📁

رواية عروس رغمًا عنها الفصل الثامن 8 بقلم سوليبة نصار

رواية عروس رغمًا عنها الفصل الثامن 8 بقلم سوليبة نصار

رواية عروس رغمًا عنها البارت الثامن 8

رواية عروس رغمًا عنها الجزء الثامن 8

رواية عروس رغمًا عنها الحلقة الثامنة 8

رواية عروس رغمًا عنها بقلم سوليبة نصار

رواية عروس رغمًا عنها الفصل الثامن 8 بقلم سوليبة نصار
رواية عروس رغمًا عنها


رواية عروس رغمًا عنها الفصل الثامن 8


الفصل الثامن(الماضي يعود)

وجهها كان باهت للغاية ...الدموع كانت تنساب من عينيها ...ما أن أدرك سامر ما قاله حتي فتح عينيه ونظر إليها ليجدها شاحبة بقوة ...دموعها تتساقط وشهقاتها تخرج متقطعة من فمها...كان يعرف أنه اذ*اها تلك المرة أكثر من أي مرة اخر ...يا الهي ماذا فعل ...كيف ينطق اسم امرأة وهو مع اخري ...كان سامر يدرك جيدا بشا*عة ما فعله ...ولكن ما العمل ...مرام مسيطرة علي كل جزء من عقله ...مسيطرة علي كيانه بالكامل ...لا يستطيع أن ينساها ...والان واضح أن حياته الزوجية سوف تكون كالج*حيم ...بالتأكيد لن تسامحه ابدا علي فعلته تلك ...من وجهها عرف سامر أنه جر*حها كثيرا ...

-كارما ...أنا 

-كويس ان حضرتك فاكر اسمي ...أنا بشكرك والله ...

قالتها بصوت مخنوق ودموعها لا تتوقف عن الانسياب ...

-انا اسف غلطت ...

قالها بندم لتصرخ هي بق*هر:

-غلطت ؟!!واسف بالسهولة دي ...وبالبرود ده !!!!!انت دوست علي رجلي يا سامر ...انت قولت اسم واحدة تاني وانت معايا ....عارف يعني ايه تنادي مراتك بإسم واحدة تانية ....في يوم فرحنا بتفكر في واحدة تانية يا سامر  ...قولي لو انا عملت كده كان ايه هيكون احساسك ...لو ناديتك باسم واحد تاني يا تري هتحس بإيه...قولي بالله عليك هتحس بإيه لما تعرف أن مراتك بتفكر في حد تاني وهي معاك ....لما تعرف أن مراتك معاك جسديا بس قلبها مع حد تاني ...انطق يا سامر هتحس بإيه!!!

قالت جملتها الأخيرة وهي تصرخ ...ليصرخ هو بدوره ويقول :

-انتِ اتجوزتيني وانتِ عارفة اني بحب غيرك ...دخلتي حياتي وعارفة أن فيها غيرك ..فبلاش جو الضح*ية دي ..أيوة أنا بحب مرام وهفضل احبها اعمل ايه مش بإيدي...أنتِ ف*شلتي تخليني احبك ...وده مش ذ*نبي اعملك ايه يعني ...انطقي !!

تراجعت للخلف ودموعها تتساقط أكثر ...لا تصدق أنه بتلك الق*سوة  ...لقد ك*سرها يوم زفافهما ..لقد أخبرها في وجهها انه يحب اخري .لم يحاول حتي أن يتودد إليها أو يطيب خاطرها بل القي اعتراف أنه ما زال مغرم بمرام في وجهها دون اهتمام بقلبها الذي تحط*م ...لكن كلامه كان صحيح نوعا ما ..هي من أخطأت ...أخطأت عندما تزوجت من شخص لا يحبها ...شخص ما.زال متعلقا بحبه القديم ...شخصا لا يريد أن ينسي حبه القديم ما زال متمسكا بتلك التي ابتعدت عنه ولم تفكر فيه لحظة ...شب*ح مرام ما زال يخيم علي حياتهما وهو لا يبذل ادني طاقة لنسيانها ...

مسحت هي دموعها وقالت بقسوة :

-انت عارف ايه هي مش*كلتك يا سامر ...عارف ايه هي ؟!

نظر إليها ببرود دون أي مشاعر علي الاطلاق ...كان منتظر تنهي حديثها كي يهرب ...يخرج من هذا المكان لانه بدأ يشعر بالاختناق ...لقد أخطأ بزواجه منه ...أخطأ كثيرا ولا يعرف هل سيستطيع يوما أن يصلح هذا الخطأ ام ماذا !!

-اتفضلي قولي ايه مشكلتي عشان امشي من هنا لاني بجد اتخنقت ...اتخنقت وقر*فت من محاضراتك اللي مبتنتهيش ...اتخنقت من لعبك لدور الضح*ية كل شوية ...انك فاكرة اني انا الو*حش وأنتِ يا عيني الضح*ية ...

ضحكت بسخرية مريرة وقالت:

-مشكلتك انك مبتحاولش تنساها ...مش بتبذل اي مجهود عشان تنساها ..ومش بتساعدني اني اخليك تنساها ...انا تعبت ...تعبت يا سامر ..تعبت من محاولاتي معاك...عايزاك تشوفني أنا مش هي ...أنا اللي مراتك مش هي ....انا بقيت اكر*هها بسببك ...كر*هت صاحبتي بسببك ...

ضحك سامر بسخرية وقال:

-لا لا يا كارما ...مش بسببي ...أنتِ كر*هتي مرام لانك كان نفسك تبقي زيها وفش*لتي ...وعندك حق تفش*لي أنتِ فين وهي فين ....أنتِ بالنسبالي بديل مشو*ه من مرام ...

قال كلمته الأخيرة التي فطرت قلبها ثم غادر ...غادر وتركها مح*طمة ...تركها عروس مح*طمة وفي ليلة زفافها !!!

.................

في احد البارات ...

