رواية عروس رغمًا عنها الفصل العشرون 20 بقلم سوليبة نصار
رواية عروس رغمًا عنها البارت العشرون 20
رواية عروس رغمًا عنها الجزء العشرون 20
رواية عروس رغمًا عنها الحلقة العشرون 20
رواية عروس رغمًا عنها بقلم سوليبة نصار
رواية عروس رغمًا عنها |
رواية عروس رغمًا عنها الفصل العشرون 20
الفصل العشرون (ليس أميرها)
نهض عنها بسرعة وهو يلهث...ابتعد قبل فوات الاوان وقبل ان يجعلها زوجته رسميا !!! ...لا يصدق انه انجرف معها بتلك الطريقة ...لا يصدق ان ضعفه تحكم به ...عينيه الزرقاء كانت مشبعة بالصدمة ...نظر ادم الي مهرا التي تصاعدت الدموع في عينيها ...وتمتم دون شعور ..
-انا آسف ...أنا آسف ...
ثم سحب قميصه الذي رماه بسرعة وارتداه وخرج مسرعا كان شيا*طين العالم تطارده!!!
...
كانت مهرا متسطحة علي الفراش وهي شاخصة عينيها لأعلي ...الجزء العلوي من منامتها مم*زق قليلا...شفتيها مر*ضوضتين بفعل وقبلاته المج*نونة وقلبها ما زال يخفق بعن*ف بينما هي تلهث بعنف ...كانت الدموع تنساب من عينيها وهي تتذكر كيف ابتعد عنها كالملسوع ...وكأنها ش*ر مق*يت اراد الابتعاد عنه ...شعرت انه يخاف علي نفسه من التل*وث...تصرفه اذ*اها بقوة ...شهقت فجأة ودموعها تنف*جر من عينيها اكثر ...كانت لا تستطيع ان تتوقف عن البكاء...لقد ادركت الآن مشاعره...هو لن يعتبرها ابدا زوجته ...هو لا يحبها ...يش*مئز منها ...هو مثلهم يعتبرها خاط*ئة...يظن انها فرطت في شر*فها بإرادتها !! ذلك التفكير رفض مغادرة عقلها...دف*نت رأسها في الوسادة وهي تبكي بعنف ...كانت شهقاتها تخرج متقطعة ..بينما تشعر بأ*لم عظيم في قلبها ...ا*لم لم تختبره من قبل ...لقد أحبت وتحط*م قلبها ...وتلك المرة تح*طم قلبها بقوة ...لن تُشفي جر*اح قلبها ...عرفت هذا ..
....
وقف ادم في صالة المنزل وهو يشعر بالصدمة من نفسه...يشعر بالصدمة لانه ض*عف أمامها بتلك الطريقة ...لو لم يتوقف في اخر لحظة كان سيجعلها زوجته رسميا ...
اتجه إلي المنضدة وجلس عليها بإن*هيار ...وضع كفه علي شفتيه واغمض عينيه وهو ما زال تحت تأثير تقاربهما...لم يشعر بهذا الشعور من قبل ...يشعر أنه غر*ق وليس هناك أي سبيل للنجاه ...اغرق وجهه في كفيه وهو يشعر بالصداع يكاد يف*تك رأسه ...ما الذي فعله ...كيف يفعل هذا ؟؟كيف يخ*ون الأمانة ؟!لقد وعد نفسه أنه سوف يحميها ويعيدها الي عائلتها سالمة...فكيف حدث هذا ...
-ادم ...
صوت ضعيف قطع حبل أفكاره ...رفع ادم رأسه ليجد والدته أمامه ...حاول ان يبتسم ولكن الابتسام تطلب جهدا كبيرا منه ..جهدا لم يمتلكه في الوقت الحالي ...من نظرة واحدة عرفت والدته ما الذي يمر به ابنها ...عرفت أن هناك شئ خاطئ وهذا الشئ يتعلق بمهرا ...هي تفهم ابنها جيدا أليس هي من ربته ...هي تفهمه أكثر من أي شخص آخر ..جلست بتعب علي المقعد المجاور له وتقول:
-ايه اللي مصحيك دلوقتي يا آدم ...
اخيرا استطاع ان يبتسم وقال:
-عادي يا أمي مش جايلي نوم ...ومرهق شوية ...المهم أنتِ ليه صاحية روحي نامي ...
ابتسمت وهي تقول :
-حسيت بيك فطلعتلك يا ادم ...
تنهد هو بتعب وقال:
-انا تعبان اووي يا امي ...حاسس ان الدنيا حواليا متلغبطة ...مش عارف انا عايز ايه ...وخايف اقع في غلط اني اظل*م حد معايا ...خايف اخد قرار واد*مر الشخص اللي معايا ...
-تقصد مهرا ؟!
سألته ولكن الأمر لم يكن مجرد سؤال ...بدت متأكدة للغاية ...تنهد هو ولم يتكلم لتكمل هي :
-انا عارفة ومتأكدة أن جوازك من مهرا ليه سبب معين ...مش جواز حب ...بس انا مش عايزة اعرف السبب ...بس دلوقتي يا ابني انت حبيتها !!
نظر إلي والدته بصدمة لتبتسم وتقول:
-عينيك دلوقتي بتلمع ليها ...عكس اول ما اتجوزتها ...كنت بحس في الاول أنها مفروضة عليك ...لكن دلوقتي اللمعة اللي في عينيك ليها بتقول انك بتحبها اووي ...
ابتلع أدم ريقه ولم يتكلم ..لتنهض هي وتربت علي كتفه قائلة:
-احنا بنعيش مرة واحدة يا آدم مضيعش سعادتك من ايديك ...امسك فيها كويس...
......
كان يمسك صورتها والدموع تنساب من عينيه.....لقد ابتعدت عنه ...غادرته دون رجعة ... اختارت ادم وتركته هو ...قلبه كان يؤ*لمه ...كان حقا يمو*ت من الأل*م ...هو من رباها ...شاهدها وهي تكبر ..دللها واحبها اكثر من حياته فكيف يأتي ادم بتلك السهولة ويخ*طفها منه ..كيف ؟!وكيف تختاره بتلك السهولة ...كان قلبه يتم*زق من الحزن عليها ...هي اختارت ادم ...امسكت بكفه وتركت كفه هو ...بعد كل ما فعله...لقد حاول دوما ان يسعدها...
