رواية عروس رغمًا عنها الجزء الثانى 2 الفصل الثالث 3 بقلم سوليبة نصار
رواية عروس رغمًا عنها |
رواية عروس رغمًا عنها الجزء الثانى 2 الفصل الثالث 3
الفصل الثالث(انتحار)
تجمدت مكانها وهي تسمعه ينطق بتلك الكلمات ...للحظات ظلت مبهوتة ...لا تصدق ما تسمعه وقالت:
-عيد تاني قولت ايه ؟!!
تنهد مروان وقال:
-قولت اني ملمستش مهرا ...والله ملمستهاش يا ليلي ...صحيح حاولت ورتبت كل حاجة عشان اعمل كده بس مقدرتش ...أنا مأذتهاش في الليلة دي ...
اتسعت عيني ليلي وهي تنظر إليه ...كانت لا تصدق الي اي مدي وصلت حقارته ..
-يعني انت ملمستهاش واوهمتها ده كله انك اغتصبتها!!!
نظر مروان للأرض وهو يشعر بالخجل من نفسه ...لم يستطيع أن يبرر لنفسه أو أن يتكلم حتي بينما يشع من عيني ليلي الكره ...الكره لهذا المختل عقليا.
توتر مروان وقال:
-انا عارف اني غلطت ...
-عارف انك غلطت ...لا كتر خيرك والله كويس انك عارف ...وياريت تعرف كمان أن الكلام الفارغ اللي بتقوله مش هيحصل أنا مستحيل ابصلك... مستحيل افكر فيك ...انت شيطان ...شيطان وهتفضل دايما كده ....
ابتلع ريقه وقال:
-ليلي أنا عايز بس فرصة وهتغير ...
-انت مجنون ..فرصة ايه اللي اديهالك يا مختل عقليا ...انت انسان بجد مش طبيعي والافضل تعرض نفسك علي دكتور نفساني يعالج الخلل اللي عندك وتنسي قصة اني ابصلك من الأساس...
لمعت عينيه فيما يشبه الدموع لتكمل هي بقسوة:
-مستحيل افكر في شيطان زيك ...بتأذي البنات عشان تعوض النقص اللي عندك ...لانك انسان ناقص ومريض ..انت ازاي تتجرأ اصلا وتفكر اني ممكن احبك بعد اللي عملته معايا ومع اخويا ...اسمعني كويس ...وديني لو شوفتك قريب مني لاقول لآدم يقتلك عشان نخلص منك ومن شرك ده ..
ثم تركته وغادرت وقد قتلت الامل داخله ...تصاعدت الدموع لعينيه وهو يشعر بألم كبير في قلبه ....يشبه الم فقده لوالدته!!! وكأنه فقد اخر فرصة للحياة ...فقد اخر فرصة ليكون سعيدا !!!
..........
بعد نصف ساعة ....
دخلت ليلي المنزل وهي تبحث عن مهرا حتي وجدتها تقف في المطبخ بمفردها وكانت تلك هي الفرصة الوحيدة لكي تتكلم معها....اقتربت ليلي منها وامسكت كفها ...نظرت إليها مهرا بحيرة وقالت:
-فيه حاجة يا ليلي ولا ايه ...
كانت ليلي تنظر إليها ...ابتسمت مهرا وقالت:
-مالك بتبصيلي كده ليه ؟!
-مهرا ...مروان مش اعتدي عليكي ...هو ملمسكيش اصلا !..
-عارفة !
قالتها مهرا وهي تبتسم براحة ...ولكن ابتسامتها اختفت وقالت:
-وانتِ عرفتي من فين يا بنت أنتِ ؟!
-هو اللي قالي كده !
-مروان !!!
قالتها مهرا بصدمة ثم أكملت:
-ومروان شافك فين ؟!
ارتبكت ليلي وقالت:
-جالي الكلية وقالي كده ...
توترت مهرا وامسكت كف ليلي وقالت:
-اسمعيني يا ليلي كويس ابعدي عن البني ادم ده ...ده واحد مختل عقليا وممكن يأذيكي
ابتسمت ليلي وقالت:
-متقلقيش عليا يا مهرا أنا النهاردة اديته اللي فيه النصيب اوعدك مش هيقدر يقرب مني تاني ...المهم أنا فرحانة اووي باللي سمعته ...الحمدلله يا مهرا
ثم ضمتها إليها وقالت:
-ربنا يحميكي دايما .
ابتسمت مهرا بسعادة وعينيها ابتلت بالدموع بسبب الحب الشديد الذي تحصل إليه ...فجأة حاوطهما ادم وعانقهما وقال:
-نفسي اعرف الحب الغريب اللي بينكم ..أنا بدأت اغير !!!
ضحكا سويا وكل منهما ينظر للآخر
.........
-ابعد ...ابعد يا بني آدم انت ونزلني!؛
صرخت حياة وهي تضرب علي ظهر احمد بينما هو يلج بها الي شقته وشقتها سابقا !!
لا تصدق ما فعله...لقد اختطفها فعليا من المقبرة وادخلها سيارته قسرا ثم اتي بها الي هنا !!! ...لم تكن تصدق وقاحته...كيف يجرؤ ويعترض طريقها مرة اخري الا يكفي ما فعله بها ...الا يكفي أنه دمر حياتها ...سرق أموالها ...ماذا يريد ايضا !!!هل يريد أن يقتلها ...يسلب روحها !!
كادت حياة أن تجن بسببه ...
وضع احمد حياة علي الأرض وهو ينظر إليه ببرود ...رفعت كفها لتصفعه ولكنه امسك كفها وقال:
-اهدي يا حلوة والافضل متمديش ايديك لأكسرها ...جاوبي علي اسألتي عشان تمشي من هنا بهدوء ومش عايز أي عناد فاهمة ولا لا ...
دفعته وهي تبتعد عنه وتصرخ :
-مش هجاوب علي أي اسئلة وياريت تغور من هنا...خلاص مش عايزة اشوفك ...ابعد بدل ما ابلغ البوليس عندك واقول أنك خطفتني ..
ابتسم بسخرية وقال؛
-لا خوفت ...بجد خوفت منك يا حياة
نظرت إليه بعصبية وقالت:
-ابعد عني يا اخي ...ابعد خلاص ...حرام عليك عايز ايه تاني ...عايز تموتني!!!
- قولتلك هو سؤال واحد بس ...وبعدين امشي براحتك ...ايه بينك وبين مروان ؟!
قالها بينما عينيه السوداء تبرقان بعنف اخافها ...حاولت السيطرة علي جمود وجهها رغم المشاعر التي تعصف بها من الداخل وقالت:
-ملكش دعوة يا أحمد...