كان مروان يجلس وبجواره  زجاجتين خمر وبيديه واحدة اخري ...  كانت يديه  غير متزنة بينما يسكب الخمر  في كأسه...لقد شرب اليوم بج*نون ...كان يريد أن ينسي كل شىء.....يريد أن ينسي أنه غير محبوب ...لقد ألقت حياة الحقيقة في وجهه وصارحته حقيقة ما تراه ..أن والده لم يحبه يوما ...رغم أن والده اغدق عليه العديد من الأموال ولكن الحقيقة لم يعطيه الشئ الوحيد الذي أراده وهو الحب ...لقد أراد مروان ان يحبه والده ...أن يعانقه.مرة ...فقط مرة ...كان دوما يشعر بالغي*رة عندما يري اب يعانق ابنه ....يغا*ر كلما راي الحب بعيني والد لابنه ويتساءل ماذا ينقصه كي لا يشعر بحب والده ...هل يطلب الكثير ...هو فقط يطلب الحب وليذهب المال الي الجح*يم ...امتلأ الكأس بالكامل حتي انسكبت الخمر علي الطاولة فقال هو :

-اهو ده الا*لم اللي حاسس بيه ...ا*لم كبير لدرجة أنه طلع من قلبي ...

امسك الكأس ثم شربه مرة واحدة وهي يشعر أنه سيفقد وعيه ...وهذا ما يريده أن يشرب حتي يفقد الوعي ...أن ينسي لدقائق الخذ*لان الذي تعرض له ...

ولج حمدي ...أحد رجال وائل السويسي ...رجلا مسن ويعتبر المساعد لوائل في كل أموره ....دار بعينيه في المكان حتي وجد مروان ينهي ثالث زجاجة خمر ...اقترب منه وهو يوقفه ويقول:

-مروان بيه ..كده غلط عليك ...

نظر مروان الي حمدي وضحك قائلا:

-عم حمدي بابا هو اللي بعتك صح ...اكيد عايز يفهمني أنه بالطريقة دي بيحبني صح ...اتعب يبعتك..اسكر يبعتك ...عيد ميلادي يبعتك انت ...تقريبا لما امو*ت انت اللي هتحضر عزايا بداله لأن اكيد المسكين هيكون مشغول اووي في صفقاته وشغله ...

حاول حمدي جذبه وقال:

-يا بني بعيد الشر عنك متقولش كده ...خلينا نروح البيت ...

أبعده مروان بلطف وقال:

-بيت ايه ...انا مليش بيت ...مليش بيت ....ده مش بيتي ده بيت وائل بيه ..خليه يعيش فيه لوحده مع فلوسه وثروته وصفقاته وشغله ...انا مليش مكان لا في بيته ولا حياته ...سيبني لو سمحت أنا مش عايز ارجع 

-يا بني تعالي بس ...تعالي الله يهديك ...

ثم امسكه حمدي بينما مروان دائخ كثيرا ...يكاد يفقد وعيه ...ولكن وجهه كان ملبد بالحزن والحرمان من الحب ...

خرج حمدي ومعه مروان من البار واقتربا من السيارة ...وقف مروان وقال بنبرة ثقيلة:

-بتحب ابنك يا استاذ حمدي ؟!

-طبعا يا بني هو فيه اغلي من الضنا...

ابتسم مروان بحزن وقال:

-يا بخته  بيك ...ياريت بابا يحبني زي ما انت بتحب ابنك....

هز حمدي رأسه وقال:

-ابوك بيحبك يا مروان انت مش فاهمه ...

هز مروان رأسه ودموعه تتساقط بينما يقول:

-عمرك حضنت ابنك؟!

-ايوة...

-انا بابا عمره ما حضنني عم حمدي ...هو فاكر أن فلوسه كفاية بس الفلوس مش كفاية ..مش كفاية ابدا...

تنهد حمدي بحزن وهو ينظر لحال ذلك الشاب المح*طم وجذبه للسيارة وهو يذهب للمنزل ...

........

كان مروان يغني بصخب وهو ثمل بينما يستند علي حمدي:

-اهلا اهلا بالبيه اللي جايلي سكران وش الصبح ....

ضحك مروان وقال:

-مش معقول يا بابا انت خايف عليا ...ليكون بتحبني لا سمح الله ...

اقترب وائل من مروان وقال بغضب :

-مروان تصرفاتك بقت مش مقبولة ...أنا ليا وضعي ومركزي ومش عايز حد يجيب في سيرتي بسببك عايز تتنيل تشرب اشرب هنا متفض*حنيش برا ...

اقترب مروان منه وقال:

-هو ده اللي هامك ...الفض*ايح...طب انا ...أنا ايه في حياتك ...قولي مركزي ايه ...قولي متحبنيش ليه ...عمرك ما حاولت تحضنني ليه و ...

قاطعه وائل بغضب وقال:

-هو حضني اللي هيفرق معاك ...اهو ..

ثم.جذب وائل مروان لحضنه  ولكن ابعده بسرعة وقال :

-اهو حضنتك اهو مبسوط....حياتك اتغيرت ...

دموع مروان تساقطت فقال وائل بق*رف:

-بطل تشفق علي نفسك واسترجل شوية لاني جبت اخري ...

ثم تركه وذهب ...

جلس مروان علي الأرض ودموعه تتساقط بغزارة ...

اقترب حمدي منه وضمه إليه بقوة وكانت تلك لحظة  الانه*يار ...اللحظة  التي سمح مروان لنفسه أن ينف*جر بالبكاء 

......

في اليوم التالي ...

ولجت الي الشركة وهي تشعر بأنها محط أنظار الجميع ...منذ اسبوع وهي تسمعهم يتحدثون عنها ولكنها لم تكترث ...كانت تحتمي بقناعها الجليدي...لقد احست أن تلك الثرثارة منال ستتكلم عما رأته منذ اسبوع وكيف أن الأستاذ أنس كان يمسك يديها ...بالطبع خيالها المر*يض صور أن بين مرام وانس شيئا ما ...لم تقف لتفكر أنه أنقذها فقط من السقوط...واستغلت منال ما رأته واشا*عت في كل الشركة عن علاقة محتملة بينهم!!!!حسنا في البداية  لم تهتم مرام كثيرا لأنها واثقة من نفسها ولديها مبدأ تتعامل معه وهو من يريد أن يصدق عليها شيئا فليصدق هي ببساطة لا تهتم طالما واثقة من دينها وأخلاقها ولكن الأمر أصبح لا يطاق وبدأت تغضب توقفت مرام قليلا وهي تري منال المزعجة تقف أمامها وتقول بصوت بفحيح الأف*اعي:

-صباح الخير علي مرات المدير المستقبلية ....بجد برافو يا مرام مكملتيش شهر هنا وسر*قتي قلب المدير أنا مبهورة بيكي ...اصل اخر واحدة حبت استاذ أنس اللي هي مريم اللي قبلك ط*ردها ...بس شكله مديرنا اخيرا وقع ....

شملتها منال بنظراتها وقالت:

-بشكلك البرئ المتدين أنتِ قدرتي توقعي المدير برافو يا مرام ...