ولجت مروة الي المكتب وهي تري عمها في تلك الحالة علي الرغم ما فعله الا انها تشفق عليه كثيرا ...دموعها كانت تتساقط...لقد عرفت ان مهرا اختارت ادم وتركته هو ...رغم ما فعله جابر عزام الا انه حقا احب مهرا ...احبها اكثر من أي شئ آخر ...هو فعل المستحيل لإسعادها...وكما انه من انقذها من الفض*يحة التي كادت ان تحدث لها بمساعدة ادم ...رباه هي مم*زقة ما بين الغضب منه والشفقة عليه ...عمها رجل كبير ولن يتحمل ان تبتعد عنه مهرا...اذن ماذا تفعل ؟!هل تكلم مهرا...هل تحاول اقناعها ان تكلم جدها ...هل تفعل هذا ؟!...
كانت مروة محتارة ماذا تفعل ...
-عمي. .
قالتها مروة بحزن ...
مسح جابر دموعه وقال:
-بنتك اختارت ادم يا مروة ...بنتك فضلته عليا ...
نظرت مروة لأسفل وقالت:
-اللي سمعته صعب يا عمي !!!
نهض جابر وهو يصرخ ويقول:
-انا اللي ربيتها يا مروة ...أنا اديتلها الحب والرعاية والاهتمام ...أنا اللي اهتميت بيها ...أنا اللي بروح الم مص*ايبها يبقي ده جزاتي في الاخر يا مروة ...تبعد عني وتنفيني من حياتها !!!
ابتلعت مروة ريقها تشعر بالآسي علي عمها ولكن داخلها لا تلوم مهرا ...فما فعله جابر كان قاسي للغاية ...المشكلة أنه لا يعترف ابدا أنه أخطأ في حق حسناء ...دوما ينظر إليها بإح*تقار. ..حتي أنها يحملها مسوؤلية مو*ت علي زوجها ...عمها يتصرف بق*سوة بالغة مع حسناء ...كان يجب أن يتقبلها قليلا حتي يسامحه ادم ولكن يبدو أن هذا بعيد المنال الان ...فآدم أصبح يكر*هه أكثر ...لن تنسي أنه كاد أن يق*تله عندما عرف بما فعله بوالدته!!!وادم لديه حق أن يغضب ويثور ...فيكفي ما فعله جابر معهم...
نظرت إلي جابر التي دموعه تنساب بقهر وهو ينظر إلي صورة مهرا ...تو*جع قلبها لأجله ...رغم كل شىء جابر هو من رباها ...هو من اهتم بها ودللها ...فعل الكثير من أجلها...حاول دوما حمايتها ...صعب عليه أن تتخلي عنه مهرا بتلك الطريقة ...هذا صعب ...
تنهدت وقالت:
-هترجع يا عمي متقلقش ...مهرا اكيد بتحبك ...
هز جابر رأسه وهو يمسح دموعه وقال:
-بنتك حبت ادم اكتر مني ...قدامي مسكت ايده ورفضت تيجي معايا ...مهتمتش بقلبي اللي اتك*سر يا مروة ...مهتمتش باللي رباها وحبها اكتر من حياته ...اللي حققلها كل طلباتها ولما وقعت هو اللي ساعدها ...بنتك نسيت كل ده يا مروة ...
أغمضت مروة عينيها بآسي وقالت:
-معذورة يا عمي اللي سمعته صعب برضه ولا ايه ؟!!مهرا اتصدمت فيك وبعدين انت خليت الوضع أسوأ لما روحت لحسناء ...
نهض جابر وهو يصرخ :
-لان حسناء هي السبب في ده كله ...اخدت ابني في الاول ودلوقتي ابنها جاي ياخد حفيدتي ...عايز ياخدها ويبعدها عني ...هو بين*تقم مني في مهرا وهتشوفي يا مروة أن ادم هيد*مرها عشان يحقق انتق*امه ... هو ورث سو*اد القلب من امه...دي نتيجة تربية حسناء ...
-ايه اللي انت بتقوله علي ادم يا عمي ده حفيدك !!!
هز جابر رأسه وقال:
-لا...لا ادم مش حفيدي ..هو ابن الست دي ابن حسناء ...وحتي لو شوفته مي*ت قدامي مش هتهز...
ادم انتهي بالنسبالي .. انتهي لما اتجرأ ومد ايديه عليا !!!
.........
في اليوم التالي ....
نظرت إليه وهو نائم...مررت يديها علي وجهه ...ذقنه غير الحليقة اعطته جاذبية خطي*رة ...ابتسمت كارما وقلبها يخفق بقوة ...هي تعيش اسعد لحظات حياتها الآن ...وكم تتمني ان تدوم تلك السعادة للأبد...تتمني الا ينك*سر قلبها ابدا ...اقتربت وهي تقبله علي وجنته ..تشتم رائحته كالمهو*وسة ...
فتح سامر عينيه وحاوطها بذراعيه وهو يقول:
-صباح الخير يا ملاكي ...ما دام صحيت علي وشك أكيد هيكون يوم حلو زيك ..
قالها وهو يبتسم لها بسعادة ..رقص قلبها داخل صدرها ...لا تصدق انه يقول لها هذا الكلام ...لا تصدق ...هل هي تحلم يا تري ؟!
-ايه الكلام الحلو ده تتحسد؟!
قالتها كارما وهي تخفي خجلها منه ..نظر إليها وقال:
-يعني اقول كلام حلو مش عاجب ...مقولش برضه مش عاجب ...انتوا الستات محدش فاهمكم عايزين ايه ...
ضحكت وقالت:
-انا عايزة كلام حلو ...
-وانا ههريكي كلام حلو يا ست البنات ..بس بس ...كل يوم هقرالك شعر. ..
اتسعت عينيها بشغف وقالت:
-ايه ده انت بتعرف تقول شعر..
-لا أنا مش رومانسي للدرجادي أنا بس حافظ شوية لشعراء كده ...
ابتسمت وقالت:
-مش مهم ...المهم انك الراجل الاجمل في حياتي كلها
ضحك بمرح وقال:
-انا كده هتغر خلي بالك ...
-يا سيدي براحتك انت تعمل اللي انت عايزه ...
صمت قليلا وهو يشعر بأ*لم طفيف في قلبه ...أدرك أنه لا يستحق تلك المعاملة ابدا ...لا يستحق هذا الحب ..كارما حقا تحبه بكل كيانها ...أما هو ..هو لا يبذل اي مجهود ليدخلها قلبه ...ذلك الخاطر ازعجه كثيرا ...وجد نفسه يقول بصوت غريب:
-انا اسف يا كارما...اسف ...
عقدت حاجبيها بحيرة وقالت:
-ليه بتعتذر ؟!