اقترب منها ثم جذبها اليه وهو يلوي ذراعها خلف ظهرها ويقول ببرود مخيف:
-هسألك تاني واحسنلك تجاوبي..ايه بينك وبين مروان !!
كانت تنظر إليه بصدمة وهي تحاول التحرر منه ..وتقول:
-قولتلك ملكش دعوة ...ملكش حق تعرف بعد ما سبتني يوم فرحنا ...ابعد عني ...انت اتجننت !!
كانت محقة ...يشعر انه مجنون...هو يحتقرها ...خدعها وتركها ليلة زفافها ...اذن لماذا تنفجر البراكين داخله عندما يراها مع مروان ... لماذا هذا الشعور الغريب بالتملك تجاهها ..وكأنه حقا يحبها ...هو لا يفهم ...حقا لا يفهم ...
كانت نظراته تتغير ...من نظرات الغضب ...لنظرات اخري اخافتها ...رباه لو حدث ولمسها الآن سوف تنهار هي غير محصنة امامه بالكامل ...ولكنها استحضرت في بالها كلمات طبيبها النفسي ...وعندما وجدته يقترب بوجهه منها انحرفت قليلا ثم غرست اسنانها في وجنته تعضه!..
صرخ احمد بألم ولكنه لم يتركها ..لتضرب هي بكعبها العالي قدمه فصرخ بألم أكبر وتراجع تاركا اياها...وبكل الغل الذي في قلبها من جهته وجهت ضربه نحو ساقه وقالت:
-دي عشان متتجرأش وتلمسني تاني ...
ثم ركضت من امامه ناحية باب الشقة وحاولت ان تفتحه لكي تخرج من المكان ولكن يبدو ان الباب موصد بالمفتاح ...صوت رنين المفتاح جعلها تستدير وتنظر بأعين متسعة لأحمد الذي يغطي تعابير وجهه الألم ولكن رغم ذلك قال بتسلية وهو يمسك المفاتيح :
-يا خسارة يا حياة يظهر أنك مش هتقدري تطلعي من هنا الا برضايا !!
اقتربت منه وهي تحاول ان تأخذ المفتاح ولكنه وضعه بسرعة في جيبه وهو يكتفها بذراعيه بينما شفتيه تقترب من شفتيها ويقول:
-جاوبي علي سؤالي يا حياة والا أنا مش مسؤول عن اللي هعمله دلوقتي ...
كان بتنفس بسرعة وهو ينظر إليها ...يشعر بقلبه يهدر داخل صدره !!....
بينما حياة شعرت بالضعف يغزوها وهي تراه بهذا القرب ...
انسابت دموعها وهي تقول بضعف :
-احمد ابوس ايديك سيبني ...سيبني !
ولكن احمد لم يتركها بل اقترب منها وهو يمتلك شفتيها وشعر انه ينصهر بها .. الدموع انفجرت في عينيها بينما تستقبل قبلاته بضعف غير قادرة علي ابعاده ..فجأة تذكرت مشهد لها...مشهدها بفستان الزفاف وهي تنتظر عريسها الذي لم يأتي!!!..قررت ان تخدعه كي تهرب من هنا ...بادلته قبلاته ليتركها هو ويمرر كفيه علي ذراعها ...انسلت كفها الي جيبه واخذت المفتاح دون ان يشعر ثم ضربته في ساقه بعنف أكبر من ذي قبل ليتراجع وهو يتأوه بقوة لم تضيع هي وقتها وذهبت الي الباب وفتحته وخرجت !!!!
.........
ارتعش جسد ليل وهي تري النيران التي تشتعل بعيني أنس ...كان غضبه مخيف فعليا ...وعرفت وقتها انها قد تجاوزت حدودها كثيرا ...كان الغضب الذي تراه علي وجه أنس غضب مخيف ...اول مرة تراه غاضب لتلك الدرجة .
-ا...انس ..
قالتها ليل بتلعثم وهي تنتفض من الرعب ...
-انا مش ....
كانت الكلمات تتهاوي من شفتيها وهي تري غضبه المخيف ...ابتلعت ريقها بينما هو يقترب منها كوحش علي وشك التهام فريسته ...
وصل أنس إليها ثم امسك ذراعها بعنف حتي كاد أن يحطم عظامها !!!
تألمت ليل وتأوهت وهي تحاول أن تسحب ذراعيها منه ولكن دون جدوى ...غزاها الرعب أكثر وهي تري وجهه الخالي تماما من المشاعر ...
-أنس...سيب أيدي انت بتوجعني !
قالتها ليل بتألم وهي تشعر أن عظامها سوف تتحطم بفعل قسوة كفه ...كانت النيران تشتعل بعيني أنس وهو يقول بصوت عنيف:
-دادة لو سمحتي طلعي ملك أوضتها ...
هزت نعمة رأسها وهي تسحب ملك التي كانت تنظر لوالدها بخوف ...أنها المرة الأولي الذي تراه غاضب لتلك الدرجة ...
خافت ليل علي نفسها وهي تجده غاضب لتلك الدرجة ...
رفع انس يده الأخري ثم أمسك فكها بعنف وهو يضغط عليه حتي شعرت أن أسنانها سوف تتكسر ...تصاعدت الدموع لعينيها ليقول هو بصوت عنيف:
-تعرفي قادر اضربك دلوقتي واكسر عضمك كله ..والله أنتِ تستاهلي الضرب ...لكن للاسف متعودتش امد ايدي علي ستات ...عايزة تبعدي بنتي عني يا ليل ....ده في احلامك وبالنسبة للاتفاق اللي بيننا بليه واشربي ميته صدقيني هعمل المستحيل عشان ملك تكون معايا وساعتها لا أنتِ ولا امك هتشوفوها ...
دفعها بعنف وقال :
-من النهاردة ممنوع تدخلي البيت ده لا أنتِ ولا الست الوالدة وبيني وبينكم هيبقي المحاكم وبس
ثم جذبها مرة أخري خارج الفيلا الخاصة به ودفعها للخارج حتي سقطت علي الأرض بعنف وقال:
-فؤاد وصل الهانم برا الفيلا ولو شوفتها دخلت بيتي تاني اعتبر نفسك مطرود!!
نهضت ليل وانسابت دموعها من عينيها وهي تشعر بالإهانة من فعلة انس...لم تكن تصدق أن انس الراقي سوف يتصرف معها بتلك الطريقة ...لطالما كان هادئ ويتعامل برقي ولكن الغضب الذي تراه الأن مخيف ...
وهي تعرف تأثير من هذا ...
رفعت راسها وعينيها الخضراء تبرق بغضب وقالت:
-يظهر ان حبيبتك اللي جاية من العشوائيات خليتك لوكال يا أنس....