-احترمي نفسك ...

اخيرا تخلت مرام عن صمتها واقتربت تحذرها بشر*اسة ...عينيها تتألقان بغضب... كفيها يستعدان للهجو*م عليها وتمز*يق وجهها...كانت في وضع استعداد تام أن توريها مكانتها لو فكرت مرة أخري أن تته*مها بأشياء مر*يضة من عقلها ...نظرت إليها منال بتسلية لتكمل مرام ؛

-مش كل الناس بأخلاق حضرتك...ولا كل الناس تفكيرها مر*يض زيك يا منال ...أنتِ عارفة ومتأكدة أن مفيش حاجة بيني وبين المدير بس بتخد*عي نفسك عشان تخرجي مر*ضك النفسي علي الناس ...تعرفي انا شفقانة عليكي جدا ....

ثم كادت أن تتركها وتذهب إلا أنها توقفت واكملت:

-بالمناسبة اعرف طبيب نفسي كويس ممكن يساعدك ...لو فكرتي تتعالجي يعني .

ثم تركتها وذهبت الي المكتب ...لقد نفذ صبرها حقا ...ولن تسمح.لمنال أو أي أحد أن يتكلم معها بتلك الطريقة ..لن تسمح لاحد مهما كان أن يش*كك في اخلاقها ...لقد قررت انها لن تصمت بعد الان ...

ولجت مرام لمكتب انس وهي تشعر بغضب كبير لم تشعر به من قبل وقالت بنبرة عالية غاضبة:

-لو حضرتك موقفتش الشائعات الر*خيصة اللي بتحصل هنا وبتمس سمعتي يبقي تقبل طلب استقالتي احسن ...لاني مبقتش متحملة ...

نهض أنس وهو ينظر بصدمة الي سكرتيرته التي ولجت الي مكتبه كالأع*صار وتصرخ بتلك الطريقة ...كانت ملك الصغيرة أيضا معه  تنظر بعدم فهم إلي تلك الفتاة الجميلة وهي تصر*خ في وجه والدها ...كانت المرة الأولي التي تري فيها أحد يصر*خ في وجهه ...كان الجميع يهابه ويحترمه ...انتظرت ملك بتوتر أن ينهض والدها ويصر*خ بتلك الفتاة ويطر*دها ...

اقترب انس من مرام وقال بنبرة جعلها هادئة رغما عنه :

-ممكن افهم ايه اللي حصل ولو سمحتي بصوت واطي ...بنتي هنا ...

اخيرا انتبهت مرام لملك وسيطرت علي أعصابها ولكن نظرات عينيها كانت مشبعة بالغضب والق*هر وهي تقول:

-فيه أن استاذة منال لما شافت حضرتك ماسك أيدي وقت ما كنت هقع وهي نشرت ان بيننا حاجة ...الشركة بقالها اسبوع وهي ماسكة في الحوار ده وانا تعبت يا استاذ أنس ... خليني استقيل وارتاح ...و.

لم يدعها انس تنهي حديثها بل اتجه إلي الخارج وهو يهدر بصوت مرتفع :

-منال !!!

اقتربت منال وهي ترتعش منه وقالت وعينيها لامعة بأثر دموع الخوف:

-نعم...نعم يا استاذ أنس ...

رفع رأسه وقال بقسوة:

-انتِ مط*رودة يا انسة منال ...عدي علي الحسابات وخدي باقي حسابك وفكريني اكتبلك توصية زي الز*فت عشان محدش يشغلك عنده تاني عشان تخوضي في أعراض الناس كويس ...

-صدقني يا استاذ أنس ..أنا ...

-ولا كلمة روحي بدل ما اخلي أمن الشركة يط*ردك برة ...

كانت مرام مبهوتة حقا ...لقد قط*ع برزق الفتاة ...هكذا وبكل سهولة ...ظنت أنه سيصرخ عليها فقط لا يطر*دها!!!

نظر انس الي الباقي وقال :

-لو حد حابب يكمل نم*يمة علينا أنا وانسة مرام ويته*منا بالبا*طل يحصل آنسة منال أو كل واحد يحط لسانه جوا بوقه ويشتغل ...هنا مكان اكل عيش مش نم*يمة ...انتوا فاهمين؟!

ثم استدار ودخل مكتبه دون حتي أن ينظر إلي مرام التي كان يسيطر علي وجهها البلاهة !!! 

........

في احد المقاهي علي النيل ...

-اتأخرت عليك ؟!

قالتها حياة برقة وهي تجلس علي المقعد المقابل ...شعرها كان منسدل برقة علي كتفها ...ترتدي ثيابا محتشمة علي غير العادة ... بنطال جينز ثلجي وبلوزة سوداء فضفاضة نظر إليها احمد وهو يحاول أن يحطم الجليد داخله من جهتها ..للاسف هو يحتاج إليها الان ...يجب أن يعاملها بلطف ...علي الرغم من أنه يك*ره ما يفعله ولكن في محنته لم تقف بجواره الا حياة ...هي من أعطته المال عندما طلبه منها كي لا يطر*د من منزله هو ووالدته وهي ايضا من وعدته أنها سوف تجد له عمل جيد يغطي تكاليفه ....كانت تساعده بسعادة تامة ...تفعل ما يريده ...ولكنه يعرف ما تريده حياة ...هي تريد منه الحب ...الحب الذي لا يستطيع أن يعطيها إياه ابدا ...لانه ما زال يحب مهرا لكن حياة لم تكن في عقله اصلا ...هي لم تستطع الدخول لقلبه ...وليس ماضيها هو السبب فحسب ولكنه حقا يمق*تها يشعر أنها خب*يثة ولو لم تكن تحبه لم تكن لتعامله بذلك اللطف ...هو حقا يحتق*رها وقد قرر أن ما ان تنتهي مصلحته معها سيتركها في حال سبيلها ..اصطنع احمد ابتسامة وقال:

-مش اووي متقلقيش ....

ابتسمت بسعادة ...استطاع الشعور بتوترها وقالت:

-اسفة بجد يا احمد بس الطريق كان شوية زحمة ...كنت بصا*رع العربيات عشان اوصلك ...المهم ايه رايك في شكلي حلو ولا مش اووي ...

ضغط علي نفسه وهو يقول بنفس الابتسامة:

-انتِ دايما جميلة يا حياة ...