تنهد ورد عليها :
-لاني مش قادر احبك ...أنتِ تستحقي اكتر من مجرد احترامي ...أنتِ تستحقي اكتر من كده بكتير ...تستحقي اني احاول عشانك اكتر من كده ...
ابتسمت بحزن وهي تنظر إليه ...أنه يؤ*لمها ولكن لا يمكن أن تغضب منه ...يكفي أنه يحاول ...يكفي أنه يعاملها بلطف وبإحترام...وهي تكتفي بهذا ...والحب سوف يأتي ...هي لديها أمل كبير أن يحبها ...وسوف تسعي لتمتلك قلبه ...سوف تفعل كل الاشياء التي يحبها ...لن تدعه يتذمر منها ....
أمسكت كارما كف سامر وقالت:
-يالا بقا يا كسلان عشان تروح الشغل ...وانا كمان اروح شغلي ...أنا رايحة اجهز الفطار ..
ثم ركضت من أمامه ..تجهم وجه سامر وهو يشعر بالضيق ...يشعر أنه يبذل مجهود جب*ار كي لا يشعرها أنها عبأ عليه ...كما أنه متضايق من موضوع أنها تعمل ...هو لا يريد لزوجته أن تعمل ...هذا المبدأ مرفوض لديه ...يريد أن يكلمها عن هذا ولكن لا يريد أن يحدث أي توتر بينهما الان ...يكفي انها قد اطمأنت إليه ...يكفي انها بدأت تشعر مجددا أنها سعيدة ...ولكن هذا الضيق ناحيتها لا يخف...يشعر به يخ*نقه بقوة !!!
. .......
كانت كارما تعد الأفطار وهي تدندن بسعادة ...أنها تعيش اجمل لحظات حياتها الان ...سامر يعاملها كالأميرات حقا ...لم تتخيل حتي في أحلامها أن يعاملها بتلك الطريقة ...تستطيع أن تجزم الان أن قريبا سوف تتكون لديه مشاعر لها ....
شهقت وهي تضحك عندما ضمها من الخلف وقال:
أتحدى..
من إلى عينيك، يا سيدتي، قد سبقوني
يحملون الشمس في راحاتهم
وعقود الياسمين..
أتحدى كل من عاشترتهم
من مجانين، ومفقودين في بحر الحنين
أن يحبوك بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..
أتحدى..
كتب العشق ومخطوطاته
منذ آلاف القرون..
أن تري فيها كتاباً واحداً
فيه، يا سيدتي، ما ذكروني
أتحداك أنا.. أن تجدي
وطناً مثل فمي..
وسريراً دافئاً.. مثل عيوني
أتحداهم جميعاً..
خفق قلبها بعنف وقالت :
-دي قصيدة لنزار قباني...انا بحبه اووي ...
ابتسم وهو يقبل رقبتها ويقول:
-وانا بحبه لانك بتحبيه ...
كيف يكون لديها شك بعد كل هذا أنه يحبها ...أنه يحبها بكل تأكيد !!!
............
لا يستطيع اخراجها من عقله ...منذ الصباح وهو يفكر بها ...حاول كثيرا ان ينشغل بالعمل ولكنها ترفض مغادرة تفكيره ...ما زال يتذكر تقاربهم المج*نون بالأمس...استسلامها بين يديه ومبادلته قبلاته المجن*ونة...لو لم يسيطر علي نفسه في اخر لحظة لكانت اصبحت زوجته رسميا ...لكن جعلها ملكه ولم يكن ليتركها ابدا ....ولكنه لن يكون ان*اني لتلك الدرجة ...لن يحتفظ بها لنفسه...لن يلزمها بأن تبقي معه !!!هي لن تعتاد علي حياته ابدا ...وهو ليس لديه اي شئ ليقدمه لها ...هو لن يستطيع أن يسعدها ...اذن ليحررها منه !صحيح انها تخلت عن جدها من اجله ولكنها يوما ما سوف تعود لحياتها ...يوما ما سوف تكر*ه حياته تلك ...فهي ليست معتادة علي الش*قاء وهو لا يستطيع ان يفكر بنفسه الآن ...مرام قد تتزوج وهو بحاجة الي كل فلس لكي يجهزها جيدا ويرفع من شأنها امام زوجها ...ليلي ما زالت في الكلية وغداً سوف يأتي نصيبها وستتزوج أيضا وهو يجب أن يجهزها ...والدته مريضة وبحاجة له ...هو مك*بل بالمسوؤليات ...وفتاة مثل مهرا لن تتحمل هذا ...وهو حقا لا يلومها ...هي اعتادت علي نمط حياة معين ولن يجبرها أن تتخلي عن تلك الحياة من أجله ...حتي لو كان يحبها ...حتي لو تأ*لم عندما تذهب ولكن ابدا لن يكون اناني معها ....لن يسجنها في منزله بل سيحررها منه ...وقريبا جدا !!رغم الألم....رغم التحطم الذي يشعر به إلا أنه لن يربطها به ابدا ...
-ادم ...
صوت ضعيف ناداه..عرف صاحبة الصوت قبل أن يرفع رأسه ...اغمض عينيه وهو يتنفس بضيق ...متي ستتركه ...متي ستحل عنه ...الا يكفي المشا*كل التي بحياته لتأتي هي وتجعل الوضع يس*وء أكثر ...
رفع رأسه وهو يعطيها نظرة باردة جمدتها مكانها ....لمعت عينيها بالدموع وهي تري البرود الذي يطل من عينيه ..رغم كل المخا*طر أتت...اتت لكي تتكلم معه ...اتت لأنها ما زالت باقية عليه رغم تجاوز زوجته معها !!...
انسابت دموعها أمامه فلم.يحرك.ساكنا وهو ما زال ينظر إليها بضيق ...كان حقا غاضب منها ...ما تفعله غير صحيح...هي سوف تؤ*ذي نفسها بتلك الطريقة ...
-عايزة ايه يا ميار ؟!...
قالها ادم بنبرة باردة تخفي برا*كين غضبه التي تكاد أن تنف*جر بسببها...شهقت وهي تبكي أمامه ...تريد أن تؤثر به لعله يشفق عليها ولا يعاملها معاملة سي*ئة ...تريد أن تري الحب بعينيه ...تريده أن يعود ويحبها ...
-ادم انا بحبك صدقني ...
-بس اسكتي يا ميار ...اسكتي خالص...وبطلي الكلام اللي بتقوليه ده ...خلاص مليت من جن*انك...ولو سمحتي امشي من هنا ...
