وقد استأذن شمس قيادته في أن يحضر أخيه هذه المناسبة ووافق الجميع بلا استثناء حتى اللواء نجدت الذي راجع حساباته وقرر إلغاء خطته وطلب هو من شمس تسليم الأوراق التي تدين أخاه للمحكمة العليا وليأخذ القانون مجراه ورغم رفض شمس لذلك لأن أخاه قد مات إلا أنه أصر لينتهي أمر تلك المنظمة وكل من شارك فيها .
كانت تنظر إلى نفسها في المرآة بتوتر ، دمعت عيناها وفجأة برزت صورة والدتها ووالدها أمامها وكلاهما ينظران إليها بابتسامه .
سمر بدموع : انتوا بجد هنا ؟! .
ربت والدها على كتفها وهمس بحنان : إحنا دايما معاكي وحواليكي يا جلبي .
مدت والدتها يدها وابتسمت بحب ثم أزالت دموع ابنتها وتمتمت بابتسامه : سمر يا حبيبتي طالعه زي القمر ...عيشي حياتك وانبسطي إحنا معاكي دايما .
ختمت والدتها حديثها ثم وضعت يدها على موضع قلب سمر ومد والدها هو الآخر يده ووضعها على يد زوجته وهتف كلاهما معا : كل ما قلبك ينادينا وتشتاقي لينا هتلاقينا جنبك وحواليك يا بنتي .
صرخت فجأة عندما اختفى كلاهما : ماما ..بابا ...
طرق على باب الغرفه عقبه دلوف نور وهي تقول بابتسامه بينما تنظر لابنت عمها بنظرة إعجاب : بسم الله ما شاء الله تبارك الرحمن ، إيه الحلاوه دي يغزي العين ماشا الله حبيبتي .
ابتسمت سمر بدموع : في حلاوه وانتي موجوده .
نور بابتسامه : وه وه وليه البُكى عاد دلوك ايه اتعديتي مني يا بت عمي ؟! .
سمر بابتسامه أخذت تمسح دموعها سريعًا: ها لا بس افتكرت ماما وبابا ...
نور بابتسامه عانقتها بحب شديد ودمعت عيناها هي الأخرى ثم قالت : حبيبتي ربنا يرحمهم ويغفر لهم ويجمعنا معاهم على خير .
صمتت قليلاً ثم أردفت : يالا بينا دكتور لؤي مش على بعضه برا تحسيه رايح امتحان والله وقلقان منه .
سمر بابتسامه: للدرجه دي ؟! .
نور وهي تمسك بيدها : واكتر متوتر على الاخر ههههه .
فجأة سمعا طرق على باب الغرفه عقبه دخول كلا من شمس وماهر .
تمتم شمس بابتسامه : أختي وصحبتي وقلبي واغلى ما ...
نور بغيظ وهي تقاطعه : وايه كمان ؟! .
سمر بضحك : يخربيت الغيره هههههه .
ماهر بضحك : فصلت الراجل وهو بقاله ساعه بيحفظ هيقول ايه ...؟! .
شمس بإحراج : احم احم في إيه يا نور مش كده ؟! .
نور بابتسامه وهي تضغط على شفتيها : ها ولا حاجه يا شمس اتفضل كمل .
عدل شمس ياقة قميصه وتابع بحب: يا جماعه أنا ...
صمت فجأة فانفجرت نور ضاحكة بهيسترية، مرت لحظات صمت ثم شاركها سمر وماهر في حين وقف شمس ينظر إليهم بنظرات مشتعلة غيظًا .
شمس بضيق : طيب أنا غلطان لأهلكم مش قايل حاجه .
اتجهت سمر نحوه وعانقته بحب : حبيبي مش محتاج تقول أي حاجه إنت أخويا وابويا وسندي بعد ربي يبارك لي في عمرك .
شمس بتأثر : كبرتوني يا عيال .
ماهر بضحك : عيال ! .
نور بابتسامه : ده اللي طلع معاك في الاخر عيال وأنا اللي كنت مجهزه نفسي لخطبه مؤثره حتى جبت علبة المناديل ! .