احمر وجهها بطريقة صدمته ...وبدأت تفرك كفيها بتوتر ...كانت تشعر بسعادة كبيرة ...تشعر أنها تطير فعليا ...لقد أخبرها أنها جميلة ...كانت تلك هي اللحظة الاجمل في حياتها حقا....اه لو يحبها مثلما تحبه هي ...تقسم أنها سوف تقدم له الكثير ...ولكن حتي لو لم يحبها ...هي تحبه ...هي سوف تعطيه حبها وقلبها واهتمامها وكل شىء ...

-صحيح 

قالتها وهي تتذكر شيئا 

ثم فتحت حقيبتها وأخرجت ظرف ما وقالت:

-هتروح مكتب الاستاذ جمال السيد المحامي ....ده محامي كبير ومحتاج محامين يا احمد ...

-استاذ جمال ...ده غني عن التعريف ...

قالها احمد بذهول ...ابتسمت حياة بفخر وقالت'

-استاذ جمال كان صاحب بابا جدا جدا ...وبيعتبرني بنته ...وانا كلمته عنك ودي كمان رسالة مني ليه عشان يفتكرك وصدقني يا احمد هترتاح في الشغل معاه وكمان  هيراضيك بالمرتب اللي انت عايزه ...

كان احمد ينظر إليها بذهول ...لم يصدق أنها سوف تجد له عمل بتلك السرعة وفي مكتب واحد من أكبر المحاميين في البلد ...كان مبهوتا حقا ...لقد حلت حياة للتو جميع مشاكله ..لم يعرف ماذا يقول ...كان الكلام لا يخرج من فمه ...أراد حقا شكرها وتلك المرة بصدق حقا ...

-احمد انت كويس ...

قالتها حياة وهي تنظر إليه بتوتر ...كانت لا تفهم لماذا ينظر إليها بتلك الطريقة ...لماذا لا يتكلم ويقول شيئا ...كانت حقا متوترة ...ظنت للحظة أن هذا العمل لم يعجبه...هذا التفكير وترها أكثر ...كانت تريد أن ترضيه حقا ولكنه ينظر إليها بتلك الطريقة التي تقول إنه  غير راضي عما فعلته ...

بلعت ريقها واكملت:

-احمد لو مش حابب الشغل ده انا ممكن يعني اشوفلك شغل تاني و...

-لا لا ..

قالها احمد بسرعة وهو يمسك كف حياة ...

ذابت حياة من الخجل وهي تتطلع الي كفه الممسكة بكفها ...شعرت أنها غير قادرة علي الكلام...لقد كانت دوما جريئة ولكن لا تعرف لماذا كلما رأته تذوب من الخجل كمراهقة ليس لها تجارب ...ابتسم لها احمد ابتسامة حقيقية وقال:

-شكرا يا حياة ...جميلك ده مش هنساه ابدا  !


..............

-ازاي يعني مفيش فرح ...ازاي اتجوز من غير فرح ...

صرخت بها مهرا وعينيها العسلية مشبعة بالدموع ...نبرتها انك*سرت قليلا وقالت:

-انتوا عايزين تحر*موني من كل حاجة كده ...عايزين تقضوا علي سعادتي ليه حرام عليكم ...

كان جدها ينظر إليها ببرود وقال:

- اولا جوازك ده مش حقيقي ...احنا بنحاول نداري علي فضي*حتك ...بدل ما تحمدي ربك أن خلاص فضي*حتك اتلمت زعلانة عشان مش هيتعملك فرح ...أنتِ اكيد معندكيش دم  ولا احساس...أنتِ ايه يا شيخة ...ايه ........

دموعها انسابت علي وجنتها ووجهها احمر من الانفعال وقالت:

-يعني يا جدي هو أنا هتع*اقب دايما علي غلطة ارتكبتها ...طول عمري هفضل ادفع التمن ...مش من حقي ابقي مبسوطة في حياتي مش من حقي ارتاح يا جدي ...

-ايوة مش من حقك ...

صرخ بها جابر. هو ينهض وقد لمعت عينيه الزرقاء بقوة ...كان داخله غضب عظيم ...لولا مكانة مهرا لديه لذهب وضر*بها حتي يُد*مي وجهها ...حتي تفهم أن ما فعلته لا غفران له ...هي تجاوزت كل الحدود ...سلمت شر*فها لحثا*لة ليس له قيمة ...

اقترب جابر منها وقال :

-مش من حقك تفرحي ولا من حقك فرح ولا اي حاجة ...لو بإيدي كنت قت*لتك ودفن*تك.جمب ابوكي ...أنتِ مجرد واحدة تا*فهة ملهاش قيمة متستحقيش اني اساعدك حتي ولا احمي شر*فك ....بس عشان خاطر ابوكي وامك ..وعشان سمعة عيلتنا وشر*فنا اللي حضرتك مر*مغتيه في الأرض...تقريبا حضرتك مش عارفة أنتِ عملتي ايه ...أنتِ سلمتي نفسك لواحد حقي*ر ...

هزت راسها وهي تشهق بسبب البكاء وقالت:

-لا محصلش ...محصلش هو هو ...

-انتِ اللي سمحتي أن يحصلك كل ده ...أنتِ اللي سمحتيلهم يخد*عوكي ...كنت فاكرة نفسك ذكية لكن هما اذكي منك ...قربوا منك واخدوا اللي هما عايزينه منك وأنتِ زي الهبلة ...واهو أنتِ اللي خس*رتي وانا اللي عانيت عشان ادم يوافق يخبي فض*يحتك ....

اقترب جابر أكثر وقال وهو يمسك ذراعها بع*نف حتي شعرت بأ*لم في عظامها وقال:

-اللي كان بيعمل عملتك زمان  كانوا بيق*تلوه ...فاحمدي ربنا انك لسه عايشة ...واعملي حسابك انك لما تتجوزي تنفذي اللي يقوله ادم ...مش عايز اي شكوي منك والا والله يا مهرا هتشوفي مني وش مش هيعجبك ...

تراجعت مهرا للخلف وهي تشعر بالق*هر ...لن ينسي جذها ما فعلته ...لن ينسي أحد فعلتها ستظل تُعا*قب حتي الم*وت ...لن ير*حمها أحد ولن يشفق عليها ...سيسلبوها حلم أن يكون لها زفاف بحجة أن الزواج غير حقيقي ...ولكنها حقا تريد أن تفرح ...تريد ان تشعر أنها عروس حقيقية ...

-عندك حق يا جدي أنا مستاهلش اي حاجة من دي وحاضر هسمع كلام ادم  ...

قالتها مهرا ثم ركضت لغرفتها ودموعها تتساقط غير قادرة علي منعها حتي ...