شهقت هي وتقول:
-انت بتطر*دني يا آدم ...بتط*ردني أنا ...امتي بطلت تحبني يا آدم ...معقول مراتك أثرت عليك بالطريقة دي ؟!!معقول نستك ميار ...نستك حب ميار وخلتك تتخلي عني !!!
اقترب منها واللهب في عينيه يتصاعد وقال :
-معلش مين السبب اللي خلاني ابطل احبك ...قولي كده تاني ؟!..انت بتعلقي غلطك.علي التانيين...
-ادم
قالتها بإنك*سار ليقترب منها أكثر وهو يزعق بها :
-هو مين اللي اتخلي عن مين ....أنا سيبتك ولا أنتِ اللي سيبتيني ...مين اللي راح اتجوز اول عريس جاهز ...مين اللي اتخلي عن مين يا ميار انطقي؛!!!
صرخ بها في جملته الاخيرة لترتعش بقوة ثم أكمل بحرقة:
-رغم انك اتخليتي عني بس عمري ما حسستك بالذ*نب يا ميار ...سيبتك تختاري حياتك وانا اختارت حياتي مش من حقك تيجي دلوقتي وتحاولي تخر*بي جوازي ...لاني عمري ما هدخلك حياتي بأي شكل من الأشكال ...لو شوفت وشك هنا تاني هقول لابوكي ...
تراجعت بصدمة ودموعها تتساقط. ..كانت لا تصدق أن هذا هو ادم !!!
صرخ بها بعن*ف وقال :
-يالا اطلعي برا ...
لتنف*جر هي بالبكاء ثم استدارت لتركض خارج الورشة وقد أحدث ادم جر*حا في قلبها لن يُشفي...
كانت مرام تقف مصدومة وهي تجد ميار تخرج باكية !!!
-دي ميار معقول !!
قالتها مرام بصدمة بعد ما خرجت ميار باكية من عند ادم ...
تنهد ادم وقال:
-ايوة هي !
هزت مرام راسها وقالت:
-ادم دي متجوزة وانت متجوز و. ..
برقت عينيه وهو ينظر إليها ويقول:
-مرام أنا مش كده أكيد ....ميار انتهت من حياتي ويمكن شوفتي انها مشيت من هنا وصدقيني مش هترجع تاني ...أنا بحترم مراتي وهي لازم تحترم جوزها ...
ابتلعت مرام ريقها وقالت:
-طيب هي كانت عايزة ايه ؟!
تنهد وقال :
-مش مهم تعرفي يا مرام ...خلاص الموضوع انتهي..
.قالها ادم دون ان تكون لديه اي نية لشرح الوضع ...تنهد وهو يتذكر انه قس*ي عليها...اه*انها كثيرا وحط*مها ...كان لا يريد أن يفعل هذا ولكن ميار تجاوزت الحدود غير انه غاضب بسبب ضعفه الغريب امام مهرا ...وغاضب ان ليس هناك أي فرصة ليكونا سويا ...غاضب لأنها قد تتركه في أي وقت ..
كان غارق في التفكير بينما شقيقته تنظر إليه وتتساءل لماذا عادت ميار لحياة ادم بعد ان د*مرتها ...ما زالت تتذكر كيف كان حال شقيقها بعد أن تركته ...كان حقا مح*طم ...اغرق نفسه بالعمل والتزم الصمت لفترة طويلة ولكن كانت تري الخ*راب في عينيه ...تري الخذلان والخيا*نة ...حينها شعرت بالشفقة عليه وبالذنب ايضا!!!كانت تعرف أن ادم يحرم نفسه من الكثير كي يسعدها هي وليلي ...هو رفض أن يصرف اي فلس علي نفسه من أجلهما ...لم يجهز لنفسه مكان ليتزوج به ...لم يدخر أي أموال من اجله ابدا ...لم يفكر بنفسه من الأساس وهذا دفع ميار لتركه ...رغم أنها حاولت إقناع نفسها أن هذا حقها ولكن مرام حقا كر*هتها ...كر*هتها وهي تري الانك*سار في عيني شقيقها ...لقد استغرق ادم وقت طويل جدا لكي ينساها وطيلة هذا الوقت كان تري أخاها يتع*ذب لدرجة أنها خافت أن تحب كي لا ينك*سر قلبها مثله ...فهي تعرف أن ادم عشق ميار حد الجنون ...لقد اعتبرها تخصه...اعتبرها من عائلته ولكن ما الذي اتي بها في الوقت الذي تجاوزها شقيقها وتزوج من اخري ؟!هي حقا لا تفهم ...هل اتت لتد*مر حياة شقيقها ؟!!
-متفكريش كتير يا مرام ...قولتلك ميار مش هتيجي تاني وخصوصا بعد الكلام اللي سمعتهولها ..متقلقيش علي اخوكي أنا مش ضعيف ولا غ*بي عشان ارجعها حياتي بعد ما اتخلت عني ...خلاص ميار انتهت من حياتي وللابد ...
ابتسمت مرام براحة وقالت:
-متعرفش ريحتني قد ايه بكلامك ده ...أنا مش عايزاك تتجر*ح تاني يا آدم ...
ابتسم وأمسك كفها قائلا:
-متقلقيش يا بسبوستي أنا كويس اووي ...
ابتسمت مرام وقالت:
-انا عايزاك دائما تكون مبسوط خصوصا مع مهرا لاني واثقة أنها بتحبك بجد ...
تجهم وجهه وقال مغيرا الموضوع :
-خلينا نتكلم في المهم ...أنا جيبتك بعيد عن البيت عشان اقولك علي اللي قاله انس ...وأنتِ طبعا ليكي حرية الاختيار ...
تنهدت مرام بتوتر وقالت:
-قول يا آدم ...
-انتِ كنتي تعرفي أن عنده بنت ؟!
هزت راسها بالإيجاب وقالت:
-بس بصراحة معرفش هو مطلق ولا ارمل ولا ايه وضعه و....
قطعت حديثها فجأة ونظرت الي ادم وقالت بصدمة:
-معقول يكون لسه متجوز عشان كده ...
هز ادم رأسه وقال:
-لا يا مرام هو مش متجوز وملك مش بنته !
-ايه مش بنته!!!
قالتها بصدمة ليتنهد ادم وهو يقص عليها كل شىء ...
بعد أن انتهي من حديثه ...نظر إلي المشاعر المتعاقبة علي وجه مرام ....لقد صدمها الان خاصة بعدما أخبرها بالإتفاق الذي تم بين أنس وليل ...