سمر وهي تضمه بقوه : بس انتي وهو ملكوش دعوه باخويا متتريقوش عليه .
اتجهت نور نحوها وامسكت بيدها ثم جذبتها باتجاه ماهر قائلة : ده مكاني انا ايه قافشه في الراجل كده ليه ؟ على فكره يا شمس في حاجه نسيت اقولك عليها يا واد عمي وهصلح غلطتي ناو أني بجانب إني عيوطه اني عغير عليك من ابوك وامك وكل اهلك فاهم ولا لع حتى من الهوا راضي بيا يا ابن عمي .
شمس بضحك عانقها بهدوء : راضي يا بت عمي وعلى قلبي زي العسل .
ماهر وهو يضم سمر إليه : ايه رايكوا نخلينا كده ومنتطلعش انهارده .
شمس بضحك : معنديش مانع بس حرام دكتور لؤي بقاله ساعه مستني برا .
نور بابتسامه : عندك حق الراجل استوى على الاخر يالا بينا .
فور ظهور سمر أمامه تلعثمت الحروف في فمه ولم يعرف ماذا يقول ؟ ، وكزه والده في كتفه ثم ابتسم في وجههم قائلا : ما شاء الله عروستنا قمر ، مش كده يا لؤي ...لؤي ! .
د/لؤي وعينيه لا تنزل عن سمر التي اشتعل وجهها خجلا : اها .
سمر بابتسامه خجوله : تسلم يا عمي .
د/ ذكريا بابتسامه : على بركة الله احنا ومن غير مقدمات كتير يسعدنا و يزيدنا شرف إننا نضم بنتكم سمر لعيلتنا المتواضعة ونطلبها لابننا لؤي ..اللي قاعد مبحلق في بنتكم ده ها رأيكم ايه؟! .
كتمت نور ضحكتها على طريقة والده في حين اخفضت سمر رأسها للأرض بخجل .
شمس بابتسامه : واحنا يشرفنا نسب زي دكتور لؤي على بركة الله ، نقرأ الفاتحه يا ماهر .
ماهر بابتسامه : نقرأ الفاتحه كلنا موافقين ومش هنلاقي أحسن من دكتور لؤي لـ سمر .
وتمت الخطبه في أجواء بسيطه ولكن بسعاده غامره وأخيراً التم شملهم لا نحتاج لمكان فاخر ولاضواء مبهرجه لكي نشعر بالسعاده فالسعاده الحقيقيه هي بقرب من نحب وباجتماعهم ورؤيتهم بجانبنا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تنظر إليها بغير رضى وهي تلقي عليها بانتقادات لازعه رامقة إياها بغضب شديد
- بس بس وجفي إيه ده عتعملي إيه ؟! .
رفعت سحر رأسها من فوق الطاولة الصغيرة ووضعت " المخرطه " من يدها ثم تحدثت بتهكم : هو أي ده إللي بعمله ... بخرط الملوخيه ! .
هنادي بسخط: وهي عتتخرط أكده ..داهيه مانتي فالحه في حاچه واصل .
سحر بضيق : لاحظي إني دكتوره ها وفي حياتي ما مسكت مخرطه قبل كده .
هنادي وهي تلوك شفتيها بسخرية : يا عيني عليك يا ابن عمي .
نهضت سحر بتهكم واتجهت نحوها وهي تشتعل غضبًا : والله ...طب يا هنادي طلبتيها ونولتيها تعاليلي بقى أنا استحملت كتير وانتي عماله تلقحي كلام زي السم ومهما أعمل مفيش حاجه عاجبه جنابك .
هنادي بضيق : إنتي أصلا كلك على بعضيك مانتيش عجباني .
في تلك الأثناء دخل مهاب وهو يضع يده على رأسه ويتثاب حيث كان ينام في الملحق الخاص بمنزلهم ،عندما وقعت عينه على ذاك المشهد الذي اعتاده منذ أيام ، مر من جانبهما وكأنه لا يراهم .