غضبه تضاعف وهو يقترب منها ...تراجعت ليل وهي تظن انه سوف يضربها وبالفعل رفع يده لكي يصفعها ولكن توقف في اللحظة المناسبة !!! وقال وهو يكز علي اسنانه:
-لو جيبتي سيرتها مرة تاني اقسم بالله يا ليل لأقتلك...وانا بنفسي هطردك يا ليل ...
جذبها من ذراعها وهي تصرخ به.....انفتحت البوابة اليا عندما اقترب انس منها ثم دفعها للخارج وقال:
-لو جيتي هنا تاني أنا هكسرلك رجلك ...فاهمة ولا لا !!!
ثم ولج للفيلا وهو غاضب وتركها تنظر الي اثره وهي تبكي بشدة ...لا تصدق كيف انفجر في وجهها !!
.......
كانت ملك جالسة في غرفتها ...وجهها الصغير يحتله الحزن ..كلمات ليل المسممة تسيطر علي عقلها...هل من الممكن ان انس لن يحبها إن تزوج ...
-ملاكي .
ارتجف جسدها وانس يهتف بإسمها...نظرت ملك إليه وما زال الحزن يسيطر عليها...
اقترب انس منها وضمها بقوة وهو يقول:
-كل الكلام اللي قالته مش حقيقي يا ملك ...
لم ترد ملك ليبتعد انس عنها ويمسك ذقنها ويقول:
-ملك انتِ بنتي ...أنا اللي ربيتك ...وهتفضلي دايما بنتي اللي بحبها جوازي من مرام مش هيغير ده ابدا ...فاهمة ولا لا ..
ابتسمت له وقالت:
-فاهمة يا بابي ..
-حبيبة بابي ..
قالها وهو يضمها بقوة وفكر ان اللعب الآن اصبح علي المكشوف وهو يجب أن يتصرف!!
..........
في المساء ....
كانت كارما شاخصة عينيها للأعلي ...تضع كفها وهي تشعر بالخواء ...لقد فقدت ابنها...فقدت املها في تلك الحياة ....تصاعدت الدموع لعينيها وشهقت وهي تبكي ...قلبها يعتصر من الألم ...تريد الصراخ والبكاء بصوت عالي ...تريد تحطيم العالم كله ولكنها متعبة ...منهكة للغاية لدرجة انها لا تقوي علي النهوض ....
....
ولج سامر الي غرفتها ونظر إليها بحزن ...منذ اتي بها من المشفي وهي صامتة بتلك الطريقة الغريب ...تبدو وكأنها انفصلت عن العالم كله ....الطبيب نصحه ان يعرضها علي طبيب نفسي عندما استقبلت موت طفلها ببلادة ....سامر يشعر حقا بالخوف عليها ...يخاف عليها ان تخضع لخطر الاكتئاب...لذلك قرر ان يفاتحها في امر الطبيب النفسي ...وسوف يبقي معها وان يبتعد عنها حتي لو طلبت هي منه هذا ...لن يبتعد عنها ...سوف يكون بجوارها ....
-كارما
قالها بتردد وهو يشعر بالتوتر ولكنها لم ترد عليه ...اقترب اكثر منها وقال:
-كارما مينفعش اللي بتعمليه ده وحدي الله يا حبيبتي ..
نهضت وهي تنظر إليه بكره ...مسحت دموعها وهي تغلي من الغضب بسببه وقالت:
-انت بتعمل ايه هنا ؟!امشي !!!
-كارما !
قالها بتوتر ولكن كرهها لم يخف !
-عملت اللي عايزة صح يا سامر ؟!!قتلت ابني وارتاحت !!
قالتها وعينيها تشع كرها ...
بهت سامر وهو ينظر إليها وقال:
-قتلت ابنك؟!انتِ بتقولي ايه يا كارما...أنا اقتل ابني ؟!
كان مصدوم ...مجروح وهو يري الاتهام في عينيها ...كان لا يصدق انها تتهمه هكذا ...
هزت رأسها وقالت بقوة:
-ايوة ...ايوة انت اللي قتلته ...أكيد طلبت من الدكتور انه يجهض البيبي....عملت اللي عايزه صح....وصلت للي نفسك فيك وقتلت ابني !!!
قالتها وهي تصرخ بعنف وتبكي ...كانت لا تدري ماذا تقول ولكن الجرح في قلبها كان كبير ...
كانت كمن يحتضر ...لا تصدق انها فقدت طفلها ...املها في تلك الحياة ...كيف تعيش الأن..كيف !!...
نظر سامر الي كارما بخوف وهو يري انهيارها ...الطبيب كان محق ...يجب أن يعرضها علي طبيب نفسي والا الأمر لن يكون جيدا !!
-كارما ممكن تهدي...
-مش ههدي ...مش ههدي...انت قاتل انت اللي قولتلهم يجهضوا ابني ...
اقترب منها بغتة وامسك ذراعيها وهو يصرخ بها:
-اعقلي يا كارما اعقلي وافهمي أنا مستحيل أعمل كده مستحيل ...انتِ اللي وقعتي ...ده كان حادث مش بسببي أنا ...حرام عليكي ...ليه عايزة تحمليني أنا الذنب !!!
حاولت ان تبعده وهي تصرخ:
-انت مكنتش عايز الطفل ده ...مكنتش عايز حاجة تربطني بيك ..وارتحت اهو مفيش حاجة تربط بيننا امشي بقا ...امشي وسيبيني في حالي ...امشي ....
دفعته بعنف وقالت:
-اطلع برا ...خلاص اطلع مش عايزاك ...وانا عايزة اتطلق...مش عايزة اشوفك تاني ...خلاص امشي ...اطلع من حياتي اطلع ...اه ...
صرخت وهي تبكي وتضع كفها علي بطنها ثم وقعت علي الأرض ....
انسابت دموع سامر وجلس بجوارها وهو يضمها إليه وقلبه يتمزق من الالم ...
-انا عايزة ابني يا سامر ...عايزة ابني ...جيب ليا ابني ابوس ايديك ...جيب ليا ابني ...أنا هموت من غيره .....
-وحدي الله يا حبيبتي ...نعوضه بإذن الله ...كارما أنا مش هتخلي عنك ...هنعدي ده سوا ...أنا مش هسيبك ابدا ...هفضل معاكي دايما ...
هزت راسها وقالت:
-لا لا يا سامر مينفعش ...احنا مينفعش نبقي مع بعض ...طلقني وسيبني وروح ...سيبني في حالي !
أبعدها قليلا وقال وهو يعانق وجهها :
-انا مش هسيبك يا كارما ..مش هسيبك حتي لو أنتِ قولتي كده انا مش هسيبك ...
-انا مش عايزاك ...
قالتها بقسوة ليرد هو :
-بس أنا عايزك....أنا بحبك!
...........
صفعة عنيفة حطت علي وجنة ليل لتقع علي الأرض وهي تبكي بعنف ...