-مرام أنا من رايي انس انسان كويس جدا وهو طلب تصبري عليه شوية ...معرفش ليه بس هو دخل قلبي بسرعة ...لكن في الاول والاخر القرار قرارك ففكري كويس ..
هزت مرام رأسها وقالت:
-حاضر
...........
في منزل ميار ....
كانت ميار في غرفتها تبكي بعن*ف ...كانت لا تصدق ان ادم يجر"حها بكل تلك الق*سوة ...لطالما كان ادم قلبه ابيض ...يعاملها بلطف وحنان...حتي عندما قررت تركه لم يفعل شئ بل بارك لها بهدوء وتمني لها السعادة ...ولكن اليوم ...اليوم هو حط*مها تماما ...وكأنه كان يختزن أل*مه منها في قلبي ...وأتت لحظة الانف*جار...تلك اللحظة التي صرخ بها واخبرها بوضوح كيف يراها...تلك اللحظة ك*سرت قلبها حقا ...ارادت ان تلومه...ترتمي بين ذراعيه وتبكي ...تشتكي مرارة ما تعيشه...تتوسل إليه ليعود إليها ...ولكن الحب الذي كان بعينيه الزرقاء لها جف تماما ..كانت تري بعينيه الغضب والك*ره ...انها المرة الأولي التي تري فيها ادم يكر"هها بتلك الطريقة ...لقد عرفت الآن ان قلبه لم يعد لها ...كانت تكذب علي نفسها ...تكذب وتقول انه يحبها...ولكن لا ...الكلام الذي قاله يخبرها بوضوح انه تحرر من حبها...تحرر في الوقت الذي هي ما زالت أسيرة حبه ولا تستطيع نسيانه...ماذا تفعل الآن ؟!كيف ستنساه !!!ربما لا يوجد أمل لها أن تعود لادم ...ربما ادم ألقاها خارج حياته ...ماذا تفعل الان ...هل تجعل حياتها تتوقف...تعيش مع والدها وزوجته الكر*يهة ...لا لا ..هي سوف تج*ن لو عاشت معهم بكل تأكيد...زوجة والدها تكر*هها وسوف نجعل حياتها جحيم ..هي قد تجعل والدها يزوجها من رجل مسن ...هي لن تتواني لحظة لكي تد*مر حياتها وهي لن تسمح بهذا...يجب أن تنجي بنفسها ...رغم الا*لم الذي تشعر به الآن ...رغم قلبها المح*طم علي يد ادم فهي يجب أن تفكر في نفسها الان ...والشخص الوحيد الذي سوف ينقذها من هذا الوحل هو علي ...علي فقط ...صحيح أنه ارتبط بغيرها ولكنها تعرف جيدا أنه ما زال يعشقها بقوة ...بالتأكيد لو أخبرته أنها تريد العودة فسوف يعيدها ويترك تلك الفتاة ...نعم ...علي يحبها وهو الوحيد الذي سوف ينقذها الان ...
نهضت وهي تمسح دموعها وتفكر ماذا تفعل لتعيد علي إليها ...هل تذهب إليه ...ام تتصل به ...لا هي سوف تذهب ...وتخبره أنها نادمة جدا علي تركه. ..وأنها تريد العودة لتصبح زوجته وتسافر معه وترضي بنصيبها ...فبعد الكلام الذي قاله لها ادم لا تتوقع ابدا ان يعود إليها ...بعد الك*ره الذي رأته لا تتوقع أن حياة مشتركة سوف تجمعهم ...اتجهت لخزانتها ثم أخرجت قميص نسائي وبنطال اسود واسع لكي ترتديهم....
....
بعد قليل ..
كانت تقف أمام المرآة وهي تضع بعض مساحيق التجميل علي وجهها ...ابتعدت ونظرت الي نفسها لتبتسم وقد استحسنت شكلها ...كانت رائعة للغاية ...ابتسامتها تضئ وجهها الجميل ...سحبت حقيبتها وخرجت من الغرفة ...وقفت في صالة المنزل وهي تجد والده ينظر إليها بغضب ...تراجعت بخوف وهي تبتلع ريقها وقالت:
-فيه ايه ؟!!
-انتِ روحتي لادم النهاردة ؟!
ابتلعت ريقها وكادت أن تنفي إلا أن والدها اقترب وصف*عها بعنف وقال:
-اياكي تكدبي لان علياء شافتك خارجة من عنده ...
مطت علياء شفتيها وقالت:
-احنا اتفض*حنا في الحي كله يا عثمان ...بنتك جابتلنا الع*ار ...راحت ورشته والله اعلم ايه اللي حصل بينهم!
نظرت ميار اليها وهي تصرخ:
-اخرسي يا حر*باية يا صفرا أنتِ ...أنا اشرف منك يا قليلة الش*رف يا أحق*ر خلق الله ..
-شوف قليلة الرباية ...اللي اتطلقت من جوزها وجايه تكمل الفضي*حة وتروح لادم ورشته عشان تحط راس ابوها في الط*ين ...
غلي الدم في عروق عثمان ليجذب ميار من شعرها ويقول:
-عق*ابك معايا هيكون كبير يا ميار ...
ثم سحبها خلفه لغرفتها وهو يصرخ :
-هاتي المقص يا علياء ...
-بابا ...بابا هتعمل ايه ؟!
امسك عثمان المقص من يد علياء وجذب شعرها وقال:
-هتشوفي دلوقتي انا هعمل ايه !!!
ثم بدأ بقص شعرها !!
.......
في المساء ...
كانت تجلس في غرفتها تنتظره...يجب ان تتكلم معه وتضع النقاط علي الحروف ...يجب أن تعرف وضعها معه لكي تقرر ...فهي لن تحارب من اجله الا عندما تتأكد ان هناك مشاعر داخله لها ...اغمضت عينيها وهي تتذكر تقاربهم بالأمس وكيف كانت سعيدة للغاية وهي بين ذراعيه...شعرت حقا انها تنتمي اليه ...وكأنها خلقت له ...كأن قلبها خُلق لآدم!!