كانت مروة تنظر إلي ابنتها بحزن ولكن غير قادرة علي مساعدتها ...يكفي أن ادم وافق علي الزواج منها لن تطلب منه أي شئ فوق طاقته...هذا ليس عدلا ...

-انا قس*يت عليها ...

قالها جابر بحزن ثم وضع كفه علي قلبه وقال؛

-ربنا يعلم مهرا عندي ايه ...مهرا هي وصية كريم وانا مبحبش ازعلها بس مهرا لازم تعرف حجم غل*طها ...لازم تعرف أن الناس مش بترحم...لازم تبطل سذاجة وتفهم ...

ذهب جابر وجلس علي مقعده وقال بإبتسامة:

-انا عندي امل في ادم يا مروة أنه هيصلحها ...وهخليه يعملها فرح...يوم الجمعة هروحله بإذن الله ...

........

بعد منتصف الليل 

فتح انس عينيه بفز*ع وهو يشعر بشخص يقفز عليه ...اغمض عينيه مجددا وهو يشعر بإنزعاج وقال:

-ملك عايز انام ....ومفروض تروحي تنامي دلوقتي بقيتي كسلانة ومش عايزة تروحي المدرسة  ....

جلست ملك علي الفراش وقالت:

-وحشتيني يا أنوس قولت اقعد معاك ...

-انوس؟!!صبرني يا رب ...يا بنتي احترميني شوية ..تعالي علي نفسك ده انا حتي باباكي....

ضحكت ملك وقالت:

-طب قوم يا بابي اقعد مع لوكا شوية عايزة تناقش معاك حاجة مهمة ...

نظر إليها أنس وقال :

-امو*ت واعرف مين اللي بينقلك الكلام ده ...ده كلام اكبر من سنك يا بنتي ...

نهض أنس وقال وهو يرفع شعره الطويل الذي سقط علي جبهته وعينيه :

-قولي يا ستي ايه الحاجة المهمة اللي عايزة تتناقشي معايا فيها ومصحياني الساعة واحدة عشانها...بس انجزي وحياة عيالك ورايا شغل بكرة ...

-معنديش عيال ...

قالتها ضاحكة ليربت هو علي شعرها وقال:.

-اسفين يا انسة ملك قولي يالا فيه ايه ...

-حابة اسالك سؤال ...

-اشجيني يا ست هانم ...

نظرت إليه وعينيها لمعت بذكاء وهي تقول:


-الا قولي الست القمر اللي جات هنا قبل كده كانت بتزعقلك النهاردة ليه ...اول مرة حد يزعقلك بالشكل ده وتسكت ...تقريبا كان اسمها آنسة مرام ...

نظر إليه انس وحاول أن يصطنع الض*يق وقال بحزم كاذب:

-لوكا ده كلام كبار مينفعش تتدخلي فيه ...

-مجرد فضول يا بابي ...اصل انا عارفاك كويس مبتسمحش لحد يعلي صوته عليك والنهاردة الست دي كانت بتز*عقلك وانت ساكت خالص ومش قادر تتكلم ...اول مرة اشوفك مرتبك كده بصراحة ...كنت مرتبك ليه؟!

ضيق أنس عينيه وقال:

-لوكا عايزة ايه يا لوكا ...

ابتسمت ملك وقالت:

-اصلها جميلة اووي ...عينيها حلوة ...

-وانا مالي هو انا هتجوزها يا لوكا ...

قالها انس وقد بدأ بتوتر ويتض*ايق ...

فقالت هي بسرعة:

-وليه لا يا بابي دي حلوة حتي ...

نهض أنس وحمل ملك وقال:

-يالا يا حبيبة بابا عشان تنامي ...أنتِ خط*ر تتكلمي تاني ...وانا غلطان اني جبتك الشركة عندي ...

-يا بابي عايزة اتناقش معاك ...

-وانا عايزة انام يا لوكا ...عايزة انام ...بكرة ورايا شغل وأنتِ بتقولي كلام فارغ ...

عارضته ملك وقالت :

-ده مش كلام فارغ ...بس انت مشوفتش شكلك وهي بتزعقلك ...كنت ساكت خالص ...دي اول مرة بصراحة فقولت اكيد هي مميزة ...

نفخ بضيق وهو يضعها اخيرا علي فراشها ويقول:

-لا مميزة ولا حاجة ...هي بس كانت متضايقة من مشكلة للاسف كنت انا السبب فيها عشان كده مقدرتش ارد عليها ...مينفعش اتخا*نق معاها وانا اللي غلطان كمان ده مش اسلوبي. ..لكن لو مكنتش انا غلطان كنت طر*دتها فورا علي أسلوبها معايا لأن بابا مش بيحب يظل*م حد يا لوكا ...

-هصدقك حاضر ...

قالتها وهي تغمز لها ليبدأ هو بدغدغدتها فتضحك هي بصوت صاخب ليقول هو:

-انا مش عارف اتعلمتِ الن*صب ده من فين ...يا بت مبقتش اقدر علي لسانك ...أنتِ لما تكبري انا مش هقدر ألمك....

-اتعلمت النص*ب منك يا أنوس  ...

ضحك أنس وضمها إليها وهو يقبلها علي رأسها ونامت سويا علي فراشها الصغير وقال:

-اطمني يا لوكا محدش هيدخل.حياتي وياخد مكانتك ابدا ...محدش هيدخل حياتي من الأساس أنا مكتفي بيكي انت ...

-هتقعد طول حياتك من غير جواز يا بابي ..

تنهد وقال:

-ايوة يا حبيبة بابي مستحيل اتجوز ...حياتي ليكي وبس ...

-طيب أنا لما اتجوز يا بابي هتعمل ايه ؟!

اغمض عينيه وابتسم وقال:

-وقتها ابقي اشوف هعمل ايه نامي دلوقتي 

........

في اليوم التالي ....

-عايزة ايه يا ليل ؟!هو أنتِ كل شوية تنطيلي هنا ولا ايه ؟! أنا حاسة أنك اشتريتي بيتي من غير ما اعرف ...

قالها انس وهو يمثل المرح لكن بداخله كان متضايق ...فوجود ليل لم يكن مرحبا به علي الاطلاق...فهو لا يطيق تلك المرأة ابدا ...ما فعلته وما تفعله يشعره بالإشمئ*زاز منها ولكن يجب أن يتعامل معها بلطف فهي خالة ملك وهو لا يريد أن تنزعج منه ملك . ...