-غبية...غبية ...وهتفضلي طول عمرك غبية ...ضيعتي كل اللي بنيته بسبب غباءك ...
صرخت بها والدتها بعنف لتشهق ليل وهي تبكي ...كان قلبها ينزف من الالم ...لا تصدق المعاملة السيئة التي تلقتها علي يد أنس ...لقد اهانها انس واهدر كرامتها ...
اقتربت والدتها منها ثم شدت شعرها وهي تصرخ قائلة :
-انتِ واختك مفيش اغبي منكم ...دايما بتبوظوا خططي ....لا هي فالحة ولا أنتِ ...انتوا الاتنين متخلفين بتجروا ورا الحب والكلام الفاضي ده ...سيبتي انس بكل فلوسه يعدي من بين ايديكي ...
تاوهت ليل وهي تصرخ بعذاب:
-انا مش عايزة فلوس ...مش عايزة ..أنا عايزة انس ...انس وبس !!
اقتربت والدتها منها وهي تكز علي اسنانها بفعل الغضب ...غضبها كان كبير ...ابنتها الغبية تلك من تظن نفسها ...هل تريد ارتكاب خطأ شقيقتها الغبية ...جذبت ليل من شعرها لتصرخ ليل بعنف بينما تقول هي:
-نعم يا روح امك ...هتقولي حب تاني ومش عايزة فلوس...حب ايه يا حمارة انتِ الحب مش هيأكلك ولا يشربك ...الفلوس بس ....فلوس انس هتخليكي سعيدة ...مسمعش كلمة أنك بتحبي أنس مرة تاني ...لو قولتي كده تاني وديني اقتلك ...فاهمة ولا لا ...
بكت ليل ولم ترد عليها ...لتصرخ والدتها :
-انطقي يا ليل فاهمة ولا لا !!!
انتفضت ليل وهي تقول بصوت مخنوق:
-فاهمة ...فاهمة ...خلاص بقا سيبيني في حالي حرام عليكي !!!
نظرت إليها نيرمين بقرف وخرجت من الغرفة لتستمر ليل في البكاء ...قلبها يؤلمها...كم تتمني لو والدتها تفهم أنها لا تهتم بالمال ...هي تحب انس ...تحبه وتريده ولكن انس يشمئز منها لانه يظن أنها تركض خلف الأموال مثل والدتها....ولكن ليل حقا تحبه ومستعدة أن تثبت له أنه اهم من أموال العالم !
..........
في غرفتها ...
كانت نيرمين تجلس وهي تشرب سيجارتها بتوتر ...عينيها الخضراء تبرق بغضب ...ابنتها الغبية حصلت علي عداوة أنس وهي تعرف ان انس ليس سهلا ...هو لن يمرر ما فعلته بسهولة ...هو بدأ بالتحرك الآن ولو لم تتصرف سوف تخسر كل شئ!! ولكن الاسوأ انها لا تستطيع التحرك الا إذا انس تزوج من مرام ...الأفضل الأن ان تجعل ليل تبتعد عن أنس وتتقي غضبه ...هي لا تريد أن تفشل كل مخططاتها بسبب ابنتها الغبية ...هي لن تترك تلك الاموال الطائلة...هي ليست بتلك الغباء....هي تتساءل كيف لم ترث أي من ابنتيها ...نوارة وليل خضعا للحب ولكن هي لا ...تتذكر كيف أنها عندما كانت شابة كيف تركت الرجل التي تحبه لانه لم يكن غني ...ولم.يستطع تحقيق أحلامها وتزوجت من رجل في سن والدها ...رجل غني يستطيع تحقيق جميع أحلامها ...صحيح لم تحبه ولكن أمواله كان سبب كبير لتكمل تلك الزيجة وانجبت منه ليل ونوارة ...ومن حسن حظها أن هذا الرجل مات وبقت هي حرة ولكن دوام الحال من المحال ...بسبب غباءها وحبها لرجل اخر تقرب منها وتزوجها منذ خمسة عشر سنة تقريبا وأخذ جميع أموالها والقاها هي وابنتيها في الشارع ...والان ...الان اتت فرصتها كي تصبح ثرية من جديد ...كان لديها أمل في نوارة ابنتها ولكن نوارة خانتها والان ليل تتبع خطا شقيقتها الغبية وهي لن تسمح بهذا ....سوف تعيد ليل الي الطريق المستقيم ...سوف تستولي علي أموال أنس مهما حدث ..هي لن تستسلم...
وقفت نيرمين وهي تطفئ سيجارتها وقالت:
-بنات اخر زمن ...قال حب قال ..هتعمل زي العبيطة نوارة ...ماشي يا أنس أنا هوريك !!
..........
-يا امي ابوس ايديكي أنتِ عارفة أن مبيهونش عليا زعلك ...ابوس ايديكي اتكلمي معايا !
قالها علي بيأس لوالدته التي ترفض بإصرار أن تتحدث معه ...كانت غاضبة منه للغاية ...تريد ضربه علي ما فعله ...كيف يجرؤ علي ترك تلك المسكينة وكل هذا من أجل ميار التي دمرت حياته تماما...كانت تشعر والدته بالقهر عليه ...القهر لانه لا يستطيع أن يخرج تلك المرأة من عقله !!!
-عايزني اكلمك بعد ما فسخت خطوبتك من ورد وكسرت قلبها ...قولي ازاي يا علي ...ازاي اسامحك علي اللي عملته ...بقا تكسر البنت المسكينة دي عشان ميار...مش ميار دي اللي كسرت قلبك ..ميار اللي خلتك تعاني طول فترة حياتكم سوا ...قولي يا علي ازاي تبدأ الماس بالتراب انت اتجننت !!!
جلس علي بجوارها وامسك كفها وهو يقول محاولا اقناعها:
-يا ست الكل يعني يرضيك اتجوزها واظلمها معايا ...أنا مبحبهاش أعمل ايه يعني ...هي تستاهل حد احسن مني بكتير...أنا مقدرش أعمل زي ما ميار عملت معايا ...مقدرش اظلمها بالشكل ده ...ورد تستحق حد يحبها ...والحد ده مش أنا يا امي ...أنا للأسف الشديد لسه بحب ميار وانا مش هدخل حد حياتي وانا قلبي مع حد تاني ...الظلم وحش يا امي ...
دفعته وهي تقول بغضب:
-ومادام الظلم وحش يا قلب امك خطبت ليه البت وربطتها بيك ..اديتها ليه آمل ...هو أنت فاكر كده أنك كويس ...لا يا حبيبي فوق انت وحش يا علي ...علقت بيك بنت وسيبتها ...
نهضت والدته وذهبت ليشعر هو بالإختناق ...كان يشعر وكأن كل شئ انهدم علي رأسه!
...........