ولكن تصرفه بعد ذلك جر*حها بقوة وهي يجب أن تعرف سبب تصرفه هذا ...ستستجمع شجاعتها وتتحدث معه بكل صراحة ...ستعرف لماذا فعل هذا؟!مهما كانت الاجابة صعبة سوف تتحملها ...سوف تتحمل الحقيقة ما دام طلبتها ...نظرت الي الساعة وقدرت انه قد يأتي بعد عشر دقائق...وكلما مرت الدقائق كان قلبها يصرخ داخل صدرها بقوة ...كانت حقا خائفة من الاجابة التي سوف تنالها منه ...هل يا تري سوف يجر*حها ...ام ادم سوف يتعامل معها بلطف كما كان يتعامل معها دوما ...بلطف وتفهم ..هل سيعتذر عن تصرفه ام سيتصرف ببرود ...كل تلك الاسئلة كانت تدور في عقلها لدرجة شعرت أن رأسها سوف ينفجر من التفكير ...تنهدت مهرا وقالت:
-يارب ساعدني أنا حاسة أن هيحصل حاجة وح*شة ...يارب ساعدني ...
انتفضت قلبها داخل صدرها وهي تسمع باب الغرفة يُفتح ...نهضت وقلبها يصرخ داخل صدرها كانت يديها ترتعش وهي تنظر إلي ملامحه المغلقة ...كان متباعد كثيرا وقد فهمت هذا ...لم ينظر إليها حتي بل اتجه إلي خزانته واخرج ملابسه ثم خرج من الغرفة متجها إلى الحمام ليأخذ دش سريع ...ولج الي الحمام ووضع ظهره علي الباب وهو يضع كفه علي قلبه ...يعلم أنها تريد التحدث معه ...ولكنه غير مستعد ابدا ان يتكلم الان ...هو مشوش للغاية يشعر أنه لو تكلم سوف يج*رحها وهو لا يريد أن يفعل هذا ...يريد أن يرتب أفكاره اولا كي يكلمها ...كي يجعلها تفهم وجهة نظره ...فهي لا تنتمي لهذا المكان ...لا تنتمي إليه ...فكر وقلبه يعت*صر من الا*لم ....معرفة هذا جعلته يتع*ذب ...للاسف لقد أدرك أنه يكن لها مشاعر ...مشاعر قوية ... تأثيرها عليه كبير ولكن تأثير ضميره اكبر ...وضميره يخبره الا يظل*مها...
تنهد وهو يبدأ بخلع ملابسه كي يستحم ....
.....
بعد قليل كان قد انتهي وولج لغرفته لتنهض هي وتقول:
-ليه اتأخرت يا ادم؟!
تنهد وهو يستعد للذهاب الي النوم قائلا:
-اهو جيت يا مهرا ...كان ورايا شغل كتير ...
ابتلعت ريقها وقالت:
-حابة اتكلم معاك شوية ...
-مينفعش الموضوع يتأ...
قاطعته وهي تقول بصرامة :
-لا مينفعش ...لازم نتكلم ...لازم ...
اخيرا استعاد سيطرته علي نفسه وقال وهو ينظر إلي عينيها العسلية :
-اتفضلي يا مهرا..
تنهدت وهي تستجمع شجاعتها المبعثرة وتقول:
-عايزة اعرف أنا وضعي ايه يا آدم ...أنا ايه في حياتك ؟!
-انتِ مراتي وليكي احترامك لحد ما ترجعي لحياتك و ...
-بس انا اتخليت عن حياتي عشانك ...مسكت ايديك ووقفت قصاد جدي وقولت هعيش هنا معاك طول حياتي ...انا مسكت ايديك وانت عايز تتخلي عني في الوقت اللي أنا اتمسكت بيك!!!!!
ابتلع ريقه وقال:
-بس بيننا اتفاق يا مهرا ...أنا اتفقت اني ارجعلك سالمة بيتك بعد ما تخلص قصة جوازنا ...فخلينا نمشي علي خطتنا الأصلية ...
ثم كاد أن يذهب من أمامها إلا أنها أمسكت ذراعه وقالت:
-طيب ليه مفتكرتش خطتنا الأصلية وانت بتقرب مني امبارح ...نسيتها ليه ...ليه بتعمل معايا كده ...ليه مش قادر تفهم أنا ...أنا ...
-متكمليش ...متكلميش ..
قالها بانفعال ثم أكمل:
-انتِ بتد*مري حياتك معايا!قوليلي واحدة زيك هتقدر تعيش معايا طول حياتها ازاي؟!...أنا معنديش حاجة اقدمهالك يا مهرا ...أنا وهبت نفسي لعيلتي ...مش من حقي افكر في نفسي واسيبهم ولا حقي اتمسك بيكي واظ*لمك....صدقيني المشاعر اللي جواكِ دي هتروح بسرعة ويبقي قدامك الواقع البش*ع انك عايشة مع واحد معندوش حاجة يقدمها ليكي ...واحد مش هيقدر يحقق أحلامك ..مش انا امير احلامك يا مهرا!!!
...........
بعد يومين ....
اليوم سوف تكون ملكه ...اليوم سوف تتنعم بحبه ...اليوم سوف تكون اسعد امرأة علي الوجود...فكرت حياة وهي تنظر إلي انعكاسها في المرآة ...كانت تبدو رائعة جدا في فستان زفافها ...السعادة التي علي وجهها كانت كافية لتزيينه فلم تضع الكثير من مساحيق التجميل ...كان قلبها يرقص داخل صدرها ...بعد دقائق سوف يأتي احمد وسوف يكتبان الكتاب لتصبح له رسميا ...قررا أن.تكزن الحفلة في المنزل ...لقد استغنت عن حلمها بصنع حفل زفاف كبير لانه طلب هذا ...أنها المرة الأولي التي تنفذ طلبات أحدهما وهي في غاية السعادة هكذا ...ولكن احمد ليس اي أحد ....احمد هو مالك قلبها ...حبها الأول والوحيد ...الشخص الذي مستعدة أن تمنحه حياتها وليس قلبها فقط...ابتلت عينيها بدموع السعادة ...كانت خائفة أن يكون كل هذا مجرد حلم ....
طرقة خفيفة علي الباب اخرجتها من شرودها ..
-اتفضل ..
قالتها بصوتها الرقيق ليدخل جلال صديق والدها المقرب وهو من سيكون وليها ...
ابتسمت حياة له ليقترب منها جلال وعينيها لامعة بالدموع ويقول:
-اكيد عصام هيكون مبسوط دلوقتي وهو بيشوفك اجمل عروسة في العالم يا حياة ...
ابتسمت حياة ووجنتيها تشتعلان بالخجل !!...
امسك جلال كفها وقال:
-يالا يا بنتي المأذون جه والعريس زمانه علي وصول ....
هزت حياة رأسها ومسحت الدموع التي سقطت علي وجنتها بسرعة ....ثم تأبطت ذراعه وخرجت معه ....
......
في صالة شقتها الراقية ..