توقفت سحر عن ضرب هنادي ونظرت إليه بسخريه في حين أتجه هو وجلس على إحدى المقاعد وأخذ يقلب في القنوات بملل حتى ينتهوا .
سحر بغيظ شديد : انت يا اخ .
مهاب ببراءة : بتكلميني أنا ؟ .
سحر بغيظ : لأ بكلم روحي ...هو فيه غيرك هنا مذكر ؟! .
مهاب بضحك : يادي مذكر ومؤنث ...خير نعم يا سحورتي .
سحر بغيظ : سحورتك ....طيب يا مهاب أنا عايزه أمشي من هنا بقى هترفد من النقابه بسببك .
مهاب بهدوء مستفز : وه عادي اصلا كفياك شغل ..
قطع باقي حديثه عندما ألقت عليه سحر وسادة بجوارها فارتمى مهاب على المقعد يدعي الاغماء .
اتجهت سحر نحوه وهتفت بسخريه : مهاب مش وقت فشتك العايمه دي أنا لازم أرجع الحدود كفايه كده بجد ممكن يوقفوني عن الشغل وساعتها هقتلك عادي .
مهاب بضحك : قولتلك نرجع بشرط وانتي مش موافقه اعملك ايه ؟!.
سحر بغيظ : وأنا قولتلك مش مستعده دلوقت حاجه حاجه يا مهاب .
مهاب بضحك : هو أنا بعلمك المشي حاجه حاجه يابنتي ده جواز يعني مفهوش حاجه حاجه دي .
سحر بتهكم : بطل ضحك بقى إنت مستفز بجد !.
ومازاده حديثها إلا ضحكًا أكثر فأخذت سحر تضربه على صدره بغضب .
مهاب بضحك شديد : ااااهه خلاص خلاص ...
سحر بغيظ شديد : تعرف اول حاجه هعملها إيه أول ما نرجع .
مهاب بضحك شديد : إيه ؟! .
سحر بغيظ: هشلهالك خالص .
مهاب بضحك: هي ايه؟! .
سحر بتهكم : فشتك العايمه .
مهاب وهو يسبل لها بعينيه ببراءه .
سحر وهي تكتم ضحكتها بصعوبه على تعبيرات وجهه : مش هتثبتني كده .
مهاب بجديه: نتكلم جد يا سحر بقى إنتي ليه مش موافقه يعني نتجوز دلوقت هل محتاجه تعرفي إيه عني يعني ؟! .
سحر بتوتر : مهاب أرجوك قولتلك متضغطش عليا .
أمسك مهاب بيدها وجعلها تجلس مقابله : سحر أنا عارف ومقدر كويس اللي انتي حاسه بيه وعلشان كده أنا عايز أكتب الكتاب بسرعه عايز يكون ليا حق عليكي واقدر أمسك أيدك براحتي وأتابع معاكي مراحل علاجك كلها وده مش هعرف أعمله ك مهاب خطيبك بالله عليكي ...مش جواز على طول بس خليها حتى كتب كتاب ها قولتي إيه ؟! .
سحر بتردد : ماشي .
مهاب بخبث : ماشي إيه ؟! .
سحر بغيظ: انت عارف .
مهاب بضحك: لا مش عارف .
سحر بتهكم : يا ماما تعالي حوشي ابنك من قصادي دلوقت .
خرجت والدته من المطبخ وهي تقول : مالك يا بتي ... إيه الواد ده مزعلك في حاچه ؟! .
أقبلت سحر عليها بحب شديد تلك السيده صاحبة الوجه البشوش برغم تجاعيد وجهها كما اسمتها سحر أول مرة رأتها فيها وقبلت أعلى رأسها بحنان، ربتت والدته على ظهرها بحنان وضمتها إليها بحب كبير .
تحدثت والدته وهي تزيد من احتضانها تشعرها بحنانها أكثر : مهاب اوعاك يا ولدي تزعلها أنا عجولك أهو سحر دي بتي اللي مخلفتهاش .