-اهو علي اللي رفضته بسببه عرسان كتير وفرص متتعوضش سابك من غير تردد ...ياريت تكون ارتاحتي دلوقتي يا انسة ورد ...اهو نفذلتك اللي حضرتك عايزاه وغرقتينا كلنا ...خليكي بقا كده لحد ما تعنسي ومحدش يعبرك..خلي علي ينفعك ...
قالتها والدتها بقسوة لتبكي ورد بعنف وهي لا تصدق ان علي فعل هذا بها ...لقد احبته وهو حطم قلبها ...لقد القت قلبها وكرامتها تحت قدمه وهو داس عليهما...حطم قلبها وكسر كبرياؤها وكرامتها ...ام هي من فعلت هذا عندما تمسكت بمن لم يحبها ...كانت تختنق ...لا تعرف ماذا تفعل ...هي تشعر انها سوف تموت ...
-ماما ابوس ايديكي كفاية ...أنا فيا اللي مكفيني ...أنا ليه محدش حاسس بيا ...انتِ فاكرة اني مبسوطة ...أنا قلبي اتكسر يا ماما ...علي كسر قلبي ...حاسة اني هموت من القهر ...أنا كنت مبسوطة وقولت أخيرا هتجوز اللي بحبه....بنيت احلامي يا ماما...بس كل احلامي اتهدت قدام عيني...تخيلي كل حاجة تتهد قدام عينيكي ...سعادتي راحت وبقيت تعيسة ....
نظرت إليها والدتها وهي تشعر بالشفقة علي صغيرتها....لم تكن تريد أن تعاني ابنتها بتلك الطريقة ...ابنتها عانت بسبب ذلك الاناني ...كانت تعرف ان علي لم يكن يحب ورد بل كان يريد استغلالها ولكن بسبب اصرار ابنتها عليه وافقت عليه ....لم تكن تريد أن يكسر قلبها...ولكن للأسف قلبها انكسر بكل الاحوال!!!
اقتربت والدتها منها ثم ضمتها إليها. هي تقول بصوت مهتز :
-يا عبيطة أنا بنصحك ...علي ده عمره ما حبك ومش هتبقي سعيدة معاه ....واحد زيه ميستاهلش تبكي عليه ..ده تطلعيه من عقلك وقلبك كمان ....انسيه يا ورد وشوفي الفرص اللي بتجيلك ...متوقفيش حياتك عشانه يا بنتي ابوس ايديكي ...أنا قلبي واجعني عليكي ...
ابتعدت ورد وهي تنظر إليها وتبكي ...ولم تكن قادرة حتي علي الرد عليها او علي التفكير !!
...........
في اليوم التالي
في غرفة ادم ومهرا ♥️
كان ادم يضم مهرا إليه وهو نائم بهدوء ..فتحت مهرا عينيها وهي تستيقظ من نومها واول ما قابلها هو وجهه الوسيم ...ابتسمت له بحب ورفعت كفها وهي تتلمس وجنته بلطف ...لا تصدق انها سعيدة لتلك الدرجة ...فجأة شهقت وهي تستوعب شئ....شعرها المشعث !!!لو استيقظ ادم وراها بتلك الطريقة سوف يصاب بنوبة قلبية أكيد ...وهي لا تريد أن ترعبه لهذا نهضت ببطء كي تمشط شعرها ولكن فجأة شهقت وادم يجذبها إليه مرة اخري قائلا:
-رايحة فين يا بسبوستي ؟!
ابتلعت ريقها وهي تراه ما زال مغمضا عينيه...فجأة فتح عينيه وكانت صافية جدا ...ابتسم.لها بحب وقال:
-صباح الخير ...
-مصرختش يعني من الرعب لما شوفت شعري منكوش!!
ضحك ادم وهو يمرر كفه في شعرها المشعث ويقول:
-ده لاني بحبك ...بحبك بكل حالاتك ...بحبك وانت لسه صاحية من النوم ...بحبك وانتِ منكوشة ...بحبك وانتِ احلي واحدة في العالم وبحبك برضه لو كنتي وحشة ...
ابتسمت بحلاوة وقالت :
-وانا بحبك بكل حالاتك حتي لما بتكون دبش
-انا دبش ؟!
قالها بإستنكار لتهز رأسها وتقول:
-ايوة دبش اووي كمان بس بحب دبشك ....بحب لسانك الطويل وبحبك اكتر لما تكون رايق كده...
ضمها إليه وقال:
-وهحاول دايما اني اكون رايق عشان تحبيني اكتر ...أنا تحت امرك يا أميرتي ...
-انا النهاردة عايزة اروح لجدي وابقي معاه طول اليوم ...
-وانا هوصلك واروح علي شغلي ولما اخلص اعدي عليكي عشان اجيبك اتفقنا ..
قالها بجدية لترد هي :
-مفيش داعي تتعب نفسك ..
قاطعها وهو يضع كفه علي فمها وقال:
-لا مراتي مش هتيجي لوحدها من المستشفى لهنا ...أنا هاجي اوصلك يا قمري. ..
اتسعت ابتسامتها وقالت:
-طيب يالا نقوم بقا ولا نقضي طول اليوم واحنا باصين لبعض كده ...
-ياريت ابصلك طول حياتي بالشكل ده يا مهرا ومش هشبع منك ابدا ♥️
..........
في شركة أنس .....
في مطعم الشركة ...
كانت مرام تجلس وهي تتناول غداؤها عندما تجمدت فجأة وهي تراه يدخل المطعم ...حاولت السيطرة علي انتفاضة جسدها ونظرت الي طعامها وهي تأكل لكي تنتهي وتذهب ...نظر انس حيث توجد مرام ...ابتسم بلطف وهو يقترب منها ...ارتعشت مرام أكثر وأخرجت هاتفها وادعت الانشغال به لكي تهرب من عينيه التي تركزت عليه
..اخذت تدعي داخل قلبها الا يقترب منها...ولكن للاسف كان يقترب أكثر وبسهولة جلس علي المقعد المقابل لها ..
سعلت مرام بتوتر ليبتسم انس ...هو يعشق خجلها المميز هذا ...حتي برودها معه يعشقه...يعشق كل ما يتعلق بها وهو يعد الايام حتي يجتمع معها !...
تعلقت عيني انس بها بينما هي تنظر للاسفل ...كان يمكنه الشعور بتوترها ...لا يعلم لماذا يحب ان يشاكسها بتلك الطريقة ولكن ارتباكها يعجبه ...يعرف ان لديه تأثير ما عليها ...فليس من العدل ان يكون لها كل ذلك التأثير عليه وهو لا يمتلك أي تأثير عليها حتي ...
اخرج هو أيضا هاتفه وادعي انه منشغل به ...فجأة رن برقم المحامي الخاص به لينهض كي يرد عليه ...