جلست حياة علي الأريكة ومعها صديق والدتها ...بعد قليل سوف يصل احمد وفي المساء سوف يأتوا.بعص المدعويين ليقيموا حفلة بمناسبة عقد القران ...
نظرت للساعة الكبيرة المعلقة علي الحائط لتجد أن أمامه بالضبط خمس دقائق ويصل ...أمسكت هاتفها وهي تتصل به ولكنها عقدت حاجبيها وهي تجد هاتفه مغلق ...رغم القلق الذي كان ينه*ش قلبها الأ أنها حاولت طر*د ذلك الشعور ...ربما نسي أن يشحنه بسبب حماسه ...
....
مرت الخمس دقائق ...ثم عشرة ...ثم نصف ساعة ثم ساعة كاملة وأحمد لم يظهر ...كان القلق ينهش قلبها ...الدموع تتصاعد في عينيها وهي تدعو بكل قلبها أن يكون كل شىء علي ما يرام ..نظرت إلي جلال بقلق ليقترب منها ويقول:
-خير يا بنتي متقلقيش اكيد فيه حاجة عطلته وهيجي ...
هزت راسها وهي تنهض ممسكة فستان زفافها بينما تحاول الاتصال به ولكن هاتفه مغلق كالعادة ....
...
مرت ساعة اخري بين قلق من حياة وجلال وضيق المأذون ....
-يا بنتي هو العريس امتي هيجي أنا مش فاضي ورايا كتب كتاب ؟!
قالها المأذون لحياة...ارتعشت حياة بقوة وهي تتمسك بفستان زفافها بينما احمد لم يظهر بعد ...بينما مئات الافكار الس*يئة تدور في عقلها....لا لا...لا يمكن أن يكون هذا حقيقي ...مستحيل ان يتخلي عنها أحمد بتلك الطريقة المه*ينة ...حبست دموعها بقوة وقالت:
-اكيد جاي دلوقتي يا شيخ بس ممكن يكون الطريق زحمة ..
-يا بنتي انتِ من ساعة قولتيلي نفس الكلام ...طيب اتصلي بيه...
هزت رأسها وهي تتمسك بالأمل :
-حاضر...حاضر هتصل بيه ...
امسكت هاتفها ويديها ترتعش ثم حاولت الاتصال به ...وكما توقعت وجدت الهاتف غير متاح كالمرات السابقة ...
انسابت دموعها وقلبها يرتعش داخل صدرها ...اقترب منها جلال وهو يقول:
-قوليلي بيت اهله فين وانا اروح اشوفه يا حياة ..متخافيش أكيد حصلت حاجة وعطلته ...
نظرت إليه وكادت ان ترد عليه الا ان رنين الجرس جعلها تنتفض ...ضحكت حياة وهي تبكي وقالت:
-اهو جه يا عمو ...
ثم اتجهت لتفتح الباب بسرعة وبلهفة ولكنها توقفت وهي تري شاب غريب ...ابتسم الشاب ابتسامة غريبة وقال:
-اكيد انتِ حياة...احمد بعتلك الرسالة معايا دي معاكي ...
اخذت منه الورقة التي كان مكتوب فيها بخط عريض:
-اسف مش هقدر اتجوزك !!
...........
فتحت مهرا الباب وهي تبتسم محاولا تخبئة حزنها لتفشل في هذا ..عرفت والدتها من الوهلة الاولي ان ابنتها حزينة بشكل غريب ..وقد اوج*ع هذا قلبها ...
-نورتينا يا ماما ..
قالتها مهرا بإبتسامة لم تصل لعينيها ولكنها جاهدت لتظهر بمظهر المرأة السعيدة ولكن والدتها عرفت انها تدعي وقررت الا تسألها الآن ...ابتسمت مروة وهي تضم ابنتها إليها وتقول:
-وحشتيني يا مهرا...
ثم ابتعدت عنها لتجد حسناء في صالة المنزل ابتسمت مروة وقالت:
-الله احنا بقينا حلوين اهو ...
اقتربت مروة ثم ضمت حسناء إليها ...ابتسمت حسناء لها وهي تقول بصوت لم يُشفي بعد من اثر التعب :
- الحمدلله نورتينا يا مروة ..
-حبيبتي ده نورك والله ..خدي دي حاجة بسيطة ليكي ...
ثم قدمت لها عبوة فاخرة من الشوكولاتة ...
-بتتعبي نفسك ليه ؟!
قالتها حسناء وهي تبتسم بلطف ..
-لا لا دي حاجة بسيطة كده ..
هزت حسناء رأسها وقالت:
-طيب اتفضلي واقعدي ..
ثم جلست مروة هي وحسناء يتكلمان ...كانت مهرا تنظر اليهم وهي تبتسم بحزن ...هي عشقت تلك العائلة الجديدة لها ولكن يظهر ان وجودها غير مرحب به ...ادم لا يريدها ...بعد حديثهم الاخير أدركت هذا ...هو يريد أن يبعدها عنه ...غير مهتم بقلبها الذي تحطم بفعل كلماته تلك ...يظن أنها لن تطيق الحياة معه !!لقد تخلت عن جدها من أجله....قبلت أن تعيش هنا ...أحبت حياته لأنها أحبته ...الا يعني هذا اي شئ له ...لماذا قرر بتلك القسوة ان يبعدها عنه. ..كانت حقا حزينة ويائسة وغاضبة منه ...لاحظت مروة بعينيها أن مهرا حزينة ...وايضا حسناء لم يُخفي عنها هذا الحزن ...ابنها الغب*ي مصمم علي التخلي عن سعادته ولكنها لن تسمح له بهذا ...صحيح انها تركته اليومين السابقين ولم تكلمه بسبب مرضها وكي تتركه علي راحته قليلا ..ولكن يجب أن تتحدث ...ابنها يد*مر حياته بتلك الطريقة...هو يظ*لم نفسه ...يهتم بالجميع علي حساب نفسه ...وما يفعله خاطئ جدا ...تعرف أنه لا يريد لأحد من اخوته أن يُحرمان من شئ ولكنه يجب أيضا أن يفكر بنفسه ...هو لديه حق علي نفسه أيضا وخصوصا أنه تزوج ومهرا لديها حقوق أيضا ...هي تفهم أن ادم قد يعتقد أنه سوف يظلم مهرا لو بقا متزوج منها ...خاصة أنه لن يستطيع ابدا ان يجعلها في نفس المستوي الذي اعتادت عليه ....ولكن الفتاة لا تتذمر وهي قد تقبلت حياتها مع ادم ...إذن ما المشكلة ؟؛
......