ابتسمت ليل وعينيها الخضراء تتسع وتقول:

-وحشتني يا أنس قولت اجي اشوفك ...اخر مرة شوفتك كان من اسبوع مع سكرتيرتك دي ....

رفع رأسه وقال:

-اللي في بالك مش صح يا ليل ...آنسة مرام سكرتيرتي وانا مسكتها قبل ما تقع ده كل الحكاية...

اتسعت ابتسامة ليل وقالت:

-مصدقاك يا انس ...أنا بثق فيك يا بيبي وعارفة أن مصلحة ملك دلوقتي اهم من اي حاجة عندك ...

-اكيد ...ملك كل حياتي ...

قالها أنس وهو يرفع رأسه لترد هي وتقول:

-وزي ما اتفقنا انك لو قررت تتجوز هتديني ملك....أنا خالتها وانا أولي بيها ....

ابتسم انس ابتسامة بسيطة وقال:

-متقلقيش يا ليل فاكر الاتفاق كويس مش كل شوية تفكريني....

اقتربت هي منه وامسكت يده وهي تقول ونظرة الاغو*اء في عينيها:

-ممكن نحل المشكلة دي للابد يا انس ...اصل انت شاب وصغير ومحتاج حد في حياتك ...وانا موجودة وقولتلك اني معنديش مانع نتجوز ...

نهض أنس وقال بلطف كي.لا يحرجها:

-لوكا هتنبسط اووي لما اشوفك يا ليل ...هناديها من اوضتها ...

ثم وأمام عينيها صعد السلالم ...

تنهدت ليل وهي تنظر عليه ووضعت كفها علي قلبها الذي يزأر داخل صدرها ....كل مرة تراه تعشقه أكثر .

.أنس اوسم رجل رأته في حياتها ...له جاذبية لا تقاوم ويتعامل برقي يسلب القلب ....كم تمنت أن ترتبط به ...أن يكون ملكها وتكون هي ملكه ولكن الغ*بي لا يراها ....لكنها ستظل تحاول ...أخبرت ليل نفسها بذلك وهي تعدل من وضع شعرها ...فهي لا تستلم ...هي تحبه وسوف تناله ....انس حبيبها ولن يكون لغيرها مهما حدث ...برقت عينيها بحماس وهي تفكر في خططها 

.......

ولج أنس لغرفة ملك ووجدها تنهي واجباتها ...اقترب منها وحملها بغتة لتصرخ هي فيضحك هو بش*ر ويقول:

-اخيرا خضيتك...

-يا بابي حرام عليك ...

-اهو بسد جزء من الحاجات اللي بتعمليها فيا ...أنا شعري شاب بسببك ...

-عايزة ايه لوكا مش فاضية ...

قالتها ملك وهي تبعده قليلا وتجلس علي فراشها ليمط هو شفتيه ويقول:

-معقول لوكا مش فاضية ليا ...أنا زعلان منك ...

هزت كتفها وقالت:

-انت بتقولي دايما مش فاضيلك بسبب الشغل فأنا برد جزء من عمايلك معايا وده عدل ...

ضحك أنس بقوة وقال:

-انتِ عف*ريتة ...

ثم حملها وقبلها قائلا:

-انتِ اهم من الشغل ومن أنس نفسه ...

-بحاول اصدقك مش عارفة ...

-انا نفسي بس تقتنعي اني ابوكي وتحترميني شوية ...

قالها بضيق مصطنع لترد هي وتقول:

-وتبقي علاقتنا زي اي اب وبنت وتبقي مملة ...لا لا احنا كده كويسين اووي

ضحك بإستسلام وقال:

-انا عارف اني مش هقدر عليكي يا عفر*يتة انتِ ...عموما يا ستي خالتك تحت ...

تحررت ملك حتي وقفت علي الأرض وقالت وعينيها متسعة بسعادة:

-ايه يا بابي خالتو تحت وواقف بترغي معايا ...يالا ننزل دي وحشتني اووي ...

ثم كادت أن تركض امسك هو يدها وقال:

-ايه يا بت السعادة دي كلها ...مش بشوفها يعني معايا ...أنتِ بتحبي خالتك اكتر مني ...

غمزت له ملك وقالت:

-بتغ*ير عليا صح يا بابي ...

-يخربيت لسانك يالا يا اختي نشوف خالتك ...

ثم اخذها وخرج من الغرفة 


.......

في أحدي الدول العربية ...

في المساء 

كانت تجلس وهي ترتعش ...ظهرها لباب الحمام تسده كي تحمي نفسها بينما عينيها السوداء مشبعة بالدموع ...وجهها احمر من أثر صفعاته ...تشعر أن اليوم لن يمر علي ما يرام ....لقد كان غضبه اليوم كبير عليها  ...شكو*كه زادت حولها واخيرا رأت كيف فقد زوجها الهادئ سيطرته ...لقد ضر*بها حتي انسكب الدم من فمها حاولت كثيرا أن تدافع عن نفسها ولكنه بد كو*حش كاسر ...لم يرحم ضعفها ولا صراخها ...لم يرحمها بل بدأ كأنه سوف يقت*لها ...خبطة عني*فة علي باب الحمام جعلتها تصرخ بفز*ع ...دموعها انسكبت بغزارة وقالت بنبرة باكية:

-علي ابوس ايديك كفاية ...ابعد عني ...

-افتحي الباب ...وديني لأق*تلك النهاردة يا ميار ...هقت*لك واخلص منك ومن قر*فك ومن خيا*نتك ...

صرخ علي بح*قد وهو يضر*ب الباب بعن*ف لتصرخ هي حتي بح صوتها :

-مخو*نتكش ...والله ما خو*نتك .. ايه اللي انت بتقوله ده ..انت عارف ان ادم من الماضي وانا نسيته ..

-بتكدبي عليا ولا علي نفسك يا ميار ..لو كان من الماضي فعلا مكنتش الاقي صورته في دولابك يا هانم والاقيكي بتطلعيها وتبصي عليها وتتأمليها وعينيكي بتطلع قلوب   ....صورته بتعمل ايه في دولابك...بتتأمليها بحب عمرك ما حبتيه ليا ليه... انطقي!!! ...

ارتعشت ميار فض*رب هو علي الباب بقوة وقال:

-طول الشهور دي وأنا مستحمل برودك معايا...مستحمل قلة ذوقك وحقي اللي باخده منك بعد محاولات تقرب كتير مني ...استحملت انك تحرميني من حقي كتير وقولت بكرة تعقل ...بكرة تحس ...بكرة تحبني وحضرتك بتفكري فيه لسه...في حبيبك القديم ...شايلة صورته في شقتي ...شقتي يا أح*قر أهل الأرض...يا تري لما بلمسك بتشوفيه يا ميااار .. ...