ما ان نهض اني حتي تنفست هي بعمق ثم بدأت بتحريك يدها لتهوية نفسها وقالت:
-اخيرا قام ...
ثم بدأت بإكمال طبقها بإستمتاع ...
.....
-ايوة يا ياسر قولي آخر الاخبار؟؛
قالها أنس وهو يشعر بالتوتر ...فبعد ان طرد ليل بتلك الطريقة القاسية كان يجب أن يتحرك لانها لن تتركه او تترك ابنته... مستحيل ان يجعل ليل او والدتها تحصلان علي ملك ...لقد وصاه اخاه ...لانه يعرف كم ان ليل ووالدتها لا يصلحان لتربية طفلة.
.يعرف كم الفساد الذي يقبع داخلهما ..وهو لن يسمح لصغيرته ان تتربي تحت جناحهما ...هو يدرك جيدا ان لا ليل ولا والدتها يهتمان بملك...يدرك ان المال هو هدفهما ولكن يقسم أنه سوف يحمي ملك وثروتها ....انتظر انس بصبر لكي يستمع الي كافة التفاصيل ...
تنهد ياسر واخبره:
-للاسف يا انس موضوع العقد مصعب عليك الموضوع ...ده غير أنك عم ملك مش ابوها والحضانة للجدة من ناحية الام ...
-بس جدتها اصلا مش مهتمة بيها ...دي كلبة فلوس والكل عارف !!
قالها انس بإنفعال ليرد ياسر :
-واحنا لازم نثبت ان الجدة غير مسؤولة عشان تبقي ملك معاك دايما...اما كده او حاول تحلها ودي يا انس ...اديها شوية فلوس يمكن تحل عن سماك...متقلقش أنا هدور علي أي حل ...ملك مش هتبعد عنك ابدا !
اغمض أنس عينيه وقال:
-اتمني ده يا ياسر ...أنا مش عايز اخسرها دي بنتي !وهما ماسكيني من ايدي اللي بتوجعني ...عموما أنا هحاول اتواصل مع ام ليل لانها رأس الافعي ...اللي بتخطط لده كله ...اشوف اخرها معايا ايه ...
-بس متنفعلش يا انس ...عايزك تبقي هادي...هما ممكن يستغلوا غضبك ويستفزوك ...
ابتسم أنس وقال:
-متقلقش ان شاء الله خير ...سلام يا ياسر وشكرا اووي علي اللي بتعمله معايا.
-متقولش كده يا باشا احنا اخوات ..
ثم اغلق معه ياسر ليتنهد أنس ويسير تجاه المطعم ...فجأة تجمد وهو يجد ذلك الموظف علاء الذي طلب من مرام الزواج من قبل واقف بجوارها...وما هي الا ثواني الا واقترب أنس منها وعينيه تشع غيرة :
-ازيك يا استاذ علاء فيه حاجة ؟!
بهت علاء وهو ينظر الي أنس وقال بتلعثم :
-مفيش يا استاذ انس أنا بس كنت بتكلم مع انسة مرام في موضوع خاص و ...
قاطعه انس بإبتسامة باردة وقال:
-طيب ياريت متتكلمش معاها في أي مواضيع خاصة تاني ...لانها خطيبتي يعني تخصني !!!
............
بعد نصف ساعة ...
كان أنس جالس علي مكتبه وهو رائق البال....يبتسم بسعادة كلما تذكر شحوب وجه علاء وذهابه مسرعا من امامه...
رن هاتف المكتب ليرد انس علي سكرتيرته التي اخبرته ان مرام تريد رؤيته ...
ابتسم أنس وقال:
-خليها تدخل ...مرام تدخل في أي وقت ومن غير استئذان...
....
ولجت مرام الي مكتبه وجهها احمر من الغضب وقالت:
-احنا مش مخطوبين!
ابتسم أنس وقال:
-كلها مسألة ايام ونتخطب وبعدها نتجوز ...كل شئ بأوانه...
-استاذ أنس مينفعش تحرجني بالطريقة دي قدام ...
توقفت عن الكلام وهي تجده ينهض وعينيه تبرق بشكل غريب ...مخيف وقال :
-انا بغير يا مرام خاصة من واحد طلبك قبل كده...صدقيني بغير ...وهفضل ابعد أي حد يحاول ياخدك مني ...متعرفيش أنا بعمل ايه عشان اتجوزك ..صدقيني متعرفيش ...أنا بحارب خوفي عشانك !
...........
في المساء ..
خرجت مهرا من المشفي وهي تشعر بالتعب الشديد واخرجت هاتفها لتتصل علي ادم ولكن فجأة وجدته امامها بإبتسامة جميلة مثله ...ابتسمت له وقالت:
-كنت لسه هتصل بيك ...
-وانا أهو جيتلك يا أميرتي ..اخبار جدك النهاردة ايه ؟؟
سألها بإهتمام وهو يداعب شعرها لتبتسم وتقول:
-الحمدلله بيتحسن اووي يا ادم....أنا مبسوطة اوووي...
-يارب دايما تكوني مبسوطة كده ...يالا نروح البيت ...ماما عاملالنا المكرونة بالبشاميل اللي بحبها ..
-ماشي يالا ...بس هو ممكن نتمشي شوية...
تظاهر بالتفكير لتكمل هي :
-لو مش حابب يعني أنا معنديش مشكلة و ...
ضحك وامسك كفها قائلا:
-طلباتك اوامر يا أميرتي...
....
كانت كمن يطفو علي غيمة وردية بينما يمسك كفها ويسير بجوارها ...لقد ادركت ام هناك جنة علي الأرض عندما نكون بجوار من نحب ...رباه كم تعشق ادم ...هي تعشقه بطريقة مخيفة ...تعشقه حد الألم ...حد السعادة ...حد الموت ...تعشقه بكل كيانها...تشعر ان روحها ارتبطت بروحه...كانت ابتسامتها تشعر وهي تنظر إليه وتقول:
-انا بحبك اووي يا ادم ...بحبك وبخاف..
مازحها قائلا:
-ايه خايفة اتجوز عليكي مثلا !
ضربته علي كتفه وقالت:
-طيب اعملها كده.وانا اقطعك حتت حتت واوزعك علي الناس ..
تظاهر ادم بالخوف وهو يقول:
-ايه الرعب ده يا مهرا ...بقيتي متوحشة كده ايه يا حبيبتي ...
توقف وقال:
-متقلقيش أنا مكتفي بيكي انتِ وبس ..
ابتسمت وردت عليه:
-ليه عشان أنا مميزة صح؟!
-لا عشان كرهتيني في صنف الحريم ..
-فعلا جلنف !
قالتها بغضب ثم دفعته ليضحك وهو يركض خلفها ويقول:
-استني يا مهرا ...من فين سمعتي جلنف دي ..قعدتك مع ليلي بوظتك !!!