انتهت مروة من زيارة حسناء وولجت حسناء لغرفتها تحججت أنها تريد الراحة كي تتكلم مهرا مع والدتها....
...
-شكلك مش مبسوط يا مهرا ...
قالتها مروة لابنتها ...وتلك الكلمة كانت كالقشة التي قصمت ظهر البعير ...انفجرت مهرا بالبكاء وهي تشعر بقلبها يتمزق من الالم ...
شدتها مروة اليها وهي تضمها بقوة وتقول:
-كنت حاسة بيكي ...قوليلي يا بنتي ايه اللي مزعلك .؟!ادم ؟!
لم ترد مهرا ففهمت مروة الأمر وابعدت مهرا عنها وهي تمسك وجهها وتقول:
-الموضوع بسبب جدك ؟!
هزت مهرا رأسها ودموعها تتساقط أكثر وقالت:
-انا بحب ادم يا ماما ...بحبه اووي ...
ابتسمت مروة وهي تربت علي شعرها الاشقر وتقول:
-طيب وايه المشكلة يا مهرا....ايه المشكلة انك تحبيه ...
-المشكلة أنه مبيحبنيش ..
قالتها بح*رقة ...لترد والدتها وتقول:
-ادم اللي قالك كده ...قالك مبحبكيش؟!
هزت راسها وقال :
مقالش كده ...قالي كلام فاضي ...قالي مش هتستحملي العيشة معايا ...قالي أنه معندوش حاجة يقدمهالي واني بظ*لم نفسي معاه ...بيحاول يبعدني عنه ...اكيد عشان حبيبته ظهرت بيتحجج عشان يبعد ...
شدت مروة علي كفها وقالت:
-انتِ شايفة ادم من النوع ده ...شايفاه كده ...
هزت مهرا رأسها وقالت:
-المشكلة أنه مش كده فمش فاهمة ...
ابتسمت مروة وقالت:
-يبقي توريه يا مهرا انك هتستحملي وأنه واخد عنك فكرة غلط تماما
........
خرجت ليلي من الجامعة وهي تشعر بالتعب بعد يوم طويل ...ابتسمت بحزن ...لقد اشتاقت لصديقتها ميار ..ميار للأسف مر*يضة ولم تأتي منذ يومين ...حقا الكلية ليس لها طعم من غيرها ...
من بعيد كان أحدهم يراقبها بالسيارة ...نظر احد الشباب وقال:
-اهي لوحدها ...دي الفرصة الوحيدة عشان نخط*فها ...جهزوا نفسكم يا شباب مش عايز أي غلط هنخ*درها ونوديها لمروان بيه ...
-تماما ...
آخرج الشاب زجاجة المخدر ومحرمة من القماش ...
سارا بالسيارة خلفها ..منتظران الوقت المناسب للهجوم عليها ...أخيرا سارت ليلي في شارع هادئ ...قررت اليوم الا تستقل عربة لتوصلها ...سوف تتمشي ...هي تريد أن تصفي ذهنها ..تعتقد ان هنا مشا*كل بين ادم ومهرا ...تري الحزن بعيني مهرا بينما شقيقها متباعدا ..
-كل ده بسبب الحر*باية الصفرا ميار الهي يارب تمو*ت ونخلص منها...أنا مش عارفة ازاي ادم حب واحدة زي دي ...اخويا فعلا دماغه تعبانة ..
فكرت ثم وضعت كفها علي شفتيها وقالت:
-ادم لو سمعني بقول كده عليه هيعلقني من رقبتي ..الحمدلله انه مسمعنيش !!
ضحكت ليلي وهي تفكر أن تفعل أي شئ لحل الخلا*ف بينهما حتي لو اضطرت أن تنتف شعر تلك المدعية ميار ...صحيح انها كانت لا تطيق مهرا ابدا ...ولكن الآن هي حقا أحبتها ...فمهرا تمتلك قلب طيب وروح طاهرة...هي لا تبدو كما تدعي ...لا تبدو تلك المدللة المس*تهترة ...فهي قد تحملت المسؤولية وقت مر*ض والدتها ولن تنسي لها هذا ابدا ...كما أنها تركت جدها من أجل ادم ...تركته عندما عرف ماذا فعل مع والدتهم ...هي فقط تتمني أن يدوم زواجهما للنهاية...ادم لا يتكلم ولكن من الواضح حقا أنه يحبها ...لقد رأت هذا في عينيه الايام الفائتة ...رأت كيف ينظر إليها خلسة ...عينيه تفض*حان مشاعره ... يظن ادم ان لا احد يفهمه ولكنه مفض*وح أمام الجميع ...الجميع عرف مشاعره تجاه مهرا حتي عم محمد صاحب البقالة الذي أسفل عمارتهم ...صحيح شقيقها ذكي ولكنه احم*ق في الأمور التي تتعلق بالعشق ...هو لا يستطيع أن يخفي مشاعره ... هو يحبها ولكن يحتاج الي دفعة ..وهي سوف تتولي تلك المهمة ...فكرت بفخر وهي تسير بسعادة وعلي وجهها ابتسامة حلوة مثلها ...نظرت خلفها فجأة عندما سمعت صوت ما وجدت ثلاث شبان يمسكان زجاجة ومحرمة ..وخلفهم سيارة ...وفهمت بسرعة ماذا يحدث لذلك بسرعة حاولت الهروب والركض منهم ...أحدهم صرخ وقال:
-الحقها يا كارم. ..لو هربت مروان بيه هيطين عيشتنا ...
ركض خلفها الشاب وقبل أن تخرج من الشارع الهادى امسكها الشاب لتصرخ هي ولكنها صف*عها بعن*ف حتي وقعت علي الأرض واغمي عليها!!!
... ..
بعد قليل ...
كانت ليلي تنام علي فراش مروان بينما مروان يصرخ بهم ؛
-انا مش قولتلكم محدش يأذ*يها يا بها*يم ...غوروا من وشي دلوقتي ...
هز الشباب رأسهم وغادروا بخوف ليتنهد مروان عدة مرات بع*نف ثم يستعيد سيطرته وهو ينظر إلي ليلي الفاقدة الوعي ويقول:
-بعد الليلة دي يا ليلي مش هتقدري تقوليلي لا تاني !!!
يتبع
#عروس_رغما_عنها
#سولييه_نصار
رواية عروس رغمًا عنها الفصل الحادى والعشرون 21 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية عروس رغمًا عنها)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)
تابعونا عبر أخبار جوجل من هنا (روايات شيقة ❤️)