صرخ بق*هر وهو يض*رب الباب بقوة ...شعر أنه علي وشك أن يُصاب بأزمة قلبية حادة بسببها 

مسحت دموعها وقالت كا*ذبة :

-الصورة دي قديمة وانا نسيتها في الدولاب وشوفتها فجأة و ....اه ...

صرخت بع*نف عندما ضر*ب الباب بجسده لينفتح الباب ويدخل هو ...عينيه حمراء من شدة الغضب ...يتنفس بسرعة وملامح وجهه متقلصة من شدة الغضب ...كانت اعصابه تغ*لي  بشدة وعلي وشك الانف*جار ...كان علي وشك قت*لها بالفعل ...تراجعت ميار وهي فعلا خائفة علي روحها منه ....كانت تعرف أنه فقد صبره وسيفعل اي شئ كي يشفي غل*يله منها وهذا جعلها تشعر بالر*عب حقا ...علي غاضب بقوة لدرجة أنه يمكن أن يقوم*لها اليوم لذلك يجب أن تتعامل معه بحرص ...

-اهدي ...اهدي يا علي ....اهدي والا والله اتصل ببابا واتطلق منك ...انت ملكش أي حق تضر*بني ...

اتسعت عينيه ...كان لا يصدق وقا*حتها ...اقترب هو منها وأمسك شعرها بغ*ل وقال:

-لسه بتحبيه يا ميار ...لسه بتفكري فيه ...لسه ادم مسيطر عليكي ...ليه اتجوزتيني ما دام بتحبيه ...أنا شوفتك ماسكة صورته ...شوفت الحب في عينيكي ليه ....

رفعت وجهها رغم الا*لم الذي تشعر به وقالت:

-ادم انتهي من حياتي مش عايز تصدق براحتك ...

تحررت منه أمسكت الصورة من يده ثم قط*عتها بغ*ل وقالت:

-اهو انتهي ...انتهي خلاص يا علي ...انتهي لما باعني...انتهي لما وهمني بالحب وفي الاخر رفضني ...انتهي لما خا*ني ولو انت عايز تتخلي عني كمان اتفضل ...اتخلي عني ...

دفعها بع*نف وقال بق*رف؛

-انتِ متستاهليش اللي بعمله معاكي ...متستاهليش حبي ليكي يا ميار ....اسبوع كده هضبط اموري وننزل مصر عشان اطلقك!!!!

........

في نهار الجمعة .....

-انت مروحتش الورشة لحد دلوقتي يا أبيه ؟!

قالتها ليلي بإستغراب وهي تجلس علي المكتب تستذكر محاضراتها مستغلة أن اليوم هو الجمعة وإجازة رسمية لها من الجامعة ....جلس ادم بجوارها وقال:

-لا النهاردة مفيش شغل كتير في الورشة قولت اقعد معاكم النهاردة بقالنا كتير مقعدناش سوا ...بعد صلاة الضهر بإذن الله نقعد سوا نتفرج علي فيلم زي زمان ...

-يا حبيبي يا أبيه ...

قالتها ليلي وهي تنهض وتحتضنه وتقول:

-تعرف انت اكتر واحد فاهمني ...يا سيدي بلا مذاكرة بلا قر*ف ...كده كده اخري بيت جوزي ...

شدها ادم من أذنها لتتأوه هي ليقول هو :

-نعم يا حيلتها بتقولي ايه ...بلا مذاكرة بلا ايه ...لسانك عايز ق*صه يا ليلي ...لا يا حبيبتي انا مش دفعت دم قلبي دروس وكلية وتقولي اخرك بيت جوزك ...أيوة صحيح عايز افرح بيكي بس الاول افرح بشهادتك...وانا مش هجوزك الا لما اشوفك دكتورة كبيرة افتخر بيها وبعدين نشوف موضوع الجواز ...يعني هي الرجالة هتطير...

-اه ..خلاص يا أبيه بهزر والله ...أنا اكيد هتخرج الاول متقلقش ...

-برافو عليكي ...أيوة كده دي هي بنتي ...

جلست ليلي بجواره وقالت:

-ابيه انت هتعيش فين لما تتجوز ...

-هعيش هنا هو انا ليا مكان تاني ...

قالها بهدوء لتتسع عيني ليلي وتقول بصدمة:

-نعم هتعيش هنا !!!

نظر إليها ادم وقال:

-فيه ايه يا بنت ...أنتِ مش عايزاني اعيش معاكم ولا ايه ....ايه يا لولا افتكرت انك هتفرحي...

-اكيد هفرح يا أبيه ...بس هي مراتك هتوافق تعيش هنا ...

هز كتفيه وقال:

-ومتوافقش ليه ...هي هتنبسط اووي معاكم ...وأنتِ هتعامليها زي اختك الكبيرة صح يا ليلي ..

قال جملته الاخيرة بتح*ذير فضحكت ليلي بتوتر وقالت:

-انت ليه محسسني اني عف*ريتة وهاكلها ...اكيد هعاملها كويس ...

ضحك وقال:

-اصلي عارف شغل الغي*رة ده بين النسوان..

ضحكت ليلي وهي تدلك عنقها بتوتر وقالت:

-والله علي حسب لو حبيتها اكتر مني ممكن اكلها ...أبيه ادم مفروض ميحبش حد اكتر من ليلي ...ولا ايه يا أبيه ...

شدها من وجنتها وقال:

-متخافيش يا عفر*يتة مش هحب حد اكتر منك ...يالا كملي مذاكرة والا مفيش افلام وانا رايح احضرلك الفطار بما أن ماما ومرام نايمين لسه ...

هزت ليلي رأسها وهي تكمل دروسها ونهض ادم إلا أن رنين جرس الباب أوقفه ...نظر بإستغراب الي الباب ونظر إلي ساعته وقال :

-مين هيجي الساعة تسعة الصبح ...

هزت ليلي كتفها وهي تشعر بالحيرة ليقترب ادم من الباب وينظر من العين السحرية لتتجمد ملامحه بأكملها نظر إلي ليلي وقال:

-ده جابر عزام ...

ثم فتح الباب وملامحه متجمدة بأكلمها وقال:

-اهلا يا جابر بيه ...

ابتسم جابر له وقال بتوتر:

-روحت الورشة وملقيتكش يا آدم يا بني فقولت اجي هنا أنا اسف اني جيت في الوقت البدري دي ...