..............
في المنزل ...
كان الجميع ملتف حول طاولة الطعام يأكلون سويا ...نظرت مهرا الي ادم بخبث وقررت ان تعاقبه علي مزاحه الثقيل معها...انزلت كلها تحت الطاولة وامسكت بكفه اليمين فجأة ..
-بتردهالي يعني ؟!
همس بها ادم لمهرا التي تبتسم بخبث...فهي فعلت مثلما فعل من قبل ..أمسكت كفه اليمين تحت طاولة الطعام وبالتالي لم يستطع أن يأكل ....
ضحكت مهرا وعينيها العسلية تلمع بخبث ثم غمزت له وهي تغرز شوكتها في المكرونة وتأكل...
نظرت حسناء بحيرة إلي ادم الذي لا يأكل ويتأمل مهرا وهو يبتسم ... ابتسمت وقالت:
-ايه يا بني ..أنا عملتلك المكرونة بالبشاميل اللي بتحبها فبدل ما تأكل بتتأمل مهرا ..كل الاول وبعدين اتأملها براحتك ...
كتمت.مهرا ضحكتها بمهارة كانت تشعر بالشماتة لأن والدته أحرجته ...نظر ادم الي والدته وقال ببراءة:
-انا نفسي اكل طبعا يا ماما بس اعمل ايه ومهرا ماسكة أيدي اليمين من تحت الترابيزة ...
سعلت مهرا بعنف بينما رفع ادم كف مهرا الممسك بكفه وأكمل:
-اهو شايفة يا امي
تركت مهرا كفه ونظرت الي طبقها ..وجهها احمر من الخجل وكادت أن تبكي ...نظرا كل من ليلي ومرام إليها بشفقة ...المسكينة وقعت فريسة لمزاح ادم الثقيل
-ادم بس..
قالتها حسناء وهي تنظر بشفقة الي مهرا التي تذوب من الخجل ...
نظر ادم إليها وقال:
-ايه يا آنسة أنتِ معندكيش اخوات ولاد !!
-ادم خلاص يا باي علي تقل دمك كسفت البنت !
زعقت حسناء به ..ليضحك ادم وهو يمسك كف مهرا ويقبله قائلا:
-اللي يحبك ينكشك يا ميمو ♥️
ضحك الجميع من حولها الا هي كانت تغرق من الخجل ....
.....
في غرفة ادم ومهرا ...
كان ادم يضحك بقوة بينما مهرا تضربه بقوة وهي تصرخ به :
-انا بكرهك ....بكرهك .....
شدها اليه ثم وضعها علي الفراش امسك ذراعيها وثبتها جيدا وهو يقول بعنف عاطفي:
-بس أنا بحبك ..
ثم انحني وهو يخدرها بقبلاته مزيحا ضيقها منه !
...........
بعد يومين ايام....
كانت مهرا تكاد تطير من السعادة وهي تري جدها بتحسن بسرعة كبيرة ....كما أنه سوف يخرج اليوم ...كانت حقا مرتاحة ...وهي تري وجهه الذي استعاد لونه ولكن ما احزنها لمحة الضعف والحزن التي سكنت عينيه عندما اخبرته والدتها ان ادم تبرع له بالدماء وحسناء اتصلت لكي تطمئن عليه ...لقد لمست التغيير في وجه جدها ...ابتلعت مهرا ريقها وهي تدرك ان جدها قد تغير وربما يكون عرف انه علي خطأ ...ولكن سيبقي السؤال المعلق الأن ...هل سيغفر ادم ام لا ؟!هل سينسي ما فعله جده به ام سيظل علي حقده وكراهيته له...تمنت من قلبها أن ينسي ادم ما تعرض له بسبب جده ...تمنت ان ينسي ويغفر ...ولكن قررت ان تنتظر وتعطيه الوقت الذي يحتاجه ...
-انا جهزت .
قالها جابر وهو يبتسم بتعب ...كان ما زالت آثار التعب علي وجهه ولكنه تعافي بشكل كبير ...
امسكت مهرا ذراعه وقالت بحب مرح:
-ايه الجمال ده يا جدو...شكلك كأنك رجعت عشرين سنة لورا ...أنا بنفسي هدورلك علي عروسة ...
ضحك جابر وهو يقبل رأسها وقال:
-لو واحدة حلوة زيك انا معنديش مانع يا مهرا ...
-وانا أهو جهزت الشنطة...
قالتها مروة وهي تقف بجوارهما لتقول مهرا:
-طيب يالا عشان نمشي من هنا ...أنا جاية معاك وهبات النهاردة كمان معاك يا جدي ...
ابتسم الجد ولكن سريعا اختفت الابتسامة من وجهه وقال بتردد:
-هو ادم مجاش النهاردة؟!
نظرت مهرا الي جدها بحزن ولكنها قالت بسرعة:
-لا جه يا جدي ...جه وصلني وراح لشغله ..المسكين الشغل فوق راسه ومحدش بيساعده ...متزعلش منه يا جدي ...
تنهد جابر وقال:
-وحتي لو فاضي يا مهرا مكانش هيجي ...أنا عارف حفيدي ...لسه بيكرهني وانا مهمهوش ...حتي لو موت مش هيزعل عليا ...
-بعد الشر عليك يا جدي متقولش كده!!ادم والله أكيد بيحبك بس هو مخبي ده جوا قلبه...هو لو كان بيكرهك ليه هيتبرع بالدم ليك ...ليه هيفضل سهران طول الليل ويمشي الصبح بعد ما اطمن عليك ...هو بيحبك يا جدي بس محتاج شوية وقت ...اديله وقت عشان ينسي يا جدي ومتزعلش منه بالله عليك ...وبعدين يا سيدي ربنا يديلك طول العمر وانا اهو معاك ومش هسيبك ابدا ...
ابتسم جابر وهو يضمها اليه ويقول:
-وانا سعادتي متتوصفش أنك جنبي يا بنتي ...أنا مبسوط بوجودك معايا ...
-اكيد طبعا لازم تكون مبسوط عشان انا موجودة !
ضحك جابر وقال:
-اه بس لو تبطلي لماضة يا لمضة انتِ ..
-مش هبطل لماضة يا جدي ...ويالا بقا عشان نمشي من المكان ده أنا زهقت منه ...
-ماشي يالا ..
قالها جابر وهو يستند عليها لكي يخرجا من المشفي ...
كانت مهرا تمازحه وهي تخرج من المشفي بينما هو يضحك بسعادة ...فجأة اختفت الابتسامة من وجه مهرا وهي تجد ادم يقف امام المشفي ...استمرت في السير مع جدها الذي شحب هو الاخر وهو يري حفيده ...وكاد ان يسقط ولكن ادم امسك كله وقال بنبرة خالية من المشاعر :
-خليني اوصلك للعربية بتاعتك.