مهاب وهو يتجه ناحيتهم : مقدرش يا أمي ، المهم يا حجه جهزي لكتب كتاب ابنك انهارده على بعد صلاة الظهر علشان إن شاء الله مسافرين بكره أنا اجازتي خلصت .
والدته بحزن : على طول أكده يا ولدي ملحجتش أشبع منيك إنت ومرتك .
سحر بدموع يالقلب تلك السيدة عوضتها كثيرا عن حنان افتقدته منذ أن ظهرت على وجه البسيطه وعاملتها بمحبه وكأنها ابنتها أو أكثر ، زادت من احتضانها وهمست بنبره ضعيفه : هناجيلك دايما يا أمي .
مهاب بابتسامه: مش هتأخر عليك يا أمي وفرحنا هيكون هنا متقلقيش بس لازم نرجع .
والدته بحب : ترجعوه بالسلامه يا ولدي .
أنهت حديثها ثم أخذت سحر واتجهوا إلى إحدى الغرف لتجهيزها لكتب الكتاب وكانت المفاجئه من نصيب سحر عندما أحضر لها مهاب جميع ما تحتاجه .
في حين خرج هو لكي يدعو الناس ويخبر حضرة الشيخ .......
مر الوقت سريعًا وها هو يجلس أمام حضرة الشيخ وهو يضع يده في يد سحر وعقد الشيخ قرانهم .... لأن سحر رفضت أن يكون وكيلها أي أحد غير نفسها فقط وتم عقد القران على خير ما يرام وسط بهجة وفرحة كبيرة .
وبعد مرور بعض الوقت ...
بداخل إحدى الغرف كانت تجلس والتوتر يغزو ملامح وجهها تفرك في يديها بشده ، دلف مهاب بخطوات بسيطة وتحدث بهدوء وسعاده : وأخيرا يا سحر بقيتي على إسمي .
نهضت سحر بارتباك : اها ...
اقترب مهاب منها أكثر وأمسك بيدها بحب ثم رفع يدها عند شفتيه اخفضت رأسها للأرض بخجل ، ثم فجأة صرخت بهلع .
مهاب وهو يضحك : عتفكريني رومانسي وعحب يدك ههههه اعلش يا سحر كنت هموت واعملها .
سحر بذهول وهي تتحسس يدها : هتموت وتعضني طلعت مصعور يخربيتك .
مهاب بضحك : هههههه أنا آسف هاتي يدك اصالحها .
أبعدت سحر يديها خلف ظهرها وتراجعت للخلف وهي ترمقه بحدة ، وعلى حين غفلة أتجه مهاب نحوها و حملها بين يديه وهو يضمها إلى صدره بقوه وأخذ يدور بها بسعاده ك اعتذار عن ما فعله .
(علشان العضه 😂)
مهاب بابتسامه : تصدقي الحضن الحلال ليه طعم مختلف ...ربنا يسامحنا ويعفو عنا عن ما مضى ويباركلنا.
سحر بدموع : يارب .
مهاب بابتسامه : لا مش عايز دموع انهارده تعالي نقعد بقى مجهزلك مفاجأة .
سحر بابتسامه : مفاجأة إيه ؟! ، هتعضني تاني ؟! .
مهاب بضحك : وهتبجى مفاجأة ازاي لو جولتلك اصطبري ...لع متجلجيش مش هعض أنا هبوس بس ...
سحر بصدمه رفعت يدها وضربته على صدره : يا وقح يا قليل الادب يا متحرش ....
مهاب بـ 😏: حجك وماله يا بت عمي كملي كملي ! .
سحر بأسف : انا اسفه معلش ...انت فاجأتني ...
مهاب بضيق : ده انا اللي اتفاجئت والله ، المهم بس علشان أنا جلبي طيب هعديهالك وبعدين من يوم يومك لسانك طويل ..رمقته سحر بنظره حاده فتابع هو ....احم احم بس متضحكيش عليا .