كانت ليلي تنظر بفضول الي جدها ....بينما ادم ما زال متجمد وهو ينظر إليه ...كانت ملامحه باردة كالجليد..

-ايه يا آدم مش هتقولي اتفضل ؟!

قالها جابر بعد صمت طويل شعر من خلاله بالتوتر ..

-اتفضل ...

قالها ادم ببطء رغم أنه لم يرغب حقا أن يدخله منزله ...ما زال ادم رافضا اي تعامل حقيقي مع جابر عزام ...ما زال يعتبره عد*وه ..

-اتفضل هنا ..

قالها ادم وهو يشير إلي الأريكة التي كانت بعيدة نسبيا عن ليلي 

جلس جابر بهدوء ..نظر ادم الي ليلي التي تنظر إليهم بفضول وقال:

-كملي مذاكرتك في اوضتي يا ليلي

-حاضر يا أبيه ...

قالتها ليلي وأخذت اشيائها بهدوء وغادرت 

بعد ما غادرت ليلي ..نظر ادم ببرود الي جابر وقال:

-خير يا جابر عزام عايز ايه ...

-انا طالب منك خدمة تاني وبتمني انك توافق ...

...........


امام قصر جابر عزام ...كان آدم يقف هو وليلي ....بعدما طلب منه جابر عزام  أن يكون هناك زفاف وطلب أن يشتري  لمهرا فستان زفاف ..طلبت منه مروة بشكل شخصي أن يذهب معها وقرر هو اصطحاب ليلي معه بعدما رفضت مرام ...تنهد آدم وهو يفكر أن مرام بالتأكيد سوف تفهم دوافعه ... بالتأكيد سوف تقف بجواره كما كانت تفعل دوما ......

-دلوقتي أنا مش فاهماك يا أبيه ...انت هتتجوز البنت دي عادي ...ليه بقا رافض تدخل البيت ...يعني انت هتتجوز من البيت ورافض تدخله ...انت غريب اووي ...

ابتسم ادم وقال:

-بطلي رغي هتخليني ان*دم اني اخدتك معايا ...

تعلقت ليلي بذراعه بشقاوة ثم قالت في رجاء محبب لقلبه :

-ينفع اجيب فستان احضر بيه فرحك ...بالله عليك وافق ...يعني هتجيب فستان فرح للغريب وانا لا ...

نظر إليها ادم وقال:

-جيبي ليكي فستان يا نص*ابة...والله ما حد مفلسني غيرك يا عفر*يتة أنتِ أنا خايفة وقت ما تيجي تتجوزي تاخدي حيطان البيت معاكي وتخلينا علي الحديدة ...

هزت ليلي كتفها واغمضت عينيها بغرو*ر مصطنع وقالت:

-ده حقيقي هو انا قليلة ولا ايه يا أبيه ده انا فاكهة البيت لازم اتجوز جوازة ملهاش حل ...

- طبعا يا انسة ليلي ...

-حاساك بتتري*ق يا أبيه ...

ابتسم وهو يشد وجنتها ويقول:

-هو أنا أقدر يا شعنو*نة أنتِ...

..

 اخيرا خرجت اخيرا مهرا من القصر وهي ترتدي بلوزة حمراء ضيقة قليلا وجيب قصيرا ...وقفت باهتة وهي تتطلع الي ادم وهو يشاكس شقيقته الصغيرة ...كانت ملابسه بسيطة للغاية ...تيشرت ازرق علي بنطال جينز ولكنه بدا وسيم بشكل غير اعتيادي ...كيف يكون بتلك الوسامة والبساطة في نفس الوقت ..عرفت مهرا أن وسامة ادم ليس بسبب شكله الجميل فحسب ولكنه يمتلك جاذبية رجولية خاصة ...حتي ابتسامته حقيقية وكأنه رائق البال بعد كل ما مر به ...لقد حكت لها والدتها عن ادم وعن ما واجهه كي ينفق علي أسرته ...لا تصدق أن الشاب مثله استطاع فعل كل هذا ...لا تصدق علي الاطلاق ..

فجأة لمحتها ليلي لتشهق وتقول:

-يخربيتك يا غب*ية آدم هينفخك .. ...

نظر ادم الي مهرا لتتسع عينيه بغ*ضب وما هي إلا ثواني وقد كان أمامها وقال من بين أسنانه:

-غ*وري غيري القر*ف اللي أنتِ لابساه ده انا مش واخد معايا رقا*صة . 

-افندم 

قالتها مهرا بغضب ليصرخ بها:

-غيري اللي أنتِ لابساه ده والا اقسم بالله ما فيه فرح!!!

......

بعد نصف ساعة  ...

كانت تسير مهرا بجوار ادم وهي ترتدي بنطال جينز وبلوزة واسعة طويلة...كانت تنظر إليه بضيق بسبب تس*لطه..

-ابيه أبيه حابة اشرب عصير قصب من هنا ممكن 

-حاضر ..

ثم أمسك كف ليلي وكاد أن يذهب الا انها توقف فجأة وقال لمهرا :

-ما تيجي...

هزت هي رأسها ببرود وقالت:

- لا شكرا هستناكم هنا ..

مط شفتيه وقال:

-براحتك...

ثم ذهب هو وليلي ...

وقفت مهرا تنتظر بضيق فجأة تجمدت تماما وصوت مألوف يقول:

-ميمي حبيبتي ...

نظرت لتجده مروان ...واقف مبتسم وينظر إليها بخ*بث قائلا:

-ايه الصدفة الغريبة دي ...بجد وحشتيني اوووي ...

-امشي..

قالتها مهرا برعب ليقترب مروان منها ويمسك كفها ويقبله وسط صدمتها ويقول:

-عايزين نرجع ايام زمان يا ميمي أنا محتاجك بجد ..

-مهرا!!!

صوت ادم جعل مهرا ترتعش من الر*عب ...نظرت إليه بصدمة لتجده واقف هو وليلي ...ليلي مصدومة وملامح ادم متقلصة من الغضب...والصدمة نالت مروان أيضا وهو ينظر إلي ليلي !!!!

يتبع

#عروس_رغما_عنها

#سولييه_نصار 


رواية عروس رغمًا عنها الفصل التاسع 9 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية عروس رغمًا عنها)

تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)

تابعونا عبر أخبار جوجل من هنا (روايات شيقة ❤️)

روايات شيقة ❤️
روايات شيقة ❤️
تعليقات