لم يتحمل جابر ما به من مشاعر وبغته عانق ادم وهو يبكي !!
.........
كانت عائدة الي المنزل وهي تشعر بالتعب ...لقد بحثت عن أي عمل ولكن دون جدوي ...لا يمكنها ان تعيش عالة علي خالتها المسكينة التي ليس لديها أي مصدر رزق الا معاش زوجها ...المسكينة من أول ما اتت هنا وهي لا تري أي احد من اولادها يزورها ...لقد نسوا والدتهم تماما ...كيف ينسوا كل ما فعلته معهم ...لا تصدق ميار كيف يمكن للإنسان ان يكون قاسي لتلك الدرجة ...تصاعدت الدموع لعينيها وهي تعدل وضع حجابها...من وقت ما قص والدها شعرها وهي تغطيها بالحجاب...لم تظن ابدا انها سوف تتحجب ابدا ...
هزت رأسها وهي تريد تصفية عقلها من أي شئ...تريد التركيز علي حياتها الجديدة ....سوف تنسي كل شئ ...سوف تنسي والدها وادم وحتي علي ...سوف تنسي الجميع وتركز علي نفسها فقط ...
اتجهت الي المنزل بقلب ثقيل وما ان ولجت الي المنزل حتي تجمدت وهي تري خالتها نوال فاقدة الوعي !!!
.......
-انا قولت انساها يا مروان مستحيل ترضي بيك !
قالتها حياة وهي تنظر إلي مروان الذي تدهورت حالتها النفسية بحزن ...كان قلبها يتمزق عليه ...منذ حدث ليلي وهو بتلك الحالة حتي الطبيب النفسي لم يستطع مساعدته ...
نظر مروان إليها وقال؛
-عندك حق لازم انساها ..هي مستحيل تبصلي ..وانا اصلا مستاهلش حبها ..
اشفقت عليه لأنها تدرك المه جيدا وخرجت من السيارة وهي تقول:
-طيب نتقابل بكرة يا مروان سلام ..
هز رأسه لتتجه هي الي البناية التي تسكن بها ...
صعدت حياة حتي وصلت لشقتها وفتحت الباب وما كادت أن تدخل حتي صرخت بعنف وهي تجد من يمسك ذراعها ...نظرت لتجد أحمد الذي دفعها للداخل ثم اغلق الباب ...
-كنتي معاه صح !!!
-انت اكيد مجنون !!!
امسك احمد ذراعها وقال:
-ردي علي سؤالي لاني مش هسيبك الا لما تردي ...بتروحي تعملي ايه معاه ...بياخدك.شقة...
وقبل أن يكمل جملته كانت تصفعه بقوة وتصرخ:
-انت مريض ورخيص وفاكر الكل رخيص زيك ...أنا كنت بروح لدكتور نفسي يا مريض !!!
قالت جملتها الأخيرة وسرعان ما أصابها الندم !!!
-دكتور نفسي ؟!!بتروحي لدكتور نفسي !!
قالها احمد بصدمة وهو ينظر الي حياة ...نظرت إليه حياة بغضب وهي علي وشك الانفجار واتجهت الي الباب ثم فتحته وهي تقول ببرود يخفي نيران تتأجج داخلها :
-اطلع برا لو سمحت وملكش دعوة بيا ...خلاص اللي بيننا انتهي وانت اللي نهيته بإيدك....فخلاص سيبني في حالي لو سمحت...
اقترب منها واغلق الباب ثم امسك ذراعها وقال :
-حياة ..أنا مكانش قصدي ااذيكي بالشكل ده ...أنا من أول ما عملت كده وانا تعيس في حياتي افتكرت ان ...
دفعته وقد بدأت تنهار بشكل سئ ...وضعت كفها علي اذنها وهي تبكي وتقول:
-بس ...بس ...بطل كدب ..بطل تحاول تخدعني تاني ...انت عايز ايه ...عايز ايه فلوس واخدتها وبيت واخدته ...عايز ايه مني تاني ..عايز تموتني ...عايز تشوفني ميتة قدامك ...
-حياة أنا ...
قالها بتوتر وهو ينظر الي انهيارها المرعب لتستمر هي في البكاء وتقول:
-مش كفاية عقاب بقا ليا ...أنا توبت. ...والله توبت وندمت علي اللي عملته في مهرا بس ده.كتير...ده عقاب كبير !!!
بهت أحمد وقال بصوت حاد:
-انتِ عملتي ايه في مهرا ...انطقي يا حياة !عملتي فيها ايه !
استمرت هي في البكاء ولم ترد عليه ...اقترب احمد منها وه دون يمسك ذراعيها ويهزها ويقول:
-انطقي يا حياة عملتي ايه في مهرا ... انطقي...
كانت منهارة ولم ترد عليه ابدا
-حياة ردي ...عملتي ايه ...وتقصدي ايه بعقاب ...
شهقت حياة بعنف وقلبها يعتصر من الالم ...كانت لا تستطيع أن تكتم السر أكثر من هذا ...سقطت أرضا وهي تبكي وبدأت تتكلم ...بدأت تقول علي ابشع شئ قد.فعلته في حياتها ...ذنبها الذي يقيدها!!!
...
بعد أن انتهت حياة من سرد فعلتها نظر إليها احمد بصدمة وقال:
-انتِ اكتر إنسانة مقرفة شوفتها في حياتي !وتستاهلي انك تكوني لوحدك طول حياتك ...أنا مش قادرة اصدق اني حبيت واحدة بالرخص ده !!!
ثم تركها منهارة وذهب !!!
.......
بعد قليل ...
كانت تمسك عبوة الأدوية وهي تبكي .
.كلمات احمد تصدح في عقلها ...كيف أخبرته بذنبها ....لقد رأت نظرات القرف في عينيه ..احمد شعر بالاشمئزاز منها ...كما هي تشعر الان..
مسحت دموعها وأخرجت محتويات عبوة الدواء ثم تناولتها كلها ورمت العبوة ونامت علي الأرض وهي تتقبل موتها بسلام ...كان نفسها يتباطئ...عينيها تنغلق لوحدها فجأة ابتسمت بسعادة وهي تري والديها...رفعت يديها لهما وقالت:
-انا جيالكم...جيالكم ...
ثم سقطت ذراعها.!!!
يتبع
#عروس_رغما_عنها
#سولييه_نصار
رواية عروس رغمًا عنها الجزء الثانى 2 الفصل الرابع 4 من هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية عروس رغمًا عنها)
تابعونا على التليجرام من هنا (روايات شيقة ❤️)
تابعونا عبر أخبار جوجل من هنا (روايات شيقة ❤️)