اومات برأسها بابتسامه ، فأمسك مهاب بيدها التي قام بعضها و قبلها بحب ، ووضعها على صدره حيث دقات قلبه ، توترت هي بشده وازداد تنفسها وصوت دقات قلبها أيضاً فأخذ مهاب يقول بينما ينظر إلى عينيها بعشق :
حبيبتي سَحَر، ياجميلة الجميلات
في عينيكِ سِحْرٌ يجذبني
تأثيره عليّ فاق الخيال
لا أدري هل أنتِ بشر، أم ملاك؟
خوفك على المرضى
وبراعتك في العلاج
وسرعة تفسيرك للعيون والحركات
رغم ادعاءك القوة
وكرهك للرجال
واظهارك القسوة
واتهامنا بالسخافات
لكنك ياحبيبة قلبي.. ملاك
في عينيك حب وحنان
ولمسة يديك تذيب الوجدان
قربك مهلك.. لا جدال
فعلت معك مالم أتوقعه يوما
تحملت ضربات وإهانات
تحملت كل ما تقولين، وماتفعلين
فقد رأيتك في ضعفك طفلة؛ تحتاج للاهتمام
خطفتك ولست نادما
ولن أتركك حتي تعترفي بحبك
وتدعك من هذا الجنان
عودي لأنوثتك
واخلعي عنك قناع القسوة
واقبلي حبي
فحبك لي الحياة
قلبي أقدمه لك.. فهل تقبليني حبيبا
وسندا لك، ما بقيت على قيد الحياة؟
أهواك يامن ملكت الفؤاد
ياطبيبة الحدود
وسيدة الأخطار
ياسحر يا نور عيوني
اقبلي زواجنا؛
فأنا صعيدي، ولن أقبل بالأعذار
أنا رجل بقدر ماتحمل الكلمة من معان
رجل الصعاب والمهام
وقفت على الحدود وتحملت الأخطار
لم أهتز يوما أو أشتكي
أقف أشد من الجبال
لكن حبك جعلني
كطفل تائه من أمه
أبحث عنك ليل نهار
أنت ضعفي وقوتي
أنت أغلى أحبتي
فلتقبلي حبي
وهذا آخر قرار،من حبيبك مهاب .
أنهى حديثه مع ابتسامه صافيه .
دمعت عيناها ولم تعرف ماذا تقول، هذه أول مرة تجرب هذه المشاعر أن يحبها أحد بتلك الطريقة كانت تظن نفسها منبوذة لا أحد يطيقها ولكنه خلف كل توقعاتها ،ليست ماهرة في الكلام مثله ولكن هناك طرق أخرى للتعبير عما في داخلها له ، عانقته بقوه وأخذت تبكي داخل صدره ، احتضنها مهاب وربت على شعرها بحنان فهمست هي بحب شديد : بعشقك يا مهاب هدية ربي وعوض الأيام وأجمل هدية حصلت في حياتي كلها .
ابتعد عنها مهاب ومد يديه مزيلا دموعها ثم قبل جبهتها بحب وهتف بابتسامه : و أنا بتنفسك يا سحر بعشقك بجنون .
وفي صباح اليوم الثاني ودع كلا من سحر ومهاب أهله وعانقت والدته بقوه وهي تبكي بشده مع وعد باللقاء في القريب العاجل ثم اتجهت مع زوجها إلى مكان لقائهم الأول وبداية ثمرة عشق ونداء للقلب استمر لمدة خمس سنوات حتى لبى القلب الآخر النداء واستسلم أخيرًا لعشق قد فاق كل التوقعات لتبدأ مرحلة جديدة في حياتهم .
((مبارك يا سحر ...حياة جديده مليئه بالحب والحنان ))
يتبع ....
نداء_القلب♥️_الجزء_الثاني.
البارت_الثالث_والثلاثون.
بقلمي_نورهان_ناصر.
رواية نداء القلب الفصل الرابع والثلاثون 34 من هنا
رواية نداء القلب الجزء الثانى 2
رواية نداء القلب الجزء الأول 1
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)